مواقف
بقلم: أنيس منصور
كأننا في الأدب الإغريقي القديم الذي يصور لنا السيدة بنلوبي التي انتظرت زوجها البطل عشرين عاما, وفي أثنائها تقدم لها كثيرون يؤكدون أن زوجها قد غرق في البحر, وأنه من الواجب أن تتزوج, وكانت تقول لهم: إذا فرغت من هذا البلوفر الذي تشغله, وكانوا ينتظرون, وكانت تنقض ما صنعته بالليل كلما طلع عليها النهار, ولذلك لم تفرغ منه عشرين عاما؟!
إنها مثل القضية الفلسطينية.. لا تكاد تمشي خطوة نحو الحل الوهمي حتي تعود خطوات إلي الوراء إلي حل وهمي آخر, والآن ماذا حدث للقضية؟ ولا شيء.
إن إسرائيل ليست لها مصلحة في القضاء علي حماس, وإنما يجب أن تشجعها لتبقي عقدة العقد لمنظمة التحرير, وفي هذه الحالة لا يستطيع الفلسطينيون أن يتفاوضوا مع إسرائيل لأن فلسطين ليست دولة واحدة!
إذن تري إسرائيل حجة لضرب حماس مرة أخري لأنها طليعة التسلل الإيراني إلي المنطقة, وإسرائيل قد أقنعت العالم بأن الأسلحة التي لدي فلسطين قد تم تهريبها عن طريق الأنفاق بين مصر وغزة, فهي إذن قنوات لضرب إسرائيل, ولذلك استطاعت إسرائيل أن تحصل في آخر ساعة في حكم بوش علي مذكرة تفاهم.
إن أمريكا علي استعداد لمساندة إسرائيل ضد تهريب الأسلحة إليها, وكذلك أعلنت فرنسا وبريطانيا وألمانيا استعدادها للمساعدة.
إذن تأجلت القضية الفلسطينية, وهي أسهل من حل مشكلة العرب مع العرب.. إنها مأساة إغريقية لا حل لها!