العودة   شبكة صدفة > المنتديات الادبية > القصص والروايات

القصص والروايات قصص و روايات يختص بالقصص بشتى أنواعها : قصص حب غرامية، قصص واقعية , قصص خيالية , قصص حزينة , قصص غريبة , قصص تائبين , قصص رومانسية , قصص دينية , قصص خليجية طويلة ,روايات و حكايات شعبية, حكايا و قصص شعبية , الادب الشعبي, قصص مغامرات اكشن واقعية, قصص الانبياء, قصص قصيرة حقيقية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 05-18-2009, 11:19 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

Icon24 الخيط الرفيع بين الطيبة والسذاجة

الطيبة بين البراءة والسذاجة


ثمة خيط رفيع بين الطيبه والسذاجه .. فالطيبه تعني نقاء النية وصفاء السجية والعفوية والتلقائية أما السذاجه فتشير الى الغباء والوقوع صيدا سهلا للخداع والمكر والكيد .. والصراع بين الخير والشر والفضيلة والرذيلة صراع أزلي لا نهاية له حتى يوم القيامه ، وإذا كان هناك نوع من البشر طيبين بالفطره فإن هناك نوع آخر من البشر غلبت عليهم نزعة الشر وتملكتهم حتى بدأو يسخروا من الطيبه ويصفوها بالغباء والعجز والضعف والمهانه .
ومابين الطيبه والسذاجه هناك الكثير من التأملات والحكايات والخبرات والأفكار كل يرى فيها تجربته وخبرته وخيبته وتفاؤله وتشاؤمه .. وتظل الحياه هي الحياه بتناقضها و إزدواجيتها وغرابتها ، ويظل الإنسان هو الإنسان في كل زمان ومكان يبحث في النهايه عن قلب عطوف وصدر حنون وعيون محبه تبصره من الأعماق .






الطيبه و البراءه .


الطيبه تعني أن يكون المرء تلقائيا وعفويا وودودا ومتسامحا يحب الآخرين ويتمنى لهم الخير ويسعى الى مساعدتهم ومشاركتهم في أوقات الفرح والحزن .. إن المرء الطيب يمارس طيبته ببساطه وعفويه كما يتنفس إنه طيب لأنه طيب وكفى .
وليس هناك أمرا متعلقا بالطيبه كالحب .. إن شعور الحب الذي تشعر به تجاه شخص ما .. يمنحك شعورا دافئا بالطيبه والوداعه والموده تجاهه ... وتجد نفسك تميل الى كل أمر يسعده ويرضيه ويجعلك هذا الشعور حريصا كل الحرص على أن تظل دائما صورتك في عينيه جميله وجذابه وبراقه ولعل أجمل مافي هذه المشاعر التي تمتزج فيها الطيبه بالحب أنها تكون عفويه بلا تفكير أو تخطيط أو تعمد .. إننا في الحب نمنح الطيبه وخفقة القلب العفوية لمن نحب كرفه عصفور فتقرأ في رواية " صخرة الحب " ل :" ميشيل زيفاكو " حينما قام الشاب " جان " بمنح حبيبته " جينيت " مبلغ من المال ومسكن يأويها هي والمرأه التي قامت بتربيتها وإبنها .. قالت له محبوبته :" لله ما أطيب قلبك فدعني أشكرك " فأجابها بصوت منخفض :" ليست هي الطيبه بل هو الحب " .
أما الفنانه " نجاه الصغيره " فلقد غنت ذات يوم إغنيه عذبه تغرس الأمل والطيبه والنور على قارعة الدرب والقلب رغم كون هذا الحب هو حب حزين وفاشل إنتهى بدمعه وخيانه وخيبه وفجيعه .. وتقول كلمات الأغنيه :
" بكره تندم لا ياربي في ماتندم
حب و أفرح
بس أوعى ثاني تجرح "
في البدء هناك أمنية " بكره تندم " كردة فعل للخيانه والغدر والحرمان وشعور أن الغد سيكون محطة ندم للحبيب الخائن وربما هي قرأه لنهاية كل خيانه .. لكن القلب الطيب الذي أحب يوما لا يعرف سوى لغه واحده هي لغة الحب والحنان والوداعه لذا سرعان ما نجده يعود لفطرته وطبيعته فيقول بحب عذب : " لا ياربي في يوم ماتندم "
إن القلب الذي عرف جيدا طعم الألم والندم وتذوق مراره الخيبه والخذلان لايقبل أن يكون الحبيب الخائن عرضه لأن يتذوق من ذات الشعور ولا أن يتجرع من مراره ذلك الكأس بل تتجاوز ذلك بسماحه فاضحة الطهر ومساحة فادحة العطر لتدعوه الى ان يحب مره أخرى وأن يعيش الفرح والسرور :" حب وأفرح " لكن هذا القلب الطيب لا ينسى أبدا أن ينبه ويذكر من كان يوما حبيبا للقلب والروح أن لايجرح قلبا آخر لا ذنب له لأن الجرح صعب ومؤلم :" بس أوعى ثاني تجرح " .
إن القلب هو الكنز الذي لا يقرؤه إلا من يملكه وإن راحة الضمير أنوار تتلألأ في الغلس وينابيع متفجره في الصحاري وكنوز داخل البيوت المهجوره ، لذا كانت الطيبه كالكنز الذي يجعل من صاحبه دليلا لكل الحائرين والتائهين بين زحام القلوب وكالنور الذي يهرب اليه الجميع من الظلام والوحشه ولذا جاء في الحديث الشريف عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه أخبر صحابته عن رجل سيدخل عليهم هو من أهل الجنه .. إنها بشاره بالجنه لرجل لايزال يعيش على الارض وبين الناس وحينما حاول أحد الصحابه الكرام ان يعرف سر دخول هذا الصحابي الجنه وجد أنها الطيبه والطيبه والطيبه . فهو حينما يضع رأسه على الفراش لينام لاينسى أن يشهد الله أنه قد عفى عن كل من ظلمه وغدر به وأغتابه لا لشئ سوى طلبا لرضى الله وعفوه ورحمته .
فهل فكرت يوما في أبعاد أن تكون طيب القلب ؟
هل تأملت ماذا يمكن أن يحدث لك وللعالم من حولك حينما تكون في غاية الطيبه والموده .. مرهف الحس والإحساس وطيب النيه والسجيه ؟
إن خبرة الأيام والسنين تقول لك إن أثر الطيبه لا يقتصر عليك وحدك بل تمتد الى عالمك الخاص حيث إسمك ورسمك وأهلك وأصدقائك وقبيلتك والى حيث عالمك الآخر البعيد الممتد حيث كل الذين يشبهونك في المظهر والسلوك والصفات .
إن الحياه ياصديقي .. ليست بالأيام التي نعيشها ولاباوراق التقويم التي ننزعها يوميا ونلقيها خلف ظهورنا ، إن الحياه هي مانزرعه من حب وطيبه في قلوب الناس ومانعيشه في داخل تلك القلوب من الغلاف الى الغلاف .." لم يدفئني نور العالم بل قول إنسان لي أني ذات يوم أضأت نورا في قلبه " .






الطيبه و السذاجه .


أعلم جيدا أنه من المؤلم أن يكون المرء غبيا لكن الأكثر إيلاما أن يتغابى عليك الآخرين وأعلم أيضا أنه من الصعب جدا على المرء أن يسير بمحاذاة النهر ممسكا بيد حنونه وحميمه ليجد نفسه فجأه في النهر ويكتشف أن اليد التي أحتضنت دفء كفه منذ برهة هي ذاتها اليد التي دفعته بلا رحمه في النهر.
لكن الأصعب من ذلك أن نفقد القدره على الحب وعلى المزيد من الطيبه وأن نغلق أبواب القلب والنفس بالخوف والتوجس والحذر والشك لأننا أكتشفنا ذات لحظه موجعه ومفجعه أن طيبتنا تحولت في يد الآخرين الى جواز مرور لنكون ضحية لغدرهم ومكرهم فنشعر كم كانت طيبتنا سذاجه وبراءتنا غباء .. فتقرأ في رواية " مائة عام من العزلة " ل : " جابرييل غارسيا ماركيز " كانت الفتاه ذات الجمال الفاتن والبراءه المدهشه " ريميديوس " تلك الفتاه التي لايراها أحد إلا ويقع في حبها ويفتتن بها فحينما رأها قائد الحرس الشاب وقع في حبه وجاء إليها ليصارحها بحبه الصادق لها فصدته عنها لأن تلهفه عليها أزعجها واخافها ونظرت الى صديقتها وقالت : " إنظري الى سذاجته ، قال لي أنه سيموت بسببي كأنني مرض معدي يؤدي الى الموت " وحينما عثروا على الشاب صريعا ميتا تحت نافذتها من شده حبه لها ، قالت لصديقتها بكل برود :" ألم أقل لك إنه ساذج " .
إنني أؤمن أن الطيبه هي التي تكسب في النهايه مهما راهن الآخرين على جواد الذكاء والإنتهازيه والغدر وحب الذات والأنانيه لأن الطيبه هي التي تنتصر في النهايه ويكفي أن نسمع من الأخرين كلمة " الله يذكرهم بالخير " في حضورنا المعنوي وغيابنا الجسدي لأن هذه الكلمة تبدو دائما هي أعز الإمنيات عند بعض المسافات وأغلاها حين لا تلتقي الوجوه أو تتعثر عند ميناء فراق أو حيره أو رباط .
ولأن الحياه ليست في النهاية كتابا رومانسيا مليئا بالعبارات الرقيقة التي تنتهي بإجتماع الشمل ولاديوان شعر يتحدث فقط عن دغدغة المشاعر وملامستها بل هي رواية حقيقة وواقعية مليئة بالموت والحياه والفرح والحزن والهزيمة والنصر والنجاح والفشل .. لذا يتوجب علينا أن نؤمن أن الحياه كالبحر يهدر أحيانا ويستكين احيانا والبحار الرائع والماهر هو من يعرف كيف يبحر ويجدف في كل الأحوال ... ولعل أجمل مايمكن أن نختم به رحلة الحديث هاهنا عن الطيبة والسذاجه ماحكته الأساطير الهنديه عن قصة الثعبان والتي تبرز اهمية التوازن وعدم التفريط في الطيبه والتسامح حتى لايعتبرها الآخرون ضعفا ومهانه وتحكي هذه القصة عن الثعبان الذي أستيقظ ضميره فجأه وأراد أن يكفر ويكف عن إيذاء الآخرين فسعى الى راهب هندي يستفتيه في أمره فنصحه الراهب بأن ينتحي من الأرض مكانا معزولا وأن يكتفي بالنزر اليسير من القوت تكفيرا عن جرائمه ففعل ذلك لكنه لم يسترح لأن مجموعة من الصبيان جاءوا اليه فقذفوه بالأحجار فلم يرد عليهم فشجعهم ذلك على ان يذهبوا اليه في كل يوم ويقذفوه بالأحجار حتى كادوا يقتلوه فعاد الثعبان مره اخرى الى الراهب يسأله فقال الراهب : إنفث في الهواء نفثه كل إسبوع ليعلم هؤلأ الصبيه أنك تستطيع رد العدوان إذا أردت ذلك فعمل الثعبان بنصيحة الراهب فأبتعد الصبيه عنه وأستراح .
وكلنا ياصديقي مثل ذلك الثعبان في حيرته وألمه وندمه وحزنه وشجنه .. تمضي حياتنا بين الطيبه والسذاجه وفي الحيره بين الخير والشر وكلنا ياصديقي يجب أن يتعلم كيف ينفث أحيانا في وجه ذوي القلوب المريضه والنفوس الدنيئه ليعلموا ان طيبتنا ووداعتنا ليستا ضعفا أو سذاجه وإنما هي مبدأ اخلاقي وإنساني وترفع عن الأذى وخوفا من عقاب الله وطمعا في رحمته وثوابه .












آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس
قديم 05-18-2009, 11:28 PM رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
أحمد اسماعيل

الصورة الرمزية أحمد اسماعيل

إحصائية العضو







أحمد اسماعيل غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: الخيط الرفيع بين الطيبة والسذاجة



نور


تسلمى على الطرح المميز


اسعدك الله ويسر امورك


دعواتى لكى بالصحة والعافية






آخر مواضيعي 0 مباراة الأهلي ووفاق سطيف الجزائري
0 دعاء يوم الجمعة
0 روسيا تسلم محطة تشيرنوبل النووية إلي أوكرانيا
0 دعاء آخر يوم في شعبان
0 فضل الصيام
رد مع اقتباس
قديم 06-26-2011, 12:55 AM رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: الخيط الرفيع بين الطيبة والسذاجة

نورت اخى
احمد
كل الشكرلك







آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس
قديم 06-26-2011, 11:35 AM رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
ملكة بإحساسي

الصورة الرمزية ملكة بإحساسي

إحصائية العضو








ملكة بإحساسي غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: الخيط الرفيع بين الطيبة والسذاجة

سلمت حبيبتي
طرح أكثر من رائع
وجعلك الله كما تحب ان تكون

ربي يعطيك العافية على الموضوع القيم
وفقت دوما وابدا
وجزيت الجنة ان شاء الله










آخر مواضيعي 0 برنامج DuDu Recorder v4.90 الافظل في تسجيل المكالمات والملاحظات
0 كن بشرا وليس اشباه بشر
0 كيف تجعل عطرك يدوم طوال السهرة
0 ازياء رائعه وانيقة للمحجبات
0 فساتين قصيرة وناعمة للسهرة
رد مع اقتباس
قديم 06-27-2011, 02:40 AM رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
طارق سرور

الصورة الرمزية طارق سرور

إحصائية العضو







طارق سرور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: الخيط الرفيع بين الطيبة والسذاجة

طرح رائع وقيم ومفيد

شكرى وتقديرى اختى نوووور







آخر مواضيعي 0 خوف
0 اسرار
0 اللهم اجعلنا من المحسنين
0 اعرف مين هى مصر
0 البقلة
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:34 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.6.0 (Unregistered) Trans by

شبكة صدفة

↑ Grab this Headline Animator