العودة   شبكة صدفة > المنتديات العامة > ابحاث علميه و دراسات

ابحاث علميه و دراسات Research , analysis, funding and data for the academic research and policy community , ابحاث , مواضيع للطلبة والطالبات،أبحاث عامة ،بحوث تربوية جاهزة ،مكتبة دراسية، مناهج تعليم متوسط ثانوي ابتدائي ، أبحاث طبية ،اختبارات، مواد دراسيه , عروض بوربوينت

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 10-04-2010, 05:26 PM رقم المشاركة : 271
معلومات العضو
marmer

الصورة الرمزية marmer

إحصائية العضو








marmer غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: ابحاث ثورة يوليو

فى وحول جنازة جمال عبد الناصر






فى 28 سبتمبر من كل عام يبرق فى خيالنا الرجل الذى ظل يسند الحيطان المنهارة فى عواصم الأمة العربية حتى رحل تحت ركامها ، والذى كان يعيد صياغة الحقائق الخالدة فى معنى العروبة حتى هزمه الموت قبل الأوان .
لقد أحببنا أخطاؤه كما أحببنا آراؤه وقراراته .
لقد سميناه بطلا فى النصر وفى الهزيمة .
وكلما زادت الأنظمة السوداء فى تلك الأيام حقدا على جمال عيد الناصر كنا نزداد إيمانا به وكلما زاد الحقد الأمريكى فى تلك الأيام عليه كنا نمنحه ثقة أكبر وندرك كم كان الرجل خطرا على المشروع الاستعمارى برمته ، ولذلك فعندما هزمته وهزمتنا معه الآلة الحربية الأمريكية الإسرائيلية لم نلق عليه عبء الهزيمة بل بايعناه على النصر المقبل . ولو عاد عبد الناصر إلى أمته فلن يعرفها ولكنه سوف يعرفنا نحن ويدل علينا نحن الذين لا نقبل بمزيد من المضاربة على مصير الأمة .
لقد كانت جنازة جمال عبد الناصر جنازة شعبية بمعنى الكلمة . امتلأت شوارع القاهرة وبيروت ودمشق وطرابلس وبنغازى وبغداد وتونس وغيرها من العواصم ليلة تشييع الجنازة بملايين البشر ينشدون نشيدا واحدا ، لا يعرف أحد كيف انتشر ولا من الذى ألفه أو لحنه وكان انتشاره كالنار :
الوداع يا جمال يا حبيب الملايين ، الوداع .
ثورتك ثورة كفاح عشتها طول السنين ، الوداع .
إنت عايش فى قلوبنا يا جمال الملايين ، الوداع .
إنت ثورة ، إنت جمرة نذكرك طول السنين ، الوداع .
إنت نوارة بلدنا ، وإحنا عذبنا الحنين ، الوداع .
إنت ريحانة زكية لأجل الشقيانين ، الوداع .
الوداع يا جمال يا حبيب الملايين ، الوداع .
وسارت الجنازات الشعبية فى كل العواصم والمدن والقرى فى جميع أنحاء الوطن العربى من البحر إلى البحر ،وكانت جماهيرها تردد :
إبكى ، إبكى يا عروبة على اللى بناكى طوبة طوبة .
ياجمال يا ابن مصر مين حايخطب يوم النصر .
روح يا شاب قول لأبوك ميت مليون بيودعوك .
الله حى . . . الله حى . . . عبد الناصر دايما حى .
ما تفرحشى يا استعمار . . . عبد الناصر فات أحرار .
ما تصدقش . . . ما تعيطش . . . عبد الناصر لسة ما ماتش .
لا أله إلا الله . . . عبد الناصر حبيب الله .
بالجيش والشعب . . . حا نكمل المشوار ـ كان هذا ما ردده الجنود على جبهة القتال .
وقد إشترك فى تشييع الجنازة ثلاثون رئيس دولة . ومائة وفد يرأس أغلبها إما رؤساء وزراء أو وزراء للخارجية علاوة على رؤساء الأحزاب وحركات التحرير فى العالم كله بدون استثناء .
615 حالة إغماء وآلاف الإصابات ووفيات وانتحارات فى مصر والعالم العربى .
وفيما يلى بعض ردود أفعال رحيل عبد الناصر :
*الرئيس الأمريكى ريتشارد نيكسون قرر إلغاء مناورات الأسطول السادس الأمريكى فى البحر الأبيض ويصرح بقوله
" كان ناصر قائدا عاطفيا قادر على الرؤية داخل قلوب شعبه ، وقد سبب موته المفاجئ نار الأسى ومظاهر الحزن التى لم يشهد العالم لها مثيلا 0 لقد خلق ناصر لنفسه أعداء ألداء ، وأصدقاء أوفياء وقلة ممن كانوا حياديين تجاهه . . " .
*زعماء العالم يصفون وفاته بأنها خسارة كبيرة لواحد من أكبر الزعماء هيبة .
*البابا كبرلس يقول : " جمال لم يمت ، وسيظل تاريخنا مرتبط باسمه " .






آخر مواضيعي 0 حلمي لأيامي الجايه
0 صفات الله الواحد
0 عيش بروح متفائله ونفس مؤمنه
0 إبتهال قصدت باب الرجا
0 كونى انثي
رد مع اقتباس
قديم 10-04-2010, 05:26 PM رقم المشاركة : 272
معلومات العضو
marmer

الصورة الرمزية marmer

إحصائية العضو








marmer غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: ابحاث ثورة يوليو

*حاكم الشارقة يصاب بانهيار عصبى أثناء توجهه لتشييع الجنازة .

  • طالب ليبى يصاب بالعمى من فرط بكاؤه وطالب آخر يحرق نفسه وهو يردد اسمه .
  • وشاب ليبى آخر يحطم جهاز التليفزيون حتى لا يرى موكب الجنازة .
  • مواطن مصرى يموت أثناء المشاركة فى مسيرة .
  • عدد ضحايا مدينة بيروت 16 شخص فى أعقاب الوفاة . وصلوات مشتركة فى المساجد والكنائس .
  • لأول مرة تتشح النساء فى ليبيا بالسواد .
  • ناظر مدرسة بالإسكندرية يتوفى وهو يرثى عبد الناصر .
  • 20 ألف ليبى يعبرون الحدود المصرية للاشتراك فى تشييع الجنازة .
  • مسيرتان يتقدم كل منها نميرى وعبد السلام جلود تسيران فى اتجاه مقر الاتحاد الاشتراكى.
  • صلاة مشتركة فى المساجد والكنائس فى مصر والعالم العربى ( صلاة الغائب ) .
  • جنازات ضخمة فى الأراضى المحتلة .
  • المذيعون والمذيعات ـ وكانوا مصريون وعرب من جميع أنحاء الوطن العربى ـ يبكون أثناء وصف مظاهر الوداع والجنازة .
  • مواكب صامتة فى عواصم أوروبية وآسيوية وإفريقية .
  • المحاكم المصرية توقف جلساتها خمسة دقائق حدادا وتسجل الحدث فى محاضر الجلسات ( سابقة لم تحدث من قبل ) .
  • نادى القضاة المصريين يصدر عددا خاصا من مجلة القضاة عن عبد الناصر " دائرة الفكر القانونى المعاصر " .
  • البنوك تتوقف لمدة خمسة دقائق عن التعامل حدادا .
  • الأندية الرياضية تغلق أبوابها لمدة أسبوع حدادا .
  • أغلب برقيات العزاء قالت : السلام فقد أكبر أنصاره وسيبقى رمزا للنضال والسلام . "
  • الآلاف يتوافدون رجالا ونساء وشبابا وطوائف ونقابات مهنية وعمالية وفلاحين لزيارة ضريح عبد الناصر ليل نهار .
  • تماثيل أقيمت لعبد الناصر فى جميع أنحاء الوطن العربى .
  • تسمية عبد الناصر لشارع يمتد من بيروت إلى دمشق وحتى عمان فى الأردن .
  • الكاتب الأمريكى سالزبرجر يؤلف كتابه " آخر العمالقة " .
  • أم كلثوم تلغى موسمها الغنائى حدادا على رحيل عبد الناصر .
  • بعد الأربعين أم كلثوم تغنى " رسالة إلى عبد الناصر " ( نزار قبانى ) .
  • محمد عبد الوهاب يؤلف الملحمة الموسيقية " ناصر البطل " .
  • أم كلثوم ومحمد عبد الوهاب يتقدمان مسيرة الفنانين والموسيقيين إلى ضريح عبد الناصر .
  • أم كلثوم تقترح تسمية السد العالى باسم " ناصر " .
  • احتجاج إسرائيلى على بعض الدول الغربية التى نكست أعلامها فى القدس حداد اعلى عبد الناصر .
  • مناحم بيجن قال : " إن عبد الناصر كان أخطر أعداء إسرائيل .. إن وفاة عبد الناصر تعنى وفاة عدو مر . إنه كان أخطر عدو لإسرائيل ولهذا السبب لا نستطيع أن نشارك فى حديث النفاق الذى يملأ العالم كله عن ناصر وقدرته وحكمته وزعامته ." .
  • ورثاه نزار قبانى فى البكائية :






آخر مواضيعي 0 حلمي لأيامي الجايه
0 صفات الله الواحد
0 عيش بروح متفائله ونفس مؤمنه
0 إبتهال قصدت باب الرجا
0 كونى انثي
رد مع اقتباس
قديم 10-04-2010, 05:27 PM رقم المشاركة : 273
معلومات العضو
marmer

الصورة الرمزية marmer

إحصائية العضو








marmer غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: ابحاث ثورة يوليو

قتلناك يا جبل الكبرياء . . . وآخر قنديل زيت .

يضىء لنا ليالى الشتاء . . .…وآخر سيف من القادسية .
قتلناك نحن بكلتا يدينا … .وقلنا المنية لماذا قبلت المجىء إلينا .
فمثلك كان كثيرا علينا .
  • بورقيبة يطلق اسم عبد الناصر على أكبر شارع فى تونس .
  • إطلاق اسم عبد الناصر على أكبر شوارع طرابلس الغرب / ليبيا .
  • صورة عبد الناصر على غلاف مجلة " تايم " كبرى المجلات الأمريكية .
  • سيكوتورى يطلق اسم عبد الناصر على جامعة كوناكرى .
  • اعتقالا فى الجولان بعد اشتباكات عنيفة مع الجنود الإسرائيليين .
  • سويسرا تطلب رسميا نوتة نشيد الوداع الذى أنشدته الجماهير تلقائيا .
وهنا لابد أن أسجل اقتراحات طرحت فى تلك الفترة ولم تنفذ حتى اليوم منها :
تمثال بارتفاع 30 متر فى منطقة السد العالى ـ تمثال فى ميدان الحرية ـ ميدان حول الضريح ـ متاحف ـ لجان التراث ـ مسميات ـ مراكز دراسات والكثير من الاقتراحات التى نشرتها الصحف الصادرة فى تلك الفترة .
وأختم هذه الفقرة بالرثاء الذى كتبته فى جريدة الأهرام للزعيم والمعلم والقائد تحت عنوان :
" وكأنك كنت تعرف !! "
يا قائد هذه الأمة ومحرك طاقاتها . . فى حياتك وبعد حياتك . .
يا أستاذى ومعلمى . .
وأستاذ هذا الجيل ومعلمه . .
يا أمل هذه الأمة . . فى حضورك . . وفى غيابك . .
ماذا أقول وقد جاء يوم لم تعد فيه بيننا ؟! . .
ماذا أقول وقد مر هذا اليوم وجاءت بعده أيام . . وصوتك لا يتردد إلا فى الوعى من بعيد . . وأوامرك وتوجيهاتك وآراؤك . . ما لها قد توقفت عند آخر جملة قلتها وأنت فى سيارتك إلى المطار . . فى الرحلة الأخيرة ؟!
لم تعد هناك فى غرفتك المطلة علينا . . والضوء فيها ساهر معك . . ومع أوراقك . .
لم تعد هناك فى مكتبك حيث أكداس المسئولية تدخل عليك . . لتخرج وقد وجدت حلولا . .
كنا كلنا نتوقف عند الحدود . . حتى تأخذ بأيدينا إلى الحلول . .
ومع ذلك فعندما مضيت لم تأخذ بأيدينا معك . . وإنما ما زلنا أحياء . . أصحاء . . وأنت هناك فى خلدك بعيد عنا . . وكنا نتصور أن أنفاسنا ستتوقف معك . . وان نبض العروق سيكف عندما لا تكون . .
نحن الذين كنا مع العبء عليك . . يتضاعف . . ويتضاعف . . وأنت تقبل على التحمل غير عابئ . . بالألم يطحن الجسم . . والأجل . .
حتى جاء ذلك اليوم ! . .
وكأنك كنت تعرف ! . . فقد عملت لكل شىء حسابا !! . .
ولم يكن فينا من أعد له عدته . . ولكنك وحدك كنت تستعد لمجيئه . .
وكنت تعرف أن غيابك عنا سيعصف بنا . . وأن هذا العصف سيخلق عند أعدائنا المطامع . . فصغت الأمر كله . . ليكون الأمر سدا فى وجه كل طامع . . وكأنك كنت بيننا يوم غبت عنا ! . .
هذا الجيل الذى لقنته . . هذه الصفوف التى دعمتها ورتبت خطوها فى تراص . . هذا النظام الذى شيدته . . حلقة . . حلقة . . كل منها تسلم الأخرى . . وتضمن لها السلامة . .
هل تذكر . . هل تذكر يوم صغت الدستور المؤقت . . عندما جئت عند تلك الفقرات التى تتحدث عما سيحل بالذين يبقون من بعدك . . كنت تدقق التعبير وتختار الكلمات . . وكأنك ترى بعين الغيب كل الذى يحدث . . وكنا نكره هذه الفقرات . . لا نطيل عنها نقاشا . . ولكنك كنت تزيدها إصرارا . .
ثم كان . .
وهذا الجيل كله . . وقد تفتحت عيناه على صيحة الحرية التى أطلقتها له يوم ظهرت عليهم لأول مرة . . هذه الصيحة ما زالت ترن فى آذانهم . .
" إرفع رأسك يا أخى . . فقد مضى عهد الاستعباد . . "
ولم يمض عهد الاستعباد وحده . . وآنت تعرف من الذى أجبره على أن يمضى . . وآمنوا بك يا عبد الناصر . . يا جمال . .
آمنوا بك يوم خرجت عليهم بصوتك المبحوح . . قد ألم بحنجرتك البرد . . وأخذت خطاك فى عربتك العارية . . إلى رحاب الأزهر . . فى ذلك اليوم . . يوم الجمعة . . يوم ألقيت خطابك ترد به على العدوان المهيب . . ونسى الناس السماء المفتوحة فوقهم إلا من طائرات الأعداء . .
ونسيها هى الأخرى الناس . .
وقادهم صوتك المبحوح وهو يصل إليهم من الإذاعة التى أقيمت فى مكتبك . . نستبدل بها الإذاعة التى عطلها الأعداء ذلك اليوم . .
ومن يومها يا عبد الناصر . . يا جمال . . عرفت كل هذه الجماهير . . أن صوتك سيقودهم إلى النصر دائما حتى ولو كان مبحوحا . .
ومن يومها يا عبد الناصر . . يا جمال . . أصبحت كلماتك . . وآراؤك ومبادئك غذاء كل روح تدب على هذه الأرض . . تريد لها التحرر . . والرخاء . . والكرامة .
ومن يومها يا عبد الناصر . . يا جمال . . أصبح الناصريون بالملايين . . واتسعت الدائرة من حولك . . فى مصر . . وفى غير مصر . .
ولكن العبء زاد عليك . . ومضيت تحمله بالجسد الواهن . . دون أن تنبس حتى بالآنية ! . . .
حتى مضت حياتك . . واسترحت . . ومضيت . . !
فإذا بهذه الملايين التى ناصرتك حبا . . هى التى حفظت عهدك ذكرى . . وإيمانا . . ووفاء.
فإذا بهذه المبادئ التى تركتها . . تصبح دستورا يظلل كل خطو من بعدك . . ويفسح أمامه الطريق . . وإذا بكل ما شيدت . . ونظمت . . وأقمت . . هو الحارس . . يصون المجد الذى أوصلت أمتك إليه..
وستعيش أمتك من بعدك يا عبد الناصر . . يا جمال . . تركتها. . أروع . . وأعظم . . وأمجد . . من اليوم الذى استقبلتها فيه . .
وستمضى فى طريقها إلى أكثر من هذا المجد . . ومن هذه الروعة . . والعظمة . . لأنها ستمضى على هديك . . وهدى مبادئك . .
أما أنت يا عبد الناصر . . يا جمال . .
يا قائد هذه الأمة . . ومحرك طاقتها . .
يا أستاذى ومعلمى . .
يا كل الأمل فى حضورك . . وفى غيابك . .
لتكن فى رعاية الله . . ورحمته . . قرير العين . . راضيا بما قدمت . . سعيدا بما أنجزت . .
يا من كنت تعرف . . عندما كنا لا نعرف . . !! . .
جنديك المخلص للأبد






آخر مواضيعي 0 حلمي لأيامي الجايه
0 صفات الله الواحد
0 عيش بروح متفائله ونفس مؤمنه
0 إبتهال قصدت باب الرجا
0 كونى انثي
رد مع اقتباس
قديم 10-04-2010, 05:27 PM رقم المشاركة : 274
معلومات العضو
marmer

الصورة الرمزية marmer

إحصائية العضو








marmer غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: ابحاث ثورة يوليو

وفى يوم الاثنين 12 اكتوبر1970 اتصلت بى السيدة أم كلثوم تليفونيا وطلبت لقائى فى نفس اليوم لموضوع قالت أنها تريد أن تأخذ رأيى فيه بصفة شخصية فحددت لها السابعة من مساء نفس اليوم . وبعد أن جلست ، قالت بلا مقدمات وعيناها مغرورقتان بالدموع : " يا أستاذ سامى أنا بأفكر إنى أعتزل لأنى مش متصورة إنى حا أقدر اقف على خشبة المسرح لأغنى بعد ما رحل عنا جمال عبد الناصر ".. ثم أكملت حديثها قائلة : " حد كان يصدق إنه يموت فى هذه السن أو فى هذا الوقت وفى هذه الظروف .. ده آخر مرة قابلته كان يقول لى أنه لم ولن يفقد الأمل فى تحرير الأرض .. آدى باعث الأمل مات .. طيب إحنا حا نعمل إيه ؟!
فقلت لها : " يا ست ، كلامك مضبوط لكنه ينقصه حاجة واحدة .. عارفة إيه هى ؟ إننا نحقق الأمل اللى كان هو بيحلم به .. وإذا كنتى إنتى وغيرك يعتزل . . طيب مين بقى اللى حا يحقق الأمل والحلم ؟ .. إنتى نسيتى هو قال لكى إيه بعد جولاتك الأخيرة ؟ أنا حا أفكرك إنه قال لكى أنك تقومين بتعبئة عالمية لصالح قضية التحرير و لوحدك من غير جيش . . وأنك حققتى الوحدة العربية اللى بنحلم بيها . . إنتى نسيتى يا ست هذا الكلام ؟! هذا هو رأيى بصراحة .
ولقد إقتنعت الست .
وكانت مسيرة الفنانين والموسيقيين التى تقدمها أم كلثوم ومحمد عبد الوهاب إلى ضريح عبد الناصر وأعقب ذلك إقتراح قدمته أم كلثوم بتسمية السد العالى باسم " ناصر " .
وبعد الأربعين قدمت الست السيدة أم كلثوم : " رسالة إلى عبد الناصر " لنزار قبانى( نصها فى السطور التالية ) .
ولقد أضفت نص القصائد التى كتبهم نزار قبانى فى رثاء ، الرئيس جمال عبد الناصر حيث أننى أرى أنه من المناسب توثيقهم هنا لأأضعهم تحت أنظار القارئ الكريم
القصيدة الأولى :
قتلناك . . يا آخر الأنبياء
قتلناك . .
ليس جديدا علينا
اغتيال الصحابة والأوفياء
فكم من رسول قتلنا . .
وكم من إمام . .
ذبحناه وهو يصلّى صلاة العشاء
فتاريخنا كله محنة
وأيامنا كلها كر بلاء . .
نزلت علينا كتابا جميلا
ولكننا لا نجيد القراءة . .
وسافرت فينا لأرض البراءة
ولكننا . . ما قبلنا الرحيلا . .
تركناك فى شمي سيناء وحدك . .
تكلم ربك فى






آخر مواضيعي 0 حلمي لأيامي الجايه
0 صفات الله الواحد
0 عيش بروح متفائله ونفس مؤمنه
0 إبتهال قصدت باب الرجا
0 كونى انثي
رد مع اقتباس
قديم 10-04-2010, 05:28 PM رقم المشاركة : 275
معلومات العضو
marmer

الصورة الرمزية marmer

إحصائية العضو








marmer غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: ابحاث ثورة يوليو

نكس علم الجمهورية الذى يحمل شعار الرئيس على سارية بوابة المدخل الرئيسى للقصر الجمهورى





-3 -
رحل الرئيس جمال عبد الناصر فجأة فى الساعة الخامسة من بعد ظهر يوم الثامن والعشرين من سبتمبر 1970 وقد يكون قد رحل قبلها بدقائق قليلة ، ولم يكن من بيننا نحن المحيطين به والقريبين منه من خطر على فكره أى بادرة من هذا النوع ، أو حسب حسابها قبل هذا التاريخ ، وكانت الصدمة كبيرة ، ولكن علينا كمسئولين وكبشر مؤمنين ان نقبل بإرادة الله ، ونبدأ على الفور بترتيب البيت من الداخل وتحديد أولويات العمل والأولويات المطلوبة والتى يجب أن تستحوذ على كل الاهتمام والجهد فى هذه الظروف العصيبة.
فبعد إقرار فريق الأطباء المعالجين بتأكيد وفاة الرئيس جمال عبد الناصر ، عقد اجتماع فى الصالون الرئيسى فى منزل الرئيس عبد الناصر بمنشية البكرى حضره كل من السادة أنور السادات نائب رئيس الجمهورية ، وحسين الشافعى ، رئيس الجهاز المركزى للمحاسبات و على صبرى والفريق أول محمد فوزى وزير الحربية والقائد العام للقوات المسلحة ، وشعراوى جمعة وزير الداخلية ، وسامى شرف وزير الدولة ، ومحمد حسنين هيكل وزير الأعلام ، وكان يقف على باب الصالون اللواء محمد الليثى ناصف قائد الحرس الجمهورى .
لم يكن هناك جدول أعمال محدد لهذا الاجتماع ، ولكن كان فى مقدمة بحثنا الترتيبات الضرورية التى يجب إنجازها بعد الرحيل ، وكان الاتجاه الغالب يتلخص فى ضرورة تغليب مظلة الشرعية أثناء الحوار مع تقدير كامل للمسئولية فى ضوء الفراغ الذى يمكن أن يحدثه غياب جمال عبد الناصر المفاجئ وبما يقضى قيام مؤسسات تباشر العمل وتتولى قيادة البلاد بأسرع وقت ممكن ، وقد أخذنا فى اعتبارنا جميعا الضغوط التى تواجهها مصر نتيجة للموقف القائم على جبهة القتال ووجود الإسرائيليين على الضفة الشرقية لقناة السويس ، والقوات المسلحة تواصل استعداداتها للقتال ، و القضية الفلسطينية تواجه ظروف دقيقة لا يمكن تجاهلها آو تأجيل التعامل معها ، خاصة وأن آخر معارك عبد الناصر كانت تلك التى حاول فيها مع القادة العرب حماية المقاومة الفلسطينية والإبقاء على صحوتها فى أحداث أيلول الأسود كما سماها الأخوة الفلسطينيين .
لم تثر هذه الأمور بهذا القدر من التحديد أو التفصيل ، ولكن ما تعلمناه من دروس من الرئيس جمال عبد الناصر ومعايشتنا له على مدى سنوات طويلة أوصلتنا إلى نتيجة واحدة تتمثل فى اعتبار قضية تحرير الأرض محور التركيز الأساسى فى كل مداولاتنا ، وأن القوات المسلحة التى تتحمل المسئولية الرئيسية فى هذه المهمة يجب أن يتوافر لها كل الإمكانيات التى تحتاجها ويجب أن نثبت للعالم أننا لا نقف عند الأشخاص وأن المبادئ هى التى يجب أن تبقى .
خلال هذا الاجتماع المصغر تم الاتفاق بصفة أولية على عقد اجتماع مشترك فورا لكل من اللجنة التنفيذية العليا للاتحاد الاشتراكى ومجلس الوزراء برئاسة أنور السادات نائب رئيس الجمهورية بهدف بحث هذه المسائل ، وكان أغلب الوزراء فى هذا اليوم بالذات فى زيارة للجبهة ومن ثم تم استدعاؤهم على عجل حتى أن أغلبهم وصل إلى القصر الجمهورى بالقبة فى ملابس الميدان " الأوفر أول" .
( الملحق الوثائقى ، برنامج زيارات الوزراء للجبهة ) .
كذلك تم تشكيل مجموعة من الفريق أول محمد فوزى وكل من شعراوى جمعة وأمين هويدى وسامى شرف ومحمد أحمد والفريق محمد أحمد صادق رئيس هيئة أركان حرب القوات المسلحة ، واللواء محمد الليثى ناصف قائد الحرس الجمهورى واللواء حسن طلعت مدير المباحث العامة لإعداد ترتيبات تشييع الجنازة وتجهيز المدفن و إجراءات الدفن ، وقد تم الاتفاق على نقل الجثمان إلى قصر القبة حتى يتم وضعه فى ثلاجة القصر وبهدف التخفيف على العائلة والخوف من زحف الجماهير على منشية البكرى ، كما تم الاتفاق على تشييع الجنازة يوم أول أكتوبر1970 ، تمت هذه الأمور على وجه السرعة وبقى إعداد الضريح وتحديد مسار الجنازة واتفق على بحثهما بعد الاجتماع المشترك .
وفى قصر القبة كان هناك احتفال بليلة الإسراء والمعراج أقيم تحت إشراف حسن التهامى للعاملين فى رئاسة الجمهورية ، وأثناء دخول الجثمان إلى ثلاجة القصر كان جمهور الحاضرين فى الجانب الآخر من القصر يصفقون إعجابا ببلاغة فضيلة الشيخ أحمد حسن الباقورى وكانت مفارقة غريبة وسوف يعدل حسن التهامى فى روايته للأحداث التى سنتعرض لها فيما بعد التسلسل الزمنى للأحداث وسوف نكتشف أهدافه فى حينه .
عقد الاجتماع المشترك لكل من اللجنة التنفيذية العليا الاتحاد الاشتراكى ومجلس الوزراء فى قصر القبة وكان الوزراء وباقى الأعضاء يأتون تباعا ، وأعلن السيد أنور السادات فى بداية الاجتماع وفاة الرئيس جمال عبد الناصر ، وطلب من الدكتور منصور فايز حضور الاجتماع بصفة شخصية باعتباره كبير الأطباء المعالجين للرئيس ، ويتولى هو إعلان التقرير الطبى الرسمى للوفاة وكان يتواجد خارج قاعة الاجتماع كبير الأطباء الشرعيين بوزارة العدل .
ثم انتقل البحث فى مضمون البيان الذى يجب أن يذاع على الشعب حول وفاة الرئيس، وكان محمد حسنين هيكل قد بدأ فى صياغته قبل أن نغادر منشية البكرى ، وأنهى كتابته فى قصر القبة وأخطر المسئولين فى الإذاعة والتليفزيون بوصفه وزيرا للإعلام فى ذلك الوقت بقطع البرامج العادية ومواصلة إذاعة القرآن الكريم .






آخر مواضيعي 0 حلمي لأيامي الجايه
0 صفات الله الواحد
0 عيش بروح متفائله ونفس مؤمنه
0 إبتهال قصدت باب الرجا
0 كونى انثي
رد مع اقتباس
قديم 10-04-2010, 05:28 PM رقم المشاركة : 276
معلومات العضو
marmer

الصورة الرمزية marmer

إحصائية العضو








marmer غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: ابحاث ثورة يوليو

و كان نص البيان الرسمى كما يلى :

"فقدت الجمهورية العربية المتحدة ، وفقدت الأمة العربية ، وفقدت الإنسانية كلها رجلا من أغلى الرجال ، وأشجع الرجال ، وأخلص الرجال ، هو الرئيس جمال عبد الناصر، الذى جاد بأنفاسه الأخيرة فى الساعة السادسة والربع من مساء يوم 27رجب1390 الموافق 28سبتمبر1970 ، بينما هو واقف فى ساحة القتال يكافح من أجل وحدة الأمة العربية ، ومن أجل يوم انتصارها .
لقد تعرض البطل الذى سيبقى ذكره خالدا إلى الأبد فى وجدان الأمة والإنسانية لنوبة قلبية حادة بدت أعراضها عليه فى الساعة الثالثة والربع بعد الظهر . وكان قد عاد إلى بيته بعد انتهائه من مراسم اجتماع مؤتمر الملوك والرؤساء العرب الذى انتهى بالأمس فى القاهرة، والذى كرس له القائد والبطل كل جهده وأعصابه ، ليحول دون مأساة مروعة دهمت الأمة العربية .
إن اللجنة التنفيذية العليا للاتحاد الاشتراكى العربى ومجلس الوزراء ، وقد عقدا جلسة مشتركة طارئة على أثر نفاذ قضاء الله وقدره ، لا يجدان الكلمات التى يمكن بها تصوير الحزن العميق الذى ألمّ بالجمهورية العربية المتحدة وبالوطن العربى والإنسانى إزاء ما أراد الله امتحانها به فى وقت من أخطر الأوقات .
إن جمال عبد الناصر كان أكبر من الكلمات ، وهو أبقى من كل الكلمات ، ولا يستطيع أن يقول عنه غير سجله فى خدمة شعبه وأمته والإنسانية ، مجاهدا عن الحرية ، مناضلا من اجل الحق والعدل ، مقاتلا من أجل الشرف ، إلى آخر لحظة من العمر .
ليس هناك كلمات تكفى عزاء فى جمال عبد الناصر .
إن الشىء الوحيد الذى يمكن أن يفى بحقه وبقدره ، هو أن تقف الأمة العربية كلها الآن وقفة صابرة صامدة ، شجاعة ، قادرة ، حتى تحقق النصر الذى عاش وأستشهد من اجله ابن مصر العظيم ، وبطل هذه الأمة ورجلها وقائدها .
" يا أيتها النفس المطمئنة ارجعى إلى ربك راضية مرضية ، فادخلى فى عبادى وادخلى جنتى " .
والسلام عليكم ورحمة الله " .
ملحوظة : اعتبار الوفاة الساعة السادسة والربع وليس فى الخامسة كما سبق ان ذكرت جاء نتيجة ان الأطباء يقررون ساعة الوفاة فى التقرير الرسمى بعد بذل المحاولات الطبية الممكنة وبعد التأكد من حدوث الوفاة طبيا وجسديا وأنه لا فائدة من اجراء أى محاولات اخرى من أجل الإبقاء على حياة المتوفى .
بعد ذلك انتقل الاجتماع إلى بحث قضية استمرار النظام والشكل الذى يجب أن يتم به انتقال السلطة وهنا طرحت فكرتان كلاهما ينبثق عن مبدأ الشرعية .
كانت الفكرة الأولى تقترح أن يتولى أنور السادات منصب رئيس الجمهورية بحكم وضعه كنائب لرئيس الجمهورية ويمارس صلاحيات رئيس الجمهورية حتى انتهاء المدة المتبقية على رئاسة الرئيس جمال عبد الناصر .
أما الفكرة الثانية فهى أن يبقى السادات رئيسا للجمهورية حتى إزالة آثار العدوان وهو الحد الزمنى الذى وضعه الرئيس عبد الناصر عندما قبل التكليف الشعبى بالعودة إلى السلطة يوم 10يونيو1967 على أن تجرى انتخابات رئاسية جديدة بعد ذلك .
وبعد مناقشة قصيرة اتفق على تشكيل لجنة من القانونيين لمواءمة هذه الاقتراحات مع الشرعية الدستورية ، وكانت اللجنة تضم كلا من الدكتور محمد لبيب شقير رئيس مجلس الأمة و ضياء الدين داود عضو اللجنة التنفيذية العليا للاتحاد الاشتراكى وعضو مجلس الأمة والمستشار مصطفى كامل اسماعيل وزير العدل وحافظ بدوى وزير الشئون الاجتماعية وعضو مجلس الأمة ، كما تم استدعاء على نور الدين النائب العام حيث شارك فى جانب من اجتماعات اللجنة ، وعادت اللجنة بعد فترة لتقترح ترشيح السادات رئيسا للجمهورية لفترة مستقلة وليس استكمالا لفترة رئاسة الرئيس جمال عبد الناصر ، وربط فترته بهدف إزالة آثار العدوان .
كان رأى اللجنة القانونية يستند إلى أن أى من الصيغتين اللتين سبق طرحهما لا يتفق مع الدستور فضلا أنهما ينطويان على تقييد لصلاحيات رئيس الجمهورية وبخاصة فيما يتعلق بقرار الحرب والذى يستلزم وجود رئيس منتخب يتولى تلقائيا منصب القائد الأعلى للقوات المسلحة .
وقد لقى هذا الرأى تأييد أغلبية الحاضرين فى الاجتماع المشترك ، ولكن حسين الشافعى أبدى - وبطريقة غير مباشرة – تحفظه على اختيار أنور السادات وعبر عن ذلك بكلمات غير واضحة ، لكن مضمونها وصل إلى جميع الحاضرين ، أو غالبيتهم على الأقل ، ثم عاد وأيد الاقتراح البديل بأن يبقى أنور السادات لاستكمال المدة المتبقية لرئاسة عبد الناصر وقدرها ثلاث سنوات ، وقد عقب السادات على ذلك معربا عن موافقته قائلا :






آخر مواضيعي 0 حلمي لأيامي الجايه
0 صفات الله الواحد
0 عيش بروح متفائله ونفس مؤمنه
0 إبتهال قصدت باب الرجا
0 كونى انثي
رد مع اقتباس
قديم 10-04-2010, 05:28 PM رقم المشاركة : 277
معلومات العضو
marmer

الصورة الرمزية marmer

إحصائية العضو








marmer غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: ابحاث ثورة يوليو

" آنا أقبل آن أستمر استكمالا للمدة الباقية للرئيس جمال عبد الناصر "

لكن تطابق الرأى القانونى مع توجه الأغلبية أسفر عن قرار بترشيح السادات لفترة رئاسة جديدة ومنفصلة سواء عن فترة رئاسة عبد الناصر أو عن إزالة آثار العدوان .
وكان الفيصل فى الوصول إلى هذا القرار هو القوات المسلحة التى تكلم باسمها الفريق أول محمد فوزى وزير الحربية والقائد العام للقوات المسلحة الذى قال بوضوح وصراحة كلاما محددا ، مفاده أننا مقبلون على معركة التحرير بل وهناك إصرار على إتمام هذه المعركة ولن أستطيع أن أتحرك فى هذا الاتجاه لتنفيذ مهمتنا ما لم يكن هناك قائد أعلى للقوات المسلحة وبمعنى آخر رئيسا للجمهورية ومنتخب وفقا للدستور ، يحق له وفق الدستور أن يصدر أمر القتال ويصدق على الخطط العسكرية لخوض المعركة .
واصل المجتمعون بعد ذلك بحث الترتيبات الضرورية والمهمة وقد تقرر تشكيل لجنة طبية برئاسة كبير الأطباء الشرعيين بوزارة العدل وعضوية الأطباء المعالجين ،- وهنا طلب الفريق أول محمد فوزى أن ينضم إليهم الفريق طبيب رفاعى محمد كامل كبير أطباء القوات المسلحة حتى يكون التقرير صادر عن كل الجهات ذات الشأن ، وكان الفريق أول محمد فوزى قد سبق ، كما ذكرت ، أن طلب حضور الفريق طبيب رفاعى محمد كامل عندما كنا فى منشية البكرى لمشاركة الأطباء المعالجين فى محاولاتهم لإنقاذ حياة الرئيس عبد الناصر ولم يكن قد تأكد بعد أو أن نكون قد عرفنا أن قضاء الله قد حلّ فى تلك الأثناء وقد وصل الدكتور رفاعى كامل بعد الساعة السادسة مساء بدقائق ، وتأكد بنفسه من وفاة الرئيس ووقع الشهادة التى تؤكد ذلك مع باقى الأطباء ، و هى التى قدمها له الأستاذ الدكتور منصور فايز ، لإصدار بيان طبى رسمى حول أسباب الوفاة ومن ثم كان البيان الطبى مصاحبا للبيان السياسى وجاء نص البيان الطبى كما يلى :
" أثناء توديع سمو أمير الكويت بالمطار فى الساعة الثالثة والنصف مساء اليوم 28/9/1970 شعر سيادة الرئيس بدوخة مفاجئة مع عرق شديد وشعور بالهبوط .
وقد توجه سيادته بعد ذلك فورا إلى منزله بمنشية البكرى ، حيث حضر على الفور الأطباء ووجدوا عند سيادته أزمة قلبية شديدة نتيجة انسداد بالشريان التاجى للقلب .
وقد أجريت لسيادته جميع الإسعافات اللازمة بما فى ذلك استعمال أجهزة تنظيم ضربات القلب . ولكن مشيئة الله قد نفذت وتوفى إلى رحمة الله فى الساعة السادسة والربع أثناء إجراء هذه الإسعافات ."
توقيعات : د . رفاعة محمد كامل ـ د . منصور فايز ـ د . زكى الرملى ـ د .الصاوى حبيب ـ د . طه عبدالعزيز .
ـ 4 ـ
كان الشارع المصرى قد بدأ يستشعر وقوع شىء غير عادى بعد أن طالت نسبيا فترة إذاعة القرآن الكريم ، فطلبنا من السيد أنور السادات آن يتوجه إلى مبنى التليفزيون لإذاعة البيان الرسمى ، لكنه أبدى تردد حيث قال : " كيف أنعى جمال عبد الناصر ؟! أنا ما أقدرش . . " .
وكان رد الحضور كلهم أنه نائب رئيس الجمهورية . . والوضع الطبيعى – فى ضوء تمسكنا بالشرعية – يحتم عليه أن يقوم هو بإذاعة البيان ، فترك الاجتماع وتوجه مع محمد حسنين هيكل إلى مبنى الإذاعة والتليفزيون وأذيع البيان على الشعب .
وكان أن اتخذ قرارا آخر يقضى باعتبار اللجنة التنفيذية العليا للاتحاد الاشتراكى ومجلس الوزراء فى حالة انعقاد دائم ، واستمرت الجلسة إلى أن عاد أنور السادات إلى القصر الجمهورى بالقبة وبدأنا نغادر المكان فى صمت .
نزلت مع شعراوى جمعة وأمين هويدى والفريق محمد فوزى واللواء محمد الليثى ناصف إلى ثلاجة القصر لإلقاء نظرة وداع على الجثمان المسجى فى هدوء وصمت موحش ثم طبع كل منا قبلة على جبين القائد والمعلم والإنسان الذى فارقنا فجأة وبلا مقدمات ، وسالت دموع ساخنة صامتة ، واتجهنا إلى منشية البكرى حيث اتفقنا على اللحاق بالفريق فوزى فى مكتبه بعد أن ننهى ترتيبات المدفن مع محمد أحمد ووجيه أباظة محافظ القاهرة والمهندس على السيد . .
لحق بنا فى مكتبى بعد ذلك محمد حسنين هيكل وفور دخوله بادرنا نحن الثلاثة بسؤاله : " حا تعملوا إيه ؟! إيه اللى فى ذهنكم ؟ "
كان السؤال مفاجئ لنا ، فلم يكن فى ذهننا شىء محدد فى تلك اللحظة باستثناء حرصنا على الاستمرارية واعتبار المعركة مع إسرائيل هى القضية الأساسية ، ولكن سؤال هيكل فى هذا التوقيت استوجب لدى سؤال آخر فى داخلى وهو : " هل يمكن أن أستمر فى نفس عملى مع رئاسة أخرى بخلاف عبد الناصر ؟
لقد بدا لى ذلك شىء غير معقول وغير مقبول نفسيا أو موضوعيا خاصة بالنسبة للأشخاص الذين اقتربوا من عبد الناصر وعملوا إلى جانبه فى ظروف مختلفة وعلى مدى سنوات طويلة .
اقترحت فى تلك اللحظة أن نقوم نحن الأربعة لنخرج بالسيارة للتجول فى شوارع القاهرة وخرجنا نحن الأربعة ، شعراوى وهويدى وهيكل وأنا قاطعين الطريق من منشية البكرى إلى العباسية ثم سرنا بمحاذاة كلية الشرطة وأوقفت السيارة وكنت أقودها ، وظللنا بداخلها صامتين للحظات إلى أن كرر هيكل سؤاله مرة ثانية قائلا :" حا تعملوا إيه ؟ "
كان ردنا – دون أن نتفق مسبقا – أننا لا نستطيع أن نعمل مع أحد آ خر بعد جمال عبد الناصر ، ولم نكن نعنى بذلك أن نترك مواقعنا على الفور ، ولكن يتم ذلك بعد أن نكون قد أدينا واجبنا تجاه عبد الناصر واستكمال رسالته بتهيئة الظروف الملائمة لخليفته وتستقر الأوضاع وأذكر أنى أضفت " أننا ندرك تماما أن لكل رئيس رجاله الذين يستريح لهم ، ويمكنه التعاون معهم خاصة وأن لنا تجربة مع أنور السادات خلال السنوات 69 –1970 عندما كان يرأس لجنة العمل اليومى التى سبق أن أشرت إليها .
كان حديثنا مع هيكل حول عدم الاستمرار مع رئيس الجمهورية القادم يعنى أننا غير قادرين على تقبل أسلوب عمل السادات ، ولكن توقيت التنفيذ يرتبط بتولى المؤسسات صلاحيتها بشكل فعلى بعد انتخاب السادات رئيسا للجمهورية – وهو ما سنتعاون على إتمامه – حيث سيكون من حقه وقتئذ أن يختار معاونيه ومستشاريه ، ومن جهة أخرى فمن حقنا الدستورى كوزراء إما أن نقول رأينا أو نترك المسئولية لغيرنا وقد ثبت بعد ذلك أن هيكل قام بنقل هذا الحديث بصيغة مغايرة للسادات مما انعكس على موقف الأخير تجاه هذه المجموعة .






آخر مواضيعي 0 حلمي لأيامي الجايه
0 صفات الله الواحد
0 عيش بروح متفائله ونفس مؤمنه
0 إبتهال قصدت باب الرجا
0 كونى انثي
رد مع اقتباس
قديم 10-04-2010, 05:29 PM رقم المشاركة : 278
معلومات العضو
marmer

الصورة الرمزية marmer

إحصائية العضو








marmer غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: ابحاث ثورة يوليو

وكان رد هيكل علينا – فى حديث السيارة بالعباسية – أن قال :

" إزاى تسيبوا البلد فى هذه الظروف ؟! "
وكان ردنا أننا لا نريد أن نتخلى عن المسئولية ولكن فى الوقت نفسه لا نستطيع أن نواصل العمل مع السادات .
وفى اليوم التالى لرحيل الرئيس عبد الناصر أى يوم 29سبتمبر1970 كنا فى قصر القبة وعند انصرافنا كان هيكل يسترجع ما دار من حديث بيننا فى اليوم السابق وأضاف بالنص :
" يا سامى ، إذا مشيت أنا حاأمشى معاك . . " ، ولم يزد . . و لم أعلّق . . !
فى هذا اليوم أيضا 29سبتمبر1970 دخل علىّ فى مكتبى فى حوالى الثالثة صباحا محمد المصرى مساعد سكرتير الرئيس للمعلومات للشئون العربية والتنظيم فى ذلك الوقت، وقال لى :
الأخ صلاح الشافعى ( شقيق حسين الشافعى وزميل دراسة قديم من المنصورة الثانوية لكلينا – والسفير بوزارة الخارجية فيما بعد ) – يطلب مقابلتك فى أمر عاجل ومهم، فرحبت به واستقبلته بحضور محمد المصرى ، وقد أبدى فى أول الأمر ترددا فى الحديث إلا أننى شجعته على الحديث باعتبار الزمالة والصداقة القديمة المستمرة فقال – ما نصه :
" أنت طبعا تعرف إن السيد حسين الشافعى بيحبك كتير قوى وبيقدرك . . وهو بيعرف شعورك تجاهه وأنك تكن له مشاعر الود والأحترام ، وأحب أن أقول لك إنه من إيدك دى لإيدك دى ! . . .
هكذا قالها بالنص !!
قلت :" أنا مش فاهم يا صلاح إنت بتقصد إيه بالضبط "
فقال " مش هو أحسن من أنور السادات ؟! "
فقلت " يا صلاح . . أمور البلد لا تدار بهذا الأسلوب . . هو كل من يزكى و احد يصبح رئيسا للجمهورية ، هذا أسلوب قبلى تلجأ إليه معظم القبائل البدائية ، ولكن إنت تعرف إن البلد فيها مؤسسات وأوضاع دستورية قائمة وهذه الأوضاع لابد أن تستمر ويجب المحافظة عليها واحترامها وإذا سمحنا باختفاء هذه الأوضاع نكون لم نتعلم شىء من جمال عبد الناصر . . . شوف يا صلاح . . الوضع الدستورى الشرعى سوف يستمر وأى شىء خلاف هذا سوف نحاربه . . ، هل هذا مفهوم يا أخ صلاح ؟
ورد صلاح الشافعى :" أيوة مفهوم " . . وانتهت المقابلة عند هذا الحد .
وفى الصباح الباكر حضر إلى مكتبى ، أمين هويدى وشعراوى جمعة ورويت لهما ما أثاره صلاح الشافعى واتفقنا على أن نذهب لأنور السادات لإبلاغه بما حدث ، والتقينا به فى قصر القبة ورويت له ما دار بينى وبين صلاح الشافعى فكان أن عقب بألفاظ خارجة يستحيل إعادتها هنا . . !! . ثم أضاف "سيبوا لى الموضوع ده وأنا حا اتصرف . . " .
فى يوم التاسع والعشرين من سبتمبر1970 حوالى الساعة الثامنة مساء دخل إلى مكتبى محمد المصرى وأحمد شهيب وأبلغانى أن بدر حميد بدر – أحد الضباط الأحرار فى سلاح المدفعية قد أبلغ أحمد شهيب رسالة نقلا عن العقيد محمد عبد الحليم أبو غزالة رئيس أركان المدفعية لتبلغ لسامى شرف ، وكان مفاد الرسالة أنه إذا تم اختيار أنور السادات رئيسا للجمهورية فإنه سيقوم بعمل انقلاب . . وكان ردى على هذه الرسالة أن الشرعية هى التى ستسود وأن على القوات المسلحة واجبات أخرى عليها أن تهتم بها وتترك الأمور السياسية للمؤسسات المعنية المسئولة . ولم يصلنى أى تعقيب على ردى هذا بعد ذلك . .
وفى نفس اليوم أى 29سبتمبر1970 اتصل بى من فندق هيلتون النيل ، فاروق أبو عيسى وكان يشغل منصب وزير خارجية السودان فى ذلك الوقت ، وحضر إلى القاهرة ضمن وفد التعزية الذى رأسه الرئيس جعفر نميرى – وطلب سرعة لقائه فى مقر إقامته فى الفندق ، فاتجهنا شعراوى جمعة وأمين هويدى وسامى شرف إلى الفندق حيث أبلغنا بوجود تحركات يقوم بها بعض الشخصيات السياسية المصرية التى تسعى لمقابلة بعض الوفود والشخصيات العربية المشاركة وتثير معهم موضوع الخلافة واستمرارية الحكم ، وعند استفسارنا عن من يقوم بهذا النشاط أبلغنا أنه أمين شاكر وزير السياحة السابق ، وأضاف أنه أى أمين شاكر موجود فى الفندق وأنه اتصل فعلا بالوفد السودانى وبالرئيس جعفر نميرى وطرح عليه فكرة أن زكريا محى الدين هو الأحق بتولى الرئاسة بعد رحيل جمال عبد الناصر ، كما طرح أفكارا أخرى حول إحياء صيغة مجلس قيادة الثورة ، وإن كان بشكل غير صريح ، ثم أضاف أبو عيسى أن الرئيس نميرى يود أن يلتقى بكم فأبلغناه أننا مرتبطون بموعد مع الرئيس هوارى بو مدين الآن وسوف نمر عليهم فور انتهاء المقابلة مع بومدين .
وفى لقاءنا مع الرئيس بومدين – وكان ذلك فى إطار الرد على الوفود التى قدمت للتعزية والاطمئنان على راحتهم وتقديم الشكر على مشاركتهم فى أحزاننا ، أبلغنا الرئيس هوارى بومدين أنه يشتم رائحة تحركات غير طبيعية ولكنه لا يملك أية تفاصيل كما أنه لم يتصل بالوفد الجزائرى أحد حتى الآن ، وإن كان يريد أن ينبهنا إلى ضرورة مراعاة الحذر والتزام اليقظة ، فمصر الآن هى محط أنظار الجميع ولابد أن تبقى كما كانت أيام جمال عبد الناصر ووعدنا بإبلاغنا بأى اتصال يتم معهم .
توجهنا بعد مقابلة الرئيس بومدين للقاء الرئيس جعفر نميرى الذى بادرنا بالسؤال :
" أنتم مخططكم إيه ؟ "
فكان ردنا : إحنا ليس لدينا مخططات فردية أو شخصية ، ثم شرحنا له خلاصة ما دار فى الاجتماع المشترك للجنة التنفيذية العليا ومجلس الوزراء عقب رحيل الرئيس جمال عبد الناصر والذى جاء متفقا مع الشرعية والدستور .
فأبدى تأييده لذلك وأضاف ، " ولكن يوجد بعض الوزراء المصريين طلبوا مقابلتى، وأنا لا أريد آن أتدخل فى شئونكم الداخلية . . لكن عايز رأيكم ؟"
فتساءلنا . . من هم يا سيادة الرئيس ؟
فقال : " بعض الوزراء المصريين السابقين " .
فقلنا له " يا سيادة الرئيس مصر بلدك وهى والسودان بلد واحد . . ولتقابل من تريد مقابلته وتحدث معهم كما تريد . . . وإذا كنت ترى أن تنصحنا بشىء فنحن جاهزون ، أرسل إلينا من تريد أو اطلبنا نحن موجودين فى مكاتبنا طوال الوقت ليل نهار .
وبعد جولة فى الفندق التقينا فيها ببعض الوفود الأخرى عدنا إلى القصر الجمهورى بالقبة حيث كان يتواجد هناك أنور السادات وحسين الشافعى وعلى صبرى وكان معهم أيضا السيد حسن إبراهيم عضو مجلس قيادة الثورة السابق ، ونقلنا للسادات تفاصيل ما تلقيناه من معلومات وتحركات فكان رده : عظيم جدا ، وإذا كان فيه حاجة جديدة بلغونى على طول . . " .
فى ثالث يوم أى 30سبتمبر 1970 حضر إلى مكتبى بمنشية البكرى فاروق أبو عيسى مصاحبا لمأمون عوض أبو زيد عضو مجلس قيادة الثورة السودانى وكان وقتئذ يشرف على المخابرات العامة فى السودان ، وكان ضمن وفد التعزية الذى رأسه الرئيس جعفر نميرى .
بعد الترحيب بالإخوة السودانيين بدأ فاروق أبو عيسى حديثه قائلا :
" جاءنى اليوم أمين شاكر وزير السياحة السابق وقال أنه يريد من الوفود العربية والوفد السودانى على وجه الخصوص ممارسة ضغوطها لتنصيب زكريا محى الدين رئيسا للجمهورية " وأضاف أبو عيسى " لقد أبلغناه أننا لا نتدخل فى شئون مصر الداخلية وأن معلوماتى الرسمية أن مجلس الوزراء واللجنة التنفيذية العليا للاتحاد الاشتراكى العربى عقدا اجتماعا مشتركا اتخذت فيه قرارات محددة ، وهى قرارات ملزمة ولا دخل لنا بها ، ولا نريد أن نتدخل بشأنها ، ولا نقبل من أحد أن يتدخل فيها سواء أكان من داخل مصر أو من خارجها .
واستطرد فاروق أبو عيسى قائلا :
" إن الأخ أمين شاكر يزور كل الوفود ويثير هذا الموضوع ، وقد أرسل لنا الرئيس هوارى بومدين بهذا المعنى ولكن بصورة مخففة " .
وفى ضوء هذا اللقاء توجهنا إلى الرئيس السادات وأبلغناه بمضمون الحديث الذى أدلى به فاروق أبو عيسى فكان رده : " اعتقلوا أمين شاكر " .
وكان ردنا عليه بأن أمين شاكر يعبر عن رأيه ، وتأثيره ضعيف علاوة على أن سمعته معروفة فى الأوساط العربية بعد محاولة استغلاله لبعض أمراء الخليج فى صفقة مشبوهة ، كما أنه لا يمكنه أن يفعل شىء ولا داعى لاعتقاله . . فأمّن على رأينا .
لم يكن موقفنا هذا يحمل أى معنى خاص تجاه زكريا محى الدين الذى نقدره كرجل وطنى متميز بالنزاهة والشرف ولا يستطيع أحد أن ينكر دوره فى تنفيذ الثورة وترسيخ قواعدها بعد ذلك وعلى مدى السنوات التى أعقبت 23يوليو1952 ، وإنما كان كل همنا هو إقرار مبدأ الشرعية الدستورية ، وضرب المثل من مصر للأمة العربية وللعالم أجمع أن هناك مبادئ تحتم استمرارية النظام وأنه يجب احترامها ، وأن العملية لا ترتبط بأهواء شخصية أو مزاجية أو رغبة فى إحداث انقلاب أو خلافه .
كما كان تقديرى الشخصى أن أمين شاكر يعبر عن نفسه فقط بحثا عن دور فقده ثم أعيد له بكرم من عبد الناصر إلا أنه لم يستطع أن يحافظ عليه للمرة الثانية فكان أن تم أبعاده عن المسرح السياسى ، ولم أشك أنه كان فى تصرفه هذا مدفوعا من أحد القيادات المصرية خصوصا وأن الود بينه وبين زكريا محى الدين كان مفقودا من أمد بعيد .







آخر مواضيعي 0 حلمي لأيامي الجايه
0 صفات الله الواحد
0 عيش بروح متفائله ونفس مؤمنه
0 إبتهال قصدت باب الرجا
0 كونى انثي
رد مع اقتباس
قديم 10-04-2010, 05:29 PM رقم المشاركة : 279
معلومات العضو
marmer

الصورة الرمزية marmer

إحصائية العضو








marmer غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: ابحاث ثورة يوليو

حمل الجثمان الطاهر الى خارج مقر رئاسة الجمهورية القصر الجمهورى فى القبة






ـ 1 ـ
بدأت رحلة المرض مع الرئيس جمال عبد الناصر فى عام 1958 عندما أكتشف لأول مرة أنه يعانى من مرض السكر " ديابيتس ميليتيس ، ولم يكن كما ادعى بعض من لا يعلمون الحقائق أو يريدون تشويه الصورة عن عمد أو جهل ، أقول لم يكن من النوع البرونزى الذى يحتاج لتحليل النحاس فى الدم وإن كان قد تم تحليل النحاس فى الدم أكثر من مرة وكانت النتائج باستمرار سلبية . كانت عملية تحليل السكر تتم للرئيس يوميا وكانت النتائج فى حدود المعقول والمقبول لمريض السكر . ولم يظهر أى ظواهر غير طبيعية أبدا إلا عقب عدوان 5 يونيو سنة 1967 ببضعة أيام ثم مع العلاج عادت النتائج إلى الحدود الطبيعية المعتادة . وفى يوم انتحار المشير عامر عادت وارتفعت نسبة السكر فى الدم و ظهر الأسيتون فى تحليل عينة الدم ثم عادت النتائج إلى الحدود الطبيعية المعتادة بعد ذلك . وكان هذا المرض يعتمد فى علاجه على نظام غذائى ونظام علاجى خاص يجب أن يلتزم بهما المريض ، فلم يظهر عليه طوال الفترة التى تلت هذا التاريخ أية مضاعفات تذكر وانحصرت هذه المضاعفات التى ظهرت بعدها بعشر سنوات أى فى عام 1968 فى آلام فى الساق الذى بدأ يشعر بها بعد ذلك ، ولم يجد الرئيس جمال عبد الناصر صعوبة تذكر فى إتباع النظام الغذائى الذى أشار به الأطباء المعالجين ، فقد كان غذاؤه الذى اتبعه منذ صدر شبابه وحتى اليوم الأخير بسيطا للغاية إن لم يكن متواضعا ولا يختلف بأى حال عن النظام الغذائى الذى تتبعه أسرة مصرية متوسطة ولم يكن يميل إلى البذخ أو إقامة الموائد الممتدة التى اعتادت عليها الطبقات العليا أو حتى تلك التى كانت تظهر فى بيوت بعض المحيطين به
لقد كان غذاؤه مصريا عاديا ، ففى الإفطار كان طعامه الرئيسى يتكون عادة من الخبز والفول المدمس والجبن الأبيض والخيار أو بيضة مسلوقة فى بعض الأحيان ، وفى العشاء كان يتناول بعض أنواع من الفاكهة المصرية الطازجة والجبن الأبيض وأحيانا كوب من اللبن الزبادى ، أما طعام الغذاء فيتكون من الخضراوات والأرز والسلطة الخضراء واللحوم البتلو أو الأسماك أو الفراخ البلدى ، وكانت كمية النشويات التى يتناولها فى وجباته الثلاثة محدودة بوجه عام .
أما النظام العلاجى فكان يعتمد على تناوله حقنة من الأنسولين يوميا قبل الإفطار .
وقد بدأ فريق الأطباء المعالجين له والمتابعين لحالته الصحية بالدكتور أحمد ثروت الذى اختاره الرئيس جمال عبد الناصر بنفسه للإشراف على متابعة علاجه والذى كان يتردد عليه بانتظام مرتين فى اليوم بصفة مستديمة إلى أن كان عام 1967 حيث حل الدكتور الصاوى محمود حبيب محل أحمد ثروت الذى مرض وأصبحت حالته الصحية لا تسمح بمتابعة الإشراف على علاج الرئيس بانتظام ، وإن كان استمر يداوم المرور على منشية البكرى كلما سمحت ظروفه الصحية بذلك . كما كان يشارك فى متابعة الحالة الصحية للرئيس عبد الناصر من الأطباء الأجانب الدكتور " بولسون " وهو دانمركى ومن أكبر أخصائيى السكر فى العالم وكان يحضر إلى القاهرة مرة أو مرتين كل عام حسب الحالة ، وكان يحمل إعجابا كبيرا بشخصية الرئيس كما كان يأتى متطوعا رافضا الحصول على أى أتعاب أو مقابل .
كما كان يزور الرئيس عبد الناصر من وقت لآخر الدكتور " فايفر " وهو طبيب ألمانى متخصص فى مرض السكر أيضا.
هذا علاوة على الدكتور البريطانى" والتر سمرفيل " الذى كان يستدعى عند اللزوم من لندن كطبيب باطنى وأخصائى القلب . وكان هذا الطبيب من المستشرقين وعلى دراية باللغة العربية ويقرأ القرآن الكريم .
وكانت مجموعة الأطباء المصريين الذين يتابعون حالة الرئيس الصحية فى مختلف الأفرع الأخرى وكانوا يزوره كلما اقتضى الأمر الأساتذة الدكاترة :
أنور المفتى ( حتى وفاته ) ـ على المفتى ـ محمد صفوت ـ حسنى عبد المقصود ـ يحيى طاهرـ على البدرى ـ ناصح أمين ـ محمود صلاح الدين ـ منصور فايز ـ زكى الرملى ـ الدكتور صيدلى صلاح جبر . وكان يرافق ركب الرئيس جمال عبد الناصر فى سيارة الإسعاف الدكتورين طه عبد العزيز ومحمود فراج من الحرس الجمهورى .
وبعد يونيو1967 انتظم الدكتوران منصور فايز وناصح أمين فى زيارته يوميا مع الدكتور الصاوى حبيب .
لقد كان الرئيس جمال عبد الناصر يتقبل نصائح وتوصيات الأطباء ويتبع تعليماتهم بدقة مؤمنا بضرورة الالتزام بها .
وفى عام 1968 عندما شعر بآلام الساق نتيجة التهاب الأعصاب الناشئ عن مرض السكر DIABETIC NEUROPATHY ومن أنواعه التى عانى منها DIABETIC CAMYOTROPHY ومن مظاهره حدوث آلام شديدة فى الساق وضمور عضلات الإلية وأعلى الفخذ ـ وقد طلب إليه الأطباء المعالجين التقليل من المشى والرياضة (التنس) .






آخر مواضيعي 0 حلمي لأيامي الجايه
0 صفات الله الواحد
0 عيش بروح متفائله ونفس مؤمنه
0 إبتهال قصدت باب الرجا
0 كونى انثي
رد مع اقتباس
قديم 10-04-2010, 05:30 PM رقم المشاركة : 280
معلومات العضو
marmer

الصورة الرمزية marmer

إحصائية العضو








marmer غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: ابحاث ثورة يوليو

كان روتين العمل اليومى للرئيس جمال عبد الناصر كما أوضحت فى مواقع أخرى فى المذكرات يستغرق أكثر من ثمانية عشر ساعة يوميا فى المتوسط ، وبعد 1967 أضيف لهذا الروتين اليومى هموما ثقال يصعب أن يحتملها بشر ، فشكلت ضغوطا أصبحت تتزايد يوما بعد يوم على جسمه وطاقاته بوجه عام ، فهو فى النهاية بشر توجد حدود لاحتماله يصعب تجاوزها وكان أول مظاهر هذه الضغوط زيادة نسبة السكر فى الدم ، وكان من رأى الدكتور "بولسون " عندما جاء لمناظرته أن ذلك أمر طبيعى نتيجة للضغوط التى يواجهها الرئيس ، وأنه يصعب التحكم فى الحالة لكنها ستتحسن مع الوقت ، ولكن كانت النتيجة المباشرة التى ترتبت على ذلك زيادة آلام الساقين نتيجة ضعف الدورة الدموية وهى إحدى المضاعفات المعروفة لمرض السكر .

وفى الحادى عشر من سبتمبر 1969 أصيب الرئيس جمال عبد الناصر بالأزمة القلبية الأولى عندما اكتشف طبيبه الخاص الدكتور الصاوى حبيب صوت ثالث مع ضربات القلب فأجرى رسما للقلب الذى أكد التشخيص بأنه جلطة فى الشريان التاجى ، وقد أثبت الفحص الطبى والتحاليل ورسومات القلب حدوث جلطة بالشريان التاجى للقلب ، وقد أكدت التحاليل التى أجريت هذا التشخيص الذى جاء نتيجة الإرهاق الشديد ، وهذا النوع من الجلطات يحدث بدون ألم، الشىء الذى تم التعارف عليه الآن من أن 25% تقريبا من جلطة الشريان التاجى لمرضى السكر تتم بدون ألم ، وطلب إليه أطباؤه منصور فايز ومحمود صلاح الدين ، الذين استدعوا فورا ضرورة أخذ راحة لمدة ثلاثة أسابيع على الأقل وبالفعل اضطر للاعتكاف بضعة أيام لم تزد على أصابع اليد الواحدة ، كما طلب إليه الأطباء المعالجون ومنهم الطبيب الروسى المشهور " شازوف " أن يمتنع عن التدخين ، وكان الرئيس عبد الناصر يشعر بأن هذه العادة هى الهواية الوحيدة التى بقيت له ويستكثر حرمانه منها ، ولكنه فى هذا التاريخ أطفأ سيجارة كانت مشتعلة فى يده ولم يعد إلى التدخين بعد ذلك حتى رحيله عن هذه الدنيا.
لقد كان الرئيس جمال عبد الناصر يدخن حوالى ستين سيجارة يوميا فى المتوسط وتفاوتت أنواع السجائر التى كان يدخنها من " كرافن أ " “ craven a " ـ عندما كان ضابطا فى الجيش وحتى الأيام الأولى من قيام ثورة يوليو52 إلى“ l m .” ـ خلال الخمسينات ثم "كنت "“ kent “ من نهاية الخمسينات وحتى أطفأ آخر سيجارة يــوم 15سبتمبر سنة 1969.
وقد استدعانا الرئيس جمال عبد الناصر مساء يوم 11سبتمبر1969 إلى غرفة نومه ، وكنا مجتمعين فى مكتبى لبحث بعض المسائل الهامة ، وكان الحضور السادة أنور السادات وشعراوى جمعة وأمين هويدى ومحمد حسنين هيكل وأنا حيث أبلغنا بما قرره الأطباء وطلب الرئيس منا استمرار العمل بنفس الأسلوب وبزيادة لقاءنا اليومى ليكون مرتين بدلا من مرة واحدة وأتفق على أن يذاع خبر بأن الرئيس مصاب بدور أنفلونزا حادة وأنه سيلزم الفراش لبضعة أيام وكما سبق أن ذكرت فى مكان آخر من هذه المذكرات كيف كانت مجموعة العمل اليومى تمارس نشاطها برئاسة السادات ومن خلال اتصال مباشر مع عبد الناصر الذى كان حريصا على عدم تسرب مرضه بالقلب وبخاصة للإسرائيليين والأمريكان نظرا لأبعاده السياسية الخطيرة فى ظل ظروف النكسة .
لم تستغرق الراحة الإجبارية أكثر من يومين . فقد حدث فى اليوم الثالث للإصابة بالأزمة القلبية أن طلب السفير السوفيتى مقابلة عاجلة ليبلغ الرئيس رسالة هامة من القادة السوفيت ـ وكانت هذه الرسالة ردا على طلب كان الرئيس قد بعث به للقادة السوفيت للحصول على معدات وقطع غيار هامة للقوات الجوية والدفاع الجوى المصرى وكان هذا الطلب قد قدم قبل الإصابة وصاحبه توجيه من الرئيس لنا بأن نضغط على السفير وكبير الخبراء السوفيت للإسراع فى الاستجابة لهذه المطالب . وأذكر أنى اقترحت على الرئيس أن يقابلهما ـ السفير وكبير الخبراء ـ نيابة عنه إما لجنة العمل اليومى مجتمعة برئاسة السادات أو أقابلهما مع الفريق فوزى ، ولكنهما أصرا على مقابلة الرئيس شخصيا فى هذا الموضوع بالذات . فقال لى عبد الناصر :






آخر مواضيعي 0 حلمي لأيامي الجايه
0 صفات الله الواحد
0 عيش بروح متفائله ونفس مؤمنه
0 إبتهال قصدت باب الرجا
0 كونى انثي
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:43 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.6.0 (Unregistered) Trans by

شبكة صدفة

↑ Grab this Headline Animator