و لو تعرف شوقه إليك و إلى عودتك
لذبت شوقا إليه
و لعضضت أصابعك حتى يسيل منها الدم
ندما على ما فرطت في جنبه
هو سبحانه
الذي يبسط إلينا يديه و هو الغني الحميد
و نعرض نحن و نحن الفقراء المحتاجون
لا أدري أأقول
عجبا
أم أسفا
أم وااحسرتاه
أوحى الله لداود
" يا داود لو يعلم المدبرون عنى شوقى لعودتهم ورغبتى فى توبتهم لذابــو شوقا الى
يا داود هذه رغبتى فى المدبرين عنى فكيف محبتى فى المقبلين على
يقول الله عز وجل
"إنى لأجدنى أستحى من عبدى يرفع الى يديه يقول يارب يارب فأردهما فتقول الملائكة الى هنا إنه ليس أهلا لتغفر له فأقول ولكنى أهل التقوى وأهل المغفرة أشهدكم إنى قد غفرت لعبدى"
"
ما رأيك ؟
لن أقول لك كيف تعصاه ؟
و لكن سأقول
أمــــــــــــــــا تستــــــــــــحي منـــــــــــــــه ؟
لن أقول ألا تخاف عقابه
و لكن أقول
ألا يحزنك ويلهب فداؤك
أن تغضبه ؟
فمن يرضى عنك إذن ؟
من يرحمك ؟
من تحب ؟ إن لم تحب ربك حق الحب
حاول و جاهد ألا تعصاه
و إن غالبتك نفسك فلا تسئم من التوبة
و اعزم و أقسم على عدم العودة
و غالب نفسك
لأجله
و إن حدث وغالبتك نفسك
فلا تيئس
عد إليه
ابك بين يديه
تباكى إن كان قلبك قاسيا
اجعل صوتك خافتا .. أنينا
يـــــــــــــــــا رب
أذنبت
و لكني أحبك
عدت إليك
لأني أحبك
أفتردني و أنا أرجوك
في سورة الصافات تكررت آية " نعم العبد إنه أواب "
فما معنى أواب ؟
لم يقل سبحانه معصوما أو متعبدا ولكن " أواب "
و هذه الكلمة وحدها تضع قاعدة ذهبية في الإسلام
لو اتبعناها لكفتنا
" الأواب " كثير الرجوع إلى الله ، كثير الإنابة والتوبة
هو يذنب و يخطئ ولكن دائم التوبة والعودة والإنابة إلى الله
وذلك من صفات المتقين ، فيقول الله سبحانه وتعالى في
سورة }آل عمران{ عن المتقين الذين أعدت لهم جنة عرضها السماوات والأرض " و الذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم و من يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون "
لله ما أروعها من بشارة تثلج صدور أولئك الذين يظلمون أنفسهم
ما أعظمك يا رب
ما أحلمك
خيرك إلينا نازل
وشرنا إليك صاعد
يا لنا من جاحدين
بل قل غافلين ، و أي غفلة ؟!!!
السعادة أمامنا على طبق من فضة بل من ذهب
و نحن نلهث وراء المظاهر البراقة الخادعة
كالذي يلهث وراء السراب يحسبه من الظمأ ماء
و ما يعلم المسكين أنه سراب ، أبعد ما يكون عن الماء
و الحمد لله وحده المستحق للثناء والحمد والشكر
له النعمة و الفضل و المنة و الثناء الحسن