و أٌحبك أكثر !
أنت تعلم جيداً أن الأنثى تجمّل نفسها دوماً لتكون مرئية في الكون .. و كأن الله فطرها لتجذب كل الوجوه لفتنتها و عذريتها و أنوثتها ليهمسون بها : أنتِ جميلة جداً كالقمر في عالمنا العربي أو كالشمس في عالمهم الغربي .. أنت مطلّع على كل العوالم و كل الجغرافيات فما بالك تهمشني ؟!
كأنك بصفعاتك تلقنني بها أنكَ ” رجل ” كما تدعي !
كنتُ أغني دائما بأنوثتي على مسامعك .. و ألقى بدموعي عليك .. فتصغي إلي بحنان ثم تلوثني بنفس الدموع التي سكبتها على معصميك !
حينما كنتُ الفتاة المدللة التي تحمل ضفيرة بطولها .. ألاعب الدمى .. فأراك مسرعاً تجذبني من معصمي و تصرخ : أسرعي يا غبية !
و تدخلني في كومة شجار مع أولاد يدعّون أنهم رجال قبل أوانهم .. ثم تنتصر يا عزيزي وتضحك : كما قلتُ لكِ أنا رجل و تخبط على صدري بقوة .. و أتأوه لأنني ظننت أن صدري تهشم لكنني لم أعلم أنك ستشهمه حقاً عندما أكبر و تعيد بناءة و تهشيمه أكثر مما يحصون أو يعدون !
ليتك دخلت موسوعة جينيس في قدرتك على نثري و تجميعي .. برجولتك الطاغية التي تحميني عن الغرباء ثم تسلمني للرياح لتعبث بي بكل خفة و تنازل !
لم أفهم عالمك الرجولي أبداً ..
و كيف بلغت قبل أوانك .. فحين كنت أقترب منك بفستاني و شرائطي الملونة كنت تبتعد عني كأني قذارة .. تنفخ صدرك : أنا ما أجلس مع بنات يا غبية !
غبية .. غبية .. غبية .. أنا الغبية التي تحصد أعلى المعدلات و أنت الذكي التي لا تحمل شهادة جامعية ..!
حين كنتُ أقترب منك و أهمس بك : هل ستتزوجني حين نكبر ؟
فأرى شبح ابتسامة ما تلبث أن تخبو .. تصرخ بي : غبية
الغبية استطاعت أن تعرف أنك تحبها بل تهيم بها .. و تفهمت طريقتك الشرقية و حبك للـ ” قنص ” و الـ ” ددسن ” عوضاً عن لندن و مرسيدس تحلم بها أو تقتنيها !
الغبية التي سمعتك تتغزل بالصقور و لم تعانق مسامعها كلمة عطف منك ..
حين نكبر نكتشف أن كل الزخرفات التي كانت على رسومنا تنقشع .. تلك الشمس المعوجة التي رسمناها تبدو في عالمنا الحقيقي محرقة مضيئة لترينا كل الحقائق و الوقائع كما هي .. لم تعدّ لي رغبة بتحقق الأحلام .. لطالما كانت الأحلام أجمل في أرض الخيال .. ملونة و تمتلك لحناً لا يشبه أزيز الواقع !
لكنني آمنت أن الحب يلغي الواقع .. يجملّه جداً .. و يقتل كل الوحوش و الأشياء التي تلاحقنا في كوابيسنا و آمنت بأنك جزء من الحب و الواقع !
فحين أراني في عينيك أغتسل بطهرهما و أرتوي من سحرهما .. يعكس لسانك أقوال لا تشبه دواخلك .. حين كنتُ أستجديك كلمة حب كنت تنهرتي بقولك : روحي شوفي فلم هندي أصرف لك !
لكنني آمنت أنك عشقتني على طريقتك الشرقية .. الصحراوية .. أحببتني كما لم يحب رجل قطّ .. و أيقنت بعد سنوات عشتها معك أن الحبّ تبدده الكلمات ليكون سلعة تفنى و تنتهي صلاحيتها .. أو كما قال نزار :
كلماتنا بالحبّ تقتل حبنا .. إن الحروف تموت حين تقال !
لكن حزنك كان يبددني و أضيع ْ ..
الرجل في أوطاننا يخجل أن يبكي بين ذراعي محبوبته .. يبكي في الظلام دوماً بعيداً عن أعين الناس الذين قد يعيبون رجولته !
لكنني أحتجت لأن أطوق حزنك و أعصره و أثمل به لكي لا تذوق منه شيئا .. أغص به و لا تتجرع منه قطرة ..
طالما تمنيت أن تريح دموعك على كتفي و تبكي كطفلٍ ألقي بأحضان أمه بعد غياب دام عصور .. لا يهمني شاربك الذي تفتخر به و لا عضلاتك فالرجل طفل حين يحب يا عزيزي .. لكنني لأن أقهر العادات أبداً .. لأنها تجملك في عينيّ أكثر !
كنت أقرأ الأشعار عليك حين تنام لأنك لن تسمح لي حين تكون متيقظاً و لأنك تبدو أكثر هدوءاً .. أو لأنك لا تحب نزار و كل ما تعرفه حامد زيد و حميد بن خرباش .. فـأتلو قصيدة نزار عليك :
إن كنت حبيبي .. ساعدني كي أشفى منك !
لو أني أعرف أن الحب خطيرٌ جداً ما أحببت ..
لو أني أعرف أن البحر عميق جداً ما أبحرت !
علمني كيف أقص جذور هواك من الأعماق ! *
علمتني كل شيء .. لكنك لم تعلمني كيف أتخلص من حب حقنته في مساماتي !
علمتني كيف أتخلص من أزمة البكاء التي كانت تقلقك ..
حين كنتُ أقترب منك و أبكي .. كنت تدفعني بقسوة و تضحك :
أنا متزوج بزر ؟ ودك نرجعك تدرسين بالروضة ؟ بيخلونك تصيحين على راحتك !
و تنفجر ضحكاً فأضحك معك .. لأنني أحب سخافاتك كما أحبك أو لأنها جزء كبير جداً منك .. !
“”"
جملتّ غرفتي و أوقدت الشموع لأني أراها عينيك .. و ترقبتك كثيراً !
كنتُ مكومة بخجلي فلما رأيتني .. سألتني :
- انقطعت الكهرباء ؟
- لا
- شغلي الأنوار و لا عاد تشوفين مسلسلات مصرية الله يقطع ابو الإعلام الي خرّب بناتنا !
و كنتُ أراك تكتم ضحكاتك حين كنت بطريقك لمشاهدة التلفاز .. أطفئت شموعي بدموعي كما أطفئت الأمل منك !
و جلستُ أتأملك و أنت تبصق على التلفاز لأن ” النصر ” خسر ثم تركل كأس الماء برجلك !
” تقشم “ و تغني أغانيك المفضلة لرابح صقر .. تهز رجلك بطرب !
و أتساءل أي رجل أحببت ؟
أنا التي أخبرني أبي أنه لم يرى أكثر رقة مني .. ابنته التي تحب العطور وتتفنن بتزين موائده يومياً بالزهور.. ابنته التي ترسل الرسائل إليه و تطبع قبلة بكل جزء بوجه والدتها !
عرفتني كثيراً و استخدمت معرفتك ضدي ..
حينما كنت صغيرة كنت أبكي كثيراً حين تدوس النمل .. فأصبحت هوايتك المقدسة التي كسبتها ضدي !
و حين أرسم الشمس كنت تقف أمامها حتى تمنعني من رؤيتها فأدعي الغضب رغم أنني أدركت بقلبي الطفولي أكبر نظرية .. أنكَ كنت الشمس لي بحرارتها و قوتها و دفئها و بتناقضتها فلولا الله ثم شعاع الشمس لما نزل مطرّ و لا شبت نبته و لا عمل البشر !
“”"
تهمس بي :
أنا ابن الصحراء فلا تلومين جفافي !
و أهمس بك :
و أنا المطر الذي سيغرقك و يفجر أراضيك عيوناً لا تنضب !
تكرر :
غبية
أكرر :
أحبك !
تخبئ ابتساماتك كالعادة ..
و أحبكَ أكثرْ !
راقنى واسال الله ان يروق لذائقتكم
نووووووور