جريمة اللواط
جريمة اللواط من أشنع الجرائم واقبحها؛ وهي تدل على انحراف في الفطرة وفساد في العقل وشذوذ في النفس؛
وسميت باللواط نسبة الى قوم (لوط) عليه الصلاة والسلام الذين ظهرت فيهم هذه الفعلة الشنيعة التي لم يسبقهم اليها احد من العالمين. هذه الجريمة النكراء غاية في القبح والشناعة؛ تعافها حتى الحيوانات؛ فلا نكاد نجد حيوانا من الذكور ينزو على ذكر مثله؛ وانما يظهر هذا الشذوذ بين البشر الذين تفسد منهم العقول فيستخدمونها في استجلاب الشر وتوسيع دائرته.
وقال العلماء: انه – اي المفعول به فعل قوم لوط – شر من ولد الزنا واخبث واوقح؛ وهو جدير الايوفق لخير؛ وكلما عمل خيرا قيض الله له مايفسده عقوبة له؛ ولايوفق الى علم نافع ولاعمل صالح ولا إلى توبة نصوح إلا أن يشاء الله.
أوصاف اهل اللواط
1- فطرتهم معكوسة عن الفطرة التي فطر الله عليها الرجال؛ فهم لايشتهون النساء وانما يشتهون الرجال.
2- طموحاتهم نجسة؛ فسعادتهم ولذتهم في قضاء شهوتهم بين النجاسات والاوساخ والخراء؛ والقاء ماء الحياة هنالك.
3- هم دون الحيوانات حياء وطبيعة ونخوة.
4- يظهر عليهم دائما الشرود والفكر والرغبة في الفاحشة كل لحظة؛ فاذا راى الواحد منهم طفلا او شابا اراده؛ فاعلا او مفعولا به.
5- ليس فيهم قوة الرجال ولاباسهم وصرامتهم؛ فاحدهم ضعيف دائما اما كل ذكر لانه راغب فيه محتاج اليه؛ ذليل له.
6- وقد وصفهم الله تعالى في القران بانهم : فساق؛ واهل سوء؛ ومسرفون؛ ومفسدون؛ وظالمون؛ ومجرمون.
عذاب قوم لوط وعقوبتهم
وقد عاقب الله تعالى اهل هذه الجريمة النكراء باقسى عقوبة ليكونوا عبرة لمن بعدهم؛ وليس ماحدث للامم السابقة ببعيد عن الخلف..((وماهي من الظالمين ببعيد)) هود83
فخسف الله تعالى بهم الارض وامطر عليهم حجارة من سجيل منضود. قال الجوهري(( حجارة من طين طبخت بنار جهنم مكتوب فيها اسماء القوم؛ ومعنى منضود اي متتابع يتبع بعضه بعضا)).
فجعلهم الله آية للعالمين؛ وعبرة للمعتبرين؛ وموعظة للمتقين؛ ونكالا وسلفا لمن شاركهم في اعمالهم من المجرمين؛ وجعل ديارهم بطريق السالكين(( ان في ذلك لآيات للمتوسمين.وانها لبسبيل مقيم. ان في ذلك لآية للمؤمنين)) الحجر 75-77
أخذهم على غرة وهم نائمون؛ وجاءهم باسه وهم في سكرتهم يعمهون؛ فما أغنى عنهم ماكانوا يكسبون؛ فقلبت اللذة ذلة؛ والشهوة شقوة.
تمتعوا قليلاً وعذبوا طويلاً.. فلو رايت االاعلى والاسفل- اي الفاعل والمفعول به- من هذه الطائفة والنار تخرج من منافذ وجوههم وابدانهم وهم بين اطباق الجحيم؛ وهم يشربون بدل لذيذ الشراب كئوس الحميم؛ ويقال لهم وهم على وجوههم يسحبون؛ ذوقوا ما كنتم تكسبون.(( اصلوها فاصبروا او لاتصبروا سواء عليكم انما تجزون ما كنتم تعلمون)) الطور-16
ولقد قرب الله تعالى مسافة العذاب بين هذه الامة-قوم لوط- وبين اخوانهم في ذلك العمل البغيض؛ والفساد العريض؛ فقال مخوفا لهم ان يقع عليهم الوعيد ((وماهي من الظالمين ببعيد)) هود 83
وشدة العذاب دليل على ان اللواطة من اعظم الفواحش كما دلت على ذلك الآيات وجاء في خبر اخرجه البيهقي في شعب الايمان؛ عن ابي هريرة- رضي الله عنه- وصححه الحاكم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (( لعن الله تعالى سبعة من خلقه فوق سبع سموات؛ فردد لعنه على واحد منها ثلاثا؛ ولعن بعد كل واحد لعنة لعنة؛ فقال ملعون ملعون ملعون من عمل عمل قوم لوط..))
قال ابن القيم- رحمه الله- (( واذا بديارهم قد اقتلعت من اصلها ورفعت نحو السماء حتى سمعت الملائكة نباح الكلاب ونهيق الحمير..بان قلبها عليهم كما اخبر به في محكم التنزيل فقال عز من قائل(( فلما جاء امرنا جعلنا عاليها سافلها وامطرنا عليها حجارة من سجيل منضود)) هود 82
الأضرار الصحية على أهل اللواط
ان هذه العادة تؤثر أولاً في الأعصاب تأثيراً بالغاً؛ احد نتائجه الإصابة بالانعكاس النفسي في خلق الفرد؛ فيشعر في نفسه انه ما خلق ليكون رجلا؛ وينقلب هذا الشعور الى شذوذ فتتوجه افكاره الخبيثة دائما في اعضاء الرجال التناسلية؛ ولذلك اثر على المخ من بلاهة في العقل وضعف في الإرادة.
ثانياً ولان اللواط علة شاذة وطريقة غير مرضية للعاطفة الجنسية؛ فهل لاتشبع رغبة ولاتهذب شهوة؛ ولاتغض بصرا ولاتحصن فرجاً؛ بل يزداد ممارسها ولعاً؛ والتهابا وطمعا!
ثالثاً اللواط سبب رئيسي في تمزق انسجة المستقيم وارتخاء عضلات الشرج؛ وفقد السيطرة على المواد البرازية؛ فتخرج من أصحابها بلا ارادة ولاشعور؛ وبئس التلوث والنجاسة.
واجب العلماء والدعاة بل الأمة بأسرها
أيها الداعون إلى الله؛ والمسئولون عن تغيير المنكر؛ أيها الأباء والأمهات؛
قد جعل الله تعالى في اعناقكم رعية ستسالون أمام الله تعالى عنها (( الا كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته)).
هذه جريمة استحقت ان يرسل الله تعالى نبيا لمحاربتها هو لوط عليه الصلاة والسلام؛ وماذلك الا لخطرها وضررها على البشرية والذكورة؛ والرجال والرجولة.
ولايخفى على احد ان هذه الجريمة قد غضب الله بسببها غضبا شديدا؛ انتهى الى ان صب سبحانه مقته وغضبه على مرتكبيها وعلى اهليهم ومساكنهم.
فهي جريمة: تقييمها انها الفاحشة الكبرى (( اتاتون الفاحشة وانتم تبصرون)). وتاريخها (( ما سبقكم بها من احد من العالمين)). الأعراف 80
وفاعلوها (( انهم كانوا قوم سوء فاسقين )) الأنبياء 74
وجزاؤها (( فجعلنا عاليها سافلها وامطرنا عليهم حجارة من سجيل)) الحجر 74
هذه جريمة يتولد عنها جرائم مركبة؛ فاذا استغنى الرجال بالرجال؛ فماذا للنساء؟ توشك ان تستغني النساء ايضا بالنساء! فينتشر السحاق؛ وهذا ماحدث في قوم لوط؛ فاهلك الله رجالهم ونساءهم. (( ان الناس اذا رأوا المنكر ولايغيرونه يوشك الله عز وجل ان يعمهم بعقابه)) كما اخبر بذلك نبينا صلى الله عليه وسلم.
أيها العلماء والخطباء؛ والدعاة والواعظون؛ والمدرسون والمرشدون؛ والأباء والمسئولون:
إننا نخاف من الله الجبار الذي يمهل ولايهمل؛ ان يصيب الناس مثل ما أصاب قوم نوح أو قوم هود أو قوم صالح وماقوم لوط منهم ببعيد.. لابد من وقفة غيورة؛ ودعوة صبورة؛ لابد من وثبة وغضبة لله جل وعلا؛ ولامفر من التعاون والتكاتف وبذل الجهد على جميع المستويات والاصعدة.
وذلك عن طريق قطع الأسباب التي تؤدي الى انتشار تلك الفاحشة وهو مايسمى بالوقاية وتفصيل ذلك:
أولاً/ مسئولية الأب المباشرة
1- على الاب ان يحفظ ولده في صغره وبعد بلوغه؛ وان يجنبه مخالطة هؤلاء الملاعين. وعليه ايضاً حماية ولده من الشاذين؛ فقد اعترف احد الشاذين ان سبب انحرافه وشذوذه ان ابويه كانا يهملانه بانشغالهما خارج البيت وهو في سن الطفولة مما ادى الى وقوعه ضحية لأحد رفقاء السوء.
2- وعلى الأب أيضاً أن يحذر كل من لايخاف الله من الفساق؛ ولو كان بعضهم من الاقرباء والجيران والأساتذة؛ خاصة إذا كان الإبن ذا هيئة حسنة. كما يجب على الاب الا يترك ولده يصاحب الكبار من الصبيان الا ان يتاكد من استقامتهم وحسن تربيتهم؛ وعلى الأب أيضاً ان يقلل من خلوة الولد بغيره من الصبيان؛ وان يكونوا ثلاثة فاكثر للتقليل من فرصة اغواء الشيطان لهم.
3- تجنيب الولد مايسبب انتشار الفاحشة من مظاهر التميع والانحلال واطالة الشعر تشبها بالنساء؛ ولبس البنطلون الضيق الواصف للبدن؛ او لبس الملابس التي اشتهر بلبسها الشاذون؛ والتكسر في المشية؛ والخضوع في الكلام والتردد على الأماكن المشبوهة.
4- الأب الغني ربما يكون أولاده أكثر عرضة لنظر الشاذين اليهم؛ حيث أن أولاد الأغنياء في العادة مرفهون؛ يظهر عليهم أثر النعمة من نعومة البدن؛ وصفاء اللون؛ وطيب الرائحة؛ وحسن ارتداء الثياب؛ فيكونون بذلك ارغب واولى لوقوعهم تحت ايدي المنحرفين؛ ولذلك كان العلماء يحذرون من مجالسة أبناء الاغنياء ( فان لهم صورا كصور العذارى من النساء بل هم اشد فتنة من العذارى).
5- كما على الأب تجنيب ولده من خلوة الخادم به أو العامل فان لهم خطراً عظيماً؛ خاصة وانهم في العادة ينتمون الى جنسيات مختلفة وثقافات متنوعة؛ وفيهم الجهل ورقة الدين؛ واكثرهم يكون من العزاب غير المتزوجين؛ فكيف يؤتمنون على افراد الاسرة من البنات او البنين.
6- ان كان الأب ذا أسفار إلى بلاد الكفار فيتجنب صحبة ولده معه؛ لان الولد اذا خالط المنحرفين انحرف غالباً. وخاصة اذا التحق بمدارسهم؛ او دخل انديتهم. وينبغي على الأب اذا اصطحب معه ولده ان يلحقه بالمدارس الإسلامية والا فلا.
7- على الأب ان يبين لولده أمور تنفعه؛ اذا لم يكن يعرف معنى هذه الجريمة وخطرها؛ حتى لايفعل معه شيء وهو يجهل كنهه وعاقبته.
8- كما عليه ان يسد حاجة أولاده ورغباتهم من مال ولعبة او نزهة؛ او التمتع بالمباحات كقيادة السيارة أو الدراجة؛ حتى لايشبع رغبته المنحرفون في مقابل ان يشبعوا رغبتهم منه والعياذ بالله.
11-01-2010, 09:55 PM
جريمة اللواط
رد: جريمة اللواط
