روى صاحب طبقات الحنابلة: أن عبد الغني المقدسي المحدث الشهير .. كان مسجوناً في بيت المقدس في فلسطين .. فقام من الليل صادقاً مع الله مخلصاً .. فأخذ يصلي .. ومعه في السجن قوم من اليهود والنصارى .. فأخذ يبكي حتى الصباح .. فلما أصبح الصباح .. ورأى أولئك النفر هذا الصادق العابد المخلص .. ذهبوا إلى السجان .. وقالوا: أطلقنا فإنا قد أسلمنا .. ودخلنا في دين هذا الرجل .. قال: ولِمَ؟ أدعاكم للإسلام؟ قالوا: ما دعانا للإسلام .. ولكن بتنا معه في ليلة ذكرنا بيوم القيامة..!
وهذا أبو الحسن محمد بن أسلم الطوسي .. يقول عنه خادمه أبو عبد الله .. كان محمد يدخل بيتا ويُغلق بابه .. ويدخل معه كوزاً من ماء .. فلم أدر ما يصنع .. حتى سمعتُ ابناً صغيراً له يبكي بكاءه .. فَنهتهَ أمُهُ .. فقلتُ لها : ما هذا البكاء ؟ فقالت إن أبا الحسن يدخل هذا البيت .. فيقرأ القرآن ويبكي .. فيسمعه الصبي فيحكيه .. فإذا أراد أن يخرج غسل وجهه .. فلا يُرى عليه أثر البكاء ..