عاتِكَة بِنْت أُسيد
عاتِكَة بِنْت أسيد بن أبي العَيْص بن أميَّة بن عَبْد شمس القُرَشِيَّة الاموِيَّة أخت عُتاب بن أسيد.
أسلمت يوم الفتح، لها صحبة ولا تعرف لها رواية.
قاله ابن إسحاق.
روى الزبير عن مُحَمَّد بن سلام قال: أرسل عُمر بن الخطاب إلى الشفاء بِنْت عَبْد الله العدوية. أن أُغدي علي. قالت: فغدوت عليه فوجدت عاتِكَة بِنْت أسيد ببابه، فدخلنا فتحدثنا ساعة، فدعا بنمط فأعطالها إياه، ودعا بنمط دونه فأعطانيه، قالت: فقلت: تَرِبَتْ يداكَ يا عُمر! أنا قبلها إسلاماً، وأنا ابنة عمك وأرسلت إليّ وجاءتك من قبل نفسها?! فقال: ما كنت رفعت ذلك إلا لكِ، فلما اجتمعتما ذكرت أنها أقرب إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم منكِ.
أخرجها أبو عُمر، وأبو موسى.
عاتِكَة بِنْت خالد
عاتِكَة بِنْت خالد بن منقذ بن ربيعة. وقيل: عاتِكَة بن خالد بن خليف بن منقذ بن ربيعة بن أصرم بن ضبيس بن حرام بن حُبْشيَّة بن سلول بن كعب بن عَمْرو بن ربيعة الخزاعية، وهي أم معَبْد، كنيت بابنها معَبْد، وكان زوجها أكثم بن أبي الجون الخزاعي، وهو أبو معَبْد. وهي التي نزل بها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لما هاجر إلى المدينة، وحديثه معها مشهور، وذلك المنزل يعرف اليوم بخيمة أم معَبْد.
روى عَبْد الملك بن وهب المذحجي، عن الحر بن الصياح النخعي، عن أبي معَبْد الخزاعي، عن أم معَبْد قالت: نظر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إلى شاة في كسر البيت فقال: "ما هذه الشاة يا أم معَبْد?" قالت: شاة خلفها الجهد عن الغنم. قال: "هل لها من لبن?" قالت: هي أجهد من ذلك. قال: "أتأذنين أن أحلبها". قالت: نعم بأبي أنت وأمي، إن رأيت بها حَلَبَاً فاحلبها. فمسح ضرعها وذكر اسم الله، ودعا بإناء يُرْبِضُ الرَّهْطَ، فحلب فيه فسقاها حتى رويت، وسقى أصحابه فشربوا حتى رووا وشرب آخرهم وقال: "ساقي القوم آخرهم شرباً". فشربوا جميعاً عَللاً بعد نَهَل حتى رضوا.
أخرجها الثلاثة.
عاتِكَة بِنْت زيد
عاتِكَة بِنْت زيد بن عَمْرو بن نُفيل القُرَشِيَّة العدوية. تقدم نسبها عند أخيها سعيد بن زيد. وهي ابنة عم عُمر بن الخطاب، يجتمعان في نفيل.
كانت من المهاجرات إلى المدينة، وكانت امْرَأَة عَبْد الله بن أبي بكر الصديق، وكانت حسناء جميلة، فأحبها حباً شديداً حتى غلبت عليه وشغلته عن مغازيه وغيرها، فامره أبوه بطلاقها، فقال:
يقولون: طلِّقْها وخيِّمْ مكانـهـا ** مُقيماً، تُمَنّي النفسَ أحلام نائمِ
وإنَّ فِراقي أهلَ بيتٍ جمعْتُهـم ** على كِبَرٍ منّي لإحدى العظائمِ
أراني وأهلي كالعَجولِ تروّجَتْ ** إلى بَوِّها قبل العِشارِ الـروائمِ
فعزم عليه أبوه حتى طلقها، فتبعتها نفسه، فسمعه أبو بكر يوماً وهو يقول:
أعاتِكُ لا أنساكَ مـا ذرَّ شـارِقٌ ** وما ناحَ قُمْريُّ الحَمام المُطَوَّقُ
أعاتكُ، قلبـي كـلَّ يوم ولـيلةٍ ** إليكَ بما تخفي النفوسُ مُعَلَّـقُ
ولم أر مثلي طلَّقَ اليومَ مثلَـهـا ** ولا مثلَها في غير جُرْمٍ تُطلَّـقُ
لها خُلُقٌ جَزْلٌ، ورأي ومَنْصِبٌ ** وخَلْقٌ سَويٍّ في الحياء ومَصْدَقُ
فرقّ له أبوه وأمره فارتجعها، ثم شهد عَبْد الله الطائف مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فرُمي بسهم فمات منه بالمدينة، فقالت عاتِكَة ترثيه:
رُزِئتُ بخيرِ الناسِ بعـد نـبـيِّهـمْ ** وبعد أبي بكرٍ، وما كان قَـصَّـرا
فآليتُ لا تنـفـكُّ عـينِـي حـزينةً ** عليكَ، ولا ينفكُّ جِـلـدي أغـبـرا
فلله عيناً منْ رأى مثـلَـه فـتـىً ** أكَرَّ وأحمى في الهَياج وأصـبـرا
إذا شُرِعَتْ فيه الأسِنَّةُ خـاضـهـا ** إلى الموت حتى يتركَ الرُّمحَ أحمرا
فتزوجها زيد بن الخطاب، وقيل: لم يتزوجها، وقتل عنها يوم اليمامة شهيداً، فتزوجها عُمر بن الخطاب سنة اثنتي عشرة، فأولم عليها، فدعا جمعاً فيهم علي بن أبي طالب، فقال: يا أمير المؤمنين، دعني أكلم عاتِكَة. قال: فافعل. فأخذ بجانبي الباب وقال: يا عُدَيَّة نفسها، أين قولك:
فآليتُ لا تنفكُّ عينِي حـزينةً ** عليكَ، ولا ينفكُّ جِلدي أغبرا
فبكت، فقال عُمر: ما دعاك إلى هذا يا أبا الحسن? كل النساء يفعلن هذا. فقال: قال الله تعالى: "يا أيها الذين أمنوا لم تقولون ما لا تفعلون كَبُرَ مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون" فقتل عنها عُمر، فقالت ترثيه:
عينُ، جودي بعبـرةٍ ونـحـيبِ ** لا تَمَلّي على الامام النّـحـيبِ
قل لأهل الضَّرَّاءِ والبؤسِ: موتوا ** قد سقَتْهُ المَنونُ كأسَ شَعـوبِ
ثم تزوجها الزبير بن العوام، فقتل عنها، فقالت ترثيه:
غدر ابنُ جُرْموزٍ بفارسِ بُهْـمَةٍ ** يومَ اللقاءِ وكان غـير مُـعَـرِّدِ
يا عَمْرو، لو نبهته لـوجـدتـه ** لا طائشاً رَعْشَ الجِنانِ ولا الـيدِ
كم غمرةٍ قد خاضها لـم يثـنـهِ ** عنها طِرادُكَ يا ابن فَقْعِ القَرْدَدِ
ثكلتكَ أمكَ إنْ ظَفِرْتَ بمـثـلـه ** ممن مضى، ممن يروح ويغتدي
واللهِ ربِّكَ إنْ قتلْتَ لمسـلـمـاً ** حلَّتْ عليكَ عقوبةُ المُتَـعَـمِّـدِ
ثم خطبها علي بن أبي طالب، فقالت: يا أمير المؤمنين، أنت بقية الناس وسيد المسلمين، وإني أنفس بك عن الموت. فلم يتزوجها، وكانت تحضر صلاة الجماعة في المسجد، فلما خطبها عُمر شرطت عليه أنه لا يمنعها عن المسجد ولا يضربها، فأجابها على كره منه، فلما خطبها الزبير ذكرت له ذلك، فأجابها إليه أيضاً. فلما أرادت الخروج إلى المسجد للعشاء الآخرة شق ذلك عليه ولم يمنعها، فلما عيل صبره خرج ليلة إلى العشاء وسبقها، وقعد لها على الطريق بحيث لا تراه، فلما مرت ضرب بيده على عجزها، فنفرت من ذلك ولم تخرج بعد.
أخرجها الثلاثة.
عاتِكَة بِنْت عَبْد المُطَّلِب
عاتِكَة بِنْت عَبْد المُطَّلِب بن هاشم القُرَشِيَّة الهاشمية، عمة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.
اختلفت في إسلامها، فقال ابن إسحاق وجماعة من العلماء: لم يسلم من عمات النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم غير صفية. وكانت عاتِكَة عند أبي أميَّة بن المغيرة المخزومي أبي أم سلمة، وهي أم ابنه عَبْد الله بن أبي أميَّة، وأم زهير وقريبة. روت عنها أم كُلْثُوم بِنْت عُقْبَة بن أبي معيط وغيرها.
أخبرنا عُبَيْد الله بن أحمد بإسناده، عن يونس، عن ابن إسحاق قال: حدثني حسين بن عَبْد الله ابن عُبَيْد الله بن عباس، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: و حدثني يزيد بن رومان، عن عروة بن الزبير قال: رأت عاتِكَة بِنْت عَبْد المُطَّلِب فيما يرى النائم قبل مقدم ضمضم ابن عُمر الغفاري على قريش مَكَّة بثلاث ليال رؤيا، فأصبحت عاتِكَة فبعثت إلى أخيها العَبَّاس فقالت: يا أخي، لقد رأيت الليلة رؤيا: ليدخلن على قومك منها شر وبلاء! فقال: وما هي? فقالت: رأيت فيما يرى النائم رجلاً أقبل على بعير له فوقف بالأبطح، فقال: انفروا يا آل غدر لمصارعكم في ثلاث. فأرى الناس اجتمعوا إليه، ثم أرى بعيره دخل به المسجد، واجتمع الناس إليه، ثم مثل به بعيره، فإذا هو على رأس الكعبة فقال: انفروا يا آل غدر، لمصارعكم في ثلاث. ثم أرى بعيره مثل به على رأس أبي قبيس فقال: انفروا آل غدر، لمصارعكم في ثلاث. ثم أخذ صخرة فأرسلها من رأس الجبل، فأقبلت تهوي، حتى إذا كانت في أسفله ارفاضَّتْ فما بقيت دار من دور قومك، ولا بيت إلا دخل فيها بعضها. فقال العَبَّاس: اكتميها. قالت: وأنت فاكتمها.
فخرج العَبَّاس من عندها فلقي الوليد بن عتبة وكان له صديقاً فذكرها له واستكتمه إياها، فذكرها الوليد لأبيه، فتحدث بها، ففشا الحديث. فقال العَبَّاس: والله إني لغادٍ إلى الكعبة لأطوف بها، فإذا أبو جهل في نفر يتحدثون عن رؤيا عاتِكَة، فقال أبو جهل: يا أبا الفضل متى حدثت فيكم هذه النَّبِيّة? فقلت: وما ذاك? قال: رؤيا عاتِكَة بِنْت عَبْد المُطَّلِب، أما رضيتم أن تَنبّأ رجالكم حتى تنبأت نساؤكم?! سنتربص بكم الثلاث التي ذكرت عاتِكَة، فإن كان حقاً فسيكون، وإلا كتبنا عليكم كتاباً أنكم أكذب أهل بيت في العرب! فأنكرت وقلت: ما رأت شيئاً. فلما أمسيت لم تبق امْرَأَة من بني عَبْد المُطَّلِب إلا أتتني فقلن: صبرتم لهذا الفاسق الخبيث أن يقع في رجالكم، ثم قد تناول النساء، وأنت تسمع، فلم يكن عنك غيرة?! فقلت: قد والله صدّقتُنَّ، ولأتعرضنّ له، فإن عاد لأكفينَكُنَّهُ. فغدوت في اليوم الثالث أتعرض له ليقول شيئاً أشاتمه، فوالله إني لمقبل نحوه إذ ولّى نحو باب المسجد يشتد، فقلت في نفسي: اللهم العنه، أكلّ هذا فرقاً أن أشاتمه! وإذا هو قد سمع ما لم أسمع صوت ضمضم بن عَمْرو وهو واقف على بعيره بالأبطح، حتى حوّل رحله، وشق قميصه، وجدع بعيره، يقول: يا معشر قريش، اللطيمة اللطيمة، أموالكم أموالكم مع أبي سُفْيان، قد عرض لها مُحَمَّد وأصحابه، الغوث الغوثَ. فشغله ذلك عني، وشغلني عنه، فلم يكن إلا الجهاز، حتى خرجنا إلى بدر، فأصاب قريشاً ما أصابها ببدر، وصدق الله سبحانه وتعالى رؤيا عاتِكَة.
أخرجها الثلاثة.
عاتِكَة بِنْت عَوْف
عاتِكَة بِنْت عَوْف بن عَبْد عَوْف بن عَبْد الحَارِث بن زهرة القُرَشِيَّة الزهرية، أخت عَبْد الرَّحْمَن بن عَوْف، وهي أم المِسْوَر بن مَخْزَمَة.
هاجرت هي وأختها الشفاء، فهي من المهاجرات.
عاتِكَة بِنْت نُعَيْم
عاتِكَة بِنْت نُعيم بن عَبْد الله العدوية. قاله أبو نعيم. وقال أبو عُمر: الأنْصارِيَّة.
روى عَبْد الله بن عُقْبَة، عن أبي الأسود، عن حميد بن نافع، عن زينب بِنْت أبي سلمة، عن عاتِكَة بِنْت نعيم أخت عَبْد الله بن نعيم أنها جاءت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقالت: إن ابِنْتها توفي زوجها، فحدّت عليه، فرمدت رمداً شديداً، وقد خشيت على بصرها، هل تكتحل? قال: "إنما هي أربعة أشهر وعشرٌ، وقد كانت المرأة منكنّ تحد سنةً ثم تخرج فترمي بالبعرة على رأس الحول".
وقد روي ولم تسمَّ المرأة.
أخبرنا غير واحد بإسنادهم عن الترمذي قال: حدثنا الأنصاريّ، حدثنا معن، عن مالك، عن عَبْد الله بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن عَمْرو بن حزم، عن حميد بن نافع، عن زينب بِنْت أبي سلمة، عن أمها أم سلمة قالت: جاءت امْرَأَة إلى النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم فقالت: يا رسول الله، إن ابِنْتي توفي عنها زوجها... وذكر نحوه.
ورواه ابن لهيعة، عن مُحَمَّد بن عَبْد الرَّحْمَن، عن القاسم بن مُحَمَّد، عن زينب، عن أمها أم سلمة: أن ابنة نعيم بن عَبْد الله العدويِّ أتت النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم.. وذكر نحوه.
أخرجها الثلاثة.
قلت: قول أبي عُمر أنها أنصارية ليس بشيء، إنما هي عدوية، عديّ قريش، وهي ابنة نعيم بن عَبْد الله بن النحام، وهو الصواب.
عاتِكَة بِنْت الوليد
عاتِكَة بِنْت الوليد بن المغيرة المَخْزُومِيَّة، وهي أخت خالد بن الوليد. وهي امْرَأَة صفوان بن أميَّة الجُمَحي، وكان عند صفوان ست نسوة إحداهن عاتِكَة فلما أسلم طلق منهن اثنتين، وبقيت عنده عاتِكَة، فطلقها أيام عُمر بن الخطاب. ويرد تمام الخبر بذلك في أم وهب.
أخرجها أبو موسى.
العالية بِنْت ظَبْيان
العالية بِنْت ظبيان بن عَوْف بن عَبْد بن أبي بكر بن كلاب الكلابية.
تزوجها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فكانت عنده ما شاء الله، ثم طلقها. وقليل من العلماء يذكرها قاله أبو عُمر.
وقاله ابن منده، وأبو نعيم: إنه طلقها ولم يدخل بها، وإنها تزوجت قبل أن يحرم الله عَزَّ وجَلّ نساءه ابن عم لها من قومها، فولدت فيهم. وقيل: إنها هي التي رأى بها بياضاً فطلقها.
روى أبو نعيم هذا من حديث سعيد بن أبي عَروبة، وروى عن الزهري: أن النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم طلق العالية بِنْت ظبيان، فتزوجها ابن عم لها، وذلك قبل أن يحرم الله على الناس نكاحُهنّ.
وقال يحيى بن أبي كثير: تزوج رسول الله صلّى الله عليه وسلّم امْرَأَة من ربيعة، يقال لها العالية بِنْت ظبيان، فطلقها حين أدخلت عليه.
وقال عَبْد الله بن مُحَمَّد بن عقيل: تزوج رسول الله صلّى الله عليه وسلّم امْرَأَة من بني عَمْرو بن كلاب، وفارقها.
أخرجها الثلاثة.
يتبع