بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ
بسمة في البداية
¯ من حسن الطالع وجميل المقابلة تبسم الزوجة لزوجها والزوج لزوجته ، إن هذه البسمة إعلان
مبدي للوفاق والمصالحة :" وتبسمك في وجه أخيك صدقة ، وكان صلى الله عليه وسلم ضحاكاً بساماً .
¯ وفي البداية بالسلام : ( فَسَلِّمُوا عَلَى أَنفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً ) ورد
التحية من أحدهما للآخر : ( وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا ) .
¯ قال كثير :-
حيتك عزة بالتسليم وانصرفت ............. فـحيها مثل ما حيتك يا جمل
ليت التحية كانت لي فاشكرها ............. مكان يا جملاً حييت يا رجل
¯ ومنها الدعاء عند دخول المنزل :" اللهم إني أسألك خير المولج وخير المخرج ،
باسم الله ولجنا ، وباسم الله خرجنا ، وعلى الله ربنا توكلنا " .
¯ ومن أسباب سعادة البيت : ليت الخطاب من الطرفين ( وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ )،،
¯ يا ليت الرجل ويا ليت المرأة ، كل منهما بسحب كلام الإساءة وجرح المشاعر
والاستفزاز ، يا ليت أنهما يذكرون الجانب الجميل المشرف في كل منهما ، ويغضان
الطرف عن جانب الضعف البشري في كيلهما .
¯ إن الرجل إذا عدد محاسن امرأته ، وتجافى عن النقص ، سعد وارتاح ، وفي
الحديث :" لا يفرك مؤمن مؤمنة ، إن كره منها خلقاً رضي منها أخر" ومعنى لا يفرك : لا يبغض ولا يكره .
مـن ذا الـذي مـاسـاء قــطــ ........ ومــن لــه الـحـسـنـى فـقـط
¯ من الذي ما سيف فضائله ولا كبا جواد محاسنه ( وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ
مَا زَكَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَداً )،،، .
¯ أكثر مشاكل البيوت من معاناة التوافه ومعايشة صغار المسائل ، وقد عشت
عشرات القضايا التي تنتهي بالفراق ، سبب إيقاد جذوتها أمور هينة سهلة ، أحد الأسباب
أن البيت لم يكن مرتباً ، والطعام لم يقدم في وقته ، وسببه عند آخرين أن المرات تريد من
زوجها أن لا يكثر من استقبال الضيوف ، وخذ من هذه القائمة التي تورث اليتم والماسي في البيوت .
¯ إن علينا جميعاً أن نعترف بواقعنا وحالنا وضعفنا ، ولا نعيش الخيال والمثاليات ،
التي تحصل إلا لأولي العزم من أفراد العالم .
¯ نحن بشر نغضب و نحتد ، ونضعف ونخصى ، وما معنا إلا البحث عن الأمر
النسبي في الموافقة الزوجية حتى بعد هذه السنوات القصيرة بسلام .
¯ إن أريحية أحمد بن حنبل وحسن صحبته تقدم في هذه الكلمة ، إذ يقول بعد وفاة
زوجته أم عبدالله : لقد صاحبتها أربعين سنة ما اختلفت معها في كلمة .
¯ إن على الرجل أن يسكت إذا غضبت زوجته ، وعليها أن تسكت هي إذا غضب ،
حتى تهدأ الثائرة ، وتبرد المشاعر ، وتسكن اضطرابات النفس .
¯ قال ابن الجوزي في " صيد الخاطر " متى رأيت صاحبك قد غضب وأخذ يتكلم
بملأ يصلح ، فلا ينبغي أن تعقد على ما يقوله خنصرا ( أي لا تعتد به ولا تلتفت إليه ) ،
ولا أن تؤاخذه به ، فإن حاله حال السكران لا يدري ما يجري ، بل أصبر ولو فترة ، ولا
تعول عليها ، فإن الشيطان قد غلبه ، والطبع هاج ، والعقل قد استتر ، ومتى أخذت في
نفسك عليه ، أو أجبته بمقتضى فعله ، كنت كعاقل واجه مجنوناً ، أو مفيق عاتب مغمى
عليه ، فالذنب لك ، بل انظر إليه بعين الرحمة ، وتلمح تصريف القدر له ، وتفريج في لعب الصبح به .
¯ واعلم أنه إذا انتبه ندم على ما جرى ، وعرق لك فضل الصبر ، وأقل الأقسام أن
تسلمه فيما يفعل في غضبه إلى ما يستريح به .
¯ وهذه الحالة ينبغي أن يتلمحها الولد عند غضب الوالد ، والزوجة عند غضب
الزوج ، فتتركه يشفى بما يقول ، ولا تعول على ذلك ، فسيعود نادماً معتذراً ، ومتى
قوبل على حالته ومقالته صارت العداوة متمكنة ، وجازى في الإفاقة على ما فعل في حقه وقت السكر .
¯ وأكثر الناس على غير هذا الطريق ، متى رأوا غضبان قابلوه بما يقول ويعمل ،
وهذا على غير مقتضى الحكمة ، بل الحكمة ما ذكرت ، وما يعقلها إلا العالمون .
نسأل الله تعالى الإخلاص في القول والعمل ، وأن يتقبل منا عملنا ويبارك لنا فيه ،
ونعوذ به أن نشرك به شيئاً نعلمه ونستغفره لما لا نعلمه ؛ إنه سميع قريب مجيب .
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين