ليتها جـــــاءتْ إليهِ .. قبل ما يأتي الغــروبْ
فهْي نهرٌ من حنـانٍ .. ترتوى منـــهُ القلــــوبْ
كيف تأتى في زمان ٍ .. يرتدى ثوبَ الشحوبْ
آهِ مِنْ عمـــرٍ تشظى .. تائهــــــا ًبين الدروبْ
ينشدُ الأحلام َفي دنيا .. مزايــــــــــاها عيوبْ
إنها الأقدارُ تجــــــري.. ما لنا منها هـــروبْ
****
ليت أنَّ البحرَ لم يجـرفْ له ُيومــــــاً سفينَه ْ
موجهُ العاتى رماها خـلفَ أســـــوار المدينَه ْ
أغـرق الملاّحَ في جُــبٍّ ولم يرحـــــمْ أنينهْ
ليتها ظلّت علي المـيناءِ ترســـو في سكينهْ
*****
ليت أن البـدرَ ما أغـراهُ يوماً بالعطــــــاءْ
تهـطلُ الأنــوارُ منهُ كـلَّ حــينٍ في سخاءْ
ثم غـاب البـدرُ عنهُ عندما حــــلً المساءْ
أيها الـبدرُ تـدفّـقْ قـبل أنْ يـأتـى الشِّـتاءْ
***
ليتها ما أشعلتْ من قبلُ بالأشـــــــواق نــارَهْ
أشرقت في الصبح شمسٌ لم يجدُ فيها حرارَهْ
ثم غابتْ في غمام ٍ وهْي لا تدري انكســــارَهْ
فاحتسى القلبُ كئوساً مِن "بهاريز" المرارَهْ
****
ليت أن الطـيرَ لمْ يهرعْ إلي عُـش ٍ جـــــديدْ
ليت أنَّ الشمس ما مالتْ إلي الأفـْقِ البعيـدْ
ليتها ظلّـتْ لتعطى الدفءَ للطفل الوليـــــدْ
كيف يحيا في شتاءٍ .. في رداءٍ من جـليدْ؟؟
****
ليتها تمحو ضبـــاباً لوْ ترائى للعيـــــــونْ
كـيْ يعـودَ القلبُ بكـراً لم تعكرْهُ الشجونْ
أم تُراها قـد تناستْ أنهُ القلبُ الحنـــــونْ
مَنْ يرى فيها ملاكاً يرتقي فوق الظنــونْ
***
ليتها يوماً أحسَّتْ أنها عطــرُ الوجـــــــــودْ
في حروفِ العطفِ منها سِرّ أنفاس الورودْ
هل علي أوراقهِ العطشى سينسابُ النشيدْ ؟؟
أشبعى الأوراق شعراً واملئيهـــا بالقصيـــدْ
اكتبيها .. إقرئيها.. إمنحيهـــا ما تريــــــــدْ
كـلما سطّـرتِ بيـتاً.. تشتهى منـكِ الـمزيــدْ
شعر : / سعيد حسين القاضي