مصري تايه وسط الزحام عن جمال بلده .. دايخ ما بين لقمة العيش وهم العيال
مسلِّم وماشي .. مكمِّل وراضي .. وهادي .. وحافي .. وعادي .. شايل الزمن أحمال.
مش فاضي يقرا التاريخ والدين .. ولا الفنون والعمارة .. ولا الثقافة والإمارة خطرتله يوم على بال
رغم اللي كتب عمه .. واللي بنى عمه .. واللي رسم عمه
وجده غزا وانتصر .. واخوه اللي زرع البصل .. رغم ان الملك كان خال
رغم المسلة والهرم .. رغم المآذن والكرم .. ورغم نبله اللي اتخرم .. وأصالة السلسال
لكن اللصوص نسّوه .. حكاية أمه وابوه ..
أمه الأميرة الأصيلة .. والفاتح المغوار .. جه يحكي لولاده .. آم لخبط الموال
شوفتوا التاريخ وحكاياته .. شوفتوا المصير ونهاياته
دا ف يوم ما سادت كلاب ..غطوا الأسود بالهِباب .. حلقولهم الأشناب ..
ع الكوبري عبرة أسيرة .. لكل فارس نبيل ..
آل أيه أسود ولكن .. على كوبري قصر النيل.
بقى انتوا الأسود الجميلة ؟!!.. بقى انتوا الملوك النبيلة ؟!!..
انتوا السلالة العظيمة .. ؟!! دانا لسه عندي سؤال
مال العيون مكسورة .. مال الشناب محلوقة .. فين الزئير يا خال ؟!!
قالوا اللئيم محتال .. وايش يعمل الصوَّان!!
ردموا الجمال بالتراب .. نشروا الضباب والسراب .. فرقوا شمل الصحاب .. لوثوا ماء النيل
قالولي فيك الأمل .. بالهمة حاول وعافر .. بالعزم كسّر وسافر ..
قلت اسافر ؟.. هسافر
وف موقع مسافر .. فوق شباك الأثير
قابلت شاب مصري في الإشارة .. رفع راية لكل عابر سبيل
أمريكي، صيني، سعودي، مصري، ولكل حاير دليل
راية أمل وجمال .. راية تهد الجبال .. راية تقول موال .. تصرخ محال للمحال
تحكي القصور واللي فيها .. واللي بناها وعلّى .. واللي اندفن فيها
حجارة! أي حجارة !.. حجارة قلوب ووشوش..
حجارة بتنطق حكاوي .. تهز قلب الوحوش
ترد الزهور بالغناوي .. تبني وتهدم عروش
تحكي اللي حبت وخبت .. تحكي الأميرة اللي هاجرت ..
تحكي الرومان واليونان .. تحكي الضيوف طليان
والمصري كان ربان .. فوق السفينة المهولة
دلوقتي فوّق وركز .. واسمعني يا المأسور
آدي الجمال في المرايا .. وادي نصيبك ف السجايا .. تحسدك عليه الحور ..
وأنت كما علمت .. مسير الزمن هيدور
فياللا دبر وفكر .. وياللا في الفجر بكّر .. وقابلني فوق قصر النيل
نزرع شوارب للأسود .. نغسل ترابهم والهباب .. نكتب جوابهم للولاد
ويقيني .. راح تسمع زئير
قبل الشروق بالتمام ستعدو تلك الأسود ..
تتبعها كل الخيول ..
ولسوف يصفو النيل
ولسوف يعلو النيل.
راقتنى الكلمات