العودة   شبكة صدفة > المنتديات الاسلاميه > سيرة الانبياء والصحابة

سيرة الانبياء والصحابة قسم السيرة النبوية لمواضيع السيرة النبوية , سيرة سير الانبياء , قصص الانبياء , قصص انبياء الله اسلامية , قصص نبوية وصف النبي , غزوات النبي , معجزات النبي مدح النبي , حياة النبي ,أخلاق النبي , حب النبي , قبر النبي

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 01-09-2011, 03:53 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
الوعد الصادق

الصورة الرمزية الوعد الصادق

إحصائية العضو







الوعد الصادق غير متواجد حالياً

 

افتراضي هديه في السلام.فضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي

الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين.
-هدي النبي -صلى الله عليه وسلم- في السلام, والاستئذان, وتشميت العاطس:
ثبت عنه في الصحيحين: ((أن أفضل الإسلام وخيره: إطعام الطعام, وأن تقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف))
ولما خلق الله آدم -عليه الصلاة والسلام-, قال له: ((اذهب إلى أولئك النفر من الملائكة, فسلم عليهم, واستمع إلى ما يحيونك به, فإنها تحيتك وتحية ذريتك, فقال: السلام عليكم, فقالوا: السلام عليك ورحمة الله)) فزادوه (ورحمة الله)
وقد أمر -عليه الصلاة والسلام- بإفشاء السلام, وقال: ((أفشوا السلام تحابوا))
يعني: أحد أسباب المحبة: (إفشاء السلام)
كان أصحاب النبي, إذا كانوا يسيرون معاً, وفرقت بينهم شجرة, بعد الشجرة يقول له -لصاحبه-: ((السلام عليكم))
يعني: هل هناك أبلغ من ذلك؟ اثنان يمشيان معاً, فرقت بينهما شجرة, بعد أن يلتقيا, يقول أحدهما للآخر: السلام عليكم.
وقال عليه الصلاة والسلام:

((فو الذي نفس محمد بيده! لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا, ولا تؤمنون حتى تحابوا))
[أخرجه مسلم وأبو داود والترمذي عن أبي هريرة]
وإفشاء السلام: أحد أسباب المحبة.
ورد في البخاري, قال عمار:

((ثلاث: من جمعهن, فقد جمع الإيمان (ثلاثة)؛ الإنصاف من نفسك, -يعني: أنا لا أبالغ, تسع وتسعون بالمئة من الناس, لا ينصفون أنفسهم, يعني: لا يوجد موضوعية؛ الذي يفعله يمدحه, والذي يفعله غيره يذمه, مقياس موضوعي ضعيف, إلا عند المؤمن الراقي-؛ الإنصاف من نفسك, وبذل السلام للعالم, والإنفاق من الإقتار))
[أخرجه الطبراني في المعجم الكبير عن عمار بن ياسر]
قال شارح الحديث -الإمام ابن القيم-: ((وقد تضمنت هذه الكلمات, أصول الخير وفروعها, فإن الإنصاف: يوجب عليه أداء الحقوق لله تعالى كاملة موفورة, -لن تنصف نفسك إلا إذا أدت ما عليها من حقوق لله عز وجل, وإلا ما أنصفتها, وأداء حقوق الناس كذلك, لن تكون منصفاً لنفسك, إلا إذا أديت حقوق الله عز وجل-, وحقوق الناس ألا يطالبهم بما ليس له, -إن طالبت الناس بما ليس لك, لم تنصف نفسك-, ولا يحملهم فوق وسعهم, -إن حملت الناس ما لا يطيقون, فما أنصفت نفسك, يعني: جعلتها في موقع ظالم, إذاً: ما أنصفتها؛ أشقيتها, لم تؤد حق الله, جعلتها في موقع مقصر, ما أنصفتها, لم تؤد حق الناس, جعلتها في موقع ظالم, ما أنصفتها.
يعني: الآن: الدرس كله على هذا الحديث: أن تنصف الناس من نفسك, أو أن تنصف نفسك بتأدية حقوق الله كاملة, وتأدية حقوق الناس كاملة, وألا تطالبهم ما ليس لك, وألا تحملهم فوق وسعهم-, وأن تعاملهم بما تحب أن يعاملوك به, -من يفعل هذا؟
إذا عنده في البيت زوجة ابن, هل يعاملها كابنته تماماً, (كابنته تماماً)؟-, وأن يُعفيهم مما يحب أن يعفوه منه, -تحب الناس أن يتساهلوا معك؟ تساهل معهم, تحب أن يرحموا ابنتك؟ ارحم ابنة الآخرين-, ويحكم لهم وعليهم, بما يحكم به لنفسه وعليها, (يحكم لهم وعليهم)
-يعني: شيء كبير جداً تقول لإنسان: معك الحق, أنا مخطىء؛ هذا موقف بطولي, هذا الخلق, هذا قلما تجده عند الناس, اسم الخلق: (الرجوع إلى الحق)
دائماً الإنسان: يميل يدافع عن نفسه, ويبين صواب نفسه وخطأ غيره, إنسان غير منصف, أخطاؤه يعتم عليها, يتعامى عنها, أخطاء غيره يكبرها؛ ما أنصف الناس, ولا أنصف نفسه, يكيل بمكيالين, يحاسب نفسه حساباً شديداً, ويتساهل بحساب نفسه تساهلاً كبيرا.
يعني مثلاً: ممكن أن تقيم النكير على من مس مكانتك بكلمة, أو بنظرة, ويمكن أن تمس كرامة كل الناس وأنت لا تشعر؛ مسست كرامتهم, فلما مسوا كرامتك بكلمة, أقمت القيامة ولم تقعدها, لست منصفاً, (لست منصفاً)
((عدل ساعة: أفضل عند الله من أن تعبد الله ثمانين عاماً)) (عدل ساعة)
وأحياناً: العدل في الحكم على الأشخاص, يعني: أنت عندك إمكان أن تنصف عدوك؟
التقى النبي بصهره في معركة بدر أسيراً؛ جاء ليقاتله, جاء ليقتله, قال: ((والله ما ذممناه صهرا))
عندك الجرأة: أن تنصف عدوك من نفسك؟
قال: ويدخل في هذا: إنصاف نفسه من نفسه, فلا يدعي لها ما ليس لها, -لا تجعل نفسك محور العالم؛ تضخمها, تمنحها صفات ليست فيها, تمنحها العصمة, أنت لست كذلك-.
قال: فلا يدعي لها ما ليس لها, ولا يخبتها بتدنيسه لها, وتصغيره إياها, وتحقيرها بمعاصي الله, -إذا كان بالغ في تعظيمها, ما أنصفها, هي أقل من ذلك, وإذا بالغ في تدنيسها, ما أنصفها, هي أرقى من ذلك-, ينبغي أن ينميها بطاعة الله, وتوحيده, وحبه, وخوفه, ورجائه, والتوكل عليه, والإنابة إليه, وإيثار مرضاته ومحابه, على مراض الخلق ومحابهم, ولا يكون بها مع الخلق, ولا مع الله.
-في إنسان مع الخلق ناجح جداً, مع الله غير ناجح؛ ما أنصفته, ما أكرمته, ضيعت شيئاً ثميناً, كنت مع الخلق, ولم تكن مع الله, وفي إنسان مع الله؛ لكن ليس مع الخلق, ما أنصفهم, حقق صلة بالله, لكن على حساب الخلق
ويكون بالله لا بنفسه, في حبه وبغضه, -يعني: إنسان يحب أو يبغض؛ يحب: تأكيداً لذاته, ويبغض: تأكيداً لذاته, هذا إنسان يؤله نفسه, أما المؤمن: يحب لله, ويبغض لله.
يعني: مستحيل أن تكره مؤمناً, فإذا كرهته, فهذه الكراهية (كراهية حسد)؛ مؤمن قد يكون أرقى منك, قد يكون أعلم منك, فإذا أبغضته, فهذا البغض: دليل حسد, ودليل ضيق أفق, أما إذا أحببته: دليل إيمان.
يعني: إنصاف الناس بطولة كبيرة جداً, جزء من علمك-, صواب أحكامك على الناس: أن يكون بالله لا بنفسه؛ في حبه وبغضه, وعطائه ومنعه, وكلامه وسكوته, ومدخله ومخرجه, -يعني: كلامه وسكوته, ودخوله ومخرجه, وعطاؤه ومنعه, وحبه وبغضه, ينطلق من هذا كله؛ من محبته لله-, ولا يرى لها مكانة يعمل عليها, -يعني: أنا كذا, طيب من أنت؟ أنت لا شيء, فإذا فعل هذا, انطبق عليه قوله تعالى:

﴿قُلْ يَا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ﴾
[سورة الأنعام الآية:135]
﴿اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ﴾
[سورة الأنعام الآية:135]
أنا فلان, أنا ابن فلان, أنا أحمل الشهادة الفلانية, أنا لي عمل كذا ........ كلمة (أنا): محجوب عن الله, نظرت إلى عملك, أنت من دون فضل الله لا شيء
والله في آية, دخلت لعند أحد الأخوة الأكارم, يضع آية في صدر غرفته, والله اقشعر جلدي منها, هي آية قرآنية:

﴿وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيماً﴾
[سورة النساء الآية:113]
﴿وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ﴾
[سورة النساء الآية:113]
أنت بفضل الله: تتكلم كلمتين مقبولتين عند الناس, لو لم يعلمك الله, لا أحد يستمع إليك:

﴿وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيماً﴾
[سورة النساء الآية:113]
قال: فالعبد المحض الكامل, ليس له مكانة يعمل عليها, فإنه يستحق المنافع والأعمال لسيده, ونفسه ملك سيده, -وهذا معنى قوله تعالى:

﴿إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ﴾
[سورة التوبة الآية:111]
باع نفسه وباع أمواله-, فهو عامل: على أن يؤدي إلى سيده, كل ما هو مستحق له عليه, ليس له مكانة أصلاً, بل قد كوتب على حقوق الخلق, ولا يزال المُكاتَب عبداً, ما بقي عليه شيء من الكتابة, -هو هذا المصطلح بالعبودية: إذا عبد أراد التحرر, كان يكاتب سيده, يتفق مع سيده على أعمال يقوم بها مجاناً, مقابل أن يعتقه من العبودية, فقد يعمل عشر سنوات بلا مقابل, ثمن حريته, فهو عبد مقابل هذا الثمن
هنا استعار الإمام ابن القيم هذا المصطلح للمؤمن؛ أن المؤمن: عبارة عن إنسان كاتب الله عز وجل: على أن يتحرر من عبوديته بشهواته, فما دام قد كاتب الله فهو عبد له, إلا أن يؤدي كل الأقساط, -ما دام في عليه قسط فهو عبد-.
قال: والمقصود من (إنصافه لنفسه): يوجب عليه معرفة ربه, وحقه عليه, ومعرفة نفسه, وما خلقت له, -من أجل أن تكون منصفاً: يجب أن تعرف الله, وأن تعرف ما له عليك من حقوق, وأن تعرف نفسك, وأن تعرف لماذا خلقت؟-, وألا يزاحم بها مالكها, وفاطرها, ويدعي لها الملكة والاستحقاق, وألا يزاحم مراد سيده, ويدفعه بمراده هو, أو يقدمه ويؤثره عليه, –نعم-, فلينظر العبد: لا يكون من أهل هذه القسمة؛ بين نفسه وشركائه, وبين الله بجهله وظلمه, إلا ولُبِّس عليه وهو لا يشعر, فإن الإنسان خلق ظلوماً جهولا؛ فكيف يطلب الإنصاف, ممن وصفُهُ الظلم والجهل؟ وكيف ينصف الخلق, ممن لم ينصف الخالق!؟
-إذا الإنسان: ما أنصف ربه, ما عرف ربه, ما مدح ربه, ما وصفه بالكمال, ما أنصف الله عز وجل .......
بعض الآثار القدسية: ((ابن آدم! ما أنصفتني؛ خيري إليك نازل, وشرك إلي صاعد؛ كم أتحبب إليك بالنعم وأنا غني عنك, وكم تتبغض إلي بالمعاصي وأنت فقير إلي, ما أنصفتني, إني والإنس والجن في نبأ عظيم؛ أخلق ويُعبد غيري, وأرزق ويشكر سواي, خيري إلى العباد نازل, وشرهم إلي صاعد, أتحبب إليهم بنعمي, وأنا الغني عنهم, ويتبغضون إلي بالمعاصي, وهم أفقر شيء إلي, ولا يزال الملك الكريم: يعرج إلي منك بعمل قبيح, ابن آدم! ما أنصفتني؛ خلقتك وتعبد غيري, ورزقتك وتشكر سواي))
الإنسان: كيف ينصف غيره ولم ينصف نفسه؟-, وظلمها أقبح الظلم, وسعى في ضررها أعظم السعي, منعها أعظم لذاتها.
-هو الحقيقة: إذا الإنسان شرد عن الله عز وجل, يكون أكبر ظالم لنفسه.
يعني: هو من حق الإنسان يسعد بالله, صرفها عن الله عز وجل؛ يعني متعها بالدنيا, متعها بالطعام والشراب, متعها باللباس والمال, يكون ظلمها, في متعة راقية جداً, ما وفرها لها, متعه خسيسة, زائلة, معها كآبة, هذه نقطة مهمة جداً.
يعني: الإنسان مخلوق لله, فإذا تحرك إلى سواه, فقد ظلم نفسه, لا يليق بك: أن تكون لغير الله-.
قال: سعى في ضررها؛ ظلمها أقبح الظلم, وسعى في ضررها أعظم السعي, ومنعها أعظم لذاتها, من حيث ظن: أنه يعطيها إياها؛ أتعبها كل التعب, وأشقاها كل الشقاء, من حيث ظن: أنه يربحها ويسعدها, وجد كل الجد في حرمانها حظها من الله.
-يعني: أنت لك حظ من الدنيا, ولك حظ من الله, إذا بالغت في إعطاء نفسك, بإعطاء حظها من الدنيا, على حساب حظها من الله, فقد ظلمتها أشد الظلم, حظها من الله عظيم؛ لأن حظها من الله: دنيا وآخرة إلى الأبد, أما حظها من الدنيا: مادامت فيها حياة.
الآن: معظم الناس اغتنى؛ همه بيته, أكله, شربه, سيرانه, لبسه, أناقته, المصيف, ذهاب, رجوع, بعد ذلك: يموت, متع نفسه متعة قليلة, وحرم نفسه السعادة الأبدية-, أتعبها كل التعب, وأشقاها كل الشقاء, من حيث ظن: أنه يريحها ويسعدها, -الآن:-, حقرها كل التحقير, وهو يظن أنه يعظمها, فكيف يرجى الإنصاف ممن هذا إيصافه لنفسه؟ إذا كان هذا فعل العبد لنفسه, فماذا تراه بالأجانب يفعل؟))
((ثلاث: من جمعهن, فقد جمع الإيمان؛ الإنصاف من نفسه ......
والله –أحياناً- الإنسان: -يعني- يرتكب خطأ في بيته, لا يستطيع إنسان أن يواجهه فيه, وإذا غيره ارتكب خطأ, يقيم عليه القيامة, لست منصفاً, إذا زوجته, تكلمت كلمة على والدته, يطلقها, وهو ممكن أن يسخر من والدة زوجته ليل نهار, لا تستطيع أن تتكلم, هو يسخر, أما هي إذا تكلمت كلمة, يقيم القيامة عليها, ليس منصفاً.
الحقيقة: هو الإنصاف من النفس, مرتبة بالإيمان عالية الموضوعية, رائعة.
أحياناً الإنسان: يكون عنده دابة لا ينصفها؛ يتعبها, ويضربها, وهي صابرة, قد تكون الدابة أفضل عند الله منه, لأنه ظالم هو.
أنا أحياناً .... يعني مرة: شهدت مشاهدة, لكنها آلمتني جداً: كنت في محل تجاري, (بائع أقمشة), يوم عطلة, ابنه معطل, بالمحل ابنه, ابنه في الصف الثاني تقريباً, وفي صانع عنده بنفس السن, أما شيء لا يصدق: حمَّل الصانع؛ أول ثوب, ثاني ثوب, ثالث ثوب, رابع ثوب, لم يعد يتحمل, قال له: لم أعد أستطع, قال له: ما زلت شاباً, حمله ثانية: أن ينقل الأثواب إلى مكان ثان, فأعطاه فوق طاقته, حتى تخف المشاوير, جاء ابنه حمل ثوباً بالمحل, بابا انتبه ظهرك, سبحان الله! يعني: هذا ابنك: حريص على سلامته, وعلى صحته, هذا ابن الناس: لم تهمك صحته!.
يعني: أحياناً الإنسان ..... قال لي ....... والله أب قال لي: والله وضعت لابني مليونين ليرة دروس خاصة, أربع سنوات, لم ينجح, (مليونين)
يعني: كل إنسان يريد ابنه أن يكون بدرجة عالية من الثقافة, إذا كان عنده صانع, طلب منه ساعة إذن, ليداوم في مدرسة ليلية, يأخذ الكفاءة, لا يسمح له, يقول لك: إذا تعلم يفقس, أموره ميسرة هكذا؛ يتيم, ابن يتيم, وطلع من المدرسة, وندم, ولا يوجد عنده طريقة يأكل إلا بالعمل, فالدوام -المتعلق بالمدرسة الليلية- الساعة الخامسة, هو الدوام الساعة السابعة, قال له: أبداً, لا يمكن أن تذهب باكراًً, أطردك, ابنك تريده طبيباً, تضع له مليون ليرة دروس خاصة, أما ابن الناس: يجب أن تبقيه جاهلاً, لست منصفاً, القضية –والله- ليست بالصلاة, الصلاة فرض؛ لكن لو صليت ..
يعني: أنا قلت لشخص البارحة, قال لي: إنسان صاحب دين, قلت له: ما هي علامة صاحب الدين؟ قال: يصلي, قلت له: ليست علامة كافية, أنت تسمي إنساناً طبيباً: إذا كان يرتدي رداء أبيض, ويضع نظارات؟ شخص أمي: ألبسناه ثوباً أبيض, ونظارة, وسماعة, صار طبيباً؟ الطبيب درس ثلاثاً وثلاثين سنة, حتى أصبح طبيباً, كل إنسان ارتدى ثوباً أبيض, أصبح طبيباً؟ وكل إنسان صلى, صار ديِّناً؟ لا, حتى يكون منصفاً, الإنصاف علامة الإيمان.
الآن: القسم الثاني بالحديث: (بذل السلام للعالم) يتضمن: ((تواضعه, وأنه لا يتكبر على أحد, يبذل السلام للصغير والكبير, والشريف والوضيع, ومن يعرفه ومن لا يعرفه, والمتكبر ضد هذا, فإنه لا يرد السلام على كل من سلم عليه, كبراً منه وتيهاً, وأما الإنفاق في الإقتار: فلا يصدر إلا عن قوة وثقة بالله عز وجل, وأن الله يخلفه ما أنفقه, وعن قوة يقين, وتوكل, ورحمة, وجد في الدنيا, وسخاء نفس بها, ووثوق بوعد الله, من وعده بمغفرة منه, وفضلاً, وتكذيباً بوعد من يعده الفقر, ويأمره بالفحشاء, والله المستعان))
والله -يا أخوان-, يحكى على الموضوع أشهر؛ الإنصاف: أن تنصف الناس من نفسك, أن تنصفهم من نفسك, كل شخص عامل نفسه محور العالم؛ هو لا يخطىء, غيره يخطىء, هو –يعني- أعماله كلها مبررة, أعمال غيره غير مبررة, هذا موقف ظالم, وبالسنة .........
يعني: أنا مرة قرأت كلمة بالسنة: سيدنا ربيعة, يعني: شاب فقير جداً, خدم رسول الله سبعة أيام, قال له: ((يا ربيعة, سلني حاجتك)) (اسألني حاجتك)
رآها ديناً عليه -اللهم صل عليه-, لم ير نفسه: أن الناس يجب أن يخدموه هو؛ لأنه رسول, هو سيد الخلق, إذا في إنسان بالأرض: يجب أن يخدم إلى ما لا نهاية, هو (رسول الله), لم ير نفسه ذلك, رأى خدمة الإنسان الفقير دين عليه.
قال له: ((يا ربيعة سلني حاجتك))
طلبت منه السيدة فاطمة خادماً, ماذا قال لها؟ قال لها: ((والله -يا بنيتي- لا أؤثرك على فقراء المسلمين))
لم يقل: هذه ابنتي, يجب أن يكون لها خادم, يكون لها معاملة خاصة, هذه بنت رسول الله, أنت مثلك مثل كل الناس, اعتبر المسلمين أسرة واحدة, وفيها فقير, يعطي ابنته خادماً, وليس عند المسلمين ما يأكلون!؟
قال لها: ((والله -يا بنيتي- لا أؤثرك على فقراء المسلمين)) أبداً.
شكت له تعبها بعمل البيت؛ طحن الطحين, وخبز الخبز, فما استجاب لها, لم يقل لها: والله ظلمك علي, يجب أن يأتي لك بخادم, لا, لم يكن غنياً ......
ففي أشخاص كثر, تجده يحمل صهره ما لا يطيق؛ نريد بيتاً, نريد كذا, نريد أثاثاً, نريد الصيغة كذا كذا ..... أنت لما كنت في سنه, لم يكن معك شيء, وبيت حماك زوجوك, ولم يطالبوك بشيء, بعد أن تمكنت, وأصبحت ذا قوة, لا تعطي ابنتك إلا بهذه الشروط! هذا الشيء –أيضاً- مجحف.
يعني: أخواننا الكرام, إذا أنصفت الناس من نفسك, وأنصفت نفسك من الناس؛ بتأدية حقوق الله كاملة, وحقوق الخلق كاملة, وكنت مع الله, ومع الخلق, الآن: أنت مؤمن, والطريق إلى الله سالك؛ لكن كن منصفاً؛ تجد مع ابنته ضد كنته, لست منصفاً, مع ابنه ضد شريك ابنه, يعني: دائماً يحادي مع الذي يلوذ به, لست منصفاً. ما قولك: أن الله أمرك أن تكون منصفاً مع عدوك!؟

﴿وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآَنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى﴾
[سورة المائدة الآية:8]
اعدل مع شخص كافر, ترقى عند الله عز وجل.
والحمد لله رب العالمين






آخر مواضيعي 0 صورة نادرة لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ( كأنك تراه )
0 ماالذي يفقد الانسان ثقتة بنفسة؟؟
0 أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ( ما أروع اعجاز القرآن)
0 الضحك قبل النوم يخفف الوزن - فوائد الضحك
0 بأي حال سترحل يارمضان .. وبأي حال ستكون يا قلب
رد مع اقتباس
قديم 01-09-2011, 04:05 PM رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
ملكة بإحساسي

الصورة الرمزية ملكة بإحساسي

إحصائية العضو








ملكة بإحساسي غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: هديه في السلام.فضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي

الوعد الصادق جزاك الله خيرا
ويجعله فى ميزان حسناتك
بارك الله فيك
دمت بحفظ الحافظ







آخر مواضيعي 0 برنامج DuDu Recorder v4.90 الافظل في تسجيل المكالمات والملاحظات
0 كن بشرا وليس اشباه بشر
0 كيف تجعل عطرك يدوم طوال السهرة
0 ازياء رائعه وانيقة للمحجبات
0 فساتين قصيرة وناعمة للسهرة
رد مع اقتباس
قديم 01-09-2011, 09:58 PM رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
ساجده

الصورة الرمزية ساجده

إحصائية العضو








ساجده غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: هديه في السلام.فضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي

جزاك الله خيرا اخى

احسن الله اليك وبارك فيك






آخر مواضيعي 0 أخلاق الكبار
0 ترويض وتهذيب النفس
0 قل يارب....
0 إلى أين أذهــب ؟؟؟
0 فكرت قبل كده ربنا خلق المخلوقات الشريرة ليه؟
رد مع اقتباس
قديم 01-10-2011, 08:21 PM رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
كمال بدر

الصورة الرمزية كمال بدر

إحصائية العضو







كمال بدر غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: هديه في السلام.فضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي

أخى الفاضل ... الوعد الصــــــــادق

جزاكَ الله خيراً أخى الكريم عن هذا الطـــــــــرح الطيب المبارك إن شاء الله .






آخر مواضيعي 0 موسى بن نصير .. القائد الفذ .
0 قبسات من الطب النبوي العلاجي .
0 حــــوار مع الشيطان .
0 الأمانة ـ روائع أخلاق الرسول .
0 القرآن الكريم دليل على نبوة رسول الله .
رد مع اقتباس
قديم 01-11-2011, 09:28 PM رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
همس الليالي

الصورة الرمزية همس الليالي

إحصائية العضو








همس الليالي غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: هديه في السلام.فضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي

السلام عليكم
أخي الكريم الوعد
جـوزيت خـيراً على طرحك القيم
بارك الله فيك وكتب لك الأجر
وأجزل لك المثوبه






آخر مواضيعي 0 الجز على الأسنان
0 عجباً لغافلٍ والأهوال تنتظره !
0 افعى المامبا السوداء
0 صور سلق الصيد
0 من أحاديث الهابطين
رد مع اقتباس
قديم 02-18-2011, 02:40 AM رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
الوعد الصادق

الصورة الرمزية الوعد الصادق

إحصائية العضو







الوعد الصادق غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: هديه في السلام.فضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي

الغالية


همس الليالي



يشرفني حضورك الرائع

يسعدني تواجـــدك
والله يسعدك بحياتك
ويسعدك بالفوز بجناته
ودمت بحفظه ورعايته








آخر مواضيعي 0 صورة نادرة لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ( كأنك تراه )
0 ماالذي يفقد الانسان ثقتة بنفسة؟؟
0 أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ( ما أروع اعجاز القرآن)
0 الضحك قبل النوم يخفف الوزن - فوائد الضحك
0 بأي حال سترحل يارمضان .. وبأي حال ستكون يا قلب
رد مع اقتباس
قديم 02-18-2011, 02:41 AM رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
الوعد الصادق

الصورة الرمزية الوعد الصادق

إحصائية العضو







الوعد الصادق غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: هديه في السلام.فضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي

الغالية


ملكة باحساسي



يشرفني حضورك الرائع

يسعدني تواجـــدك
والله يسعدك بحياتك
ويسعدك بالفوز بجناته
ودمت بحفظه ورعايته








آخر مواضيعي 0 صورة نادرة لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ( كأنك تراه )
0 ماالذي يفقد الانسان ثقتة بنفسة؟؟
0 أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ( ما أروع اعجاز القرآن)
0 الضحك قبل النوم يخفف الوزن - فوائد الضحك
0 بأي حال سترحل يارمضان .. وبأي حال ستكون يا قلب
رد مع اقتباس
قديم 02-18-2011, 02:41 AM رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
الوعد الصادق

الصورة الرمزية الوعد الصادق

إحصائية العضو







الوعد الصادق غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: هديه في السلام.فضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي

الغالية


ساجده



يشرفني حضورك الرائع

يسعدني تواجـــدك
والله يسعدك بحياتك
ويسعدك بالفوز بجناته
ودمت بحفظه ورعايته








آخر مواضيعي 0 صورة نادرة لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ( كأنك تراه )
0 ماالذي يفقد الانسان ثقتة بنفسة؟؟
0 أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ( ما أروع اعجاز القرآن)
0 الضحك قبل النوم يخفف الوزن - فوائد الضحك
0 بأي حال سترحل يارمضان .. وبأي حال ستكون يا قلب
رد مع اقتباس
قديم 02-18-2011, 02:42 AM رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
الوعد الصادق

الصورة الرمزية الوعد الصادق

إحصائية العضو







الوعد الصادق غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: هديه في السلام.فضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي

الغالي


كمال بدر



يشرفني حضورك الرائع

يسعدني تواجـــدك
والله يسعدك بحياتك
ويسعدك بالفوز بجناته
ودمت بحفظه ورعايته








آخر مواضيعي 0 صورة نادرة لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ( كأنك تراه )
0 ماالذي يفقد الانسان ثقتة بنفسة؟؟
0 أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ( ما أروع اعجاز القرآن)
0 الضحك قبل النوم يخفف الوزن - فوائد الضحك
0 بأي حال سترحل يارمضان .. وبأي حال ستكون يا قلب
رد مع اقتباس
قديم 02-18-2011, 02:52 AM رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
طارق سرور

الصورة الرمزية طارق سرور

إحصائية العضو







طارق سرور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: هديه في السلام.فضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي

جزاك الله خيرا أخى الوعد الصادق







آخر مواضيعي 0 خوف
0 اسرار
0 اللهم اجعلنا من المحسنين
0 اعرف مين هى مصر
0 البقلة
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر

الكلمات الدليلية
معنى, الدنيا, الدين, دروس


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:05 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.6.0 (Unregistered) Trans by

شبكة صدفة

↑ Grab this Headline Animator