العودة   شبكة صدفة > المنتديات الادبية > الشعر العربى القديم والحديث

الشعر العربى القديم والحديث شعر شعبي ، شعر فصيح ، قصة ، رواية ، مقال ، نقد،يحتوي على أقسام متخصصة بالأدب والشعر والخواطر وكذلك القصص والروايات.

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 06-15-2010, 01:51 PM رقم المشاركة : 61
معلومات العضو
لمسة دفء

الصورة الرمزية لمسة دفء

إحصائية العضو







لمسة دفء غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: البردوني - كيان القصيده العربيه كما ابدعتها السلف -

من ساحة الأصنام و الأوثان من مسرح الطاغوت و الطّغيان
من غابة الوحشية الرعنا و من دنيا القتال و موطن الأضغان
من عالم الشر المسلّح حيث لا حكم لغير مهنّد و سنان
بزغت تباشير السعادة و الهدى بيضا كطهر الحبّ في الوجدان
و أهلّ من أفق الغيوب على الدنى فجران فجر هدى و فجر حنان
يا فرحة العليا أهلّ محمد و عليه سيما المجد كالعنوان
و أطلّ من مهد البراءة . و السما و الأرض في كفّيه تعتنقان
***

ماذا ترى الصحرا ؟ أنوارا سائلا أم أنّه حلم على الأجفان
فتحت نواظرها فضجّ سكونها مالي أرى ما لا ترى عينان
و تلفّتت ربوات مكّة في السنا حيرى تكابد صمتها و تعاني
و تكاد لولا الصّمت تسأل جوّها ماذا ترى و متى التقى فجران ؟
و تيقّظ الغافي يرى مالا ترى في الوهم روح الملهم الفنّان
نزل البسيطة بالسلام محمد كالنصر عند مخافة الخذلان
يا صرعة الطاغوت أشرق بالهدى رجل الهداية و الرسول الباني
فإذا الجزيرة فرحة و صبابة و الجو عرس و الحياة أغاني
و إذا العداوة وحدة و أخوّة و البغض حبّ و النفور تداني
هتفت شفاه البعث فانتفض الثرى و تدافع الموتى من الأكفان
زخرت و ضجّت بالحياة قبورها واهتاجت الأرواح في الأبدان
و تلاقت الدنيا يهنّيء بعضها بعضا فكل الكائنات تهاني
***

ولد الرسول من الرسول و من رأى طفلا له عليا الخلود مغاني
يسعى إلى العليا و تسعى نحوه فكأنّ بينهما هوى و أماني
من ذلك الطفل الذي عصم الدما و حمى الضعيف من القويّ الجاني
و تناجت الأكباد حوله جلاله بالحبّ الحور و الولدان
***

من ذلك الطفل الفقير يشعّ من عينيه تاريخ و سفر معاني
ما شأن هذا الطفل ما آماله ؟ فوق المنى و الشأن و السلطان
هذا اليتيم و سوف يغدو وحده رجل الخلود وواحد الأزمان
و تحقّق الأمل الجميل و أينعت روح النبوّة في أجلّ كيان
حمل الرسالة وحده و مضى على حدّ السيوف و ألسن النيران
عبر المهالك و السلام سلاحة يدعو إلى الحسنى ، إلى الإحسان
و إلى الأمانه و البراءة و التقى و محبّة الإنسان للإنسان
و إلى التآخي و التصافي و الوفا و البرّ و العيش الظليل الهاني
فتجاوبت حوليه أحقاد العدا و تفجّرت في الدرب كالبركان
فمشى على نار الحقود كأنّه يمشي على الأزهار و الغدران
و عدا الحقيقة حوله تجتاحهم همجيّة دمويّة الألوان
و غواية تصبي الغويّ كأنّها شيطانه توحي إلى شيطان
و محمد يلقي الأشعة ها هنا و هنا و يفتح الوسنان
فطغت أعاديه عليه فردّهم بالآيتين : الصبر و الإيمان
واقتاد معركة الفدى متفانيا إن الجهاد عقيدة و تفاني
و الحقّ لا تحميه إلاّ قوّة غضبى كألسنة اللّهيب القاني
و الأرض أم الناس ميدان الوغى و العاجزون فريسة الميدان
و المجد حظّ مدرّب و مسلّح و الموت حظّ الأعزل المتواني
رفع الرسول لوا النبوّة بالهدى و حمى الهدى بالرمح و الفرسان
و غزا البلاد سهولها ووعورها بالقوّتين : السيف و القرآن
و تراه إن لمست يداه بقعة نشأت على الإصلاح منه يدان
و إذا أتت قدماه أرضا أطلعت خطواته فجرا بكل مكان
إن الزعامة قوّة و عداله و شجاعة سمحا و قلب حالي
***

يا خير من حمل الرسالة و التقى في عزم روح في أرقّ جنان
ذ**** آيات الزمان كأنّها أنشودة العليا بكل زمان
***

أمحمّد خذ بنت فنّي إنّها أخت الزهور بريئة الألحان
و عليك ألف تحيّة من شاعر في كلّ عضو منه قلب عاني










آخر مواضيعي 0 العيد قرّب / والحبايب بعيدين.وانا عيوني ولّمَتْ (دمعة) العيـن..
0 تعبت أشيلك في مطارات الزمن شنطة سفر
0 غازي القصيبي ورومانسية بلا حدود.
0 أكتب اليك...و انا خاائفه ان تخدشك الكلماات..!!
0 دفتر الأيام
رد مع اقتباس
قديم 06-15-2010, 01:51 PM رقم المشاركة : 62
معلومات العضو
لمسة دفء

الصورة الرمزية لمسة دفء

إحصائية العضو







لمسة دفء غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: البردوني - كيان القصيده العربيه كما ابدعتها السلف -

من القبر من حشرجات التراب على الجمر من مهرجان الذباب
و من حيث كان يدقّ القطيع طبول الصلاة أمام الذئاب
و يهوي كما يرتمي في الصخور قتيل على كتفيه ... مصاب
و من حيث كانت كؤوس الجراح تزغرد بين شفاه الحراب
و من حيث يحسو حنين الربى غبار المنى و نجيع السراب
و من حيث يتلو السؤال السؤال و يبتلع الذعر وهم الجواب
عزفت اصفرار الرماد العجوز ليحمرّ فيه طفور الشباب
و حرّقت أنفاسي المطفئات و أطفأتها بالحريق المذاب
***

أتشتمّ يا قارئي في غناي دخان المغنّي و شهق الرباب ؟
و تسمع فيه أنين الضياع تبعثره عاصفات الضباب
فإنّ حروفي اختلاج السهول و شوق السواقي ، و خفق الهضاب
و شوق الرحيق بصدر الكروم إلى الكأس و الثلج في كلّ باب
و خوف المودّع غيب النوى و سهد المنى في انتظار الإياب
أنا من غزلت انتحار الحياة هنا شفقا من زفير العذاب
و لحّنته سحرا يحتسي رؤى الفجر بين ذراعي كتاب
و تنبض فيه عروق السكون و يمتدّ في ثلجة الالتهاب
و يتّقد الشوق في مقلتيه و يظمأ في شفتيه العتاب









آخر مواضيعي 0 العيد قرّب / والحبايب بعيدين.وانا عيوني ولّمَتْ (دمعة) العيـن..
0 تعبت أشيلك في مطارات الزمن شنطة سفر
0 غازي القصيبي ورومانسية بلا حدود.
0 أكتب اليك...و انا خاائفه ان تخدشك الكلماات..!!
0 دفتر الأيام
رد مع اقتباس
قديم 06-15-2010, 01:51 PM رقم المشاركة : 63
معلومات العضو
لمسة دفء

الصورة الرمزية لمسة دفء

إحصائية العضو







لمسة دفء غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: البردوني - كيان القصيده العربيه كما ابدعتها السلف -

أسفر الفجر فانهضي يا صديقه نقتطف سحره و نحضن بريقه
كم حنّنا إليه و هو شجون في حنايا الظلام حيرى غريقه
و تباشيره خيالات كأس في شفاه الرؤى ، و نجوى عميقه
و ظمئنا إليه و هو حنين ظاميء يرعش الخفوق شهيقه
واشتياق يقتات أنفاسه الحمر و يحسو جراحه ... و حريقه
وذهول كأنّه فيلسوف غاب في صمته يناجي الحقيقة
و طيوف كأنّها ذكريات تتهادى من العهود السحيقه
واحتضنّا أطيافه في مآقينا كما يحضن العشيق العشيقه
و هو حبّ يجول في خاطرينا جولة الفكر في المعاني الدقيقة
و التقينا نريق دمع المآقي فأبت كبرياؤنا أن نريقه
واحترقنا شوقا إليه و ذبنا في كؤوس الهوى لحونا رقيقة
وانتظرناه و الدجى يرعش الحلم على هجعة القبور العتيقة
و السري وحشة و قافلة السّـ فر يخاف الرفيق فيها رفيقه
و ظلام لا ينظر المرء كفّيـ ه و لا يسعد الشقيق شقيقة
هكذا كان ليلنا فتهادى فجرنا الطلق فلحياة طليقه
***

فانظري " يا صديقتي " رقصة الفجر على خضرة الحقول الوريقة
مهرجان الشروق يشدو و يندى قبلات على شفاه الحديقة
فانهضي نلثم الشروق المغنّي و نقبّل كؤوسه ورحيقه
و اخطري يا صديقتي في طريق الـ فجر كالفجر ، كالعروس الأنيقه
واذكري أنّنا نعشنا صباه وحدنا ؛ على خطاه الرشيقه
و سكبنا في مهده دفء قلبيـ نا و أحلامنا العذارى المشوّقه
نحن صغنا أضواءه من هوانا و فرشنا بالأغنيات طريقه
و شدونا في دربه كالعصافـ ير … و شدو الغرام فيض السليقه
لن نطيق السكوت فالصمت للمسيـ ت و تأبى حياتنا أن نطيقه
***

نحن من نحن ؟ نحن تاريخ فكر و بلاد في المكرّمات عريقه
سبقت وهمّها إلى كلّ مجد و انتهت منه قبل بدء الخليقه
فابتسمي : عاد فجرنا و هو يتلو للعصافير من دمانا وثيقه .








آخر مواضيعي 0 العيد قرّب / والحبايب بعيدين.وانا عيوني ولّمَتْ (دمعة) العيـن..
0 تعبت أشيلك في مطارات الزمن شنطة سفر
0 غازي القصيبي ورومانسية بلا حدود.
0 أكتب اليك...و انا خاائفه ان تخدشك الكلماات..!!
0 دفتر الأيام
رد مع اقتباس
قديم 06-15-2010, 01:51 PM رقم المشاركة : 64
معلومات العضو
لمسة دفء

الصورة الرمزية لمسة دفء

إحصائية العضو







لمسة دفء غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: البردوني - كيان القصيده العربيه كما ابدعتها السلف -

وحدي و مقبرة جواري و الوهم و الأشباح داري
و الأفق بشرق بالدجى و يلوك حشرجة الدراري
و الريح تزحف كالجنائز في حشود من غبار
و النجم محمرّ الشعا ع كأنّه أحلام ثار
و كأنّ عينيه تشهّي جاره و حنين جار
و أنا أتيه ... كنجمة حيرى ، تفتّش عن مدار
و كأنّني طيف " الفرزدق " يجتدي ذكرى " نوار "
و أرود منزل غادة كالصيف عاطرة المزار
و كأنّني أمشي على حرقي ؛ و أشلاء اصطباري
و دنوت منها فانتشت شفتاي ؛ واخضرّ افتراري
ورنت إليّ فتمتمت ودنت ؛ و غابت : في التّواري
و أردت عذرا فانطوى في خاطري الخجل اعتذاري
وهمست : أين فمي ؟ و ناري في دمي تقتات ناري

ورجعت أحمل في الحشا حرقا ... كحيّات القفار
و أحاور الحسناء في صمتي فيدنيها حواري
فأظنّها حولي رحيقا في كؤوس من نضار
تبدو و تخفى كالطيوف ؛ و تستقرّ بلا قرار

و تكاد تقلع ثوبها حينا و ترمي بالخمار
و أكاد أحضن ظلّلها جسدا من الرّغبات عاري
و طفقت أزرع من رما ل الوهم كرما في الصحاري
فدوت حيالي ضجّة غضبى كدمدمة انفجار
و سعت إليّ غابة تومي بأشداق الضواري
و عصابة برّاقة الألوان ، دامية الشّفار

تمشي فيحترق الحصا و الريح تقذف بالشرار
و أحاطها ومض البروق ؛ فسجّلت أخزى اندحار

***

و اللّيل يبتلع السّنى و الخوف يرتجل الطواري
فتصارع الأشباح أشباحا على شرّ انتصار
و هنا استجرت بساحر بادي التقى نتن الإزار
يهذي و يقتاد النزيل إلى لصيقات العثار
و يبيع ساعات الفجور لكلّ بائعة و شاري
لصّ يتاجر بالخنا و يزينه كذب الوقار
و يكاد ينفر بعضه من بعضه أشقى نفار
و يثور إن ناوأته في الإثم كالنمر المثار
و بلا انتظار كشّرت في وجهه ( ذات السوار )
فاهتاج و ابتدر العصا ودوت كعاصفة الدمار
فانقضّ كالثور الذّبيح ؛ يخور ، يخنق بالخوار

و رمت به للموت يكنسه إلى دار البوار

و تهافت الجيران فاتّقد الشّجار على الشجار

فشردت عنه كطائر ظمآن طار من الإسار
و الريح تبصقي و تروي للشّياطين احتقاري

***

و كأنّ أنهار تناديني و تنصب في المجاري
مأعبّ من عفن الرؤى و حلا ووهما من عقار
و أفرّ من نفسي إلى نفسي و أهرب من فراري
أهوى على ظلّي كما يهوى الجدار على الجدار
و أسائل الأحلام عن دنيا ترقّ على انكساري
***

لا تسكتي : لم أنتحر إنّي أقلّ من انتحاري
أنا من بحثت عن الردى في كلّ رابية و غار
و نسيت مأتم زوجتي و أبي وحشرجة احتضاري
***

هل خلف آفاق المنى دنيا أجلّ من انتظاري ؟ !
خضراء طاهرة الجنى و الرّي ، دانيه الثمار
و مواسم تندى و تولم للغراب ، و للهزار .

للقبّرات و للصقور ؛ و للعصافير الصغار

إنّي كبرت عن الهوى و الزيف و الحبّ التجاري
و بصقت دنيا جيفه تؤذي و تغري بالشّعار
و تصوغ من قذر الخطا يا السود رايات الفخار
و مللت تيها ميّت الألوان ؛ مكروه الإطار

و سئمت أشباحا أدا ريها ، و أشتمّ من أداري
و لعنت وجهي المستعا ر و كلّ وجه مستعار
و هفت إليّ نسيمة جذلى كآمال العذاري
كتبسمّ الأفراح في مقل الصبيّات الغرار
***

و تثاءب الفجر الجريح كمن يفيق من الخمار

وانشقّ أفق الغيب عن عهد المروءات الكبار
و كأنّ دنيا أشرقت كالحور من خلف السّتار
تلقي المحبّة عن يميني و البراءة عن يساري

و سرت حكايات المدينة كالخيالات السواري

ووجدتني أنهار وحدي و استفقت على انهياري

و نهضت و الدنيا كما كانت تفاخر بالصغار
و تهاوت الدنيا خلق افتناني و ابتكاري
فوددت لو ألقى كذاب اللّيل ؛ صدقا في النهار .










آخر مواضيعي 0 العيد قرّب / والحبايب بعيدين.وانا عيوني ولّمَتْ (دمعة) العيـن..
0 تعبت أشيلك في مطارات الزمن شنطة سفر
0 غازي القصيبي ورومانسية بلا حدود.
0 أكتب اليك...و انا خاائفه ان تخدشك الكلماات..!!
0 دفتر الأيام
رد مع اقتباس
قديم 06-15-2010, 01:52 PM رقم المشاركة : 65
معلومات العضو
لمسة دفء

الصورة الرمزية لمسة دفء

إحصائية العضو







لمسة دفء غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: البردوني - كيان القصيده العربيه كما ابدعتها السلف -

لماذا لي الجوع و القصف لك ؟ يناشدني الجوع أن أسألك
و أغرس حقلي فتجنيه أنـ ت ؛ و تسكر من عرقي منجلك
لماذا ؟ و في قبضتيك الكنوز ؛ تمدّ إلى لقمتي أنملك
و تقتات جوعي و تدعى النزيه ؛ و هل أصبح اللّصّ يوما ملك ؟
لماذا تسود على شقوتي ؟ أجب عن سؤالي و إن أخجلك
و لو لم تجب فسكوت الجوا ب ضجيج ... يردّد ما أنذلك !
لماذا تدوس حشاي الجريح ؛ و فيه الحنان الذي دلّلك
و دمعي ؛ و دمعي سقاك الرحيق أتذكر " يا نذل " كم أثملك !
فما كان أجهلني بالمصير و أنت لك الويل ما أجهلك !
غدا سوف تعرفني من أنا و يسلبك النبل من نبّلك
***

ففي أضلعي . في دمي غضّبة إذا عصفت أطفأت مشعلك
غدا سوف تلعنك الذكريات و يلعن ماضيك مستقبلك
و يرتدّ آخرك المستكين بآثامه يزدري أوّلك
و يستفسر الإثم : أين الأثيم ؟ و كيف انتهى ؟ أيّ درب سلك ؟
***

غدا لا تقل تبت : لا تعتذر تحسّر هنا مأملك
و لا : لا تقل : أين منّي غد ؟ فلا لم تسمّر يداك الفلك
غدا لن أصفّق لركب الظلام سأهتف : يا فجر : ما أجملك !









آخر مواضيعي 0 العيد قرّب / والحبايب بعيدين.وانا عيوني ولّمَتْ (دمعة) العيـن..
0 تعبت أشيلك في مطارات الزمن شنطة سفر
0 غازي القصيبي ورومانسية بلا حدود.
0 أكتب اليك...و انا خاائفه ان تخدشك الكلماات..!!
0 دفتر الأيام
رد مع اقتباس
قديم 06-15-2010, 01:53 PM رقم المشاركة : 66
معلومات العضو
لمسة دفء

الصورة الرمزية لمسة دفء

إحصائية العضو







لمسة دفء غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: البردوني - كيان القصيده العربيه كما ابدعتها السلف -

خطرة وانبى النذير وصاحا الحريق الحريسق يطوي الجناحا
و تعالى صوت النذير و ألوى آمل العمر وجهه و أشاحا
و دنا من هنا الحريق و أومى بارق الموت من هناك و لاحا
ورنا السفر حوله ليس يدري هل يرى الجدّ أم يحسّ المزاحا ؟
تارة يرقب الخلاص و أخرى يرقب اليأس و الهلاك المتاحا
و تعايا حينا يقلّب كفّيـ ه و حينا يشدّ بالرّاح راحا
و إذا النار تحتوي مارد الجوّ ويجتاحه الحريق اجتياحا
خطوة في الرحيل و اختصر الموت مسافاته الطوال الفساحا
و أطاح الجناح بالركب في الجوّ و أودي الجناح فيه و طاحا
من رآه في الهوّة الحيرى ؛ و يستجدّ الربى و البطاحا
من رآه على الصخور رفاتا و شظايا تعطي الرّماد الريّاحا
من رأى الصقر حين مدّ إلى النا ر جناحا و للفرار جناحا
و هوى الطائر الكسير ودوّى موكب الرعب ملأه و تلاحى
وارتمى يطرح الجناح المدمّى مثلما يطرح القتيل السلاحا
***

وانطوى الركب في السكون و أطفت هجعة الرمل عزمه و الطّماحا
و انتهى عمره و هل كان إلاّ في مدى النفس غدوة أو رواحا
خلع العمر فاطمأنّ و أغفى واستراحت جراحة و استراحا
مات ، و الشعب بين جنبيه قلب خافق يطعم الحنين الجراحا
و يضمّ البلاد خلف الحنايا أمنيات و ذكريات ملاحا
لم يكد شعبه يذوق هناء منه حتّى بكى و أبكى و ناحا
***

أيّها الركب ! يا شهيد المعالي ! هل رأيت الحياة شرّا صراحا !
أم فقدت النجاح في العمر حتّى رحت تبغي عند الممات النجاحا
عندما قبّل الثرى منك جرحا أوراق الترب من دماه و فاحا
هكذا المجد تضحيات ؛ و غبن عمر من لم يخض إلى المجد ساحا
إنّما الموت و الحياة كفاح يكسب النصر من أجاد الكفاحا
لا استراح الجبان لا نام جفناه و لا أدركت خطاه الفلاحا
إنّما الموت مرّة و الدم المهدور يبقى على الزمان وشاحا
كم جبان خاف الردى فأتاه و تخطّى ستاره واستباحا
و نفوس شحّت على الموت لكن أيّ موت صان النفوس الشحاحا ؟
كم مليك يأوي إلى القصر ليلا ثمّ يأوي إلى التراب صباحا
***

شرعه المجد أن تصارع في المجـ د ؛ و تستلّ للصفاح صفاحا
أيّها الركب ! نم هنيئا ودعنا نعتسف بعدك الخطوب الجماحا
ووداعا يا فتية اليمن الخضـ را وداعا بحرقة الصدر باحا .










آخر مواضيعي 0 العيد قرّب / والحبايب بعيدين.وانا عيوني ولّمَتْ (دمعة) العيـن..
0 تعبت أشيلك في مطارات الزمن شنطة سفر
0 غازي القصيبي ورومانسية بلا حدود.
0 أكتب اليك...و انا خاائفه ان تخدشك الكلماات..!!
0 دفتر الأيام
رد مع اقتباس
قديم 06-15-2010, 01:53 PM رقم المشاركة : 67
معلومات العضو
لمسة دفء

الصورة الرمزية لمسة دفء

إحصائية العضو







لمسة دفء غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: البردوني - كيان القصيده العربيه كما ابدعتها السلف -

لا تسألي يا أخت أين مجالي ؟ أنا في التراب و في السماء خيالي
لا تسأليني أين أغلالي سلي صمتي و إطراقي عن الأغلال ؟
أشواق روحي في السماء و إنّما قدماي في الأصفاد و الأوحال
و توهمي في كلّ أفق سلبح و أنا هنا في الصمت كالتمثال
أشكو جراحاتي إلى ظلّي كما يشكو الحزين إلى الخلّي السّالي
***

و اللّيل من حولي يضجّ و ينطوي في صمته كالظالم المتعالي
يسري و في طفراته ووقاره كسل الشيوخ و خفّة الأطفال
و تخاله ينساق و هو مقيّد فتحسّه في الدرب كالزلزال
و أنا هنا أصغي و أسمع من هنا خفقات أشباح من الأهوال
ورؤى كألسنة الأفاعي حوّما ومخاوفا كعداوة الأنذال
و أحسّ قدّامي ضجيج مراقد و تثائب الآباد و الآزال
و تنهّدا قاقا كأنّ وراءه صخب الحياة و ضجّة الأجيال
و الطيف يصغي للفراغ كأنّه لصّ يصيخ إلى المكان الخالي
و كأنّه " الأعشى " يناجي " ميّة " و يلملم الذكرى من الأطلال
و الشهب أغنية يرقرقها الدجى في أفقه كالجدول السلسال
و الوهم يحدو الذكريات كمدلج يحدو القوافل في بساط رمال
و الرعب يهوي مثلما تهوي على ساح القتال جماجم الأبطال
***

و هنا ترقبت انهياري مثلما يترقّب الهدم الجدار البالي
و سألت جرحي هل ينام ضجيجه ؟ و أمرّ من ردّ الجواب سؤالي !
و أشدّ مما خفت منه تخوّفي و أشقّ من وعر الطريق كلالي !
و أخسّ من ضعفي غروري بالمنى و اليأس يضحك كالعجوز حيالي !
و أمضّ من يأسي شعوري أنّني حيّ الشهيّة ؛ ميّت الآمال
أسري كقافلة الظنون و أجتدي شبح الظلام و أهتدي بضلالي
و أسير في الدرب الملفّح بالدجى و كأنّني أجتاز ساح قتال
و أتيه و الحمّى تولول في دمي و ترتّل الرعشات في أوصالي
***

لا تسأليني عن مجالي : في الثرى جسدي وروحي في الفضاء العالي
و سألتها : ما الأرض ؟ قالت إنّها فلوات أوحاش وروض صلال
إن كنت محتالا قطفت ثمارها أولا : فانّك فرصة المحتال
و أنا هنا أشقى و أجهل شقوتي و أبيع في سوق الفجور جمالي
***

و العمر مشكلة و نحن نزيدها بالحلّ إشكالا إلى إشكال
لا حرّ في الدنيا فذو السلطان في دنياه عبد المجد و الأشغال
و الكادح المحروم عبد حنينه فيها : وربّ المال عبد المال
و الفارغ المكسال عبد فراغه و السفر عبد الحلّ و الترحال
و اللّصّ عبد اللّيل و الدجّال في دنياه عبد نفاقه الدجّال
لا حرّ في الدنيا و لا حريّة إنّ التحرّر خدعة الأقوال
الناس في الدنيا عبيد حياتهم أبدا عبيد الموت و الآجال
***

و سألتها ما الموت ؟ قالت : إنّه شطّ الخضمّ الهائج الصوّال
و سكونه الحاني مصير مصائر و هدوؤه دعة و عمق جلال
مالي أحاذره و أخشى قوله و أنا أجرّ وراءه أذيالي ؟ !
أنساق في عمري إليه مثلما تنساق أيّامي إلى الآصال
***

و سألتها : فرنت و قالت : لا تسل ، دعني عن المفصول و المفضال !
أسكت ! فليس الموت سوقا عنده عمر بلا ثمن ، و عمر غالي !!









آخر مواضيعي 0 العيد قرّب / والحبايب بعيدين.وانا عيوني ولّمَتْ (دمعة) العيـن..
0 تعبت أشيلك في مطارات الزمن شنطة سفر
0 غازي القصيبي ورومانسية بلا حدود.
0 أكتب اليك...و انا خاائفه ان تخدشك الكلماات..!!
0 دفتر الأيام
رد مع اقتباس
قديم 06-15-2010, 01:53 PM رقم المشاركة : 68
معلومات العضو
لمسة دفء

الصورة الرمزية لمسة دفء

إحصائية العضو







لمسة دفء غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: البردوني - كيان القصيده العربيه كما ابدعتها السلف -

لمن أرعش الوتر المجهدا و أشدو و ليس لشدوي مدى ؟
و أنهي الغناء الجميل البديع لكي أبدا الأحسن الأجودا
و أستنشد الصمت وحدي هنا و أخيلتي تعبّر السرمدا
فأسترجع الأمس من قبره و أهوى غدا قبل أن يولدا
و أستنبت الرمل بالأمنيات ؛ زهورا ، و أستنطق الجلمدا
و حينا أنادي و ما من مجيب و حينا أجيب و ما من ندا
و أبكي و لكن بكاء الطيور فيدعوني الشاعر المنشدا
***

لمن أعزف الدمع لحنا رقيقا كسحر الصبا كابتسام الهدى ؟
لعينيك نغّمت قيثارتي و أنطقتها النغم الأخلدا
أغنّيك وحدي و ظلّ القنوط ؛ أمامي و خلفي كطيف الردى
و أشدو بذ**** لم تسألي لمن ذلك الشدو أو من شدا ؟
كأن نكن نلتقي و الهوى يدلّل تاريخنا الأمردا
و حبّي يغنّيك أصبى اللّحون ؛ فيحمرّ في وجنتيك الصدى
و نمشي كطفلين لم نكترث بما أصلح الدهر الدهر أو أفسدا
و نزهو كأنا ملكنا الوجود ؛ و كان لنا قبل أن يوجدا
و ملعبنا جدول من عبير إذا مسّه خطونا ... غرّدا
و أفراحنا كشفاه الزهور ؛ تهامسها قبلات الندى
أكاد أضمّ عهود اللّقاء ؛ و ألثمها مشهدا مشهدا
و أجترّ ميلاد تاريخنا و أنتشق المهد و المولدا
و أذكر كيف التقينا هناك ؛ و كيف سبقنا هنا الموعدا ؟
و كيف افترقنا على رغمنا ؟ و ضعنا : و ضاع هوانا سدى
حطّمنا الكؤوس و لم نرتوي و عدت أمدّ إليها اليدا
و أخدع بالوهم جوع الحنين ؛ كما يخدع الحلم الهجّدا
أحنّ فأقتات ذكرى اللّقا لعلّي بذكراه أن أسهدا
و أقتطف الصفو من وهمه كما يقطف الواهم الفرقدا
أتدرين أين غرسنا المنى ؟ و كيف ذوت قبل أن نحصدا ؟
تذكّرت فاحترت في الذكريا ت و حيّرت أطيافها الشرّدا
إذا قلت : كيف انتهى حبّنا ؟ أجاب السؤال : و كيف ابتدا ؟
فأطرقت أحسو بقايا البكا ء و قد أوشك الدمع أن ينفدا
و أبكى مواسمك العاطرا ت و أيّامها الغضّة الخرّدا
و من فاته الرغد في يومه مضى يندب الماضي الأرغدا
***

أصيخي إلى قصّتي إنّني أقصّ هنا الجانب الأنكدا
أمضّ الأسى أن تجوز الخطوب و أشكو فلا أجد المسعدا
و أشقى و يشقى بي الحاسدون و ما نلت ما يخلق الحسّدا
علام يعادونني ! لم أجد سوى ما يسرّ ألدّ العدا !
حياتي عذاب و لحن حزين فهل لعذابي و لحني مدى ؟










آخر مواضيعي 0 العيد قرّب / والحبايب بعيدين.وانا عيوني ولّمَتْ (دمعة) العيـن..
0 تعبت أشيلك في مطارات الزمن شنطة سفر
0 غازي القصيبي ورومانسية بلا حدود.
0 أكتب اليك...و انا خاائفه ان تخدشك الكلماات..!!
0 دفتر الأيام
رد مع اقتباس
قديم 06-15-2010, 01:56 PM رقم المشاركة : 69
معلومات العضو
لمسة دفء

الصورة الرمزية لمسة دفء

إحصائية العضو







لمسة دفء غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: البردوني - كيان القصيده العربيه كما ابدعتها السلف -


خذها فديتك يا شقيقي ذكرى أرقّ من الرحيق
و ألذّ من نجوى الهوى بين العشيقة و العشيق
خذها أرقّ من السنى في خضرة الروض الوريق
واذكر تهادينا على كوخ الطفوله و الطريق
و أنا و أنت كموثقين ؛ نحنّ في القيد الوثيق
نمشي كحيرة زورق في غضّبة اللّج العميق
و نساجل الغربان في الوديان أصوات النعيق

و إذا ذكرت لي الطعام ؛ أكلت أنفاسي وريقي
***

أيّام كنّا نسرق الرمان في الوادي السحيق
و نعود من خلف الطريق و ليلنا أحنى رفيق !
و نخاف وسوسة الرياح ؛ و خضرة الطّيف الرشيق
حتّى نوافي بيتنا ... و الأهل في أشقى مضيق
فيصيح عمّي والشراسة ؛ في محيّاه الصفيق

و هناك جدّتنا تناغينا مناغاة الشفيق
تهوي الحياة و عمرها أوهى من الخيط الدقيق
و أبي و أمّي حولنا بين التنهّد و الشهيق
يتشاكيان من الطوى شكوى الغريق إلى الغريق
شكواهما صمت كما يشكو الذّبال من الحريق
و يحدّقان إلى السكون ؛ ورعشة الكوخ العتيق

و اللّيل ينصت للضفادع ؛ و هي تهذي بالنقيق

و الشهب تلمع كالكؤوس ؛ على شفاه من عميق

***

وجوارنا قوم لهم إشراقة العيش الطليق
من كلّ غرّ يمز بين الأغاني و النهيق
و تظنّه رجلا و خلف ثيابه وحش حقيقي

و تراه يزعم شخصـ ين جوهر المسك الفتيق
يتحادثون عن النقود ؛ حديث تجار الرقيق
يتخيّرون ملابسا تصبي و تغري بالبريق
حتّى تراهم صورة للزور و الجهل الأنيق
و نماذجا برّاقه لأناقة الخزي العريق
***

يمشون في نسيج الحرير ؛ فهم رجال من حرير

و كأنّهم مهن خلق نسّاج ؛ و خيّاط قدير

لولا خدّاع ثيابهم كسدوا بأسواق الحمير
فقراء من خلق الرجال ؛ و يسخرون من الفقير
و يسائلون مع الرجال ؛ عن المشاكل و المصير
و مصيرهم بيت البغيذ ؛ و بيت خمّار شهير
و هناك بنت غضّيه أحلى من الورد المطير
ترنو و في نظراتها لغة الدعارة و الفجور
و حدجيثها كالجدول السلسال فضّي الخرير
حسناء تطرح حسنها للمترفين ؛ و للأجير
فجمالها مثل الطبيعة ؛ للنبيل .... و للحقير
في مشيها رقص الحسان ؛ و خفّة الطفل الغرير
و يكاد يعشق بعضها بعضا من الحسن المثير
أودى أبوها و هو في إشراقه العمر القصير
كان امرءا يجد الضعيف ؛ يمينه أقوى نصير

يحنو و ينثر ... ماله للطفل و الشيخ الكبير
يرعى الجميع فكلّـ لب سماويّ الضمير
جادت يداه بما لديه ؛ و جاد بالنفس الأخير

فذوت صبيّته الجميلة ؛ كالزنابق في الفهجير

و بكت إلى أختي كما يبكي الأسير إلى الأسير
و مشت على شوك المآسي الحمر و اليتم المرير
و مضت تدوس الشوك ؛ و الرمضا على القلب الكسير

و الحزن في قسماتها كالشك في قلب الغيور
تعرى فتكسوها الطبيعة حلّة الحسن النظير
صبغت ملامحها الطبيعة من سنا البدر المنير
من وقدة الصيف البهيج و هدأة اللّيل الضرير
من خفّة الشجر الصبور ؛ على رياح الزمهرير

و من الأشعّة و الشذى و صراحة الماء النمير
فتعانقت فيها المباهج ؛ كالأشعّة ... و العبير
فجمالها قبل الحنين ؛ و صدرها أحنى سرير !

***

قل لي . أتذكر يا أخي من تلك جارتنا الشهيّة ؟
هي فوق فلسفة التراب و غلظة الأرض الدنيّة
رحمت مجانين الغواية فهي مشفقة غويّة
بنت الطبيعة فهي ظلّ الحبّ ؛ و الدنيا الشّذيّة

كانت ربيع الأمنيات ؛ و أغنيات الشاعريّة
فانصت إليّ فلم تزل من قصّة الماضي بقيّة
جاءت بها الذكرى ؛ و ما الذكرى ؟ خلود الآدميّة

حدّق ترى ماضيك فيها ، فهي صورته الجليّة
أوّاه ! ما أشقى ذكيّ القلب ؛ في الأرض الغبيّه !

***

ما كان أذكى " مرشدا " و أبرّ طلعته الزكيّه !
كان ابتسامات الحزين ؛ و فرحة النفس الشجيّة
عيناه من شعل الرشاد ، و كلّه من عبقريّة
إن لم يكن في الأنبياء فروحه المثلى نبيّة
قتلته في الوادي اللّصوص ؛ فغاب كالشمس البهيّة

كان ابن عمّي يزدريه ؛ فلا يضيق من الزريّه
و من ابن عمّي ؟ جاهل فظّ كليل الجاهليّة
يرنو إلينا ... مثلما يرنو العقور إلى الضحيّة
نعرى ؛ و يسبح في النقود ؛ و في الثياب القيصريّة
و نذوب من حرق الظماء و عنده الكأس الرويّه
و الكأس تبسم في يديه ؛ كابتسامات الصبيّة

و الكرم في بستانه يلد العناقيد الجنيّه
حتّى تزوّج أربعا أشقته واحدة شقيّة
فكأنّ ثروته دخان ضاع في غسق العشيّة
فهوى إلينا و التقينا ؛ كالأسارى في البليّة
***

و أتى الخريف و كفّه تومي بأشداق المنيّة
و توقع الحيّ الفنا فتغيّرت صور القضيّة
و تحرّك الفلك الدؤوب فأقبلت دنيا رخيّة
و تضوّع الوادي بانسام الفراديس النديّة

قل لي : شقيقي هل ذكر ت عهود ماضينا القصيّة
خذها فديتك قصّة دفاته النجوى سخيّة
و إلى التلاقي يا أخي في قصّة أخرى طريّة
و الآن أختم الكتا ب ختامه أزكى تحيّة !









آخر مواضيعي 0 العيد قرّب / والحبايب بعيدين.وانا عيوني ولّمَتْ (دمعة) العيـن..
0 تعبت أشيلك في مطارات الزمن شنطة سفر
0 غازي القصيبي ورومانسية بلا حدود.
0 أكتب اليك...و انا خاائفه ان تخدشك الكلماات..!!
0 دفتر الأيام
رد مع اقتباس
قديم 06-15-2010, 01:56 PM رقم المشاركة : 70
معلومات العضو
لمسة دفء

الصورة الرمزية لمسة دفء

إحصائية العضو







لمسة دفء غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: البردوني - كيان القصيده العربيه كما ابدعتها السلف -

أخي ؛ صحونا كلّه مآتم و إغفاؤنا ألم أبكم
فهل تلد النور أحلامنا كما تلد النور الزهرة البرعم ؟
و هل تنبت الكرم وديانا و يخضرّ في كرمنا الموسم ؟
و هل يلتقي الريّ و الظامئو ن ؛ و يعتنق الكأس و المبسم ؟
لنا موعد نحن نسعى إليه و يعاتاقنا جرحنا المؤلم
فنمشي على دمنا و الطريق ؛ يضيّعنا و الدجى معتم
فمنّا على كلّ شبر نجيع ؛ تقبله الشمس و الأنجم
***

سل الدرب كيف التقت حولنا ذئاب من الناس لا ترحم
و تهنا و حكّمنا في المتاه سباع على خطونا حوّم
يعيثون فينا كجيش المغول و أدنى إذا لوّح المغنم
فهم يقتنون ألوف الألوف و يعطيهم الرشوة المعدم
و يبنون دورا بأنقاض ما أبادوا من الشعب أو هدّموا
أقاموا قصورا مداميكها لحوم الجماهير و الأعظم
قصورا من الظلم جدرانها جراحاتنا أبيض فيها الدم
***

أخي إن أضاءت قصور الأمير فقل : تلك أكبادنا تضرم
وسل ؛ كيف لنّا لعنف الطغاة فعاثوا هنا و هنا أجرموا ؟
فلا نحن نقوى على كفّهم و لا هم كرام فمن ألوم ؟
إذا نحن كنّا كرام القلوب ؛ فمن شرف الحكم أن يكرموا
و إن ظلمونا ازدراء بنا فأدنى الدناءات أن يظلموا
و إن أدمنوا دمنا فالوحوش تعب النجيع و لا تسأم
و إن فخروا بانتصار اللئام فخذلاننا شرف مرغم
و سائلنا فوق غاياتهم و أسمى ، و غاياتنا أعظم
فنحن نعفّ و هل إن رأوا لأدناسهم فرصة أقدموا
و إن صعدوا سلّما للعروش فأخزى المخازي هو السّلّم
***

و ما حكمهم جاهليّ الهوى ؟ تقهقه من سخفه الأيّم
و أسطورة من ليالي " جديس " رواها إلى " تغلب " " جرهم "
و مطمعهم رشوة و الذباب أكول إذا خبث المطعم
رأوا هدأة الشعب فاستذأبوا على ساحة البغي و استضغموا
و كلّ جبان شجاع الفؤاد ؛ عليك ؛ إذا أنت مستسلم
و إذعاننا جرّأ المفسدين علينا و أغراهم المأثم
***

أخي نحن شعب أفاقت مناه و أفكاره في الكرى تحلم
و دولتنا كلّ ما عندها يد تجتني وحشى يهضم
و غيد بغايا لبسن النضار كما يشتهي الجيد و المعصم
و سيف أثيم يحزّ الرؤوس و قيد و معتقل مظلم
و طغيانها يلتوى في الخداع كما يلتوي في الدجى الأرقم
و كم تدّعي عفّة و الوجود بأصناف خسّتها مفعم !
و آثامها لم تسعها اللّغات و لم يحو تصويرها ملهم
أنا لم أقل كلّ أوزارها تنزّه قولي و عفّ الفم
تراها تصول على ضعفنا و فوق مآتمنا تبسم
و تشعرنا بهدير الطبول على أنّها لم تزل تحكم
و تظلم شعبا على علمه و يغضبها أنّه يعلم
و هل تختفي عنه و هي التي بأكباد أمّته تولم ؟
و أشرف أشرافها سارق و أفضلهم قاتل مجرم
***

عبيد الهوى يحكمون البلاد و يحكمهم كلّهم درهم
و تقتادهم شهوة لا تنام و هم في جهالتهم نوّم
ففي كلّ ناحية ظالم غبيّ يسلّطه أظلم
أيا من شعبتم على جوعنا و جوع بنينا . ألم تتخموا ؟
ألم تفهموا غضبة الكادحين على الظلم ؟ لا بدّ أن تفهموا ؟









آخر مواضيعي 0 العيد قرّب / والحبايب بعيدين.وانا عيوني ولّمَتْ (دمعة) العيـن..
0 تعبت أشيلك في مطارات الزمن شنطة سفر
0 غازي القصيبي ورومانسية بلا حدود.
0 أكتب اليك...و انا خاائفه ان تخدشك الكلماات..!!
0 دفتر الأيام
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:50 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.6.0 (Unregistered) Trans by

شبكة صدفة

↑ Grab this Headline Animator