العودة   شبكة صدفة > المنتديات العامة > ابحاث علميه و دراسات

ابحاث علميه و دراسات Research , analysis, funding and data for the academic research and policy community , ابحاث , مواضيع للطلبة والطالبات،أبحاث عامة ،بحوث تربوية جاهزة ،مكتبة دراسية، مناهج تعليم متوسط ثانوي ابتدائي ، أبحاث طبية ،اختبارات، مواد دراسيه , عروض بوربوينت

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 09-23-2010, 04:04 PM رقم المشاركة : 41
معلومات العضو
marmer

الصورة الرمزية marmer

إحصائية العضو








marmer غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: ابحاث ثورة يوليو

ثورة يوليو بعد 56 عاماً
ما اشبه الليلة بالبارحة
معن بشور
23/7/2008



لا شك ان ثورة 23 يوليو بقيادة جمال عبد الناصر كان تجربة تاريخية استثنائية في التاريخ المعاصر عرفت الكثير من الانجازات وواجهت العديد من الاخفاقات، لكن انجازها الحقيقي يبقى في انها اطلقت في الامة العربية وفي جوارها الاسلامي والاسيوي والافريقي روحاً ما زالت راياتها ترفرف حتى هذا اليوم، رغم مرور اكثر من نصف قرن على انطلاقتها، وحوالي العقود الاربع على رحيل قائدها.

الروح الجارفة التي اطلقتها هذه الثورة هي روح المقاومة التي ولدت معها فكرة الثورة نفسها منذ منذ ان حوصر قائدها في الفلوجة الفلسطينية أبان حرب فلسطين، حين ادرك ان الخطوة الاولى في مواجهة الاغتصاب الصهيوني انما تكمن في فكرة التغيير داخل مصر، واستطرادا على مستوى الامة، فربطت منذ اللحظات الاولى بين مقاومة الاحتلال بريطانياً كان هذا الاحتلال ام صهيونياً، عسكرياً كان ام سياسياً واقتصادياً، وبين التغيير الشامل في مجتمعها، فكانت تدرك باستشراف عميق، ورؤية صائبة ان كل طرق النهوض امام الشعوب تصبح مفتوحة اذا تمكنت هذه الشعوب من مقاومة اعدائها والانتصار عليها.

والدافع الاساسي لهذه الروح التغييرية المكافحة التي قبضت عليها تلك الثورة منذ ايامها الاولى كان يكمن في قراءة قائدها ورفاقه الضباط الاحرار لامرين بارزين في آن أولهما الحاجة العميقة للتغيير في مجتمعها المصري ثم العربي، وثانيهما التحولات الاستراتيجية والتاريخية الخطيرة التي كانت تعصف بعالم ما بعد الحرب العالمية الثانية وامبراطورياته الاستعمارية التي بات يطلق عليها بعد العدوان الثلاثي على مصر بالاستعمار القديم، والذي كان لمصر 23 يوليو الفضل في اخراجه ليس من ارض الكنانة وحدها بل من اراض شاسعة في الوطن العربي وافريقيا وآسيا وامريكا اللاتينية، وهو فضل يتذكره كبار الثوار في العالم من بن بله في الجزائر، الى تشي غيفارا في كوبا وبوليفيا، الى سوكارنو في اندونيسيا، وسيكوتوري في غينيا، وموديبوكيتا في مالي، والبيرونية في الارجنتين، والتيتوية في يوغوسلافيا وصولاً الى شافيز في فنزويلا هذه الايام.

كان الضباط الاحرار في مصر يدركون بحس ثوري مرهف ان النظام الملكي في مصر، رغم كل الركائز الداخلية والخارجية التي كان يعتمد عليها، هو نظام هش مهيأً للسقوط موضوعياً اذا توفرت الشروط اللازمة لذلك من ارادة وادوات وقرار شجاع.

وكان هؤلاء الضباط، بقيادة "البكباشي" جمال عبد الناصر يدركون كذلك ان الشمس قد بدأت رحلتها للغروب عن "امبراطورية لا تغيب عنها الشمس"، وكانوا يقرأون في هزيمة الامبراطورية الفرنسية في ديان بيان فو في الهند الصينية عام 1954 مؤشرات ضعف بنيوي عميق لا بد من من مواجهته لينكشف ضعفه في كل المستعمرات الفرنسية في افريقيا وآسيا وفي جزر المحيطات الواسعة.

فبدأت سلسلة من القرارات الشجاعة التي وصفها كثيرون آنذاك "بمغامرات غير محسوبة" لا سيما بعد تأميم قناة السويس واستعادتها لابناء مصر غير آبهين بالعواقب التي بدت في البداية انها خطيرة بالفعل ولكن ليتبين ان خطورتها تكمن على الامبراطوريات التي استخفت بقدرات شعب محدود الامكانات، وبشجاعة قيادة كان سلاحها الافعل ايمانها بشعبها وامتها واحرار العالم.

وهكذا سقط العدوان الثلاثي على مصر في اواخر تشرين الاول/ اكتوبر 1956، بفعل مقاومة الكتائب الست من جيش مصر الباسل في قلب سيناء والتي كانت مهمتها الرئيسية اشغال الهجوم الصهيوني ليومين فقط، فاذا بجحافله تتسمر امامها اياماً طويلة حتى بدأ الانزال البريطاني /الفرنسي في بورسعيد والاسماعيلية ومنطقة القناة فتواجهه ايضاً مقاومة شعبية هائلة متصاعدة بدأت تهتز لها حكومتا لندن وباريس، وبدأ يتجاوب معها عالم جديد بدأ يبرز مع تلك المغازلة البطولية على ارض مصر.

واذ يشير الاستاذ محمد حسنين هيكل في تجربة حياته الحافلة على "فضائية الجزيرة"، الى التحولات التي شهدها العالم بدءاً من استقالة امين عام الامم المتحدة همرشولد لأن "المنظمة الدولية اهم من دولها حتى لو كانت دائمة العضوية في مجلس الامن، ولآن ميثاق الامم هو اهم من المنظمة ذاتها ونظامها الذي تحمي الدول المعتدية لانها تمتلك حق الفيتو"، الى انذار بولغانين السوفياتي الشهير الذي جعل من رئيس حكومة الكيان الصهيوني بن غوريون يتراجع بعد يوم واحد من اعلانه خطاب النصر في 4 تشرين الثاني/نوفمبر1956 ليعلن الانسحاب من سيناء، ووصولا الى موقف الرئيس الامريكي آنذاك دوايت ايزنهاور الذي بدأ يدير ظهره لحلفائه التاريخيين في لندن وباريس، بل ويمتنع عن الاجابة، بعذر او بآخر، على اتصالات انطوني ايدن (رئيس وزراء بريطانيا) التي بلغ عددها 15 اتصالاً في 24 ساعة من أجل استقباله مع زميله الفرنسي غي موليه في واشنطن، فانه يقول ان هذا الفضل في هذه التحولات يعود بالاساس الى المقاومة الباسلة التي ابداها شعب مصر وجيشها الباسل، ومن خلفه امة عربية هادرة نجح ابناؤها في سوريا بنسف انابيب النفط فأدخلوا العالم بأسره في ازمة وقود خانقة فرضت على عواصم الحرب تقنينا نفطياً لم تعرفه حتى في اصعب ايام الحرب مع المانيا الهتلرية".

فما اشبه اليوم بالبارحة...

فالمقاومة التي يشتد اوارها في منطقتنا، بدءاً من فلسطين الى العراق ولبنان وافغانستان والصومال، بدأت تعيد صياغة العلاقات الدولية في العالم كله على نحو جديد ينطوي على بداية انحسار متسارع في الامبراطورية الامريكية الجديدة التي اعتقد منظروها ان العالم بات مسرحاً لانفرادها وهمينتها بعد انهيار الاتحاد السوفياتي ومنظومته الاوربية، وان التاريخ قد دخل نهايته التي تشهد لهيمنة دائمة لهذه الامبراطورية.

ونجاح هذه المقاومة لم ينحصر فقط في حجم الخسائر البشرية والاقتصادية والاستراتيجية والمعنوية الهائلة التي تكبدها المركز الامبراطوري الاستعماري الامريكي، وامتداده الصهيوني في منطقتنا، بل انه ادى الى انشغال واشنطن وجبوشها وسياساتها بما يسمى بالحرب على العرب والمسلمين وعلى مدى اكثر من عقد من الزمن، عن مواجهة مخاطر نمو قوى جديدة على امتداد العالم بدءاً من روسيا التي اخذت تنتفض لكرامتها ولتراثها بعد اهانات تعرضت لها على كل صعيد، الى الصين التي حققت نمواً اقتصادياً مذهلاً تجاوز حدودها ليتسلل الى اعماق العالم بأسره، وخصوصاً الى القارة الافريقية التي طالما تركتها واشنطن احتياطاً استراتيجياً لاقتصادها وهي القارة البكر الغنية بمواردها وامكاناتها واسواقها.

ولأن التاريخ لا يعيد نفسه إلا على شكل مهازل، لكن دورات صعود الامبراطوريات وافولها لا تتبدل، بل هي تتسارع حين تجد هذه الامبراطوريات نفسها، وهي توسع نطاق هيمنتها، انما تستنفذ طاقاتها وقدراتها وتتحول جدران حمايتها الى خواصر رخوة سهلة الاستهداف من افقر الشعوب وابسطها واقل امتلاكاً لوسائل المواجهة.

من هنا، فان الاحياء الحقيقي لثورة يوليو يكمن في التقاط المصدر الرئيسي لقوتها، أي القراءة الحقيقية لجوانب القوة في امتنا، ولنقاط الضعف والخلل في بنية اعدائنا، فتنطلق بكل جسارة ودراية وكفاءة لاسقاط حصون العدو الواحد تلو الآخر، وفي تفكيك الغامه المزروعة في ارضنا، كما في مجتمعاتنا، وهي الغام التفتيت المجتمعي والعقل الاستسلامي والاذعان لقدر العدو ومشروعه الرامي الى القضاء على وجودنا وهويتنا وعقيدتنا.

هنا تبرز مجدداً ثلاثية المقاومة والوحدة والنهضة، حيث يشق المقاومون لامتهم طريق النهوض باضعاف قدرات القوى المعيقة له، وحيث تحصن الوحدة وطنية كانت، ام قومية، او اسلامية، مشروع المقاومة ذاتها، وحيث يقود عربة النهضة جوادان هما المقاومة والوحدة.

فهل هي صدفة ان تسكتمل نفسها مقاومة مصر للعدوان والاحتلال في اواخر 1956 بالوحدة مع سوريا في اوائل 1958، وبالانجاز في السد العالي 1960 ، وفي التصنيع الذي وصل الى حد بناء مصنع كل ساعة في مصر، بل هل هي صدفة بالمقابل ان يكون منطلق الحرب على مقاومة الامة، وفي طليعتها مصر الناصرية، عبر الاجهاز على الجمهورية الوحدوية والوحيدة في تاريخنا المعاصر عبر الانفصال المشؤوم في 28/9/1961.

قد يقول قائل، وهو محق في قوله: لكن ظروف اليوم غير ظروف الامس، وان مياهاً كثيرة قد جرت تحت جسر الامة المتصدع، وان متغيرات هائلة يشهدها العالم عموماً، ومنطقتنا خصوصاً، لكن هؤلاء لا يدركون ان استمرار روح المقاومة والنهوض في الامة ما زالت تتدفق في شرايين المجاهدين والمقاومين والمناضلين والنهضويين على امتداد الامة بأسرها، لتعيد صياغة شروط المواجهة في العالم من خلال حقائق المواجهة في هذه المنطقة، بل لتحسنّ شروط المواجهة في المنطقة من خلال صياغة علاقات جديدة في عالم جديد لا تحكمه قطبية آحادية او تتحكم به.

بل نستطيع القول ان ظروف اليوم في جوانب منها تكاد تكون افضل من ظروف الامس، لآن المواجهة بالأمس كانت قرار قيادة او قائد، فيما هي اليوم مواجهة شعوب بأكملها تفرض منطقها حتى على القادة والقيادات اذا داخلهم وهن او ضعف او تعب او رغبة بالتراجع....

وليس من قبيل الصدف ابداً ان تستقبل الامة كلها ، بعد 56 عاماً على ثورة يوليو، انجازاً تاريخياً عنوانه اطلاق أسرى وشهداء لدى العدو الاسرائيلي وفي مقدمهم عميد الأسرى العرب في سجون الاحتلال الصهيوني سمير القنطار، وهو بطل "عملية جمال عبد الناصر"، وكأن هذا الانجاز يذكرنا بمرحلة لم تكن عناونيها الوطنية والعروبة والاقدام والثورة فقط ، بل كانت ايضاً تلك القراءة الدقيقة لمخزون الاستعداد للمواجهة لدى الامة، ولعوامل الضعف والتفكك داخل اعدائها...

فاذا كانت روح ثورة يوليو قد هزمت الاستعمار القديم في اواسط الخمسينات من القرن الماضي، فان هذه الروح التي يحملها اليوم مجاهدون، ينتمون الى تيارات متعددة، قادرة اذا عرفت كيف تستفيد من تجارب الماضي وخبراته، ان تهزم الاستعمار الجديد الذي تسلل لوراثة الاستعمار القديم من ثغرات في ادائنا وانظمتنا وبنانا وعقولنا وعصبياتنا، بل انها تستطيع ان تحصن الامة بأسرها بوجه اي استعمار قادم، ايّـاً كان شكله او اسلوبه او نهجه.

ورغم الظلام المخيّم على سماء الامة، فان اشعة من نور اخذت تتسلل تحملها مشاعل مجاهدين بواسل يحاصرون الحصار في فلسطين، ويربكون القوة العظمى في العراق، ويكشفون في لبنان مأزق العدو الذي "لا يقهر"، ويهزمون في افغانستان قوات الحلف الاطلسي بكل جبروتها، ويجهزون على الاحتلال بالوكالة في الصومال، ويكسرون جدار العزلة في سوريا، ويتململون من اجل الخبز والكرامة على امتداد الامة، بل ويواصلون مشاريع استنهاض بلادهم في جناحي العرب المجاورين: ايران المتمسكة بعقيدتها، وتركيا التي تميط اللثام عن قرن من محاولة اقتلاعها من جذورها.

ألم تكن تلك استراتيجية جمال عبد الناصر وثورته المصرية وحركته القومية العربية، فاذا أخفقت هذه الاستراتيجية في مرحلة ، فهذا لا يعني استحالة تحقيقها في مرحلة اخرى.







آخر مواضيعي 0 حلمي لأيامي الجايه
0 صفات الله الواحد
0 عيش بروح متفائله ونفس مؤمنه
0 إبتهال قصدت باب الرجا
0 كونى انثي
رد مع اقتباس
قديم 09-23-2010, 04:06 PM رقم المشاركة : 42
معلومات العضو
marmer

الصورة الرمزية marmer

إحصائية العضو








marmer غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: ابحاث ثورة يوليو


في كل عام تتجدد الوقفة:


ذكرى ثورة مجيدة وقائد تاريخي


محمود كعوش


مذ امتهنت مهنة المتاعب واخترت الكتابة في مجال السياسة وأنا في سن مبكرة، حرصت على أن لا أفَوِتَ مناسبة عربية كبيرة دون تناولها بالبحث والتقييم الأمينين ومقارنتها بالماضي وقياسها عليه ومقارنة الحاضر بها وقياسه عليها، وتقديمها للقارئ الكريم بشكل يشبع نهمه السياسي ويرضي طموحاته الوطنية والقومية ويُحفز عنده تطلعاته المستقبلية. كما حرصت على أن أتطرق بشكل أمين وغير منحاز إلى فرسان وأبطال وقادة ورجالات كل مناسبة وتقديمهم للقارئ بشكل يخلو من المغالاة والمبالغة في وصفهم وتبيان فضائلهم وحسناتهم وخصالهم الحميدة ومدحها على حساب تجاهل رذائلهم وسيئاتهم وعيوبهم. ومن بداهة القول أن يكون لجمهورية مصر العربية وأكبر وأعظم فرسانها وأبطالها وقادتها ورجالاتها نصيب وافر من هذه المناسبات ومن اهتماماتي بها وبهم. كيف لا وقد كانت مصر وستبقى قلب العرب والعروبة، كما أراد لها الزعيم العربي التاريخي الراحل جمال عبد الناصر أن تكون وتبقى. ومن أهم هذه المناسبات ثلاثٌ هي: ثورة 23 يوليو/تموز 1952 وميلاد عبد الناصر في 15 يناير/كانون الأول 1918 ورحيله في 28 سبتمبر/أيلول 1970.


مما لا شك فيه أن ثورة 23 يوليو/تموز 1952 التي فجرها نفر من الضباط الأحرار بقيادة عبد الناصر ضد نظام الحكم الاستبدادي في مصر بكل ما مثلته من حالة ثورية مستجدة وطارئة على الأمة العربية في العصر الحديث وما أحدثته من تحولات وطنية وقومية لامست مختلف جوانب الحياة الاقتصادية والسياسية والفكرية والاجتماعية العربية، قد ارتقت بالإنسان العربي إلى مستوى المسؤولية التاريخية في صراعه الطويل والشاق مع الاستعمار والاستيطان التوسعي وجميع أشكال التحالفات الإقليمية والأحلاف الأجنبية. كما أنها أسهمت بشكل فاعل وملحوظ في تعزيز وتمتين مناعة وقدرة هذا الإنسان على مواجهة وتحدي الرجعية وقوى الردة والتخاذل والانحطاط والتخلف والاستبداد والرأسمالية والإقطاع في مصر والوطن العربي بشكل عام.


في رحاب الثورة المجيدة وكنف زعيمها الخالد جمال عبد الناصر كبر الإنسان العربي وارتفعت هامته بقَدْرِ ما كِبَرت وارتفعت هامة الثورة التي أجمع المؤرخون عرباً وعجماً على اعتبارها واحدةً من أهم وأعظم الثورات المؤثرة في التاريخ المعاصر، لما أحدثته من تحولات، وما أفرزته من إيجابيات على صعيد مصر أولاً، والوطن العربي ثانياً، والعالم ثالثاً، وبالأخص على مستوى الدول النامية.


والآن وقد مضى ستة وخمسون عاماً على تفجر ثورة 23 يوليو/تموز 1952 وتسعون عاماً على ميلاد عبد الناصر وثمانية وثلاثون عاماً على رحيله، فإننا نرى أن من الحكمة وعين الصواب تجنب الخوض في قراءات تحليلية ونقدية تفصيلية ومعقدة لإنجازات هذه الثورة ونتائجها وإيجابياتها وسلبياتها، درءاً للسقوط في منزلقات عاطفية تجاه الثورة وفكرها وزعيمها، خاصة وأننا كعرب غالباً ما نُوصف "بالاستغراق المفرط والمبالغ به في التعبير عن عواطفنا الجياشة تجاه ما ومن نحب أو نكره"!!


فمثلها مثل جميع الثورات التي عرفها التاريخ، اتسمت ثورة 23 يوليو/تموز بالإيجابيات والسلبيات. وكقائد لهذه الثورة اتصف عبد الناصر مثله مثل جميع القادة الكبار بمزيج من الإيجابيات والسلبيات. لكن إيجابيات الثورة كانت أكبر بكثير من سلبياتها، وكذا كان الحال مع زعيمها، أقلّه في نظر من اعتنقوا الفكر القومي العربي وثبتوا على إيمانهم به برغم كل ما أحدق به من مؤامرات دنيئة وما مورس ضده من ضغوط أكثر دناءة على المستويين العربي والأجنبي . ومما لا شك فيه أن إيجابيات الثورة الكبيرة جداً وازت إنجازاتها العظيمة جداً، وكذا كان الحال مع سلبياتها التي وازت هي الأخرى أخطاءها.


والحق يُقال أن قراءة ثورة 23 يوليو/تموز بعين مجردة وبعيدة عن أي مؤثرات خاصة أو تأثر بالحملة المضادة لقوى الردة العربية التي رهنت نفسها ومصيرها للولايات المتحدة الأميركية ومشروعها الاستعماري ـ الاستيطاني في وطننا العربي، تحفزنا على القول دون أدنى تردد أنه إذا ما قارناها "بأعوامها الثمانية عشرة التي امتدت بين عام تفجرها وعام وفاة زعيمها" بكل التجارب والممارسات السياسية العربية الأخرى التي سبقتها وتبعتها فإنها تبقى المتميزة والمتفوقة، بسبب فضلها الكبير والحاسم في تحقيق الاستقلال الوطني لمصر والعديد من الأقطار العربية والدول النامية في جميع القارات. هذا بالطبع إلى جانب ما أنجزته من تحولات اجتماعية وتنموية وخروج من دائرة الاستقطاب الدولي والتبعية، والتي كان لجمال عبد الناصر وإخوانه من الضباط الأحرار في مجلس قيادة الثورة شرف تحقيقها برغم شراسة قوى الأعداء في الداخل والخارج وتكالبها على الثورة. فلولا قوى الظلام المضادة داخل مصر والوطن العربي عامة والاستعمار والصهيونية في الخارج، لكان قد قُدر للثورة بقيادة زعيمها أن تنجز الكثير من خططها ومشاريعها وبرامجها الاقتصادية والسياسية والفكرية والاجتماعية، وكذلك الوحدوية.


يتفق المفكرون والكتاب القوميون على أن الأسباب التي جعلت عبد الناصر يقوم بثورته في منتصف القرن الماضي ما تزال قائمة حتى يومنا هذا، مع تصاعد في حدّتها وتمدد في رقعة انتشارها افترضهما التبدل في الزمن. كما ويجمعون على أن الأفكار التي طرحتها الثورة ما تزال تلقى صدى جماهيرياً إيجابياً واسعاً حتى يومنا هذا أيضاً، الأمر الذي يؤكد مصداقيتها ومصداقية زعيمها، ويمنحهما المشروعية الحقيقية والصادقة.


فالأوضاع العربية المتردية والمزرية التي كانت سائدة قبل الثورة عادت وتفاقمت من جديد بعد غياب عبد الناصر. ويُستدل على ذلك مما هو حاصل الآن في الأراضي الفلسطينية المحتلة والعراق ولبنان والسودان والصومال بشكل مباشر، وما هو حاصل في أقطار عربية أخرى بشكل غير مباشر. ومن يدري فقد يكون الآتي أدهى وأمر!! هذا بالطبع إذا ما مضت الأنظمة العربية في معاداة شعوبها وأوغلت في انصياعها للإرادة الأميركية – "الإسرائيلية" المشتركة، في ظل غياب الكرامة والإرادة العربيتين!!


لكن من حسن طالع الأمة أن فكرة النهوض الوحدوي التي لامست العواطف وتربّعت في الوجدان العربي مع تفجر الثورة وانتصاب هامة زعيمها ما تزال تداعب هذه العواطف وتحتل هذا الوجدان، وبالأخص في المستوى الشعبي على مساحة الوطن العربي من المحيط إلى الخليج، بما في ذلك "ما هو محتل منه وما هو مهدد بالاحتلال" إذا ما استمر الوضع العربي على ما هو عليه من انحطاطٍ وتردٍ في ظل قيادات عربية عاجزة ولا حول لها ولا قوة.


وعندما نُحيي ذكرى ثورة 23 يوليو/تموز فإن الوفاء يفترض أن نتوقف طويلاً عند شخص زعيمها جمال عبد الناصر لنستذكر تجربته ونستلهم العبر منها ونعمل على زرعها في ذاكرة أبنائنا، لأن الأسباب التي استدعت قيامها ما تزال تحاكيها، ولأن الأفكار التي طرحتها ما تزال تنتظر من يباشر في تطبيقها بشكل أمين ومخلص.


نتوقف عند جمال عبد الناصر لعله يكون في ذلك عبرة لمن رهنوا مستقبل بلادهم وشعوبهم بيد الولايات المتحدة وأطلقوا العنان للمخططات الأميركية – "الإسرائيلية" الجهنمية لتعيث فساداً في الوطن العربي، لقاء حفنات تافهة من الدولارات أو البقاء فوق كراسي الحكم في أنظمة فقدت شرعية بقائها مع لحظة إسقاط مشروع الدفاع العربي المشترك.


نتوقف عنده من منطلق إيماننا بعظمته وضرورة محاكاة تجربته وثورته واستخلاص الدروس والعبر. نعم، وربما قبل هذه من منطلق إيمان راسخ بالقومية العربية التي رفع شعارها وتبّناها وقضى من أجلها، والتي يحوّلها نفر من الكتاب والمفكرين والباحثين والإعلاميين من أهل الثقافة الضيقة هذه الأيام إلى "شماعةٍ" يعلقون عليها الأوضاع العربية المتردية خدمة لأهل السلطة والجاه وأسيادهم في الخارج، وتبريراً لتقاعسهم واستكانتهم، وحتى استسلامهم.


فالفكر القومي الذي اعتنقه جمال عبد الناصر ما كان يوماً دعوة إلى تغييب الديمقراطية أو القفز من فوقها، ولا وجهاً للقمع والفاشية أو رديفاً للدكتاتورية الفردية، بصرف النظر عما أُلصق بالتجربة الناصرية من تهم وافتراءات بهذا الخصوص، قد يكون بعضها القليل صحيحاً وقد يعود العذر فيها لِقصر عمر التجربة نفسها وكثرة الإرهاصات والإفرازات السلبية والكبيرة التي ورثتها عن مراحل الاستعمار المتعددة ونظام الحكم الاستبدادي الذي انقلبت عليه، إضافة إلى تكالب القوى المعادية في الداخل والخارج ضدها.


إن كل ما قيل وتم تداوله عن التجربة الناصرية والثورة والزعيم بهذا الخصوص صاغه المغرضون في إطار خطة شيطانية مدروسة وحملة ترويج شرسة للنزعات القطرية البحتة التي استشرت في الوطن العربي بعد رحيل عبد الناصر، تلك النزعات التي حوّلت الأقطار العربية إلى إقطاعيات ومزارع لممارسة القمع والفاشية والدكتاتورية تحت سمع وبصر العالم بما فيه الولايات المتحدة الأميركية "صاحبة الفضيلة والحريصة على إرساء الديمقراطية والعدالة وحقوق الإنسان في العالم"!!


نتوقف عند جمال عبد الناصر وثورته وتجربته وفي أذهاننا جميع أشكال القتل والفتك والبطش والإبادة والإذلال والانتهاكات اليومية التي يمارسها "الإسرائيليون" في الأراضي الفلسطينية المقدسة والأميركيون فوق تراب بلاد الرافدين المباركة، والتي وللأسف يمارسها "الاخوة الأعداء" في حركتي "حماس" و"فتح" الفلسطينيتين في هذه الأيام "الغبراء" بحق بعضهم البعض من أجل الاستئثار بالسلطة "العرجاء" لا من أجل تحرير الأرض المحتلة.


نتوقف عند المناسبة العظيمة متشبثين بما تبقى عندنا من كرامة كان لجمال عبد الناصر الفضل الأكبر في إرساء دعائمها وزرعها في نفس وعقل وقلب كل إنسان عربي على مساحة الوطن العربي من المحيط إلى الخليج، نعم من المحيط إلى الخليج.


نتوقف عند المناسبة العظيمة لشعورنا الصادق والأمين بأننا أحوج ما نكون في هذه الظروف الصعبة لأمثال هذا الرجل الكبير، الذي كبرت أمته به وكبر بها.


ألسنا بحاجة إلى كرامة لطالما افتقدناها مع رحيله ومع توالي التجارب السياسية العربية التي تلت التجربة الناصرية على مدار العقود الأربعة الأخيرة، تلك التجارب التي قفزت فوق التجربة الناصرية وتنكرت لها وتعمدت عدم محاكاتها والبناء عليها، إلى أن آل الوضع العربي إلى ما هو عليه من تراجع وانحدار وفقدان للكرامة والإرادة؟


ترى هل يداهمنا "إعصار عودة الوعي" من حيث ندري أو لا ندري ومن حيث نحتسب أو لا نحتسب، ليوقظ قادة الأمة من سباتهم العميق ويخرجهم من غيبوبتهم الأعمق وينير بصيرتهم ويرشدهم للصلح والتصالح مع شعوبهم والتخلي عن نزعاتهم القطرية الضّيقة ومصالحهم الذاتية الأضيق، ليحاكوا التجربة الناصرية بما لها وما عليها، ويبنوا فوقها، ويعيدوا الكرامة لأنفسهم وأقطارهم وأمتهم؟


أنت منا ونحن منك يا جمال، وما أحوجنا إليك في هذه الأيام. إننا نحتاجك في هذا الوقت أكثر من أي وقت مضى. ويعلم الله أننا نفتقدك كما لم نفتقدك من قبل، وكما لم نفتقد زعيماً قبلك. نعم نفتقدك وأنت ما تزال حياً في قلوبنا وعقولنا. رحمك الله يا أبا خالد وأسكنك فسيح جنانه.









آخر مواضيعي 0 حلمي لأيامي الجايه
0 صفات الله الواحد
0 عيش بروح متفائله ونفس مؤمنه
0 إبتهال قصدت باب الرجا
0 كونى انثي
رد مع اقتباس
قديم 09-23-2010, 04:07 PM رقم المشاركة : 43
معلومات العضو
marmer

الصورة الرمزية marmer

إحصائية العضو








marmer غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: ابحاث ثورة يوليو

عن جمال عبدالناصر.. بالمناسبة!!
[IMG]http://www.alarabiya.net/track_*******_views.php?cont_id=53584[/IMG]


محمد خروب
يدهشني ويبهجني هذا الحضور البهي لقائد ثورة 23 يوليو، رغم كل هذه السنوات الطوال التي مرت على الثورة اولاً، والعقود الاربعة (تقريبا) على رحيل جمال عبدالناصر عن هذه الدنيا الفانية.

للذين لم ينتهوا بعد من تصفية حسابات الثأر من عبدالناصر، ويواصلون محاولاتهم المحكومة بالفشل لطمس تراث هذا الرجل العظيم، ان يقولوا ما يشاءون، فهم لا ينتظرون ذكرى الثورة ليهيلوا التراب على ذكرى عبدالناصر ومنجزاته، وهم بالتأكيد لا يحتاجون احداً ليذكرهم بذكرى وفاته في الثامن والعشرين من ايلول (الذي هو يوم انهيار الوحدة وانفصال سوريا عن مصر بعد الانقلاب الذي قاده خليط من القوميين (...) وعملاء السي آي ايه وزبائن السفارات في العام 1961).


كارهو عبدالناصر الشخصي وقائد الثورة والمنحاز بلا تردد او خشية للغالبية العظمى من المصريين الفقراء والعمال والشغيلة والطبقة الوسطى، بمكوناتها وشرائحها، وصاحب الدعوة بأن يرفع المصريون والعرب رؤوسهم بعد طول طأطأة وقهر اجتماعي وسياسي داخلي بطابعه الطبقي، وخصوصاً أجنبي..

الكارهون هؤلاء، لا ينتظرون الخامس عشر من كانون الثاني، ليلعنوا ذلك اليوم الذي رأت عينا عبدالناصر النور قبل تسعة عقود بالضبط (15/1/1918)..

فهم واظبوا، الهجوم على عبدالناصر، وانخرطوا في حلقات التآمر التي استهدفت حياته وعقدوا التحالفات والصفقات مع اصدقائهم، الذين رأوا في المشروع الناصري خطراً على مصالحهم وتهديداً لخطابهم وامتيازاتهم ورغبتهم في البقاء تحت دائرة الضوء وقرب اصحاب صناعة القرار، وكان أن قبضوا التمويل، واخفوا الاسلحة وادوات التخريب وقام نفر منهم بغسل ادمغة السذج والبسطاء، وروجوا الشائعات عن ارتباطات سابقة لعبدالناصر باحدى الجماعات الدينية في ايحاء ان الرجل ادار ظهره للجماعة التي اسهمت في انجاح ثورته.

ثم ما لبثت هذه الجماعة المعروفة الارتباطات بالسفارتين البريطانية والاميركية وخصوصا بمجموعات نافذة في بلاط فاروق، ان راحت تتهم عبدالناصر بنسج علاقة مع الاميركيين (من تحت الطاولة) ولم تتورع عن استخدام السلاح لاغتيال عبدالناصر في ميدان المنشية بالاسكندرية بعد ان وصلت الى مرحلة اليأس بامكانية احتواء قائد الثورة او بعض الضباط الاحرار، وان كان انور السادات لم يتوقف للحظة عن مغازلتم بهذه الطريقة او تلك ? لكن ارهابهم ارتد الى نحورهم وبدأت الجماعة بالتقهقر على النحو المعروف، قبل ان يخرجهم السادات من عزلتهم بعد رحيل عبدالناصر، لاستخدامهم في مواجهة اليسار المصري، بناصرييه وشيوعييه وتياره الوطني، وكي يعطيهم اشارة البدء باشعال الفتنة الطائفية التي امتدت على نحو غير معهود لم تعرفه مصر ذات يوم، حتى قبل قيام الثورة وفي اثنائها، ولم يكن شعار يحيا الهلال مع الصليب مجرد ثرثرة او كلام فارغ، بقدر ما كان تعبيرا صادقا عن الوطنية المصرية وعن حقوق المواطنة وحق كل ابناء مصر في العيش على ارض وطنهم كشركاء، دون هيمنة او وصاية او غلبة دينية او طائفية وخصوصا في النظرة الى الاقباط بما هم شعب مصر قبل الفتح الاسلامي بقرون.

قرأ عبدالناصر المشهد المصري بعمق ووعي في مرحلة الاعداد للثورة، بعد نجاحها وخصوصا بعد ان استوعب حقيقة المقولة التاريخية التي لا تسقط بالتقادم ان من يُرى من هنا (أي من داخل القصر ودائرة صنع القرار) لا يُرى من هناك.

هي مسؤولية الحكم الاخلاقية والسياسية والوطنية، ولأي شرائح شعبية على الثورة ان تنحاز بعد ان كان الفساد قد تمأسس وبعد ان تكرس مجتمع ال 5% حيث هذه القلة الجشعة والمنحطة تسيطر على 95% من ثروات البلاد وتمسك باقتصادها وتجارتها، فيما 95% من المصريين يتمتعون بفضلات الاسياد التي لا تزيد في افضل الاحوال عن 5% من الناتج القومي.

هل نكتب الشعر ونتغنى بأمجاد الماضي أو نخترعها؟.

دعونا اذاً في نعيم جهلنا، وقولوا لنا، ما الذي فعلتموه بعد ان غاب عبد الناصر وأُجهضت مكتسبات الثورة واعيد الاقطاع بهذا الشكل او ذاك تحت مسميات عديدة وقوانين استولدتها اغلبية لا تعرف كيف جيء بها ولا تدرك متى يتم الاستغناء عن خدماتها..

هاتوا ما عندكم، فليس في عهد عبد الناصر غير القمع والديكتاتورية وزوار الفجر وحظر العمل الحزبي وعدم الايمان بالتعددية.

لن نناقشكم في كل ذلك. ليس من موقع العجز او الاستسلام بل من باب الاعتراف بتواضع انجازات عبد الناصر اذا ما تفوقت انجازاتكم بعد 38 عاما على رحيل قائد الثورة، على ما استطاع خلال 18 عاماً ان يحقق ميدانياً وبالارقام، لصالح العمال والفلاحين وفي حقول التعليم والتصنيع والخدمات وبناء الجيش، رغم الحصار والمؤامرات والعدوان الثلاثي وارهاب الجماعات المتطرفة التي ارادت اغتياله، بعد ان فشلت في استيعابه وسرقة ثورته.

أين من هنا... بعد ان غدت التعددية مجرد طقس فولكلوري، وبعد ان غدا قانون الطوارىء جزءاً من المشهد منذ سبعة وعشرين عاماً، وبعد ان لم يعد التعليم الجامعي سوى لأبناء الاغنياء، وانهار التعليم المدرسي وسُحقت الطبقة العاملة ولم يعد يتقدم المشهد غير الليبراليين الجدد، الذين يروجون للخصخصة وينظرون لأفكار اقتصاد السوق وشعارات منظمة التجارة العالمية ويعدون الفقراء بفوائد العولمة وقدرتها على انتشال البلاد المأزومة والمهزومة والمثقلة بالديون من وهدة الفقر والجوع والبطالة والفساد.. وهي في واقع الحال لا تعدو كونها من ابرز تجلياتها.

- اين كنا واين انتم الان؟.

... اسألوا انفسكم.







آخر مواضيعي 0 حلمي لأيامي الجايه
0 صفات الله الواحد
0 عيش بروح متفائله ونفس مؤمنه
0 إبتهال قصدت باب الرجا
0 كونى انثي
رد مع اقتباس
قديم 09-23-2010, 04:13 PM رقم المشاركة : 44
معلومات العضو
marmer

الصورة الرمزية marmer

إحصائية العضو








marmer غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: ابحاث ثورة يوليو
































































صورة جمال

صورة تسند جداراً مائلاً، وتغطي شروخه وعطبه، وتمنح بسطاء شعبنا أملاً متجدداً في البقاء... إنها صورة جمال عبد الناصر، حيث تحل الذكري السادسة والخمسين لاشتعال وهجه الأول بعد
.







آخر مواضيعي 0 حلمي لأيامي الجايه
0 صفات الله الواحد
0 عيش بروح متفائله ونفس مؤمنه
0 إبتهال قصدت باب الرجا
0 كونى انثي
رد مع اقتباس
قديم 09-23-2010, 04:13 PM رقم المشاركة : 45
معلومات العضو
marmer

الصورة الرمزية marmer

إحصائية العضو








marmer غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: ابحاث ثورة يوليو

ثلاثة أيام من الآن.

في موسم الحديث عن الثورة... خيباتها وانتصاراتها، ما بقي منها وما زال أثره، دعونا نتحدث قليلاً عن صورة قائد تلك الثورة وموقد شعلتها، التي استعصت علي الخفوت، ومانعت النسيان، رغم هول الأحداث الجسام، وتحول الأيام، وقسوة الهجمات وتتابعها
تبقي صورة جمال معلقة في صدارة «حجرة الجلوس»، في بيت موظف بسيط، يتحايل علي خبطات الزمان، ويصارع جوره وطغيانه، ويقاوم التحلل والاندثار. تبقي صورة جمال هناك، تتوسط صوراً لرب الأسرة، وأبيه المزارع الأجير، الذي مكنته الثورة من إرسال أبنائه إلي المدارس، لينعتقوا من غبار الحاجة الكثيف، ويشرعوا في رحلة صعود اجتماعي مضنية، جعلتها الثورة ممكنة عبر التعليم والعرق والاجتهاد. تتحلق صور أخري حول صورة «الزعيم»، لأبناء وأحفاد، بعضهم لقي حظه، وبعضهم ما زال ينتظر... «عقد عمل» في الخليج، أو فرصة هجرة إلي الشمال، تاركين وراءهم وطناً كان رأسه يطاول السحب، وأحلامه تجترحها وتزهو عليها قبل خمسين عاماً من الآن.

صورة جمال «بياعة» ما زالت، تتصدر كتاباً فتنفد نسخه في الحال، تحتل رأس صفحة أولي في جريدة، فتتجه إليها العيون وتهفو لها الأرواح، تعلو شاشة بيضاء في قاعة عرض مظلمة، فتخطف الأبصار، لتسري رعدة في الأبدان، وتتحرك الأشواق إلي زمن جميل كانت تلك الصورة مركزه ودعامته وأمله السادر في حقيقته وتجسده.

صورة جمال تناضل، يرفعها عمال النسيج في اعتصامهم لتحسين الأجور، وعطشي الدلتا في تظاهراتهم لتأمين حقهم في الماء... والحياة، وطلاب الجامعة في فورتهم دفاعاً عن مهابة الوطن واعتباره وصلابته المفترضة في مواجهة المخاطر وتربص الأعداء، ومواطنون يطحنون يومياً في منازلات الخبز، التي تحولت أبدية من دون أمل في الانعتاق من مهانتها وقسوتها.

صورة جمال تحت زجاج مكتب مثقف تذكره بأبيه الروحي، وترمز للوطن كما أراده أن يكون، وعلي جدار متآكل في بيت فلاح، وهبته الحياة رئيساً مكّنه من زراعة أرض يملكها، وتعليم أولاده، والعيش بكرامة وقامة مفرودة رغم ضيق الحال.

صورة جمال معلقة علي زجاج سيارة أجرة في صنعاء، يقول قائدها إن مصرياً علّمه اللغة والحساب وحدثّه عن العروبة والمستقبل والأمل، وفي بيت «محاصر» في غزة، تلقي صاحبه تعليمه في جامعة مصرية، حيث تفتح وعيه علي الفن والجمال والحداثة ومناقب شعب معتز بوجوده، ومقتنع بمكانته، وأعباء حضوره في الزمان والمكان.

الصورة نفسها تعلو بناءً عريقاً في دمشق، وتتصدر ميداناً في الشارقة، وتزين مقر حزب ناصري في تونس، وتطل من خلف مكتب مثقف لبناني، حصل علي الجنسية الأمريكية، ويقيم في لندن، ويضعها طالب كويتي بين كتبه الدراسية، وتدسها ناشطة جزائرية في حافظة نقودها وأوراقها الثبوتية، ويزين بها موظف مصري مكتبه الكئيب، حيث تتنحي جانباً لصورة أكبر حجماً، حكمت الأحوال أن تتصدر المكان.

صورة تجسد أفضل ما في شعبنا من خصال، سمرة لوّحتها شمس العمل في الميدان، وأناقة محتشمة تجلّلها البساطة، وعينان عميقتان تنضحان مهابة وتحدٍ واعتزاز وأمل، وشيب منمق يتحدث عن أهوال ومخاطر مضت، وينتظر المزيد من الاختبارات والمعارك بحكمة وجلد واقتناع، وكتفان عريضان مستعدان لأي نزال محتم، واستقامة في الخطو والنظر والحال والمآل، وثقة في عدل السماء وصلابة الأنصار، وإيمان بالله وبالذات وبنا، ونزوع نحو مستقبل، يرونه عزيزاً محالاً، ويراه صاحب الصورة قريباً في المنال... وهكذا يجب أن نراه.

يقول «محمد أبو أمين» الإطفائي الذي حارب مجنداً في حرب السابع والستين: «أسرونا الصهاينة، قيدونا، وهددونا بالقتل برصاصة واحدة في الرأس.. ثم عادوا وفتحوا لنا باب الأمل، قائلين: سبوا جمالاً، وسنترككم أحياء».

ماذا فعلتم يا عم محمد؟، سألته. نظر الرجل إلي الصورة المعلقة في صدارة «المندرة»، وأجاب بأسي: «شتمناه». وهل طاوعك قلبك يا عم محمد؟ سألت مجدداً، فأعاد نظره إلي الصورة، وقال: «نعم... طاوعني، فالحياة حلوة، وتستحق، كما أنه أكيد عارف إن اللي في القلب في القلب».

نم قرير العين يا جمال في صورتك التي ألهمتنا، وتلهمنا، وستظل، لأن «اللي في القلب... في القلب»، و«مهما الأمور جابت».







آخر مواضيعي 0 حلمي لأيامي الجايه
0 صفات الله الواحد
0 عيش بروح متفائله ونفس مؤمنه
0 إبتهال قصدت باب الرجا
0 كونى انثي
رد مع اقتباس
قديم 09-23-2010, 04:14 PM رقم المشاركة : 46
معلومات العضو
marmer

الصورة الرمزية marmer

إحصائية العضو








marmer غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: ابحاث ثورة يوليو

الأخوات والإخوة الناصريين من المحيط إلى الخليج ، يا من أتيتم في هذا اليوم الأغر، ذكرى ثورة يوليو المجيدة مجددين العهد لقائد المسيرة الأول، أحييكم بتحية العروبة من فلسطين الجريحة، من قدسكم وجليلكم ونقبكم وضفتكم، لأقول لكم أمتكم بانتظاركم ، بانتظار وحدتكم أولا ومن ثم رفع لوائها كما رفعه ناصر في مثل هذا اليوم صارخا بوجه المحتلين مدافعا عن أمته بكل ما أوتي من قوة، واعذروني لعدم تمكني من الحضور ومشاركتكم، وإليكم هذه القصيدة في هذه الذكرى العزيزة على قلب كل عربي حر يسعى لوحدة أمته ورفعتها

واناصراه



دع ألف شبـلٍِِ يحمـلون شموعـاً و ادعُ المـواكب كي تكون دروعا

واكتب على صدر الزمان مبادئـاً مِـنْ وحي نـاصرَ فجّرت ينبوعا

إنّ الـذي احتـل البلاد بقـوةٍ لا غير سيف الثأر عنه رجـوعـا

الحـقُ لن يعلـو بـذلِّ مُفاوضٍ لا صلـح لا استسلام لا تـطبيعـا

بـالله يـا من نحو ناصر يمّموا اتلوا السلام عـلى الضريح خشوعا

فـالـقـلب يخفق والبيارق زينت ذاك الضريـحَ و عمَّدتـه دموعا

قـولا لـه أنّ العـروبـة بعـدهُ ركعت أمـام الطامعين خضوعـا

و غـدا الجزائرُ في صراعٍ أهله و غـدا العـراق مشرداً مفزوعـا

"بوشٌ"بسيف قريشِ يرقص ساخراً؟ و نـخيـل بغدادٍ بـه مقطـوعـا

و القدس ثكلى لا هجـوع ببرّهـا و مليك عمـانٍ ينـام هجـوعـا؟

و حصار غـزة يبتنيه مبارك ؟؟ و الكـل مـن حكامنـا مجزوعـا

صدعـوا بأصوات الخيانة جهرةً فـإذا الفداء بحكمهـم مصدوعـا

جذعـوا أنـوفَ الثائـرين بذُلهم فترى الإبـاء بسيفهم مجـذوعـا

يـا نـاصرٌ قـلب العروبة نازفٌ أصمـاه سهمٌ في الجـوى مزروعا

يـا نـاصرٌ كل السيوف تكسّرت مـن يُرجع الأحرار و المشروعا؟

قمْ فالعـرين يصيحُ نـاصرَ باكياً و عـلى ضفاف النيل صاح هلوعا

هـذي جمـوع الثائرين تفرقت بعـد الفـراق و جمعهم مفجوعا

هـذي جمـوع الجائعين تساءلت مَن بعد ناصر سوف يرمي الجوعا

يـا مـن نفحت بقلب يعرب غزةً كيف الرحيـل وقد دعوتَ جموعا؟

يـا ثـورةً زرعـت بذور فدائها و بناصرٍ صـار الفـداء فروعـا

يـا كـوكباً ضاء السماء بنوره و تـرى النجوم تعانقته سطوعـا

قـد كنت شمساً نهتدي بطلوعهـا و اليوم ننشد في الظلام طلـوعا

طعنـوك بعـد الموت ظنـاً أنهم قـد يخلدون و صوتهم مسموعـا

فـإذا بهم جسـدٌ تساقط هـاويـاً قلباً يمـوت و لا يـريـد ضلوعا

هـل يـوم تأميم القناةِ بعـائـدٍ حتى يكـون خطابـه مصدوعـا

يـا أيهـا السّد العلي بـرفعَـةٍ تعلـو عـلى أهرامهـا مرفوعـا

قـل أنّ نـاصر قـد بنتك يمينه و بكفه اليسرى أضاء شمـوعـا

أضحـت لـدرب الثائرين معالماً للـوحدة الكبرى غدت مشروعـا

يـا أمّـة الأعـراب ناصرُ وحدةً و هـو الأمين لأحمـدٍ و يسوعـا

شـدّي إليكِ بنهجـه و بسيفـه و ستصنعين مـن الخـريف ربيعا

الحـقُ لا يعلـو بـذلّ مفـاوض لا صلـح لا استسلام لا تطبيعـا

شـدّي إليكِ بنهجـه و بسيفـه و ستصنعين مـن الخـريف ربيعا



شعر: خالد حجار

فلسطين







آخر مواضيعي 0 حلمي لأيامي الجايه
0 صفات الله الواحد
0 عيش بروح متفائله ونفس مؤمنه
0 إبتهال قصدت باب الرجا
0 كونى انثي
رد مع اقتباس
قديم 09-23-2010, 04:16 PM رقم المشاركة : 47
معلومات العضو
marmer

الصورة الرمزية marmer

إحصائية العضو








marmer غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: ابحاث ثورة يوليو


حركةالوحدويين الديمقراطيين ديمقراطيةشعبية

التنظيم الشعبي الناصري في العراق وحدة عربية





في الذكرى الـ (56) لثورة 23 يوليو الوحدوية التحررية



( هذه الثورة ، أيها الاخوة ، كانت أعمق من هذا بكثير ، كانت جذورها عميقة . هذه الثورة كانت ثورة عربية كما قلت ، وتمثل روحنا ودمنا وطبيعتنا التي كنا نشعر بها في أعماقنا كل ما تقوم أو كل ما يحدث حدث في بلد عربي . هذه الثورة كانت ثورة ضاربة في أعماق تأريخ الأمة العربية ووجدانها البعيد ، ولم تكن بأي حال من الأحوال حركة منفصلة عن الكفاح العربي ، ولاكانت حدثاً قائماً بذاته . كانت هذه الثورة بعد التجارب الماضية تدرك إدراكاً كاملاً ألا بد للثورات الأصيلة أن تصل إلى مداها ـ جمال عبد الناصر )

في خضم الحدث السياسي على ساحة الوطن العربي ومحيطه الأقليمي والعالمي ، هناك دوراً بارزاً لثورة 23 يوليو تموز 1952 التحررية الوحدوية .. منذ تفجرها ولحد الأن ، بل أن دورها الريادي يزداد قوة ًوأهمية ، نافيةً بذلك أن تتأثر بأنحراف الحكام والحكومات ، وبعض قادتها ،حتى أنها بعد أكثر من ثلاث عقود من الردة عليها ، أصبحت مشاريعها وأنجازاتها وأهدافها .. مشاريع وأنجازات وأهداف لكل الجماهير العربية وقواها السياسية الوطنية المختلفة ، والأحرار في العالم .

فمشروع مقاومة الأستعمار والهيمنة ، والدعوة للحرية والأستقلال والتنمية ، دعوة عامة لكل حركات التحرر العربية والقوى الشعبية في الوطن العربي ، فقد أيقنت كلها أن الوحدة التي رفعت ثورة يوليو شعارها ، وتحملت مسؤولية التبشير لها ، الطريق الوحيد الذي ينجز القوة التي تحتاجها هذه الأمة لبناء كيانها المستقل ، الذي يحظى بأحترام هيبته وإرادة مواطنيه من قبل القوى الكبرى ودول العالم وشعوبها ومما لايحتاج لبرهان ، فإن زمن الثورة التي قادت فيه معركة التحرير الوطني العربية ، ومعركة القومية العربية في ميادين النضال ضد التجزئة ، وضد أغتصاب الأراضي العربية ، وضد الأنظمة الفاسدة والعميلة ، وضد الأحلاف ، وضد الستغلال والأستبداد الداخلي والخارجي .. لايشبهه زمنٌ آخر من بعده .

ومما لايحتاج لبرهان أيضاً ، أن ثورة يوليو لم تكن ثورة مصرية ، منغلقة داخل حدودها ، بل هي ثورة العرب جميعاً . وأنها حينما تعرضت للردة في داخل مصر ، لم تسقط مصر وحدها، إنما سقطت كل الأنظمة العربية على طريق كامب ديفيد ، وآوسلو ، وغزوات (التحالف) هنا وهناك .، فشاعت مشاريع التقسيم والتدخل ، وأستبيحت الأمة بمقدساتها ، وأبنائها وثرواتها ، وكادت أن تفقد سبب وجودها لولا إرث المقاومة الذي خلفته هذه الثورة لأبنائها المخلصين.

وإذا كان لابد من الأيضاح في مواجهة الردة ، وملاحقة أذيالها هنا وهناك ، وأبواقها التي حاولت أن تحفر الأحباط في أبناء الأمة ، ومواجهة السؤال الذي تتخفى ورائه محاولات الأساءة للثورة : ماذا تبقى من ثورة يوليو ؟ نطرح السؤال بشكله العلمي والواقعي : ماذا تبقى من ثورة يوليو ومشاريعها وأهدافها ، لم يتحول للمشروع الوطني العام ؟ ولم يتحول لمطالب عامة للقوى السياسية الناهضة في الوطن العربي في وجه الردة والأستبداد والهيمنة؟ ماذا تبقى من ثورة يوليو 1952 لم يجيير للمصلحة القومية العامة النازعة نحو التحرير والأستقلال والوحدة والكرامة ؟

أن حركة الوحدويين الديمقراطيين ـ التنظيم الشعبي الناصري في العراق ، وهي تحتفل مع جماهير الأمة العربية بالذكرى الـ ( 56 ) لثورة 23 يوليو التي فجرها وقاد مسيرتها الزعيم المعلم الخالد جمال عبد الناصر ، تؤكد ألتزامها بخطها القومي الوحدوي الناصري ، وتؤكد تخندقها المصيري مع كل القوى والحركات والشخصيات الرافضة للأحتلال والتجزئة والطائفية والأستبداد ، وأنها تؤمن بضرورة أستمرارالعمل على إستعادة الحقوق القومية والأراضي المغتصبة . وأنها تتقاطع بشكلٍ كامل مع الأحتلال ، والقوى التي تعمل لمصلحته ، والقوى التي تعمل على بث الفرقة الطائفية . كما أنها ترفض رفضاً قاطعاً محاولات الوقيعة بين القوى المناهضة للأحتلال والهيمنة الأمبريالية ـ الصهيونية ، وتعتبر محاولات تسويق العدو البديل ، محاولات تصب في مصلحة العدو الأساسي والحقيقي ، العدو الصهيوني والأمبريالية العالمية بقيادة الولايات المتحدة .

أن حركة الوحدويين الديمقراطيين ـ التنظيم الشعبي الناصري ، تدعوا لتعزيز المقاومة بكل أشكالها للأحتلال الأمريكي في العراق ، وترفض محاولات الأبطاء في التخلص منه ، تحت أية مسميات أو مدعيات ، وتعتبر ذلك محاولة لأنقاذ الإدارة الأمريكية من هزيمتها المحتومة والمنكرة . وتعتقد أن قومية المعركة و تعزيزالمقاومةالشعبيةللاحت لال الصهيوني في فلسطين و المقاومة الشعبيةفي الصومال و السودان و الخليج و الجزيرة العربية وسيلة أكثر مضياً في مواجهة التحالف الشيطاني بين الصهيونية والأمبريالية والرجعية العربية .

المجد والخلود لثورة 23 يوليو القومية التحررية و لقائدها و مفجرها الزعيم و المعلم جمال عبد الناصر .

المجد والخلود لشهداء الامة العربية .








آخر مواضيعي 0 حلمي لأيامي الجايه
0 صفات الله الواحد
0 عيش بروح متفائله ونفس مؤمنه
0 إبتهال قصدت باب الرجا
0 كونى انثي
رد مع اقتباس
قديم 09-23-2010, 04:17 PM رقم المشاركة : 48
معلومات العضو
marmer

الصورة الرمزية marmer

إحصائية العضو








marmer غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: ابحاث ثورة يوليو


في ذكرى ثورة يوليو هل ستصهل الخيل البلقاء من جديد
23/يوليو/2008م
تحدث التاريخ عن العديد من الأنبياء و الرسل و العظماء الذين حملوا رسالات السلام لشعوبهم، و رفعوا رايات العدالة خفاقة في زمن كثر فيه الظلم و الاستعباد ، فخاضوا الحروب دفاعا عن مبادئهم و قضوا في سبيلها ، فخلدهم تاريخ أمتهم في أنصع صفحاته .
ويستمر تاريخ الأمة العربية في ديمومته ودمويته، ويقف نافضا قلمه من جديد عام 1952، قبل ذلك كان الظلام على صفحاته متراكما؛ فالنكبة تلو النكبة، والعروبة في سبات عميق، والجيوش العربية التي دخلت فلسطين بحجة التحرير عادت منكسة راياتها، صاغرة أمام شعوبها، وقوى الاستعمار ثبتت أقدامها على ثرى أرض العرب، كان ذلك قبل أن تشرق شمس يوم: 23 يوليو 1952 ، الملك فاروق على عرشه جالسا ينتظر تعليماته من لندن؛ فقد قام بواجباته خير قيام، و كذلك باقي زعامات البغاء و الردة و الخيانة، ودولة الكيان المسخ تُشاد على أنقاض شعب هُجِّر من وطنه.
كانت الخيول البلقاء تبكي فارسها الذي استبعد تماما، وقناة السويس التي حفرت بدماء الفقراء من أرض الكنانة تعج بمراكب الغرباء، ولا صوت لشعب صنع المعجزات، وبنى الأهرامات. وأغلق التاريخ باب الأمجاد والانتصارات .
وفي خضم هذا الظلام المليء بالصمت، صهلت فرس بلقاء، صوتها عربي، وظنوها إنها إحدى الأصوات القادمة من رحم غريب؛ فالأمة صرعى ولا تقوى خيلها على الصهيل، ومع شروق شمس ذلك الفارس الأسمر، فُتِحَ تاريخ الأمة من جديد، يا للسماء! هل بقي فرسان في هذه الأيام بعد كل تلك الهزائم؟ !
نعم لقحت السماء بغضب الأمة ومعاناتها، أربع سنوات والجنين في رحمها ينتظر الخروج، كانت ليلة: 15أيار عام 1948 ليلة زفاف جمعت السماء والغضب العارم من هول النكبة، إذن فهذا الوليد لم يكن لقيطا يا زعامات الردة والخيانة، يا من تنتظرون تعليماتكم من أسيادكم في لندن وباريس وواشنطن، وهذا هو صهيل الخيول البلقاء الذي لا يركبها إلا المعتصم وأحفاده الطاهرون.
كانت السماء عذراء قبل عام النكبة، وحملت بزواج طاهر، وجاء الفارس الناصري المنتصر بأمته، وإذا بقلوب الفقراء تخفق من جديد، وترتسم لوحة النشيد المعزوفة من صهيل البلقاء، وصرخة الفارس، وتصفيق الفقراء لرغيف الخبز، وشوقهم للتحرر من عبودية ذلك الباشا وعصاه الغليظة.
كان ذلك يوما مشهودا، يوم سقط عرش الخيانة والبغاء، الذي كان يحجب شمس الحرية، ولندن ووعدها المشؤوم بدأ يترنح؛ فمصر أُخيَّة فلسطين الكبرى تفيق من سبات عميق ، وناصر يقف على فرسه متحديا بروح الأمة كل قوى الغزو، واثقةً خطاه، لم يعد الفقراء عبيدا بعد هذا اليوم ، يا عمال وفلاحي مصر العظيمة، زمن الاستعباد قد ولى، وعلى الاستعمار أن يحمل عصاه على كتفه ويرحل، فجموع الثائرين صرخت ، والبندقية المقاومة انطلقت، بزنود عربية قومية ناصرية.
وبعد أربع سنوات على طفولة هذه الثورة ، يصرخ الفارس من جديد؛ ليسطر ملحمة أخرى ، فالنصر تلو النصر ، وبسيف ناصر تسطر الملاحم، وتشمخ الأمة؛ فجون جمال ينتظر الأمر للانقضاض على فريسته التي تمخر مياهنا، وما هي إلا دقائق من عمر التاريخ، حتى تعترف أقوى قوى الاستعمار في العالم بهزيمتها أمام صرخة الفداء والمقاومة، التي زفر بها قلب فارس الأمة الخالد ، وهذه المرة أكد ناصر على مبادئه التي أهمها: أن الشعوب إذا هبت ستنتصر . وفهم الصخر والحجر قبل البشر، وبدأت الشعوب تتململ وتفيق على صوت ناصر، فكانت الجزائر مثلا ، ما أن وصلها صوت صهيل الخيل العربية، حتى صفقت الجماهير للنصر، وإذ بالجزائر تعود عربية، وسقطت محاولات الفرنسة الاستعمارية على أرضها، تماما كما انهار عرش الذل والخيانة .
وكتب التاريخ عروبة الأرض والفلاح والعامل والانتصارات، ولكنه كان عاجزا عن كتابة ذلك النصر العظيم، فالحدود الاستعمارية بين أقطار الوطن العربي رُسِخَت بفعل أنظمة الردة ، وكثرت المؤامرات ، ولكن التاريخ ما زال يكتب عن ذلك الفارس الأسمر وقدرته على إزالة الحدود بين مصر العروبة وسوريا الشقيقة .
و في خضم هذه الانتصارات العظيمة التي توجت بالسد العظيم المُشيد بعرق العروبة و أموالها و مقدراتها، فلم يكن استجداء، و لم ندفع ثمنه ركوعا للبنك الدولي، تلك المؤسسة الاستعمارية التي جن جنون مُنشئيها، فناصر لم يركع، ولا يركع، و لن يركع ، و بدون أي تردد تتوحد قوى الاستعمار و دوله العظمى على ناصر ومبادئه، و تبدأ المؤامرات من الداخل و الخارج، فهناك حلف بغداد و الولايات المتحدة بعظمتها و بريطانيا و فرنسا و الدول العربية اللقيطة و أخيرا دولة الكيان المسخ ، و ظنوا بعد النكسة أن ناصر انتهى ، و ها هو يلفظ أنفاسه الأخيرة عبر تقديمه الاستقالة و تحمله المسؤولية عن الهزيمة .
ناصر سيتقدم للمحاكمة، و الدموع تنهمر من كل عين عربية، لم يستطع الكبرياء القومي العربي تحمل هول الصدمة ، فنحن لم نعد نتقبل الهزيمة، هكذا علمنا ناصر، هكذا رسخ فينا، بالمقاومة و بالتصميم و بالإرادة نصنع النصر .
يا أيتها السماء ، ماذا عساه أن يفعل ، وهل تتركين ابنك يستسلم لقوى الشر ؟ أبت الجماهير إلا أن يبقى رمزها شامخا؛ فقالت كلمتها، ورفضت الاستقالة وعاهدته على إزالة آثار العدوان، وها هو يخرج من حزنه من جديد، مصمما معلنا حرب الاستنزاف التي قهرتهم ، و امتصت الضربة القاسمة الأولى، ويستمر في نفس النهج لم يحد و لم يتحول، وها هو يصرخ باسم الأمة المقاومة من جديد : لا صلح لا تفاوض لا اعتراف، و ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة، وإنّا لها، و بدأت معركة البناء من جديد، بناء القوات المسلحة والتحضير لإزالة الهزيمة من التاريخ، و يقف ناصر بسده مع الأهرامات شامخا أمام الرياح المسمومة و الضغوطات، وتستمر حرب الاستنزاف، والكل العربي منصهرا بطاقة محمومة، تتفجر مقاومة، تربك الغزو و قواه. و مشروع روجزر دفن بالمبادئ التي خطها ناصر ، فلا صلح و لا نفاوض و لا اعتراف، و ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة .
وليت التاريخ توقف هناك، مع آخر طلقة في حرب الاستنزاف، و ليت السماء تهاوت على كل الأرض، و ليتها كانت القيامة؛ فالفاجعة كانت أكبر من كل هذا، لقد ترجل ناصر، و لم يستطع إكمال مشروعه، رحل ناصر تاركا مسيرة الأمة بلا فارس، و صمتت الخيول البلقاء عن الصهيل ، و سقطت المبادئ على أعتاب كامب ديفيد، و كأنها انتحرت حزنا على فارسها، فها هم من بعده يفاوضون، و يعترفون، و يصلحون مع قوى الغزو، و ها هي القلاع تتهاوى من جديد .
لقد كانت أيام ناصر طفرة سقطت من السماء؛ لتقول للأمة أن النصر حليف المقاوم الذي يصمم و يصنع من إرادته دربا لمسيرته، فمتى ستفيق امة الأمجاد التليدة؟ ومتى ستصهل الخيل البلقاء من جديد؟ .
بقلم: خالد حجار







آخر مواضيعي 0 حلمي لأيامي الجايه
0 صفات الله الواحد
0 عيش بروح متفائله ونفس مؤمنه
0 إبتهال قصدت باب الرجا
0 كونى انثي
رد مع اقتباس
قديم 09-23-2010, 04:20 PM رقم المشاركة : 49
معلومات العضو
marmer

الصورة الرمزية marmer

إحصائية العضو








marmer غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: ابحاث ثورة يوليو




















































محمد بسام جودة

كاتب ومحلل فلسطيني
تأتي ثورة 23 يوليو 1952 على رأس الأحداث التي يرسمها التاريخ بحروف من نور ليس فقط لأنها كانت ثورة بيضاء لم تسقط خلالها قطرة دم واحدة وإنما أيضا لأنها كانت الشرارة التي انتفضت على إثرها دول العالم الثالث ضد الاستعمار رافعة رايات الحرية والاستقلال .
في كلّ سنةٍ تمرّ على مناسبة ذكرى "ثورة 23 يوليو" في مصر، يحضُرُني قول جمال عبد الناصر:



"إنّ قوّة الإرادة الثورية لدى الشعب المصري تظهر في أبعادها الحقيقية الهائلة إذا ما ذكرنا أنّ هذا الشعب البطل بدأ زحفه الثوري من غير تنظيم ثوري سياسي يواجه مشاكل المعركة، كذلك فإنّ هذا الزحف الثوري بدأ من غير نظريةٍ كاملة للتغيير الثوري. إنّ إرادة الثورة في تلك الظروف الحافلة لم تكن تملك من دليلٍ للعمل غير المبادئ الستّة المشهورة".
قد يبدو الحديث عن ثورة يوليو 1952 حديثا سنويا يفرض نفسه مع حلول الذكري كل عام.. لكن الحديث ليس مجرد ذكريات سنوية بل أصبح ضروريا أن نعي ونعرف أين وصلت بنا ثورة يوليو وأين وصلنا بها؟
فأنا لست من مؤيدي مقولة إن الثورة انتهت وأنه مع بداية الجمهورية الثالثة برئاسة الرئيس حسني مبارك والذي تولي الرئاسة لأول مرة عن طريق الانتخاب الحر المباشر وليس الاستفتاء تكون الثورة قد طوت صفحتها لتبدأ صفحة جديدة.
هذا القول لا يتفق مع واقع الأشياء.. فلولا الثورة ما وصلت مصر إلي الجمهورية الثالثة.
فعندما قامت ثورة 23 يوليو في مصر العربية عام 1952 كان العالم قد دخل في عصرا جديدا عقب انتهاء الحرب العالمية الثانية عام 1945، وكان الوطن العربي فيه قد بدأ مرحلة جديدة شهدت تدفق موجة التحرير فيه وفي أجزاء واسعة من قارتي آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية، كما شهدت حدوث نكبة فلسطين عام 1948، وكانت مصر العربية فيه تعيش جيشانا ينذر بتفجر ضخم وحملا يبشر بولادة جديدة.
فعالم ما بعد الحرب العالمية الثانية كان خارجا من حرب ضروس انطوت على مآس وفواجع لم يعرف التاريخ لها مثيلا من قبل، وانطوت في تضاعيفها على ثورة ضخمة هي عند البعض أكبر ثورة عرفها الإنسان منذ فجر تاريخه في اتساعها.
وتصدرت في هذا العالم المعاصر دولتان أعظمهما الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي، بعد أن أنهكت الحرب بريطانيا وفرنسا وبقية دول أوروبا الاستعمارية، وبرزت هاتان الدولتان كقوى جديدة، وأصبح من الملامح الواضحة للصورة الدولية حالة التوتر والخوف المعروفة باسم الحرب الباردة القائمة بين الدولتين الأعظم في ظل مجمع للدول العالمية الكبرى تمثله الأمم المتحدة.
وحينما تقوم ثورة بعظمة "ثورة يوليو" عام 1952، وتحدث تغييراتٍ جذريةً في المجتمع المصري ونظامه السياسي والاقتصادي ، وتكون أيضاً ثورة استقلالٍ وطني ضدّ احتلالٍ أجنبيٍّ مهيمن لعقودٍ طويلة (الاحتلال البريطاني لمصر)، ثمّ تكون أيضاً قاعدة دعمٍ لحركات تحرّرٍ وطني في عموم أفريقيا وآسيا، ثمّ تكون كذلك مركز الدعوة والعمل لتوحيد البلاد العربية ولبناء سياسة عدم الانحياز ورفض الأحلاف الدولية في زمن صراعات الدول الكبرى وقمّة الحرب الباردة بين الشرق والغرب .. حينما تكون "ثورة يوليو" ذلك كلّه وأكثر، لكن دون "تنظيم سياسي ثوري" ودون "نظرية كاملة للتغيير الثوري" -كما قال عبد الناصر في "الميثاق الوطني"- فإنّ هذه شهادة كبرى للثورة ولمصر ولقائد هذه الثورة نفسه جمال عبد الناصر.
فإذا كانت التنمية قد بدأت بلا نظرية ولا مذهب، واتخذت طريق التجربة، فانه نظرا لأصالة الثورة وعمق انتمائها الوطني ، فقد شقت الثورة طريقها إلى التنمية من خلال منهج تجريبي متصاعد لم يأخذ بإستراتيجية الكتلة الاشتراكية بقيادة الاتحاد السوفيتي والمعروفة بإستراتيجية بناء الصناعات الأساسية ولا بإستراتيجية المعسكر الرأسمالي المعروفة بإستراتيجية بناء الصناعات من أجل التصدير عبر منظومة الشركات عابرة القوميات.وإنما صاغت بذلك ميثاق العمل الوطني على أساس الاشتراكية العلمية.
فإنجازات "ثورة يوليو" ومسارها التاريخي أكبر بكثير من حجم أداة التغيير العسكرية التي بدأت الثورة من خلالها، وهي مجموعة "الضباط الأحرار" في الجيش المصري. كذلك، فإنّ الأهداف التي عملت من أجلها الثورة طوال عقدين من الزمن تقريباً، إي إلى حين وفاة جمال عبد الناصر عام 1970، كانت أيضاً أوسع وأشمل بكثير من "المبادئ الستّة" التي أعلنها "الضباط الأحرار" عام 1952. فهذه "المبادئ" جميعها كانت "مصرية" وتتعامل مع القضاء على الاستعمار البريطاني لمصر وتحكّم الإقطاع والاحتكار وسيطرة رأس المال على الحكم في مصر، وتدعو إلى إقامة عدالة اجتماعية وبناء جيش مصري قوي وحياةٍ ديمقراطيةٍ سليمة.

وإذا كان واضحاً في هذه المبادئ الستة كيفية تحقيق المرفوض (أي الاحتلال وتحكّم الإقطاع والاحتكار)، فإنّ تحقيق المطلوب (أي إرساء العدالة الاجتماعية والديمقراطية السليمة) لم يكن واضحاً بحكم غياب "النظرية السياسية الشاملة" التي تحدّث عنها ناصر في "الميثاق الوطني". ، ولم تكن هناك رؤية فكرية مشتركة لهذه المسائل بين أعضاء "حركة الضباط الأحرار"، حتى في الحدِّ الأدنى من المفاهيم وتعريف المصطلحات, فكيف بالأمور التي لم تكن واردة في "المبادئ الستة" أي بما يتعلّق بدور مصر العربي وتأثيرات الثورة عربياً ودولياً وكيفية التعامل مع صراعات القوى الكبرى ومع التحدي الصهيوني الذي فرض نفسه على الأرض العربية في وقتٍ متزامنٍ مع انطلاقة ثورة يوليو، حيث شكّل هذا التحدي الصهيوني المتمثّل بوجود دولة إسرائيل (هذا الوجود المدعوم والمستخدَم من قبل الغرب) أبرز ما واجهته ثورة يوليو من قوّة إعاقةٍ عرقلت دورها الخارجي وإنجازاتها الداخلية.

فبالرغم من أن ثورة 23 يوليو بدأت من غير نظرية كاملة للتغير الثوري، إذ لم تكن تمتلك إلا المبادئ الستة المشهورة، غير أن مسيرة الثورة على هدى هذه المبادئ وبتطويرها من خلال التجربة والخطأ توصلت إلى صياغة الميثاق الوطني الذي بلور المعالم الأساسية لنظرية متكاملة ، فنظرية الثورة كانت إحدى ثمار التجربة كما يقول جمال عبد الناصر "هكذا وصلنا إلى عقائدنا كنتيجة طبيعية لتجاربنا ووضعنا قوانين حركتنا انعكاسا صادقا لواقع أمرنا، ولقد كان أعظم الملامح في تجربتنا الفكرية والروحية إننا لم ننهمك في النظريات بحثا عن حياتنا وإنما انهمكنا في حياتنا ذاتها بحثا عن النظريات".
وإذا كانت الإنجازات المادية للثورة في داخل مصر تتحدّث عن نفسها في المجالات كافّة، الاقتصادية والاجتماعية والتربوية ..الخ، فإنّ الإنجازات الفكرية والخلاصات السياسية لهذه الثورة، خاصّةً في العقد الثاني من عمر الثورة، هي التي بحاجةٍ إلى التأكيد عليها بمناسبةٍ أو بغير مناسبة.

فثورة 23 يوليو، من حيث الموقع الفكري والسياسي، كانت حالاً ثالثةً تختلف عن الشيوعية والرأسمالية، قطبيْ العصر الذي تفجّرت فيه الثورة، فقادت "ثورة 23 يوليو" ثورات العالم الثالث من أجل التحرّر من كافة أنواع الهيمنة وبناء الاستقلال الوطني ورفض التبعية الدولية.
و منذ ذلك التاريخ و سياسة مصر العربية تتقدم بخطى ثابتة نحو تحقيق الحلم العربي القديم في إقامة دولة عربية واحدة من المحيط للخليج . و كانت قضية فلسطين هي محور نشاط مصر العربي قبيل الجامعة و منذ ثورة 1936 و مؤتمر المائدة المستديرة بلندن 1939 و إعلان الحرب على إسرائيل . كما بذلت جهودها من قبل خلال عضويتها بعصبة الأمم في تأييد إلغاء الانتداب الفرنسي على سوريا و لبنان و حصولهما على الاستقلال ( 1944 ) .

و إذا كان اشتراك مصر في تأسيس الجامعة العربية قد حسم توجهات السياسة المصرية لصالح الفكرة العربية ، فإن ثورة يوليو 1952 بقيادة جمال عبد الناصر جعلت العروبة نسيجاً عضوياً في الجسد المصري ، و وضعت في سلسلة الأهداف الإستراتيجية جعل البلاد العربية كلها جسداً واحداً .. في دولة واحدة .. ذات علم واحد و جيش واحد و نشيد واحد و على قلب واحد .

و لكن تحقيق الوحدة العربية بهذا المعنى كان يتطلب نسيجاً واحداً متجانساً في درجات الحكم السياسي و التوجه الاقتصادي . و كانت المشكلة القائمة أن البلدان العربية قد انتهت عبر رحلة الاستعمار الطويلة و الخضوع لمختلف الثقافات إلى عدة تكوينات غير متجانسة تمثل بقعاً متناثرة الألوان في الثوب و الواحد و غير منسجمة الأذواق .. و بناء على هذا سعت السياسة المصرية بعد ثورة يوليو 1952 نحو إشاعة نموذجها في التحرر كنوع من تقريب الأجزاء لتكون كلاً واحداً ، و ليصبح الثوب العربي نسيجاً متجانساً اقتصادياً و سياسياً ، و يستعيد العرب مجدهم الغابر و يصبحوا قوة عالمية يعمل لها حساب خاصة أن الأمة العربية تملك المقومات المادية بوجود المصادر الطبيعية المتنوعة و أخطرها النفط ، و كذا مصادر القوة الروحية فبلادها مهبط الوحي و أرض الرسل و الأنبياء .

و على هذا لم تتأخر مصر منذ الخمسينات عن القيام بدورها العربي و واجبها الإقليمي في حماية الثورة و الثروة في بلاد العرب في المشرق و المغرب و الجنوب و تكوين القافلة العربية ..
و هكذا مع نهاية الستينات كانت القافلة العربية المتجانسة قد اتسعت بانضمام فصائل متحررة سياسياً و اجتماعياً لتزيد من عزوة القبيلة العربية و من منعتها أمام الأعداء التقليديين . و في أواخر الستينات نفسها كانت شعلة الثورة العربية قد امتدت إلى الخليج العربي بتأثير شعار " نفط العرب للعرب " الذي صكه جمال عبد الناصر و قولته الشهيرة : على الاستعمار أن يحمل عصاه عل كتفه و يرحل . و ما أن هلت السبعينات حتى حصلت إمارات الخليج على الاستقلال و انضمت إلى الجامعة العربية.

و كانت حرب أكتوبر 1973 التي أعلنها الرئيس السادات تجسيداً حقيقياً لتلك السياسة العربية حيث اجتمعت كلمة العرب لتحرير الأرض العربية من الاحتلال الإسرائيلي . و رغم أن مصر خرجت من دائرة الصراع المباشر مع إسرائيل بتوقيع اتفاقية السلام في 1979 فإنها لم تخرج من دائرة الأزمة العربية الإسرائيلية إذ لا تزال تقوم بالدور الأقوى في تحقيق الجلاء الإسرائيلي من باقي الأرض المحتلة و إقرار حقوق شعب فلسطين بإعلان الدولة من واقع الالتزام بالعروبة و المصير المشترك .

و كان طبيعياً أن الثورة المصرية التي ناضلت من أجل تحرير الشعوب العربية ، و كرهت أن تفرض الوحدة السياسية بالقوة ، و وقفت ضد العدوان الأجنبي على الأرض العربية .. أن ترفض وقوع العدوان بين الأشقاء ، و من هنا وقفت إلى جانب فلسطين في أزمة أيلول الأسود 1970 ، و وقفت إلى جانب شعب الكويت ضد العدوان العراقي ( أغسطس 1990 ) ، و تعمل جاهدة على التوصل لحل سلمي لجميع نزاعات الحدود داخل الوطن العربي الكبير اتقاء للحروب و توفيراً للجهد و المال للتنمية .

إن العروبة التي كانت تياراً فكرياً في أواخر القرن التاسع عشر أصبحت حقيقة سياسية و اجتماعية و قومية في النصف الثاني من القرن العشرين حيث أكدت الدول العربية دائماً على الانتماء العربي و بأنها الإطار الوحيد للنضال من أجل الاستقلال و تحقيق الرخاء و القوة.
أمّا اليوم، ونحن في مطلع القرن الحادي والعشرين، فإنّ مصر تغيّرت، والمنطقة العربية تغيّرت، والعالم بأسره شهد ويشهد متغيّراتٍ جذرية في عموم المجالات .. لكن يبقى لمصر دورها الطليعي في أحداث المنطقة العربية إيجاباً أو سلباً، وتبقى الأمَّة العربية (التي هي أمَّة وسطية في مضمون حضارتها) بحاجةٍ أكثر من أيّ وقتٍ مضى إلى مشروع فكري نهضوي وإصلاحي معاً، إلاّ أنّ هذا المشروع يتطلّب أولاً إصلاحاً ونهضة في حال الأدوات السياسية العربية، سواء أكانت في الحكم أم في المعارضة أم في الخارج.

إنّ العطب الآن هو في الفكر والأدوات معاً، والأمل في إصلاحهما معاً، فظروف قيام ثورة 23 يوليو وقيادتها المخلصة النادرة، أمران لن يتكرّرا في المدى القريب، وإن حصل ذلك، فلن يكون النجاح ممكناً دون "نظرية سياسية سليمة" ودون "تنظيم سياسي سليم" !!
إن تجربة يوليو تؤكد الحاجة إلى العودة إلى مفاهيمها على أسس حديثة متجددة بعيدة عن الثقافة الشمولية أو احتكار الحقيقة في إطار يجمع بين حقوق المواطن ومصالح وأهداف الوطن.






آخر مواضيعي 0 حلمي لأيامي الجايه
0 صفات الله الواحد
0 عيش بروح متفائله ونفس مؤمنه
0 إبتهال قصدت باب الرجا
0 كونى انثي
رد مع اقتباس
قديم 09-23-2010, 04:22 PM رقم المشاركة : 50
معلومات العضو
marmer

الصورة الرمزية marmer

إحصائية العضو








marmer غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: ابحاث ثورة يوليو





ثورة يوليو والتحولات الثقافية في مصر
بقلم‏:‏ محــمـد هــزاع


منذ نشب الصراع بين بني البشر حول مصادر الحياة في التجمعات البدائية‏,‏ كما يقول د‏.‏ عاصم الدسوقي استاذ التاريخ الحديث بجامعة حلوان‏,‏ انشغلت البشرية بقضية العدالة الاجتماعية والحكم العادل وجرت علي ألسنة الناس امثلة كثيرة في هذا الخصوص علي مدي الزمن ومصر شأن كثير من المجتمعات مرت بتجربة الانتفاضات والثورات والمطالبة بالاصلاح‏.‏

ففي اربعينيات القرن العشرين كانت المشكلة الاجتماعية تتصدر برامج الاحزاب السياسية بمختلف الاشكال من القول بمكافحة الفقر والجهل والمرض ومقاومة الجفاء‏,‏ الي المطالبة بتحديد الملكية الزراعية وفرض الضرائب التصاعدية علي الاموال‏.‏

ولما قامت ثورة يوليو‏1952‏ بقيادة الطبقة الوسطي كانت برامجها الاجتماعية ضد الصفوة السياسية التي كانت في الحكم قبل‏1952‏ وتكفي الاشارة الي صدور قانون الاصلاح الزراعي وقانون منع الفصل التعسفي للعمال فور نجاح الثورة‏.‏

وابتداء من منتصف السبعينيات حدثت تغييرات في البنية الطبقية مع سياسة الانفتاح وصعدت طبقة جديدة الي الحكم ومعها بدأت تشريعات جديدة لحماية المال الخاص‏,‏ ويري د‏.‏ عاطف العراقي استاذ الفلسفة بجامعة القاهرة‏,‏ انه لابد من الاشارة الي ان كل اتجاه فكري او ثورة اجتماعية او سياسية ترتبط ارتباطا رئيسيا بأحوال المجتمع الذي قامت فيه الثورة او الاتجاه الفكري

وقد اشار الي ذلك اكثر مفكري العالم ومن بينهم راسل الفيلسوف الانجليزي المعاصر في كتابه تاريخ الفلسفة الغربية‏,‏ وحين قامت ثورة‏23‏ يوليو كانت توجد ارهاصات وبوادر بل جذور ايضا بحيث ان الفرد المصري ربما كان في يقينه انه لابد من تغيير جذري‏,‏

وكما اشار الي ذلك بطريقة مباشرة او غير مباشرة مفكرون مصريون كبار كتوفيق الحكيم في عودة الروح وطه حسين في روايته المعذبون في الأرض‏.‏ ثورة يوليو لها مبادئ سامية وبراقة‏,‏

وترتبط بجذور المجتمع المصري الذي وقف بجانبها حين قامت لأنه قد ضاق بما كان يحدث في مجتمع ما قبل الثورة من حيث المبادئ والشعارات‏,‏ هذه مسألة لاشك في ايجابياتها وفوائدها خاصة اذا وضعنا في اعتبارنا الظروف السياسية للمجتمع العالمي وبحيث ان مصر لابد ان تتفاعل مع كل دول ا

لعالم شرقا وغربا‏,‏ ولكن مبادئ أي ثورة لا يمكن ان تظل كما هي وإلا انتهت‏,‏ فلابد من تغيير الجذور وتعديل الافكار‏,‏ فصورة العالم الآن قد تغيرت بحيث وجدت علاقات مستجدة بعد تفكك الاتحاد السوفييتي‏,‏ وبعد ظهور مبادئ جديدة في بعض بلدان العالم العربي فمن الضروري اذن ان نقول انه كان من الضروري ألا نظل علي الافكار التي قامت عليها الثورة بل لابد من تعديلها وتنميتها‏,‏

فهذه ظاهرة صحية‏,‏ وحسنا فعلت ثورة يوليو حين تم تجديد الكثير من الجوانب مع الابقاء علي الجذور والثوابت وإلا لما استمرت حتي الآن وتعديل بعض الافكار لا يؤدي الي الغاء الثورة بل يؤدي الي امتدادها وثباتها‏,‏ فثورة‏23‏ يوليو قامت لتبقي وستظل المبادئ محفورة في قلب ووجدان وعقل كل عربي‏,‏ لانها غيرت من صورة العالم العربي كما تغيرت النظرة الي مصر بعد الثورة كما نادت الثورة باستقلالية القرار‏,‏

ويتضح هذا في عملية التنمية وقرار بناء السد العالي وسيبقي للثورة ما احدثته من فكر وتغيير النظرة‏.‏

ويري د‏.‏ حسام عقل استاذ النقد الأدبي بجامعة عين شمس‏,‏ انه اذا كان الرئيس الراحل انور السادات قد اكد في كتابه صفحات مجهولة من تاريخ الثورة ان من اسباب نجاح الضباط في التدبير لحركة الجيش انه لم يكن لأي منهم ايديولوجيا خاصة فإن هذه الميزة بقدر ما كانت ايجابية في النشاط الباكوري للحركة غير انها تحولت بمرور الوقت وبفعل التراكم الزمني الي ازمة آخذة بعناق البلاد‏,

‏ بعد ان مست الضرورة اللازمة الي وجود اطار ثقافي وفكري شامل ينتظم الجهود الوطنية‏.‏

ويلاحظ في الاهداف الستة للثورة انها بدأت بـ القضاء الاستعمار والاقطاع وتذيلها في الختام اقامة حياة ديمقراطية سليمة وهو ما يجسد فعليا ترتيب اولويات النظام في ذلك الوقت وهو ما يفسر بالتبعية ارجاء الحياة الديمقراطية الي نهاية القائمة‏.‏ وبعد عشر سنوات من قيام الثورة تناول ميثاق العمل الوطني عام‏1962‏ جانب التنظير والفكر‏,‏

حيث اكد الضباط الاحرار افتقار الحركة الي نظرية كاملة للتغيير الثوري وبالتالي ظلت السمة السلبية التي تلازم الحركة الثورية كما يؤكد د‏.‏ رؤوف عباس في كتابه ثورة يوليو ما أسماه الافتقار الي النسق الايديولوجي وقد حاول عبد الناصر ان يكسر هذا الجمود في كتابه فلسفة الثورة عام‏1954‏

ولكن ظل النسق الفكري الشامل الذي ينتظم الجهود المتناثرة هو القضية الاكثر خطورة ومن تجليات هذه الازمة لجوء كمال الدين حسين سكرتير عام الاتحاد القومي آنذاك الي الاستضاءة باراء بعض المثقفين من ذوي النزعة الليبرالية مثل لبيب شقير وسعيد العريان وسليمان حزين لوضع الاطار الفكري الناقص ولاشك ان صدور القرارات الاشتراكية الشهيرة عام‏1961‏ لم يفلح هو الآخر في رسم معالم الاطار الفكري الاقتصادي للحركة الثورية بعد فشل محاولة تمصير الشركات واقناع رأس المال الوطني بامتلاك اصولها مما اضطر الحكومة لادارة هذه المؤسسات الاقتصادية بل ان القيادات الفكرية للحركة لم تحدد الشكل المتجسد للممارسة الديمقراطية المشار اليها في المبادئ الستة‏(‏ بعد رفض فكرة التعدد الحزبي‏)‏ فجري الحديث عما سمي بوجود تنظيم مجمع كل قوي الشعب العاملة ويبقي من تراث ثورة يوليو الزاخر كما ص غ في المبادئ الستة بعد العدالة الاجتماعية الذي يتعين استلهامه في هذه اللحظة التاريخية المأزومة‏.‏






آخر مواضيعي 0 حلمي لأيامي الجايه
0 صفات الله الواحد
0 عيش بروح متفائله ونفس مؤمنه
0 إبتهال قصدت باب الرجا
0 كونى انثي
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:30 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.6.0 (Unregistered) Trans by

شبكة صدفة

↑ Grab this Headline Animator