ديوان الشاعر ... عدنان الصائغ

[لمسة دفء]

لافتاتٌ تتقدمُ
بغابةٍ من الشعاراتِ
اختلفوا
مَنْ يتقدمُ الأولَ؟
ثم تشابكوا بالأيدي
ثم بالهراوات
ثم..
سقطتِ اللافتات
ولم نرَ نحن المحتشدين على جانبي الطريق
سوى غابةٍ من البنادق
تتقدمُ مشتبكةً
باتجاهنا...

[لمسة دفء]

أراهم..
يدفعونني ويدخلون
يدفعونني ويخرجون
وأنا أصطفقُ بأضلاعي
وراءهم
لا أحد يلتفتُ
ليرى
كم هي مضنية
وصفيقة،
مهنة الباب

[لمسة دفء]

على رصيفِ شارعِ الحمراء
يعبرُ رجلُ الدين بمسبحتِهِ الطويلةِ
يعبرُ الصعلوكُ بأحلامِهِ الحافيةِ
يعبرُ السياسي مفخّخاً برأسِ المال
يعبرُ المثقف ضائعاً
بين ساهو وحي السلّم
الكلُ يمرُّ مسرعاً ولا يلتفتُ
للمتسولِ الأعمى
وحدهُ المطرُ ينقّطُ على راحتِهِ الممدودةِ
باتجاهِ الله

[لمسة دفء]

أنتَ تمضي أيها المستقيم
دون أن تلتفتَ
لجمالِ التعرجاتِ على الورقِ
أنتَ تملكُ الوصولَ
وأنا أملكُ السعة

[لمسة دفء]

نَظَرَ الأعرجُ إلى السماء
وهتفَ بغضبٍ:
أيها الربُّ
إذا لمْ يكنْ لديكَ طينٌ كافٍ
فعلامَ تعجّلتَ في تكويني

[لمسة دفء]

وحيدة تجلسُ أمامَ النافذةِ
تحوكُ الصوفَ
رجلٌ عابرٌ وحيدٌ
يسحبُ الخيطَ
يسحبُ النافذةَ
يسحبُ المرأةَ
يدخلُ سنارتَهُ فيها
ويظلُّ يحوكُ
هكذا ينسجان أحلامهما
كلَّ يومٍ
وبينهما خيطٌ مهموسٌ...
لا يصل

[لمسة دفء]

جالساً بين دفتي دمعتي
أفكرُ بالمصائرِ المجهولةِ
لملايين العيونِ المتحجرةِ
التي نسيها المؤرخون
بين الفوارز والنقاطِ
على هوامشِ الفتوحاتِ

[لمسة دفء]

نحن المنحنين إلى الأبدِ
كجسورِ الأريافِ الخشبيةِ
تمرُّ علينا الجواميسُ
والأحزابُ
والجنرالاتُ
والمركباتُ السريعةُ
والأحلامُ المتثائبةُ
ونحن نتأملُ خريرَ مياهِ التاريخِ
ونبتسمُ بعمقٍ
لأمواجِهِ التي ستتكسرُ عما قليلٍ
أمامَ صخورنِا

[لمسة دفء]

هؤلاء الطغاة
أصحيحٌ يا ربي
انهم مروا من بين أناملِكَ الشفيفةِ
وتحملتهم!؟

[لمسة دفء]

ستعرفينهم من الأحذيةِ التي تركوها
.. قبل أن ينهزموا
ستعرفينهم بالتأكيد
هؤلاء الذين ملأوا منابرَ المدينة
بطبولِ بطولاتهم
ترى أين نجدهم الآن
لنعرف كيفَ سمعوا قبلنا
بأولى الاطلاقاتِ
نحن الذين كنّا مجرَّدَ آذان