ملكـــات على عرش مصر

[الوعد الصادق]

عقب إعلان الخطبة الملكية
لاحظ الملك أن صور خطيبته تتسرب إلى الصحافة.

فقصد سراي سعادة يوسف باشا ذو الفقار
وطلب أن يرى كل صور خطيبته
فأحضر الباشا كل ما عنده من صور كريمته
فى أطوار حياتها المختلفة فوضعها الملك فى صندوق
وأخذها معه إلى سراى المنتزه .

وهكذا استطاع أن يحول دون تسرب صور خطيبته
ثم استدعى بعد ذلك
أحد المصورين المهرة الخاصين بالبلاط الملكي
وتم أخذ مجموعة صور للخطيبة فريدة .



احتفظ الملك بمعظمها عدا إثنتين
سمح بنشرهما فى الصُحف
وكان فاروق حريصاً على أن تُنشر صوراً لخطيبته
وهى ترتدي ثوب طويل الأكمام
يغطى الصدر والظهر
يعتبر مثالاً من امثلة الحشمة والوقار
والذوق الحسن .



ظل الملك يقضي معظم وقته مع خطيبته
طوال فترة اقامته في الأسكندرية
ولما عاد الملك إلى القاهرة
إنتقلت أسرة العروس إلى القاهرة أيضاً
حيث أُعِد لجلالتها سراي شماس بك بمصر الجديدة
وقضت بها فترة قصيرة
هى الفترة التى سبقت عقد القرآن

[الوعد الصادق]

تم الزواج في 20 يناير1938
وسط إحتفالات شعبيه لم يسبق لها مثيل.


حيث صاحب الاحتفال بعقد القران والزفاف
عدد من مظاهر الإبتهاج فى البر والبحر
فقد تقدم آلاف من طلبة الأزهر والمعاهد الدينية
إلى ساحة قصر عابدين للتهنئة بعقد القران .


من ناحية أخرى
انتشرت فى الشوارع فرق لفرسان العرب
فى عروض فروسية بخيولهم العربية الأصيلة
عدة ليالي.





وفي يوم القران
إزدحمت شوارع القاهرة وشرفاتها
بعشرات الآلاف المصريين والأجانب
في إنتظار موكب الظهور العظيم
الذي بدأ سيره عند الظهر من سراي عابدين
إلى سراي القبة .


و بعد أن وصلت مواكب الزهور إلى سراي القبة
أخذت إحدى عرباته تمر أمام السراي
في هيئة إستعراض وظلت تطوف هذه المواكب
حتى ساعة متأخرة من الليل .







وفي يوم الجمعة 21 يناير
شاهد الملك والملكة استعراض المرشدات والكشافة
و في نفس اليوم قصد رجال الجيش
ساحة قصر عابدين ليهنئوا قائدهم الأعلى
بقرانه و يجددوا عهد الولاء له
وقُدِم عرض للجيش بفرقه وأدواته المختلفه
من مدافع ثقيلة ودبابات وغيره .






ويوم الأحد 23 يناير
وفد على القاهرة رجال الطرق الصوفية
من مختلف أنحاء القطر
وبعد ان ادوا فريضة الظهر
و قد قصدت جموعهم قصر عابدين
كل فرقة منفصلة عن غيرها حاملة علمها الخاص
هاتفين بحياة الملك .






كانت أيام الاحتفال بالزفاف عيداً للفقراء
إذ إنتهزت الجمعيات والهيئات والأندية الخيرية
هذه المناسبة وقاموا بتوزيع الصدقات وإطعام الفقراء .

وبدت القصور الملكية خلال ليالي الإحتفال

وكأنها قطع ماس
حيث تم إنارة القصور ودور الوزارات
فحولت الليالي إلى نهار مُشرِق
على نحو يدعو للسرور والبهجة .





كما تم إنارة مجرى نهر النيل من بدايته
عند فندق سميراميس .
وكانت الأنوار التي تنعكس على مياهه
من زينات الذهبيات والقوارب أشبه بأشعه سياله .

كما احتفلت المساجد فى جميع أنحاء البلاد

بالزفاف السعيد فاكتست بحُلة باهرة من الأنوار
طوال ليال الاحتفال
وكانت مآذنها وقبابها المضيئة تنشر البهجة والسرور.

[الوعد الصادق]

أنجبت الملكة فريدة من الملك فاروق
ثلاثه بنات هن
الأميرة فريال
الأميرة فوزية
الأميرة فادية
وكانت محبوبة من الشعب المصري.







طلقها الملك فاروق عام 1948
وكان طلاقها من أسباب انخفاض
شعبيه الملك بين الشعب.







بعد ثورة يوليو التي أطاحت بالملكية
في 23 يوليو1952
غادرت بناتها مع والدهم إلى منفاه في إيطاليا
ولم تستطع فـريدة رؤيتهن لمده طويله.


لكن بعد انتقالهن إلى سويسرا
كانت تسافر كثيراً لرؤيتهن.







عملت بالفن و رسمت الكثير من اللوحات
وشجعها خالها
الفنان الكبير محمود سعيد
على تنمية مواهبها في فن الرسم
ولكن واجباتها الملكية صرفتها عن ممارسة الرسم
لكنها عادت لممارسة فن الرسم
منذ عام 1954 وذلك لتغطية نفقات معيشتها
و ينتمي فنها إلى ما يعرف
بالفن الفطري للكبار.







أقامت العديد من المعارض الفنية
في مدريد و مايوركا
و باريس و القاهرة
و جنيف و بلغاريا و تكساس
وذلك في سنوات السبعينات والثمانينات.


ظلت مقيمة في مصر حتى عام 1963
وبعدها سافرت إلى
لبنان و سويسرا و باريس وأقامت فيها.








في عام 1982 عادت إلى مصر
وعاشت فيها حياة عادية في إحدى شقق القاهرة
كما أقامت معرضاً فنياً بعنوان


الف رؤوية ورؤية.







توفيت في القاهرة ودفنت فيها
وعند وفاتها حضرت بناتها الثلاث
لمصاحبة جثمانها.

[الوعد الصادق]

الملـــكة ناريمان


ناريمان حسين فهمي صادق
وشهرتها الملكة ناريمان
(31 أكتوبر 1933 - 16 فبراير 2005)
الزوجة الثانية للملك فاروق الأول
انجبت له ولى العهد أحمد فؤاد الثاني
الذي تولى العرش وهو لم يتجاوز الستة أشهر
تحت لجنة وصاية برئاسة الأمير محمد عبد المنعم
وذلك بعد تنازل الملك فاروق عن العرش
مجبراً تحت رغبة الجيش المصري
بقيادة الضباط الاحرار.





مولدها و نشأتها

كانت ناريمان الطفلة الجميــلة وحيـــدة والديها
والذى يعنى اسمها باللغة التركية
(الجميلة الفاتنة خفيفة الروح)
لا تدري انها ستكون
آخر ملكات مصر.




ولدت بالقاهره فى 31/10/1933
والدها هو حسين فهمي صادق
وكيل وزارة المواصلات
وهو نجل علي بك صادق من أعيان مصر
في ذلك الوقت
و اخر منصب تقلده قبل وفاته
هو سكرتير عام وزارة المواصلات
اما والدتها فهي
اصيلة هانم ابنة كامل محمود
من اعيان محافظة المنيا.



عاشت ناريمان طفولة سعيدة
فهي ابنة وحيدة
انجبها والداها بعد عدة محاولات فاشلة للانجاب
ولم ينجب ابواها سواها
وكان والدها يخاف عليها بشدة
للحد الذي جعله يفضل
عدم الحاقها بمدارس اللغات البعيده عن السكن
على ان تلتحق بمدرسة مصرية عادية
كانت تلاصق الفيلا التى تعيش فيها مباشرة
و توقف تعليمها عند المرحلة الثانوية
و كانت في هذه السن جميلة رقيقـة هادئـة
كرس لهـا والداهـا كل جهودهما
فعُرِف عنها الادب الشديد
و بدأ الخطاب يطرقون بابها مبكراً
حتى جاءها العريس الذى وافقت عليه هي و اسرتها
وخطبت الى الدكتور محمد زكي هاشم
المحامي المعروف
و تم تحديد موعد الزفاف
وجاء اليوم الذي ذهبا فيه لانتقاء خاتم الزواج
من احد كبار تجار المجوهرات.

[الوعد الصادق]

مقابلتها للملك

قصص كثيرة و روايات
نُسِجَت عن ظروف و ملابسات ارتباط
الملك فاروق ملك مـصــر السابق
بالفتاه الارستقراطية الجميلة ناريمان
لم تتفق الروايات جميعها على التفاصيل
حيث حفلت كل قصة بسيناريو مختلف
و لكن معظم بل كل هذه الروايات
اتفقت
على أن اللقاء الاول بين الملك و ناريمان
كان فى محل
أحمد باشا نجيب الجواهرجى
فى شارع الملكة فريدة
المعروف الآن باسم شارع
عبد الخالق ثروت.



روايات عن المقابلة

أُحيطَت بقصة مقابلة الملك لناريمان
الكثير من الأقاويل
فقيل
أن الجواهرجي عندما رأى ناريمان
وجد أنها العروس المناسبة
وأنه أبلغ الملك بمن وقع اختياره عليها
وأنه اتصل بالملك و حدد ميعاد بعد عدة أيام
لتأتي إليه العروس مرة أخرى
وأفهمها أنه سيُحضِر لها خاتماً نادراً
و أن فاروق جلس فى غرفة خلفية من المحل
و شاهدها و هي تمشي و تتحرك
وابدى موافقته عليها
فما كان من الجواهرجي إلا أنه فتح خزانته
و اخرج منها خاتماً ماسياً
وقال لوالدها مبروك
ابنتك ستصبح ملكة
مـصــر




وفي قصة اخرى
قيل ان الجواهرجي اخرج خاتماً
و طلب من ناريمان أن تنظر اليه
خارج المحل في الضوء الطبيعي
ليُتيح للملك فاروق
أن ينظر إليها من شباك إحدى الشقق
أمام المحل
وعندما اعجبته اشار للجواهرجي بالموافقة.




و رغم عدم منطقية القصتين
إلا أن ما قيل هو أن الجواهرجي
هو الوسيط أو هو الذي رشح ناريمان
للزواج من الملك.



ولكن هناك
رواية شاهد عيان ذكرها قبل رحيله منذ أعوام قليلة هو
يوسف نجيب ابن شقيق احمد نجيب باشا
و كان قد سمع من عمه مراراً و تكراراً
حسبما قال
و أقسم بأن هذه الرواية هى عين الحقيقة
و ما سواها مجرد حكايات غير موثقة
و لا تليق بملك مـصــر
و لا بقراراته .



والقصة كما يرويها
يوسف نجيب الجواهرجي تقول
أن الملك كان في هذا اليوم
فى زيارة إلى محل المجوهرات
الذي يملكه عمي
و عندما حضر الملك كالعادة
كان عمي يُغلق الباب
ويمنع دخول الزبائن احتراماً لمكانة الملك
لأن الصلة بين عمي والملك كانت قوية
وكان فاروق يذهب الى المحل دون حراسة
و يقود سيارته الصغيرة بنفسه
و كان يحرس المحل حارسان
وفي مدخله السكرتير الخاص لعمي.

وعندما دخل الملك
ترك الحارسان موقعهما
حيث ذهب احدهما لاحضار عصير الليمون من جروبي
والآخر لإحضار بعض القطع الذهبية
التي كانت تُصنع خصيصاً للملك
من الورشة التابعة للمحل .

وفي نفس الوقت
ترك السكرتير مكتبه
لإحضار أكياس من الجنيهات الذهبية
التي كان قد طلبها الملك .

وفي هذه اللحظات
لعبت المصادفة دورها حيث حضرت الفتاة ناريمان
بصحبة خطيبها و دخلت من باب المحل
دون ان يعترض طريقها احد.

وعندما شعر عمي بصوت اقدامهما
طلب منهما فى لهجة صارمة التوقف عن السير للأمام
وبسرعة شديده انتقل الملك
إلى حجرة الخزائــن الملحقــة بالمحل
وسمح عمى للشاب والفتاه بالدخول
فقالا له أنهما يريدان شراء حجر من الماس شبكة الخطبة.

وجلست ناريمان على كرسي
فى مواجهة حجرة الخزائن
التى كان يفصلها عن المحل ستارة
فشاهدها الملك و اعجب بها
وأشار إلى عمي و طلب منه أن يعرفهما به
لأنه يرغب فى بيع حجر سولتير
و يعتقد أنه سيعجبهما
و لهذا اخذ عمي ارقام تليفونات ناريمان.

و بعد ذلك اتصل مندوب من القصر الملكي بعائلتها
وردت عليه السيدة اصيلة والدتها
واعطته رقم التليفون الخاص بعمل والدها.

وعمي على عكس ما يُشاع
كان معارضاً لهذا الزواج
و قال للملك الفتاة صغيرة وغير مؤهلة لتكون
ملكة مـصــر .



تلك كانت رواية اخرى
لحكاية كيف تزوج الملك من ناريمان
و حتى بافتراض أن الرواية الاخيرة
هي الأقرب للحقيقة
لأن راويها كان ابن شقيق البطل الرئيسي للقصة
فهي في جوهرها
لا تختلف كثيراً عن الروايات الأخرى
فالامر المؤكد
هو أن فاروق خطط لخطف ناريمان
من خطيبها و تزوجها.

[الوعد الصادق]

اعلان الخطبة و الزواج



في عيد ميلاد الملك الحادى والثلاثين
11فبراير1951
تم الاعلان عن نبأ خطبته إلى الآنسة ناريمان صادق
وهي الفتاة التي وقع اختياره عليها
من بين كل بنات مصر
وفضلها على كثير من بنات العائلة المالكة
وحتى بنات الطبقه النبيلة
وظهرت صور الخطبة مبهرة بحق
و ارتدت ناريمان فستاناً بديعاً
وهي تضع القليل من المكياج وشعرها الذهبي
مصفف بطريقة رائعة .






واحتفالاً بخطبة الملك
تمت اضاءة النصب التذكارية
وتم ظهور الجيش فى عروض عسكرية
وقامت القوات الجوية بعروض فى الجو
وتم توزيع الوجبات المجانية
على الآلاف في القاهرة والاسكندرية
وتم توزيع الاراضي الزراعية على الفلاحين
الذين لا يملكون ارضاً.





جوانب عديدة منتظرة من زواج الملك
فهو يأمل أن رزقه الله بولي العهد
بعد أن رزقه الله بثلاث أميرات من الزيجة السابقة
وكان يتمنى أن يُنجب ولداً يحمل اسمه من بعده
يكون ولي عهده وملكاً لمصر.





لكن حاشية الملك
برغم أنها كانت تشاطر الملك أمنيته
ولكن الدافع الأكبر لديها
من وراء هذا الزواج المرتقب
هو تحسين صورة الملك
الذي انغمس فى السهرات ولازمته على الدوام
صفات أقلها أنه
غير جدير بتحمل المسئولية.

[الوعد الصادق]

بين الزفاف والخطبة مرت 4 أشهر
وقد كان من المقرر أن يتم الزفاف قبل ذلك
لكن ظروفا مرضية عانت منها خطيبة الملك
جعلته يتأخر حتى يوم
6 مايو عام 1951
وذلك بسبب جراحة أُجريت لناريمان
لاستئصال الزائدة الدودية.




الزواج الملكي


جاءت مراسم الزفاف ملكية بمعنى الكلمة
وحدثاً كبيراً يليق باسم ملك مصر والسودان
حيث انشغلت كل اجهزة الدولة بالحدث
وترددت الأغاني وعلت الزينات
وتمت اضاءة المصابيح .

وفي هذه الأيام كانت ناريمان
تعيش فى منزلها بضاحية مصر الجديدة
وتحولت الأنظار صوب هـذا المنزل
الذي تعيش بداخله الملكة القادمة لمصر
والتي تعلق بها قلب فاروق
واختارها من بين كل فتيات مصر
لتكون زوجته.




صورة ناريمان بحق كانت صورة جميلة
فهي تحمل صفات الفتاه الشرقية الرقيقة والأنيقة
وبدت جميع اللقطات والصور
التي ظهرت بها وهى تعكس روح وجوهر
الفتاة المصرية الجميلة
التي تُناسب الملك.

وتنوعت اللقطات
واستحوذت ناريمان على قلوب المصريين
وعلى اهتمام وسائل الإعلام .





و قد ذهبت الأميرة فوزية
شقيقة الملك فاروق
إلى منزل العروس المرتقبة فى مصر الجديدة
لكي تُساعدها فى اللمسات الأخيرة
قبل أن تُطِل على العالم في حفلة الزفاف
ولتقف إلى جوارها فى هذه اللحظة المهمة.

[الوعد الصادق]

ارتدت الملكة الجديدة فستان من الساتان الأبيض
و يُقال أنه
مرصع بعشرين ألف ماسة
وهو فستان لا يُصنع بكل هذا الاهتمام والبذخ
إلا للأميرات والملكات
وقد استغرق إعداده 4 آلالاف ساعة
كما ورد فى كتاب وليم ستاديم
(مملكتي فى سبيل امرأة).



وكانت ترتدي تاجاً من الماس
وبعد ان استعدت تماما تحرك موكبها
من منزلها بمصرالجديدة
حيث جلست في سيارة رولزرويس حمراء
والسيارات تخترق الشوارع الممتلئة بأقواس النصر
ومباهج الأفراح .



وعندما وصلت إلى قصر عابدين
حيث كان مقرراً وفقاً للبرتوكول
أن ينتظرها الملك وتصعد معه إلى أعلى السلم
ثم السير عبر قاعة المرايا الشهيرة لقصرعابدين
ثم إلى غرفة الملك المزخرفة بالذهب
حيث قامت زينب هانم الوكيل
زوجة النحاس باشا رئيس الوزراء
بتقديم زوجات الوزراء للملكة
وقامت زوجة السفير جيفرسون كافري
سفير بريطانيا لدى الملكة المصرية
بتقديم زوجات أعضاء السلك الدبلوماسي .



وبعد ذلك أُقيمت مأدبة كبيرة
في حدائق قصر عابدين
وقام الملك بقطع أول قطعة من كعكة الفرح
و كان عرضها 7 أقدام و تتكون من 7 أدوار
وقدم فاروق قطعة منها
على طبق من الذهب لناريمان .

[الوعد الصادق]

هدايا الزفاف و مظاهر الاحتفال



وصلت التهاني من جميع دول العالم
و قدم الملوك والرؤساء الهدايا .

فقدم الرئيس الامريكي ترومان
4 فازات من الكريستال



بينما ارسل
ملك انجلترا الملك جورج
سيارة كبيرة الحجم من الفضة




وارسل الزعيم الروسي ستالين
مكتباً صغيراً من أحجار نادرة للملك
بينما
كانت هدية ستالين للملكة
عبارة عن بالطو من الفرو لونه أسود.





و أرسلت
سويسرا ساعة من الذهب الخالص
وقدمت
تشيكوسلوفكيا طقم شاي




و أهدت هولندا
مجموعة من الأكواب الكريستال




بينما أرسل
الامبراطور الاثيوبي هيلاسلاسي
فازة مرصعة بالأحجار الكريمة .




و أرسل ملك الاردن
12 حاملة للصابون
من الذهب ومرصعة بالأحجار الكريمة





و أرسل ملك المغرب
سيفاً مرصعاً بالجواهر للملك
وعقداً من اللؤلؤ للملكة.




و أرسل الحاكم البريطاني العام للسودان
جرساً لغرفة الطعام
مثبتا على قاعدة من الأبنوس
ترتكز على نابين من أنياب الفيلة .






بالتأكيد كان هناك هدايا أخرى كثيرة
ولكن هذه هي الهدايا البارزة
التي تكتسب قيمتها من قيمة
الملوك والرؤساء والزعماء الذين أرسلوها
وهي هدايا رغم الأهمية الكبيرة لقيمتها
فإنها تعني أشياء أخرى كثيرة
أهمها هو أن ملك مصر
رغم كلما يحدث وكل ما يُثار حوله
يكتسب أهمية عالمية
لكونه ملك بلد كبير ومؤثر
ولهذا بادر معظم الرؤساء والملوك
بإرسال الهدايا للتعبير عن الفرحة
ومشاركة الملك سعادته بزفافه من الملكة ناريمان.



وكما لو كان هناك
اتصال مسبق بين جميع هــؤلاء الرؤساء والملوك
فاللافت للنظر
أن جميع الهدايا السابقة لم تتكرر
حيث بعث كل واحد بهدية مختلفة
عن الهدية التي أرسلها غيره
وتنوعت الهدايا في قصر عابدين
وفي حجرة نوم الملكة ناريمان.



والأهم أن حدث الزواج
انتشر فى كل دول العالم شرقها وغربها
وعرفت كل دول العالم بزواج ناريمان
من الملك فاروق .



و كان الاحتفال فى مصر مهيباً
ففي الشوارع تم اطلاق 101 طلقة مدفعية تحية
و أقام الجيش استعراضاً كبيراً



و أُطلقت الالعاب النارية
وقذفت الطائرات من الجو ببرقيات تهنئة للملك والملكة
وفي المساء أضاءت المراكب الأنــوار
و سارت فى مياه النيل
بينما اصطف الراقصون على الشواطئ وفي الميادين
وشاركت القوات البريطانية
التي كانت موجودة بمنطقة القناة
الملك فاروق الأفراح
ونظمت عرضاً عسكرياً
بكامل اللباس العسكري
كنوع من الاحترام والاحتفال بالمناسبة.




في الوقت نفسه كان يوم الزفاف أٌسطورياً وحدثاً
لا يمكن أن تتجاوزه صفحات الملكية
في مـصـر
بكل احداثه وتفاصيله.

[الوعد الصادق]

الظهور الاول للملكة
و شهر العسل

وفي أول ظهور للملكة الجديدة بعد الزفاف
ظهرت ناريمان بكامل اناقتها
ترتدي ملابس لونها أسود
وتركب سيارة ماركة كاديلاك حمراء
وهي في طريقها إلى مسجد الرفاعي
لزيارة قبر الملك فؤاد والد فاروق
و زارت القبر وقرأت الفاتحة على روحه
واعتبر الكثيرون أن هذا الموقف
هو البداية الأقوى لانضمام ناريمان
إلى العائلة المالكة حيث ذهبت إلى قبر والد الملك
في لفتة تُعبر عن الاحترام والانتماء
والأهم الالتزام.





بعد ذلك قضى فاروق و ناريمان
شهر عسل ملكياً
بدأ بالسفر على اليخت الملكي الخاص به
واستمر ثلاثـة أشهر في دول أوروبا
تكلف حسبما جاء فى بعض الكتابات
300 الف جنيه.




وكان فاروق طوال أيام شهر العسل
الذي امتد ثلاثة أشهر
يوقظ ناريمان على هدية جديدة و قيمة
تنوعت الهدايا بين عقد من اللؤلؤ وخاتم من الياقوت
حتى حلوى الشيكولاتة المحببة إليها
و مشروب السحلب البلجيكي الذي تحبه و تفضله.




و مرت أيام جميلة
ثلاثة أشهر من الحب و الغرام و العسل
جمعت بينهما رحلة ملكية بمعنى الكلمة
كان فاروق يجيد فن معاملة المرأة
و لهذا أغدق عليها الهدايا و كلمات الاطراء و الحب
و نزل فاروق و الملكة البحر
و تم التقاط صور لهما وهما بلباس البحر
و تظهر فيها بالمايوه .




و عندما أحست ناريمان بنوع من الدوار
وهو مؤشر على أنها حامل
حجز فاروق سفينة الركاب الملكية
كاملة لعودة الملكة بطريقة مريحة
مفضلاً عدم العودة على اليخت الملكي
و عاد الملك و الملكة لينتظرا الحدث السعيد
مولد ولي العهد.