باوكيس وفيليمون
رغم ان زيوس كان اولا وقبل كل شئ اله السماء الواسعة ويفكر فيه البشر على انه يعيش دائما فى قصره العجيب فوق جبل اوليمبس الا انه كان ينزل احيانا الى الارض ويختلط مع سكانها فى صورة بشرية كان غرضه من امثال هذه الزيارات ان يكتشف ما اذا كان الناس يراعون واجب اكرام الضيف وحق ابن السبيل لان زيوس لم يكن فقط ملك الالهه والبشر وانما كان ايضا بنوع خاص اله اكرام الضيف الذى ينزل العقاب بكل من يعامل الاغراب بقسوة او بغير رقة.
وحدث ذات مرة ان زيوس تنكر فى زى مسافر فقير ولم يصحبه فى هذه الجولة سوى هرمز (مراسل الالهة) فبدا بزيارة ارض فروجيا وطلبا المأوى لمدة الليل فى بيت بعد اخر ولكن اهل هذه المنطقة طردوهما وسلطو عليهما كلابهم تنبحهما واطفالهم تقذفهما بالحجار علاوة على الشتائم وعبارات الاحتقار.
طال الظلام وكاد زيوس وهرمز يتركان تلك المنطقة ياسا واخيرا شاهدات كوخا منعزلا فوق مرتفع من الارض بتلك القرية كان ذلك الكوخ لزوجين عجوزين هما باوكيس وزوجها فيليمون كان كوخا وضيعا سقفه من البوص والقش المأخوذين من مستقع قريب عاش فيه هذان الزوجان منذ ان تزوجا وحظيا فيه بالسعادة والقناعة والرضى.
لما سمعت باوكيس الطرق على باب الكوخ اسرعت هى كما اسرع زوجها ففتحا الباب ورحبا بالضيفين أعظم ترحيب ولبيا طلبهما بصدر رحب ان يقضيا تلك الليلة فى كوخهما وخرجا يدوران حول الكوخ يجمعان الحطب لايقاد النار يصطليها الضيفان وقدما لهما كل ما لدييهما من طعام.
عندما مد الغريبان يديهما لتناول الطعام حدث شئ غريب فقد كثر الطعام فجأة وانبعثت منه رائحة عجيبة زكية وفجأة ظهر الالهان حقيقتهما فى كامل عظمتهما فخر العجوزان راكعين امامهما وطلبا صفحهما عن قلة الطعام الحقير الذى قدماه لهما.فامر زيوس باوكيس و فيليمون ان ينهضا وقادهما الى قمة جبل مجاور فلما نظرا الى الوادى الذى كان يقيمان فيه اعترتمهما الدهشة اذ وجدوها بحيرة واسعة فبكيا عى مصير جيرانهما و ارتفع معبد عظيم الحجم الى جانبهما وعهد اليهما بالعناية بذلك المعهد ولما مات هذان الزوجان بعد ذلك بعدة سنوات ماتا معا فى وقت واحد وفى سن متقدمة جدا وحولهما زيوس الى شجرتين باسقتين امام المعبد شجرة بلوط وشجرة زيزفون(لا اعرف ما هو) عبدهما الفلاحون أشارة الى واجب اكرام الضيف.