رقق قلبك
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وآله وصحبه أجمعين . أما بعد ..
أحبتي في الله ...
لا ريب أن قلوبنا تحتاج إلى مزيد عناية ، تحتاج إلى جولات كثيرة ، وأعمال عديدة حتى تطهر وتسلم ، فعليكم بتكثيف العمل ، وزيادة الجهد حتى تلين وتصلح ، ولا تفتروا ، واستجيبوا لله ولرسوله إذا دعاكم لما يحييكم ، فاللهم يا حي يا قيوم أحيي لنا قلوبنا ، واجعلها على درب الاستقامة .
اليوم نحتاج إلى علاج عظيم لترق لنا قلوبنا
شعارنا اليوم : رقق قلبك
روى الطبراني في الكبير وصححه الألباني أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إنَّ لله آنية من أهل الأرض ، وآنية ربكم قلوب عباده الصالحين ، وأحبها إليه ألينها وأرقها "
وواجبنا العملي :
تعامل برفق ورحمة وعطف وحنو مع كل مسلم حتى يلين لك قلبك .
في صحيح مسلم قال صلى الله عليه وسلم : " أهل الجنة ثلاثة : ذو سلطان مقسط موفق ، ورجل رحيم رقيق القلب لكل ذي قربى ومسلم ، وعفيف متعفف ذو عيال "
حقق هذا المعنى : الحديث في صحيح مسلم أيضًا : قال صلى الله عليه وسلم : " مثل المؤمنين في توادهم و تراحمهم و تعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر و الحمى "
صل رحمك ، واهتم بعشيرتك الأقربين ، واسأل عن جارك وأطعمه من طعامك ، واسٍ مسلمًا في محنته ، عُد مريضًا ، اكل يتيمًا ، أغث ملهوفًا ، أطعم مسكينًا ، اكسُ فقيرا ، اقض لمسلم حاجة .
فإن لم تستطع أي شيء من هذا ، فادع ربك بتفريج كربات المسلمين في كل مكان في بقاع الأرض ، وأن يتنزل الله علينا جميعًأ برحمات من عنده ليكشف الضر ويزيل الهم ويهدي من الضلال ويعيذنا من الفتن .
فكن رحيمًا رقيق القلب لكل مسلم ، اللهم اهدنا واهد بنا ، واجعلنا سببًا لمن اهتدى يا بر يا رحيم .
جرعة رضا
بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وآله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرا .
أما بعد ... أحبتي في الله ..
أسأل الله تعالى أن يحبب إلينا الإيمان ، وأن يزينه في قلوبنا ، وأن يكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان ، وأن يجعلنا من عباده الصالحين الراشدين .
كيف حال قلوبكم ؟؟ اللهم سلم لنا قلوبنا ، وأصلح فسادها ، ولا تزغ لنا قلوبنا بعد إذ هديتنا ، وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب .
أحبتي في الله ..
نحتاج إلى ( جرعة رضا ) تنزل على قلوبنا فتصلحه ، وتطهرها من ( ذرة التسخط ) التي قد تكون هي السبب في قطع الطريق بيننا وبين ربنا جل وعلا .
يقول ابن القيم في " زاد المعاد " : " أكثر الخلق بل كلهم إلا من شاء الله يظنون بالله غير الحق ظن السوء فإن غالب بني آدم يعتقد أنه مبخوس الحق ناقص الحظ وأنه يستحق فوق ما أعطاه الله ولسان حاله يقول : ظلمني ربي ومنعني ما أستحقه ونفسه تشهد عليه بذلك وهو بلسانه ينكره ولا يتجاسر على التصريح به ومن فتش نفسه وتغلغل في معرفة دفائنها وطواياها رأى ذلك فيها كامنا كمون النار في الزناد فاقدح زناد من شئت ينبئك شراره عما في زناده ولو فتشت من فتشته لرأيت عنده تعتبا على القدر وملامة له واقتراحا عليه خلاف ما جرى به وأنه كان ينبغي أن يكون كذا وكذا فمستقل ومستكثر وفتش نفسك هل أنت سالم من ذلك " .
شعارنا اليوم : جرعة رضا
وواجبنا العملي : رضِّ ربك عنك بأي شيء من ذلك :
(1) البر للوالدين :
قال النبي صلى الله عليه وسلم : رضا الرب في رضا الوالد ، وسخط الله في سخط الوالد . [ روى الترمذي وصححه الألباني ]
(2) شكر النعم :
في " صحيح مسلم " قال صلى الله عليه وسلم : إن الله تعالى ليرضى عن العبد أن يأكل الأكلة أو يشرب الشربة فيحمد الله عليها .
(3) الرفق وعدم العنف :
قال صلى الله عليه وسلم : إن الله رفيق يحب الرفق ، و يرضاه ، ويعين عليه ما لا يعين على العنف . [ روه الطبراني وصححه الألباني ]
(4) كظم الغيظ :
لقوله صلى الله عليه وسلم : ومن كظم غيظه ولو شاء أن يمضيه أمضاه ملأ الله قلبه يوم القيامة رضى . [ روه الطبراني وحسنه الألباني ]
(5) إصلاح ذات البين :
قال صلى الله عليه وسلم لأبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه : ألا أدلك على عمل يرضاه الله ورسوله ؟! قال : بلى . قال : صل بين الناس إذا تفاسدوا ، وقرب بينهم إذا تباعدوا . [ روه الطبراني وحسنه الألباني ]
(6) النظافة والتسوك :
قال صلى الله عليه وسلم : السواك مطهرة للفم مرضاة للرب . [ رواه النسائي وصححه الألباني ]
فاللهم لك العتبى حتى ترضى و لا حول و لا قوة إلا بك .
أحبَّ الخير للناس
أحبَّ الخير للناس
بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وآله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.
أما بعد .. أحبتي في الله ..
أسأل الله تعالى أن يغفر لنا خطايانا كلها ، دقها وجلها ، علانيتها وسرها ، ما علمنا منها وما لم نعلم ، اللهم ارزقنا حبك ، وحب من يحبك ، وحب ما ينفعنا حبه عندك .
كيف حال أعمال القلوب ؟؟
اليوم نخطو خطوة أخرى في أعمال القلوب ، وعملنا اليوم لا يقوم به إلا مسلم حسن إسلامه ، وفهم عن ربه ، فحسَّن الله خُلقه ، فعامل الناس بما يحب أن يعاملوه به .
شعارنا اليوم : أحب للنَّاس الخير .
- روى الترمذي وحسنه الألباني أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال : " وأحب للناس ما تحب لنفسك تكن مسلمًا "
- وروى البخاري أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه " وفي رواية للنسائي " من الخير " .
- وروى ابن حبان وصححه الألباني أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم : " لا يبلغ العبد حقيقة الإيمان حتى يُحبَّ للنَّاس ما يُحبُّ لنفسه "
الواجب العملي :
(1) تمنَّ الخير لكل الناس ، للعصاة بالهداية ، وللمبتدعة بطريق السنة ، وللمترددين الثبات ، وللزائغين الاستقامة ، اجعلها في دعائك ، ولا تفتر عنها بقية عمرك .
ذكر ابن خلكان في " وفيات الأعيان " أنَّ السري كان يقول : منذ ثلاثين سنة ، وأنا أستغفر من قولي مرة : الحمد لله ، فقيل له : وكيف ذلك ؟؟ فقال : وقع ببغداد حريق ، فاستقبلني واحد ، وقال : نجا حانوتك . فقلت : الحمد لله ، فأنا نادم من ذلك الوقت على ما قلت ، حيث أردت لنفسي خيراً من الناس .
فأخرج من قلبك كل غل أو ضغينة ، أو إحساس بالعلو على أي مسلم أو مسلمة ، واستشعر أنك بهم لا بنفسك ، فنحن أمة واحدة . نسأل الله أن يؤلف بين قلوب المسلمين .
والله الموفق ان يهدينا لأحسن الأخلاق ، وأن يرزقنا حب الخير للناس ، وهو المستعان وعليه فليتوكل المتوكلون .
ذق طعم الإيمان
ذق طعم الإيمان
بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وآله وصحبه أجمعين .
أحبتي في الله ....
هل تحبون أن تذوقوا طعم الإيمان ؟؟؟ سرنا معًا على الدرب خطوات ، وصرنا في احتياج إلى مثبتات على الطريق ، ونحتاج لإعادة شحن لبطارية الإيمان ، أليس كذلك ؟؟؟
تعالوا اليوم نتذوق طعم الإيمان ، وهذا بأن نقوم بعمل قلبي عظيم الشأن ، يوجب حب الله لنا جل وعلا ، وإكرام الله لنا السابغ ، وهو أوثق عرى الإيمان ، إنه الحب في الله .
شعارنا : ذق طعم الإيمان
قال صلى الله عليه وسلم : " من سره أن يجد طعم الإيمان فليحب المرء لا يحبه إلا لله عز وجل " [ رواه الإمام أحمد في مسنده وحسنه الألباني ]
وقال صلى الله عليه وسلم : " أوثق عرى الإيمان : الموالاة في الله ، والمعاداة في الله ، والحب في الله ، والبغض في الله " [ رواه الطبراني وصححه الألباني ]
وقال صلى الله عليه وسلم : " ما أحب عبد عبدًا لله إلا أكرمه الله عز وجل " [ رواه الإمام أحمد وصححه الألباني ]
وقال الله في الحديث القدسي : " حقت محبتي للمتحابين فيَّ " [رواه الإمام أحمد وصححه الألباني ]
واجبنا العملي :
صاحب مؤمنًا ، ولا تتعامل معه بأي حال في أمر من أمور الدنيا ، ولا تجعل علاقتك به مبناها على أي مصلحة أو منفعة ، لا تجعله أنيسًا لك لتفضفض له ، بل اجعل علاقتك بها على سبيل التذكرة والموعظة والحث على الطاعة ، أحبه لتقواه ، وصادقه لتنتفع بدينه ، وليكن في قلبك أحب من أهلك وولدك .
وليكن حالك معه ناطق بهذا المعنى الوارد عن سلفنا الصالح : إخواننا أحب إلينا من أهلينا ، أخواننا يذكروننا الجنة ، وأهلونا يذكروننا الدنيا .
ارفع سماعة الهاتف ، واتصل بحبيب لك في الله ، وقل له فقط : إني أحبك في الله .
اكتب رسالة على هاتفك المحمول لكل من تحب في الله : وقل فيها : أحبكم في الله ... لا تنسونا من صالح الدعاء .
وأنا أبادركم القول جميعا .. أحبتي في الله .. فأشهد الله أني أحبكم في الله ، لا أريد منكم جزاء ولا شكورا ، وأسأل الله تعالى أن يظلنا الله بظله ، وأن نكون على منابر من نور يوم القيامة بهذا الحب ، " والمرء مع من أحب " فلا تنسوا الحب الأعظم فيه سبحانه ، حبنا لله ولرسوله وللصحابة وسائر أهل الإيمان والفضل .