العودة   شبكة صدفة > المنتديات الادبية > الشعر العربى القديم والحديث

الشعر العربى القديم والحديث شعر شعبي ، شعر فصيح ، قصة ، رواية ، مقال ، نقد،يحتوي على أقسام متخصصة بالأدب والشعر والخواطر وكذلك القصص والروايات.

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 03-02-2010, 09:41 AM رقم المشاركة : 181
معلومات العضو
لمسة دفء

الصورة الرمزية لمسة دفء

إحصائية العضو







لمسة دفء غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: ديوان الشاعر ... عدنان الصائغ

في الموعدِ تأتي..؟ ضاحكةً تغسلُ كالمطرِ العذبِ، حديقةَ روحي، تلك المتربةَ العشب، اليابسةَ الأغصان، المغبرّةَ من طولِ الجدبِ،...
سأنسى أنَّ زهوري ذبلتْ بين يديكِ،
وكلَّ عصافيرِ قصائدِ شعري هربتْ من قضبانِ نوافذِ غرفتكِ الموصدةِ الأبوابِ... إلى الغاباتِ..
وأنسى أنّكِ كنتِ بدون مبالاةٍ
تطلين أظافركِ الحلوةَ من نزفِ دمي،... أنسى .. أنسى!
في الموعدِ تأتي..؟ مَنْ أبصرَ حزني يورقُ وردةَ جوري، في الركنِ المنسي.. إذا مرّتْ سيدتي..؟
مَنْ أبصرَ روحي تتسلّلُ في الليلِ إلى شبّاكِ الفاتنةِ الزعلانةِ، كالقمرِ الشاردِ،
حين تؤرّقني في الغربةِ أطيافُ هواها...
وأغني....
في الموعدِ.. تأت!.. فلماذا يحسدني الشارعُ حين تجيء..
وأزهارُ المشتلِ – آهٍ – تتلفّتُ ذاهلةً..
وتديرُ الريحُ العنقَ..!
أما كان الشارعُ يعرفُ هذا المتشرّدَ في أرصفةِ الوجعِ الليليِّ..
أطاردُ ظلّي في الحاناتِ، وفي الأقبيةِ الرطبةِ..
يتبعني البقُّ.. وصفاراتُ العسسِ الليليين... (سأنسى الكدماتِ
على وجهي المصفرِّ..
وأطلبُ كأساً...
لكنَّ النادلَّ، يرمقني ببرودٍ...
يطفيءُ آخرَ ضوءٍ في حانتهِ، ويغادرني...)
في الموعدِ تأتي..؟ .. كانتْ بقميصِ الحبِّ الشفّافِ.. سحابةَ شِعرٍ رائعة.. تعبرني.. (.. آهٍ.. لو تمطرُ.. لو نمشي تحت رذاذِ الليلِ المجنونِ... تبلّلُ كلَّ أغانينا وملابسنا، القطراتُ... ونمشي..! ما أجملَ أن تتسكّعَ تحت نثيثِ الأمطارِ مع امرأةٍ تهواها...
... وتغني ملءَ هواك...! ..)
في الموعدِ تأتي؟ .. أعرفُ أنَّ النسوةَ قد يتأخّرنَ عن الموعدِ... بضعَ دقائق...!
... أو ساعاتٍ.. لا شيء سوى الغنجِ الحلوِّ.. وتلويعِ الروحِ.. وأعرفُ كيف يباهين بأن العاشقَ ظلَّ أمام النافذةِ الموصودةِ، منتظراً حتى الفجر.. وحتى يبستْ أعشابُ الصبرِ برجليهِ.. وحتى..! .. وأنا أعرف أن الدلَّ لذيذٌ.. ودمي قلقٌ حدَّ النـزفِ.. وحدَّ اللعنةِ،
(.. كانتْ تتعذرُ دوماً بصديقتها..
أو بطءِ الباصِ.. وكانتْ..! ..)…
وأنا تحتَ مصابيحِ الطرقاتِ الخابيةِ الضوءِ.. أضيءُ..
وأنزفُ أشعاري...
هل تأتي في الموعدِ... سيدتي؟
أأصدّقُ أن امرأةً رائعةَ الفتنةِ مثلكِ...
يمكن أن تأتي...؟









آخر مواضيعي 0 العيد قرّب / والحبايب بعيدين.وانا عيوني ولّمَتْ (دمعة) العيـن..
0 تعبت أشيلك في مطارات الزمن شنطة سفر
0 غازي القصيبي ورومانسية بلا حدود.
0 أكتب اليك...و انا خاائفه ان تخدشك الكلماات..!!
0 دفتر الأيام
رد مع اقتباس
قديم 03-02-2010, 09:41 AM رقم المشاركة : 182
معلومات العضو
لمسة دفء

الصورة الرمزية لمسة دفء

إحصائية العضو







لمسة دفء غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: ديوان الشاعر ... عدنان الصائغ

ربما أقبلتْ..
من يمينِ الطريقْ
ربما...
من يسارِ الطريقْ
ربما...
دلفتْ – دون أنْ ألحظَ الآن – بابَ الحديقةْ
إنما حدسي لا يخيبْ
لحظةً.. ثم يستنفرُ الدربُ.. أشواقَهُ
في انتظامِ خطاها الأنيقةْ
وتقبلُ ضاحكةً.. من شكوكي،
ولون اصطباري، على جمرةِ الدربِ
رائعةً.. في القميصِ المطرّزِ بالوجدِ
والقبّرات
شَعرُها الفوضويُّ.. المسافرُ دوماً مع الريحِ
- مثل القصيدةِ - يفلتُ مني
ويتركني
دونما كلْمةٍ...!
هاهي الآن تقبلُ..
مسرعةً
ثم تبطيءُ، حين تراني
تتطلعُ - في خجلٍ - .... نحو ساعتها
وكعادتها...
في جميعِ المواعيدِ
تسبقُ أعذارها،.. ضحكةٌ
كرذاذِ النوافيرِ.. مجنونةٌ
تطفيءُ الجمرَ.. واللحظاتِ العصيبةَ.. والـ...
- أنتَ تعرفُ.. أنَّ أزدحامَ الطريقِ...
- إنّهُ الباصُ.. معذرةً.. فاللعينُ الثقيلُ الخطى
كان دوماً يشاكسني...
ويؤخّرني عنكَ... يا سيدي!
..........
..........
أتأبطُ – في لهفةٍ – خصرَها
ثمَّ ندلفُ من مدخلٍ آخرٍ...
للحديقةْ!!
........
..........
ربما.........
من يسارِ الطريقْ
ربما أقبلتْ من يمينِ الطريقْ
ربما عبرتْ – دون أن الحظَ الآنَ – بابَ الحديقةْ
وأبقى على جمرةِ الدربِ، منتظراً
ساعةً...
ثم أخرى.. وأخرى..
ولا شيء غير انتظاري...
وشكّي، وناري
وصمتِ الطريقْ









آخر مواضيعي 0 العيد قرّب / والحبايب بعيدين.وانا عيوني ولّمَتْ (دمعة) العيـن..
0 تعبت أشيلك في مطارات الزمن شنطة سفر
0 غازي القصيبي ورومانسية بلا حدود.
0 أكتب اليك...و انا خاائفه ان تخدشك الكلماات..!!
0 دفتر الأيام
رد مع اقتباس
قديم 03-02-2010, 09:42 AM رقم المشاركة : 183
معلومات العضو
لمسة دفء

الصورة الرمزية لمسة دفء

إحصائية العضو







لمسة دفء غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: ديوان الشاعر ... عدنان الصائغ

تدخلُ...
مقهى القلب
تتخذُ – دون مبالاةٍ –
.. مقعدها
في زاويةٍ منسيةْ
تشعلُ سيجارتها
وتدخّنُ في صمتٍ
ثمَّ تقلّبُ بين يديها... ديواني
يدنو النادلُ منها.. مرتبكاً
- ماذا تأمرُ... سيدتي..؟!
- ... لا شيء....!
- ......
بعد قليلٍ
تطفيءُ سيجارتها.. في صحنِ رمادي
وتغادرُ.. مسرعةً!
تاركةً...
في جو المقهى....
... خيطَ دخانْ !











آخر مواضيعي 0 العيد قرّب / والحبايب بعيدين.وانا عيوني ولّمَتْ (دمعة) العيـن..
0 تعبت أشيلك في مطارات الزمن شنطة سفر
0 غازي القصيبي ورومانسية بلا حدود.
0 أكتب اليك...و انا خاائفه ان تخدشك الكلماات..!!
0 دفتر الأيام
رد مع اقتباس
قديم 03-02-2010, 09:43 AM رقم المشاركة : 184
معلومات العضو
لمسة دفء

الصورة الرمزية لمسة دفء

إحصائية العضو







لمسة دفء غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: ديوان الشاعر ... عدنان الصائغ

المحطاتُ فارغةٌ
والقطاراتُ قد رحلتْ، هكذا
- بعد منتصفِ الليلِ -
مثقلةً بالحنينِ المبلّلِ..
وأنطفأتْ قبلاتُ المحبين،
والعرباتُ الثقيلةُ...،
والكلمات
ولمْ يبقَ في البارِ إلايّ!
إلاكِ...! في حببِ الكأسِ، طافيةً
كدخانِ القطاراتِ بعد الرحيل
ووحدي مع الحارسِ المتلفّعِ بالبردِ... دون قصيدة
ووحدكِ كنتِ بلا موعدٍ
تلوّحُ كفاكِ للوهمِ،
للطرقاتِ البخيلةِ،
للعابرينْ
ما الذي – ياوحيدةُ – تنتظرينْ
والقطاراتُ مرّتْ تعربدُ...
لا شيءَ غير الضبابِ، ووجهي
ومرَّ المحبون – تحتَ نوافذِ غرفتكِ الموصودةْ -
وما تركوا غيرَ أزهارِهمْ، ذابلةْ
... وقصاصاتِ شِعرٍ بها تحلمينْ
وها أنتِ – وحدكِ – فوق رصيفِ الحنينْ
تقهقهُ خلفَ خطاكِ...
رياحُ السنينْ
زرعتِ على كلِّ دربٍ.. هواكِ
انتظاراً حزينْ
ولمْ يأتِ فارسكِ الحلو...
لمْ يلتفتْ أحدٌ للرموشِ البليلةِ
ما لوّحتْ – من خلالِ الزجاجِ المضبّبِ – كفٌّ إليكِ
فلمَنْ كنتِ واقفةً...
في الرصيفِ المقابلِ حزني..؟
ووجهكِ هذا الوحيدُ، الحزينُ، يطاردني
في المقاهي القديمةِ،
... والطرقاتْ
ويتركني حائراً كالقصيدةِ
أبحثُ عن أيِّ بارٍ بحجم حنيني
*
المحطاتُ قد أقفرتْ
... ربما لا يعودُ القطار
وتبقين والريحَ...
والساعةَ الواحدةْ
وماذا بليلِ المدينةِ..
غير نباحِ الكلابِ..
وصافرةِ الحارسِ الكهلِ..
والريحِ..
والعائدين من البارِ مثلي
بلا شقةٍ أو صديقةْ









آخر مواضيعي 0 العيد قرّب / والحبايب بعيدين.وانا عيوني ولّمَتْ (دمعة) العيـن..
0 تعبت أشيلك في مطارات الزمن شنطة سفر
0 غازي القصيبي ورومانسية بلا حدود.
0 أكتب اليك...و انا خاائفه ان تخدشك الكلماات..!!
0 دفتر الأيام
رد مع اقتباس
قديم 03-02-2010, 09:43 AM رقم المشاركة : 185
معلومات العضو
لمسة دفء

الصورة الرمزية لمسة دفء

إحصائية العضو







لمسة دفء غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: ديوان الشاعر ... عدنان الصائغ

لقطة رقم... (1)
كلَّ مساءٍ
يتوكّأُ – في الستين – على عكازتهِ
منطفئاً، ووحيداً، يتنـزهُ في أرجاءِ الغابة
أحياناً، يجلسُ تحت شجيرةِ يوكالبتوس
يتذكّرُ...
آهٍ...
.....
*
لقطة رقم... (2)
يتأبّطُ شابٌ خصرَ فتاةٍ فاتنةٍ في العشرين
تطلقُ ضحكتَها النشوى – في عبثٍ مرتبكٍ –
ويمران معا..
معتنقين
أمام الرجلِ الكهلِ..
........... إلى أعماقِ الغابةْ
...........
*
لقطة رقم... (3)
إمرأةٌ في الخمسين
تجلسُ تحت شجيرةِ يوكالبتوس
ترنو – عن كثبٍ –
من خللِ الأغصان،
... لظلّين
معتنقين
تتذكّرُ...
.. ضحكتها النشوى بين ذراعي عاشقها
- ذاتَ مساءٍ غابرْ -
حين اختفيا بين الأحراشِ
تلهثُ خلفهما،
نظراتُ عجوزٍ محترقة!
وصدى آهٍ...









آخر مواضيعي 0 العيد قرّب / والحبايب بعيدين.وانا عيوني ولّمَتْ (دمعة) العيـن..
0 تعبت أشيلك في مطارات الزمن شنطة سفر
0 غازي القصيبي ورومانسية بلا حدود.
0 أكتب اليك...و انا خاائفه ان تخدشك الكلماات..!!
0 دفتر الأيام
رد مع اقتباس
قديم 03-02-2010, 09:43 AM رقم المشاركة : 186
معلومات العضو
لمسة دفء

الصورة الرمزية لمسة دفء

إحصائية العضو







لمسة دفء غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: ديوان الشاعر ... عدنان الصائغ

أقولُ لقلبي: تمهلْ
اذا ما مررتَ بشباكها
متعباً، كالشوارعِ في الليلِ
مرتعشاً، كالقناديلِ في حانةِ الساعةِ الواحدةْ
أقولُ:
لعلَّ الستائرَ، تلك الموشاةَ بالياسمينْ
تبوحُ ببعضِ الحديثِ
لعلَّ النوافذَ، تحكي لسيدتي عن هواي الدفينْ
فما زالَ قلبي بكلِّ المواقدِ - حيث الأحاديثُ - مشتعلاً بالعذاباتِ
مازالَ دمعُ النجومِ.. وراء الزجاجِ الشفيفِ
يطرّزُ جفني، وعشبَ الحديقةْ
وما زالَ خلفَ الستائرِ شيءٌ يُقالْ
أقولُ:
أتذكرُ – خطوي المضيّعَ – تلكَ الشوارعُ
إمّا انتهيتُ إلى حانةٍ – بعد منتصفِ الليلِ – موصدةٍ
أو إلى بابِ سيدتي
فلقد أتعبتني الشوارعُ.. حتى أنتهيتُ لقلبي
ولقد أتعبتني القصائدُ.. حتى مضيتُ
أفتّشُ عن حانةٍ لا تملُّ جنوني
أقولُ: لعلّي..
سأبصرها – ذاتَ يومٍ -
بضحكتها العابثة...
- صدفةً - ...
في طريقِ القصيدة
..........
..........
ولكنني إذْ أمرُّ – بكلِّ مساءٍ –
سأبصرُ، مصباحها مطفأً
والزهورَ – على البابِ – ذابلةً
سحقتها خطى العابرين
وأبصرُ قلبي...
وحيداً.. كما كان
محترقاً، قربَ شباكها الموصدِ..









آخر مواضيعي 0 العيد قرّب / والحبايب بعيدين.وانا عيوني ولّمَتْ (دمعة) العيـن..
0 تعبت أشيلك في مطارات الزمن شنطة سفر
0 غازي القصيبي ورومانسية بلا حدود.
0 أكتب اليك...و انا خاائفه ان تخدشك الكلماات..!!
0 دفتر الأيام
رد مع اقتباس
قديم 03-02-2010, 07:59 PM رقم المشاركة : 187
معلومات العضو
لمسة دفء

الصورة الرمزية لمسة دفء

إحصائية العضو







لمسة دفء غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: ديوان الشاعر ... عدنان الصائغ

طاسلوجةُ والغربةُ والريحُ… وآخر مصباحٍ يُطفأُ في الليلِ دمي…
هل أغفتْ سيدتي الآنَ؟ … (على الرفِّ مسوّدةُ الديوانِ تئنُّ من البردِ)
وقلبي مازال كأوراقِ الصفصافِ يئنُّ من الريحِ
وهل أسدلتِ الأستارَ الورديةَ؟ (ألتحفُ البطانياتِ الخمسَ،
ولكنَّ البردَ لعينٌ ينسلُّ إليّ، ويحرمني النومَ)
وغيركَ – يا ابن الصائغ – يلتحفُ الـ... !!
يتقلّبُ من ثقلِ التخمةِ..
(ما لكَ والناس
تقلّبْ ماشئتَ من الحرمانِ!...)
وهل تعرفُ سيدتي – اذ تغفو –
لِمَ يبقى المصباحُ الأحمرُ، في ركنِ الغرفةِ
مرتعشاً،
ووحيداً،
يرنو – عن كثبٍ – للثوبِ المحسورِ عن الغاباتِ العذراءِ وينـزفُ...!
(كان النجمُ يلامسُ روحي، يرعى في أعشابِ الجبلِ المتدثّرِ بالثلجِ، ويشربُ – هلْ يظمأُ مثلي؟ - من نبعٍ صافٍ في أقصى القريةِ
تغتسلُ القروياتُ على ضفّتهِ المحفوفةِ بالأشجارِ
ويصغي – من مخبئهِ – لأغانيهنَّ العابثةِ المجنونةِ
أحياناً يتسلّلُ بين الأحجارِ، وئيداً، محترقاً، يلتصُّ النظراتِ إليهنَّ.. ويحلم...!!)...
القرويةُ تخرجُ للمرعى كلَّ صباحٍ
نخرجُ من موضعنا نتدفّأُ بالشمسِ، وننشرُ فوق جذوعِ البلوطِ ملابسنا المبتلّةَ والبطانياتِ...
- صباحَ البهجةِ، فاضل يونس...
ما أحلى شمسَ بلادي
ما أحلى العشبَ ينفّضُ عنه ندى الليلِ
وفي كسلٍ يتمطى، اذْ توقظهُ أقدامُ الجندِ
وما أحلى كركرةَ القروياتِ يطاردنَ الغنمَ السارحَ
أو يحملنَ جرارَ الماءِ الى البيتِ
وما أعذبَ هذا النبعَ المترقرقَ من روحي...
حين يفيضُ قصائدَ حبٍّ تسعُ العالمَ
(كنتُ أحدّثُ هذا الجبلَ العالي عن حالِ الدنيا
فأراه..
في اليومِ التالي، مشتعلاً بالشيبِ كرأسي
قلتُ أما تشجيكَ الدبكاتُ الكرديةُ والزفّةُ والموّالُ المنسلُّ وحيداً، مرتعشاً، من بيتٍ ناءٍ يتغنى لحبيبته في الزفّةِ, باعتْ أحلى خفقاتِ أغانيه بسيارةِ شوفرليت وقصرٍ عالٍ.. آه..)
هَلُمْنَ صبيّاتِ القريةِ
واحملنَ جرارَ الوجدِ إلى بيتِ الشاعرِ، هذا المنفي وحيداً – في طاسلوجةِ – مغترباً
يتغنى بضفائرِ محبوبتهِ "ميم".. وجسرِ الكوفة..
فسينشدكنَّ أغانٍ
لمْ يتغزلْ فيها شيركو بيكه س أو أحمدي خاني!











آخر مواضيعي 0 العيد قرّب / والحبايب بعيدين.وانا عيوني ولّمَتْ (دمعة) العيـن..
0 تعبت أشيلك في مطارات الزمن شنطة سفر
0 غازي القصيبي ورومانسية بلا حدود.
0 أكتب اليك...و انا خاائفه ان تخدشك الكلماات..!!
0 دفتر الأيام
رد مع اقتباس
قديم 03-02-2010, 07:59 PM رقم المشاركة : 188
معلومات العضو
لمسة دفء

الصورة الرمزية لمسة دفء

إحصائية العضو







لمسة دفء غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: ديوان الشاعر ... عدنان الصائغ

.... وأحصيتُ كلَّ المسرّاتِ في عمري المتناثرِ، واحدةً، واحدةْ:
الليالي الجميلاتِ، والنهرَ، والصحبَ، والنسوةَ العابراتِ – كما الريح – فوق رصيفِ احتراقي، اللواتي زرعنَ بذورَ القصائدِ في مشتلِ القلبِ، ثم توارين بين زحامِ المدينةِ والحزنِ... مَنْ يقطفُ الزهرَ – يا عابراتُ – إذا أورقَ القلبُ قدّامَ فاتنةٍ..؟.. وذوى – آهٍ
ثم تكسّرَ في الريحِ
كانتْ مسرّاتُ عمري بحجمِ الأماني التي لا تجيءُ...! بقبضةِ كفين بينهما يرجفُ القلبُ من بللِ الطرقاتِ، وبردِ التسكّعِ في أمسياتِ الحدائقِ...
ثم انتبهتُ إلى وجهها – فجأةً – يسرقُ العمرَ...
يرسمُ في دفترِ الحلمِ أرجوحةً للطفولةِ، منسيةً...
وركضتُ – كحلمٍ يتيمٍ – وراءَ شرائطها البيضِ...
قلتُ: سأسرقُ بعضَ النجومِ التي عُلّقتْ بجدائلها... وسأصطادُ بعضَ الفراشاتِ، ثمَّ اخبّئها.. بين كرّاسةِ الرسمِ، والقلبِ...!
لكنها...! غافلتني...
......
......
وأحصيتُ كلَّ المرارات:
بيتاً قديماً، تناسلتِ الكدماتُ على وجههِ، وزقاقاً تلوّى كأفعى، تعرفتُ فيه على القملِ، والأصدقاء
كان يفضي إلى النهرِ أو للمدينةِ..
أو كان يفضي الى مخفرٍ فاغرِ الفاهِ.. أو للسماء
وما بيننا والزقاق، براءةُ كلِّ الطفولةِ، والبوحُ، مستنقعٌ للسباحةِ، شَعرُ البناتِ،.. ونافذةٌ للتسلّقِ والحلمِ...
أحصيتُ كلَّ السنين الحزينةِ، يوماً، فيوماً. وكنتُ أقطّرُ عمري – على دفترٍ مدرسيٍّ – دواةً، ودمعاً، ونهراً صغيراً تغني الصبايا على جرفهِ
وأشربُ وحدي عصارةَ حزنِ النساءِ اللواتي، تركنَ أمامَ الحدائقِ قلبي حزيناً، شريداً، يطاردُ خيطاً رفيعاً من العطرِ، أو موعداً لا يجيءُ...!
وأحصيتُ كلَّ ليالي التشّردِ في الطرقاتِ الخليّاتِ، والشعر والجوع...
كلَّ المخاوفِ إذ يطرقُ البابَ.. وجهُ المفوّض..
كلَّ المدارسِ تلك التي قابلتني بكلِّ برودٍ، وتلك التي طردتني
لأني بدون حذاءٍ
وكلَّ الدوائرِ إذْ يدخلُ الخوفُ قبلي،
يقابلُ وجهَ المديرِ...
ويتركني والعريضةَ لصقَ انفراجةِ بابِ المديرِ...
وكلَّ المطاعمِ، والمكتبات، التي تعرفُ الآن وجهَ الفضوليِّ من بين كلِّ الزبائنِ..،
كلَّ الصديقاتِ، كلَّ المقاهي، وكلَّ القصائدِ، تلك التي قاسمتني التسكّعَ والحزنَ والخبزَ...،كلَّ الوظائفِ، كلَّ الجرائدِ، كلَّ الشوارعِ، كلَّ التفاهاتِ، كلَّ المصاطبِ، كلَّ المخافرِ، كلَّ الشواطيءِ، كلَّ المواجعِ، كلَّ الحماقاتِ، كلَّ الكراريسِ، كلَّ رفوفِ
..........
.........
........
وأحصيتُ!.. أحصيتُ!.. أحصيتُ..
حتى انتهيتُ إلى آخر الورقةْ
.... دون أن أنتهي....
فبكيتْ!









آخر مواضيعي 0 العيد قرّب / والحبايب بعيدين.وانا عيوني ولّمَتْ (دمعة) العيـن..
0 تعبت أشيلك في مطارات الزمن شنطة سفر
0 غازي القصيبي ورومانسية بلا حدود.
0 أكتب اليك...و انا خاائفه ان تخدشك الكلماات..!!
0 دفتر الأيام
رد مع اقتباس
قديم 03-02-2010, 07:59 PM رقم المشاركة : 189
معلومات العضو
لمسة دفء

الصورة الرمزية لمسة دفء

إحصائية العضو







لمسة دفء غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: ديوان الشاعر ... عدنان الصائغ

.. كلَّ صباحٍ
كان يشقُّ خطاه التعبى
وسطَ ضجيجِ الكلماتْ
مندفعاً – دون حماسٍ – في موجِ الناسِ المندفعين،
وسربِ السياراتْ
يتأبطُ محفظةَ الأوراقِ
الى مكتبهِ المتواضعِ...
في إحدى الصحفِ اليومية
قبل الفنجانِ الأولِ...
قبل صباحِ الخيرِ..
تطالعهُ فوق الطاولةِ المملؤةِ، أكداسُ الكلماتْ:
(قصةُ حبٍ بائسةٌ...
نقدٌ لكتابٍ في النقدِ..
خمسُ قصائد شعرٍ... لمْ يفهمْ حتى اللحظة، ماذا تعني...
وحشودُ مقالاتْ...)
فَتَحَ النافذةَ الموصودةَ – من سأمٍ –
وتأمّلَ – في شغفٍ أخّاذٍ –
ضوءَ الشمسِ المتسلّلَ
... بين الأشجارِ، وفستانِ فتاةٍ فاتنةٍ تعبرُ مسرعةً
... بين عماراتٍ تعلو...، وخطى غربتهِ
وتذكّرَ سهرتَهُ المعتادةَ حتى منتصف الليلِ
مع البقِّ..،
وضوءِ المصباحِ الواني..،
وتلالِ الصفحاتْ..
- ماذا لو يركلُ هذي الطاولةَ الملعونةَ؟ ماذا...؟
ويفرُّ إلى الساحاتِ المفروشةِ
بالناسِ، وبالأزهارِ
وبالضحكاتْ
يقرأُ للأشجارِ قصائدَهُ المخبوءةَ
ماذا لو يوقفُ في ساعتهِ السأمى
موتَ الساعاتْ؟
أرخى عينيه الخائرتين..
حزيناً،
منطفئاً
وتذكّرَ أنَّ دراهمَهُ
لا تكفي... لشراء دواء أبنتهِ
لا تكفي... لعشاءٍ في أرخصِ مطعمْ
لا تكفي...!
شمّرَ ساعدَهُ..
ومضى يكتبُ.. يكتبُ.. يكتبُ.. يكتبُ.. يكتبُ
يكتبُ، يكتبُ
يكتبُ
يـ...
حتى ماتْ









آخر مواضيعي 0 العيد قرّب / والحبايب بعيدين.وانا عيوني ولّمَتْ (دمعة) العيـن..
0 تعبت أشيلك في مطارات الزمن شنطة سفر
0 غازي القصيبي ورومانسية بلا حدود.
0 أكتب اليك...و انا خاائفه ان تخدشك الكلماات..!!
0 دفتر الأيام
رد مع اقتباس
قديم 03-02-2010, 08:00 PM رقم المشاركة : 190
معلومات العضو
لمسة دفء

الصورة الرمزية لمسة دفء

إحصائية العضو







لمسة دفء غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: ديوان الشاعر ... عدنان الصائغ

لأنَّ المدينةَ قد أقفرتْ
والمصابيحَ أنعسها البردُ
فالتحفتْ ظلمةَ الطرقاتْ
قلتُ أرجعُ للبيتِ
(لا بيتَ لي…
غير بردِ المصاطبِ في آخرِ الليلِ..،
حزنِ الفنادقِ،..
وهي تنفّضُ – في الصبحِ –
أغطيةَ الغرباءْ
لا بيتَ لي
غير رفٍّ بمكتبةٍ…
عتبةٍ في الطريقِ المشتّتِ كالروحِ
نافذةٍ شبهِ مهجورةٍ
مقعدٍ ساهمٍ يتأرجحُ في الباصِ..)
من أين للعشبِ، هذا الندى؟
للنساءِ، التوهجُ..؟
والقلبُ أظمأُ من حجرٍ في الطريقْ
قلتُ أرجعُ للبيتِ.. إذْ يرجعُ الناسُ
أغفو على نجمةٍ..
أو حصيرٍ..
لعلَّ الصباحَ الجميلَ، الذي سوفَ يأتي
سيمنحني وردةً..
أو كتاباً
قلتُ أغفو…
وتوقظني حسرةٌ
لا تزالُ تنثُّ دمي
حلمٌ ضاحكٌ كعيونِ الصبياتِ
إذْ يعبثنَّ بأحجارِ قلبي
ويبنينَ بيتاً من الحبِّ…
(.. لا بيتَ لي…!)
أقولُ لقلبي
وإذْ يطردُ البارُ خلاّنَهُ
وتخرجُ منكفئاً، ثملاً
سوفَ تحصي الدراهمَ، والأصدقاءَ
فتدركُ أنكَ،
وحدكَ في آخرِ الليلِ
وحدكَ، لا حانةٌ تتذكّرُ وجهكَ
لا امرأةٌ سوف تؤويكَ
لا شقةٌ…
غير بيتٍ صغيرٍ… بإحدى القصائدِ
تسكنهُ…
والجنونْ…









آخر مواضيعي 0 العيد قرّب / والحبايب بعيدين.وانا عيوني ولّمَتْ (دمعة) العيـن..
0 تعبت أشيلك في مطارات الزمن شنطة سفر
0 غازي القصيبي ورومانسية بلا حدود.
0 أكتب اليك...و انا خاائفه ان تخدشك الكلماات..!!
0 دفتر الأيام
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:42 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.6.0 (Unregistered) Trans by

شبكة صدفة

↑ Grab this Headline Animator