وظائف وهمية لاصطياد الفتايات

[أحمد اسماعيل]

عبر إعلانات الصحف المجانية وفي أسلوب جديد للإيقاع بالضحايا
وظائف وهمية لاصطياد الفتيات

ظهر في الآونة الأخيرة قيام بعض الشباب بالإعلان في الصحف المحلية والمتخصصة عن وجود وظائف نسائية برواتب مغرية، ولا يشترط أي خبرة وسقوط شرط إجادة اللغة الإنجليزية كشرط لملء الوظيفة ويقتصر الإعلان على اسم الوظيفة ورقم الجوال.

المشكلة انه عند اتصال الفتيات للاستفسار عن العمل ينكشف الغرض الأساسي من هذا الإعلان، ويبدأ الطرف الآخر بطلب أمور من الفتاة، حيث يطلب الفتى جملة من الطلبات الغريبة في استغلال واضح للمرأة من قبل ضعفاء النفوس من الرجال بعيداً عن الأخلاق الإسلامية والقيم الفاضلة؛ وهو ما دعانا لطرح هذا الموضوع والالتقاء بعدد من السيدات اللواتي وقعن في هذا الفخ.

فمن السيدات اللواتي تعرضن لمثل هذه الاتصالات السيدة هاجر محمود التي قالت ل(الجزيرة): لقد قرأت في إحدى الصحف وجود وظيفة في أحد المشاغل وبراتب جيد ولا يشترط الخبرة، وقمت بالاتصال فرد عليَّ رجل وقال لي: أرسلي بياناتك برسالة جوال فقمت بإرسال البيانات كما طلب، وبعد أسبوع جاءني اتصال منه يحدد يوماً للمقابلة الشخصية وأنه قد تم ترشيحي لنيل الوظيفة، وبعد الأسئلة المعروفة بدأ بالسؤال عن شكلي وعن جمالي وأنه يجب أن أكون جميلة، وأهم شرط له أن أقبل بالعلاقات مع عملاء المحل من السيدات والرجال لأنه بحد قوله هكذا يستطيع أن يزيد من أرباحه، وعند رفضي لهذا الشرط أجاب بأنه لا يرغب بأن أعمل لديه وأني لست أهلاً للعمل وأمرني بالتفكير في الراتب الذي سأتقاضاه نهاية الشهر، وتضيف عندما سألته عن اسم المشغل قال إنه لم يتم اختيار اسم له لأنه تحت التأسيس ويبحث عن موظفات للعمل لديه.

أضافت هاجر لقد أحرجني هذا الشخص فمن سمح له بنشر هذا الإعلان؟ لو كان الإعلان كذباً فهذه مصيبة وإن كانت الوظيفة صحيحة فالمصبية أعظم!

يستغلون ظروفنا

أما أبرار فتقول: لقد قرأت إعلاناً عن وجود وظيفة براتب مناسب وخبرة ليست طويلة وسقوط بند إجادة اللغة الإنجليزية، فأسرعت بالاتصال على رقم الجوال الموجود ورد علي رجل بدأ بالأسئلة العملية وعند إحساسه بأني محتاجة للعمل طلب مني أن أزوره في المكتب؛ لكي أحظى بالحصول على الوظيفة وأنه الشخص الوحيد الذي يمكنه توظيفي، وإن لم أزره في المكتب فلن أحصل على الوظيفة في استغلال واضح منه لي وفي صورة محزنة في تعامله معي لذا اضطررت إلى إنهاء المكالمة لكي لا أقع في المحظور بسبب حاجتي المادية، وأنا لا أعلم لماذا هذا الاستغلال لنا نحن الفتيات باسم الوظائف لماذا هنالك من يحاول استغلال ظروف النساء المحتاجات؟

شروط فاضحة

من النساء اللواتي لم يسلمن من هؤلاء الشباب تهاني الحربي التي قالت: شرط الحصول على الوظيفة أن أكون سكرتيرة المدير، وأن قبل التعامل مع جميع الرجال بانفتاح وعقل ناضج هذه شروط العمل التي فرضت علي وأضافت : قرأت إعلانا في إحدى الصحف يطلب سكرتيرة في إحدى الشركات، وعند اتصالي على رقم الجوال الموجود سألني عن المؤهل وقالي لي: لا تهمني شهادتك التي تملكينها نحن في الشركة ولو حصلنا منكِ على بعض المؤهلات سندخلك دورات ونعمل على رفع مستواكِ العلمي والعملي، فنحن يهمنا مساعدة نساء البلد في الحصول على وظيفة، وبهذا الكلام المعسول ظننت أني حصلت على الوظيفة بعد صبري وبأني وجدت العمل الجيد لكني صدمت من كلام الموظف الذي قال لي: إن الوظيفة التي ستحصلين عليها لا بد أن تكون لفتاة (متفتحة) وناضجة، وأقبل بالعمل مع الرجال في أي مكان وأي زمان، وأهم شيء الجمال الداخلي والخارجي (وكان يركز على أن أفتش عن وجهي للتأكد من شكلي الخارجي)، وأن جمالي هو الطريق للوصول على للوظيفة فرفضت العمل في أجواء مثل هذه، وعند طلبي اسم الشركة رفض وأجاب بأني مترددة وتم رفضي. وتضيف هذه الإعلانات غرضها اصطياد الفتيات ونوع جديد من أنواع التحرش، وتستغل هذه الفئة أرقام جوال مجهولة المصدر ومن هواتف عمومية لكي تضمن عدم الشكوى والملاحقات القانونية.

شروط الإعلانات تغيرت

وتحدث ل(الجزيرة) عصام قربان الذي يعمل في إحدى الصحف المجانية التي تنشر إعلانات الوظائف: الذي شرح بأن شروط الإعلان في هذه الصحف قد تغيرت في الوقت الحالي بعد الشكاوى التي وصلت للجريدة، ففي السابق كان يقبل الإعلان بدون التأكد من هوية الشخص والآن أصبح لا بد من حضور الشخص الراغب في الإعلان بفتح ملف وأخذ جميع البيات الشخصية من اسم رباعي ورقم الجوال بالإضافة إلى وجود سجل تجاري والاحتفاظ بصورة منه، وهكذا نستطيع الوصول إليه لو تأكد وجود إعلان وهمي لا سمح الله.

وتحدث ل(الجزيرة) مدير عام فرع الرئاسة العامة لهيئة الأمر المعروف والنهي عن المنكر لمنطقة مكة المكرمة الشيخ أحمد بن قاسم الغامدي بأنه وصلت لجهاز الهيئة بعض الشكاوى من عدد من النساء عبر الهاتف وأضاف أنه هناك إعلانات وهمية ونحن نتعامل مع هذه الشكاوى بعين الاعتبار وننظر فيها وإن كانت تمس اختصاصنا نباشر معالجتها حسب الاختصاص والصلاحيات المتاحة، وفي مثل هذه الحالات هناك تعاون مع جميع الإدارات الحكومية لحل مثل هذه القضايا.. وأضاف (الغامدي): أوجه نصيحة للشباب الذين يستغلون ظروف الفتيات عن طريق الوظائف الوهمية بالتوبة إلي الله من هذه الأعمال, وأن يتقوا الله في ذلك وأن يبتعدوا عن هذه المحرمات وعن التغرير بالفتيات من واقع تلك الإعلانات الوهمية, وأن يتذكروا أن لهم محارم ويراقبوا الله في ذلك، فمحرمات المسلمين مصونة وأعراضهم مصونة والمسلم من سَلِمَ المسلمون من لسانه ويده، ويستعفوا بالحلال والعفاف فإن الاستقامة سبب السعادة في الدارين، وليعلم المتهاون أن الجهات الرقابية متى ضبطت مثل هذه الحالات فإنها لن تتوانى في الأخذ على يد المخالف بقوة.