قد يتسائل المرء لماذا أدخن ؟
- هل لأنني أحب أن أقلد الكبار و أصبح كبيرا أو لو كان هذا الكبير مصاباً بجلطة قلبية أو سرطان في الرئة !!
- أم تأثرا برجولة دعايات التبغ و خيال الكاوبوي المتبختر علي دماء الأطفال من المراهقين و الذي يطارد البقر بحباله الواثقة ..... و هنا لابد من الإشارة أنني لست أري المدخن يقلد الكاوبوي بل أراه يقلد البقرة المسكينة التي صاداها الكاوبوي ليذبحها !!
- أم لأتسلى بوقت الفراغ و هنا أريد أن أهمس بأذنك أخي الذي يراوده إبليس عن نفسه ليتسلى و يقتل الساعات في المقاهي و مع المدخنين أما علمت
قول الشاعر :
و الوقت أحرص ما عنيت بحفظه و أراه أهون ما عليك يضيع
أما علمت أن الوقت هو أعظم ما وهبك الله إياه أما علمت أن عمرك هو دقائق و ثوان معدودة محصية و كلما ذهب يوم ذهب بعضك و غدا تعرض على الحساب و يسألك الله عن عمرك فيم أفنيته و عن شبابك فيم أبليته ؟
و هنا أسمح لي أن أنتقل بك لمشهد من مشاهد يوم القيامة ستراه حتما في غدك و أنت وارد عليه لامحالة و ذلك يوم تقرأ و تري و تسمع أعمال الإمام البخاري رحمه الله و هي تعرض يوم القيامة على أهل المحشر و كيف أمضي 40 سنة يجمع حديث رسول الله ليخلده الدهر و يترحم عليه الناس ليوم الدين . ثم يأتي بعد ذلك الإمام الجوزي الذي أحصي له العلماء أنه كان يكتب 3دفاتر من العلم يوميا و كان يتضايق من ضياع الوقت الذي يأخذه منه الضيوف بعيدا عن الاشتغال بالعلم فاخترع حلا بأن جعل وقت الضيوف وقتا لبري الأقلام و تصنيف الكتب و الأوراق ثم أوصى أن تجعل برية الأقلام التي كتب بها العلوم المختلفة وقودا لماء يغسل به دفنه عند وفاته و كان ذلك و زاد من الماء بعد غسله , تصور حالك أخي بعد أن يعرض عمل هؤلاء علي الله و رسوله و المؤمنين يوم القيامة ثم يأتي دورك لتعرض أعمالك فلان بن فلان يتجهز لعرض عمله فتأتي الصحف و تتطاير و يقرأ أهل المحشر كتابك فإذا به :
شيشة و سجاير و قهاوي و ملاعب و معاكسات و كلام يستحى منه !!!
ثم يسألك الله عن مالك فيم أنفقته بعدما سمعت و رأيت عن عثمان بن عفان و كيف جهز جيش العسرة بماله لوحده و عن ابن المبارك الذي تكفل بمعيشة علماء زمانه كابن عياض و سفيان ابن عيينة و سفيان الثوري و ابن السماك ثم ترى تلك المرأة الشيشانية التي أبكت ابن الخطاب عندما تبرعت بمعطفها الوحيد للمجاهدين في بلاد البرد الشديد لتلق الله أنت و قد أنفقت الألوف من الدولارات في قتل نفسك و دعم صناعة التبغ التي كانت طوال الدهر دعم الصهاينة في فلسطين و دعما لنشر كل الأوبئة السلوكية في بلاد المسلمين من زني و خمور و مخدرات و غيرها !!!
أما تستحي من الله ...
و خـــتاماً
أقول لك انظر لمن حولك و لرفاقك فالمرء علي دين خليله و تفكر في دين من تجالس , أليسوا هم المفسدون في المدرسة و أهل المشاكل كلها , أليس اجتماعهم في بيوت الشياطين دليلا عن بعد الملائكة عنهم و حبهم للشياطين ؟
و ما أحلي ما قالوا في جليس السوء :
مالي أرى الشمع يبكي في مواقده أمن حرقة النار أم من فرقة العسل
من لم تجانسه فاحذر مجالسه ما ضر بالشمع إلا صحبة الفتل