رحلة الأسرار في أنفاق الجدار

[أحمد اسماعيل]

مقابل قدس الأقداس

واصلنا السير صاعدين عبر بضع درجات نحتت بالصخر لندخل عبر قوس أخر إلى فراغ صغير رأينا فيه مستأجرتين يجلسن أمام طاولة قد تناثرت عليها كتب الصلاة، ووضعت عليها بعض الشموع، والأضواء كانت خافتة في المكان أحسست بأهمية بالغة لهذا المكان عند اليهود فسرعان ما يأتون ويقبلون الجدار الذي هو جدار الأقصى ويأتي أخر فيبكي ويبكي أمامه ويدس أوراق الدعاء هنا وكأنهم يقفون أمام حائط البراق، سألت المرشد عن سر هذا المكان ولماذا له هذه الأهمية عن غيره فقال: ( هذا القوس الملاصق للجدار هو الباب المقابل لقدس الأقداس، وقدس الأقداس هي قبة الصخرة وهي نقطة المركز في الهيكل المزعوم، يقف اليهود ويبكون ويصلون أمام هذا الجدار لقداسته في مزاعمهم، ومن معتقداتهم حوله أيضاً أن الجدار يبكي بهدوء منذ أن هدم الهيكل، فلهذا هو رطب كما يظنون ) كان المكان ضيقاً وصاحب الحظ الوفير من يأتي إلى هذا المكان ويقف أمام الجدار ليضع ورقة ويدعوا هناك ويقف بصمت ويواصل المسير، رأينا لوحة زجاجية كتب عليها (مقابل موقع قدس الأقداس)

[أحمد اسماعيل]

الممر الهيرودياني وخزان الحشمونائيم

اتجهنا الآن عبر ممر أكثر ضيقاً من سابقه قد دعم بأعمدة معدنية من الجهتين وارتفاعه منخفض لا يتجاوز المترين، كان الممر أكثر ظلمة سوى بعض الأضواء التي قد وزعت بين الأعمدة بشكل يضفي على المنطقة غموضاً أكثر، ووضعت على الجدران لوحات زجاجية كتب عليها ( بناء هيرودياني ) ، وصلنا إلى أرضية زجاجية داخل الممر فأصبحنا نسير في ممر بأرضية زجاجية وأسفل منها فراغات عميقة جداً وفوقنا السقف المنخفض ذاته، إلى أن توقفنا بعد ثلاث دقائق من السير في هذا الممر لنجد أنفسنا داخل بئر ماء، سألنا عن هذا البئر وعن هذا الفراغ الذي نقف داخله الآن فقال لنا المشرف (( هذا بئر ماء يعود إلى عائلة مسلمة تقطن بالقرب من باب الحديد أحد أبواب الأقصى )) وقد بدا على البئر أنه روماني البناء، شاهدنا في الأعلى باب البئر وقد سد بلوح حديدي، يبدو أنه قد صب عليه من الأعلى وأغلق فتم السيطرة عليه وضمه مع النفق فأصبح جزء من النفق وتم تغيير معالمه وتزويرها فقد شاهدنا عند مخرجه الأخر لوحة زجاجية كتب عليها ( حجرة الوعاء ) ويزعم اليهود أن هذا البئر هو خزان الحشمونائيم

[أحمد اسماعيل]

البوابة الهيروديانية

نخرج الأن من البئر متجهين شمالاً عبر باب صغير قد اخترق جدار البئر ليصل بنا إلى ممر بنفس مواصفات السابق ونجد على جدار الممر لوحة زجاجية كتب عليها ( حجارة الأساس )، يقصدون بها أساسات الهيكل وجبل الهيكل.
واصلنا المسير داخل الممر حتى وصلنا بعد دقائق إلى نهاية هذا الممر على مايبدو، وضع في نهايته لوحة زجاجية كتب عليها ( درج الحشمونائيم ).
نسير بخطوتين - غربا – ومن ثم نواصل السير- شمالاً- بجانب حجارة على شكل درابزين قديمة وضع أعلى منها لوحة زجاجية كتب عليها ( الدرابزين القديم )، وهو داربزين درج الحشمونائيم كما يزعم اليهود وفي الأمام من هذه الحجارة علقت لوحة زجاجية أخرى كتب عليها ( طريق الحشمونائيم )، نظرت أسفل هذه اللوحة مباشرة فرأيت شبكاً قد وضع على فتحة لنفق عميق جدا لم أستطع تحديد عمق هذا النفق أو نهايته .
نتابع مسيرنا في هذه الممرات والأنفاق حتى وصلنا إلى قاعة وفناء كبير ومرتقع جداً، علمت أنها أثار رومانية قديمة وأعمدة وأقواس لقنوات المياه التي أعمرت خلال الفترة الصلاحية، وكان داخلها حجر كبير يشبه المقصلة والبوابة يدعي اليهود أن هذه هي البوابة الهيروديانية وفي جدارها كانت أعمدة رومانية قديمة قد علق عليها لوحة زجاجية تقول ( أعمدة هيروديانية ) يدعي اليهود أنها أعمدة ممتدة من الطريق الهيرودي نحو البوابة الهيروديانية ويدعون أنها امتداد لركائز وأعمدة على طول الحائط الغربي

[أحمد اسماعيل]

قاعة المحجر

من ثم خرجنا من ذلك الفناء الكبير عبر بوابة مقوسة إلى فناء أخر فيه أجهزة للعرض السينمائي وكشافات وأضواء ودرج معدني يقود إلى منصة زجاجية عنها قال المشرف ( في هذه القاعة يتم عرض فيلم كرتوني عن كيفية تقطيع حجارة الهيكل وجلبها ومن ثم تجميعها في هذا المكان ونحتها وتسويتها ومن ثم بناء الهيكل وتركيبها )، فكان هذا الفراغ هو المحجر حسب معتقدات اليهود حيث أنهم يزعمون أن جميع حجارة الهيكل أخذت من هذه المنطقة وكانت تشكل فيها وتنقل لبناء الهيكل، وتبين ذلك لوحة قد وضعت على يسار باب هذه القاعة قد كتب عليها باللغتين العبرية والإنجليزية ( المحجر ) وأخرى وضعت على أحد الحجارة الكبيرة الموجودة هناك كتب عليها ( وتد حجري طبيعي )...........

[أحمد اسماعيل]

قناة الحشمونائيم

بعد أن خرجنا من غرفة المحجر هذه سرنا نحو ممر ضيق أخر يمتد شمالاً، وعلى جانبيه دعامات وقوائم معدنية ملتصقة بالجدار، وكان سقفه منخفضاً ، في نهايته صعدنا عبر درج حديدي إلى الأعلى ولم ينته الممر بعد، فشاهدنا خلف الدرجات الحديدية امتداداً لذات الممر قد أغلقت بتلك الدرجات ولم ينته العمل منها وما زال قائماً . في نهاية الدرج الحديدي تابعنا المسير عبر بضع درجات حجرية قد نحتت بالصخر إلى الأعلى واتجهنا غرباً نحو درجات أخريات ، هنا كان المكان ضيقاً جداً ومنخفضاً أيضاً حيث وضعت على حوافه المساند الأسفنجية لوقاية الزوار والسواح من الارتطام بالسقف والجدران لضيقها وانخفاضها ، سرنا خلال هذا الممر حيث كان يأخذنا بخط سير يلتف نحو الشرق إلى أن وصلنا إلى ممر بارتفاع شاهق جداً وضيق أيضاً يبدو بالشكل كسيق البتراء في الأردن ولكنه سيق مائي. كنا تقريباً أسفل باب الناظر متجهين نحو العمرية تحت الأقصى، فعلمنا أننا نسير الأن داخل قناة الحشمونائيم وهي تلك القناة المائية التي تزعم المؤسسة الإسرائيلية ومؤسسة تراثها أن اليهود في عهد الهيكل الأول حفروها لنقل المياه من شمال المدينة إلى الهيكل لسقاية الحجاج اليهود . لكن ما ظهر لنا أن هذه القناة هي عبارة عن صخور طبيعية لم تحدث بفعل إنسان ولكنها صخور طبيعية بحتة وعملاقة قد شكلت قناة مائية بهذا الشكل ، ولاحظنا الحفريات الإسرائيلية داخل هذه الصخور بكل مكان فعن يميننا كانت الحفريات وعن شمالنا كذلك ، وخلال سيرنا داخل القناة رأينا نفق متشعب منها قد حفر ولكن بعرض ضيق جداً لم نستطع أن ندخله ولا نعلم إلى أين يصل .

تابعنا المسير داخل القناة ونحن ننظر إلى أعلى فنجد في أقصى ارتفاع السيق المائي تلك الحجارة الضخمة الرومانية التي شكلت الطريق الموجود في الأعلى، سرنا دقائق داخل القناة حتى وصلنا إلى درج معدني يستدير قليلاً إلى الشرق والحفريات مازالت تمتد أسفل منه، صعدنا الدرج وتابعنا المسير بنفس القناة المائية على ألواح من الزجاج تظهر أسفل منها فراغات عميقة جداً على طول المسير

[أحمد اسماعيل]

بركة القبرة

بعد ذلك اتجهنا نحو الشرق قليلاً وعاودنا المسير شمالاً عبر القناة حتى وصلنا إلى قاعة رومانية كبيرة كانت أبعادها (171*46 قدم) هبطنا إليها عبر درجات حفرت بالصخر وعبر مكان مرتفع نظرنا إلى القاعة وأسفلها كان يوجد بركة ماء تسمى ( بركة القبرة ) وقد علق فيها لوحدة زجاجية كتب عليها ( قنطرة رومانية ) ويدعي اليهود انها بركة من أصل واحدة كبيرة تمتد داخل كنيسة راهبات صهيون ولكن قسمت إلى قسمين ويزعمون أنها بنيت في العهد الهيرودياني وكانت تستخدم لتجميع مياه قناة الحشمونائيم، شاهدنا أسفل هذه البركة أقواس وأقواس ومياه متداخلة وكأن الأعماق ما زالت تخترق الأرض للأسفل

[أحمد اسماعيل]

مخرج النفق

تابعنا مسيرنا وخرجنا من تلك القاعة الكبيرة والمنخفضة جداً إلى أن وصلنا إلى حفريات واضحة قد خطت بالصخر الصم مكونة لنفق بدت عليه أثار المتفجرات التي استخدمت بتفتيت الصخور وأثار آليات الحفر وضخامة الحفريات والأدوات التي كانت تستخدم وثقوب بالصخر في كل مكان كانت توضع بها المتفجرات وكانت أعمال الحفريات هذه قد جرت في 1996 لفتح النفق من جهة طريق الألم حتى يصبح مخرج ومدخل للنفق، شاهدنا بوابة حديدية كبيرة مصمتة قد سدت سرداباً ونفق أخر لا نعلم إلى أين يتجه ، نحن الآن أسفل العمرية وفي نهاية النفق .

صعدنا عبر عدة درجات إلى الأعلى لنشاهد أيضاً أثار وضخامة وعشوائية الحفر خاصة في مخرج النفق مما يدل على الحاجة الماسة التي كانت لفتح مخرج للنفق بأسرع وقت وصعدنا عبر درجات ودرجات عديدة وكثيرة حتى وصلنا إلى باب النفق وخرجنا من الباب بعد أن انهينا رحلتنا داخل النفق .

[أحمد اسماعيل]

هكذا انتهت رحلة الأسرار التي خضناها معاً داخل نفق الحائط الغربي وقد شاهدنا أعمال تزويرية وحفريات هائلة وبأطوال خيالية وأحجام لا تتخيلها النفس البشرية كلها تحت الأقصى، قد أضعفت كامل الجهة الغربية للمسجد الأقصى وصارت قاب قوسين من الإنهيار، وإن كل تلك الانهيارات التي حدثت في حي العسيلي في القدس وفي داخل الأقصى أمام سبيل قايتباي وتشقق المنازل في حي السلسلة والواد وأمام باب القطانين وفي جدران سوق القطانين وما خفي من أنفاق جديدة صارت كشبكة عملاقة لم نذكرها في هذا التقرير، إلا مؤشرات تدق ناقوس الخطر بل الفاجعة المحدقة في كامل المسجد الأقصى، وليست هذه الانهيارات إلا صرخة تهز الأركان في طريق الانهيار الأعظم الذي قد يحدث في الأقصى في أي وقت وفي أي لحظة دون سابق إنذار.

بعد هذه الرحلة المطولة وكشف الأسرار داخل النفق نطلقه نداء لكل ذي قلب سليم ولكل ذي نخوة أو كرامة
إن الأقصى قد تجاوز مرحة الخطر إلى مرحلة ما بعد الخطر الأقصى في أي لحظة قد يزول ولن يبقى لنا حينها مسجد ثالث كما كان ،الأقصى يستصرخنا واحداً واحداً صغاراً كباراً شيوخاً وولداناً أن أنقذوني وأنقذوا مدينتي من الزوال فإما تحرك عاجل ورسمي وعلى كل الصعد وإما فاجعة ستطال كل البشرية .

[ام معاذ]

وا اقصاه

وا اقصاه

وا اقصاه


اللهم عليك باليهود اللهم شردهم تشريدا

اللهم قاتلهم


والله حسابنا عند الله عسيرا

لوكان هناك رجال ما كان الحال هو الحال

حسبنا الله ونعم الوكيل حسبنا الله ونعم الوكيل

اخى امتنا ضاعات منذو عقود ولم يبقى رجال يقولنا انا لها

فوالله لو يفتحو لنا الباب بدون اسلحة لقاتلناهم بأيدينا

ولكن لله الامر من قبل ومن بعد

والله قلبى يتمزق لرؤية اقصى هكذا

سمحنى أخى لكن هذه حروفى لم اتمالك السيطره عليه

لرؤية الاقصى على وشك الانهيار

اعز الله الاسلام والمسلمين بالرجال

الاشداء على الكفرين من اليهود والنصارى ومن على شاكلتهم