إباء الشعراء..
...
أبينا الذل واجتزنا الصعابا
فنحن اليوم نأبى أن نهابا
من الطغيان مهما كان فظاً
غليظاً قاطعاً سناً ونابا
فلا نخشى تطاوله علينا
ولو بلغت أياديه السحابا
أبينا الذل واجهنا المنايا
ولا قينا المتاعب والعذابا
وعاصرنا من "الأقزامِ" قوماً
فلم نُدْنِِ بساحتهم جنابا
وما زلنا نرى منهم قبيلاً
يسوقون الأذيةَ والخرابا
يظنون البلاد ومن عليها
لهم حيزت قبولاً واغتصابا
ويبغون الإدارة دون فهمٍ
فساداً وانتقاماً واحتسابا
وفائدةً وسمسرةً ونهباً
وتزويراً فلم يلقوا عقابا
تراهم حاضرين لكل أمرٍ
قبيحٍ بينما صرنا غيابا
نعم غبنا كما قالوا ولكن
عفافاً واتقاءً واجتنابا
لما دأبوا عليه من الدنايا
وزهداً في رؤاهم وارتيابا
عزفنا عن مكاتبهم لأنا
أبينا أن نعيب وأن نعابا
زهدنا أن نطالبهم بحقٍ
وما للحق حظ كي يجابا!!
وما نرجوا من الآساد شيئاً
فكيف بربِّكمْ نرجوا الكلابا؟
لذا غبنا وغيبنا رؤانا
وصرنا نقضي العمر اغترابا
على وطنٍ نقدسهُ ونسعى
لرفعتهِ فألهمنا الصوابا
ووجهنا إلى أمرٍ عظيمٍ
فأورثنا انشغالاً وانكبابا
شغلنا العلم تحضيراً وبحثاً
وتأليفاً وبذلاً واكتسابا
كفى بالعلم والطلاب شغلاً
ومحمدةً وفخرا واحتسابا
وخيرالزاد في الدنيا كتابٌ
وخير الخلق من رام الثوابا
فهذي غربةٌ طابت وطبنا
وطاب العمرُ نأخذه غلابا
لقد نلنا من الد نيا حظوظاً
ولكن لم ننل منها نصابا
صنعاء
2009م