العودة   شبكة صدفة > المنتديات الاسلاميه > قرآن كريم وصوتيات اسلامية

قرآن كريم وصوتيات اسلامية تحميل و استماع اناشيد و صوتيات و مرئيات اسلامية اناشيد اسلامية و صوتيات و مرئيات اسلامية جديدة , و اناشيد فلاش اناشيد mp3 و فيديو كليب اناشيد, ويشمل كلمات الاناشيد وايضاً اناشيد طيور الجنة ونغمات اسلامية ورنات اسلامية ونغمات دينية ونغمات انشادية و رنات انشادية كما تضم اناشيد لكبار المنشدين جديدة كـ مشاري العفاسي و سامي يوسف كما يضم أناشيد اناشيد افراح و اناشيد جهادية استماع اناشيد و تحميل اناشيد رائعة - اناشيد - أناشيد - انشودة - اناشيد قناة الروح - اناشيد الروح - اناشيد قناة فور شباب - اناشيد فور شباب - اناشيد للشباب - اناشيد شبابية - اناشيد صبا - اناشيد قناة صبا - اناشيد صباء - اناشيد قناة راما - اناشيد راما - اناشيد سراج - اناشيد سراج - سراج - اناشيد للكبار - تحميل - تحميل اناشيد - استماع اناشيد - اناشيد اسلامية - اسلام - اسلامية - الاسلامية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 09-30-2011, 12:59 AM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

Icon24 الفراسة فى القرآن الكريم



الفراسة فى القرآن الكريم
إعداد
أ د/ عبد الشافى أحمد على الشيخ
أستاذ التفسير وعلوم القرآن المشارك
جامعة الأزهر
كلية الدراسات الإسلامية والعربية
جامعة الملك فيصل بالأحساء
كلية الآداب
المقدمة


الحمد لله وحده ،والصلاة والسلام على من لا نبى بعده ، سيدنا محمد عليه وعلى آله وصحبه ومن والاه .
"يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم " الحج 1
من نعم الله تعالى الوفيرة وعطاياه الجزيلة أن أرسل إلينا أفضل رسله ،فادخره لنا وادخرنا له ، وأنزل عليه أفضل كتبه وأشملها ،وهو القرآن الكريم ،ذلك الكتاب الذى لا ياتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد .
وقد ضمن الله تعالى هذا الكتاب علم الأولين والآخرين حتى تتحقق هذه الهيمنة التى أشار إليها القرآن ذاته بقوله "وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ" المائدة 48
فحَوى القرآن الكريم علوما كثيرة بجانب مهمته الأساسية وهدفه الأكبر وهو هداية الناس إلى طريق الصواب .
ومن العلوم والفنون والتى لها وجود فى واقع الناس المعاش ولها أيضا أصل فى كتاب الله وأردت أن ألقى عليها بصيصا من الضوء .
ما يطلق عليه العلماء (علم الفراسة )
وكان هذا من أهم الأسباب التى دفعتنى إلى اختيار لهذا الموضوع ،بجانب أننى لم أر-حسب علمى - من أفرد لهذا الموضوع "الفراسة فى القرآن "مؤلفا خاصا فأردت أن يكون لى فيه نصيب .
طريقتى فى هذا البحث :
قسمت البحث إلى مقدمة تمهيد وأربعة مباحث وخاتمة .
المبحث الأول :عرفت فيه بالفراسة لغة واصطلاحا ، ودليلها ، وأسبابها ودرجاتها وأقسامها ، وكيفية التفرس .
المبحث الثانى : عرضت فيه لمسألة القضاء بالفراسة وحكمها .
المبحث الثالث :وفيه عرض لمواطن الفراسة فى القرآن الكريم وهى أربعة مواطن ملحقة بها مواطن أخرى على سبيل الإجمال .
المبحث الرابع : عرضت للفراسة فى السنة النبوية والتى لا يمكن فصلها عن القرآن الكريم "إن هو إلا وحى يوحى " النجم 4 ،ثم عرضت لنمادج من فراسة الصحابة أمثال أبى بكر وعمر وعثمان وعلى ،وكذا نماذج من فراسة غيرهم واللذين اشتهرت عنهم الفراسة .
ثم كانت الخاتمة والتى اسأل الله أن يصلحها لنا جميعا .
منهجى فى البحث :
حرصت أن أنقل من المراجع الأصيلة كل فى مجاله .
خرجت الآيات القرآنية وكذا الأحاديث النبوية الشريفة من مصادرها الأصلية .
عزوت الأقوال والآراء إلى اصحابها .
و حسبى أنها محاولة جادة ،ومعايشة صادقة مع كتاب الله ،أسأل الله ألا يحرمنى من ورائها الأجر يوم القيامة .


تمهيد


القرآن الكريم ما زال عطاؤه مستمرا فهو بحر زاخر بشتى العلوم ونواحى المعرفة ذاك أنه ليس مجرد كتاب عادى ، بل هو ما تحدى الله به البشر وهو المعجزة الخالدة التى قهرت جميعالعصور والأزمان.
ودائما ما نرى القران الكريم سباقا إلى كل جديد . فما من اكتشاف تأكد صحته إلا ووجدنا له أصلا فى كتاب الله تعالى
وصدق النبى فى إشارته إلى هذا المعنى فقال عند وصفه للقرآن الكريم " لا تنقضى عجائبه ،ولا يخلق –أى لا يبلى – على كثرة الرد " وهو جزء من حديث رواه الترمذى فى سننه عن على 5/172برقم 29.6،والدارمى 2/526،والحاكم فى المستدرك 1/741 برقم 2.4. من حديث عبد الله .
وهكذا كلما أخذنا من فيضه عاد بكرا ، وما زال فى القرآن جواهر ولآلئ تنتظر من يغوص بحثا عنها .
وعلى قدر الصدق فى البحث عنها يكون العطاء أن شاء الله تعالىوطمعا منى أن أكون لبنة في هذا الصرح التليد المجيد الذي يلتف من خلاله العلماء حول القران الكريم فتتجاذبه يد الاهتمام بمعاول الجد والمثابرة يدفعها الغيرة على كتاب الله وتحدوها العقيدة السليمة الصحيحة ويقننها الاعتدال والتوسط دون إفراط أو تفريط .
وحسبة لله وحده أردت أن يكون بحثى هذا سهما من سهام الخير التى تنطلق من القران الكريم وجعلت عنوان موضوعه هو " الفراسة فى القران الكريم "
والله من وراء القصد







آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس
قديم 09-30-2011, 01:00 AM رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: الفراسة فى القرآن الكريم

المبحث الأول


تعريف الفراسة
* وقبل الرمى يراش السهم فقبل الدخول فى تفاصيل الفراسة ونحن على أعتابها يجدر بنا أن نعرفها تعريفا يجلو عنها الجهالة وينفى عنها الالتباس ولننظر إليها من زاويتين "اللغة والاصطلاح" .
أولا:الفراسة فى اللغة:
الفراسة فى اللغة هى التثبت والنظر التعريفات للجرجانى 1/212 وقيل الفراسة هى العلم يقولون الله أفرس أى الله اعلم الفائق 3/99والفِراسة هى بكسر الفاء من قولك تفرست فيه خيرا ،وهو يتفرس أى يتثبت وينظر ويقال رجل فارس النظر ومنه الحديث " اتقوا فراسة المؤمن "مختار الصحاح 1/517وقال صاحب تاج العروس " الفراسة اسم من التفرس وهو التوسم ،وقال ابن القطاع الفراسة بالعين إدراك الباطن تاج العروس 1/4.54 ،القاموس المحيط 1/725واستعمل الزجاج منه أفعل فقال أفرس الناس اى أجودهم وأصدقهم لسان العرب وهكذا وجدنا علماء اللغة عندما تناولوا تعريف الفراسة يدور كلامهم من خلالها حول النظر والتثبت وهو ما سنبنى عليه كلامَنا فى هذا البحث إن شاء الله تعالى .
أما الفراسة فى الاصطلاح:
اختلفت حولها ألفاظ العلماء لكن جميعها يصب فى معين واحد وهو" الظن الصائب الناشئ عن تثبيت النظر فى الظاهر لإدراك الباطن "
والتعبير بالظن جاء تأدبا مع علم الله تعالى لأنه نوع من الغيب المسموح بالخوض فيه ،ومعلوم أنه لا يتكلم عن الغيب بصيغة الجزم إلا الله تعالى فى كتابه أو من ساء أدبه فى التعامل مع الله تعالى كحال اليهود الذين تجرأوا على الله تعالى فقالوا " لن تمسنا النار إلا أياما معدودة "
وعليه فالفراسة لا تعدوا أن تكون ظنا لكنه ترجح بأحد المرجحات أو أكثر وهذا الظن ليس وحيا شيطانيا من غير أساس قويم بل له قواعد وأسس .
ومن هنا أطلقوا عليه لفظ "علم "فالعلم هو ما يقوم على قواعد وأسس ثابتة، لذا قيد بأنه ظن صائب حتى لا يختلط بالظن المذموم فى قوله تعالى "اجتنبوا كثيرا من الظن "
وغالبا ما يكون للأشياء ظاهر وباطن وبإنعام النظر فى الظاهر يستدل به على الباطن لكن"وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم "
فالفراسة ليست لكل الناس لكن للأصفياء من خلق الله ، ولكن منها أيضا ما يستطيع الإنسان أن يحصلها إذا أتى بأسبابها كما سيأتى فى موطنه إن شاء الله .
وإن كان غالبا ما تكون هبة وعطاء من الله دون تحصيل أسبابها ولعل قصة سيدنا موسى مع الخضر على اعتبار من يقول بعدم نبوته ابرز مثال على ما نقول ولذا عبر القران عن علم الخضر بأنه علم لدنى "وعلمناه من لدنا علما "

</B>







آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس
قديم 09-30-2011, 01:00 AM رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: الفراسة فى القرآن الكريم


يقول ابن الأثير :هى أى الفراسة بمعنيين :
أحدهما: ما دل عليه ظاهر الحديث "اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله " أى ما يوقعه الله فى قلوب أوليائه فيعلموا به أحوال بعض الناس بنوع من الكرامات وإصابة الظن والحدث
والثانى :نوع يعلم بالدلائل والتجارب والخَلق والأخلاق فتعرف به أحوال الناس انظر لسان العرب 6/15912،تاج العروس 1/4.54 ويفهم من كلامه أن الفراسة منها ما هو مترتب على النظر والاستدلال وممارسة المقدمات والحصول من خلالها على النتائج ، ومنها ما يصبه الله فى قلب من شاء من عباده صبا كنوع من الكرامة وهو المشهور والمتعارف عليه بين الناس
وعليه فالفراسة فى غالبها هبة وعطاء من الله تعالى يختص بها من صفت معاملته مع الله
ويمكننا القول بان الفراسة هى "الاستدلال بالأمور الظاهرة على الأمور الخفية " وهى تفيد فى مجالات كثيرة كالأخلاق والطبائع ومعرفة ما خفى من صفات الإنسان بناء على ما ظهر منها .
وقد أكد العلم على العلاقة الوثيقة بين ظاهر الإنسان من لون وشكل وأعضاء وبين باطنه أى خلقه وصفاته الخفي
دليلها:
إذا نظرنا فى الفراسة نجد أن لها أصلا فى كتاب الله تعالى وفى سنة رسوله r وأيضا فى كلام الأئمة الإعلام كما نلاحظ أيضا أنها مقرونة غالبا بالصالحين وفيها علامة محبة الله لبعض عباده ،فيختص بها أصفياءه وأولياءه ، وقد تضافرت الأدلة من الكتاب والسنة على أن هذه الصفة غالبا ما تكون للصالحين .
قال تعالى " وَلَوْ نَشَاءُ لَأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِيمَاهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ " محمد 3.
فالآية خطاب لسيدنا محمد رسول الله وفيها يمن الله على رسوله بهذا العطاء عطاء التفرس وعطاء الاستدلال بالظاهر على الباطن فهى هبة من الله أن يستدل النبى على خبث طوية اليهود والمنافقين وما يكنوه من حقد دفين وعداء ظاهر وباطن لدين الله وأتباعه وذلك كله من خلال لحن القول وهو أمر ظاهر
بل الأكثر من هذا أن القرآن ذاته قد دعى الى التفرس والتوسم والاستدلال بالظاهر على الباطن كلَ ذى لب فقال تعالى "إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ"الحجر 75
روى الترمذى سنن الترمذى 1./399برقم 3.52 عن أبى سعيد الخدرى .من حديث أبى سعيد الخدرى عن رسول الله أنه قال "للمتوسمين أى للمتفرسين "وهو أيضا مروى عن مجاهد
والتوسم هو الفعل من الوسم وهى العلامة التى يستدل بها على مطلوب غيرها
يقال توسمت فيه الخير إذا رأيت ميسم ذلك فيه ومنه قول عبد الله بن رواحة للنبى "إنى توسمت فيك الخير أعرفه ،والله يعلم إنى ثابت البصر" على حد قول الشاعر
توسمته لما رأيت مهابة عليه....وقلت المرء من آل هاشم
واتسم الرجل إذا جعل لنفسه علامة يعرف بها وانشدوا :
وأصبحن كالدوم النواعم غدوة....على وجهة من ظاعن متوسم
وقال ثعلب: الواسم :الناظر إليك من فرقك الى قدمك
وأصل التوسم التثبت والتفكر ،وذاك يكون بجودة القريحة وحدة الخاطر وصفاء الفكر وتفريغ القلب من حشو الدنيا ،وتطهيره من أدناس المعاصى وكدورة الأخلاق وفضول الدنيا ، روى نهشل عن ابن عباس :للمتوسمين :قال لأهل الصلاح والخير وزعمت الصوفية أنها كرامة .

</B>










آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس
قديم 09-30-2011, 01:01 AM رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: الفراسة فى القرآن الكريم


قال الحسن :المتوسمون هم الذين يتوسمون الأمور فيعلمون أن الذى أهلك قوم لوط قادر على أن يهلك الكفار فهذا من الدلائل الظاهرة .
وروى الترمذى أيضا من حديث أبى سعيد الخدرى أن رسول الله قال "اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله ثم قرأ:إن فى ذلك لآيات للمتوسمين " وقال الترمذى حديث غريب . الحديث رواه الترمذى فى سننه 5/298برقم 3127، الطبرانى فى المعجم الكبير 8/1.2برقم 7497عن أبى أمامة ،وكذا فى الأوسط3/312،وفى حلية الأولياء لأبى نعيم عن ابن عمر 4/94،وفى مسند الشاميين 3/183،وفى مسند الشهاب 1/387برقم 433والحديث كثرة طرقه تقوى بعضها بعضا.
فانظر كيف امتدح الله بالفراسة بعض عباده الذين يستنبطون الأمور وينعمون النظر فى الأشياء فيستدلون بالظاهر على الباطنفالآيتان تدلان على أن الفراسة غالبا ما تكون من عطاء الله للصالحين ، وينص عليه أيضا حديث النبى الذى سبق الإشارة إليه "اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله"وروى أيضا أن النبى قال :"إن لكل قوم فراسة وإنما يعرفها الأشراف " رواه الحاكم فى مستدركه وقال عنه صحيح الإسناد وإن كان مرسلا عن عروة برقم 5767 3/472
والحديثان أيضا يؤكدان ما أشارت إليه الآيتان من قبل أنها عطاء الله للصالحين ولذا حددها النبى تارة بالمؤمن وتارة بالأشراف .وبالطبع الشرف عند النبى لا يقوم على أساس المادة بقدر ما يقوم على أساس الصلاح .
وروى أيضا عن النبى "إن لله عبادا يعرفون الناس بالتوسم " رواه الطبرانى فى المعجم الأوسط 3/2.7برقم 2935وراه الشهاب فى مسنده عن أنس 2/116برقم 1..5وحسنه الألبانى فهو نور بصيرة لمن اختصه الله بها ويسميها العلماء الفراسة الإيمانيةفأصلها هو الحياة والنور اللذان يهبهما الله تعالى لمن يشاء فيستنير القلب وبالتالى لا يكاد تخطئ له فراسة قال تعالى " أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ" الأنعام 122
ولذا يقول شاه بن شجاع الكرمانى "من عمر ظاهره باتباع السنة وباطنه بدوام المراقبة وغض بصره عن المحارم وكف نفسه عن الشهوات واعتاد أكل الحلال لم تخطئ له فراسة .
</B>









آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس
قديم 09-30-2011, 01:02 AM رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: الفراسة فى القرآن الكريم


ويُرجع ابن تيمية سببَ الفراسة إلى الصلاح والالتزام بتقوى الله فينير الله القلب قال رحمه الله :" وسر هذا أن الجزاء من جنس العمل ، فمن غض بصره عما حرم الله عليه ، عوضه الله من جنسه ما هو خير منه ، فكما أمسك نور بصره عن المحرمات أطلق الله له نور بصيرته وقلبه ،فيرى به ما لم يره من أطلق بصره ولم يغضه عن محارم الله "فتاوى ابن تيمية 1/381لذا قالوا إن من فوائد غض البصر أنه يورث نور القلب والفراسة وقد ذكر الله تعالى آية النور عقيب آية غض البصر فى سورة النور "الله نور السماوات والأرض "بعد قوله تعالى "قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم "
ومعلوم أن ثمة فرق بين الفراسة وبين الظن عموما .لذا قيدت الفراسة بأنها ظن صائب .

أما الظن فيصيب ويخطئ ، كما أن الظن يكون مع الطاعة ومع المعصية بل يكون مع حياة القلب أو مرضه أو حتى موته ومنه ما هو حرام لذا قال تعالى ناصحا عباده المؤمنين بتحاشى هذا النوع من الظن لأنه مذموم فقال"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا " الحجرات 12
أما الفراسة والإلهام فهما يتجاذبان مرتبة واحدة إذا كانت من النوع الأول والذى سبقت الإشارة إليه .
بينما يقدم بعض العلماء الإلهام على الفراسة من وجه فيقول صاحب المنازل ما رواه عنه ابن القيم فى كتابه القيم مدارج السالكين :"وقال صاحب المنازل :الإلهام هو مقام المحدثين وهو فوق مقام الفراسة لأن الفراسة ربما وقعت نادرة واستصعبت على صاحبها وقتا أو استعصت عليه والإلهام لا يكون إلا فى مقام عتيد ........" مدارج السالكين 1/44
فانظر كيف تقترب الفراسة من الإلهام إن لم تساوها فهى على أقل تقدير مقام من المقامات المعتبرة وهذا على حد تعبير ابن القيم فى النص الذى سقناه إليك .
ومع هذا فقد وجدنا من العلماء من يجعل الفراسة صفة لازمة لا تنفك عن صاحبها لا يخلو منها وقتا من الأوقات .
سئل الإمام الجنيد رحمه الله عن الفراسة فقال: " هى مصادفة الإصابة ،فقيل له هى للمتفرس فى وقت المصادفة أو على الأوقات ؟قال لا بل على الأوقات لأنها مُوهَبة فهى معه كائنة دائمة " التعرف لمذهب التصوف 1/132
وبالتأكيد فإن الجنيد فى هذا الرأى إنما يقصد الفراسة بالمعنى الأول التى هى بمعنى عطاء الله تعالى للخواص .
ولا يدخل فيها النوع الثانى أى الاستدلال بالمقدمات على النتائج .لأنه لما سئل أيضا عن الفراسة فقال :آيات ربانية تظهر فى أسرار العارفين فتنطق ألسنتهم بذلك فتصادف الحق "14/89 بنفس المرجع فقصرها هنا على العارفين المستحقين لفيوض الله عليهم بهذه البركات .
وعليه فكل من رزق قرب النوافل ، فهو ينظر للأشياء بنور الله فيدرك فيها ما لايدركه غيره وفى الحديث القدسى :"لا يزال عبدى يتقرب الى بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذى يسمع به وبصره الذى يبصر به ........." الحديث رواه الإمام البخارى فى صحيحه عن أبى هريرة 5/2384برقم 6137،وكذا فى صحيح ابن حبان عن أبى هريرة أيضا 2/ 58برقم 347

</B>








آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس
قديم 09-30-2011, 01:03 AM رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: الفراسة فى القرآن الكريم

أسباب الفراسة:
أما عن أسبابها فيذكر الإمام ابن القيم أن للفراسة سببين
احدهما : جودة الذهن لدى المتفرس وحدة قلبه وحسن فطنته
والثانى :ظهور العلامات والأدلة على المتفرس فيه ، فإذا اجتمع السببان لم تكد تخطئ للعبد فراسة ، وإذا انتفيا لم تكد تصح له فراسة وإذا قوى احدهما على الأخر كانت فراسته بين بين مدارج السالكين 2/488
وعليه :فالفراسة منها ما هو حالة إيمانية تزيد وتقوى بزيادة أسبابها وتضعف بضعف أسبابها،ومن أراد أن يتلقى فيض الفراسة فعليه أن يتزود ويتسلح بالاتي
*الإيمان العميق بالله.
*الإخلاص لله فى السر والعلن.
*الإكثار من ذكر الله.
*صفاء الفكر وحدة الخاطر.
* طهارة القلب من الشهوات والشبهات.
*تفريغ القلب من هموم الدنيا.
*الابتعاد عن المعاصى والذنوب.
*التخلق بالأخلاق الحسنة فى الظاهر والباطن.
*تقوى الله وحسن مراقبته فى السر والعلن.
* تحرى أكل الحلال.
* غض البصر عما حرم الله.
*تعمير الباطن بالمراقبة والظاهر باتباع السنة.
*الصدق فإن الكاذب لدية عمى وضباب ،وعدم وضوح الرؤية لنفسه فكيف لغيره .
بهذا وغيره من ألوان التقرب لله تصفو للإنسان حياته ويصير صالحا ومستعدا لهبوط فيض الله عليه ومنها الفراسة .
ونذكر هنا بما قاله شاه بن شجاع الكرمانى وكان لا تخطئ له فراسة : "من عمر ظاهره باتباع السنة وباطنه بدوام المراقبة وغض بصره عن المحارم وكف نفسه عن الشهوات وأكل الحلال لم تخطئ له فراسة.
والله تعالى يجزى العبد على عمله بما هو من جنس عمله فغض بصره عما حرم يعوضه الله عليه من جنسه بما هو خير منه فيطلق نور بصيرته ويفتح عليه باب العلم والمعرفة والكشوف ونحو ذلك مما ينال بصيرة القلب مجموع الفتاوى 1/281


</B>









آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس
قديم 09-30-2011, 01:05 AM رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: الفراسة فى القرآن الكريم

درجات الفراسة:
ذكر الإمام ابن القيم فى مدارج السالكين أن للفراسة درجات ثلاث
الدرجة الأولى :فراسة طارئة نادرة تسقط على لسان وحشى ، فى العمر مرة لحاجة سمع مريد صادق إليها لا يتوقف على مخرجها ولا يؤبه لصاحبها وهذا شيئ لايخلص من الكهانة وما ضاهاها ...........
يريد بهذا النوع فراسة تجرى على السنة الغافلين الذين ليست لهم يقظة أرباب القلوب فلذلك قال :طارئة نادرة تسقط على لسان وحشى الذى لم يأنس بذكر الله
وقوله لحاجة مريد صادق :يشير إلى حكمة إجرائها على لسانه وهى حاجة المريد الصادق إليها .فإذا سمعها على لسان غيره كان أشد تنبها له وكانت عنده أعظم موقعا .
وقوله :ولا يوقف على مخرجها :يعنى لا يعلم الشخص الذى وصلت إليه واتصلت به ما سبب مخرج هذا الكلام .
وقوله :وهذا شيئ لا يخلص من الكهانة يعنى أنه من جنس الكهانة وأحوال الكهان ، وما شابهها من سائر أفعال الضلال والإلباس.
الدرجة الثانية : فراسة تجنى من غرس الإيمان وتطلع من صحة الحال وتلمع من نور الكشف ، وهذا النوع من الفراسة مختص بأهل الإيمان ولذلك قال تجنى من غرس الإيمان ،وشبه الإيمان بالغرس لأنه يزداد وينمو ويزكو على السقى ، ويؤتى أكله كل حين بإذن ربه ،وأصله ثابت وفرعه فى السماء ، فمن غرس الإيمان فى أرض قلبه الطيبة الزكية وسقى ذلك الغراس بماء الإخلاص والصدق والمتابعة كان من بعض ثمره هذه الفراسة
قوله :وتطلع من صحة الحال :فكلما كان الحال أصدق وأصح فالفراسة كذلك .
وقوله :وتلمع من نور الكشف :يعنى أن نور الكشف من جملة ما يولد الفراسة بل أصلها نور الكشف ، وقوة الفراسة بحسب قوة هذا النور وضعفه وقوته بحسب قوة مادته وضعفها .
الدرجة الثالثة : فراسة سرية لم تجتلبها روية على لسان مصطنع تصريحا أو رمزا.
قوله سرية يحتمل وجهين:
الأول :سرى أى شريف فالرجل السرى هو الرجل الشريف ومنه ما ورد فى قوله تعالى " قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا "مريم 24أى سيدا مطاعا وهو المسيح
الثانى :سرى من الأسرار التى هى عكس الظواهر فهى متعلقة بالأسرار
قوله :لم تجتلبها روية :أى لا تكون عن فكرة بل تهجم على القلب هجوما لا يعرف سببه .
قوله :على لسان مصطنع أى مختار مصطفى على غيره ، تصريحا أو رمزا :يعنى أنه يخبِر بهذه الفراسة تارة بالتصريح وتارة بالتلميح إما سترا لحاله وإما صيانة لما أخبر به عن الابتذال ووصوله إلى غير أهله وإما لغير ذلك من الأسباب والله اعلممدارج السالكين بتصرف 2/495،منازل السائرين 1/8. بتصرف أيضا
أقسام الفراسة :
وكغيرها من الظواهر تناولها العلماء بالشرح والتقسيم وبيان فوائدها وأحوالها وأسبابها وغير ذلكوعندما أراد العلماء أن يقسموا الفراسة نظروا إليها من أكثر من زاوية وهكذا دأب العلماء الحاذقين .
لذا وجدنا وجهات نظر مختلفة وإن كان الكل يصب فى معين واحدفعندما نظروا للفراسة ذاتها باعتبار المصدر أو الظاهرة قسموها إلى قسمينوعندما نظروا إلى الفراسة باعتبار المتفرس أو من يمارسها قسموها الى ثلاثة أقسام وهاك البيان.
ذكر الإمام ابن القيم فى مدارج السالكين أن الفراسة على نوعين :
فراسة علوية شريفة مختصة بأهل الإيمان ، وفراسة سفلية دنيئة
هذا إجمالا أما على التفصيل فقد ذكر رحمه الله الآتى :
*أما الفراسة السفلة الدنيئة فهى مشتركة بين المؤمن والكافر ،وهى فراسة أهل الرياضة والجوع والسهر والخلوة وتجريد البواطن من أنواع الشواغل فهؤلاء لهم فراسة كشف الصور والإخبار ببعض المغيبات السفلية التى لا يتضمن كشفها والإخبار عنها كمالا فى النفس ولا زكاة ولا إيمانا ولا معرفة وهؤلاء لا تتعدى فراستهم هذه السفليات لأنهم محجوبون عن الحق تعالى فلا تصعد فراستهم الى التمييز بين أوليائه وأعدائه وطريق هؤلاء وهؤلاء ...........
ومن خلال كلام ابن القيم عن هذا النوع الأول نجد أنه جعله قسما مشتركا بين المؤمن والكافر فلم يشترط فيه دينا ولا خلقا ، وقصر فقط على الأمور السفلية لأنه فى هذه الحالة عطاء بشرى مادى يتوصل إليه بأسبابه ومقدماته ، ولا شك أن هناك فارقا بين عطاء البشر وبين عطاء رب البشر كالفارق بين الخالق والمخلوق
وعليه فسوف نجد أن النوع الثانى من الفراسة والذى هو عطاء الله لمن اصطفاه من خلقه لا تحده حدود ولا يقف عند مستوىًَ بعينه فهو عطاء خالق القوى والقدر لذا قال عنها ابن القيم : وأما فراسة الصادقين العارفين بالله وأمره فإن همتهم لما تعلقت بمحبة الله ومعرفته وعبوديته ودعوة الخلق إليه على بصيرة كانت فراستهم متصلة بالله ،ومتعلقة بنور الوحى مع نور الإيمان فميزت بين ما يحبه الله وما يبغضه ، وميزت بين الخبيث والطيب ، ففراسة هؤلاء دائما حائمة حول كشف طرق الرسول وتعرفها وتخليصها من بين سائر الطرق ....فهذا أشرف أنواع البصيرة والفراسة وأنفعها للعبد فى معاشه ومعاده مدارج السالكين 1/131
وهكذا فرق الإمام بين ما هو عطاء الله وبين ما يتوصل إليه الإنسان بأسبابه ومقدماته والذى يشترك فيه المؤمن مع الكافر والمطيع مع العاصى .
كان هذا تقسيما للفراسة من حيث المصدر لكن إذا نظرنا إليها باعتبار من يمارسها أى المتفرس فهى على ثلاثة أقسام :
1_ فراسة إيمانية :وهى نور يقذفه الله فى قلب عبده يفرق به بين الحق والباطل ، وحقيقتها أنها خاطر يهجم على القلب كوثوب الأسد على الفريسة وهذه الفراسة على حسب قوة الإيمان فمن كان أقوى إيمانا فهو أحدُ فراسة
قال أبو سعيد الخراز :"من نظر بنور الفراسة نظر بنور الحق فتكون مواد علمه مع الحق بلا سهو ولا غفلة بل حكم حق جرى على لسان عبده "
وقال الواسطى :"الفراسة شعاشع أنوار لمعت فى القلوب وتمكن معرفة جملة السرائر فى الغيوب ، من غيب إلى غيب حتى يشهد الأشياء من حيث أشهده الحق إياها فيتكلم عن ضمير الخلق " مدارج السالكين 2/485
وهكذا جعلت الفراسة هنا حالة إيمانية يعيشها من صفت نفسه وحسن تأدبها مع الله ،وغالبا لا يكون للعبد جهد فيها إلا أنه ارتقى فى خلقه حتى اصطفاه الله فوهبه من لدنه هذا الفضل ،ولعل هذا ما عناه ابن القيم بقوله :"تهجم على القلب كهجوم الأسد على الفريسة "
وعليه فلا يبعد أن تكون كرامة لولى من الأولياء ومعلوم أن مقام الولاية لا يدعى ، أى لا يدعيه الإنسان لنفسه ،كذا الفراسة لا يدعيها الإنسان لنفسه بل تظهر عليه .
ولم يأمرنا النبى بأن نتفرس بل أمرنا أن نتقى فراسة الغير فلم يقل تفرسوا وإنما قال "اتقوا فراسة المؤمن "
فلا يدعيها الإنسان بل ينظرها فى غيره ويستفيد منها وهذا هو الأليق بمقام الولاية
2_ فراسة الرياضة والجوع والسهر والتخلى: فإن النفس إذا تجردت من العوائق صار لها من الفراسة والكشف بحسب تجردها وهذه فراسة مشتركة بين المؤمن والكافر ،ولا تدل على إيمان ولا على ولاية وكثير من الجهال يغتر بها ، فللأطباء –مثلا – فراسة معروفة من حذقهم فى صناعتهم .
وإذا استحضرنا ما سبق ذكره من تقسيم الفراسة إلى قسمين فلا نكاد نجد فارقا بينهما يذكر وهكذا كانت إشارتنا من قبل أن الخلاف لفظى والكل فى النهاية يصب فى معين واحد .
3- الفراسة الخِلقِية :وهى التى صنف فيها الأطباء وغيرهم واستدلوا بالخِلق على الخٌلق لما بينهما من الارتباط الذى اقتضته حكمة الله كالاستدلال بصغر الرأس الخارج عن العادة على صغر العقل وبكبره على كبر العقل وبسعة الصدر وبعد ما بين جانبيه على سعة خلق صاحبه واحتماله وبسطته، وبخمود العين وكلال نظرهما على بلادة صاحبها ،وبتدويرها مع حمرتها وكثرة تقلبها على خيانته ومكره وخداعه .....
وقال أصحاب الفراسة إذا كان الرجل طويل القامة واللحية فاحكم عليه بالحمق وإذا انضاف إلى ذلك أن يكون رأسه صغيرا فلا تشك فيه .
وقال بعض الحكماء :موضع العقل :الدماغ ،وطريق الروح :الأنف وموضع الرعوفة طويل اللحية .
وعن سعد بن منصور أنه قال :قلت لأبى إدريس :أرأيت سلام بن أبى حفصة ؟ قال: نعم رايته طويل اللحية وكان أحمقا راجع أخبار الحمقى والمغفلين 1/3.
وأصل هذه الفراسة أن اعتدال الخلقة والصورة هو من اعتدال المزاج والروح وعن اعتدالها يكون اعتدال الأخلاق والأفعال وبحسب انحراف الخلقة والصورة عن الاعتدال يقع الانحراف فى الأخلاق هذا إذا خليت النفس وطبيعتها
ولكن صاحب الصورة والخلقة المعتدلة يكتسب بالمقارنة والمعاشرة أخلاق من يقارنه ويعاشره ولو أنه من الحيوان البهيم فيصير من أخبث الناس أخلاقا وأفعالا وتعود له تلك طباعا ويتعذر أو يتعسر عليه الانتقال عنها وكذلك صاحب الخلق أو الصورة المنحرفة عن الاعتدال يكتسب بصحبة الكاملين بخلطتهم أخلاقا وأفعالا شريفة تصير له كالطبيعة فإن العوائد والمزاولات تعطى الملكات والأخلاق .
فليتأمل هذا الموضع ولا يعجل بالقضاء بالفراسة دونه فإن القاضى حينئذ يكون خطؤه كثيرا ،فإن هذه العلامات أسباب لا موجبة وقد تتخلف عنا أحيانا لفوات شرط أو لوجود مانع .........مدارج السالكين 2/488،شرح العقيد الطحاوية 1/494
ورحم الله ابن القيم حيث أوضح وشدّد على أن هذه العلامات أسباب وهى غير موجبة لأن العلاقة بين الشكل والملامح وبين الأخلاق علاقة غير وطيدة ،فالإنسان لا يكتسب ملامحه ولا سماته الخلقية بينما يكتسب الإنسان الأخلاق والسلوك من بيئته التى يعيشها ، فلو تربى طفل آدمى مع حيوانات فقط ولم يعاشر أيا من الإنس فلن ينقلب الطفل حيوانا قطبينما يكتسب من بيئته التى يعيش فيها أخلاقا وسلوكيات خاصة .

</B>











آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس
قديم 09-30-2011, 01:06 AM رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: الفراسة فى القرآن الكريم

كيفية التفرس :
إن المتفرس إذا أراد ممارسة الفراسة فيمن يخاطبه فلا بد أن يستعين بأعضائه، فينظر إلى أفعاله جيدا ويصغى إلى كلامه بدقة ويمرر كل هذا على قلبه فيجيز ويمنع حسب قوة إدراكه.

فصاحب الفراسة يستعين بعينه وأذنه وإدراكه أو قلبه ،وهذا كله بالطبع يكون فى الفراسة التى يتوصل إليها الإنسان بالأسباب وليس ما يصبها الله فى قلب من يريد ، وعليه فلابد للمتفرس أن يحسن استعمال إذنه وبصره حتى يستطيع ممارسة الفراسة وليحذر :" إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا"الإسراء 36
قلوب العارفين لها عيون *** ترى ما لا يراه الناظرونا
وما ذلك إلا لأنهم صفوا فى معاملاتهم مع الله وراقبوا الله فى سمعهم وبصرهم وجميع حواسهم والجزاء – كما سبق- من جنس العمل.
وهذا على حد قول رسول اللهr إن العبد إذا دلل على حبه لله تعالى بان أدى الفرائض ثم انتقل منها إلى النوافل وواظب عليها تكون النتيجة ما نطقت به الأحاديث الصحاح "كنت سمعه الذى يسمع به ،وبصره الذى يبصر به ......."الحديث الحديث سبق تخريجه راجع ص 15 فى البحث .
ولنا أن ندرك معنى أن رجلا يرى بنور الله ويسمع بالله وتنبثق كل أفعاله من الله ، أنها مرتبة عظيمة لا يدرك معناها إلا من ذاقها ومن ذاق عرف .
ويؤكد ما قلناه ما ذهب إليه ابن القيم حيث يقول وفراسة المتفرس تتعلق بثلاثة أشياء بعينه وأذنه وقلبه :
فعينه للسمات والعلامات ، وأذنه للكلام وتصريحه وتعريضه ومنطوقه ومفهومه ، وفحواه وإشاراته ولحنه وإيمائه ونحو ذلك ، وقلبه للعبور والاستدلال من المنظور والمسموع إلى باطنه وخفيه فيعبر إلى ما وراء ظاهره كعبور النقاد من ظاهر النقش والسكة إلى باطن النقد والاطلاع عليه هل هو صحيح أو زغل ؟
وكذلك عبور المتفرس من ظاهر الهيئة إلى باطن الروح والقلب ،وكذلك نقد أهل الحديث ،فإنه يمر إسناد ظاهر كالشمس على متن مكذوب فيخرجه ناقدهم كما يخرج الصيرفى الزغل من تحت الظاهر من الفضة ، وكذلك فراسة التمييز بين الصادق والكاذب فى أقواله وأفعاله وأحوالهمدارج السالكين 2/488
ويقول الإمام الألوسى رحمه الله :"إن كل من رزق قرب النوافل ينظر به تعالى لحديث "كنت سمعه الذى يسمع به " وحينئذ يبصر كل شيئ" روح المعنى 26/83

</B>











آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس
قديم 09-30-2011, 01:13 AM رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: الفراسة فى القرآن الكريم


المبحث الثانى
القضاء بالفراسة
إن القضاء مهمة صعبة انتدب الله إليها بعضا من خلقه واستأمنهم على هذه المهمة وهى مهنة الأنبياء "يا داوود إنا جعلناك خليفة فى الأرض فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى "وهى وصية الله لكل من تَنَصبَ مهمة القضاء أن يتحرى الدقة ويحكم بين الناس بالحق ولا يركن إلى الهوى .
ومعلوم اختلاف العلماء حول قضاء القاضى بعلمه هل يجوز أولا يجوز؟ والأرجح أنه لا يجوز ، لأن الحكم يقوم على الأدلة والبراهين الظاهرة والله يتولى السرائر ، لذا فإن حكم الحاكم وقضاء القاضى لا يحل حراما ولا يحرم حلالا وإلى هذا المعنى أشار النبى r"فمن قضيت له بحق مسلم فإنما هى قطعة من النار فليأخذها أو فليتركها "الحديث الحديث رواه البخارى فى صحيحه عن آم سلمة برقم 2326 2/867،ومسلم أيضا فى الأقضية باب الحكم بالظاهر واللحن بالحجة 3/1337برقم 1713.
والفراسة كما هو معلوم حالة فردية وفى أغلب أحوالها أنها لا ضابط لها ، وعليه فالقضاء بالفراسة أمر مرفوض وغير معول عليه حتى لا يصير القضاء فوضويا لا ضابط له بل هى أدلة وبراهين وقرائن ،والنبى ذاته قد يطلعه الله على بعض الغيب حسب إرادة الله ومع ذلك كان فى قضائه وقافا عند الأدلة الواضحة والبراهين الساطعة "ولعل أحدكم يكون ألحن بالحجة من أخيه فأقضى له " جزء من الحديث الذى سبق تخريجه فى الصفحة السابقة .
وإذا كان النبى لم يحكم فى الخصومات لا بعلمه و لا بالفراسة فأولى بنا أن نقتدى برسول الله ونقف فى القضاء عند ما توفر من الأدلة والبراهين والله تعالى يتولى السرائروهذا لا يعنى إهمال الفراسة على الإطلاق لكن المراد ألا تكون الفراسة مصدرا من مصادر القضاء والتشريع ومع هذا فيمكن الاستعانة بالفراسة فيما يخص الحكم والقضاء كالاستماع الى الشهود بفراسة أو التفرس فى الشهود الصدق أو الكذب حسب ما يظهر للمتفرس مما يعينه على تثبيت وجهة نظره .
يقول الإمام أبو بكر بن العربى :"إذا ثبت أن التوسم والتفرس من مدارك المعانى فإن ذلك لا يترتب عليه حكم ولا يؤخذ به موسوم ولا متفرس ،وقد كان قاضى القضاة الشامى المالكى ببغداد أيام كونى بالشام يحكم بالفراسة فى الأحكام جريا على طريق إياس بن معاوية أيام كان قاضيا ، وكان شيخنا فخر الإسلام أبو بكر الشاش صنف جزءا فى الرد عليه كتبه لى بخطه وأعطانيه ، وذلك صحيح فإن مدارك الأحكام معلومة شرعا ،مدركة قطعا وليست الفراسة منه ."تفسير القرطبى 1./39
ويقول ابن القيم فى مسألة الحكم بين الخصوم بالفراسة :"هذه مسالة كبيرة عظيمة النفع جليلة القدر إن أهملها القاضى أو الحاكم أضاع حقا كثيرا وأقام باطلا كثيرا ،وإن توسع فيها وجعل معوله عليها دون الأوضاع الشرعية وقع فى أنواع الظلم والفساد"
وقد سٌئل أبو الوفاء ابن عقيل عن هذه المسالة فقال:ليس ذلك حكما بالفراسة بل هو حكم الإمارات ، وإذا تأملتم الشرع وجدتموه يجوز التعويل على ذلك وقد ذهب مالك رحمه الله تعالى إلى التوصل بالإقرار بما يراه الحاكم ، وذلك مستند إلى قوله تعالى " إِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الْكَاذِبِينَ " يوسف 27فالحاكم إذا لم يكن فقيه النفس فى الإمارات ودلائل الحال ومعرفة شواهده وفى القرائن الحالية والمقالية كفقهه فى كليات الأحكام أضاع حقوقا كثيرة على أصحابها وحكم بما يعلم الناس بطلانه .
فههنا نوعان من الفقه لابد للعالم منهما :
1-فقه فى أحكام الحوادث الكلية .
2-فقه فى نفس الواقع وأحوال الناس يميز به بين الصادق والكاذب والمحق والمبطل ،ثم يطابق بين هذا وهذا فيعطى الواقع حكمه من الواجب ولا يجعل الواجب مخالفا للواقع ....... الطرق الحكمية 1/6
وهكذا فالحكم فى القضاء بالفراسة أمر جلل يجب الحذر منه والتحرى ففيه خيط دقيق يجب مراعاته وإلا ترتب عليه ضرر بالغ .
أما استخدام الفراسة فيما يتوصل به إلى الحكم فهو أمر مجمع على جوازه بل وضرورته كالتفريق عند سماع شهادة الشهود ومحاولة استخراج الحق من كلامهم .
يقول صاحب الطرق الحكمية :"ولم يزل حذاق الحكام والولاة يستخرجون الحقوق بالفراسة والإمارات فإذا ظهرت لم يقدموا عليها شهادة تخالفها ولا إقرار وقد صرح الفقهاء كلهم بأن الحاكم إذا ارتاب بالشهود فرقهم وسألهم كيف تحملوا الشهادة وأين تحملوها وذلك واجب عليه متى عدل عنه أَثِمَ وجار فى الحكم ..." الطرق الحكمية 1/34
وعليه فاستخدام الفراسة فى القضاء والحكم أمر يحتاج إلى ضبط ومراعاة فلا يمنع على عمومه ولا يقبل أيضا على عمومه ،والقاضى أحذق من أن ينبه إلى مثل هذه الأمور.







آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس
قديم 09-30-2011, 01:14 AM رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: الفراسة فى القرآن الكريم


المبحث الثالث
الفراسة فى القرآن
ذكرنا سابقا أن القران الكريم حوى كل علم نافع إن لم يكن تفصيلا فإجمالا حتى لا يخرج عن هدفه الأصلي ، ومرماه الأساسى ، وهو هداية الناس إلى طريق الحق .
هذا هو الأساس ولكن فى سبيل هذا قد يتناول العديد من العلوم على سبيل الإجمال تارة وعلى سبيل الإشارة تارة وعلى سبيل الاستدلال تارة وتارة على سبيل الحكاية .
والفراسة كغيرها من العلوم لها أصل فى القران الكريم وقد سقنا الآيات القرآنية التى استدل بها العلماء على تأصيل علم الفراسة كقوله :"إن فى ذلك لآيات للمتوسمين " وقوله "ولو نشاء لأريناكهم فلعرفتهم ولتعرفنهم فى لحن القول "
وفى هذا المبحث ليس المقصود سوق الأدلة على وجود الفراسة ، ولكن إبراز ما أورده القران الكريم من نماذج فى الفراسة وعمدة القول فى هذا :قول ابن مسعود الذى رواه سفيان الثورى عن أبى إسحاق عن أبى عبيدة عن ابن مسعود : "أفرس الناس ثلاثة :العزيز فى يوسف حين قال لامرأته:أكرمى مثواه عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولدا ،وابنة شعيب حين قالت فى موسى :يا أبت استأجره إن خير من استأجرت القوى الأمين ،وأبو بكر فى عمر رضى الله عنهما حين استخلفه على المسلمين "الأثر رواه الحاكم فى المستدرك 2/376برقم 332.ووافقه الذهبى فى صحته،ورواه ابن أبى شيبة فى مصنفه 7/435برقم 37.58،والطبرانى فى المعجم الكبير 9/167برقم 8829
فهذا الأثر عن ابن مسعود يوضح ويضع أيدينا على بعض المواطن التى حكى فيها القران الكريم نماذج للفراسة .
وهى مواطن عديدة حواها القران الكريم يرشدنا الأثر الذى أوردناه إلى موضعين ونسير بعده على نفس الدرب فنورد بعض النماذج الأخرى وإن لم يشر إليها هذا الأثر .
</B>









آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:37 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.6.0 (Unregistered) Trans by

شبكة صدفة

↑ Grab this Headline Animator