العودة   شبكة صدفة > المنتديات الاسلاميه > المنتدى الاسلامى

المنتدى الاسلامى إسلام، سنة، قرآن، دروس، خطب، محاضرات، فتاوى، أناشيد، كتب، فلاشات،قع لأهل السنة والجماعة الذين ينتهجون نهج السلف الصالح في فهم الإسلام وتطبيقه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 02-21-2015, 08:48 PM رقم المشاركة : 121
معلومات العضو
ندى الورد

الصورة الرمزية ندى الورد

إحصائية العضو







ندى الورد غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: ﻧَـــفّـــحٍـــاٌتْ مِــــﻧَ ﻧُــــوِرُ اٌلِــــحٍـــيٌــــاٌةُ



متابعة @@ تصحيح أخطاء المسلمين قبل أن يأتى يوم الدين ...

أمثال خاطئة


هناك أمثال كثيرة تتردد على ألْسِنَة الناس, منها ما هو كفر بالله سبحانه وتعالى, ومنها ما يشكِّك فى حِكْمِتِه, ومنها ما يُيئِّس من رحمته, ومنها ما يأمر بالمنكر, وينهى عن المعروف, ومنها ما هو فاحش… إلخ, وسنذكر بعضاً منها.. وبالله التوفيق:

إن رُحْت بلد بتعبد العجل حِِش وادّيله, أى لو ذهبت لبلد يعبدون العجل فأطعمه كما يطعمونه (إقرار على الشرك), اللّى يعتقد فى حَجَر ينفعه (شرك), يِدّى الحَلَق للّى بَلا وُدان، ومقصودهم أن الله سبحانه وتعالى يعطى من لا يستحق, ويترك من يستحق (حاشا لله) وإن بَدَا هذا فى ظاهر الأمر.. فإن له حكمة, لا يعلمها إلا هو سبحانه وتعالى, الفقير يقول يارب ادّيلى قرش يدّيلُه كِرْش.. أى أن الفقير يطلب من الله المال, فيزيده من العِيال، وكل شىء بحكمة كما ذكرنا, لا يِرْحَم ولا يخلّى رحمة ربنا تنزل.. وهل لأحد أن يمنع رحمة الله تبارك وتعالى؟ {مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِن رَّحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلا مُرْسِلَ لَهُ مِن بَعْدِهِ} [فاطر:2] فسبحانه لا مانع لما أعطى, ولا معطى لما منع. وإن كان هناك ضرورة لهذا المثل.. فيقال: لا يرحم ولا عايز رحمة ربنا تنزل .. مع أن هذا فيه غيبة للمسلمين.

قولهم: بَرَكَة ياجامع اللّى جاتْ مِنَّك وماجَتْش مِنّى.. فهل هذا يليق بالمسلم الحريص على دينه وعبادته, وعلى أداء الصلوات فى أوقاتها, وعمارة بيوت الله جل وعلا؟, اللّى يحتاجه البيت يِحْرَم على الجامع.. وهذا أيضا خطأ، فعمارة بيوت الله أهَمّ من عمارة بيوتنا, قال تعالى: {إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللّهِ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاَةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللّهَ فَعَسَى أُوْلَـئِكَ أَن يَكُونُواْ مِنَ الْمُهْتَدِينَ} [التوبة:18] وعمارتها تكون بأداء الصلاة فيها (مِشْ بركة يا جامع) وذكر الله عز وجل, ومُدارَسَة القرآن الكريم, وحِلَق العلم, وتطييبها, وغير ذلك الكثير، وقد مدح الله سبحانه وتعالى الذين ينفقون أموالهم فى سبيل الله, مع احتياجهم إليها, فقال: {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُون} [الحشر:9] فاللهم اجعلنا من عُمّار بيوتك ابتغاء مرضاتك.

قولهم: ربنا يحب عبده الفَشّار ولا يحِبّش عبده النكّار.. وقصدهم أن الله يحب من عبده أن يتحدث بنِعَمِهِ عليه, ويزيد من عنده أشياء.. فيقول: عندى كذا وعندى كذا، ويزعمون أن الله يحب هذا, ونرد عليهم بقوله سبحانه وتعالى: {أَتَقُولُونَ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ} [الأعراف:28] وبقول رسول الله صلي الله عليه وسلم: ((الْمُتشبِّع بما لم يُعْطَ كلابس ثَوْبَىْ زور)) [متفق عليه] أى كالذى يلبس ثوباً له كُمّان, ليظهر أنه لابس ثوبين, وقال العلماء إنه ينطبق أيضاً على الذى يظهر أمام الناس بغير ما فى باطنه, كأن يلبس كالعلماء, وهو ليس بعالم، أو يظهر بهيئة الزهّاد, وهو ليس كذلك. ويَلْحَق به أيضاً قول المرأة لضرّتها إن زوجها يعطيها كذا وكذا, لتكيدها, وهو لم يعطها {فَاتَّقُواْ اللّهَ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} المائدة:100

القِرْش الابيض ينفع فى اليوم الاسود (فيه سَبّ للدهر بقولهم: اليوم الأسود), من قَدّم السبت لَقَى الحَد قُدّامُه (فيه العمل لأجل المصلحة, وليس لله), كُلْ أكْل الجِمال وقُوم قبل الرجال (مخالف للسنَّة), دِماغ بِلا كِيف تِستاهل ضَرْب السيف, اللّى معاه قِرش يستاهل قِرش (تقييم الناس بالمال), اللّى لِيه ضَهْر مايِضّرِبْش على بطنه (تَوَكُّل على غير الله), ماينوب المخَلَّص إلا تقطيع هُدومه.. مع أن له الأجر (إن شاء الله) ولو تقطَّعت هُدومه كما يقولون, الجنازة حارَّة والميَّت كلب (تشبيه الإنسان بالكلب), يوم جنازته ولا يوم جَوَازته, امشى فى جَنازة ولا تمشى فى جَوَازة (نهى عن المعروف), يخاصمنى فى شارع ويصالحنى فى حارَة, وهذا يُقال لرفض الصُّلْح بسهولة, مع أن الله سبحانه وتعالى قال: {وَالصُّلْحُ خَيْرٌ} النساء:128

وهناك أمثلة تدل على اليأس من رحمة الله جل وعلا, وكأنه لن يصلح حالهم أبداً.. مثل: المتعوس متعوس ولو علَّقوا على راسُه فانوس, قليل البَخْت يلاقى العظم فى الكِّرْشَه, الناس خيبتها السبت والحَد واحنا خيبتنا ما وَرَدِت على حَد, جات الحزينة تفرح مالائِتْلَهاش مَطْرَح, سَبَع صنايع والبَخْت ضايع… إلخ, وينبغى للمسلم أن يكون راضياً بقضاء الله فى السرّاء والضرّاء, راجياً لِفَرَجِهِ سبحانه وتعالى، وأن ينظر لمن هو دونه فى الدنيا, حتى لا يحتقر نعمة ربه عليه، قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: ((انظروا إلى من هو أسفل منكم, ولا تنظروا إلى من هو فوقكم, فهو أجدر أن لا تزدروا نعمة الله عليكم)) [صحيح الجامع:1507] أما فى الدين فينظر لمن هو أعلى منه, حتى لا يَغتر بنفسه.

رِزق الهِبْل على المجانين.. وهل الرزق يكون من غير الله سبحانه وتعالى؟, من لم يِعِدّنى لم أعِدّه ولو كان سيدنا النبى جِدُّه.. يقصدون أن الذى لا يبالى بك لا تبالى به, ولو كان الرسول صلي الله عليه وسلم جدّه.. وهذا انتقاص من قدره صلي الله عليه وسلم, يا مربّى فى غِير وِلْدَك يا بانى فى غِير مِلْكَك (نهى عن المعروف), يا مآمنة للرجال يا مآمنة للميَّة فى الغُرْبال (سوء ظن), إبكى على الزمان اللى خلَّى القصِير شمعدان - وهل الزمن يفعل شيئاً؟ كما أن به اعتراضاً على قَدَرِ الله, واستهزاءً بالناس

إتْمَسْكِن لَمّا تِتمَكِّن (تعامُل بالنفاق وذِلَّة لغير الله), إِبْرِزْ تِنْجِزْ (رشوة), جُحا أوْلَى بلحم طُورُه (بُخل), إبن الحرام ماخلاش لابن الحلال حاجة (سوء ظن), إن كان لك عند الكلب حاجة قُل له يا سِيدى.. فيه تشبيه للإنسان بالكلب, والتعامل بالنفاق عند الحاجة, القَرْعَة تِتباهى بشعر بنت اختها.. فيه السخرية من المسلمات, اِطعِم الفُمْ تستحى العين (إطعام لغير وجه الله) قال تعالى: {إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلا شُكُوراً} [الإنسان:9], السبت سَبُّوت يا يطلَّق يا يموت.. ومعناه أن الزواج إذا كان يوم السبت, فالزوج إمّا أن يطلّق زوجته, أو يموت. سبحان الله! ما دَخْل السبت بالإحياء أو الإماتة, والأمر كله بيَدِ الله سبحانه وتعالى؟

عامل زَىّ طُورَ الله فى بَرْسِيمُه.. يقصدون أنه لا يفهم مثل الثوْر, وهذا لا يليق بلفظ الجلالة, كما أنه غيبة للمسلمين, يا رايح كتَّر من الفضايح, وأمثال أخرى كثيرة, بها ألفاظ بذيئة فاحشة, لا ينبغى للمسلم الذى يخشى ربه أن يقولها, مثل: البلد اللّى ماحَدّش يعرفك فيها اجرى و… فيها, وغيره كثير وكثير, قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: ((ما كان الفُحْش فى شىء قَط إلا شانَه, ولا كان الحياء فى شىء قَط إلا زانَه)) [سنن ابن ماجه, مسند أحمد, صحيح الجامع:5655

والبعض يبيحون لأنفسهم أن يفعلوا أشياءً مُشِينَة بغير حَرَج, طالما أنه لا يعرفهم أحد, ويقولون: اللّى يعرف ابويا يروح يقول له. أين الخوف من الله إذن؟ {يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلاَ يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللّهِ وَهُوَ مَعَهُم} النساء:108 وهذا والله تعالي أعلم







آخر مواضيعي 0 القصة في القرآن الكريم
0 لطائف من سورة يوسف
0 كن بوجه واحد.
0 البشائر العشر لمن حافظ على صلاة الفجر
0 أعرف صفاتك من القرآن الكريم
رد مع اقتباس
قديم 02-21-2015, 08:51 PM رقم المشاركة : 122
معلومات العضو
ندى الورد

الصورة الرمزية ندى الورد

إحصائية العضو







ندى الورد غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: ﻧَـــفّـــحٍـــاٌتْ مِــــﻧَ ﻧُــــوِرُ اٌلِــــحٍـــيٌــــاٌةُ



متابعة @@ تصحيح أخطاء المسلمين قبل أن يأتى يوم الدين ...

التهاوُن والتكاسُل فى فعل المأمورات


وهو كثير.. ومن أهم أمثلته: التهاوُن فى الصلاة, وتعلُّم القرآن, قراءة, وعلماً, وعملاً، وذكر الله, وبِرّ الوالدين, وصِلَة الرَّحِم, والأمر بالمعروف, والنهى عن المنكَر, وعيادة المريض… إلخ. والعلماء – بارك الله فيهم – قد أفاضوا فى ذلك كثيراً، ولكنى سَأُشيرُ فقط إلى نقطة غفل عنها الكثيرون, وهى التهاوُن فى كيفيَّة أداء العبادة – فضلاً عن التهاوُن بها أصلاً – فتراهم يؤخّرون الصلاة, حتى يخرج وقتها, وبالذات صلاة الفجر, ويصلّون بلا خشوع, ولا اطمئنان, ولا يتعلمون كيف كان رسول الله صلي الله عليه وسلم يصلى, وهو الذى قال: “صَلُّوا كما رأيتمونى أُصَلّى” [السنن الكبرى للبيهقى, صحيح الجامع:893] وعن تأخيرها قال الله عز وجل: {فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ {4} الَّذِينَ هُمْ عَن صَلاتِهِمْ سَاهُون} [الماعون:4-5] فهل قال الله (فويل للذين لا يُصَلُّون)؟ لا- بل إنهم يُصَلُّون, ولكنهم {عَن صَلاتِهِمْ سَاهُون} وقد فسَّرها العلماء بأنهم الذين يتهاونون فى أدائها, ويؤخرونها عن وقتها, قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: ((أفضل الأعمال الصلاة فى أول وقتها)) [صحيح الجامع:1093] وقال: ((إن هاتين الصلاتين – أى العشاء والصبح – من أثقل الصلاة على المنافقين, ولو يعلمون فضل ما فيهما, لأتَوْهما ولو حَبْواً)) [صحيح الجامع:2242] أى أنهم لو يعلمون فضلهما, لأتَوْهما ولو زحفاً على أيديهم وأرجلهم, إن كانوا لا يستطيعون المشى.

فيا شباب الإسلام, ويا رجاله.. أسألكم بالله.. لمن بُنِيَت المساجد؟ ومن يعمرها إن لم تعمروها أنتم؟ استمعوا بارك الله فيكم إلى قول حبيبكم صلي الله عليه وسلم: ((والذى نفسى بيده لقد هممتُ أن آمُر بحطب فيُحْطَب, ثم آمُر بالصلاة فيؤذَّن لها, ثم آمُرُ رجلاً فيؤمَّ الناس, ثم أُخالِف إلى رجال, فأحرِّق عليهم بيوتهم, والذى نفسى بيده لو يعلم أحدهم أنه يجد عِرْقاً سَمِيناً, أو مِرْماتَيْن حَسَنتَيْن, لَشَهِدَ العِشاء)) [صحيح البخارى]((عِرْقاً سميناً)) أى قطعة من اللحم السمين فوق العظم, ((مِرماتَين حَسنتَين)) أى ما بين ظِلْفَىْ الشاة من اللحم- فالصلاة الصلاة يا عباد الله.

وأنت يا أختى فى الله.. لا تتركى شغل المنزل, والسَّمَر مع الجيران والضيوف, يُلهيكِ عن الصلاة فى أول وقتها, وأذكّرك بوجوب ستر جميع جسدك, ما عدا الوجه والكفين أثناء الصلاة، وحتى الكفين قال بعض العلماء بوجوب سترهما أثناء الصلاة, وكذلك القدمين، فالأرجح وجوب سترهما (والله أعلم.

لقد كانت آخر وصية لرسول الله صلي الله عليه وسلم قبل مماته, هى الصلاة, وللأسف.. تجد الواحد منا يرى أهله, أو جيرانه, أو أصدقاءه, يصلون بطريقة غير صائبة, ولا يعلمهم, ليريح نفسه, ويقول: الحمد لله إنهم بِيْصَلُّوا وخلاص.. وربما تكون صلاتهم باطلة, ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم!

وأُوَجِّه نصيحتى لإخوانى المرضى (عافانا الله وإياهم) بعدم ترك الصلاة, حتى لو كانوا يعالَجون فى المستشفيات, لأن كثيراً من المرضى يتركون الصلاة, ظناً منهم أنهم معذورون, مع أن الصلاة لا تسقط عن الإنسان بأى حال من الأحوال, إلا فى حالات نادرة, مثل الغيبوبة, والجنون, وعن النائم حتى يستيقظ, أما كونهم لا يستطيعون الحركة, أو الوضوء, أو ما إلى ذلك, فقد أباح الإسلام لهم التيمم, وأداء الصلاة على أى وضع يستطيعونه, فقد قال رسول الله صلي الله عليه وسلم لعِمران بن حُصَين : ((صَلِّ قائماً, فإن لم تستطع فقاعداً, فإن لم تستطع فعلى جنب)) [صحيح البخارى] نسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفى مرضانا ومرضى المسلمين.

أمّا قراءة القرآن.. فإن الكثير مِنّا يقرؤه بغير تَدَبّر, ولا تجويد, بل يقرؤه كَأَىّ كتاب, وربما لَحَنَ فيه لَحْناً جَلِيّاً يخرجه عن معناه, واللَحْن هو النطق بطريقة خاطئة، ومنه ما هو لَحْن جَلِىّ – وهذا حرام – وهو الخطأ فى قراءة الكلمات, أو الحروف, أو التشكيل (الفتحة, والضمة, والكسرة… إلخ) لأن ذلك يخرجه عن معناه، كمن يقول فى الفاتحة مثلاً: (السِّراتَ المصطقيم) بدل {الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ} و(أنعمتُ) بضم التاء بدل {أَنعَمتَ} بفتحها, و(الضالِين) بتخفيف اللام بدل {الضَّالِّينَ} بتشديدها.. وهكذا, ولَحْن خَفِىّ.. وهو الإخلال بأحكام التجويد، وهذا فيه خلاف فى حُرْمَتِهِ. وتسمع الكثير مِنّا يقولون: نحن لا نعرف القراءة فما ذنبنا, أو يقولون: طالما أن قراءته بطريقة خاطئة حرام.. فالأفضل ألا نقرؤه, ونقول لهم: عليكم أن تتعلموه مُشافَهَة، ولو صَدَقَت نيّتكم مع الله عز وجل, واستعنتم به, فسيعينكم إن شاء الله, وييسّره لكم, حتى لو كنتم كبار السِّن, فهو سبحانه الذى قال: {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِر} [القمر:17] ومن يقولون: طالما أن قراءته بطريقة خطأ حرام.. فالأفضل ألا نقرؤه, نقول لهم: لقد بذلتم جهدكم, وسهرتم الليالى, فى تحصيل علوم الدنيا, أيَكون القرآن أهْوَن عليكم من ذلك؟

وأحبُّ أن ألفت النظر إلى مفهوم خاطئ لحديث رسول الله صلي الله عليه وسلم الذى قال فيه: ((الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة, والذى يقرأ القرآن ويتتعتع فيه, وهو عليه شاقّ, لَهُ أجْران)) [صحيح مسلم] يظن كثير من الناس أن الذى ((يتتعتع فيه)) و((له أجْران)) هو الذى لا يجيد قراءته، وتراه فَرِحاً بذلك. ونقول له إن العلماء فسَّروها بأنه الذى يتعلم القرآن, ويجد مَشَقَّة فى تعليمه، فيكون له أجر التلاوة, وأجر التعلُّم، لا أن يترك نفسه بغير تعلّم, ويقول أنا لى أجران! وكذلك من يتكاسل عن حضور مجالس العلم والتجويد, ويقول: انا اسمع الشيخ وهو يقرأ, واقرأ مثله. ونقول له: إنك لن تستطيع أن تتعلمه إلا عن طريق التلقين مُشافَهَة, لأن له أحكاماً لا تدركها بالسماع وحده.

ونحذّر إخواننا من هَجْر القرآن عِلماً وعملاً, لأن الله سبحانه وتعالى قال: {وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً} [الفرقان:30] وقد قال العلماء: إن ترك قراءته, وتدبّره, والعمل به, مِن هَجْرِه (كما ورد فى تفسير ابن كثير) ونحذرهم من الشوشرة أثناء سماعه (الله يفتح عليك يا عَم الشيخ, يا سلام يا سلام, نعم نعم, أعِد أعِد, الله الله الله, اللهم صلٌ على النبيييى, اللهم صلٌ على حَضرة النبيييى, وَحّدوووه.. إلخ) والغريب أنهم يصيحون, ويهلِّلون, عند ذِكْر آيات العذاب, وكأنهم لا يعقلون! وكل هذا لا يليق بجلال القرآن العظيم {وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُواْ لَهُ وَأَنصِتُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} الأعراف:204

وتَعلُّم القرآن ليس كما يقولون إنه غير واجب, بل إن تعلُّم ما لا تَصِحّ الصلاة إلا به فرض عَيْن (وخصوصاً الفاتحة) وما عداه فهو فرض كفاية, فإن فضل كلام الله على كلام العباد, كفضل الله على العباد, قال الله عز وجل: {وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً} [المزمل:4] وقال رسول الله صلي الله عليه وسلم: ((ليس مِنّا من لم يَتَغَنَّ بالقرآن)) [صحيح البخارى] وقال: ((أهل القرآن أهل الله وخاصَّته)) [سنن ابن ماجه, مسند أحمد, صحيح الجامع:2528] فهل هناك شرف أفضل من هذا؟ لا والله. ولكن لا تظنوا أن أهل القرآن هم الذين يقرأونه بغير عمل به, أو الذين يضعونه فى علبة فاخرة فى السيارة, أو فى حجرة الصالون, أو التى تعلقه على رقبتها بسلسلة, لا- إن هذ يوضّحه حديث رسول الله صلي الله عليه وسلم: ((أتيتُ ليلة أُسْرِىَ بى على قوم تُقْرَضُ شِفاهُهُم بمقاريض من نار, كلما قُرِضَت وَفَّت, فقلتُ: يا جبريل من هؤلاء؟ قال: خُطباء أمَّتك, الذين يقولون ما لا يفعلون, ويقرأون كتاب الله, ولا يعملون به)) صحيح الجامع:129

ومن الأدب مع القرآن الكريم ألا نضعه على الأرض, وخاصَّة فى المساجد, أو الأماكن المزدحمة, لأن هذا يعرّضه لِلَعِب الأطفال, واللّمْس بالأقدام (والعياذ بالله) وألا نضعه مقلوباً وهو مفتوح, وألا نضع شيئاً فوقه. وليس من المعقول ألا نضع شيئاً حِسّياً فوقه, ثم نضع فوقه شيئاً معنوياً. بمعنى أنه لا ينبغى أن يعلو عليه شىء فى اتِّباع أوامره, واجتناب نواهيه. اللهم فَقِّهنا فى ديننا, واجعلنا من أهل القرآن, الذين هم أهلك وخاصّتك, يا أرحم الراحمين, يا رب العالمين.

إن أعمال الخير التى نفرّط فيها كثيرة جداً, لا يحصيها العَدّ، ونظن أن بعضها لا نُؤْجَر عليه, ونسِىَ من ظن هذا قول ربنا جل وعلا: {فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ {7} وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ} [الزلزلة:7-8] وقول رسولنا صلي الله عليه وسلم: ((كل معروف صدقة)) [متفق عليه] وقوله: ((لا تَسُبَّنَ أحداً, ولا تَحْقِرَنَّ من المعروف شيئاً, ولو أن تكلّم أخاك وأنت مُنبسط إليه وجهك, إن ذلك من المعروف, وارفع إزارك إلى نصف الساق, فإن أبَيْتَ فإلى الكعبين, وإيّاك وإسبال الإزار, فإنه من المخِيلة, وإن الله لا يحب المخِيلة, وإن امْرُؤ شتمك وعيَّرك بما يعلم فيك, فلا تُعَيّره بما تعلم فيه, فإنما وَبال ذلك عليه)) [صحيح الجامع:7309] ((إسبال الإزار)) معناه إطالة الإزار – أو ما شابهه – إلى أسفل الكعب، وهو العَظْمَة البارزة أسفل الساق (وليس العَقِب, المعروف عند الناس بالكعب) وهو خاصّ بالرجال دون النساء. وقال صلي الله عليه وسلم: ((صَنائِع المعروف تَقِى مَصارع السوء, والصدقة خفياً تطفئ غضب الرب, وصِلَة الرَّحِم زيادة فى العمر, وكل معروف صدقة, وأهل المعروف فى الدنيا هم أهل المعروف فى الآخرة, وأهل المنكر فى الدنيا هم أهل المنكر فى الآخرة)) [المعجم الأوسط للطبرانى, صحيح الجامع:3796] اللهم اجعلنا من أهل المعروف فى الدنيا والآخرة.






آخر مواضيعي 0 القصة في القرآن الكريم
0 لطائف من سورة يوسف
0 كن بوجه واحد.
0 البشائر العشر لمن حافظ على صلاة الفجر
0 أعرف صفاتك من القرآن الكريم
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:40 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.6.0 (Unregistered) Trans by

شبكة صدفة

↑ Grab this Headline Animator