السنة شجرة , والشهور فروعها , و الأيام أغصانها ,و الساعات أوراقها ,
والأنفاس ثمراتها , فمن كانت أنفاسه في طاعة فثمرة شجرته طيبة , و من كانت
في معصية فثمرة شجرته حنظل ...
إنَّ الإخلاص هو حقيقة الدين ، ومفتاح دعوة المرسلين ..
قال سبحانه : { وَ مَنْ أَحْسَنُ دِينَاً مِمَنْ أَسْلََمَ وَجْهَهُ للهِ وَهُوَ مُحْسِن }
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( قال تعالى : أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملاً أشرك معيَ فيه
غيري تركته وشركه ) رواه مسلم
خلق الله الخلق لعبادته ، وأمرهم بطاعته ، وجعل سبحانه للأعمال
شرطين لا يقبل عملا إلا بهما :
فالأول: أن يكون العمل خالصاً لله سبحانه وتعالى . وهو شرط الباطن،
والثانى: هو متابعة سنة الرسول- صلى الله عليه وسلم - وهو شرط الظاهر،
ودل على هذا المعنى كتاب الله المنزل وسنة النبى المرسل - صلى الله عليه وسلم.
قال الله تعالى: {الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلا}
قال الفضيل بن عياض- رحمه الله - في تفسير هذه الاية :-
إن العمل إذا كان خالصاً ولم يكن صواباً لم يًقبل ،
وإذا كان صواباً ولم يكن خالصاً لم يقبل حتى يكون خالصاً صواباً ..
وقال تعالى: {فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحًا ولا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا}
فالعمل الصالح هو الموافق للسنة وعدم الشرك هو الإخلاص.
وقال تعالى: {وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِّمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لله وَهُوَ مُحْسِنٌ}
فإسلام الوجه هو الإخلاص، والإحسان هو متابعة سنة النبى – صلى الله عليه وسلم.
ما من طالب علم أو متفقه حق إلا ويعلم صعوبة تحقيق الإخلاص
، وذلك لخفاء الرياء وتداخله مع دوافع وبواعث العمل المتداخلة مع حظوظ النفس ،
وبمقدار الخوف من الرياء يكون الإخلاص ،
قال الإمام الشافعي: ( لا يعرف الرياء إلاالمخلصون(
الإخلاص أخواني :-
هو مسك القلب، وماء حياته، ومدارالفلاح كله عليه .
كما قال ابن القيم - رحمهالله:-
إن الذي يعمل بغير إخلاص ولا اقتداء كمسافر يملأ جرابه رملاً ينقله ولا ينفعه ..