العودة   شبكة صدفة > المنتديات الادبية > الشعر العربى القديم والحديث

الشعر العربى القديم والحديث شعر شعبي ، شعر فصيح ، قصة ، رواية ، مقال ، نقد،يحتوي على أقسام متخصصة بالأدب والشعر والخواطر وكذلك القصص والروايات.

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 08-25-2012, 06:09 PM رقم المشاركة : 21
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: محمود درويش

قضية منحت شاعرا بهذا المستوى لا بد ان تكون قضية عادلة
شهادات في موت محمود درويش:

2008/08/12
دمشق ـ بيروت ـ لندن ـ القدس العربي من انور بدر وناظم السيد وحسامالدين محمد استقبل الوسط الثقافي في سورية نبأ وفاة الشاعر العربي الكبير محموددرويش بألم واحساس حاد بالفجيعة فالشاعر كان ذا اهمية استثنائية وتأثير كبير علالشعراء والمثقفين السوريين االقدس العربيب اتصلت ببعض منهم وكانت هذه الشهادات: الجماهيري النخبوي شوقي بغدادي ( شاعر) لا يوصف هذا الموت كما يوصف موت الآخرين،فالنكبة ليست وطنية فحسب، وإنما هي فنية جمالية بالدرجة الأولى، وإذا كان هناك شاعرفي العالم استطاع أن يوحد بين قضيته الأم وبين فنه الشعري الرفيع فلا شك أنه محموددرويش أولاً ومحمود درويش ثانياً... ولعله بين الشعراء العرب هو الأوحد والأقدر علىأن يكون جماهيريا ونخبوياً في آنٍ واحد، لقد جاء زمن الآن، وخاصة في السنواتالأخيرة، أن غرق عرب فلسطين في مستنقع النزاعات الدموية بين الأخوة الأعداء، وهكذاتضاءل لديّ الأمل، كما لدى كثيرين، بأن هناك خلاصاً لهذه المحنة، ولكن ما أن يظهرديوان جديد لمحمود درويش أو أن نقرأ له قصيدة جديدة أو قديمة حتى يشعر الواحد مناأن هذه الشعلة الضعيفة الواهنة من الأمل قد توهجت من جديد واستعادت بريقها بفضلجمال الشعر وحده. وهكذا صار على محمود درويش أن يقوم بعبء إعادة الثقة إلى النفوسالبائسة وحده، ولم تعد تصريحات هذا الزعيم أو خطاب ذاك القائد قادرة على صنع شيء،لقد بتّ أنا شخصياً في السنوات الأخيرة، وأكاد أقول ذلك حزيناً، لا يربطني وثاقعاطفي حميمي قوي بالقضية الأم إلا عبر محمود درويش ومن خلال شعره، كنت أستطيع أنأقنع الأجانب والمتشككين العرب بأن قضية منحتنا شاعراً بهذا المستوى الجمالي الرفيعلا بد أن تكون قضية عادلة وأن نكون معها. من يستطيع الآن بعد موت محمود درويش أنيقوم بهذا الدور؟ أي شاعر عربي استطاع أن يكون في الأراضي المحتلة وفي القاهرة وفيبيروت وفي قبرص وفي اليمن وفي كل المنافي والمطارات والمرافىء، أي شاعر استطاع أنيكون هو نفسه دائماً الذي يغني للمسيرة الصعبة في كل منحنياتها وصعوباتها ومآزقهابنفس الحنجرة الصافية والوجدان العميق سوى محمود درويش. افتقدناك محمود درويشوكأننا نفتقد هذا الرباط الحميم بالقضية، فمن يُعيدها إلينا سواك؟ هل يعيدنا محمودعباس أو هنية أو مشعل؟ من مِن هؤلاء قادر أن يعيدنا وهو يناضل ليثبت أن الآخرين علىخطأ وهو وحده على صواب؟. محمود درويش وحده كان على صواب، ولكنه مات الآن، وها نحنالآن نبدوا وكأننا أيتام على مائدة القضية التي أخذت بعيدا عنّا، فمن يعيدها إليناأو من يعيدنا إليها؟! موت جيل بكامله برهان علوية (مخرج سينمائي) حين مات محموددرويش أحسست أن جيلاً بكامله مات. ربما الآن يمكننا أن نكتب تاريخ درويش. الآنيمكننا أن نتأمل فيه وفي نتاجه، وذلك بعدما ذهب جسده وأخذ معه ما أخذ. الموت يمنحنتاج شخص ما نكهة أخرى. الموت يأخذ الجثة، لهذا أقول إنه ارتاح الآن. هكذا قلت عنيوسف شاهين الذي غادرنا أخيراً. العظماء يرتاحون حين يموتون.
لا أعرف المجاملة. محمود درويش شاعر كبير بالطبع، لكن هذا كلام لا قيمة له
.
شعر محمود درويش شعرمعاصر، شعر اشبابيب. ما معنى أن يكون قرّاؤه من الجيل الشاب؟ هذا السؤال دليل علىموقع درويش في الشعرية العربية
.
من يحرس اصورة الشاعرب من بعدك؟ أنطوان شلحت (كاتب من فلسطين) عندما أحيا محمود درويش أمسيته التاريخية في مدينة حيفا في أواسطشهر تموز/ يوليو 2007، قال عبارة بليغة لا تزال أصداؤها تتردّد إلى الآن فحواهازإنّ الشعر هو المرافعة النوعية المجانيّة للدفاع عن الحياة وعن حقنا في أن نحياحياتنا كما نريدها، ببداهة وحرية وسلام، وهو دفاع عن الروح والذاكرة الجمعيةوالهوية، دفاع عن الحبّ والجمال وعمّا في أعماقنا من موسيقى خفيّة وفرحس. برسم هذهالعبارة يمكن القول إن أكثر ما سيبقى منه هو قدرة نصّه الشعريّ على الاحتفاظ بصفاءصورة الشاعر في الذهنية الثقافية، تلك الصورة التي باتت تعتريها شوائب كثيرة من فرطزتهافت الشعراءس وبتأثير زالفوضى غير الخلاقةس في المنابر التي أمست تشكل السبيلالراهن إلى الانتشار السريع. واختصارًا للمواصفات فإني أقصد تحديدًا الصورة التييمكن استمدادها من إدوارد سعيد في وصفه للمثقف عمومًا، وأساسًا قوله إنّ هدف المثقفالمتوخّى هو اتشييد بنية ثقافية كاملة'، أولاً ودائمًا. إنّ البنية الثقافيةالمشيّدة هنا ترتبط بنصّ الشاعر وبهاجسه الوجوديّ. وتنهض على عنصر المعرفة، إمكانهاومصادرها وطبيعتها. وإنّ ما يلفتنا أكثر شيء هو إسهام درويش الخاصّ في شأن إمكانالمعرفة، ذلك الإسهام الذي يراوح بين القول بذلك الإمكان وبين الشكّ فيه. ولئن كانتوكيد إمكان المعرفة عادة ما يتبدى في نصّه عن طريق التجربة والخطأ، لا بمنأى عنإعمال العقل، فإنّ عنصر الشكّ فيه ينطلق من اتخاذه منهجًا للوصول إلى المعرفة، منجانب الشاعر. وبذا يدرأ النصّ الشعريّ عن ذاته وجع الارتطام بذلك الشكّ المذهبيّالذي يشكل الوسيلة والغاية في الآن نفسه، ترجيحًا لاعتماده كوسيلة لا أكثر
.
ومنالخطأ عدم الالتفات إلى حقيقة أن تجربة درويش لا تفتقر إلى ما يؤسس لهذا المشروع،منذ أرضه الأولى. وقد تكفي عودة سريعة إلى تلك الأرض لإثبات ذلك. ففي سنة 1961 نشردرويش أول زشهادة ذاتيةس له عن الشعر في مجلة زالجديدس الحيفاوية. وبمراجعة ما جاءفيها يمكن تأصيل مشروعه الشعري على قاعدة الحاجة إلى تجديد العلاقة بين الشاعرالفلسطيني، الذي بقي في وطنه، وبين كل ما هو أساس في الثقافة العربية والثقافةالعالمية. إنّ هذا الأساس يشكل لحمة المعرفة وسداها
.
إذا استعدنا جوهر الثقافة،وفقًا لبيير بورديو، فإنها أنساق (سيستامات) رمزية لها وظيفتان: الأولى- وظيفةمعرفية، حين يستخدمها الإنسان كأداة معرفية لبناء الواقع الاجتماعي بطريقة موضوعيةتعبّر عن منظومة معرفية تتألف من المدركات والمعاني والقدرات التي تمكن الفرد منفهم عالمه والتعامل معه. والثانية- وظيفة اجتماعية، حين تستخدمها القوى المهيمنةكأداة لفرض علاقات السيطرة الاجتماعية والسياسية في المجتمع
.
ومن الواضح أنّ فيتجربة درويش ما يشفّ عن انحياز صاحبها إلى ناحية الوظيفة المعرفية للشعر والثقافةعمومًا. وهو انحياز جعل شعره يكشف مكنونات اللانهاية
.
يا للخسارة! فاضل الربيعي (روائي وكاتب من العراق يقيم في سورية ) شكلت تجربة محمود درويش الشعرية من منظورالنقد الادبي اكبر تطور واهم تطور حصل في الشعر الحديث في العالم العربي قاطبة. لقدنقل محمود درويش الشعر دفعة واحدة من مجاله النخبوي ال مجاله الشعبي ولكن دون انيسقط بالشعبوية. اعط مذاقا جديدا للشعر العربي الحديث. مع تجربة محمود درويش لم يعدحت بالنسبة لأبسط الناس حت الاميين منهم يجادل حول اهمية الشعر العمودي وافضليته علالشعر الحديث او ان الشعر الحديث غامض وغير مفهوم ذلك ان شعر محمود درويش اصبح فيمتناولهم وبوسعهم ان يغرفوا من نبعه من دون اي احساس بأنه من عالم منفصل عن عالمهموكل ذلك لأن محمود درويش جمع بين القدرة الفذة عل التقاط ما هو شعري في الحياة وبينالاقتراب من الناس دون تكلف او تصنع
.
اليوم صباحا كان في منزلي نجار بسيط لايقرأ ولا يكتب وكان اثناء عمله يتابع تقرير الجزيرة عن موت محمود درويش وسمعته وهويردد بحزن: يا للخسارة مات محمود درويش وعندما سألته: وهل تعرف محمود درويش؟ قال: نعم. صحيح انني لا اقرأ ولا اكتب ولكن قصائده ترن ال الآن في اذني ثم قال: سجل اناعربي! الا يعني هذا ان محمود درويش تمكن من احداث اختراق هائل القوة والمعن بمعادلةالعلاقة بين الشاعر والجمهور. لا احد يجادل في روعة شعره وجمال صنعته ولا فيالتقنيات الحديثة التي يستخدمها ومع ذلك كان قريبا من نبض الناس لأنه كان شاعرالمقاومة بحق والبشر وهم يواجهون مصاعب الحياة يفهمون افضل من المثقفين معن كلمةمقاومة لأنها تعني لهم كل شيء ان يقاوموا الموت والجوع والنسيان والفقر والالم وهذاما جسدته تجربة محمود درويش. انه صوت عصرنا الجديد الذي سيصدح دوما في اناشيدالعودة وكأنه هو من سيقرع اجراسها وليس احدا سواه
.
بلاغة الموت صباح زوين (شاعرةومترجمة من لبنان) هل هذا هو سرير الغريبة الذي بحثت عنه يا محمود درويش؟ أم هوسرير الغريب، أنت الغريب عن الأرض وعن سرير طفولتك وأحلامك؟ ذهبت عن الدنيا وأنت فيسرير العمليات القاسية، ذهبت عن أحلامك وأنت في سرير الغربة، والغريبة كانت دائماًأحلامك عن أرضك القريبة البعيدة. وهل مت يا محمود في رمز الغربة أم في واقعها؟ هلمت لشدة رمزية علاقتك بالأرض، أرضك الأولى والأخيرة، أم مت لفرط ما تغربت عنها وآخرغربة كانت تكساس، كانت غرفة باردة في أحد المستشفيات البعيدة عن تراب أقدامك وشجرالزيتون والتلال والهضاب المتعرجة؟ ألا يدل السرير بذاته على المكان الحميم والسريللعشق، إنما يدل كذلك على المرض والعجز؟ سريرك في تكساس لم تتحمله فقررت الذهابعنا، أنت الذي لطالما بحثت عن سريرك، أنت الغريب في سرير الأفول، أنت الذي لم تأبَسوى أن تنقش القصيدة لوحةً أبدية على جدار الذاكرة، وبعد زوال الجسد، لن تبقى سوىقصيدتك التي حفرتها عميقاً في جدارية أرضك المتغربة أو التي غربت عنك غصباً أنتالدائم الغربة، والذي مع ذلك حاولت ألا تغرب. إنما هذه هي أصول العشق يا محمود ،العشق للأرض الذي حملك إلى رؤية السر والسريرة في قصيدتك المتغربة والعاشقة. وعشقكلا يُحصر ضمن حدود الحب المادي والمباشر، بل يتجاوز تلك الحال إلى بلوغ الصوفيةالصرفة؛ أليست الصوفية وقبل كل شيء عشقاً غريباً وسرياً، والسرير هو مكان سريةالعشق وسرية المرض؟ أنت مرضت عشقاً بالأرض الغريبة ثم مرضت حزناً على الأرضالمتغربة، ولم يبق لك سوى أن ترى في الرحيل خلاصاً لمعضلة الكلمات التي نهشت جسدكوروحك كما الغربة التي نهشت معنى أرضك. ألم تتوجه إلى الله بهذه الكلمات وأنتالراغب في الانتهاء : اإذا كنت آخر ما قاله الله لي، فليكن نزولك نون الـبأناب فيالمثنىب. ا حلمت بأنك آخر ما قاله الله لي حين رأيتكما في المنام، فكان الكلامب. هلحبك للكلمة هو الذي أخذك في غفوتك الأبدية على سرير المرض وأنت الذي حلمت بسريرالعشق لتلك الأرض الغريبة والحميمة، تلك الأرض المعلنة والسرية، تلك الحالةالثنائية التي تراها أمام ناظريك؟ وهل أردت الرحيل عن واقع الأرض إلى الحلم بها عندالله وفي غربة السماء؟ هل الغربة التى أنشدتها هى حدسك بالأفول، أفول جسدك لتبقىأنت في سرية السرير الأول، حيث حلمك الذي لم يكتمل؟ هل أصبحت اليوم في قلب االنونبوهل بلغت اليوم آخر الكلام، أي، منتهاه؟ اهذا هو اسمك، قالت امرأة، وغابت في الممراللولبي. أرى السماء هناك في متناول الأيدي (...) واللاشيء أبيض في سماء المطلقالبيضاء. كنت ولم أكن (...) أنا وحيد في البياض (...) عزفت عن جسدي وعن نفسي لأكملرحلتي الأولى إلى المعنى، فأحرقني وغاب. أنا الغيابب. اأنا الأولى، أنا الأخرى،وحدّي زاد عن حدّي وبعدي تركض الغزلان في الكلمات لا قبلي ولا بعديب. الا أُحِسُّبخفَّةِ الأشياء أو ثقل الهواجس. لم أجد أحداً لأسأل: أين اأينيب الآن؟ إني مدينةُالموتى، وأين أنا؟ فلا عدمٌ هنا في اللا هنا... في اللا زمان، ولا وُجُودُ وكأننيقد متُّ قبل الآن... أعرفُ هذه الرؤية وأعرفُ أنني أمضي إلى ما لست أعرفُ . رُبَّماما زلتُ حيّاً في مكانٍ ما، وأعرفُ ما أريدُ
'.
أبلغ من أن أقول أنا عنه ،الشاعر هو الأبلغ وقالها قبل أن يرحل. أي بلاغة هي بلاغة الموت هذه، بلاغة الرؤياقبل أوانها وكأنها في أوانها. إنها رحلة الدرويش الدوّار الذي توصل إلى مخاطبةالموت بلغة القلب في سدى التاريخ وسدى الحياة. مخاطبة الموت في مواجهة الأناالحاضرة الغائبة، الغريبة والراكضة كالغزلان في مروج القصيدة الخالدة. نعم ، قدتتساءل اليوم أين أنت، لكنك قلت إنك تعرف وإنك حيّ. لا تزال كلمتك هنا، وهي ستمضيإلى حيث تعرف، ولا تخف عليها. إنك اليوم الواحد وليس المثنى، والبياض يلفك إذ هومكانُ منتهى الحضور
.
نهايةً، إذا استوقفني كثيراً الكلام على السرير، مستوحية منكتابك اسرير الغريبة'، فلأنك غادرتنا على أحد الأسرة الغريبة
.
مكانة تاريخيةهاشم شفيق (شاعر من العراق يقيم في لندن) الشاعر الفقيد محمود درويش كان من الشعراءالكبار الذين لا يتكررون عل مد قرون طويلة فهو يمكن ان يوصف بالمتنبي وابي تماموابي العلاء المعري فهو من هذه السلسلة الكبيرة التي سيخلدها العصر والتاريخ علمرور الازمنة
.
محمود درويش سيبق بالتأكيد حيا مثل هؤلاء الكبار يعيشون بينناويضيفون برؤيتهم الثاقبة مسارات جديدة للقادمين من الاجيال الجديدة
.
شعر محموددرويش لا يمكن حقا ان يوضع في خانة محددة فهو شعر انساني وشمولي وفيه معان كبيرةودلالات عميقة جسدها بشكل ازلي مما بوأه هذه المكانة التاريخية للشعر العربي الحديثوالمعاصر
.
محمود درويش ليس شاعرا كبيرا فقط بل كان انسانا كبيرا وصديقا عظيماللشعراء من الاجيال التي لحقته. كانت تربطني به علاقة حميمة وجميلة منذ تعرفت عليهفي بغداد عام 1976 عندما جاء لأحد مهرجانات المربد وظلت علاقتي به متميزة وجيدة، حتحين اقامتي في بيروت كنت اتردد عليه في مجلة االكرملب واعطيه قصائدي وكان يأخذهاوينشرها دائما في المجلة وكان يبدي ملاحظات عل الشعر والشعراء وكانت له رؤية ثاقبةوعميقة في الشعر المكتوب والمعاصر الحديث. وتكررت لقاءاتي مع محمود في باريس وفيعمان عندما كنت ازورها آخر مرة التقيت به في عمان ودعاني ال غداء وكان معي الشاعرطاهر رياض وذهبنا ال مطعم خارج عمان واحتسينا الشراب الابيض الذي كان يفضله. كنتعائدا من كردستان وكنت احمل هدية له وهو مزمار كردي وأحبه وعزف عليه قليلا لأننيكنت اعرف انه يحب هذه الآلات الموسيقية الرقيقة. التقيت محمود في القاهرة اثناءمهرجان امل دنقل وكنا دائما نلتقي عل العشاء والغداء والقينا في امسية واحدة وكانمتواضعا حين وضع اسمه في آخر القائمة ووضع اسمي في اول القائمة وكان ذلك تواضعاكبيرا منه بالنسبة للشعراء الجدد واللاحقين عليه، وما كان يعزل نفسه او يعطي نفسهميزة تضعه في خانة اخر بل كان مندمجا مع الشعراء وكان يسهر ويتفكه وينكت وكان جميلابكل معاني الكلمة. وكنت اتصل لأطمئن عل صحته بين الفينة والاخر ومرات كنت اكتب عنهوآخر مرة كتبت عنه مادة سميتها ابورتريه لمحمود درويشب وعن ديوانه اجداريةب الذيانتصر به عل الموت وحقق مسألة الازل
.
مات وترك لنا الموت لنجربه غسان جواد (شاعروصحافي من لبنان) مات محمود درويش، خبر عاجل على التلفزيون: اوفاة الشاعر الفلسطينيمحمود درويشب.. للوهلة الأولى أحاطت الصدمة المكان ولفّت أرجاء كياني. لم يكن محموددرويش صديقاً، التقيته مرّات قليلة وأجريت معه حواراً تلفزيزنياً واحداً، لكن لاأعلم لماذا شعرت بخسارة شخصية كأنما الخبر متصّل بأحد أفراد أسرتي
.
هل الشعررابطة دم وقرابة؟ لماذا رجفت أصابعي ويداي وقلبي حين عرفت النبأ؟ أظنني راهنت علىالشعر، كنت أعرف أن محمود في حالة حرجة وأجرى عملية جراحية، وأنها نجحت ثم سرعان ماتدهورت حالته، لكن لم يتبادر لذهني لحظة أنه قد يموت. الأرجح أني ظننت الشعر تعويذةضد الموت، وحجاباً في وجه ملاك القبض على الأرواح، وأي شعر؟ شعر الوطن والبندقيةوالحب والحرب والحصار والأمل والفرح فوق جثة الألم والمصاب، شعر أحمد العربي، وتلالزعتر وحاصر حصارك.. شعر الجدارية ولا تعتذر عما فعلت، وأحد عشر كوكباً، ولماذاتركت الحصان وحيداً، وأي كتابة؟؟ أثر الفراشة وكزهر اللوز أو أبعد، وحالة حصار. ماتعاشق من فلسطين ولم يحجبه الشعر عن قبضة الموت. يموت الشاعر ولا ينتظر منا أننرثيه، لقد رثى قبلنا شعراء وتحدّث عن أثرهم الأدبي والفني.. ثم ماذا؟ لحق بهم لكييأتي آخرون ويكتبوا عنه وعن الأثر الذي تركه في الحياة من شعر وأدب ولعب باللغةومفرداتها.. موت الشاعر، يا لها من لعبة مملة ومضجرة، يا لها من تسخيفللحياة
.
أن يموت محمود درويش يعني أننا جميعنا سنموت، لقد سبقنا فقط، وترك لناكتبه وبعض الضحك والمصافحات والأمسيات.. ترك لنا الموت كي نجربه بدورّنا
.
إغفرلنا أننا سنعود بعد قليل إلى أنفسنا ناقصين فادي عزام ( كاتب من سورية) 1- اليومفقط تم احتلال فلسطين، أنجز احتلال فلسيطن بموت محمود درويش. بحقيقة موت محموددرويش اكتمل فقدان فلسطين، هذا ليس مجازا يفرضه رحيل درويش، ليس مرثية لشاعر وانسانعرف كيف يعلمنا جميعا معنى أن ننتمي لفلسطين دون كلمات كبيرة وثورة حتى النصرونرتهن لخطاب مناور مُفخم متخم بالصراخ والضجيج وفقير بالحب والاحتفاء بالذي لايموت
.
2-
لا يمكن أن نرثيه لا يمكن أن نبكيه لا يمكن أن نقر برحيله لا يمكن أننصدق آخر قصيدة إنه هناك في عتمته الباهرة سيعود إلينا حاملا دهشة أخرى يصفعنابورده وأقماره الحليبية وحديثه عن أنثى عبرت به قبل قليل. في موت درويش نحن منيستحق الرثاء. 3- لم نكن نملك سوى فيروز وضوء قمري غامض والرغبات السرية بأن نكونأحرارا وقصائد درويش وأشرطة مرسيل خليفة والشيخ امام، كان محمود صديقنا يجعلنانلتقي بسرعة نطل من كلماته على شرفات الوقت ونجلس في فوهتة ونلعب بألوانه، كاندرويش يجعل من حياتنا أقل وطأة وأكثر بحبوحة واتساعا، كان محمود حاضرا أبديا وسطركامنا كوشم سري يقول لنا دائما فوق هذه الأرض ما يستحق الحياة . 4- رقش عبد الرزاقشبلوط جدارن غرفته في الدويلعة بشتاء ريتا الطويل، كلمات درويش هي ما كانت تهطلعلينا، كلما اختنقنا نتنفسه، وكلما أصيب القلب بعطب نتبلسم بكنوز الحب نبحر معهنتزود منه كي نقول ما لا يقال نتعلم منه معنى الاحتفاء ببدايات الحب، ونهاياته معنىأن نكون مناضلين ثوريين يساريين أصحاب قضايا عادلة يعني أن نعرف كيف نحب أولا. كاندرويش معلم الحب الأول وشاعر الحب الأول. 5- أن أسمع من سعاد في باريس خبر موتدرويش، لم يكن مفاجأة. كان عبد الباري عطوان قد باح لنا منذ شهر بذلك. يومها تذكرتشاعراً من شباب فلسطين عندما دخل محمود في عمليته الأولى كتب (يا الله دع لنا محموددرويش). نعم ماذا بقي لفلسطين وآخر الرحلين محمود درويش بعد رحيل ادوارد سعيد؟الفلسطينيون اليوم أصبحوا فعلا أيتاما. قالت سعاد لي لا أصدق أن المتعة الوحيدةالمتبقية لي في الحياة قد صودرت مني اليوم، لا أصدق أنه لم يعد هناك ديوان جديدلدرويش سأنتظره. في يوم موت محمود درويش لا أجد سوى عبارة تأبينه لإميل حبيبي ( إغفر لنا أننا سنعود بعد قليل إلى أنفسنا ناقصين). 6- (وهو الآن في غيابه، أقلموتاً منا، وأكثر منا حياة) هذا ما قاله درويش في أربعين الماغوط. هل كان يرثي نفسهفي كل الشعراء الذين سبقوه؟ هل كان يعرف أننا في غيابه سنكون أكثر موتا منه وأقلحياة منه هو من لم تتسع له الأرض فحجز موعدا نهائيا مع التاريخ والمستقبل مع الغيبوالسماء ليقربنا منها أكثر ويكتب عنا ولنا من هناك؟ 7- حاور الموت وحوّله إلى شيءأليف خفيف مثل سحابة تمر فوق الجليل، هذا العاشق من فلسطين هو من قال (الحب مثلالموت وعد لا يرد ولا يزول) هذا العاشق السرمدي الأبهى والأجمل والأنقى دمغنا نحنجيل ما بعد هزيمة 67 بلوثة لن ننفك منها أبدا، نحن جيل محمود درويش لسنا جيلالهزيمة لأننا استطعنا رغم كل السود أن نحب الحياة ما استطعنا إليها سبيلا ونحبونعشق الحياة ونغنيها وننحاز للحياة كما وصفها وكتبها ورواها، نحن جيل محمود درويشلم نحزن حين كتب الحصان ليس وحيدا ولم نقل درويش تغير بل شعرنا كم نحتاج نحن أننتغير ولا ننهزم مرتين، وأخذنا من سرير الغريبة زوادتنا للسنوات العجاف وأحببناريتا بمقدار ما أحببنا البندقية ولم ننس أمهاتنا ولم نحترق لنضيئهن ونأخذ مهنتهنالجميلة، نحن جيل ما بعد الهزيمة ننتمي لمحمود درويش العاشق أولا المحب أولاالانسان أولا ثم المناضل لأنه بدون أن يكون المرء محبا وانسانا وعاشقا لا يستحق أنيكون مناضلا. 8- لن تقرأ هذه الكلمات. لا اريد أن أقول أحبك فأنا لم ألتق بك سوىمرتين، مرة كنت برفقة خمسة عشر محباً آخر في ملعب الجلاء في دمشق، كيف استطعت يادرويش أن تجعل الابرة تسمع رنتها قبل أن تبدأ بالكلام؟ كيف حج الناس في دمشقليحددوا موعدا مع عاشق دمشق الأنبل؟ كيف تفقدك السحب الخفيفة في الشوارع القديمةوهي تسير حافية حافية فما حاجة الشعراء للوزن والقافية، تتبع رائحة كلماتك وأنتترتل في دمشق تتنفس دمشق مثلما تنفست فلسطين وبيروت. أكاد أجزم وأكاد أعرف لماذاأوصيت الأطباء أن لا يجعلوك تعيش على التنفس الاصطناعي. 9- وداعا يا درويش نقبلكونبكي أنفسنا. درويش الشعراء وليُّهم سامح كعوش (شاعر فلسطيني من لبنان) محمود يادرويش الشعراء، ووليهم، يا مطر فلسطين على صحراء العرب لتخضرّ بالشعر أو لتنطفئنجمتها الأخيرة، وتوق العرب يحتضن الزهر في مرابع فلسطين لتتحرر بأحمر الشوق الغالبعلى قوانين الحدود وقيودها، وينجرح بالسلك الشائك يحاصرك بدمعتين ومليون مفردة لايكتبها إلا قلمك
.
الماذا تركتنا وحيدين كحصان أبيكب يا محمود، يا سليل أبيك ولاأحد سواه، يا يتيم الأمة في اغترابك وغيابها إلا عن قليل أمل وكثير ألم، ولماذاتتبعت اأثر فراشتكب لتحترق بنارها ونور الشعر؟، أيها الحاضر اليوم وغداً كما أنت،وكما كنت، أيها الشاعر حقاً في شكل شعرك الواقف كالرصاصة في لحم القصيدة، تجرحهالتشبه فلسطين، وتكونها
.
ها أنت الآن أكثر وضوحاً وصراحةً من قبل، ها أنت الساطعتماماً كهذا الصباح الوحيد، في عتمة القلب، وقلة حيلة الشعراء، في قولك السؤال: اماحيلة الشعراء يا أبتي غير الذي أورثت أقداري إن يشرب البؤساء من قدحي لن يسألوا منأي كرمٍ خمري الجاريب
.
نعم لا يسأل الذين يقرؤونك من أي كرم أتيت بعنب شعرك،لكنهم يعلمون تماماً أنك ابن طولكرم، ونابلس، وجنين، والقدس، وكل فلسطين، وطول هذاالكرم امتداد لمسيرة الشعب العربي محتفياً بحضورك الساحر، المشاغب، الراغب، المثيرللدهشة حدّ الانهمار
.
ولأنك كتبت بالنار، يا فينيق فلسطين، لم يعطوك حيزاً فيانوبلب كرمهم، ولو أنك جحدت فضل النار لكرّموكَ وعظّموك وبكوْك طويلاً، كما نبكيكالآن نحن الأيتام واللئام من الشعراء العرب الحاسدين والمحبين لك، أيها الرائع أنت،والجميل أنت، والنبيل أنت، ولا يكفيك انهمار الدمع ولا سخاء الكلماتالعابرة
.
نعم وأنت القائل والكاتب والماثل كأنك الآن: الملمتُ جرحكَ يا أبيبرموش أشعاري فبكت عيون الناس من حزني، ومن ناري وغمست خبزي في التراب وما التمستُشهامة الجارب
.
ها أنت الآن تغمس جرحك في جراحنا لتنكأها، لتغسلها بملح بحركالبعيد، حبرك على جدران المدن الهاربة منك وأنت تعدّها، واحدةً فواحدةً فواحدةًكأنها تتزوجها، تعاشرها، تعاقرها خمرة شعرك ونبيذ دمك الفلسطيني المسفوك يومياًكأنه فرض صلاة. ها أنت الآن تغمس خبزك في الموت، صديقك منذ سنوات تنبئنا بقربه منكحدّ التوحّد بك، كأنك كنت تعلمه وتتعلم منه، قبل قليل قلت: اأعلم أن الوحش أقوى منيفي صراع الطائرة مع الطائر، ولكنني أدمنتُ، ربما أكثر مما ينبغي، بطولة المجاز'،نعم أيها الجميل أدمنت وأدمنّا هذا النوع من البطولات، حتى موتك الآن يأتي مجازاً،كأنه غيبوبة قليلة، لا تطول، أو هو الذهاب في رحلة المسافر ننتظر عودته القريبة، أوهجرة الطائر جنوباً ليعود مع الربيع، لتعود إلينا وتبقى، وتبقى، وتبقى.







آخر مواضيعي 0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
0 اللهم فرج هم كل مهموم
0 أتركنى أسكن عينيك
0 ﻣﺎﻫﻮ ﺻﺒﺮ ﺃﻳﻮﺏ ؟
رد مع اقتباس
قديم 08-25-2012, 06:09 PM رقم المشاركة : 22
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: محمود درويش

بيت الشعر الفلسطيني: سلام على روحك ايها الشاعر
مثل قمر نحاسي يسقط في مرايا البياض ولجة الغياب ... يرحل الشاعرمحمود درويش تاركاً للشعرية الفلسطينية والعربية والانسانية تراثاً مكتظاً بالايقاعالعالي والرؤيا الناجزة .. كيف لا وهو قمّاش اللغة ومروّض خيوطها الجامحة.. برحيلهنفتقد روحاً وثّابة، أقل سماتها الانتباه الجمّ.. والتوتر الكامن في زوايا الكلاموحقول القصـــيدة التي حرص محمود درويش على تعشيـــــبها منذ كرج يافعاً على حفافيالبئر الى آخر نظرة رشق بها البلاد باعتباره لاعب النرد والأكثر دربة ودرايةبالقوانين الشعرية وسياق الجماليات.من حق معشر الشعراء أن يرفعوا الرثاء إلى أعاليالندب.. ومن حق البلاد أن تشيّع الشجر الثاكل الذي أعول على رحيل سادن الشعرالفلسطيني.. والمنشور الجماعي لبلادنا..
محمود درويش.. نقطة الضوء العلياالشاسعة وجمرة الشعر الواسعة بحجم فلسطين.. وماؤنا الشعري الثقيل الذي أوصل فلسطينالى العالم حرّة ومعافاة وعصية على الانكسار والرضوخ
.
إنه محمود درويش الاسمالحركي لفلسطين والمغني الجوّال الذي حاس في المنافي والمغتربات وأسطر حكاية شعبناالعظيم وقال مقولته الأكيدة والناجزة في الدفاع عن الجماليات والسياقات العفيةوالنقية في الخطاب الثقافي الفلسطيني العربي
.
وانفتح بقلب الشاعر على الانسانيةليحقق حضوراً استثنائياً ومختلفاً، فاستحق بجدارة واقتدار أن يكون مغني بلادناالعالية الذاهبة الى أفق الحرية والتحرير سلام على روحك ايها الشاعر حتى ترضى سلامعليك يا سيد الوقت سلام عليك يا صاحب الكلام نداء من أجل أن يدفن محمود درويش فيالجليل وجّه مجموعة من أصدقاء الشاعر الكبير محمود درويش هذا النداء: في هذهاللحظات المليئة بالأسى، ونحن نودّع شاعرنا الكبير محمود درويش، نرى الحزن مرسوماًعلى خريطة فلسطين، ونشعر بفداحة الخسارة التي جاءت تتويجاً لزمن الخسارات الذينعيش
.
هذا النداء موجه الى أهلنا في فلسطين، الذي كان درويش وسيبقى شاعر الحلموالمعنى في أرضهم. وهو نداء يتعلق بحقّ شاعر الجليل في أن يعانق أرض الجليل ويستريحفي المكان الذي شهد ولادته الشعرية، وملأ قصائده بعطر اللوز والزيتون
.
يحق لابنالجليل وشاعره أن يدفن في أرضه، ويجب أن لا يقوى أحد على منع هذا الفلسطيني العظيممن العودة الأخيرة إلى بلاده
.
هذا نداء موجه إلى الجميع، كي نعمل معاً من أجل أنتستعيد الأرض جسد كلامها، الذي صار شعراً عظيماً كتبه شاعر عظيم
.
التواقيع حناأبو حنا، محمد برادة، سليم بركات، محمد بكري، عباس بيضون، صبحي حديدي، مارسيلخليفة، الياس خوري، سهام داود، رمزي سليمان، أنطوان شلحت، أنطون شماس، ليلى شهيد،الياس صنبر، فواز طرابلسي، محمد علي طه، طه محمد علي، فاروق مردم، محمد نفاع



معاناة الموت الفلسطينيون مع موتهم!
فيلم 'ظل الغياب' للمخرج نصري حجاج:
محمد منصور
2008/08/09
'ظل الغياب' عنوان يحمل في طياته صبغة أدبية موحية، قد يصلح لقصة أورواية أو حتى قصيدة شعر... لكن عندما يحمل اسم فيلم وثائقي يوقعه المخرج الفلسطينينصري حجاج، فلا بد أن يأتي مشحوناً بتراجيديا الشتات الفلسطيني، والعذاباتالفلسطينية التاريخية، التي تتخذ أشكالا عديدة لتلك الحياة الموزعة بين المنافيوبلدان اللجوء، وبين أرض الوطن المسورة بالحرمان من حق العودة... اللافت والمثير فيفيلم نصري حجاج 'ظل الغياب' الذي شارك في مهرجانات عدة هذا العام، أنه أراد أن يلقينظرة على معاناة الفلسطيني مع الموت وليس مع الحياة فقط... على معاناة البحث عنقبر، وعن ملاذ أخير، وعن حفنة من تراب الوطن! فالفيلم أراد أن يقارب رثاثة وقسوةالحياة، من خلال متابعة مصائر الموتى، ومعاناتهم مع موتهم، ومع استصدار تراخيصوموافقات دفن، تبدو عسيرة حيناً، وغير خاضعة للمعيار الإنساني أحيانا أخرى... وذلكعبر تتبع لحظات موت شخصيات شهيرة، مختلفة المواقع، متنوعة المنافي، لكنها متوحدةالهوية والمصير... فحيث تكون الهوية (فلسطيني) يختلط المأساوي بالساخر... وألمالفقدان بألم الحرمان من العودة إلى الوطن... ولو في كفن! سيرة ذاتية للموت! ينطلقنصري حجاج من قرية (الناعمة) في فلسطين التي غادرها أهلها في نكبة عام 1948، يعودإليها في رحلة يكتشف فيها وطنه، ويكتشف طعم ونكهة ولون فلسطين... يقول عن نفسه إنه (خليط عجيب من الذكريات والأفكار والحنين والشقاء الذي ينبت في مخيمات اللجوء) ورغمأن قرية الناعمة هي موطن الأهل والعائلة، والذكرى الحارقة التي ظلت تتردد علىألسنتهم واحداً إثر آخر وهم يحلمون بالعودة إليها، فإن نصري حجاج، لم يعرف (الناعمة) إلا وهو مترع بألم المنافي... فقد ولد في مخيم (عين الحلوة) في صيدااللبنانية... ثم عرف منفى آخر بعد هذا المنفى، حيث خرج إلى تونس بعد خروج المقاومةالفلسطينية من بيروت! يتقصى نصري حجاج في هذا الفيلم السيرة الذاتية للموتالفلسطيني، يتتبع في بحث واستقصاء دائبين قصص الكثير من المناضلين والكتاب والشعراءوالقياديين والزعماء الفلسطينيين، الذين كان هاجس القبر يكتب لهم مأساة أخرى، ومنفىآخر... المناضل أنور شحادة الذي تزوج من فيتنامية، وعندما مات كان أقصى ما ناله أنيدفن في مقبرة للمناضلين الفيتناميين ضد الأمريكان... لتعذر عودته إلى تراب وطنه... رسام الكاريكاتير ناجي العلي، الذي اغتيل في لندن عام 1988 وتعذر دفنه حتى في مخيمعين الحلوة، المنفى الأول، بسبب الأوضاع الأمنية حينذاك فقررت عائلته دفنه فيلندن... القيادي البارز خليل الوزير، الذي اغتاله الموساد في تونس، ودفن في مقبرةالشهداء في مخيم فلسطين، الشاعر معين بسيسو الذي دفن في القاهرة... وأخيراً وليسآخراً الرئيس ياسر عرفات، الذي رفضت إسرائيل رفضاً قاطعاً، دفنه في القدس حسبوصيته، فتم دفنه في حديقة المقاطعة في رام الله، ووضع في صندوق محكم من الإسمنتليسهل نقله ودفنه مرة اخرى... كما تم إحضار تراب من داخل الحرم القدسي الشريف ونثرهفي قبره... هذا في الوقت الذي قامت إسرائيل بنقل رفاة أولاد هرتزل مؤسس الحركةالصهيونية، من فرنسا كي يدفنوا في فلسطين، وسمحت للشاعر راشد حسين الذي توفي فيالولايات المتحدة بالعودة للدفن في فلسطين، فقط لأنه دخل أمريكا بجواز سفر فلسطيني،واستطاع محاموه أن يستصدروا له قراراً بالعودة كي يدفن هنا! نفسية اسرائيل المريضةويركز نصري حجاج على الحالة النفسية الصهيونية المريضة التي تمارس إزدواجيتها علىأكثر من صعيد... تمنح لليهود حق الدفن في فلسطين، حتى لو لم يكونوا من سكان الكيانالإسرائيلي، وتحجب هذا الحق على الفلسطينين الذين ولدوا وعاشوا هنا... أكثر من ذلك،تحتفظ برفات المناضلين والشهداء الذين سقطوا في مواجهات معها، وتدفنهم في مدافنخاصة بمن تسميهم (المخربين) ربما لتتذكر إنجازاتها في زيادة عدد الضحايا! صوروحكايات كثيرة يتابعها نصري حجاج بالحاح وجداني عل الامكنة وعل المسافات وعل تكثيفرقعة الشتات... صور عن الموت الفردي وعن موتى المجازر... فجامع مخيم شاتيلا، تحولإلى مقبرة جماعية في حرب المخيمات... وضحايا مجزرة تل الزعتر، أخذ أهاليهم اذونا منقتلتهم كي يسمحوا لهم بإحضار جرافتين لحفر قبر جماعي لأولادهم وذويهم... إنه ظلالغياب الفلسطيني الذي يذهب بعيداً في أقاصي الأرض... يتوزع على المنافي... ويسكنالقارات... ويهاجر إلى آخر نقطة في رحلة الاغتراب والشتات... فلو أراد الفلسطينيونأن يلملموا رفات شهدائهم... كم وطن سيحتاجون كي يعبروا إلى الوطن... وكم منافسيعبرون كي يقتربوا من القبر الذي يشتهون؟! تراجيديا شعرية وجماليات أخاذة يقدمنصري حجاج كل هذا الكم من الرصد المعلوماتي الموثق والحافل بكم كبير من التنقلاتوالمسارات عبر سرد حميمي، يكتبه بلغة أدبية راقية، معبرة بلا إنشاء، عميقة الأثربلا افتعال أو تهويل... ويعلق على الفيلم بصوته ذي النبرة الدافئة المتأرجحة بينالذاتي والموضوعي فيذهب المشاهد معه في سوية أدبية تكاد تصنع عالما موازيا لعالمالصورة الأنيقة التي ينساب حزنها عبر مكونات بصرية وجمالية أخاذة. يستعين نصري حجاجبأشعار محمود درويش كي يستكمل هذه التراجيديا الشعرية التي يصوغها نصا وتعليقاوصورة... وتحضر هنا قصيدة 'لا تعتذر عما فعلت' لتضيف للفيلم شحنة تعبيرية متسقةتماما مع سياق الفيلم وأدواته: لا ينظرون وراءهم ليودعوا منف فإن أمامهم منف لقدألفوا الطريق الدائري فلا أمام ولا وراء ولا شمال ولا جنوب يهاجرون من السياج الالحديقة يتركون وصية في كل متر من فناء البيت: 'لا تتذكروا من بعدنا الا الحياة...' إن فيلم 'ظل الغياب' بفكرته الجديدة غير المسبوقة التي تنفذ إل اشواق الحياة منخلال معاناة الموت... وبرؤيته الفكرية والانسانية المرهفة وسويته الفنية الراقيةوتكامل عناصره يشكل اضافة هامة لمكتبة الافلام الوثائقية الفلسطينية ولروائع هذهالأفلام عل مر سنوات طوال.
ناقد فني من سورية mansoursham@hotmail.com







آخر مواضيعي 0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
0 اللهم فرج هم كل مهموم
0 أتركنى أسكن عينيك
0 ﻣﺎﻫﻮ ﺻﺒﺮ ﺃﻳﻮﺏ ؟
رد مع اقتباس
قديم 08-25-2012, 06:10 PM رقم المشاركة : 23
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: محمود درويش

قف الآن محمود!
غازي القصيبي الحياة - 12/08/08//
وجدت، إذن، أن للموت رائحةً..
مثل قهوة أمك.. تغسل من بركة الشعر
في الروح.. أوضار ذاك المكانْ
وجدت، إذن، في سرير الغريبة..
وصل الأمانْ
سكتَّ، إذن، بعد أن نزفت كلماتك..
وهي تعالج قفل القلوب التي صدئت.. والقلوب
التي تنتشي بالهوانْ
إذن، أنت تركض خلف الفراشة طفلاً..
تجوب الترابَ.. وترجع غض الرجولة..
تمنح فجر فلسطين لون الشقائق..
ترجع ممتشقاً سيف شعرك..
زهوَ الحصان!
* * *
قف الآن محمود! نشهد بأنك ما خنت
دارك... والبعض خانْ
ونشهد بأنك كنت تحارب حتى
النهاية... والغير خانْ
ونشهد بأنك قدمت قلبك في
مذبح الشعر... والكل خانْ
وشاعرنا كنت...
أشجعنا كنت...
أصدقنا كنت...
ما قلت إن الهزيمة عرسٌ..
وما قلت إن الفناء حياةٌ..
وما قلت إن ارتشاف القذى عنفوانْ
قف الآن محمود! لا بد من كِلْمَةٍ في الوداع..
تقول لأمك إن فتاها البهيّ الوسيم.. غدا
الآن طفل الزمانْ
قف الآن محمود! وانظر تر الورد ينبت
من كلماتك يصبغ قبرك..
ترب فلسطين..
ترب العروبة..
بالأرجوان

هاسميك بابيان في بعلبك ... ليتها أنشدت حتى الصباح
بعلبك (لبنان) - جاد الحاج الحياة - 11/08/08//


غنت هاسميك بابيان في بعلبك أول من أمس بعد سلسلة إداءاتها الناجحة لأوبرا «نورما» التي انطلقت بها مصادفة في أمستردام عام 2005 حين حلّت مكان السوبرانو الرومانية الأصل نيللي ميرسيوي، وإذا بها تصعق النقاد والجمهور متنقلة بـ «نورما» معاصرة بالغة الرقة والحيوية حول العالم. الا أن برنامج مهرجانات بعلبك لهذا الموسم لم يلحظ أهمية تضمين اللقاء بهاسميك مقطعاً من «نورما» ولو على سبيل تسجيل التحية لأنجح ما قدمته في مجال الأوبرا حتى اليوم.



في المقابل احتوى البرنامج شقين: الأول مقاطع من أوبرات غير مألوفة لدى الجمهور العريض، والثاني بالعكس تماماً.
قلة من الضالعين بأعمال هاندل الأوبرالية يعرفون «ألسينا» التي قدمت للمرة الأولى في ليبزيغ عام 1728، ثم توارت وراء الكواليس حتى مطلع الستينات من القرن الماضي، حين قرّر المخرج الإيطالي الكبير فرانكو زفيريللي بعثها مرة اخرى لشغفه بالأجواء السوريالية المليئة بأشجار ونباتات تتكلم، ناهيك ببطلة شريرة تلقى حتفها في النهاية.
وعلى رغم براعة السوبرانو الأسترالية جوان ساذرلاند في إنشاد وتمثيل دور ألسينا يومئذ، قلما لاقت هذه الأوبرا شهرة او رواجاً جديرين بالملاحظة. الا ان هاسميك بابيان افتتحت امسيتها في بعلبك بمقطع من «ألسينا» في هدوء الواثقة من قدرتها على تبليغ أعمق المشاعر لسامعيها فإذا بإدائها الجامع بين الرقة والاحتراف يحرق المراحل ويتجاوز النأي التاريخي في سهولة وسلاسة مذهلتين.
أوبرا «ايدومينو» لموتسارت شكلت اولى نجاحاته الكبرى يوم قدمها في النمسا عام 1712، لكنها لم تحرز تقدماً في التداول والاستمرار حتى أواسط القرن العشرين بعدما خضعت لجراحات تجميلية عدة. وهي في الأساس مبنية على اسطورة لاحقة للحروب الطروادية تمتزج فيها حكاية عوليس الغائب العائد بالصراع على السلطة بعد استتباب الأمن وسط عواصف بحرية وعاطفية أحالت قلب اليكترا الى جمر حارق.
أنشدت هاسميك بابيان في وصلتها الثانية سخط اليكترا على القدر الغاشم الذي سلبها حبها وتركها وحيدة فيما جزيرة كريت برمتها تحتفل بحلول السلام، وجاء الانتقال الأسلوبي من تأملية هاندل الى التشكيل التعبيري المعروف عند موتسارت ليوضح أن القوة المركزية في صوت هاسميك وأدائها تكمن في قدرتها على التلوين الدرامي والشحن العاطفي، إما للتعويض عن حدود تصعيدها الصوتي أو للتركيز على أهمية التراجيديا في ما تقدمه من مقاطع. ويأتي المثال الأبلغ عن هذه الموهبة في المقطع المختار من أوبرا «روبرتو ديفيرو» لدونيزيتي وقصتها مأخوذة من أروقة البلاط البريطاني حيث تختلط عواطف الحب بشهوات السلطة ومآسي الغيرة. أبصرت هذه الأوبرا النور عام 1837 ونجحت في ليشبونة وباريس خلال السنوات القليلة التالية ثم غابت حتى عام 1964 حين جرى تقديمها في نابولي بحلة جديدة.
من أعمال روسيني اختارت هاسميك آخر أوبرا كتبها بعنوان «ويليام تيل» بناء على مسرحية بالعنوان ذاته للشاعر الألماني فريديريتش شيلر وجرى تقديمها للمرة الأولى في ليشبونة عام 1838.
وكمثل الأعمال الثلاثة المذكورة قلما عرفت رواجاً شعبياً يذكر بسبب طولها (4 ساعات) واحتشاد مشاهدها بالكومبارس علماً أنها خضعت أيضاً للتشحيل والترجمة الى الفرنسية والإيطالية، وطالما تناقض موضوعها مع الظروف السياسية، خصوصاً في إيطاليا كونها تروي حكاية فنان ثائر على السلطة، هارب من الشرطة، يلجأ الى كنيسة... مما غيّبها حوالى نصف قرن فلم تظهر مرة أخرى حتى 1856 ولم تتحول الى عمل جوال قادر على تخطي محيطه الأوروبي في أفضل سنواتها اللاحقة.
من مقاطعها الأكثر عاطفية أنشدت هاسميك «لم يعد لحبنا أمل» وكان استسلام الجمهور لها قد استتب وعبقت جدران باخوس بقوس قزح من التواصل الحميم بين الإصغاء والإنشاد.
«قوة القدر» عنوان الأوبرا الأقرب الى ذاكرة الجمهور العريض وهي من أجمل أعمال فيردي، حملت في بداياتها عنوان «دون ألفارو أو قوة الخطيئة» وعرضت في سان بطرسبورغ عام 1862 بعد تعديلات بسيطة. لكن التعديلات على هذه الأوبرا لم تتوقف طوال القرن التاسع عشر علماً أن موضوعها مكرر يدور حول ممانعة عائلية لحب سرعان ما يتحول الى مأساة حين يقتل العاشق المرفوض والد حبيبته في لحظة انفعال شديد... أنشدت هاسميك من الفصل الأخـير مقطعاً مؤثراً منها عنوانه «أعطني السلام يا رب» قبل ان تنحني في لباقة شفافة لتصفيق حاد ونشوة عالية لدى الحضور.
في الفصل الثاني من الأمسية التقى الجمهور مؤلفه المفضل، لكل زمان ومكان، جياكومو بوتشيني في أربعة مقاطع من أربع أوبرات محبوبة أهمها «مدام باترفلاي» و «توسكا» ولم يعد في ذهن أحد ومضة شك في أننا في حضرة ساحرة بيضاء جعلتنا نتمنى الا تصمت ولو أنشدت حتى الصباح... وما بعد بعد الصباح! أما هي فكانت كريمة ومستعدة للتجاوب مع المصفقين وقوفاً فأدت مقطعاً أخيراً مبرمجاً من «لا فالي» لألفريدو كتلاني لتقدم من تراثها الأرميني ثلاثة أناشيد بينها ارجوزة الأطفال الشهيرة إبان المجزرة الكبرى ضد الأرمن: «غادر هذه الغابة يا عندليب/ لا تغني فوق ورودنا/ نفوسنا قاتمة، حياتنا مريرة/ إنك تجرح قلوبنا كثيراً/ إذهب وقل انك هربت يا عندليب/ من بلد تكسوه الدماء/ حيث الأنهر دموع/ وحيث البنادق وحدها تهيمن.
كان اللقاء بهاسميك بابيان في بعلبك اول من امس « حماماً منعشاً للروح» كقول أحدى الحاضرات ولا بد من الاعتراف بأنها كانت على حق.

الشاعر الذي رفع قضية أرضه الى مصاف التراجيديا الانسانية ... محمود درويش اتكأ على القصيدة عندما خانه القلبكاظم جهاد الحياة - 13/08/08//






آخر مواضيعي 0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
0 اللهم فرج هم كل مهموم
0 أتركنى أسكن عينيك
0 ﻣﺎﻫﻮ ﺻﺒﺮ ﺃﻳﻮﺏ ؟
رد مع اقتباس
قديم 08-26-2012, 12:33 AM رقم المشاركة : 24
معلومات العضو
طارق سرور

الصورة الرمزية طارق سرور

إحصائية العضو







طارق سرور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: محمود درويش

طرح رائع ومعلومات قمة فى الإفادة

لشاعر أثر فى تراثنا العربى

شكرى وتقديرى اختى نوووور







آخر مواضيعي 0 خوف
0 اسرار
0 اللهم اجعلنا من المحسنين
0 اعرف مين هى مصر
0 البقلة
رد مع اقتباس
قديم 08-26-2012, 05:31 PM رقم المشاركة : 25
معلومات العضو
توتى العمدة

الصورة الرمزية توتى العمدة

إحصائية العضو








توتى العمدة غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: محمود درويش

باركـــــ الله فيكـــــ أختى الفاضلــهـ
لطرحكـــــ القيم والرائعــــ
جزاكـــــ الله عنهـــ كل الخير
وجعلهــــ فى ميزان حسناتكــــ

دومتـــــ بخير







آخر مواضيعي 0 فن الغياب
0 راحو الطيبين
0 دمـــوع حبيســـة .. وقلـــوب ذليلـــة ..
0 سهم الايمان فى رمضان
0 قبعات ومعاطف فرنسية للشتاء2016
رد مع اقتباس
قديم 08-27-2012, 08:30 PM رقم المشاركة : 26
معلومات العضو
ندى الورد

الصورة الرمزية ندى الورد

إحصائية العضو







ندى الورد غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: محمود درويش

مجهووووووود رااائع ومعلوووومات قيمه

اسعدك الله حبيبتى

تقبلى مرورى






آخر مواضيعي 0 القصة في القرآن الكريم
0 لطائف من سورة يوسف
0 كن بوجه واحد.
0 البشائر العشر لمن حافظ على صلاة الفجر
0 أعرف صفاتك من القرآن الكريم
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:10 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.6.0 (Unregistered) Trans by

شبكة صدفة

↑ Grab this Headline Animator