--------------------------------------------------------------------------------
يدنو العيد فيهرع الناس إلى الأسواق للتزود بما يلزمهم لاستقباله، ليعودوا محملين بالسكاكر وأصناف الحلوى المختلفة، فيما تسارع ربات البيوت لصنع الكعك، والذي يقدم إكراماً للضيوف في هذه الأيام المباركة.
غير أن استقبال بعض الأفراد للعيد قد لا يخلو من الممارسات الخاطئة خصوصاً فيما يتعلق بالسلوك الغذائي، والتي يجدها المختصون تنطوي على أضرار كثيرة، حيث يؤكدون على ضرورة تناول الأطعمة باعتدال خصوصاً في أيام العيد، والتي يكثر فيها تقديم الحلويات بأنواعها المختلفة.
ويوضح في هذا الشأن الدكتور غنام جرار، استشاري الأمراض الداخلية، أهمية مراعاة العديد من الأمور خلال فترة العيد فيما يتعلق بالسلوك الغذائي، وذلك بهدف منع حدوث اضطرابات هضمية قد تنغص على الشخص فرحته، وتحرمه من قضاء عيد سعيد.
وينصح الدكتور جرار، من خلال حديث خاص ل”قدس برس”، الأشخاص بتناول وجبة إفطار خفيفة صبيحة يوم العيد بحيث تحوي مقداراً معتدلاً من النشويات. كما لا بد أن تشمل أصنافاً غذائية سهلة الهضم، مثل الفاكهة والخضراوات، وبذلك يتجنب الفرد “إرباك” الجهاز الهضمي.
أما فيما يتعلق بالكعك والحلوى في العيد، فيشير إلى أن كعك العيد العربي يعد من الأطعمة الدسمة، نظراً لما يحويه من دهون ومواد سكرية، هذا بالإضافة إلى وجود المكسرات في بعض الأنواع. ويتراوح بحسب تقديره عدد السعرات الحرارية التي تحويها القطعة الواحدة، والتي تزن أربعين غراماً، ما بين 200- 240 سعرا حراريا، أي أن تناول عشر قطع فقط سيمنح الإنسان مقداراً من السعرات الحرارية قد يصل إلى نحو 2400 سعر، وهو ما يعادل مخصصات الفرد من السعرات الحرارية ليوم كامل.
كما يحذر من أن تناول الكعك والحلوى بكثرة قد يؤدي إلى حدوث تلبك معوي فيعاني الفرد من انتفاخات وألم في البطن، وقد يصيبه إسهال وقيء. إلى جانب ذلك فإن الإكثار من تناول الكعك الغني بالدهون، بحسب ما أوضح، سيؤدي إلى زيادة إفراز السائل الحمضي في المعدة، والذي قد يرتد إلى المريء فيسبب ما يعرف “بالحرقة”.
وينوه الأخصائي بضرورة عدم المبالغة في تناول القهوة، والتي تقدم في كل بيت خلال أيام العيد، فالإكثار منها يزيد من أعراض “الحرقة” بسبب تأثيرها، فهي كذلك تزيد من إفراز السائل الحمضي، علاوة على ذلك فإن ارتفاع مستوى الكافيين في الدم يسبب التوتر، ويؤدي إلى ازدياد معدل ضربات القلب.
ويعد مرضى السكري من أكثر الأفراد تأثراً بانتشار الحلويات والمأكولات الدسمة خلال فترة العيد، حيث يعاني العديد منهم من ارتفاع مستوى السكر في الدم. وذلك بحسب ما تشير بيانات بعض المشافي التي سجلت عدداً من حالات الوفيات بين هؤلاء المرضى خلال فترة الأعياد، والتي نجمت عن الإصابة بالغيبوبة، بسبب ارتفاع مستويات السكر في الدم.
وحول هذا الموضوع، يوضح الدكتور جرار، وهو مختص بطب العناية المركزة، قائلاً: “لا بد لمريض السكري من أن يلتزم بتناول الوجبات في أوقاتها، إلى جانب أخذ العلاجات في مواعيدها. وهو ما قد يغفل عنه بعض المرضى خلال فترة العيد، نظراً لانشغالهم باستقبال الضيوف أو زيارة الأقارب. كما لا بد لهم من الحذر في التعامل مع حلويات العيد”، كلٌ بحسب وضعه، مشيراً إلى أهمية احتساب مقدار ما يتناوله المريض من تلك الأطعمة، ليساعد ذلك في تحديد ما تبقى من السعرات المخصصة له في ذلك اليوم.
ويؤكد المختص بالأمراض الداخلية على أهمية مراقبة الصغار فيما يتعلق بتناول الحلويات والسكاكر خلال فترة العيد، والتي تقدم لهم خلال الزيارات للأقارب والأصدقاء، ما يزيد من احتمالية حدوث تسوس في الأسنان لديهم، علاوة على تعرض محتمل لفقدان الشهية وتلبك معوي.
وأخيراً يقدم الدكتور جرار، وهو اختصاصي الأمراض التنفسية، نصيحة للأفراد تتعلق بضرورة الاكتفاء بالمصافحة وتجنب القبل عند استقبال ضيوف العيد، خصوصاً من الأطفال، فهو يوضح أن القبلات تعد وسيلة سريعة لنشر الأمراض التنفسية كالرشح وغيرها، خصوصاً مع حلول فصل الشتاء، باعتبار أن معظم الأشخاص يتنقلون من بيت إلى آخر خلال فترة العيد، ما يوسع من دائرة انتشار تلك الأمراض.
12-18-2007, 12:41 PM
الاعتدال في السلوك الغذائي ضرورة في العيد.
