العودة   شبكة صدفة > المنتدى السياحـى > سياحة الدول العربيه

سياحة الدول العربيه السياحة العربية في تونس والمغرب والجزائر ومصر والاردن وليبيا ولبنان وسوريا وعثمان، السياحة في شرم الشيخ، السياحة في المناطق الطبيعية العربية، سياحة الأثار العربية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 04-26-2008, 09:37 PM رقم المشاركة : 331
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: موسوعة متكاملة عن اليمن السعيد

محافظة مأرب
الموقع : تقع إلى الشرق من العاصمة صنعاء بمسافة ( 173 كم ) ، ويحدها من الشمال محافظة الجوف وصحراء الربع الخالي ومن الغرب محافظة صنعاء ، ومن الجنوب محافظتي البيضاء وشبوة ، ومن الشرق محافظة شبوة وصحراء الربع الخالي .
السكان: يبلغ عدد سكان محافظة مــــأرب حسـب نتائـج التعـداد السكاني لـعـام 1994م ( 183.053 ) نسمة .
المناخ : مناخ محافظة مأرب بشكل عام حار صيفاً وبارد شتاءاً أثناء الليل والصباح الباكر في المناطق الداخلية والأطراف الصحراوية .
التقسيم الإداري : تتكون محافظة مأرب من إربعه عشر مديرية إضافة إلى مدينة مأرب ـ المركز الإداري للمحافظة ـ وهي على النحو التالي :-

لقد أثبتت الدراسات والأبحاث الأثرية أن الإنسان قد أستوطن أراضي مأرب منذ عصور غابرة ، فهناك بقايا مواقع العصور الحجرية في شرق مدينة مأرب في صحراء رملة السبعتين ، وهناك المقابر البرجية في منطقة الرويك والثنية والتي يعود تاريخها إلى عصور ما قبل التاريخ ، أما بالنسبة للمواقع التاريخية والتي يعود تاريخها إلى الفترة الممتدة من مطلع الألف الأول قبل الميلاد وحتى فجر الإسلام فهناك الكثير منها يأتي في مقدمتها موقع مدينة مأرب القديمة والسد
وقد شهدت هذه الأراضي قيام واحدة من أعظم الدول اليمنية القديمة هي دولة سبأ التي بـدأت
في الظهور في مطلع الألف الأول قبل الميلاد ، وقد شهدت في القرون الممتدة من القرن التاسع إلى القرن السـابع قبل الميلاد نشاطاً معمارياً واسعاً ، شيدت خلالها المدن والمعابد ، وأعظم منشآتها سد مأرب العظيم الذي وفر للدولة ومنحها صفة الاستقرار .
نشـأت الدولة السبئية نتيجة لاتحـادات قبليـة كانـت تقطن أراضـي صـرواح ومأرب ووادي رغوان …….. وبعض أجزاء من الهضبة ، وقد تزعمت وهيمنت قبيلة سبأ الكبيرة على بقية القبائل الصغيرة بالمقارنة معها ، وضمتها تحت جناحها ، فأعطت للدولة اسمها (سبأ) .
يقول الدكتور يوسف عبد الله عن سبأ في مقالة - بعنوان - ( سد مأرب ) الذي نشره في مجلة الإكليل العدد (1) ، (1985م) : " فسبأ الأرض والقبيلة والدولة هي عمود التاريخ اليمني القديم وتكوينه السياسي الكبير ، وقد ارتبطت بسبأ معظم الرموز التاريخية القديمة لليمن … فسبأ ـ عند النسابة ـ أبو حمير وكهلان ومنهما تسللت أنساب أهل اليمن جميعاً و( بلقيس) وإن اختلف الناس في اسمها وحقيقتها وتفاصيل قصتها ، هي عندهم في جميع الأحوال ملكة سبأ ، وهجرة أهـل اليمن إلى بقاع الجزيرة وخارجها وما نتج عن ذلك من ملاحم قد ارتبطت بشكل أو بآخر بسبأ ، وقيل في الأمثال ( تفرقوا أيدي سبأ ) ، وآخر دولة في اليمن قبل الإسلام عرفـت عند الإخـباريين بدولة حمـير ، ولكـن ملوكها كانـوا يحرصـون على أن يتصـدر ألقابـهم الملكيـة لـقـب سبأ … فكانوا يلقبون بملوك سبأ وذي ريدان ـ وذو ريدان هم حمير ـ ، والبلدة الطيبة التي أشار القرآن الكريم عنها هي في الأصل سبأ ، فتاريخ سبأ في حقيقة الأمر هو تاريخ الحضارة اليمنية في فجرها وازدهارها وأفولها ، وسد مأرب في أرض سبأ هو رمز تلك الحضارة نشأ معها وصاحب أوج نفوذها وواكب فترات ضعفها وقوتها وشهد لحظات انهيارها وانهار على إثرها ؛ بل إن صدى تلك الحضارة ظل يتردد وعلى مسامع الزمن مرتبطاً بسد مأرب إحدى معجزات حضارة الدولة السبئية، والآية الكريمة الدالة على تلك الحضارة قوله تعالى : " لقد كان لسبأ في مسكنهم آية " .
وقد اعتمدت حاضرة دولة سبأ في اقتصادها ـ إلى جانب الزراعة ـ على دخل الضرائب التجارية؛ لأنها كانت تتحكم بطريق التجارة الهام المعروف بطريق اللبان والبخور الذي كان يمتد من ميناء قنا ـ بير علي اليوم ـ على ساحل البحر العربي إلى غزة ـ في فلسطين ـ على ساحل البحر الأبيض المتوسط ، والتي كانت تمر بمدينة شبوة ـ شبوة القديمة ـ عاصمة مملكة حضرموت آنذاك ، ثم مدينة مأرب ومنها شمالاً إلى مدن معين في وادي الجوف ومنها إلى نجران لتصل بعدها إلى شمال
الجزيرة العربية .
وقد اشتهرت سبأ في القرن السابع قبل الميلاد بحاكمها " كرب إل وتر بن ذمر علي " مـكرب سبأ
الذي اشتهر بنقشه المشهور بنقش النصر ، ويقول الدكتور محمد عبد القادر بافقيــه فـي مقالة بعنوان ـ موجز تاريخ اليمن قبل الإسلام ـ المنشورة في كتاب مختارات من النقوش اليمنية القديمة ، تونس ( 1985م ) : " إننا مدينون " لكرب إل وتر بن ذمر علي " الـ : ( م ك ر ب) والملك السبئي بنقش يعد أطول وأهـم النقوش اليمنيـة العـائـدة إلـى عصـر مـا قبل الميلاد ( ربرتوار رقم (3945) ) ، وهو وإن جاء ، من الناحية الزمنية بعد فترة من الازدهار التجاري والحضاري وإقامة السدود والمعابد والقصور في الممالك اليمنية القديمة ليقدم لنا من خلاله حرص الملك الشديد على تعداد حملاته ونتائجها ، فكان أقدم مرجع يعرفنا بالجغرافية السياسية لليمن ، شملت تلك الحملات منطقـة واسعـة خارج الهضبة اليمنية الكبـرى مـن أنـحـاء المعـافـر ـ الحجرية اليوم ـ في الجنوب الغربي قريباً من باب المندب مروراً بدلتا تبن (ت ب ن و !) ودلـتـا أبـين ( ت ف ض ! ) حول عدن فيافع ( د هـ س ! ) ودثينة وسلسلة جبال الكور وأوديتها ، حتى أطراف حضرموت من ناحية ، والجوف فنجران من ناحية أخرى ، ويبدو من النقش أن " كرب إل " الذي يصفه البعض بنابليون اليمن لسعة وتعـدد حـروبـه كان قد استفـزه ( م ر ت و م ) ملك أوسان الذي كان – على ما يظهر – يسيطر على المناطق الجنوبية حتى البحر، بعد أن استحوذ على بعض أراضي جارتيه حضرموت وقتبان اللتين تحالفتا عندئذ مع " كرب إل " ، كما جاء في النقش ولا ننكر هنا أن دولة أوسان التي تكالبت عليها ثلاث قوى هي سبأ وحضرموت وقتبان لم تكن دولة عادية أو حتى تقترب في حجم أراضيها وقوتها مع واحدة من تلك القوى الأمر الذي جعل تلك الثلاث القوى تجتمع عليها لتقضي عليها لنجد بعدها دولة قتبان وقد ظهرت باعتبارها الوريث الشرعي لدولة أوسان.
الكنائس والجدران تابع محرم بلقيس معبد أوام
تقع إلى الشمال الشرقي من مدينة مأرب ، وتبعد عنها نحو (120 كيلومتر ) ، الجدران والكنائس عبارة عن هضبتين تفصل بينهما مسافة بطول (10 كيلومترات ) تغطيها مقابر صخرية ، والمنطقة شهدت فترة ازدهار منذ عصور ما قبل التاريخ ، فالمقابر التي تنتشر على المساحة الفاصلة بين هضبتي الجدران والكنائس والتي تقدر( 10 كيلومترات ) وبأعداد هائلة ، تشير إلى استيطان واسع ، بنيت المقابر بأشكال إسطوانية مغطاة من أعلى بشكل قبة صغيرة من الأحجار غير المهذبة وأعدادها الكبيرة جداً مازالت مثار جدل لدى علماء عصور ما قبل التاريخ ، ولم يصل إلى تعليل واضح لها خاصة بسبب بعدها عن المستوطنات والحواضر القديمة أما مواقع العصور التاريخية ، خاصة العصر السبئي فهضبة الجدران تعتبر من أهم مواقع هذا العصر ، حيث استخرج منها السبئيون الرخام الأبيض والمرمر ، بمعنى أنها تعتبر واحدة من أهم مناجم الرخام ، والذي نقل إلى معابد مملكة سبأ في مأرب وغيرها من مدن الدولة لاستخدامه في أغراض شتى ، منها صناعة التماثيل .
وإلى جانب موقع هضبة الجدران هناك ـ أيضاً ـ عدد من المواقع الآثرية في هضبة الكنائس، فهناك في الجهة الشرقية من الهضبة ثلاثة مواقع عبارة عن تلال مغطاة بالرمال ، وموقعان في سفح الهضبة ، تقع جميع هذه المواقع على خط مستقيم يتجه من الشرق إلى الغرب .
محرم بلقيس معبد أوام
يقع هذا المعبد إلى الجنوب من مدينة مأرب القديمة على الضفة الجنوبية لوادي أذنة وهو بناء كبير وضخم ، تغطي الرمال معظم المنشأة المعمارية وبشكل كثيف .
تشير المصادر النقشية إلى أن تاريخ بناء هذا المعبد يعود على أقل تقدير إلى عهد المكرب السبئي" يدع إل ذرح بن سمه علي " ، وهو الذي حكم في القرن الثامن قبل الميلاد حيث ذكر في أحد نقوشه أنه قام بتسوير المعبد بحائط حجري .
أجرت المؤسسة الأمريكية لدراسة الإنسان تنقيبات جزئية في ساحة مبنى المعبد وجوار السور وفى مقبرة المعبد ، كان ذلك في موسمين من عامي ( 51 - 1952 م ) ، وترأس بعثة التنقيب الأثرية الأمريكي ( ويندل فليبس ) كشفت تلك التنقيبات عن مخطط المعبد ، يتكون المعبد من سور بيضاوي الشكل تقدر أبعاد المنطقة الواقعة داخله بـ ( 100 × 75 متراً ) ، وسمك جـدار السـور ما بين ( 3.90 متراً ) إلى ( 4.30 متراً ) ، ويوجد في الجهة الغربية منه فتحة في بناء السور اتساعها ( 88 سم ) ، وهذه الفتحة بمثابة باب في تلك الجهة بينما المدخل الرئيسي للمعبد في الجهة الشمالية الشرقية ، يتقدمه صف من ثمانية أعمدة حجرية يبلغ ارتفاعها بين ( 4.65 - 5.30 م ) شكلت فيما بينها وبين الجدار ساحة مستطيلة الشكل أبعادها ( 23.97 × 19.15 متراً ) ، ثم يأتي بعد ذلك ساحة أخرى في مبني المعبد يليها ساحة كبيرة مكشوفة تحيط بها أربعة أروقة تقوم أسقفها الحجرية على أعمدة حجرية .
وقد عثرت البعثة أثناء التنقيب على كثير من القطع الأثرية إلى جانب أرشيف كبير من النقوش المكتوبة على الأحجار ، ومن الآثار المكتشفة ـ مثلاً ـ تمثالان من البرونز غير مكتملين ، منهما تمثال لأسد ورأس ثور من البرونز ، شاهد قبر من الرخام ، اثنا عشر ثوراً من الرخام ، جزء من تمثال لحيوان نصفه لنسر ونصفه الآخر لأسد ، تمثالان صغيران من الطين ، تمثال لجمل ، خمسة عشر إناءاً فخارياً ، جزء من حوض من البرونز ، زراير من البرونز ، خنجر منقوش ، جانب من صندوق حجري ، تميمتان ، لؤلؤتان ، بقايا أثنى عشر مسماراً برونزياً .
وتبرهن الشواهد على أن المعبد قد تعرض للسلب والنهب بصورة مستمرة منذ أن هجر ، وقد كانت معظم جـدرانه الداخلية مغطاة بصفائح برونزية ربما كانت عليها كتابات وزخارف متنوعة لم
يبق من أثرها سوى بقايا المسامير التي كانت مثبتة بها في الجدران .
أما بالنسبة للنقوش فقد نشرت كثير من نقوش المعبد التي عثرت عليها البعثة والتي تعتبر أرشيفاً متكاملاً للكثير من الحوادث التاريخية منذ القرن الثامن قبل الميلاد وحتى القرن الثالث الميلادي تقريباً .
وقد عرف من خلال محتويات نقوش المعبد وآثاره أنه كان المعبد الرئيسي للإله ( المقة ) إله الدولة السبئية فهو يحتل مكانة متميزة بين بقية معابد هذا الإله سواءً المشيدة في مأرب وضواحيها أو تلك المشيدة في الهضبة في عمران وشبام ـ كوكبان وصنعاء …. وغيرها ، وتمثلت هــذه المكانة بدور المعبد القومي للإله ( المقة ) ـ الإله الرسمي للدولة السبئية ـ ، وكان رمزاً للسلطة الدينية في سبأ ، فقد كانت الشعوب والقبائل المنطوية تحت اتحاد قبائل مملكة سبأ ملزمة بتقديم القرابين والنذور للإله ( المقة ) سيد معبد ( أوام ) كتعبير عن خضوعها لولاية الدولة السبئية عليها .
وقد كان لهذا المعبد حجاً سنوياً يقام في شهر ( أبهي ) كانت القبائل والعشائر المنطوية تحت الولاية السبئية تحجه كطقس ديني ينم ـ أيضاً ـ عن تمسكها بوحدة قبائل مملكة سبأ ، ويـوجــد نقش في أراضي قبيلة ( سمعي ) التي كانت تمتد من شمال غرب صنعاء إلى أقصى شمالها الشرقي ، وهى قبيلة كانت تـضـم مـجـمـوعـة مـن الشـعـوب مـن بـيـنـهـا ( حاشد ، خولان ، همدان ... وغيرها ) ، وهو النقش الموسوم بـ ( RES . 4176 )، وفيه يأمر الإله ( تألب ريام ) إله قبيلة ( سمعي ) ـ شعوب القبيلة ـ في التوجه لأداء طقس الحج المقدس لإله سبأ ( المقة ) في معبده ( أوام ) في مأرب في شهر ( أبهي ) .
وهناك أيضاً طقس حج آخر هو الحج الفردي ، وهو الذي يتوجه فيه عباد الإله ( المقة ) إلى معبد ( أوام ) لأداء طقس الحج المقدس ، وهو طقس تختلف شعائره ومناسكه الدينية عن طقس الحج الجماعي ، وكان يقام هذا الطقس في شهر ( ذهوبس ) .
" تبرز النقوش النذرية والقرابين الكثيرة المقدمة في معبد ( أوام ) الدور الهام للمعبد باعتباره المكان المقدس الذي يتم فيه تلقي أوامر وتعليمات الإله ، وفيه يقدم الناس قرابينهم ونذورهم للإله ( المقة ) إيفاءاً لنذر سابق أو لغرض الحصول على طلبات تمس مختلف نواحي حياتهم مثل وفـرة
المحصول وكثرة الولد والصحة والعافية والسلامة ، والانتصار على الأعداء " .
ـ المقبرة : تحتل المقبرة الجانب الشرقي لسور المعبد حيث حظيت هذه المقبرة بأهمية خاصة كونها تضم قبوراً لشخصيات غير عادية ، فهناك بعض القبور تضم رفات كُهان كانوا يمارسون مهام الكهانة للإله ( المقة ) في نفس المعبد ، وهناك قبور أخرى تضم رفاة أشخاص ينتمون للأسرة الملكية الحاكمة في مأرب ويظهر ذلك بجلاء من خلال أسمائهم .
والمقبرة عبارة عن حجرتين ـ على الأقل ـ مدفونتين تحت مستوى سطح الأرض عملت في جدرانها دخلات لتوضع فيها الجثث وهي بأشكال صفوف عمودية يحتوي كل صف منها على أربعة مواضع .
والأحجار التي شيدت منها المقبرة نحتت بعناية فائقة مما أعطاها جمالاً رائعاً ؛ ولا غرابة في ذلك فالمقبرة تضم رفاة شخصيات هامة ، ومعظم قبور هذه المقبرة قد تعرضت للنهب والسلب في عصور مختلفة ، ويؤكد ذلك العثور على قطع أثرية في طبقات مختلفة أثناء التنقيب مما يعني أنها حولت من مواضعها الأصلية ، ومن تلك القطع الأثرية الجنائزية عثرت البعثة الأمريكية على قدم لثور صغير من البرونز وأربعة تماثيل لوجوه آدمية من الرخام ، وتمثال لثور من الرخام ودمية طينية صغيرة ، وأواني فخارية ، وخرزة ذهبية قطرها ( 1 سم ) وغيرها من الأثاث الجنائزي .
عرش بلقيس معبد برأن
يقع هذا المعبد إلى الجنوب الغربي من مدينة مأرب القديمة ، ويبعد عنها نحو ( 4 كم ) ، وإلى الشمال الغربي من محرم بلقيس على بعد ( 1 كم ) .
يعتبر هذا المعبد أحد أهم معابد مملكة سبأ التي بنيت للإله ( المقة ) في محافظة مأرب ، وتكمن أهميته في أنه المعبد الوحيد الذي أجريت فيه تنقيبات أثرية منهجية كاملة على أساس علمي ، ويعود تاريخ أقدم المراحل المعمارية فيه إلى عصر المكربين وبداية ( القرن السادس ق . م ) ، وقـد زار هـذا المعبد عدد من الرحالة وعلماء الآثار ، ونقب فيه فريق مشترك من الهيئة العامة
للآثار بصنعاء .
ويطلق على هذا المعبد المبني للإله ( المقة ) في النقوش اليمنية القديمة اسم ( برأن ) ، عثر على هذا الاسم على أحد أعمدة المعبد ، وقد اشتق أصحاب المعجم السبئي كلمة برأن من الجذر الثلاثي ( برأ ) مهموز الآخر بحذف النون ، وهي بمعنى شـاد أو بـنـى أو بـدى وتـدل ـ أيضاً ـ على ( الإبراء ) ، أي التخلص من الذنوب أو الأمراض .
- التخطيط المعماري للمعبد : من خلال تخطيط المعبد الذي يقوم على أساس فكرة الفناء المكشوف الذي تحيط به الأروقة من ثلاث جوانب ووجود الهيكل في صدر الفناء وهو النموذج الذي استقر عليه تخطيط المعابد السبئية .
- وصف المعبـد :عبارة عن بناء مستطيل الشكل في وسطه فناء على طول الجهات الشمالية والجنوبية والغربية للفناء ، تقوم ثلاثة أروقة محمولة على أعمدة مستطيلة الشكل ، وأركان المعبد موجهة حسب الاتجاهات الأجلية ، وتفتح في منتصف الضلع الشمالي بوابة تؤدي إلى الفناء ، ويبلغ عرضها ( 2 متر ) ، وهـي مناظرة لبوابة ثانية تفتح فـي الضلع الجنوبي ويبلـغ عرضها ( 1.85 م ) كما تفتح في منتصف الضلع الشرقي للفناء الهيكل ، وهو على منصة مستطيلة الشكل مرتفعة عن الفناء ، يصعد إليها من الفناء بواسطة سلم له أكتاف ، ويبلغ طولها من الشرق إلى الغرب ( 23.25 م ) ، وعرضها من الشمال إلى الجنوب ( 17.82 م ) ، ويبلغ ارتفاعها عن أرض الفناء ثلاثة أمتار ، وتتقدم المنصة ستة أعمدة من الحجر مستطيلة الشكل ، قطع كل منها من حجر واحد، وتوجد خلف هذه الأعمدة بقايا قواعد أربعة أعمدة موازية للأعمدة الأربعة الوسطى من أعمدة الصف الأمامي الستة ، وخلف هذا البهو يوجد الهيكل ، وهو عبارة عن أرضية مستطيلة الشكل مرصوفة بحجارة مستطيلة ، وعلى أطرافها بقايا أعمدة مستطيلة موزعة حول أرضية الهيكل على شكل أروقة ، وفي مركز الحرم يوجد حجر مستطيل في أربع حفر دائرية عثر فيها على بقايا برونزية ويرجح أنها كانت تستخدم كقاعدة لتمثال حيواني ربما يكون رمزاً للإله .
ومن الركن الجنوبي الغربي من الجهة الخارجية للفناء يوجد بناء مستطيل على شكل برج مبنٍ من الحجارة داخله مملوء بمربعات اللبن المدكوك ، ومن هذا الركن وعلى طول الجدار الغربي للفناء يمتد سور مبنٍ من اللبن يبلغ عرضه ( 3 م ) ، ويلتف من الركن الشمالي الغربي وعلى طول الضلع الشمالي حتى جدار الهيكل تاركاً مساحة بينه وبين جدار فناء المعبد على طول امتداده ،وأقيمت على طول امتداد السور الغربي من اللبن أربعة أبراج مبنية في الحجارة المشذبة ، يقع الأول في الركن الجنوبي الغربي من السور ، والثاني في منتصف الضلع الغربي ، والثالث في الركن الشمالي الغربي ، والرابع في منتصف الضلع الشمالي ، ويتم النزول إلى الفناء من قمة السور المبني من اللبن بواسطة سلم مبنٍ من الحجارة في الركن الشمالي والغربي في المساحة الموجودة بين جدار السور اللبن وجدار الفناء ، ويتم الدخول إلى الفناء بواسطة إحدى البوابات الثلاث السابقة الذكر .
البئر القديمة تابع محرم بلقيس (معبد أوام )
تقع إلى الغرب من مدينة مأرب القديمة ، على بعد نحو ( 6 كيلومترات ) على الخط الإسفلتي المؤدية إلى السد الجديد ( وادي أذنة ) ، على بعد ( 100 م ) يميناً منها ، وتعتبر طريقة بناء هذه البئر من أهم نماذج الآبار السبئية القديمة التي لازالت قائمة بكل محتوياتها
ظفرت جوانب هذه البئر بالأحجار المهندمة وهي بشكل مربع تتكون كل واجهة من واجهاتها الأربعة من حجرة واحدة مستطيلة الشكل أبعادها ( 1.5 × 0.35 م ) فقط ترتبط بشكل يشبه التعشيق بالجهتين الأخرويتين ويصل عمق البئر إلى ( 35 متراً ) ، ويرتفع بناؤها عن مستوى سطح الأرض الزراعية المجاورة قرابة ( 1.5 م ) على تلة ترابية .
د - جبل البلق الجنوبي :-
لقد كان العلماء ولفترة طويلة يعتقدون أن النقوش التي وجدت مؤخراً في جبل البلق الجنوبي هي من ( صرواح ـ أرحب ) ، حيث حصل السيد (Glaser . E ) على صور لها مضغوطة على أوراق استنمباج ، قام بعملها بعض السكان الذين علمهم طريقة الحصول على صور مضغوطة على أوراق
استنمباج ، وسبب إعادتها إلى ( صرواح ـ أرحب ) هو ورود اسم لقبيلة قديمة كانت تعيش فيها .
ولكن في عقد السبعينات استطاع المستشرق الفرنسي ( كرستيان روبن ـ Robin . C ) العثور عليها في جبل البلق الجنوبي .
بدأ أول نشر لنقوش جبل البلق فـي سنة ( 1965 م ) ، وأول من نشرها كان المستشرق الروسي ( إبراهام لوندين ـ Lundin . A.G ) .
ـ تاريخ نقوش جبل البلق الجنوبي : تقدم نقوش جبل البلق الجنوبي معلومات قيمة عن بداية نشوء الكيان السياسي للدولة السبئية ، إذ تعود أقدمها إلى نهاية الألف الثاني قبل الميلاد ومطلع الألف الأول قبل الميلاد ، وتغطي تواريخها قرابة سبعة قرون ، كتبت جميعها على صخرة مسطحة في سفح الجبل .
ـ موضوع النقوش : سجل هذه النقوش مجموعة من الكهنة الذين كانوا يمارسون مهام الكهانة للإله ( عثتر ) ، وقد سجلوها بمناسبة انتهاء فترة كهانته التي كانت تمتد لمدة سبع سنوات كانوا يمارسون خلال هذه المدة عدة مهام إلى جانب دورهم الديني في المعبد ، حيث كانوا يشرفون على ري الأراضي بنظام توزيع دقيق للمياه ، كما يشرفون على توزيع الأراضي وملكياتها ، وهذه المهام جعلت عامة الناس يهتمون بهم حيث كان يؤرخ الملوك والعامة أحداثهم بأسماء هولاء الكهان ، والتي تستمر كما ذكرنا سابقاً مهام الكاهن لمدة سبع سنوات يتوارثونها بشكل متتالي ، فيؤرخ عامة الناس بالسنة الأولى والثانية …… وهكذا حتى السابعة من كهانة الكاهن الفلاني ، ولا يؤرخون بأسماء ملوك المملكة السبئية لأنهم لا يستمرون في مناصبهم مدة زمنية محددة كما هو الحال عند الكهان ومهام الكهان الدينية والإدارية مكنتهم من المشاركة السياسية ، في صنع القرار السياسي إلى جانب ملك الدولة ، ويلاحظ أن بعض الكهان سجلوا في نقوشهم أنهم كانوا يمثلون نواباً للملك في المناطق التي كانت تقع تحت سلطتهم .
واختيار الكاهن لم يكن عشوائياً أو بطريقة الانتخاب ولكن وفق نظام صارم ، حيث لابـد أن يكون منتمياً قبلياً إلى ثلاث عشائر كانت هي الوحيدة التي تقدم الكُهان للإله ( عثتر ) ، ثم لا بد من أن يكون ابناً بكراً ، ولا بد أن يختار له اسماً كهنوتياً من بين مجموعة أسماء محددة ، وأن تتم تربيته تربية كهنوتية خاصة ، وبذلك يصبح معداً ومرشحاً لمنصب الكهانة .
ـ أهمية نقوش جبل البلق الجنوبي : تتجلى أهميـة هـذه النقوش من أنها تغـطـي فترة ( سبعة قرون ) تبدأ من ( القرن الحادي عشر قبل الميلاد ) ، ويمكن من خلالها معرفة نظام الحكم في الدولة السبئية منذ نشأتها وحتى ( القرن السابع ) حيث كان يعتمد النظام على الحاكم الذي كان يحمل لقب مكرب وإلى جانبه الكاهن الذي كان يقوم بمجمل النشاطات الإدارية في الجهاز الإداري للدولة ، هذا من جانب ، ومن الجانب الآخر فهذه النقوش تقدم نموذجاً للحياة الاجتماعية والدينية والاقتصادية ، التي كانت تعيشها دولة سبأ خلال تلك الفترة .
أهم المعابد والمواقع الاثرية
أهمية الموقـع : يمثل الموقع جواً طقوسياً شفافاً حيث تقع أسفل الصخرة التي كتبت عليها النقوش مقابر برجية كثيرة جداً تشابه تلك التي عُثر عليها في الثنية شرق مأرب ، وإلى جانب هذه المقابر هناك معبداً جنائزي مازالت جدرانه ترتفع قرابة متر ونصف .
أما المقابر فهي مقابر برجية مغطاة بسقف بشكل قبة كان يدفن فيها المتوفى بهيئة قرفصاء وإلى جواره الأثاث الجنائزي .
ومن أهم المواقع الأثرية المواقع التالية :
1 - معبد ودم ( ذو مسمعم ) : يقع في السفح الغربي لجبل البلق الشمالي في سهل ( رحب ) سمسرة والسمسرة كانت محطة للقوافل التجارية عند سفح سلسلة جبال ( البلق ) ، ويتم الوصول إليه من خلال طريق مأرب صرواح .
2- الإله ود ( ودم ) :- عُبد هذا الإله القديم في معظم الأراضي اليمنية القديمة ، ويرجح الدكتور محمد عبد القادر بافقيه ، أنه ربما المعبود الرسمي الأوساني ، حيث كان ملوك أوسان يعتبرون أولاد الإله ( ودم ) ، ثم ظهرت عبادته بعد ذلك في مناطق مختلفة من الأراضي اليمنية القديمة حيث أصبح يعرف من النقوش المعينية أنه الإله الرسمي لمملكة معين في الجوف ، ومعبود قبيلة مأذن التي كانت تستوطن حوض صنعاء .
3- معبد ( مسمعم ) : اكتشـف هــذا المعـبـد المستشرق الألماني ( يورجن شميت ) في
سنة ( 1979 م ) وهو معبد أقيم على ربوة صخرية تعلو الوادي الذي يقع إلى الغرب من جبل البلق الشمالي ، يفصل بينها وبين جبل البلق القبلي سهول بركانية مترامية الأطراف ، تشرف واجهة هذا المعبد على السهول البركانية مما جعله يبدو كأنه أقيم للسيطرة على ما حوله من أراضي خالية من العمران .
شيد هذا المعبد بشكل مستطيل ومازالت جدرانه الخارجية قائمة ، لم يتهدم منها سوى جزء بسيط من الأعلى ، وأجزاء من أطرافها عند الأركان ، أقيمت جدران المعبد على أساسات من أحجار مربعة كبيرة شيدت عليها الجـدران بأحجار مستطيلـة مهندمـة وهي من النـوع المعروف بـ ( البازلت ) ، بينما استخدم المعمار في الأركان الأربعة أحجاراً من الجرانيت تم نزعها من قبل الأيادي العابثة مؤخراً .
يقع مدخل المعبد في الجدار الجنوبي الغربي ، يرتكز على ستة أعمدة حجرية ، وينقسم مبنى المعبد من الداخل إلى فنـاء مستطيل تحيط بــه أربعة أروقة يستند سقفها على ( 28 عمـوداً ) ، ماعدا سقف الرواق الشمالي الشرقي الذي يستند على جدار يشرف على الفناء ، يتكون الرواق الشمالي الشرقي والذي يمثل قدس الأقداس بالنسبة للمبنى من ثلاث غرف بشكل مستقيم ، يتم الوصول إليها عبر ثلاثة أبواب منفصلة من الفناء .
- مقبرة المعبد : تقع مقبرة المعبد إلى الجنوب الغربي منه ، وتبعد عنه نحو ( 35 متراً ) وهي عبارة عن مقابر إسطوانية مبنية بأحجار بازلتية ، وهي بأعداد كثيرة .
ـ تاريخ بناء المعبد : لقد استنتج الآثاري الألماني ( يورجن شميت ) أن تاريخ بناء هذا المعبد يعود إلى ما قبل القرن الثامن قبل الميلاد ، حيث استنتج أن أسلوب ونمط بناء هذا المعبد يعد أقدم بكثير من أسلوب ونمط أسلوب بناء المعبد ( معربم ) في المساجد جنوب مأرب والذي يعود تاريخه إلى القرن الثامن قبل الميلاد ، ولكن المادة النقشية لاتساعد على التحقق من التاريخ الحقيقي لبــناء معبد ( مسمعم ) .
ـ نقوش المعبد :- يتحدث النقش الموسوم بـ (Schm / Sam1 ) ، عن بناء المعبد وأن الـذي بناه كان شخصاً يمارس مهام الكهانـة للإلـه الرسمي السبئي ( المقة ) فـي معـبـد ( ن ب س م ) الذي يحتمل أنه يقع في الأراضي فيما بين مأرب وصرواح .
ويبدو أن هذا الكاهن قد قام ببناء هذا المعبد بإيعاز من المكرب " يثع أمر/ بين / بن / سمه علي " مكرب سبأ الذي حكم في القرن الثامن قبل الميلاد ( 715 ق . م ) .
ويوجد إلى جانب هذا النقش ثلاثة نقوش أخرى تذكر تقديم قرابين للإله ( ود ) ، أهمها النقش الموسوم بـ (Schm / Sam2 ) الذي سجله أحد ملوك معين هو " وقه إل / صدق / بن اليفع " الذي حكم في سنة ( 360 ق . م ) ويثير هذا النقش عدة تساؤلات ، منها لماذا توجه هذا الملك المعيني إلى قلب الأراضي السبئية ليقدم تقدمة للإله ( ود ) على الرغم من وجود معابد له في أراضي مملكته .
هـ - مستوطنة صوانا :-تقع إلى الجنوب من مدينة مأرب على بعد نحو ( 6 كيلومترات ) ، يحدها من الشمال جبل حمة حمد بن حزام ، ومن الجنوب جبل البلق الشرقي ، ومن الغرب جبل البلق الأوسط ، ومن الشرق رمال خل الحزمة ووادي النكهة الأسفل .
تبدو خرائب هذا الموقع في أشكال اكمات تتفاوت في أحجامها وارتفاعاتها تشكل في مجموعها موقعاً مستطيل الشكل أبعاده التقريبية ( 300 × 200 متر ) وتمتد كذلك مجموعة من الخرائب على سفوح جبلي البلق الشرقي والبلق الأوسط ، وقد كانت مباني هذه المستوطنة مشيدة بأحجار مختلفة ، ويلفت النظر في القسم الجنوبي من المستوطنة وجود أحجار كبيرة متناثرة على الأرض تتضمن بعضها نقوشاً بالخط المسند ، وهناك ـ أيضاً ـ كميات كبيرة من أحجار المرمر ـ البلق ـ مما يؤكد أن خرائب هذا الموقع هي خرائب لمعبد بالدرجة الأولى
ويؤكد هـذا الافتراض ما ادعته العالمة الألمانية السيدة ( Hofner . M ) ، بأنه يوجــد في هذا الموقع معبد هام للإله ( هـ و ب س ) كان يسمى معبد ( م ر ح ب م ) ، ولابد أن هذا المعبد كان يضاهي كثيراً معبد ( أوام ) محرم بلقيس معبد الإله ( المقة ) ، حيث كان هذا المعبد مخصصـــاً لمملكة ( أربعن ) التي تمثل القبيلة الثالثة إلى جانب قبيلة سبأ وقبيلة فيشان ، وهي القبائل الثلاث اللاتي شكلن باتحادهن دولة سبأ في مطلع الألف الأول قبل الميلاد ، ويمثل اتحادهن الديني بأن أصبح إله كل قبيلة يتخذ موضعاً معيناً في صيغ التوسل التي ترد في خواتيم النقوش ، حيث كان الإله ( عثتر ) هو الإله الخاص بقبيلة سبأ ، والإله ( المقة ) هـو إلـه قبيلة فيشان ، وأخيراً الإله ( هوبس ) إله قبيلة أربعن ، التي كانت تمثل قبل القرن السابع قبل الميلاد مملكة مستقلة لها ملكها الخاص ، فقد ذكرت النقوش القديمة أكثر من مرة عبارة ( م ل ك / أ ر ب ع ن ) ، وربمـا أن معبده ( م ر ح ب م ) هذا الذي كان قائماً هنا في صوانا هو المعبد الرئيسي للإله ( هوبس ) .






آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس
قديم 04-26-2008, 09:39 PM رقم المشاركة : 332
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: موسوعة متكاملة عن اليمن السعيد

وادي رغوان
يقع وادي رغوان إلى الشمال الغربي من مدينة مأرب ، ويبعد عنها قرابة ( 50 كيلومتراً ) ، وهذا الوادي أحد الوديان الشرقية للهضبة ، ويوازي وادي أذنة الذي يقع في جنوبه وإن كان أصغر منه كثيراً ، ونتيجة لخصوبة أراضيه فقد قامت فيه حضارة راقية عاصرت الحضارة التي قامت في وادي أذنة ، وكان هذا الوادي بمدينة تتبع سياسياً وإدارياً الدولة السبئية ، ولأهميته فقد شهد نشاطاً وازدهاراً كبيراً في فترة مكاربة سبأ الذين أولوه عنايتهم حيث سوروا مدنه وحصنوها لأنها كانت قريبة من مدن معين .
ولأجل الاستقرار في هذا الوادي فقد أقيم سدٌُ فيه لخزن وحجز المياه لاستخدامها في الأغراض الزراعية إلى جانب حماية مدن الوادي من فيضانات الوادي في المواسم الغزيرة الأمطار ، حيث لا تبعد مدينة الأساحل عنه سوى ( 1.5 كيلومتر ) .
أقيم السد في منطقة تشكل طبوغرافيتها حوضاً واسعاً إلى جهة الشمال حيث شكله تقعر الهضبة في نهاية السهل الممتد مـن جـبـل حلحلان ، كان طـول الجـدار الحـاجـز ( جسم السد ) يصل إلى ( 400 متر ) ، يمتد مـن الشمال إلى الجنوب و يصل سمك أساسه إلى ( 40 متراً ) وسـمـك أعـلى جزء منه ( 12 متراً ) تقريباً ، وتمتد منه قناة مازالت جدرانها قائـمة بارتفاع ( 3 مترات ) تقريباً ، ويصل طولها إلى ( 15 متراً ) ، وإلى جانب هذا السد الذي يعتبر واحداً من معالم وادي رغوان هناك أيضاً مدن الوادي ، وهي كالآتي :
- مدينة عررتم ( الأساحل اليوم ) .
- مدينة كتلم (خربة سعود اليوم ) .
- مدينة الدريب .
1- الأساحل (عررتم) :
تـقع هذه المدينة إلى الشمال الغربي من مدينة مأرب ، وتبعد عنها نحو ( 50 كيلومتراً ) ، وتبعد ( 2.5 كيلومتر ) جنوب شرق خربة سعود ، يعود أقدم ذكر لهذه المدينة إلى حدود القرن الثامن قبل الميلاد ، حيث تذكر النقوش أن المكرب " يثع أمر / بين / بن / سمه علي " مكرب سبأ ، حصن مدينة عررتم ، وجهز سورها بعدد من الأبراج الدفاعية ، حمل كل برج منها اسماً خاصاً كالآتي
: ( ش ب م ، ى ث ع ن ، ح ر ب ، د و ن م ، م ر ح ب م ) ، وفي القرن السابع قبل الميلاد تذكر النقوش أن المكرب " كرب إل / وتر / بن / ذمر علي " مكرب سبأ أنه شيد جزءاً إضافياً إلى سور المدينة حمل اسم ( ز ي م ن ) .
تحيط بالمدينة بقعة زراعية شاسعة كانت تمثل الأراضي الزراعية القديمة للمدينة ، وتدل بقايا الترسبات الطمثية على مدى الخصوبة الزراعية لهذه الأراضي قديماً ، مما جعل الباحثين يعتقدون أن هذه المدينة كانت مدينة زراعية في وظيفتها ، وذلك لقربها من سفوح الجبال حيث تشرف على مناطق مروية شاسعة بينما كانت معاصرتها مدينة ( كتلم ) - خربة سعود - الواقعة على الحـدود السبئيـة بالقـرب مـن الصحراء وتسيطر على طرق القوافل التجارية ، وتبلغ مساحة هذه المدينة ( 3.1 هكتار ) يحيط بها سور مبني بالحجارة أبعاده ( 250 × 170 متراً ) ، وهي بشكل مستطيل يتجه بزواياه إلى الجهات الأربع ، يتألف السور من جدارين من الحجر ملئ الفراغ بينهما بالأحجار والنبش ، والأحجار قطعت بشكل خشن بدون تهذيب ووضعت في هيئة صفوف متوازية ، أقصى ارتفاع بقى من السور حوالي ( ستة أمتار ) ، أما سُمك السور فبلغ مترين ، ويبدو أن هذا السور في الناحية الجنوبية الشرقية والجنوبية الغربية أكثر استقامة من الناحية الشمالية الشرقية والشمالية الغربية التي بنيت بشكل تراجعات متتالية ، وهي الآن أكثر انهياراً ، ودعم السور بدعامات مستطيلة الشكل في جانبه المستقيم ، وقد تعرض السور لتجاوزات حديثاً حيث بني في الركن الجنوبي والركن الشرقي منزلان حديثان وتنتشر داخل السور بقايا المباني السكنية بعضها ترتفع فوق الركام حوالي ( مترين ) ، وربما أن السور كان يمثل الجدار الخلفي للمباني ، فهناك بقايا مبنى تظهر جدرانه عمودية على جدار السور الجنوبي الشرقي ، كما تظهر بعض الجدران العمودية على جدار السور الشمالي الغربي ، وفتح في السور بابان أحدهما في السور الشمالي الغربي والآخر في الجنوبي الغربي ، وهما عبارة عن فتحات بسيطة بين بروزين في السور لا يتعـدى عرضهما ( 3.5 متر ) مع جدران داخلية محيطة بطول ستة أمتار تقريباً ، ويذكر المستشرق الألماني السيد (Wissmann . H.V ) وجود بوابة ثالثة في الشمال مقابلة للبوابة الجنوبية الغربية ، وكان يربط بينهما شارع غير أنه يصعب التأكد من ذلك نظراً لوجود لبناء حديث في نفس المكان ، وتتميز مدينة ـ عررتم ـ الأساحل عن مدينة ( كتلم ) ـ خربة سعود ـ بكونها تضم في بعض أجزائها بقايـا منشآت شيدت باللبن المحروق إلى جانب أن سطح الموقع مغطى بشكل كثيف بشقف الفخار .
2- خربة سعود ( كتلم ):-
تقع إلى الشمال الغربي من مدينة مأرب ، وتبعد عنها نحو ( 48 كيلومتراً ) بـــدأ ظهور اسم مدينـة ( كتلم ) في فترة مكاربـة سبأ كواحدة من مدن الدولة السبئيـة ، فـقـد شـيـد المكرب " يثع أمر / وتر / بن / سمه علي " مكرب سبأ في القرن الثامن قبل الميلاد برجين دفاعيين على سور المدينة حمل كل منهما اسماً خاصاً ( ر ح ب ) ، و ( م و ر ت ) كما جاء في النقوش .
وفي القرن السابع قبل الميلاد تذكر النقوش أن المكرب " كرب إل / وتر / بن /ذمر علي " مكرب سبأ قام بتشيد سور منيع للمدينة تحفه عدد من الأبراج الدفاعية حمل كل برج اسماً خاصاً كالآتي (هـ ي ل / ح ل ح ل ن ، ي ل ط ، م ل ك ن ، ش ع ب ن ، م د و ) .
هذا وتشير الكثير من النقوش أن هذه المدينة كان لها حاكماً خاصاً خاضع للدولـة السبئية ، وقد قام ببناء معبد للإلهة ( ذ ت / ح م ي م ) في المدينة وخرائبه اليوم تقع بالقرب من الباب الجنوبي الغربي ، ويعود تاريخه إلى نهاية فترة مكاربة سبأ ، كان ازدهار هذه المدينة عائداً إلى كونها تشرف على الطريق التجاري الذي يربط بين مـأرب ومدن معين ، تقدر مساحـة هذه المدينة بـ ( 2.3 هكتار ) ، وشكلها مستطيل يتجـه بزوايـاه نحـو الجهات الأربع محـاطـة بسور أبعـاده ( 200×170 متراً ) بني السور من جدارين من الحجر قطعت بشكل خشن غير مهندم وضعت بشكل صفوف أفقـيـة تسندها أحجـار صغيرة وربـط بينهما بالطين ، بلـغ قياس بعض الأحجار ( 1.30 × 0.60 م ) ، وملئ المعمار ما بين الجدارين بالأحجار الصغيرة والطين ، ودعم السور بدعامات مستطيلة الشكل للتقوية أعطت للسور شكل الدخلات والخرجات ، بلغ سُمك السور عند هذه الدعامات ( 4 مترات ) بينما بلغ سُمكه ( 3 مترات ) في الأجزاء الداخلية ، وبلغ ارتفاع ما تبقى من السور حوالي ( 5,5 متراً ) كحد أقصى بينما بلغ الارتفاع في بعض الأماكن فوق التلال الرملية حوالي مترين .
وفي منتصف الجانب الشمالي الغربي للجـدار الداخلي للسور توجـد أربـع دخلات بعرض حوالي ( 0.70 م ) بنيت داخلها سلالم تؤدي إلى فوق السور ( سطحه ) .
فتح في السور بـابـان متقابلان في الشمال الشرقي والآخر في الجنوب الغربي ، وهما عبارة عن فتحات بسيطة بين ( بروزين ) ، وبفتح الباب الشمالي الشرقي على ممر بطول ( 8 مترات ) تقريباً يحيط به جدار سُمكه متر واحد بينما الباب الجنوب الغربي كان مجهزاً ببناء يتقدم البوابة ، ويسير موازياً للسور في اتجاه الجنوب ، وهو الآن يختفي تحت التلال الرملية ، ويظهر منه أجزاء قليلة يصعب تحديد ماهيته واحتمال أن يكون سوراً واقياً يتقدم البوابة ، وتـضـم المدينة مـعبداً للإلهة ( ذات حميم ) ، ويـقـع بالقـرب مـن الباب الجنوبي الغـربي عثر فـيـه المستشرق الفرنسي ( كرستيان روبان ـ Robin ) على كثيرٍ من النقوش ، أهمها النقش الذي يذكر بناء هذا المعبد ، فقد بناه أحد الحكام المحليين في حدود القرن السادس قبل الميلاد ، وتدل عملية بنائه من قبل حاكم المدينة على مدى الثراء الذي وصلته المدينة التي كانت تشرف على الطريق التجارية .
أما بقية المنشآت الأخرى في المدينة فقد دمرت تماماً ، وتظهر خرائبها بهيئة تلال رملية صغيرة ، واجمل ما تبقى في المدينة عموماً هو سورها فقط .
3- مدينة الدريب :-
تقع إلى الشمال الغربي من مدينة مأرب ، وتبعد عنها نحو ( 58 كيلومتراً ) ، تعتبر هذه المدينة هي المدينة الثالثة والمعاصرة لمدينتي الوادي ( كتلم ، وعررتم ) ، ويعود تاريخها إلى نفس فترة الازدهار الحضاري للوادي والذي بدأ في فترة مكاربة سبأ ( القرنين الثامن والسابع قبل الميلاد ولكن لقلة النقوش التي تتحدث عموماً عن وادي رغوان وعن مدينة الدريب بالذات جعل من الصعب التكهن بأهميته ومعالم هذه المدينة ، وتقع المدينة القديمة على تلة أثرية ترتفع عن مستوى سطح السهل نحو ( 10 مترات ) ، تغطي الرمال معظم جوانبها وشكلها يميل إلى الشكل الدائري يصل قطر محيطه إلى ( 80 متراً ) تقريباً ، ويوجد في وسط المدينة بئر قديمة يصل عـمـقـها إلى ( 30 متراً ) جفت مياهها .
ومعالم المدينة القديمة انطمست تماماً وشيدت على موقعها قرية مؤخراً استخدمت الأحجار القديمة في بناء بعض مبانيها ، وبقية مبانيها شيدت باللبن ، وهي قرية مهجورة اليوم ، بسبب مغادرة قاطنيها لها قبل ثلاثين عاماً تقريباً ، وبسبب ذلك تشققت مبانيها جميعاً وغدت أطلالاً .
مدينة براقش ( ى ث ل )
تقع هذه المدينة إلى الشمال الغربي من مدينة مأرب ، وتبعـد عنها نحو ( 110 كيلومتـرات) على وادي الخارد وعلى مقربة من جبل يام ، وعلى بعد حوالي ( 20 كيلومتر ) إلى الجنوب الغربي من مدينة قرناو ـ معين ـ .
تعتبر مدينة براقش ( يثل ) ، هي المدينة الثانية بعد العاصمة معين ( م ع ن م ) بالنسبة للدولة المعينية ، ويرجح أن نشأة هذه المدينة واختطاطها كأدنى حد إلى القرن السابع قبل الميلاد ، وتذكر في النقوش المعينية دائماً إلى جانب مدينة معين خاصة في ألقاب ملوك مملكة معين الذين دائماً ما يحملون لقب " ملك معين ويثل " ، وهذا يعطينا انطباعاً أن مملكة معين كانت تضم أراضي مدينة معين وأراضي مدينة يثل وما بينهما ، بينما تعتبر بقية مدن الجوف ممالك صغيرة ، حيث تذكر مثلاً نقوش مدينة هرم ـ خربة همدان ـ على حاكمها ( ملك / هرم ) ، وهكذا ظلت منذ اختطاطها مدينة معينية محضة ، امتازت بكثرة معابدها ، وأشهر معالم المدينة اليوم سورها البديع ، وقد استوطنت هذه المدينة بعد أن هجرت في مطلع القرن الأول الميلادي تقريباً إن لم تكن قـد هجرت عقب حملة ( إليوس جاليوس ) على مدن الجوف في سنة ( 24 ق . م ) هذا القائد الروماني الذي دمر مدن الجوف، وهو في طريقه إلى عاصمة سبأ ـ مأرب ـ ، والذي عاد خائباً من أمام أسوار مدينة مأرب .
حيث سكنت في العهد الإسلامي وشكلت قلعة حصينة للإمام المنصور بالله عبدالله بن حمزة في سنة ( 594 هـ ) ، وقد احترقـت المدينـة فـي هـذه الفترة ، ومعظم البنايات التي على سطح المدينة ـ والمبنية باللبن ـ تعود للعصر الإسلامي ، وتكمن أهمية المدينة ـ أيضاً ـ في المنطقة الشاسعة المزروعة والتي تسقيها الوديان الواقعة إلى الجنوب منها .
وتعتبر مدينة يُثل الموقع الوحيد المحتفظ بسوره الذي لم يتعرض للسلب والنهب حيث بقي شاخصاً ويعتبر الشاهد الرئيسي على وجود المدينة المعينية التي توارت أجزاء كبيرة منها تحت التراب والتي لا تظهر منها إلا أجزاء قليلة ربما تمثل معابدها .
وقد بدأت في نهاية عقد الثمانينات من القرن العشرين بعثـة أثرية إيطالية بالتنقيب في أحـد معابدها ، وهو معبد الإلهة ـ ذات حميم ـ والذي يقع في جزء المدينة الجنوبي الملاصق للسور إلا أن العمل توقـف ولم يستأنف إلى يومنا ، اتـخـذ شكل سور المدينة الشكل البيضاوي محيطه حوالي ( 700 متر ) ، حيث يبلغ طول وتر القوس الجنوب حوالي ( 220.60 م ) بينما يتجه القوس نحو الشمال بطول (479.20 م ) ودعم السور بعدد من الأبراج بلغ عددها حوالي (57 برجاً ) للتقوية والدفاع ، فبدأ السور وكأنه سلسلة من الدخلات والخرجات المتباينة المسافات إذ يتراوح عرض الأبـراج بين ( 5 -6 مترات ) أكثرها بعرض ( 6 مترات ) ، وقليلاً منها بلغ عرضها ( 8 مترات ) ، وهي التي تقع في الركن الجنوبي الشرقي والبرج الغربي المحيط بالبوابة الغربية ، أما الدخلات فتتراوح أطوالها بين ( 5 - 8 مترات ) وبعضها في القطاع الجنوبي بطول ( 10 مترات ) و ( 12 متراً ) والوحيدة التي تبلغ ( 18 متراً ) تقع في القطاع الغربي .
شيد السور من الأحجار الجرانيتية الذي لم يبق منه إلا الواجهة الخارجية ، أما الجزء الداخلي من السور فمطمور تحت التراب ، حيث تذكر النقوش أن السور كان ذا جـدارين مبنياً بالحجارة والخشب ، والجزء الوحيد الذي بقى بكامل ارتفاعه من السور هو البرج رقم ( 11 ) في القطاع الجنوبي والذي يبلغ ارتفاعه حوالي ( 15 مترات ) ، ويبدو أن السور كان مساوياً لارتفاع الأبراج إذ بقى بجانب البرج من الناحية الشرقية بقايا من السور الأصلي بارتفاع قريب منه ، وقد رمم السور حتى آخر استيطان تم استيطانه في العصر الإسلامي ، والذي استخدمت فيه نفس الأحجار ولكن إلى ارتفاع قد يصل إلى ( 5 متراً ) في بعض الأماكن ، ومن فوقه الترميم الذي حصل في العصر الإسلامي ، والذي استخدمت فيه نفس الأحجار ولكن طريقة البناء اختلفت ، كما أن بعض النقوش وضعت في غير أماكنها أو وضعت مقلوبة ، ويبدو أن هذا المخطط يتبع المخطط القديم للسور بأمـانة حتى ولو لم يظهر الجزء الأصلي للبناء الذي يكون متوارياً تحت التراب في القطاع
الشمالي .
شيد السور من الأحجار المهندمـة عـلـى أسـاسـات مـن الحـجـارة الضخمة غير المهندمة ـ كما يظهر ذلك في الركن الشرقي ـ ، التي يصل أطوال بعضها إلى ( 3.20 × 0.65 متر ) ، وتبرز عن السور بحوالي ( 8 سم ) من القاعدة ويتراجع البناء كلما ارتفع حيث ينخسف إلى الداخل بمعدل ( 5 سم ) تقريباً ، وارتفاع هذا الأساس حوالي ( 3 متر ) وقد بني بطريقة صف الحجارة صفاً أفقياً فوقها صف عمودياً ، وهكذا يؤدي إلى زيادة تماسك البناء ، وفوق هذا الأساس يرتفع بدن السور الذي يعد أكثر انتظاماً وتماسكاً في بنائه وكأنه كتله واحدة ، وذلك ناتج عن صقل الحجر بدقة وجعله املساً في جوانبها التي تلتصق بالحجارة الأخرى بحيث تنطبق الأحجار مع بعضها البعض عـن طـريـق تفريـغ الهواء دون استخـدام أي مادة رابطة بينها ، وقـد وصف ( حبشوش ) بقايا البنايات التي شاهدها وسط براقش والتي تشبه طريقة بنائها بناء السور فيقول : " فرأيت البيوت القديمة المهيلة في بنايتها الذي لا أقدر أصف تفخيمها وكبر أحجارها وصنعتها وعمارتها الذي كأنها حجرة واحدة ملحومة من مطابقتها على بعضها بعض والشعرة ما تدخل بيناتهم .. والجص والقضاض لا له وجيدة في البناية " ، أما في أماكن التقاء الأبراج من بدن السور فكان البناء يتم بأحجار ضخمة لا يقل طولها عن متر واحد وبارتفاع (0.5 متر ) ، وتكون بشكل متعاشق بحيث يبرز من قمة الأحجار التي في بدن السور بروز يدخل في حفر بنفس حجم البروز تكون موجودة في الأحجار العمودية على السور والتي تشكل الجدار البارز من البرج ، كما يظهر ذلك واضحاً في الشمال الشرقي من السور .
أما التركيب الداخلي للأبراج فلا يعرف تخطيطه ، فالبرج الوحيد الذي بقى بكامل ارتفاعه مطموراً بالتراب إلى نصف ارتفاعه ، والمتبقي منه يتمثل في الجدران الخارجية والتي نتبين منها أن للبرج فتحات للمراقبة ومزاغل لرمي السهام توزعت في صفين الصف الأول يقع في قمة البرج ، ويحتوي على أربع فتحات للمزاغل في الواجهة الجنوبية ، وفي الجهة الغربية على فتحتين ، أما الشرقية فقد تهدمت القمة ، وربما كانت مثل الجهة الغربية ، أما الصف الثاني فيقع أسفل الأول بحوالي مترين وعليه نفس فتحات المزاغل في الجنوب والغرب أما الجهة الشرقية فلم يبق منها غير فتحة واحدة ، وتبرز الصفوف الأخيرة من بناء البرج يتدرج عن بدن السور بسنتمترات قليلة لتشكل القمة النهائية للبناء وربما كانت تتكون من أربعة صفوف غير أن ما بقي منها هو ثلاثة صفوف ، أما الصف الرابع فبقيت منه حجرة واحدة في الركن الجنوبي الغربي ، أما الواجهة الخارجية للأحجار فقد زخرفت بثلاث طرق ، الطريقة الأولى تمثلت بالصقل الناعم للحواف وجعله أملس من جميع الجوانب بحيث يشكل إطاراً لوسط الحجر الذي عمل بشكل محبب مثل زخرفة سور مدينة مأرب وسور مدينة معين ، الطريقة الثانية الصقل الناعم لحافـة الحجر مـن ثلاث جوانب بعرض ( 10 سم ) من الطول و( 5 سم ) في الجوانب وتركت الحافة العليا للحجر ووسطها بشكل خشن وبارز عن مستوى السطح الأملس للحجر بسنتمترات قليلة ، أما الزخرفة الأخيرة فكانت الأحجار تصقل بشكل ناعم وأملس في جانبين طولي وعرضي ويترك الجانبان الآخران والوسط بشكل خشن
وربما كان المدينة أكثر من باب نظراً لأن الجزء الشمالي من السور الأصلي مطمور تحت التراب والجزء الظاهر هو الذي يعود للفترة الإسلامية بالإضافة إلى ارتفاع السور الذي يسد أي أثر لوجود مدخل باستثناء فتحة مدخل في الجزء الشرقي من السور والتي ربما تعود للفترة الإسلامية ، وقد وصفها السيد ( Robin . ch ) بأنها " باب محصنة .. طالما وهي ضيقـة جـداً وبدون حماية خاصة ….. وهي مفتوحة أو معمولة داخل الجدار الذي انتهوا من بنائه وليست مبنية معه ولا يمكن معرفة زمن بناءه .
ويبدو أن البوابة الرئيسية للمدينة هي التي تقع في الركن الغربي وقد سدت الآن ببناء متأخر ، وتتقدم البوابة ساحة مغلقة من ثلاث جوانب طول ضلعها الشرقي ( 15.60 متراً ) ، والضلع الشمالي ( 16 متراً ) ، والضـلـع الـغـربـي ( 13.60 متراً ) ، أما الجـزء المـفتوح فطوله ( 19.40 متراً ) ، وفتحة المدخل في أحد جوانب هذه الساحة غير أنه لا يمكن الاستدلال عليها حالياً نظراً لوجود البناء ، ومع ذلك يمكن القول بأن البوابة كانت محمية على الأقل بثلاثة أبراج تطل على الساحة ، كما أظهرت حفريات البعثة الأثرية الإيطالية للمعبد الذي يقع في جنوب المدينة أنه كان له مدخل خاص صغير يقع في نهاية دخلة السور الواقعة بين البرجين ( 14 ، 15 ) ، ويتوارى عن الأنظار ببروز البرج رقم ( 14 ) الذي بجانبه وبالتالي يشكل له حماية ، ولا يتجاوز عرض المدخل المتر الواحد وبارتفاع ( 1.80 م ) تقريباً .
وتشير النقوش أن بناء هذا السور الضخم للمدينة كان يتم من قبل تجار مملكة معين الذين يتكفلون ببناء أجزاء من سور المدينة بدلاً من دفع الضرائب الواجبة عليهم ، وفي أحد النقوش يذكر أن
الإلـه عثتر قـد قبل ببناء أجزاء من السور بدلاً من دفع الضرائب .
أما بالنسبة للمعابد التي تحتويها مدينة ( يُثل ـ براقش ) سـواءً داخـل المدينة أو خـارجها اعتماداً على النقوش ، هي كالآتي :-
- معبد الإله نكرح في درب الصبي الذي يبعد إلى الغرب من المدينة قرابة ( 8 كيلومتر ) تقريبـاً
- معبد الإله عثتر داخل المدينة
- معبد الإلهة ( ذات حميم ) داخل المدينة
- معبد الإله نكرح داخل المدينة ـ أيضاً ـ
وغيرها من المعابد لإلهة المدينة .
معبد الأحقاف الشقب
تقع منطقة الأحقاف إلى الغرب من مدينة براقش على بعد نحو ( 3 كيلومترات ) وإلى الشمال الغربي من مدينة مأرب ، على بعد نحو ( 112 كيلومتراً ) شيد قديماً في منطقة الأحقاف أحد المعابد المعينية القديمة إلى جوار مدينة ( براقش ـ ُيثل ) التي كانت تتميز بكونها مركزاً دينياً لممكلة معين ، ونتيجة لأن هذا المعبد اليوم مطموراً تحت الرمال فمن الصعوبة التكهن عن الإله الذي كان يعبد فيه ، وعن اسمه ـ أيضاً ـ .
يقع اليوم هذا المعبد على أكمة مرتفعة نسبياً عن مستوى سطح السهل المجاور لا تزال أعمدته قائمة ، وكذلك مازال سقفه قائماً والذي عُمل من البلاطات الحجرية الكبيرة ، وهو الجزء العلوي المكشوف من المعبد على مستوى سطح التلة أما مبنى المعبد بالكامل فمازال مدفوناً تحت الرمال .






آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس
قديم 04-26-2008, 09:40 PM رقم المشاركة : 333
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: موسوعة متكاملة عن اليمن السعيد

حنو الزريـر( مدينة هـ ر ب ت )
تقع إلى الجنوب من مدينة مـأرب على بعد نحو ( 95 كيلومتراً ) ، حنو الزرير هو الاسم الحالي لواحدة من أكبر المدن القتبانية القديمة والتي تطلق عليها النقوش اسم ( هـ ج ر ن / هـ ر ب ت ) .
تقع هذه المدينة القتبانية المهمة عند تقاطع وادي حريب مع وادي عين الذي تشرف عليه من جهتها الشرقية ، وترتفع عن مستوى الوادي بنحو ( 20 متراً ) ، ويحدها من الشرق جبل شقير الضخم ، ومن الجنوب جبل قرن عبيد ، وهي تشرف من موقعها الاستراتيجي على طريق القوافل التجارية الذي يربط وادي بيحان بوادي حريب ، فهي تسيطر على المنفذ الغربي لممر مبلقة ذلك الطريق إلى المعبد الضيق فوق الجبال والذي يؤدي إلى هربت ومنها إلى مأرب ثم إلى الشمال ، وتعد هربت من أكثر المراكز أهمية فهي تمثل المركز الإداري والديني والحرفي والتجاري ومدينة هامة من مدن الدولة القتبانية إضافة إلى أنها تشرف على مساحة شاسعة من الأراضي الزراعية المروية على وادي عين ووادي حريب .
والمدينة مستطيلة الشكل تقريباً كان يحيط بها سـور هائل قياسه ( 295 مـتراً ) من الشـرق إلى الغرب ، و( 200 متراً ) تقريباً من الشمال إلى الجنوب ، بالإضافة إلى وجود عدة مبانٍ عند مستوى الوادي في الجانب الجنوبي ، وهذا السور قد انهار تماماً ولم يبق منه إلا أجـزاء قليلة بينما الجزء الأكبر من السور لا يمثل إلا أكواماً من الركام ، ويبدو أنه كان يتخلله دخلات وخرجات، أو بمعنى أن السور تشكل من الجدران الخارجية للمباني إذ يظهر تراصف المباني مع بعضها بحيث تبرز إحداها وتتراجع الأخرى لتشكل السور الدفاعي للمدينة ، وربما تمثل بعض هذه المباني أبراج الحماية الخاصة بالسور خاصة وأن بعضها تتقدم عن محور المدينة بحوالي مترين ونصف المتر ، وتحصر هذه المباني فيما بينها ممرات ضيقة تقود إلى المدينة ، وبنى السور من كتل من الأحجار الضخمة ذات اللون الأبيض المائل إلـى الاصـفـرار والتي يـصـل قـيـاس بـعـضـهـا إلى ( 2.40 × 0,60 × 55, م ) والتي أحسن قطعها وصقلها وبنيت بشكل مترابط على هيئة صفوف أفقية وعمودية دون استخدام أي مادة رابطة ، بل اكتفوا بربطها عن طريق ضغط ثقل الأحجار ، ونقش عـلى بعـض أحجار السور عـنـد الطـرف الجنوبي الغربي التميمة المعروفة ( ود ـ اب ) لتعنى أن السور وضع في حماية الإله ( ود ) ، وهناك ـ أيضاً ـ على السور الجنوبي عليها رسم غائر لثعبانين متقابلين برأسيهما ، كما وجدت حجر قريبة من السور عليها نحت رائع لثورين واقفين ذوي قرون طويلة مع عبارة التميمة ( ود ـ اب
أما مداخل المدينة فلا يمكن الاستدلال عليها بوضع المدينة الراهن إذ توجد أكثر من فتحة تبرز من بين الأنقاض ، ولكن يبدو أن مداخل المدينة كانت تقع بين تلك البنايات والأبراج التي تقع إلى الخارج من السور وضمن السور والتي تشكل حماية لهذه المداخل حيث تتشكل بينها ممرات متعاكسة تساعد في القدرة الدفاعية لهذه البوابات ,
وتضم المدينة بقايا أبنية كثيرة شيدت بأحجار مهندمة ، فهناك على الأقل بقايا أكثر من أربعين بناية تبدو بارزة للعيان حتى بدون تنقيب إذ أن الموقع خالٍ من الرمل المتطاير والتصحر ، ويبلغ ارتفاع جدران بعضها حوالي ( 3 متر ) فوق مستوى سطح الأرض ، ويمكن إرجاع تشيد المدينة إلى القرن الأول قبل الميلاد .
الدريب / يلا ( مدينة حفري )
كانت مياه وادي قوقة المحولة بواسطة السد القديم تسقي مزارع الجفنة ومن ثم تتدفق في اتجاه الجنوب الشرقي لتجد طريقها على بـعـد حـوالـي ( 3 كم ) إلى قاع رافد أخر من روافد وادي أذنة وهو وادي يلا الذي يجرى موازياً لوادي قوقة الذي يقع بعيداً إلى الشمال منه ، وزاد هذا من تدفق مجرى مائي كان يتخذ منبعه من جبل السواد المنخفض نسبياً وبالتالي كانت نسبة تدفقه أقل عن وادي قوقة ، وهكذا توفرت مياه كافية لامداد المدينة الكبيرة الـقـديـمـة التي تـعـرف الـيـوم باسم ( الدريب ـ يـلا ) تمييـزاً لها عـن ( الدريب ـ واحة رغوان ) ، مدينـة أثريـة قديمة ترى البعثـة الإيطاليـة إنها أقـدم المدن في اليمن تقع على بعد ( 30 كـم ) إلى الجنوب الغربي من مركز محافظة مأرب في مديرية الجوبة عند الطرف الشمالي لجبل مراد ، يعود تاريخها إلى العصر السبئي الأول ويعتقد العلماء أن منشـآت هذه المدينة مـشابهة لتلك المنشآت الدينية الموجـودة في سفح جبل اللوذ ـ الجوف ـ وهي منطقة خاصة بالشعائر الدينية والطقوس التعبدية وتشمل منطقة العقل والجفنة ويلاحظ حيث كان المكرب السبئي يقوم بممارسة الصيد المقدس وقضاء أوقات الراحة والاستجمام كما تشير إلى ذلك النقوش الموجـودة بكثافة في المنطقة .
يقع هذا المركز السبئي الهام في سهل صغير يتوارى إلى الشرق بواسطة الجزء المحدب من جبل السواد والى الجنوب بجبل السحل الشاهق وإلى الغرب بواسطة السلسلة الجرانيتية التي تشكل حاجزاً مائياً بين وادي قوقة ووادي يلا ، ويحيط بالموقع إلى الشـرق والغـرب عـدد مـن التلال الصغيرة المنعزلة والممتدة بشكل طولي وتنتشر على هذه التلال دور قرية يلا الحديثة الصغيرة .
كان هذا المركز السبئي القديم الذي يعرف اليوم بالدريب مدينة مسورة كبيرة يشبه مخططها مثلثاً ذا أضلاع محدبة ورؤوس تشير إلى جهات الشرق والشمال الغربي والجنوب ، وأقيم الموقع على أرض مرتفعة نسبياً عن مجرى الوادي يصل ارتفاعها ما بين ( 7 - 8 مترات ) ، وعلى أطرافها المطلـة علـى الوادي أقيم سور المدينة يبلغ الطول الكلي للمدينـة ( من الشمال - إلى الجنوب ) ( 230 متراً ) ، وأقصى عرض لها من ( الجنوب الغربي ـ إلى الشمال الشرقي ) ( 170 متراً) ، وتبلغ مساحتها ( 23,000 متراً مربعاً ) يبلغ طول السور المحيط بها ( 580 متراً ) ، لم يبق منه سوى ( 376 متراً ) ويصـل ارتفاعـه مـا بين ( 6 - 7 مترات ) ، وعـرضـه يصـل مـا بـيـن ( 1.6 - 1.2 متراً ) ، ويتألف أسلوب البناء لهذا السور من جدار مزدوج مشيد بأحجار مقطوعة بشكل غير مهندم ، وضعت بشكل صفوف أفقية يربط بين الجدارين الداخلي والخارجي أحجار صغيرة وضعت كحشوة للمدماك ، وقد بني السور عموماً بطريقة الدخلات والخرجـات وهـى الطريقة التي نفذ بها سور مدينة براقش ( يثل ) في الجوف ، يعترض السور على مسافة نحو ( 50 متراً ) قبل الركن الشمالي الغربي برج دفاعي مربع الشكل شيد جداره الخارجي على أساسات السور وبقية الجدران داخل السور يبلغ طول ضلعه ( 6 مترات ) تقريباً ، ويصل ما تبقى من ارتفاعه إلى حوالي ( 8 مترات ) .
يقع مدخله في جداره الغربي ، ويحتوي هذا الجدار ضمن صفوف حجارته على أجزاء نقشين كتبا بخط المسند يتألف كل نقش من سطر واحد ، أما بالنسبة لمحتويات المساحة التي يحيط بها السور فهي تحتوي على بقايا أساسات لعدد من المباني التي كانت تشكل منشآت المدينة القديمة وهناك في الجزء الجنوبي الغربي منها منزل حديث مربع الشكل وجد في ركنه الجنوبي الشرقي نقشـان آخران على ارتفاع ( 4 مترات ) من جدرانه ، وضع أطوالهما بشكل مقلوب في الجدار الشرقي والآخر على الجدار الجنوبي ، ويشكل النقشان جزئين لنقش واحد يتألف من ( أربعة أسطر ) .
ومن خلال الدراسات الأثرية لمخلفات المدينة فقد تم التوصل إلى أنها قد استوطنت في بادئ الأمر في ( القرنين الحادي عشر والعاشر قبل الميلاد ) ، وقد ظل الاستيطان فيها حتى الفترة الإسلامية التي مثلتها مجموعة من القطع الفخارية المنتشرة على سطح الموقع .
أما دراسة النقوش التي عثر عليها في هـذا الموقع فـقـد أمدتنا بالاسم القديـم للمدينـة ، وهو ( ح ف ر ي ) ، ويحتمل أن هذه المدينة قـد دمرت خلال الحروب بين السبئيين والقتبانيين حـيث
يحتمل أن يكون القتبانيون هم الذين دمروها ، لأن حدودهم مع سبأ على مسافة قريبة منها .
ج - المساجد :-
تقع إلى الجنوب الغربي من مدينة مأرب وتبعد عنها نحو ( 27 كيلومتراً ) في منطقة الجوبة قرب الطريق المؤدية من مأرب إلى قرية الجديدة ، يحدها من الشمال جبل المساجد ومن الجنوب وادي الحثلة ومن الشرق جبال المقرون ومن الغرب وادي الحثلة وجبل السحل .
تضم هذه الخربة العديد من الأبنية المشيدة بأحجار غير مهندمة تنتشر في منخفضات محاطة بمرتفعات صخرية بركانية ، وأبرزها بناء كبير يمثل معبداً من معابد الإله ( المقة ) ، ومن خلال نقشين عُثر عليهما في الخربة أمكن معرفة أسمه ( م ع ر ب م ) ، وهذا المبنى ذو مسقط مستطيل الشكل ، أبعاده ( 104 × 37 متراً ) ، وسمك جداره ( 2 متر ) ، وهو مشيد بأحجار مختلفة الأحجـام ، حيث اسـتخدمت أحجـار كبيرة في الأساسات أبعاد أكبرها ( 2.30 × 50, متراً ) ، بينما استخدمت أحجار أصغر في الصفوف التي تلي الأساسات ، وهكذا تصغر أحجام الأحجار كلما ارتفعت صفوف الجدران للأعلى .
ويسند الجدار الممتد بين الركنين الشمالي والشرقي من الخارج أربعة أبراج مضلعة ويحتمل وجود مثيلات لها في الضلع المقابل إلا أنه قد هدم بأكمله ، أما الضلعان الآخران فلا وجود للأبراج الخارجية فيهما بل استعيض عنها بالإسناد الحاصل من أكتاف المرتفعين الصخريين الذين يمتد البناء بينهما ، وهناك بقايا مدخل عرضه ( 2 متر ) في الضلع الممتدة بين الركنين الشرقي والجنوبي ويكون أقرب إلى الركن الأول منه إلى الثاني كان يتقدم هذا المدخل ظلة تستند على ستة أعمدة .
وتشمل الجهة الشرقية داخل البناء أنقاضاً متراكمة تمثل بلا شك المرافق الداخلية الرئيسية تمتد على مسافة ( 34.50 م ) عند الجدار الممتد بين الركنين الشمالي والشرقي ، أما الجهة المقابلة فيحتمل تواجد ساحة المبنى المكشوفة والتقسيمات الأخرى .
شيد هذا المعبد في القرن الثامن قبل الميلاد ، شيده المكرب " يدع إل ذرح " مكرب سبأ ، كما هو
مذكور في النقشين اللذين عُثر عليهما في خربة المساجد في موقع المعبد .
د - قرية الجديدة : تقع هذه القرية إلى الجنوب الغربي من مدينة مـأرب وتـبـعد عنها نحو ( 35 متراً ) ، في منطقة الجوبة ، ويوجد إلى جوار هذه القرية من جهة الغرب موقع أثري تنتشر عليه خرائب مبانٍ قديمة يعود تاريخها إلى فترة ما قبل الإسلام ، يحد هذه الخرائب من الشمال وادي الخانق وجبل المجرشب ، ومن الجنوب وادي شِعب نجه وجبل الجوبة ومن الغرب وادي وجبل شِعب نجه ـ أيضاً ـ ومن الشرق وادي الجوبة .
يبدو هذا الموقع مستطيل الشكل أبعاده ( 250 × 200 متر ) ، ويرتفع عن مستوى سطح الأراضي المجاورة نحو ( 7 مترات ) ، يشرف من جميع جهاته على وديان وسهول خصبة لازالت تستخدم في الوقت الحاضر للزراعة ومن خرائب الموقع ، يظهر أنه كان محاطاً بسور لم يبق منه سوى بعض المعالم البسيطة ، يبلغ سمك جداره ( 3 مترات ) ، وكان يحتوي في بعض أجزائه على أبراج دفاعية هناك بقايا واحد منها في الجانب الجنوبي الشرقي أبعاده ( 5.80 × 1.30 متراً ) ، شيد بأحجار كبيرة مهندمة ، وسطح الموقع عموماً يظهر بشكل مرتفعات متفاوتة أبرزها الموجود في الجانب الجنوبي الذي قد تمثل ( معبداً ) ، ومن بقايا الخرائب يبدو أن مباني الموقع قد أقيمت بأحجار مختلفة الأنواع والأحجام ، ومعظمها غير مهندمة .
تعرض الموقع للسطو والعبث من قبل الأهالي الذين شيدوا قريتهم الجديدة بأحجاره القديمة.
سد الجفنة
يقع جنوب غرب مركز محافظة مأرب بمسافة ( 28 كم ) ويعود تاريخه الأول إلى مرحلة التجارب الأولى التي سبقت بناء السد العظيم في ( منتصف الألف الثاني قبل الميلاد ) ومحاولات إنشاء السدود كان استجابة لمتغيرات ظروف طبيعية ومناخية معينة وحاجة ملحة فرضتها ضرورة السيطرة على المياه في منطقة سيولها لأنها نادرة وتأتي بصورة متقطعة ، وتدل الشواهد الأثرية القديمة إلى تغيرات حادة في اتجاهات الأودية من قوقة يلا إلى مجاريها الحالية حتى مأرب وينبغي البحث عن ذلك في الحركات التكوينة الجديدة الأكثر حداثة ، وسد الجفنة كغيره من السدود حدثت في موقعه تجديدات وتعديلات كثيرة ، وقد أصيب بالتصدع وأعيد بناء جدار السد وقنواته خلال العصر السبئي الأول والعصر السبئي الثاني ، وتتدفق المياه عبر القنوات من الجفنة نحو السهل الفسيح نسبياً لغرض زيادة نسبة رقعة الأرض الزراعية .
الجفـنـة
يقع سهل الجفنة في أسفل مجرى وادي قوقة وأسفل شعب العقل ، وهو سهل فسيح يبدأ في الموضع الذي يغير فيه وادي قوقة وجهته بالانحراف إلى الشمال الغربي ، وهنا في هذا الموضع توجد بقايا سد كان يغلق مجرى الوادي ، يعود تاريخه إلى فترات قديمة من تاريخ دولة سبأ ، وعلى سهل الجفنة تنتشر الكثير من بقايا المباني المتناثرة هنا وهناك كانت تشكل بالتأكيد مدينة متكاملة يعتمد اقتصادها على الزراعة التي كانت تعتمد على مياه السد .
شِعب العقل
يقع شعب العقل في أعلى مجرى وادي قوقة على الامتداد الشمالي لجبل السحل ويصل إليه عبر سهل الجفنة فبعد اجتياز هذا السهل بـ ( 200 متر ) نجد أولى خرائب الموقع ، وينقسم هذا الموقع إلى قسمين أعلى وأسفل .
- الموقع الأسفل : يقوم هذا الموقع على منحدر صخري إلى الجنوب الشرقي للوادي أقيم عليه بناء حجـري رائـع مازال محافظاً على معالمه يتم الوصول إليه بواسطة درجات سلم يبلغ عرضه ( 3.80 م ) وهـذا البـناء يتكون مـن ساحـة تـقـود يـمـيـنـاً إلى غرفة واسعة أبعـادها ( 6.10 × 2.80م ) ، لها نافذة واحدة تفتح في اتجاه الشرق وثلاث نوافذ أخرى تفتح في اتجاه الجنوب وإلى اليسار من الساحة ـ أيضاً ـ توجد بقايا غرفة مربعة تقريباً وبعض الجدران لغرفة شبة إسطوانية ، لقد اعتمد المعمار في بناء منشأة هذا الموقع من الأحجار الجرانيتية الغير مهذبة ولم يستخدم أي مواد رابطة مثل الطين ونحوه وإنما اعتمد على أسلوب معماري هندسي بديع في ربط الأحجار بعضها ببعض لتشكل في النهاية منشأة بديعة .
- الموقع الأعلى : يقع في أعلى مجري الوادي يبعد عن الموقع الأسفل ( 300 متر ) ، وأرضيته متدرجة غير مستوية ذات شكل مستطيل أبعادها ( 17 × 21 متراً ) محاطة بسور على شكل مصاطب في جهاتها الجنوبية والغربية والشمالية ومحمية من الجهة الشرقية بواسطة صخور شديدة الانحدار .
وفي وسط هذا الموقع هناك عدد من الجدران والأساسات لمبانٍ اندثرت معظمها ، وهناك ـ أيضاًـ منشأتان غير هذه المحاطة بسور ، وتقع الأولى إلى الشرق والثانية تقع إلى الجنوب منها .
ويبدو أن هذا الموقع كان يستخدم لأغراض دينية حيث كانت تمارس فيه بعض الطقوس والشعائر الدينية ويدل على ذلك الطريقة الهندسية للمباني وتلك الطريق المرصوفة من أسفل الجبل إلى أعـلاه ، والتي تقع في الجهة الشمالية منه ، إضافة إلى أنه موقع معزول عن العمران يشاهد منه المرء معظم المناطق والأراضي المجاورة .
- نقوش شعب العقل : اكتشفت في صخور هذا الشعب مجموعة من النقوش المسندية ، وهي بالرغم من بساطتها ونصوصها القصيرة إلا أنها قدمت معلومات غاية في الأهمية من حيث زمنها القديم وموضوعها الذي هو على بساطته وتكراره من المواضيع التي قلما طرقتها النقوش حتى الآن ، وهو موضوع ـ الصيد المقدس ـ الذي تحفه جلالة الطقوس وروحانية الشعائر .
- التاريخ : يعود تواريخ هذه النقوش إلى الفترة التاريخية المبكرة من تاريخ الدولة السبيئة " فترة مكاربة سبأ " .
- موضوع النقوش : يدور موضوع النقوش حول طقس الصيد المقدس ، وهو طقس كان يحتل مكاناً هاماً ضمن إطار الممارسات الدينية لمكاربة سبأ فقد كانت له مواسم محددة وفي موسم الصيد هذا يشترك " المكرب " مع حاشيته وكبار رجال دولته حيث يصطادون الحيوانات البرية الصغيرة ، ويتبارى المشاركون في اصطياد الأعداد الكبيرة منها كان هذا الطقس موجـه بصفـة خاصـة للإله ( عثتر ) وكان على المكرب القيام به كجزء من المراسيم الطقوسية التي تؤهله لصلاحية تولي مهام حكم الدولة السبيئة إضافة إلى التقرب للإله لضمان موسم وافر الأمطار .
وادي يــلا
يقع وادي يلا إلى الجنوب الغربي من مدينة مأرب ، وهو جزء من المنطقة التي تقطنها اليوم قبيلة بني ضبيان من قبائل خولان الطيال تحتوى هذه المنطقة ـ خاصة في منابع وادي يلا ووادي قوقة وهما الواديان اللذان يصبان إلى الجهة الشمالية الشرقية إلى وادي أذنة ـ مجموعة من المواقع الأثرية الهامة التي اكتشفتها البعثة الأثرية الإيطالية في عام ( 1985 م ) وأجرت العديد من الدراسات والأبحاث الأثرية على تلك المواقع ، حيث تم اختيار ثلاثة من أهم المواقع في المنطقة ككل وأجرت البعثـة فيها بـعـض التنقيبات والأبحاث الأثرية نشرت نتائجها في سنة ( 1988 م ) وهذه المواقع هـي :
- شعب العقل
- الجفنة
- الدريب ـ يلا ( مدينة حفري )
دار الظافر
يقع إلى الجنوب الغربي من مدينة الواسطة ، وهو عبارة عن دار ـ حصن ـ يقع على تلة ترتفع عن مستوى سطح الوادي قرابة ( 60 متراً ) ، تحيط به بعض المباني السكنية في سطح التلة وتشرف على الوادي ، بينما يقع الدار في وسط التلة تقريباً .شيـد هـذا الـدار ـ الحصن ـ مـن الأحجار ، وهـو عبارة عـن مبنى يبدو مربعاً أبـعاد قاعدته ( 7.45 × 7.30 متراً ) ، بنيت العشرة الصفوف الأولى من الأحجار المهندمة المستطيلة القديمة التي يعود تاريخها إلى فترة ما قبل الإسلام ، ومن بين هذه الأحجار تسعة أحجار مكتوب عليها كتابات بخط المسند .
يتكون هذا المبنى من ثلاثة أدوار ، ويصل ارتفاع واجهته إلى قرابة ( 22 متراً ) ؛ مما جعله يشرف على الوادي من جميع الجهات ، وكأنه قلعة مراقبة ، يعود تاريخ هذه المبنى إلى الفترة الإسلامية ولا يتعدى كأقصى حد القرن السادس عشر الميلادي .
هجر التمـرة
يقع إلى الجنوب الشرقي من ( واسط ) ، وهو عبارة عن تل أثري يرتفع عن مستوى سطح الوادي ما بين ( 5 - 6 مترات ) ، ويصل محيطه إلى ( 67 متراً ) ، يظهر في الجهة الجنوبية من هذا الموقع قطاع مكشوف طبيعياً نحتته السيول ، ويكشف هذا القطاع العمودي للتل عن طبقات استيطانية متتابعة مع طبقات من التربة الطمثية ، ويظهر ـ أيضاً ـ طبقة من الرماد سمكها يصل ما بين ( 25 - 50 مليمتراً ) ، وبعض الجيوب تظهر أسفل طبقة الرماد تتكون من بعض المواد المحترقة وقطع الفخار وبقايا عظام الحيوانات ، بالإضافة إلى جزء من حائط حجري متآكل من الواجهة ، ويحتمل أن ثلث الموقع قد جرفته فيضانات السيول التي تمر في الجهة الجنوبية منه .
ويبدو ـ أيضاً ـ أن هذا الموقع كان يمثل مدينة قديمة يعود تاريخها إلى فترة ما قبل الإسلام ، ولكنه تعرض للحريق ربما في تلك الحروب التي دارت رحاها في القرون الثلاثة الميلادية الأولى .
هجر الريحاني
يقع هجر الريحاني إلى جوار مدينة الجوبة الجديدة ، وهو عبارة عن تل أثري منخفض مسور على شكل المعين ، يحيط به سور بشكل مربع طول ضلعه ( 180 متراً ) ترتفع جدرانه المبنية بالأحجار الكبيرة إلى ( 4 أمتار ) ، كانت تحف جدرانه بعض الأبراج الدفاعية لم يبق منها سوى معالم ثلاثة أبراج تقع في الجنوب الشرقي والجنوب الغربي والشمال الغربي من جدار السور .
وهذا الموقع يبدو أنه كان يمثل مدينة قديمة وذلك بناءاً على نمط بنائه ومعالمه ، إضافة إلى أن الأهالي يطلقون عليه لقب ( هجر ) ، ـ وهو لفظ يمني قديم ورد في النقوش للإشارة إلى المواقع التي تكون عـادة بهيئة ( مدن وحواضر ) ـ .
وادي الجوبة
يقع وادي الجوبة إلى الجنوب والجنوب الغربي من مدينة مأرب على بـعـد نحو ( 32 كيلومتراً ) ، وهذا الوادي يتجه من الجنوب ويصب إلى رملة السبعتين ، يمـتـد طوله نحو ( 20 كيلومتراً ) ، بينما يتراوح عرضه من واحد إلى أكثر من ( 8.5 كيلومتر ) ، أما جوانبه فهي مكونة من قمم جبلية منعزلة وجروف شديدة الانحدار ، الأمر الذي جعلها مجدبة ـ خالية من الأشجار ـ .
جرت في هذا الوادي بعض الدراسات والأبحاث الأثرية من قبل المؤسسة الأمريكية لدراسة الإنسان في الأعوام من ( 82 - 1986 م ) خاصة في جزئه الجنوبي ، وقد كشفت هذه الدراسات عن أنواع من المواقـع الأثرية ، تم تمييزها طبقاً لوظائفها حيث توجد ستة أنواع من المواقع هي كالآتي :-
1- المواقع السكنية القديمة : وهي تظهر بشكل تلال أو أكمات أثرية تغطي سطحها شقف الفخار ، أو تظهر عليها بعض المعالم مثل أساسات أو بقايا مبانٍ وجدران .
2- مواقع ثانوية : وهي مواقع القرى والمدن الحالية التي توجد على بعض جدران مبانيها حجارة مكتوب عليها بخط المسند أو أحجار قديمة .
3- مواقع ري : وتتمثل في بقايا منظومة الري ، والسدود والحواجز المائية .
4- أراضي زراعية : وهي مواقع الحقول الزراعية القديمة ، وتتمثل في تلال من الطمي أو
الغريـن .
5- مواقع المقابر القديمة : وتتمثل أشكالها من ركام من الأحجار ذات أشكال مختلفة .
6- مواقع عيون المياه : كانت تقوم مواقع أثرية بالقرب من عيون المياه وهذا أمر محتوم ، فأينما وجد الماء وجدت المستوطنات القديمة أو حتى الحديثة خاصة في الأراضي المقفرة مثل وادي الجوبة ، ومرتفعاته .
وتشكل هذه الأنواع من المواقع التي اكتشفت ما مجموعه ( 61 موقعاً ) مختلفاً ، وسنكتفي هنا بذكر أهم المواقع والتي مازالت معالمها واضحـة وظاهــرة للعيان ، ( ولن نتطرق إلى مواقع عصور ما قبل التاريخ لكونها لا تخدم الجانب السياحي كتلك المواقع التاريخية ) .
منصة المقفز
تقع إلى الشمال الغربي من مدينة مـأرب على بعد نحو ( 115 كيلومتراً ) ، وهـذه المنصة عبارة عن أكمة تشرف على مدينة براقش الأثرية ، كانت قائمة فيها بعض المنشآت المعمارية والتي لا يعرف كنهها بسبب اندثارها مؤخراً بفعل فيضانات السيول ، ولم يبق منها سوى بعض الأساسات الحجرية البسيطة ، ويؤكد موقعها أنها واحدة من منشآت الري القديمة ، خاصة مـن تلك القنوات
التي كانت تشيد بشكل جدار تجرى المياه في أعلاه الذي يشكل بهيئة مجرى .
معبد أوعال ( صرواح )
شيد هذا المعبد بأحجار مهندمة ، وهو عبارة عن مبنى مستطيل الشكل ، يحيط بجداره الشرقي سور بشكل نصف دائري ممتد ، وقد جرت على بعض جدرانه وأجزائه تغييرات في فترات لاحقة حيث استخدم كحصن في الفترة الإسلامية ففتحت فيه بعض المداخل كما سدت بعض الأبواب القديمة واستخدمت كثير من الأحجار التي كتبت عليها نقوش مسندية في تلك التغييرات والتعديلات ، وفي جداره الخارجي تبرز أفاريز لرؤوس الوعول بمقدار ( 3 - 5 سم ) تشاهد على ارتفاعات مختلفة منه ، كما يلاحظ شريط بارز يمتد بمستوى واحد متضمناً نقشاً مكون من سطر واحد ، يدور حول البناء بشكل متقطع ، يبلغ طول هذا النقش ( 21.55 متراً ) ، وارتفاع الحرف فيه ( 26 سم ) ، يذكر هذا النقش ( ي د ع إ ل / ذ ر ح / ب ن / س م هـ ع ل ي ) مكرب سبأ هو الذي بنى هذا المعبد ومعبد ( أوام ) في مأرب في القرن الثامن قبل الميلاد ، وبنمط معماري متقارب .
خربة اللسان
تقع إلى الشمال الغربي من مدينة مأرب ، على بعد نحو ( 100 كيلومتر ) في منطقة قريبة جنوب سد اللسان ، يحدها من الشرق والجنوب وادي الجفرة ، ومن الغرب جبال الفرضة ومن الشمال وادي مجزر .
خربة اللسان يبدو من معالمها أنها كانت مدينة قديمة على وادي اللسان استفاد سكانها من هذا الوادي بإقامة سد لحجز مياهه لاستخدامها للأغراض الزراعية ، وبالفعل تقع المدينة في وسط أراضي زراعية شاسعة ، والخربة تبدو اليوم بهيئة أكمة بيضاوية الشكل كبيرة الحجم ، أبعادها من الشمال الغربي إلى الجنـوب الشرقي ( 210 مترات ) ، ومن الشمال الشرقي إلى الجنوب الغربي ( 154 متراً ) ، وهذه المدينة كانت محاطة بسور من كتل الأحجار الكبيرة ، ولم يبق منه سوى أجزاء بسيطة يصل سمكه إلى ( 1.50 متر ) وهناك بقايا بوابة متهدمة تلاحظ عند الركن الغربي للسور ، ويبلغ اتساع مدخلها ( 2.90 م ) ، وأخرى قري الركن الشرقي ، وثالثة وتعتبر هي البوابة الرئيسية للمدينة تقع في الجدار الشرقي للسور يحفها على جانبيها برجان دفاعيان صغيرين متهدمين في الوقت الحاضر .
ومن بقايا معالم المدينة هناك بعض الوحدات المعمارية كائنة في الجانب الشرقي ، واحدة منها تبرز عن مستوى السور في تلك الجهة ولها مدخل عرضه ( 75 سم ) في جدارها الجنوبي ، وقد شيدت
هذه الوحدات بأحجار مختلفة أكبرها حجماً أحجار الأساسات .
وعند منتصف المدنية تقريباً يلاحظ بناء كبير يعتقد أنه معبد المدينة فهو مشيد بأحجار مهندمة ، تختلف عن أحجار السور ، وأحجار تلك الوحدات المعمارية الكائنة في الجانب الشرقي في المدينة ، والتي بنيت بأحجار لم يحسن هندمتها ، وأحجار هذا المعبد تبدو كبيرة الأحجام عند الأساسات ، وتصغر أحجامها طـريـداً مع ارتـفـاع المبنى وأعـلى ارتفاع لجـدران هـذا المـعبد يصل إلى ( 2.29 متراً ) ولم يعثر في جدرانه على حجارة مكتوب عليها نقوش بخط المسند الأمر الذي أدى إلى جهلنا باسم الإله الذي كان يعبد فيه .
وتوجد ساقية ماء خاصة بالمعبد تبدأ من الجانب الغربي للسور عملت بأحجار مرصوفة مختلفة أحجامها .
وهناك بعض المباني داخل المدينة مشيدة بالبن ، وقد تصلبت جدران هذه المباني بسبب حريق كبير
أصاب المدينة قديماً ، مما جعلها محتفظة بمعظم أجزائها .
وتنتشر على مستوى سطح المدينة بقايا لشقف الفخار ، وأجزاء من مذابح حجرية ، وكسر حجرية من الرخام .
ـ سد اللسان
وسد اللسان هو السد الذي أقيم في وادي اللسان في موضع فيه يسمى خنقة ـ ويعني المكان الضيق من الوادي ـ ، ويعرف باسم الكحاف ، يحده من الشمال الشرقي بئر الكدير ومن الجنوب وادي الجفرة ومن الشرق جبال الندر ومن الغرب جبال الفرضة .
شيد هذا السد من الأحجار المتراصة ، يصل عرضه إلى ( 15 متراً ) وارتفاعه ( 8 أمتار ) عن مستوى سطح الوادي ، وقسمه الجنوبي مازال بحالة سليمة أما الشمالي فهو مهدم عبر الوادي .
يعود تاريخ هذا السد إلى فترة ازدهار مدن معين في منتصف الألف الأول قبل الميلاد ، وتشرف على السـد مـن جهـة الشـرق بنايـة بهيئـة قلعـة مستطيلـة أبـعـادهـا مـن الـخـارج ( 36.50 × 27.50 متراً ) ، مشيدة بحجارة كبيرة ذات لون بني مهندمة بشكل غير متقن وسمك جدرانها الخارجيـة نحو ( واحد متر ) ، وأعـلى ارتفاع متبقٍ لها ( 4 أمتار ) ، وتزين واجهتيها الجنوبية والشمالية ثلاث دخلات بينما في كل من واجهتيها الغربية والشرقية فنلاحظ دخلتين .
ويـقـع مـدخل البناية عند الضلع الشرقي ، ويصل عرضه إلى ( 2.30 متر ) ويتسع بعد مسافة ( 1.75 متر ) فيصبح ( 2.75 متر ) ، ثم يليه ممر يصل طوله إلى (5.10 متر) يؤدي إلى الداخل ، وفي فترة لاحقة ضّيق المدخل بالأحجار من جانبيه ليصبح عرضه ( 90, متر ) ، وهناك مـدخـل آخر صغير في الضلع الغربي قرب الركن الجنوبي الغربي ، عرضه ( 1.40 متر ) وطوله ( 5.20 متر ) .
حصن خضران
يـقع إلى الشمال الغربي مـن مـديـنـة مـأرب على بـعـد نـحـو ( 105 كيلومترات ) حصن خضران ، وهو واحد من الحصون القديمة المنتشرة على الخطوط التجارية القديمة ، حيث يعتقد أن حامية عسكرية كانت تقيم في هذه الحصون لتأمين حركة القوافل التجارية التي كانت تنقل اللبان والبخور من ميناء قنا على البحر العربي مروراً بتمنع عاصمة قتبان أو بشبوة عاصمة حضرموت لتصل بعـدها إلى مأرب ثم شمالاً إلى مدن معين ، ومنها شمالاً إلى شمال الجزيرة العربية ، وحصن خضران هذا يقع في الطريق بين خربة اللسان ومدينة براقش وليس حصن خضران هو الوحيد بل تنتشر على طول الطريق بين خربة اللسان وبراقش الكثير منها ، ويعتبر هذا الحصن نموذجاً لها ولم يبق منه سوى الأساسات فقط






آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس
قديم 04-26-2008, 09:56 PM رقم المشاركة : 334
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: موسوعة متكاملة عن اليمن السعيد
















آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس
قديم 04-26-2008, 09:59 PM رقم المشاركة : 335
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: موسوعة متكاملة عن اليمن السعيد

صور تفصيلية لموقع وبقايا سد مأرب العظيم رمز التاريخ اليمن




موقع السد القديم


هذه الصورة مصغره ... إنقر هنا لعرضها بالمقاس الحقيقي ... المقاس الحقيقي 800x395 والحجم 52 كيلوبايت .


صورة اخرى



البوابة الجنوبية لا زالت باقية تشهد على قوة وحكمة وحضارة مدنية لم يشهد التاريخ لها مثيل الصورة من اعلى







آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس
قديم 04-26-2008, 10:01 PM رقم المشاركة : 336
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: موسوعة متكاملة عن اليمن السعيد

من المتحف البريطاني عرض ضمن ملتقى ملكة سباء بالمتحف البريطاني




فارس سبائي مجموعة المتحف البريطاني




تمثال لملكة سباء من مجموعة المتحف البريطاني



Miri Hunter.....





وجه سبائي من موجدات المتحف البريطاني



محارب سبائي قديم


المصدر موقع وقروب ملكة سباء التابع لموقع المتحف البريطاني






آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس
قديم 04-26-2008, 10:25 PM رقم المشاركة : 337
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: موسوعة متكاملة عن اليمن السعيد

















آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس
قديم 04-26-2008, 10:29 PM رقم المشاركة : 338
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: موسوعة متكاملة عن اليمن السعيد

















آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس
قديم 04-26-2008, 10:31 PM رقم المشاركة : 339
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: موسوعة متكاملة عن اليمن السعيد

















آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:49 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.6.0 (Unregistered) Trans by

شبكة صدفة

↑ Grab this Headline Animator