ورقتان..وحَفْنَةُ حُزْنٍ..وبقايا أشياء!
تنبيهٌ:
هاتان ورقتان في خزانة عتيقة لمريضٍ مُهْمَلٍ في زاويةٍ من زوايا العالم .. أوصاني بِنَشْرِهِمَا خشيةَ الضَّيَاعِ،، ضياعِهِ..
،، وها أنا ذا أفعل..
قِطفٌ من الكَرْمَة قبل وُلُوجِ مَرَارَةِ النَّص
جداريَّةٌ:
ما الحُبُّ إلا قُوَّةٌ تُخرج النَّفْسَ
وتُشيعُهَا في الوجود كُلِّه،،
أو تُدْخِل الوجودَ كُلَّهُ إلى النفس
وتدعه شائعاً فيها...
ولهذا فمهما يبلغ من سَعَةِ العالَمِ
فإنه لن يمتلئ عند المحب..
إلا بواحدٍ فقط ،،
هو الذي يحبه!
الرافعي..رحمه الله
الورقة الأولى
(1)
الثالثة فجرًا.. هكذا يَزْعُمُون..فجرًا!!
علمتُ أخيرًا أن الوجع لا يملك ساعةً في يده حينما يخترق مساحات السكون ليتعثر بي أو أتعثر به قُبَيْلَ الفجر بثلاث ساعات/ أو بثلاث دقائق/ أو بثلاثة أيام!! فَيَمنعني النوم..
على مسافة أربع دمعات وسجدةٍ..بين الظلام والظلام..مُتِّكئا على مِنْسَأَةِ اصْطِبَار يخشى أن تبليها عواصف الوَحْشَةِ ومطر الحزن الأسود..محاصرٌ بالليل والرياح..
\
\
كيف يعيش المحاصر بالليل والرياح..وما له إلا أَسْمَالٌ بالية من الألم، وبقايا من خَفَقَاتٍ في جانبه الأيسر؟!
الكُلُّ غادره/ أو غَدَرَ به الكلّ..فهو مَغْدُورٌ /مُغَادَرٌ/ مُغَادِرٌ..مُهَجَّرٌ/ مُهَاجِر/ مَهْجُورٌ..مُخْتَنِقٌ في شَرْنَقَةِ وجع، متأرجِحٌ على مِشْنَقَةِ ألمٍ أَشْفَقَ عليه، فوَسع حبْلَهَا قليلًا قليلًا، قدر ما يَسَعُ شَهْقَةَ دَمْعٍ وزَفْرَةَ أَسَفٍ..
ويَبْقَى منه البقايا..البقايا التي تعيشُ.. التي تتكَلَّمُ.. التي تُحَاوِلُ.. التي تتعَبُ.. التي تقوم.. تصوم.. تَبْكِي.. تحزن.. التي تبتسم، حتى لا يقال: لا يبتسم..التي تتكلم، حتى لا يُقَال: كثير الصمت..تُرْشِدُ وتُعين حتى لا يقال: ماتتْ فائدته..
العيش في البقايا،، فُتَات البقايا..الحرصُ على ما تبقى،، الأملُ فيما يبقى..البقـ ـ ـايـ ...ا..
%%%%%%%%%%%
الرابعة صباحًا... هكذا يقولون..صباحًا!!!
_________________
إنه يبكي يا ربّاه..
إنه يتألم يا الله..
إنه..وإنه وإنه ياالله!
إنه المطرودُ من وَهَجِ الحضور إلى عَتْمَة الـ "كان"..
المهاجِرُ من لحظات الأنين إلى ساعات الحنين..
الوجه الشاحِبُ على الجسد المَسْكُونِ بالبرد..حتى تَتِمَّ المُعَادَلَةُ بين احتراق الباطن وبرودة الظَّاهِرِ..
العين الذابلة التي التمعت يومًا برؤية "حديقة الصباح"..
"الصباحات" المَصْلُوبة على جدار الحزن في زاويةٍ خاصةٍ بعيدة..
الصباحات التي كانت له..مُخَبَّئة معتقة في قارورة ياسمين..!
الـ "غــــدا". .الذي لم يزره بعدُ..
الذي لمْ يَقْتَرفْ زيارَتَه بعْدُ..!
صار (غَدُهُ) عكس حركة الحياة، والتاريخ، وصيرورةِ الأشياء..صار غَدُه ما كان أمس..!
أترى كان أينشتين مُحِقًّا في تفسيره حركةَ الأشياء بأنها هي التي تتحَرَّك لا نحن؟!
فقد تحرك كل شيء من حوله وبَقِي وحيدًا..
وبكى وحيدًا..
واحتضن جمرة القيظ وَحِيدًا..
كم تلفَّع بضحكةٍ صاخبة من ذلك التفسير،..والآن يُطْرِقُ بين يديه باكِيا!
يبدو أنه مأذونٌ له بحركةٍ واحدة.. واحدةٍ فقط: القفز من عالم إلى عالم.. بالإيَابِ إلى الغِيَابِ..
تركه الكُلُّ/ هكذا حَرَكَةُ الأشياء:..وانحرف عنه الكُلُّ،، في استقامةٍ ضالَّةٍ على قانون المادة!
إنه يبكي يا ربَّاه
إنه يتألم يا الله
إنه وإنه وإنه يا الله
تم تصغير هذه الصورة. أنقر على هذا الشريط لعرضها بالمقاس الأصلي. مقاس الصورة الأصلي هو 840×629 وحجم الملف 91 كيلوبايت.
$$$$$
الخامسة والعشرون غُرْبَةً:
يسير في الكون بعينٍ مَصْلُوبَةٍ مسلوبةٍ منها الدهشةُ، وحزنٍ حاسرِ الرأس، وصمتٍ يتدَلَّى من فمه الْمُقْفَل!
يتحَسَّسُ الطريق إلى فَرْحَةٍ تأوي إليه، ويسخرون منه قائلين: لقد تاه الفرح منذ سنين، وينادون عليه في الأزقة والطرقات وعبر نشرات الأخبار وفي جرائد المساء والصباح..!
يضحكون..
يَتَبَسَّم..
بدا أنه تَبَسَّمَ..
لكنَّ عينيْهِ كان لهما كلامٌ آخر!
ثم يمضي إلى "كَرْمَتِهِ"..وهنالك يجلس بين الصمت والأشياء والسكون والحنين..يرعى كَرْمَه..ويقوم إلى الظل متوضئا ليناجي ربه..
إنه يبكي يا رباه..
إنه يتألم يا الله..
إنه وإنه وإنه يا الله
~&~~~~&~~~&~~~
الرابعة ألمًا..
مُسْتَطيلٌ دمي لكي يتَّسِعَ لامتداد حُزْنِي..
أصحب الليلَ.. الأمطارَ.. الجدرانَ اليابسةَ..الحاراتِ المعتمةَ..ويتيمًا -مثلي- استقالَ من الطفولة منذ جُرْحَيْنِ ونِصْف...المسافرين على حافة الكون، والمْهُمَشِّين في الشُّقُوق الرَّطْبَةِ بدموعهم،، ذئابَ الفلاة،، غِيلانَ الظلام،، قوافلَ الرياح،،هجيرَ الغربةِ/ والكربةِ/الألمِ /الدمعِ الجراحِ..والعابرين على الوجود مُسَلِّمِين مُرتَحِلينَ.. مَنْسِيِّين مَنْفِيِّين..
يتمتم:
(عوى الذِّئْبُ ..
فاستَأْنَسْتُ بالذئبِ إذْ عوى
وصَوَّتَ إنسانٌ ..
فكدت أطيرُ!)
\/ \ / \ / \ /
فرقٌ كبيرٌ بين مَن يحتاج غيرَه من أجل مَلْءِ فراغِه به،، ومَن يحتاجُ إلى تحقيق وجوده بروحٍ بها قِوَام الحياة..
ولكن ..
مالي وسور الـ "لكن"؟!!
....
...
..
.
.
.
.
(فراغٌ بالأصل).. وبعده:
كَرِهْتُ صحبة الْمُجَلَّدين في جلودِهِم،،
الْمُزَوَّرِينَ على الإنسانيةِ..الْمُزَنَّرِين َ بالدِّينارِ والدِّرْهَم والمغنم..
أفٍّ لكم جميعا يا سماسِرَةَ القِيَمِ..
دعوني جميعًا..وارحلوا عني جميعًا..فقد كرهتكم جميعًا..
...
تعبت..
رباه تعبت..
لا أُحسنُ الوَصْفَ ولا التركيز..
لا أحسن الكلام /الكتابة ولا بناء عبارةٍ..
إنه يبكي يا رباه
إنه يتألم يا الله
إنه..وإنه وإنه يا الله
..
الورقة الثانية
لم أَجِدْهُ كتب فيها غير قوله تعالى:
" ربِّ اشْرَحْ لي صَدْرِي ويَسِّرْ لي أمري واحْلُلْ عُقْدَةً من لِسَانِي يَفْقَهُوا قَوْلِي"...إلى قوله تعالى:" كي نُسَبِّحَك كثيرًا ونَذْكُرَكَ كثيرًا إِنَّكَ كُنْتَ بِنَا بصيرًا"..
ومن تحتها أثر دمعةٍ ..
وهنا قيل: انتـهَى..
تمت المقابلة ليلًا قبيل الليل المُشْمِسِ/ النَّهارِ..!
نَسَخَهُ عن الأصل بحرْفِه وَلَفْظهِ وصمْتِه :وجدان/ سيد/ شيء آخر...
م0ن