العودة   شبكة صدفة > المنتديات الادبية > الشعر العربى القديم والحديث

الشعر العربى القديم والحديث شعر شعبي ، شعر فصيح ، قصة ، رواية ، مقال ، نقد،يحتوي على أقسام متخصصة بالأدب والشعر والخواطر وكذلك القصص والروايات.

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 03-02-2010, 08:00 PM رقم المشاركة : 191
معلومات العضو
لمسة دفء

الصورة الرمزية لمسة دفء

إحصائية العضو







لمسة دفء غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: ديوان الشاعر ... عدنان الصائغ

أقولُ: غداً
سوفَ أشرعُ نافذتي للعصافيرِ
أرنو إلى شجرِ البرتقالِ،
يطاولُ جدرانَ بيتي العتيق
وأدهشُ:
(.. آهٍ..
متى كبرَ البرتقالُ
وأزهرَ رأسي بقدّاحهِ، والهمومِ)
وأبصرُ وجهي المجعّدَ،
… يكسرُ حلمَ المرايا…
التي خدعتني
(… وكيفَ تسلّقَ جدرانَ قلبي، وشاخَ
وأغصانُهُ، بعدُ، مثقلةٌ بالندى الحلوِّ
والزقزقات)
أقولُ: غداً..،
سأرتّبُ آثاثَ عمري كما أشتهي
أنفّضُ عنها غبارَ الشجونْ
وأمسحُ عنها القلقْ
وأصنعُ لي فسحةً للهدوءِ،
وطاولةً للكتابةْ
(… إلى مَ تظلُّ القصائدُ مثلي مشرّدةً؟
في المقاهي…
وأرصفةِ الذكرياتِ
تقاسمني حزنها
وأقاسمها البردَ، والجوعَ، والأمنياتِ
أما آنَ أن نستريحَ معاً…!؟ …)
أقولُ: غداً…
سوفَ أجمعُ كلَّ نثاري
الملمُ ما قد تبعثرَ من كتبي، وعناوينِ صحبي، المواعيدِ،
أحلامِ عمري (كومضِ النجومِ البعيدةِ…
أرقبها، تتوهجُ في عتمةِ الليلِ، أو تنطفي في الصباحْ…!)..،
رمادِ الرسائلِ،
بوحِ النساءِ،
الندى…
أقولُ غدا…
غدا…
دا …
……
ويأتي الغدُ
مثقلاً بالمشاغلِ…
يتركُ في عتبةِ البابِ، أحزانَهُ والحقائبَ
(…. كمْ أتعبتني الحقائبُ مثقلةً)
وكعادتهِ، سوفَ يرنو لخيباتنا، هازئاً، ساخراً
ثم يمضي…
بدون اكتراث!











آخر مواضيعي 0 العيد قرّب / والحبايب بعيدين.وانا عيوني ولّمَتْ (دمعة) العيـن..
0 تعبت أشيلك في مطارات الزمن شنطة سفر
0 غازي القصيبي ورومانسية بلا حدود.
0 أكتب اليك...و انا خاائفه ان تخدشك الكلماات..!!
0 دفتر الأيام
رد مع اقتباس
قديم 03-02-2010, 08:01 PM رقم المشاركة : 192
معلومات العضو
لمسة دفء

الصورة الرمزية لمسة دفء

إحصائية العضو







لمسة دفء غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: ديوان الشاعر ... عدنان الصائغ

… بمحاذاةِ الجدرانِ المتآكلةِ الألوانِ
أسيرُ وحيداً..
أتفيّأُ هذا الظلَّ المتعرّجَ، منعرجاً
لشوارعَ دون ظلالٍ
وشوارع مغلقةٍ
وشوارع لا تؤوي الغرباءْ
وظهيرةُ تموز تصهرني كالقيرِ المائعِ..
ياما كنا نركضُ فوق لهيبِ الإسفلتِ، حفاةً
نحو النهرِ…
وياما..
لكنَّ النهرَ… بعيدٌ
– كطفولتنا –
مَنْ يعرفُ في كركوك، الرجلَ الرثَّ، المتسكّعَ
في هذا القيظِ، وحيداً…
دون صديقٍ
وكتابٍ
تلفظهُ الطرقاتُ
وتشويه الغربةُ، والقيظُ، وآهِ الكلماتِ، وآه…
أحياناً يجلسُ في المقهى
وسطَ ضجيجِ الدومينو، يكتبُ شعراً
يصفنُ ساعاتٍ دون حراكٍ
ويعلّقُ عينيه الشاحبتين على مسمارٍ..
أو نجمٍ مصلوبٍ
.. أو امرأةٍ عابرةٍ
ثم – بلا تخطيطٍ – يدفعُ بابَ المقهى…
مندفعاً نحو الشارعِ، ثانيةً
لا يعرفُ – كالضائعِ، كالسائرِ في الحلمِ…
إلى أين تسيرُ خطاه التعبى..
وشوارعُ كركوك، تأخذُ - في هذي الساعاتِ المحروقةِ -
قيلولتَها…
حتى زهرة عباد الشمس…!
انكمشتْ في الظلّ
لكنّكَ – يا أبن الصائغ – تمشي محترقاً
تأتيكَ من النافذةِ المفتوحةِ، أحياناً،
رائحةُ امرأةٍ بثيابِ النومِ…
وأحياناً، تهرشُ أمعاءَكَ رائحةُ الأكلِ
وأحياناً، تتلصصُ في وجهكَ – هذا المحفور بخارطةِ العرقِ، المغبرّ من التجوالِ المضني –
نظراتُ عجوزٍ، باردةٌ
أحياناً تتمهلُ – في العتبةِ – محترساً، ملتصقاً
فيرشُّ ظهيرةَ وجهكَ بعضُ رذاذِ هواءٍ بارد،
يتسرّبُ من فتحةِ بابٍ ما……
أتركُ وجهي يتبرّدُ، ملتذاً – بعضَ الوقتِ –
وأحلمُ…
– من خللِ البابِ المفتوحةِ للنصفِ –
بأشياءٍ زرقاء
آه…….
- يا ابن الصائغ - ……
لو……









آخر مواضيعي 0 العيد قرّب / والحبايب بعيدين.وانا عيوني ولّمَتْ (دمعة) العيـن..
0 تعبت أشيلك في مطارات الزمن شنطة سفر
0 غازي القصيبي ورومانسية بلا حدود.
0 أكتب اليك...و انا خاائفه ان تخدشك الكلماات..!!
0 دفتر الأيام
رد مع اقتباس
قديم 03-02-2010, 08:01 PM رقم المشاركة : 193
معلومات العضو
لمسة دفء

الصورة الرمزية لمسة دفء

إحصائية العضو







لمسة دفء غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: ديوان الشاعر ... عدنان الصائغ

بين أمنيةٍ،
تتوهجُ – بين الحقائبِ والقلبِ –
… كلَّ صباحْ
أو شمعةٍ،
تنطفي قرب نافذتي
بين عمرٍ يذوبُ…
وحلمٍ، يسافرُ نحو البلادِ القصيّةِ
نحو السماواتِ…
يومضُ بين الحشا،
نجمةً مستحيلةْ
أغادرُ..
نحو الشوارعِ..
أحصي الأماني البخيلةْ
تمرُّ فتاةٌ (… بعمرِ البنفسجِ
ميّاسةَ الخطو…
لا تلتفتْ للمشرّدِ مثلي…)
يمرُّ بي الباصُ، (مزدحماً
هل ترى أستريحُ على مقعدٍ فارغٍ
بعد هذا العناءِ الصباحي؟..)
يمرُّ بي الأصدقاءُ
(نثرثرُ – بعضاً من الوقتِ –
أو نتخاصمُ..
أو ننتشي بالخمورِ الرديئةِ،
أو بالنساء)
تمرُّ بي المكتباتُ
(ووقتي قصيرٌ – كما تعلمين –
فهل يسعُ العمرُ
.. هذي الرفوفَ المليئةَ بالهمِ، والكلماتِ..؟)
تمرُّ المقاهي… (الضياعُ الكسولُ..)
المحلاتُ… (تفتحُ سيقانها للزبائنِ)…
أيامنا الضائعاتُ
القصائدُ… (ياللحماقاتِ)…،
لعبُ الأزقةِ…، (لا وقتَ للحلمِ..!)
ضحكُ الصبياتِ…
حلمُ الوظيفةِ…
طعمُ الطفولة
…………
ولكنني…
– عند كلِّ مساءٍ –
سأرجعُ للبيتِ، منكسراً
ثملاً
خائباً
وأمسكُ قلبي بكفي
ألملمُ عن دكةِ البابِ
كلَّ الأماني القتيلةْ!









آخر مواضيعي 0 العيد قرّب / والحبايب بعيدين.وانا عيوني ولّمَتْ (دمعة) العيـن..
0 تعبت أشيلك في مطارات الزمن شنطة سفر
0 غازي القصيبي ورومانسية بلا حدود.
0 أكتب اليك...و انا خاائفه ان تخدشك الكلماات..!!
0 دفتر الأيام
رد مع اقتباس
قديم 03-02-2010, 08:01 PM رقم المشاركة : 194
معلومات العضو
لمسة دفء

الصورة الرمزية لمسة دفء

إحصائية العضو







لمسة دفء غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: ديوان الشاعر ... عدنان الصائغ

كان مثنى كالمصعدْ
يهبطُ…
يصعدْ…!
لكنَّ مثنى قرّرَ أنْ يتوقفَ عن هذا التعبِ اليوميِّ،
المللِ المتكّررِ..
أنْ يفتحَ نافذةَ القلبِ على البحرِ المزبدْ
أنْ يركضَ، يركضَ، حافي القدمين، على العشبِ الناعمِ
أنْ يتمددْ
أن ينسى كلَّ عواءِ السياراتِ…
ضجيج المدنِ الملغومةِ بالآلاتِ، وبالأضواءِ
موسيقى الديسكو، الإعلاناتِ
اللهث وراءَ اللقمةِ
صافرة الشرطيِّ،
أنين المصعدْ..!
ومثنى…
لمْ يسكرْ في بارٍ
لمْ يختلسِ النظراتِ لساقِ فتاةٍ في سلّمِ باصٍ
لمْ يسرقْ تيناً من بستانِ أحدْ
ومثنى لمْ يدخلْ مدرسةً
ويصدّق أنَّ الأرضَ تدورُ
وأصلَ الإنسانِ "من القردِ"..
وما خبّأ تحت وسادتهِ قمراً مجنوناً
أو أغنيةً لـ"أم كلثوم"
أو ديناراً من شغلِ الأمسِ
ولمْ يبكِ على ما فاتَ
ولمْ يحقدْ…
ومثنى… آهٍ
أضبط من رقّاصِ الساعة
في الثامنةِ المعتادةِ يذهبُ للشغلِ
وفي الثانيةِ المعتادةِ يرجعُ للبيتِ
وبين الشغلِ، وبين البيتِ
أضاعَ مثنى عنوانَ النهرِ، الصحب،
الأشجار،
وضيّعهُ الأصحابُ
ومقهى يرتادون
وشقراء.. لمْ تجنِ منه سوى الخجلِ القرويِّ
وسلّةِ تمرٍ، وحكاياتٍ بيضاء…
فعافتهُ وحيداً
محترقَ الأجفانِ أمام الشباكِ الموصدْ
ماذا لو يسترخي الآنَ أمامَ النافذةِ المفتوحةِ..
طولَ الصبحِ..
ويتركُ هذا الجرسَ الأحمقَ.. يقرعُ حتى…
ماذا لو يذهبُ للبستانِ – كما كان مع الأصحابِ –
ويجمعُ بعضَ السعفِ اليابسِ
يشوي ما اصطادَ من الأسماكِ.. على الجرفِ
ويأكلُ حتى التخمة…
ماذا لو…
يركضُ خلفَ فراشاتِ طفولتهِ الغافيةِ الآنَ
على أكمامِ الوردْ…
ماذا لو ينسى – لدقائق – أنَّ العالمَ
مشحونٌ بالأتعابِ..
وبالدخانِ الأسودْ
ماذا لو.......
........
لكنَّ مثنى، وهو يفكّرُ أن يوقفَ سيرَ المصعدْ
يسرعُ نحو الشغلِ – كعادتهِ –
يجلسُ خلفَ الطاولةِ المتآكلةِ الأطرافِ
يفكّرُ بالترفيعِ..،
وخمسةِ أفواهٍ زغبٍ
وحياةٍ كالريحْ..!









آخر مواضيعي 0 العيد قرّب / والحبايب بعيدين.وانا عيوني ولّمَتْ (دمعة) العيـن..
0 تعبت أشيلك في مطارات الزمن شنطة سفر
0 غازي القصيبي ورومانسية بلا حدود.
0 أكتب اليك...و انا خاائفه ان تخدشك الكلماات..!!
0 دفتر الأيام
رد مع اقتباس
قديم 03-02-2010, 08:02 PM رقم المشاركة : 195
معلومات العضو
لمسة دفء

الصورة الرمزية لمسة دفء

إحصائية العضو







لمسة دفء غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: ديوان الشاعر ... عدنان الصائغ

معتادٌ، حين أعودُ وحيداً، ثملاً
في منتصفِ الليلِ
أنْ أشعلَ مصباحَ ممرِّ البيتِ
وأدلف…
وكعادتها،
تستيقظُ زهرةُ عباد الشمس
تتمطّى – في كسلٍ –
فوق بساطِ العشبِ المعتم
تلوي العنقَ بعكسِ الريح
تتلفّتُ، ظامئةً،
حائرةً
مندهشةْ..
تبحثُ عن ضوءِ الشمس
حتى تيأسَ
أو تنعس
تتذكّرُ أنَّ الساعةَ منتصف الليلِ
فتغمضُ جفنيها…
وتنامْ..!









آخر مواضيعي 0 العيد قرّب / والحبايب بعيدين.وانا عيوني ولّمَتْ (دمعة) العيـن..
0 تعبت أشيلك في مطارات الزمن شنطة سفر
0 غازي القصيبي ورومانسية بلا حدود.
0 أكتب اليك...و انا خاائفه ان تخدشك الكلماات..!!
0 دفتر الأيام
رد مع اقتباس
قديم 03-02-2010, 08:02 PM رقم المشاركة : 196
معلومات العضو
لمسة دفء

الصورة الرمزية لمسة دفء

إحصائية العضو







لمسة دفء غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: ديوان الشاعر ... عدنان الصائغ

إلى الفنان كريم العامري
أكملَ لوحتَهُ الأولى
واسترخى – بضعَ دقائق –
فوق الكرسي،
يتأملها..
لمْ تقنعْهُ..!
خلطَ الألوانَ الزيتيةَ، ثانيةً
ومضى يرسمُ لوحتَهُ الثانيةَ..
الثالثةَ..
الرابعةَ..
العا…!
لمْ تقنعْهُ
مزّقَ كلَّ اللوحاتِ
وراحَ بركنِ المرسمِ…
يبكي!!









آخر مواضيعي 0 العيد قرّب / والحبايب بعيدين.وانا عيوني ولّمَتْ (دمعة) العيـن..
0 تعبت أشيلك في مطارات الزمن شنطة سفر
0 غازي القصيبي ورومانسية بلا حدود.
0 أكتب اليك...و انا خاائفه ان تخدشك الكلماات..!!
0 دفتر الأيام
رد مع اقتباس
قديم 03-02-2010, 08:02 PM رقم المشاركة : 197
معلومات العضو
لمسة دفء

الصورة الرمزية لمسة دفء

إحصائية العضو







لمسة دفء غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: ديوان الشاعر ... عدنان الصائغ

إلى الشاعر سامي مهدي (*)
أبصرهم..
بالضحكاتِ الرنّانة
تتزاحمُ أكتافهمُ نحو القاعةْ
العرقُ الممزوجُ برائحةِ العطرِ النسويِّ،
الياقاتُ البيضاءُ،
التعليقاتُ العابرةُ،
الأيدي تتصافحُ..
أصغي بشحوبٍ قلقٍ
(ماذا سيقولُ الروّادُ،
النقّادُ،
الصحفيون،
الـ"……"..
عن معرضهِ الأول؟)
لاذَ بركنِ المعرضِ، مرتبكاً
قلقاً
تتبعُ عيناه الحائرتان خطى النظراتِ
تجوبُ أزقتَهُ..،
والقلبَ
وأروقةَ الأحزانْ
(هذي الألوانُ… دمي)
(هذي اللوحاتُ الملصوقةُ في القاعةِ،…
أيامي المنثورةُ في الطرقاتِ
وفي الريحِ)
علّقَ أحدهم ببرودٍ:
- هذي اللوحةُ تشبهُ لوحةَ سيزانْ
التفتَ الرجلُ المتأبطُ زندَ امرأةٍ، وكتاباً ضخماً
- بل تشبهُ لوحاتِ جواد سليم
صرخَ الرسامُ الكهلُ المتأنّقُ – في وجهِ الصحفيِّ العابرِ –
منفعلاً:
- بلْ… هي تشبهُ لوحاتي
……………
………………
…………
……………
………………
لمْ يكترثِ الرسامُ الشاب
أغلقَ بابَ المعرضِ،
حين أنفضَّ الجمهورُ
ومضى يتسكّعُ ثانيةً،
في الطرقاتِ، وحيداً
يبحثُ عن لوحاتٍ أخرى…









آخر مواضيعي 0 العيد قرّب / والحبايب بعيدين.وانا عيوني ولّمَتْ (دمعة) العيـن..
0 تعبت أشيلك في مطارات الزمن شنطة سفر
0 غازي القصيبي ورومانسية بلا حدود.
0 أكتب اليك...و انا خاائفه ان تخدشك الكلماات..!!
0 دفتر الأيام
رد مع اقتباس
قديم 03-02-2010, 08:02 PM رقم المشاركة : 198
معلومات العضو
لمسة دفء

الصورة الرمزية لمسة دفء

إحصائية العضو







لمسة دفء غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: ديوان الشاعر ... عدنان الصائغ

(1)
لمخيّمِ "نهر البارد" شكلُ الجرحِ العربيِّ الراعفِ في الخطبِ الرسميةِ, والأروقةِ الصفراء، تقاسمهُ أبناءُ العمِّ, ولمْ يبقَ لبيروت المفجوعةِ بالحبِّ وبالموتِ سوى نهرِ رمادِ الحزنِ العربيِّ، وأقراصٍ "ضد الثأر"، وأشلاءِ الأهلِ، ونشرةِ أخبارٍ "ناعسةِ الطرفِ"،…
*
(2)
لمخيم "نهرِ الباردِ" أن يرثي الزمنَ العربيَّ المتعثّرَ، بين خيامِ بني ذبيان وحاناتِ نيويورك،.. المتخثّرَ في أضباراتِ المجدِ المنسيّةِ فوق رفوفِ التاريخِ،.. اللاهثَ بين خطوطِ الطولِ, وبين...
خطوطِ الملصقْ!
*
(3)
- خمسون قذيفة!..
في صدرِ مخيم "نهر البارد" و "البدّاوي"!!
... هل تكفي...؟
- خمسون قذيفة!..
هل تصلحُ مانشيتاً لجرائدكم؟
- خمسون قذيفة!..
هل تكفي لفطوركَ يا مولاي!!؟
- .....؟
*
(4)
لمخيمِ "نهرِ البارد".. حين يجنُّ الليلْ
أن يخرجَ من باراتِ النصرِ, وحيداً
يترنحُ في الطرقاتِ، وفي الساحاتِ العربيةِ.. وهو يغني:
".. ونشربُ إنْ ورِدنا الماءَ صفواً
ويشربُ غيرنا……"
آهِ.. يا ليل!
آهِ.. يا عين!..
.......
لمخيمِ "نهرِ الباردِ"
أن يبلعَ "خمسين قذيفة"
منتحراً
قبل سقوطِ الزمنِ العربيِّ
تحت سنابكِ خيلِ الأخوةِ والأعداءْ!
*
(5)
- مَنْ يمنحُ "نهرَ البارد"،.. قرصاً للنوم؟
- مَنْ يشتلُ في "نهرِ البارد"، زهرةَ حبٍّ لا تسحقها أقدامُ القتلة؟
- مَنْ يكتبُ في "نهرِ البارد"، مرثيّةَ هذا العصرِ؟
- مَنْ يبنِ لمخيمِ "نهرِ الباردِ"، جسراً يمتدُ إلى ضفةِ الشمسِ العربيةِ
لا تنسفهُ دباباتُ بني العم..؟
- مَنْ يعرفُ أنَّ لـ "نهرِ البارد" طعم مياهِ الأنهارِ العربيةِ، ممزوجاً بالدم؟
- مَنْ يرسمُ عن "نهر البارد" ملصقْ!؟..
*
(6)
لمخيم "نهر البارد".. نشرةُ أخبار
لا تنشرها صحفُ العالم
فالتقطوا – ما شئتمْ – صوراً نادرةً، للذكرى
مع أحجارِ خرائبها
مع أشلاءِ بنيها
مع أمطارِ فواجعها
هذا زمنٌ.. صارَ به الجرحُ العربيُّ، منابرَ للشعرِ
وسوقَ مزادْ
صارَ به الموتُ العربيُّ مواسمَ للذكرى
- مَنْ يتذكّرُ كفرَ قاسم؟
- مَنْ يتذكّرُ ديرَ ياسين!؟
- مَنْ يتذكّرُ تلَّ الزعتر!؟
- مَنْ يتذكّرُ شاتيلا!؟
- مَنْ يتذكّرُ خمسينَ قذيفة...
في صدرِ مخيمِ "نهر البارد" و"البدّاوي"!؟
- مَنْ يتذكّرُ……!؟
- مَنْ………؟
*
(7)
خمسون قذيفة!
خمسون قذيفة!
هل تكفي لفطورِكَ…؟
يا مولاي!









آخر مواضيعي 0 العيد قرّب / والحبايب بعيدين.وانا عيوني ولّمَتْ (دمعة) العيـن..
0 تعبت أشيلك في مطارات الزمن شنطة سفر
0 غازي القصيبي ورومانسية بلا حدود.
0 أكتب اليك...و انا خاائفه ان تخدشك الكلماات..!!
0 دفتر الأيام
رد مع اقتباس
قديم 03-02-2010, 08:03 PM رقم المشاركة : 199
معلومات العضو
لمسة دفء

الصورة الرمزية لمسة دفء

إحصائية العضو







لمسة دفء غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: ديوان الشاعر ... عدنان الصائغ

(1)
"الشهيد محمد عبد الزهرة ياسين"
في آخرةِ الليلِ
طَرَقاتٌ ناحلةٌ
فوق البابِ
ـ مَنْ..!؟
ـ محمد عبد الزهرة..!
يدلفُ للبيتِ.. كعادتهِ
ضحكتهُ المعهودةُ، والخطو الملكيُّ..
ورائحةُ الآسْ
ـ اليومَ قرأتُ قصيدتَكَ الحلوةَ في "الجمهورية"
عن وطنِ الوردةِ
والنورسِ...
والشهداءِ
و{ليل الدمعةْ}
فأتيتُ..
لكي أشعلَ – قربَ سريركَ –
شمعة!
15/12/1983
*
(2)
"الفنان محمد لقمان"
ماذا تقرأُ.. في الموضعِ!؟
ماذا ترسمْ..؟
قلْ لي.. وبماذا تحلمْ!!؟
الأرضُ – أمامكَ – لوحةْ
واللونُ هو الدمْ!
1983
*
(3)
"حسن صكبان"
أبصرهُ..
في حانوتِ "الحربية"
وجهاً يحملُ كلَّ عذوبةِ نهرِ الديوانية
وأريجِ حدائقها..
ومواويلِ أهاليها..
كانَ يلّوحُ لي، بصحيفتهِ، منتشياً
يسألني:
- أقرأتَ - اليومَ - قصيدةَ هذا الديوانيّ الناحلِ
حدّ الحبِّ "كزار حنتوش"
1983
*
(4)
"الصديق الذي.."
تلفّتُ، أبحثُ عن مقعدٍ هاديءٍ
في انتظارِ صديقي..!
كان مقهى "أم كلثوم" مزدحماً
و"الزهاويّ" مستغرقاً في دخانِ النراجيلِ
و"البرلمان" الذي ابتلعتهُ المحلاتُ...
قلتُ لنفسي..
وكانتْ ظهيرةُ تموز تصهرُ قيرَ الدقائقِ
تصهرُ حتى الشوارعَ.. والأصدقاءْ
- ألمْ يأتِ بعدُ صديقي..؟
وقلتُ:
لأمضي إلى شارعِ "المتنبي"
أضيّعُ بعضاً من الوقتِ.. في المكتباتِ
أمشّطها – مثلما اعتدتُ – مكتبةً، مكتبةْ
ولكنني..!
بين كدْسِ الحروفِ
وبين الرفوفِ
نسيتُ صديقي..!
2/11/1983 بغداد
*
(5)
"عز الدين سلمان"
يا عِزي..
غنِّ.. يا عزي
فالدنيا لا تستأهلُ أن تحزنَ.. يا عزي
أعرفُ أنَّ الحانةَ
تطردُ في آخرةِ الليلِ.. زبائنها
وتظلُ خطاك الملعونةُ..
- وهي تمزّقُ صمتَ الطرقاتْ -
تبحثُ عن مصطبةٍ فارغةٍ
تتمددُ فيها..
رغمَ البقِّ وصفاراتِ الشرطةِ, والبردِ,
وحزنِ الكلماتْ
لكنكَ, حين يطلُّ الصبحُ ندياً
يمتليءُ الشارعُ بالناسِ.. وبالدفءِ..
وعطرِ الفتياتْ
عبثاً تبحثُ عمّا أفلتهُ النادلُ من بين أصابعهِ
لا بأسَ..!
ستمضي للشغلِ.. بدون فطور..
وعيناكَ الناحلتان.. تقلّبُ في أعمدةِ الصحفِ اليوميةِ
.. بحثاً عن كلماتٍ...
لمْ تكتبها!
1983
*
(6)
"كاظم عبد حسن"
قلقاً..
حتى العظمْ
وكأن على كتفيكَ المهزولين, همومَ العالمْ
لكنَّ العالمَ ينسى "كاظمَ عبد الحسن"...!
حين تموتُ غداً.. يا كاظمْ









آخر مواضيعي 0 العيد قرّب / والحبايب بعيدين.وانا عيوني ولّمَتْ (دمعة) العيـن..
0 تعبت أشيلك في مطارات الزمن شنطة سفر
0 غازي القصيبي ورومانسية بلا حدود.
0 أكتب اليك...و انا خاائفه ان تخدشك الكلماات..!!
0 دفتر الأيام
رد مع اقتباس
قديم 03-02-2010, 08:03 PM رقم المشاركة : 200
معلومات العضو
لمسة دفء

الصورة الرمزية لمسة دفء

إحصائية العضو







لمسة دفء غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: ديوان الشاعر ... عدنان الصائغ

زاحفاً فوق عشبِ الحديقةِ
ممتلئاً بالندى, والغصونِ الخفيضةِ, والكركراتْ
أراهُ يحدّقُ – مرتبكاً – في وجوهِ الضيوفِ الغريبةِ
منحشراً قربَ "شيماء" تلك اللعينة في اللعبِ
أو جالساً فوق حضني..
وكعادتهِ.. سيمصُّ بإبهامهِ.. عبثاً ما تحذّرهُ أمهُ
ولكنه! حين يضجرُ من عالمِ الجالسين الأنيقين,
والغرفةِ الجامدةْ
سوفَ يصحبُ "شيماء" للعبِ.. في أيّما لعبةٍ
أو سيزحفُ ثانيةً للحديقةِ..
يقطعُ بعضَ الزهورِ..
وينثرها عابثاً.. في الطريقْ!
*
وحين يراني.. بمكتبتي
غير ملتفتٍ نحوه
غارقاً بالقراءةِ،
أو بالتأملِ في عالمٍ من ضبابْ
سيسحبُ – ياللمشاكس – مني الكتابْ
ويدعونني للعبْ!
*
كركراتُ الطفولةِ ملءُ فمي.. إذْ أراهُ يكركرُ
يرنو إلى قطةِ البيتِ..
والقطةُ المستفزّةُ ترنو إليه
وبينهما عالمٌ من تحدٍّ لذيذٍ, وخوفٍ قديمْ
وبعضُ المسافةِ، للاشتباكْ
يراقبها حذراً..!
وتراقبهُ خشيةً للوثوبْ
يهمهمُ..! ماذا يقولُ "مهند" في هذه اللحظةِ الحاسمةْ!؟
يهشُّ إليها.. فتلمعُ – في لحظةِ الخوفِ – أحداقُها..
وتموءُ...
فيبكي من الخوفِ!
ـ ماذا أيهربُ من قطةٍ!؟
ولكنّهُ يتشجّعُ حين يرانا نراقبهُ…
يتقدمُ, محتدماً نحوها –
صارخاً...
فتفرُّ من البيتِ مذعورةً
وهو يمضي يلاحقها.. فرحاً, واثقاً
ويكركرُ منتصراً...









آخر مواضيعي 0 العيد قرّب / والحبايب بعيدين.وانا عيوني ولّمَتْ (دمعة) العيـن..
0 تعبت أشيلك في مطارات الزمن شنطة سفر
0 غازي القصيبي ورومانسية بلا حدود.
0 أكتب اليك...و انا خاائفه ان تخدشك الكلماات..!!
0 دفتر الأيام
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:55 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.6.0 (Unregistered) Trans by

شبكة صدفة

↑ Grab this Headline Animator