د
دربي مظلما"
لا تُطْفِئي الليلَ الذي أَشْعَلْتِهِ عَبَقاً وسِحْرا
ونَثَرْتِ فوق جبينه دُرَرَ الضياء فَعَاد فَجْرا
وكَسَوْتِ أجنحة الثواني بهجةً وندًى وعطرا
وهمستِ في أسماعها فتنفّست نغماً وشعرا
لا تطفئي ليلاً توشّح غبطةً وازدان بِشرا
لا تطفئيه وأطفئي في القلب ذي الأشواق جمرا
أنتِ التي مَنَّيْتِهِ بالوصل حتى ملّ صبرا
ووعدتِهِ يا منتهى الآمال ثم وَفَيْتِ هَجْرا
وتركتِهِ متحيِّراً مُتَلَمِّساً للهجر عذرا
كم قد شكا بحنينه وأنينه سراً وجهرا
كم قد بكى فدموعه حمراءُ والزَّفَراتُ حَرَّى
ورأى الصباحات اكفهرّت والشموس غدون سُمرا
والأمسياتُ أراملٌ يمضغن آهاتٍ وذكرى