ثرثرة فوق صفحات صدفة

[نور]

السَّطْرُ \*/ الأَخِيـ ،، ـرُ..!

حينَ يُسدلُ الليلُ حجاباً على رعشاتِ قلبٍ نابضْ..
يخرجُ ليُعلنَ انقباضاتِه من خلفِ لا مرئيةٍ شفافةٍ..
تُبعثُ الاختلاجاتُ من قبورِها البيضاء عاريةْ..
وتلتمعُ عيونها منبثقاً من نظراتها رمقٌ آخر من حياة..
تُنفخُ الروحُ في فمٍ كانَ يختفي تحتَ ترابٍ من جليد..
وتفترشُ الروحُ صفحاتِ العشق..
وتُعيد رسمَ الدائرةِ كُلما وصَلتْ للسطرِ الأخيرْ..
فلا نقطةًَ تضَعُها..وإنما تظلُ تَسطُر شراييناً حديثةَ الولادةْ..
تظلُ تُولدُ كلَ مرةْ..حتى السطرِ الأخيرْ..

[نور]

خِتَامُ البِدَايَةِ..

أَتَعْرفُ لغةَ التورُّدِ حينَ تكْتبُ الإحْساسَ علَى كفٍّ ثملةِ الأعْصابِ..
حينَ تتخبَّطُ بحْثَاً عنْ بقْعةِ الدِّفءِ بيْنَ تعثُّرِ همْسكَ وارْتِطامِ أنْفَاسِكَ بِجُدْرَانِ وحْدَتِي،،
حتَّى انْكَفَأ المَغِيبُ فِي مبْسَمِكَ يسْتعرضُ انْعِكاساتِ الطَّيفِ على وجْنةٍ ملْتهِبةٍ،،
يالِذَاكَ الجُنونِ الذِي يُسمَّى حبَّاً..!

اعْترافَاتُ شَرْقيَّةٍ

بَرَاكينٌ من النَّقاءِ تنْفَجِرُ فِي غلالاتِ الصِّبَا
ويترنَّمُ فِي جسَدِ الأحْلامِ طيفٌ مَا..
يرْتدي النَّبْضَ المَاكثَ فِي مضْجعِ التهَابٍ مزمنٍ..
لا تفتأُ تصيبُهُ مِنْ شَغَبِ مداعَبَاتِ الهَوَى للخيَالِ العدْوى!
وإنْ أمْسَى بدُونِ ديبَاجَاتِ وصْلكَ يتأرَّقُ عليْلاً..

ادِّعاءٌ عامٌ

أنتَ يا أنتَ كفَى!
غرورُكَ يكتبُني صَفحاتٍ من قصَّةٍ تبحثُ سُطورُها عنِ النِّهايةِ..
تقْذِفُنِي على شَاطيءٍ نرْجسيِّ الجوِّ،،
يلْفَحُ بأُجَاجِ دفئهِ أطْرافنَا بلَسَعاتٍ من ريْشةِ الأمْواجِ الهَائِجةِ..
صدِّقني.. أدْمنْتُ الغرَقَ يُدوزِنُني..
إنِّي أتميَّهُ بنكْهةِ الظَّمأِ حتَّى الارْتِوَاءِ!

دِفاعٌ خَاصٌ

لا أَلُومكَ..
قدَرٌ أنْ ولِدتَ بينَ أحْضانِ الشَّمسِ!
هل ألومُنِي لأنِّي حاولْتُ ترْجَمةَ اللعناتِ المكْتوبَةِ علىَ أهْرامٍ جسْمٍ مترنِّحٍ على رَصِيفِ ذاكِرتِي؟!
ظننتُ لثْمَ اليَاسَمينِ اللغةَ الوحيدةَ فِي قامُوسِ حانتِكَ الضوئيِّةِ..
لمْ أدركْ أنَّكَ تعتِّقُ الحبَّ ملايينَ الأصنَافِ من نبِيذِ العشْقِ!

السَّطْرُ \*/ الأَخِيـ ،، ـرُ..!
هلا أمْهلَتْني الأيَّامُ لأَفيضَ ثمارَ وَجْدٍ قبْلَ مَوْسمِ حصَادِ القُلوبِ؟!



أنتَ مَجْنونٌ!
حولَ حرْفكَ تمتدُّ تثاؤُباتُ الذُّهولِ حدَّ اسْتِفاقةِ القَلَمِ لاشتِعالكَ!
ترأَّفْ بِالمشَاعِرِ كَيْ لا يُحِيلُهَا جَمْرُكَ أرواحَاً ينفُخُها الغسَقُ فِي طِينةِ الاحْتراقِ!

[نور]

همْسٌ يرْتدِي أنفاسَاً من شَذَى التلعْثُمِ
حيثُ اختَطَفتْ صُدورُ الهَذَيَانِ كلماتِ البوْحِ
واسْتسَاغَتْ أعْينُ الصَّمتِ تذوُّقَ جمالٍ
في قَافيَةٍ معمَّاةِ السرِّ حتَّى أفصَحَ الإبْصَارُ،،

ذابَتْ اشتِهَاءاتُ البيَاضِ لصِحافِ الألوانِ طيفاً
ينفُخُ بعْضهُ في ثلوجٍ تنْصهرُ بينَ أحضانِها حفْنةٌ منَ السُّطورِ
تبْحثُ أنامِلُها عن ملامحِ السَّطْرِ الأخِيرِ
في لجَّةٍ من التبعْثرِ المصْلوبِ على شِفاهِ القَمرِ!

السَّطْرُ \*/ الأَخِيـ ،، ـرُ..!
لحَنينِ الذوبانِ ثَقافةٌ أخرى كتلْكَ التي لمْ تكتَبْ بعدُ..!

[نور]

تتمدَّدُ فِي دَاخِلي سطورٌ طوالٌ
وتنكَمشُ على أنْصافِ دوائِرِ المعْنى الصَّفحاتُ،،
وفي أسْرارِ كتَابي تستديرُ حولَ أهدابِ البدْرِ قطراتٌ
من ندى الانْدِماجِ بعصرٍ آخرٍ هاربٍ من وجْهِ التَّارِيخِ
بعْدَ أن حُكَمَ عليهِ - غيَابيَاً - بالجِنونِ!

السَّطْرُ \*/ الأَخِيـ ،، ـرُ..!
أيْنَ يلجَأُ البرِيءُ المُذنبُ من مقْصلةِ التأْرِيخِ في المجْهُولِ؟!

[نور]

بِأَيِّ حَقِّ يُطالبُونَ بِبَرَاءَتِي مِن ذَنْبِي؟
إنِّي أرفُضُ اسْتِئنَافَ زَمَانِ البِدَايةِ!
وأَرْفضُ دِفَاعَ البيَاضِ عنْ نقَاطِ الدَّمِ المصْلُوبةِ
على يَاقةِ السَّكتَةِ التِي اعْتصرتْ قَلْبي منْذُ ميلادِي
حتَّى صعقَتْهَا تفَاصِيلُ جرِيمةِ النَّبضِ!

لو عَلِمَ ضَمِيرِي كَمْ هُوَ مرِيحٌ الذَّوبانُ فِي الأثِيرِ
حيثُ يَرْكضُ الشَّوقُ حافِيَ الدُّموعِ علَى سَاحلِ الغُرْبةِ
كيفَ يلعقُ الجُرْحُ قَطَراتِ الليْمونِ
وتجتَثُّ الحَيَاةُ منَّا جُذُورَ الخَوَاءِ...
لنبَذَ منْ قَامُوسهِ آهاتِ الألمِ
وارْتدَى غلالاتِ القمَرِ الذِي يُمَارسُ الانتِظَارَ مع الأَملِ!
لكنّّنا ولدْنا لكَي نُشْنقَ علَى هَوَامشِ ليلٍ
لا يرَى إلا الأبيضَ والأسْودَ!

السَّطْرُ \*/ الأَخِيـ ،، ـرُ..!
بارِعةٌ خطَّافاتُ الأيَّامِ فِي اقْتنَاصِ الأفْئدةِ المُعلَّقةِ على شَمَاعةِ الانْتِظَارِ!

[نور]

كَلِماتٌ ملوََّنةُ بتورُّدِ وَجْهِ دُمْيَتِي
وَأحْلامٌ شبَّتْ علَى إشْراقَةِ الشَّمسِ بعْدَ الغسَقِ!
يقُولونَ أنَّ فِي أَعْماقِ كلِّ منَّا طفْلٌ..
فضُوليٌّ يبْحثُ عنْ منَافذٍ ليدُسَّ أنفهُ في مشَاعِرنَا
وأحْياناً يعلقُ ذاكَ الأنْفُ بينَ السُّطُورِ!
ويُرْسلُ الإحساسُ قافلاتِ اخْتلاجَاتِهِ بينَ طيَّاتِ الزَّمنِ!

السَّطْرُ \*/ الأَخِيـ ،، ـرُ..!
لَو أنَّ السَّحابَ يُمْطرُ غَيثَاً منَ السُّكَّرِ!

[نور]

تتَعثَّرُ علَى دُرُوبِ التألُّقِ عُتْمةُ الصَّمْتِ
تستَنْشِقُ الضَّوءَ مِنْ اسْتِقْراءِ الكلماتِ
فِي صومَعَاتِ عيونٍ شارِدَاتٍ تضمُّها محَاجِرُ الأيَّامِ،،
ولِـ فُصُولِ التقمُّصِ بَقَايا تكْتُبُها السُّويعَاتُ
بمَاءٍ مُمَعْجنِ اللجَيْنِ!
فِي الذَّاتِ.. زفراتٌ تختَزِلُ العمْقَ حَتَّى الغَرَقَ
لعلَّهَا تلكَ التِي تُسمَّى تأمُّلات..!

السَّطْرُ \*/ الأَخِيـ ،، ـرُ..!
منْ قَالَ أنَّ الجَمَالَ لا يتَلَعْثمُ؟!

[نور]

فِي زَاوِيةٍ مَا مِنْ أقْدَارِنَا
نبْحثُ عَنْ عُزْلةِ الهَرَبِ منْهَا/ إلَيْهَا
دُونَ أنْ نتْعبَ مِنْ رَسْمِ أنْصَافِ الدَّوائِرِ
ابْتِسَاماتٍ دافِئةٍ.. آمَالٍ راقِصَاتٍ عَلَى أكفِّ التَّمَنِّي
تبْحثُ عنْ خطٍّ آخرٍ لِـ ذَاتِ الاتِّجَاهاتِ!

السَّطْرُ \*/ الأَخِيـ ،، ـرُ..!
لا جَدْوَى من الهَرَبِ حَيْثُ يُنْهِي البِدَايةَ قَبْلَ بِدْءِ النِّهَايةِ!

[نور]

الوَقْتُ وحدَهُ كفِيلٌ بأنْ يعمِّقَ ملامِحَ الذِّكرى
من قَالَ أنَّ النِّسْيانَ دوماً حَاضِرٌ برَسْمِ الخِدْمةِ؟!
بعضُ الأمورِ تسْتعْصِي عليْهِ حتَّى تتكتَّلَ تحْتَ الجِلْدِ
ونحنُ نسِيرُ على خطُوطِ كَفِّ الأيَّامِ..
وتمْطرُ الأحْلامُ ورداً.. رُبَّما..

السَّطْرُ \*/ الأَخِيـ ،، ـرُ..!
الأحْلامُ تخلقُ فراسِخَاً نحْوَ النُّجومِ، حيثُ المشَاهدُ مُلوَّنةٌ!

[نور]

لعلَّها قراءَةٌ أخْرى..
رؤْيةٌ مِلْيونيَّةٌ لأسْطُورةٍ جسَّدَتِ اشْتِعالاً
عَصِيَّاً كمَا فِي أخشَابٍ مِن أحْشَاءِ الجَلِيدِ!
لكِنَّنا نشْعِلها رُغْمَ التجّمُّدِ..و يبْقَى الاحْتراقُ فِي ذَاتِنَا مواقِداً منَ العطَاءِ
تمْطرُ شعلاتٍ صَغِيرَةٍ على وَجْناتِ الأيَّامِ..!

السَّطْرُ \*/ الأَخِيـ ،، ـرُ..!
يوْماً مَا.. سيذُوبُ وشَاحُ الشَّمْسِ علَى جسَدِ الحُلُمِ!