[ 43 ]
بعثت أنا والساعة كهاتين
89- عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله :
« بعثت أنا والساعة كهاتين وضم السبابة والوسطى»
أخرجه مسلم.
ومعنى الحديث:
أنا النبي الأخير فلا يليني نبي آخر وإنما تليني القيامة كما تلي السبابة الوسطى وليس بينهما إصبع أخرى.
[ 44 ]
أمور تكون بين يدي الساعة
90- عن أبي هريرة أن رسول الله قال:
«لا تقوم الساعة حتى يقتتل فئتان عظيمتان يكون بينهما مقتلة عظيمة دعواهما واحدة،
وحتى يبعث دجالون كثيرون قريب من ثلاثين كلهم يزعم أنه رسول الله
وحتى يقبض العلم وتكثر الزلازل ويتقارب الزمان وتظهر الفتن ويكثر الهرج،
وحتى يكثر فيكم المال فيفيض ،
وحتى يهم رب المال من يقبض صدقته
وحتى يعرضه فيقول الذي يعرضه عليه: لا أرب لي فيه،
وحتى يتطاول الناس في البنيان،
وحتى يمر الرجل بقبر الرجل فيقول: يا ليتني مكانه
وحتى تطلع الشمس من مغربها، فإذا طلعت ورآها الناس أجمعون فذلك حين [لا ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيراً] [الأنعام: 158]،
ولتقومن الساعة وقد نشر الرجلان ثوبهما فلا يتبايعانه ولا يطويانه،
ولتقومن الساعة وقد انصرف الرجل بلبن لقحته فلا يطعمه،
ولتقومن الساعة وهو يليط حوضه فلا يسقى فيه،
ولتقومن الساعة وقد رفع أكلته إلى فيه فلا يطعمها»
أخرجه البخاري.
أما الفئتان العظيمتان: فما جرى بين معاوية وعلي رضي الله عنهما بصفين،
والدجال: هو الكذاب.
ومعنى يقبض العلم: أي يقبض العمل به فلا يبقى إلا رسمه.
ومعنى يتقارب الزمان: أي يفسد الناس بسرعة فما كان يحصل في سنة مثلاً أصبح يحصل في شهر. واللقحة: الناقة الغزيرة اللبن.
ومعنى يليط: يصلح...
وأكلته: أي لقمته
والهرج: القتل.
91- وعن أبي هريرة أن رسول الله قال:
«لا تقوم الساعة حتى تخرج نار من أرض الحجاز تضيء أعناق الإبل ببصرى»
أخرجه البخاري ومسلم.
92- عن أبي هريرة أن رسول الله قال:
«لا تقوم الساعة حتى يكثر المال ويفيض وحتى يخرج الرجل زكاة ماله فلا يجد أحداً يقبلها منه وحتى تعود أرض العرب مروجاً وأنهاراً»
أخرجه مسلم.
ومروجاً وأنهاراً: بحفر الآبار وغرس الأشجار وبناء الديار والله أعلم.
93- عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، قال: سمعت رسول الله يقول:
«إن الله لا ينزع العلم بعد أن أعطاكموه انتزاعاً ولكن ينتزعه منهم مع قبض العلماء بعلمهم حتى إذا لم يبق عالم اتخذ الناس رؤساء جهالاً فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا»
أخرجه البخاري ومسلم.
94- عن حذيفة بن اليمان قال:
حدثنا رسول الله حديثين قد رأيت أحدهما وأنا أنتظر الآخر، حدثنا:
«أن الأمانة نزلت في جذر قلوب الرجال - يعني وسط قلوب الرجال - ثم نزل القرآن فعلموا من القرآن وعلموا من السنة»،
ثم حدثنا عن رفع الأمانة قال:
«ينام الرجل النومة فتقبض الأمانة من قلبه فيظل أثرها مثل الوكت ثم ينام النومة فتقبض الأمانة من قلبه فيظل أثرها مثل المجل كجمر دحرجته على رجلك فنفط فتراه منتبراً وليس فيه شيء ثم أخذ حصاة فدحرجها على رجله فيصبح الناس يتبايعون لا يكاد أحد يؤدي الأمانة حتى يقال: إن في بني فلان رجلاً أميناً ،حتى يقال للرجل ما أجلده ما أظرفه ما أعقله! وما في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان. ولقد أتى علي زمان ما أبالي أيكم بايعت لئن كان مسلماً ليردنه علي دينه ولئن كان نصرانياً أو يهودياً ليردنه علي ساعيه، فأما اليوم فما كنت أبايع إلا فلاناً وفلاناً»
أخرجه البخاري ومسلم وابن ماجه وغيرهم.
الوكت: الأثر اليسير.
المجل: ارتفاع في باطن اليد بسبب العمل بالفأس ونحوه يحتوي على ماء ثم يصلب ويبقى عقداً.
ونفط: أي ارتفع جلدها وانتفخ.
منتبراً: مرتفعاً والمقصود خلو القلوب من الأمانة كما يخلو المجل المنتبر عن شيء يحويه.
ولقد أتى علي زمان: يعني كانت الأمانة موجودة ثم قلت.
وساعيه: يعني رئيسه.
والمقصود بقوله: فما كنت أبايع إلا فلاناً وفلاناً أي لقلة الأمانة.