<LI class="postbitlegacy postbitim postcontainer" id=post_343177>التحق خيري بمعسكر تدريب المدفعيه المضاده للطائرات فورا بعد يومين فقط من عودته من الاجازة ، وهناك كان الحال مختلفا تماما عن معسكر التدريب المبدئي ، ففي معسكر تدريب المدفعيه كانت المشقه بعينها ، فالحياه داخل المعسكر عباره عن تدريبات بدنيه وتدريبات عسكريه طوال اليوم ، وفي الليل تدريبات نظريه ومحاضرات توعيه .
انبهر خيري بساحه التدريبات حيث تراصت المدافع المضاده للطائرات وحولها الرجال يتدربون بسرعه فائقه ، فالوقت عامل حاسم في المعركه
وكان اول ما عرفه في هذا المعسكر هو شئ مهم جدا ، هو ان امامه ستون يوما فقط لكي يخرج الي الجبهه ، ستون يوما يجب ان يعرف فيها كل ما يحتاجه ان يعرف عن سلاحه الجديد وكيفيه صيانته وتكتيكات استخدامه فكان يجب ان يدرس ويتدرب ويجيد ويتفوق ويستوعب جيدا كل ذلك .
منذ ان خطا اول خطوه داخل هذا المعسكر وجد ان السباق قد بدأ منذ فترة بين قواتنا المسلحه وبين العدو ويجب ان نسبق العدو باي حال من الاحوال والا فأن مصير الامه كله سيكون في خطر ، فقواتنا المسلحه تبني نفسها من الصفر والعدو يحاول بشتي الطرق ان يعيدنا الي نقطه الصفر مرة اخري ، وكان يستخدم سلاحه الجوي والذي يعتبرة ذراعه الطويله في تدمير اي تجهيزات تقوم بها قواتنا المسلحه للوقوف علي قدميها مرة اخري، وكان لابد من وجود دفاع جوي فعال ضد الطيران الاسرائيلي لكي يحمي قواتنا البريه ،
لذلك كان معسكر تدريب المدفعيه المضاده للطائرات كخليه نحل بكل ما تحمله الكلمه من معاني فلا هدوء ولا راحه ويجب ان يتم تكثيف التدريبات لاختصار ما يمكن اختصار لتخريج دفعات مؤهله للعمل علي الجبهه فورا
ومن خلال المحاضرات النظريه اليوميه ومن خلال دروس التوعيه تعلم خيري درسا مهما جدا في حياته ، فمن خلال الدرسات عرف ان مصر لم تهزم ولن تهزم مهما كانت الصعاب ،فقد هُزمنا في معركه وهو شئ وارد جدا لاي جيش، لكن الفرد المصري لم يهزم ولن يستطيع احد هزيمته مهما كان، فالعزيمه موجوده والانتقام ورد الشرف هو القاسم المشترك الوحيد بينهم وعرف ان الهزيمه تحدث عندما يفقد الفرد ايمانه بالله وبقضيته وبالنصر ، وطالما ان الجندي المصري لم يفقد ايمانه بالله بل ازدار تمسكا بذلك فأن الهزيمه كانت ابعد ما يكون عن مصر وكانت تلك حقيقه علمها خيري قبل ان يعلمها الشعب الذي نخرت الهزيمه عظامه ،فالشعب لم يدرك بعد ان الجيش صامد ويقاتل بكل عزيمه لكي يصمد هو الاخر .
وفي محاضرات التوعيه طار خيري مع طيارونا الذين دكوا دفعات العدو شرق القناه في 14 و 15 يوليو 1967 وأبحر مع لنشات الصواريخ في ضربها للمدمرة ايلات فخر البحريه الاسرائيليه في 21 اكتوبر 1967 ودق قلبه مع ضربات المدفعيه علي تحصينات العدو طوال الفترة الماضيه ، عبر مع دوريات العبور المقاتله التي عبرت إما لجمع شتات القوات المشتته في سيناء او لضرب مخازن الذخيرة المكدسه في العراء .
احس فعلا بانه ترس صغير جدا في منظومه هائله تحاول ان تقف علي قدميها وان عليه ان يضاعف مجهوده عشرات المرات لكي يساعد تلك المنظومه في النهوض ، انها مصر تناديكم ان ترفعوا العار عنها فهل انتم لها ؟؟ جمله قالها احد المحاضرين فسرت علي الفور قشعريرة في بدن خيري وصاحت جوارحه بكل عزم وكبرياء نعم نحن لها
رد مع اقتباس <LI class="postbitlegacy postbitim postcontainer" id=post_343178>27-04-2009 04:30 PM
#13
vondeyaz
An Oasis Citizen
الحالة :
رقم العضوية : 7979
تاريخ التسجيل : Mar 2009
الإقامة : EGYPT
العمل : Financial Analyst
المشاركات : 991
أرسل شكراً / أعجبني
الاتصال :
لم يمض وقت طويل حتي لمع نجم خيري في ارجاء المعسكر ، فبخلاف الطاعه العمياء والانضباط الشديد ودقته في تنفيذ الاوامر ، كانت حماسته واصرارة وتفوقه في التدريب الفني ملفته لانظار جميع الضباط
حتي ان احد ضباط الصف المسئولين عن سريته كتب في تقرير سري يرفع للقائد
(( خيري لا يتدرب انما يقاتل ، وان عزيمته في التدريب وراءها هدف خفي لا اعرفه ، فهو نموذج للريفي البدوي الاصيل الذي يرد في ادب ويؤدي اي عمل يطلب منه في إتقان وسرعه ))
واستمر خيري في معسكر التدريب يتدرب ثماني عشر ساعه يوميا ، وبعد انتهاء التدريب كان يجلس فوق سريرة محتضنا الراديو الصغير وينظر الي صورة محمد من ان لاخر ثم يهيم من خلال نافذه العنبر الي السماء صامتا شاردا مفكرا حتي ينام .
ورغم تكرار محاولات عدد من الزملاء في مصداقته الا انه قد اخذ عهدا علي نفسه الا يصادق احدا بعد محمد وكان في ذلك العهد راحه كبيرة لنفسه .
مع مرور ايام التدريبات الشاق والمجهده برز تفوق خيري ولمع اسمه واقترن بمهام الفرد رقم 2 علي المدفع المتوسط من عيار 85 مليمتر المضاد للطائرات وهي مهام فرد التنشين والضرب علي المدفع ، وتوالت التدريبات وخيري يتقدم ويجيد
وكانت التدريبات تشمل اطلاق انذار مفاجئ وعلي جميع الافراد التوجه الي امكانهم علي المدافع اينما كانوا ، وكان الجميع يتسابق للوصول الي مدفعه واعطاء تمام الاستعداد في اسرع وقت ممكن .
وبعد فترة من التدريب الشاق ، خرجت سريه خيري الي ميدان ضرب النار لعمل بيان عملي لضرب ذخيرة حيه علي اهداف جويه هيكليه ، وكان ذلك معتاد قرب نهايه فترة التدريب للوقوف علي مستوي الجنود .
وعلي غير المعتاد حضر التدريب رئيس اركان القوات المسلحه الفريق عبد المنعم رياض ويرافقه قائد قوات المدفعيه وجمع من قاده القوات المسلحه وهو يعكس مدي اهتمام القياده العليا بمستوي الجنود الجدد في القوات المسلحه
وأتمت سريه خيري انتشارها في ميدان ضرب النار ، وأطمأن خيري علي تجهيز مدفعه ووجود ذخيرة كافيه ، ووضع قائد السريه مدفع خيري في منتصف تشكيل البطاريه لكي يستطيع ان ينسق العمل بين المدافع الاخري .
وبعد دقائق ظهر الهدف الاول وهو عبارة عن طائرة نقل عسكري تجر خلفها بمسافه طائرة هيكليه يتم الضرب عليها
سار الهدف امام خيري لكنه كان بعيدا عن مدي مدفعه فلم يضرب عليه ، وبعد دقائق عاد الهدف لكنه عاد من اتجاه يجعل الشمس في ظهر الهدف وفي اعين اطقم المدفعيه وهو اسلوب قتال جوي استحدثه البريطانيين في معركه الدفاع عن بريطانيا عام 1942 وهو يعمد الي ان الشمس تقوم بحجب الهدف عن المدفعيه الارضيه في حين تكون الاهداف الارضيه واضحه تماما .