السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من الضرورة أختي الكريمة أن تكون مراجعة القرآن ذات أولوية كبرى لديك في برنامج حياتك ولست هنا أقصد المبالغة بل المقصد هو جعل وقت خاص بالمراجعة وأن تعتني بالمراجعة أكثر من اعتنائك بالحفظ بمعنى أن تكون المراجعة هي ذات الأولوية الأولى فالمراجعة دائما وأبدا دين لك ومنهج ثابت وقد قال عليه الصلاة والسلام عن القرآن : ( تعاهدوا هذا القرآن فو الذي نفسي بيده لهو أشد تفلتا من الإبل في عقلها )
ولعل أن نقرب الموضوع ونضعه على شكل نقاط للتوضيح
1:- اجعلي لك منهج تسيرين عليه ويكون لك كالواجب اليومي ,لابد من ذلك لكي تضبطي محفوظك أن يكون لك رؤية في مراجعة محفوظك السابق والحالي ( الجديد ) خلال فترة معينة محددة وواضحة مع الآخذ بالاعتبار للمستجدات والظروف والطوارئ المحتملة
2:- كوني جادة في الالتزام ببرنامج المراجعة الذي وضعتيه لنفسك لا تتخلي عنه أيا كانت ظروفك وأيّا كانت إلتزاماتك بناء على الخطة التي رسمتيها قبل فيكون لك وقت خاص تراجعي فيه محفوظك , المهم لا تركني للصوارف وتأنسي بالملهيات وتنساقي مع مجريات الحياة وتغرقي في بحر المشاغل العادية بل أحيانا الغير ضرورية
3:- اجعلي لديك مبدأ أن المراجعة مقدمة على الحفظ فالأهم هو ضبط المحفوظ القديم وتثبيته وإتقانه وليس الاشتغال بحــفظ جــديد وفتح جبهة جديدة عليك , لذا عليك تعويد نفــسك على المراجعــة المستمرة المكثفة والقوية والتي تشعرين بالرضا منها
4:- حين تنتهي من حفظ سورة فلا بد من مراجعتها كاملة من أول السورة إلى نهايتها في مجلس واحد ولا تبدئي بحفظ سورة جديدة حتى تكوني راضية بدرجة عالية عن مستوى ضبطك للسورة قبلها
5:- اعلمي يقينا أن الحفظ الضعيف سيؤدي لانغلاق النفسية وعدم المراجعة أو لمراجعة ضعيفة ولذا من الضرورة بمكان أن يكون أساس الحفظ قوي فالحفظ القوي سبب لمراجعة مستمرة ومرضية
6:- الصلاة بالمحفوظ والمراجع سبب رئيس للتثبيت فاجتهدي في أن تقرئي في صلواتك من محفوظك الجديد أو من مراجعتك وليكن المصحف بجوارك(ضروري جدا) فما أن تخطئي فمباشرة بعد ما تنصرفي من صلاتك افتحي المصحف وانظري موضع الخطأ والصحيح فيها وتأمليها جيدا وانظري سبب الخطأ
وإن كانت تشابهت مع آية أخرى فانظري مباشرة في الآية الأخرى المشابهة لها وتأملي في الآيتين سويا وحاولي التفريق بينهما وضعي لكل آية رابط خاص بها
7:- من الوســائل المســاعدة التنافس مع زميلة أو صاحبة في المراجعة فتكون بينكما منهجية موحدة تراجعان ســويّا من خلال التقاءكما بالدار النســائية أو من خلال الهاتف أو الإنترنت فتسمع لك وتسمعين لها فهي تقرأ وتراجع وتسمع لك مثلا الأثمان الفردية وأنت تسمعين لها الأثمان الزوجية ثم إذا انتهيتم تنقلب المسألة فهي تأخذ الأثمان الفردية وأنت تكون لك الأثمان الزوجية وهذه المراجعة تكون مستمرة بشكل طويل ستجدي بإذن الله أثر ذلك رائعا جدا وما أجمل أن يكون الاجتماع على كتاب الله , ولك في نبي الله موسى عليه السلام أسـوة ( فبهداههم اقتده ) حين دعا ربه
( واجعل لي وزيرا من أهلي هارون أخي اشدد به أزري وأشركه في أمري كي نسبحك كثيرا ونذكرك كثيرا إنك كنت بنا بصيرا )
8:- استغلال المواســم الفاضلة كرمضان وعشر الحجة والأماكن الفاضلة كمكة والمدينة فهي فرصة لا تفوت حين يجتمع زمان فاضل ونفسية متهيئة
وعموما استغلال إقبال النفس حين تقبل على القرآن للتركيز على المراجعة وتكثيفها,ولا أنسى كذلك استغلال عصر الجمعة ليكون وقتا للمراجعة ولدعاء الله تعالى في آخر ساعة من الجمعة وهي ساعة عظيمة وشــريفة ,
وكذلك استغلال أوقات الانتظار في المستشفيات وغيرها كالمطارات أو في العمل عند الخروج حين انتظار الزوج أو الأخ ,
9:- عليك أختي الكريمة الاعتناء بالربط بين مقاطع الســورة والتي سـرت عليها خلال حفظك لهذه الســورة فهي مما يعينك على الضبط ,فاهتمي بربط هذه المقاطع وأعطيها شيء من التركيز والخصوصية لأنها هي مفاتيح تقودك للانطلاق ,
10:- اعلمي أن الانقطاع عن المراجعة سيؤدي بك تراكم نفسي ثم شعور بالإحباط ثم تراخ وانقطاع ثم إصدار الحكم على النفس بأني لا أصلح للحفظ , فلا تعطي لنفسك فرصة للتراخي وتتركي حبل المراجعة بل واصلي واستمري وأحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل ,
فلذا من المهم والضروري استمرار المراجعة ولو كانت نصف صفحة المهم أن تعيشي مع القرآن وتعيشي الهدف الذي تسيرين إليه والصعوبات التي تواجهينها مع إيجابيات تحصلينها أفضل بكثير من كونك تعيشي الأحلام الوردية دون أدنى إنجاز
11:- حاولي أن تراجعي بطريقة الترسيخ وهي بعدة طرق لعل اكتفي باثنتين منها والغاية منها هي نقل الحفظ من الذاكرة قصيرة المدى إلى الذاكرة طويلة المدى وهي على النحو التالي :
أ ) طريقة زائد ( + ) ثـمن وناقص ( – ) ثـمن
فمثلا تلتزمي بمراجعة جزء يوميا ولنضرب مثال بسورة البقرة فتراجعي أول يوم جزء كامل إلى سيقول السفهاء
في اليوم الثاني تزيدي ثمن( ربع حزب) بعد سيقول السفهاء وتنقصي ثمن ( ربع حزب من أول السورة ) فتقرئي من إن الله لا يستحي إلى إن الصفا والمروة وهكذا تزيدي واحد من هنا وتنقصي واحد من هناك لكن المراجع يكون جزء
ويمكنك مثلا مراجعة السور بنفس الطريقة فمثلا لو أنت حافظة الأجزاء 28و29و30فتراجعي اليوم الأول من المجادلة إلى التحريم
وغدا من الحشر إلى الملك وبعد غد من الممتحنة إلى القلم وهكذا , وبهذه الطريقة يكون جهدك منصب على الجديد وهو الزيادة المزادة فقط
ب ) تثبيت الحفظ بطريقة المراجعة المبرمجة ونضرب لذلك مثالا ....
إذا حفظت مثلا وأنهيت سورة الجنّ فينبغي عليك
# مراجعة سورة الجنّ في يوم إتمام الحفظ ثم
# تراجعي الجنّ من الغـــد
# تراجعي الجنّ بعد 3 أيّام من مراجعتها الأولى أي بعد 4 أيّام من الحفظ ثم
# تراجعي الجنّ بعد أسبوع من اليوم الثالث أي بعد 11يوم من يوم الحفظ ثم
# تراجعي الجنّ بعد أسبوعين من الأسبوع ثم
# تراجعي الجنّ بعد شهر من الأسبوعين ثم
# تراجعي الجنّ بعد 3 أشهر من الشهر ثم
# تراجعي الجنّ بعد 6 أشهر من أل 3 أشهر ثم
# تراجعي الجنّ بعد سنة من أل 6 أشهر
بهذا الشكل - بإذن الله تعالى – يكون الحفظ مثبتا بشكل جدا قوي
الخطورة تكمن في الحفظ وتركه وعدم العناية به والاهتمام به وكما قلت لكنّ ســابقا ما تحفظينه هو كنز عظيم ظفرت به فمن العقل والحصافة والواجب والضرورة أن تحافظين على هذا الكنز وجعله في حرز مكين داخل عقلك وفؤادك والعمل به ليكون حجة لك يوم يقوم الأشـــهاد .
م\ن للفائده