![](http://file9.9q9q.net/local/thumbnail/51521257/600x600.jpg)
أنا الآن
ألمح غزاة يملأون المحيط صخبا ..
وقلوبا مهترئة تركت أصحابها في العراء ..
ورحلت إلى حيث يلهو بها الغرباء كما يلهون بأمتعة فندق رخيص .,
أراهم يكتبون على جدرانها عباراتهم البلهاء ..
وأسماء أصدقائهم وأعدائهم وعبثا آخر لا يعني في الغالب شيئا .,
أنا الآن أشتاق لأن أقف أمام محيط لا متناه ..
أعانقه بهيكلي ..
ألثم أعاصيره ببقايا فمي .. ليمتصني ويسكنني أحشاءه كجنين .,
أنا الآن
أبلع مشاعري كأقراص دواء ..
أتعاطاها كمخدر ..
أكتبني وكأنني وصفة الخلود المحظورة على الكائنات المؤقتة ..
ومن الجميل أن لا أحد سيصدقني .,
أنا الآن ..
وبعد أن حاولت بكل ما أوتيت من صلف أن أصنع حاجزا بين ضحكاتي ودمعاتي
أفقت على سدودي تنهار لتمتزج أشيائي العذبة البسيطة بملوحة صدقي ..
أحاول أن أهرب من ذئب الحزن الجائع .. وأتحاشى قبضته المعتوهة ..
أقنع ساعاتي أن تقتات بفتات فرح .,
أبحث عني في جيوبي فلا أجدني ..
وأبعثر صندوق كلماتي فلا أجد أصدق من عبارة الوداع-أغسّل بها روح من أحب ..
وأمضي
.
.
.
أنا الآن ..
أطييير إلى بعييييد ..
حيث لا يعبون حزنا أو يمضغون كآبه ..
حيث لا يتنفسون هواءا مستعملا !