الحمد لله الذى شرع لنا أحسن الشرائع وأكملها وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،وأشهد أن
نبينا محمداً عبدالله ورسوله ،صلى الله وسلم عليه وعلى اله وأصحابه وتابيعيهم بإحسان إلى يوم الدين
أما بعد :
فإن الله تعالى قد كرم بنى ادم بأنواع من التكريم ،من أعظمها ما شرع لهم من العقائد والأحكام التى بها
صلاح أحوالهم واستقامتها فى معاشهم ومعادهم ،ومن مجالات ذلك التكريم :ما يتعلق بالمرأة التى
جاءت الشرائع بمعرفة قدرها وإنصافها وبيان حقوقها وواجباتها ومهامها ،وكملت هذه الأمور وبلغت
غايتها فيما بعث الله به نبيه وخليله محمدا صلى الله عليه وسلم
لقد اشتمل دين الإسلام على تكريم المرأة،وايضاح مالها من حقوق ،وما يحصل به حفظها وصيانتها وجاء لكل
من الجنسين بما يناسبه من الشرائع ،وساوى بينهما فيما تقتضى الحكمه التى عليها مدار التشريع
والمساواة فيه ،وراعى ما بينهما من فروق تقتضى الحكمة مراعاتها غير أن هناك أناسا تعددت وجهاتهم ونزعاتهم ،
وتنوعت منطلقاتهم وأغراضهم يأبون إلا الخروج عن المنهاج الشرعى ،وإهمال ما يجب اعتباره من الفروق بين الجنسين وإقحام المرأة فى مسالك تؤدى بها إلى المهالك
المرأة صلاح للمجتمع وفسادها يعنى فساد المجتمع ،فالمرأة هى راعية الأسرة بعد الرجل ،وهى العضو المؤثر فى النشأ للخير أو الشر ،فإذا تحللت الأسر ضاعت المجتمعات ،وهذا ما هو مشاهد فى معظم دول العالم وأصبح
كثير من النساء ضحايا دعاوى التحرير الذى هو فى الحقيقة تجريد من أحكام الإسلام وشرائعه السمحة
أيتها الأخت المسلمة كونى على حذر من دعاة السفور والاختلاط أنت أم الرجال ومدرسة الأجيال
،فكونى شامخة كالجبال ،لا تغترى بحيلهم الشيطانية،فانها والله ليست فى صالحك إنها قضاء على الحياء ،وضياع للأخلاق وتجريد من الفضائل وأجاد من قال
فلا والله ما فى العيش خير ولا الدنيا اذا ذهب الحياء
لا تغترى بكثرة المخدوعات والمغرورات ،كونى من المؤمنات الراسخات فنحن فى زمان طغت فيه الرذيلة على الفضيلة في كثير من البلدان واحمدى الله انك تعيشى فى بلاد الاسلام
تذكري آن العمر قصير مهما طال ،ولابد يوما أن تحملى على أعناق الرجال وتلك والله هى النهاية
والمأل ،وما بعده أعظم منه 0
ثم ماذا ؟ قبر ظاهره سكون وداخله نعيم –نسأل الله من فضله،أو عذاب –نسأل الله العافية-ثم بعث ونشور ،فاخذ كتابه بيمينه مسرور ،أو اخذ بشماله يدعو الويل والثبور ،نسأل الله الثبات على دينه فى الدنيا والآخرة 0
وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاء وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ [النور : 31]
نصيحة ثمينة للفتيات المؤمنات
نصيحة عظيمة للفتاة يقدمها الشيخ أبو بكر الجزائري ،وهى نصيحة موجهة إلى كل فتاة مؤمنة
تخاف عقاب الله وترجو ثوابه0
يا فتاة : أن يدا ماكرة خبيثة خادعة امتدت إليك في هذه الأيام لتنزلك من علياء كرامتك وتهبط بك من سماء مجدك وتخرجك من دائرة سعدك ،فاقطعيها بسرعة وشديها فإنها يد مجرمة ظالمة0
يا فتاة إن نفسا خبيثة شريرة قد تصدت لفتنتك وإخراجك من جنتك لتنزع عنك لباسك فالعنيها واستعيذي بالله منها ،فإنها تريد شقاءك وتعاستك فى دنياك وأخرتك
يا فتاة :إن فتنة كبرى قد دبرت من أجل مسخك والعبث بعرضك وجسمك ،فلوذي بربك واحتمى بحماه فإنه لا ينجيك منها إلا الله 0
يا فتاة : إن عينا حاسدة قاتلة قد أسرعت إليك نظرتها وبدت عليك آثارها ،فقد أصبح من أخواتك من تستثقل ملاءتها وتتبرم بخمارها ،فاستعيذي بالله من هذه العين الحاسدة واسترقي منها الرقية طيبة نافعة
يا فتاة :فاربأى بنفسك واطلبي نجاتها وبطهارتها وزكاتها وإياك أن المكنى العدو من نفسك بخروجك من معقلك وتراب حجابك ،وأعلمي أن في ملازمة الدار خير حافظ وأكبر ستار
وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً [الأحزاب : 33]
،وأن في التزام الحجاب سببا للمناعة من أقوى الأسباب فالدار 0الدار 0والحجاب 0الحجاب
يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً [الأحزاب : 59]
وسنكمل فيما بعد بالاتى
1 - حقوق المرأة فى الاسلام
2 - دور المرأة فى تربية النشىء
ولنا لقاء بأذن الله