مائدة الرحمن 1430
مع القرآن : في يوم من الأيام ، وبينما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتحدث مع الصحابة إذ قال لهم :"يوشك أن تتداعى عليكم الأمم كما تتداعى الأكلة إلى قصعتها" فانزعج الصحابة انزعاجا شديداً من هذا الوضع المخيف ، فسأل أحدهم عن سبب ذلك ، وهل هو قلة العدد؟!!فأجاب صلى الله عليه وسلم "بل أنتم يومئذ كثير ، ولكنكم غثاء كغثاء السيل" فاشتد الأمر غموضاً ..
فما السبب إذن ؟!هنا يستطرد صلى الله عليه وسلم في الكلام شارحاً وموضحاً لوضع الأمة آنذاك ، فيقول"ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم ، وليقذفن في قلوبكم الوهن" فيسأل أحدهم : وما الوهن؟! فيجيب صلى الله عليه وسلم حب الدنيا وكراهية الموت"
صحيح الجامع الصغير
... نعم حب الدنيا هو الوهن الذي بسببه ضاعت الأمة وأصبحت مفعولاً بها وليست فاعلاً .. باتت تحت الأقدام يتنازع أمرها الجميع ، وهي مستسلمة .. خاضعة ,,
ولكن أليس حب الدنيا وكراهية الموت مرادفين لضعف الإيمان؟!
الإجابة: بلى ، فكلما ضعف الإيمان زاد حب الدنيا ، وزاد البعد عن الله ، وزاد بعد الله عنا ... إن مشكلتنا التي نعاني منها الآن ليست في نقص العدد أو العدة ... بل في ضعف الإيمان.
هذه هي الحقيقة التي ينبغي ألا نغفلها إن أردنا أن ننهض مرة أخرى