كلنا مذنبون .. كلنا مخطئون .. نقبل على الله
تارة .. وندبر أخرى ، نراقب الله مرة ، وتسيطر
علينا الغفلة أخرى، لا نخلو من المعصية ، ولا بد أن
يقع منا الخطأ ، فلست أنا وأنتِ بمعصومين
(كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون) رواه
الترمذي وحسنه الأباني ..
فالله أرحم الراحمين يقول في كتابه الحكيم : {وَالَّذِينَ
إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوَا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللهَ
فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاّ اللهُ وَلَمْ
يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ}
ما جزاؤهم ؟ {أُوْلَئِكَ جَزَاؤُهُم مغْفِرَةٌ من ربِّهِمْ وَجَنَّاتٌ
تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ
الْعَامِلِينَ} .
هو القائل كما أخبر المصطفى –صلى الله عليه وسلم- في
الحديث القدسي (يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني
غفرت لك ما كان منك ولا أبالي، يا ابن آدم لو بلغت
ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ، يا ابن
آدم لو أتيتني بتراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي
شيئًا لأتيتك بترابها مغفرة)
سبحان من يعفو ونهفو دائمًا *** ولا يزل مهما هفا
العبد عفا
يعطي الذي يخطي ولا يمنعه *** جلاله عن العطا لذي خطا