<<بشارات أهل بيعة الرضوان وجزاؤهم >>
لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا (18) وَمَغَانِمَ كَثِيرَةً يَأْخُذُونَهَا وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا (19) وَعَدَكُمُ اللَّهُ مَغَانِمَ كَثِيرَةً تَأْخُذُونَهَا فَعَجَّلَ لَكُمْ هَذِهِ وَكَفَّ أَيْدِيَ النَّاسِ عَنْكُمْ وَلِتَكُونَ آيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ وَيَهْدِيَكُمْ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا (20) وَأُخْرَى لَمْ تَقْدِرُوا عَلَيْهَا قَدْ أَحَاطَ اللَّهُ بِهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرًا (21) وَلَوْ قَاتَلَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوَلَّوُا الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا (22) سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا (23) وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ مِنْ بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا (24)
المناسبة.. بعد أن بيّن اللَّه تعالى حال المخلفين عام الحديبية، عاد إلى بيان حال الذين بايعوا تحت الشجرة،اهـ الزحيلي
1>ـ المفردات :
ثم بشر الله - تعالى - المؤمنين الصادقين ببشارات متنوعة ، ومدحهم مدحا عظيما ، وبين - سبحانه - أن سنته فى خلقه لن تتخلف ، فقال - تعالى - : <لَقَدْ> اللام هى الموطئة للقسم<رَضِي> الرضى: ما يقابل السخط < َ اللَّه> سبحانه <عَنِ الْمُؤْمِنِين>أهل الحديبية، ورضي اللَّه عنهم لمبايعتهم رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، وكان عددهم على الأصح ألفا وأربع مائة اهـ الزحيلي <إِذْ> منصوب ب « رَضِيَ ، أي رضي الله عنهم في ذلك الحين . وهذا رضى خاص ، أي تعلّق رضى الله تعالى عنهم بتلك الحالة .اهـ التحرير وسيأتي إن شاء الله في الأحكام حكم صفة الرضا.<يُبَايِعُونَكَ >يعاهدونك .أي يبايعون الرسول صلّى اللَّه عليه وسلّم على أن يقاتلوا قريشا، ولا يفرّون منهم، ولا يخشون الموت تسمى هذه البيعة بيعة الرضوان قال الآلوسى - رحمه الله - : والتعبير بالمضارع لاستحضار صورة هذه المبايعة . < تَحْتَ> <الشَّجَرَة>هي شجرة طلح كانت هناك ، وهى المعروفة بالسَمُرة ، بايع المؤمنون تحت ظلها رسولَ الله اهـ القطان .قال ابن عاشور : والتعريف في { الشجرة } تعريف العهد وهي : الشجرة التي عهدها أهل البيعة حين كان النبي جالساً في ظلها ، وهي شجرة من شجر السَّمُر بفتح السين المهملة وضم الميم وهو شجر الطلح <فَعَلِمَ> والفاء في قوله : { فعلم ما في قلوبهم } ليست للتعقيب لأن علم الله بما في قلوبهم ليس عقب رضاه عنهم ولا عقب وقوع بيعتهم فتعين أن تكون فاء فصيحة تفصح عن كلام مقدر بعدها . والتقدير : فلما بايعوك علم ما في قلوبهم من الكآبة ، ويجوز أن تكون الفاء لتفريع الأخبار بأن الله علم ما في قلوبهم بعد الإخبار برضى الله عنهم لما في الإخبار بعلمه ما في قلوبهم من إظهار عنايته بهم . ويجوز أن يكون المقصود من التفريع قوله : { فأنزل السكينة عليهم } ويكون قوله : { فعلم ما في قلوبهم } توطئة له على وجه الاعتراض .اهـ التحرير <مَا> <فِي قُلُوبِهِمْ> من الصدق والوفاء وإخلاص البيعة اهـ الزحيلي.<فَأَنْزَل> اللّهُ <السَّكِينَةَ > الطمأنينة والأمن وسكون النفس بالتشجيع أو الصلح السكون : ثبوت الشيء بعد تحرك ويستعمل في الاستيطان نحو : سكن فلان
<51>
مكان كذا أي : استوطنه <عَلَيْهِمْ>على الرسول وصحبه <وَأَثَابَهُمْ > أى : وأعطاهم ومنحهم وجازاهم على بيعة الرضوان في التحرير : وعطف {أثابهم } على فعل { رضي اللَّه } . ومعنى أثابهم : أعطاهم ثواباً ، أي عوضاً ، كما يقال في هبة الثواب ، أي عوضهم عن المبايعة بفتح قريب . والمراد : أنه وعدهم بثواب هو فتح قريب ومغانم كثيرة ، ففعل { أثابهم } مستعمل في المستقبل اهـ قلت معنى هبة الثواب عند الفقهاء : ...في القاموس الفقهي : هبة الثواب عند الاباضية: التمليك بعوض.و: هي ما وهب لشئ مقدم.أو لاستجلاب شئ ما.حلالا كان أو حراما أو مكروها.اهـ ...في : شرح حدود ابن عرفةبَابُ هِبَةِ الثَّوَابِ قَالَ رَحِمَهُ اللَّهُ عَطِيَّةٌ قُصِدَ بِهَا عِوَضٌ مَالِيٌّ .اهـ قلت أجازهبة الثواب المالكية كما في ابن عاصم وقال:ابن حزم.... مسألة ولا تجوز هبة يشترط فيها الثواب أصلا وهى فاسدة مردودة لان هذا الشرط ليس في كتاب الله عزوجل فهو باطل بل في القرآن المنع منه بعينه قال الله عزوجل: (ولات منن تستكثر) وهو قول جمهور من السلف راجع كتابنافي الفقه المالكي : منحة الجليل <فَتْحًا> هو فتح خيبر ، الذى كان بعد صلح الحديبية بأقل من شهرين .وقيل المراد به : فتح مكة ، والأول أرجح ، لأن فتح خيبر لم يكن فتح أقرب منه ، ولأن المسلمين قد أصابوا من فتح خيبر غنائم كثيرة اهـ طنطاوي<قَرِيبًا> القرب والبعد يتقابلان
. وقد أشار - سبحانه - بعد ذلك إلى تلك الغنائم فقال :<وَمَغَانِمَ> أي وأثابهم أيضا مغانم ف" مَغانِمَ" بدل من" فَتْحاً ً" والواو مقحمة اهـ القرطبي<كَثِيرَةً >وهي غنائم خيبر وكانت خيبر ذات بساتين نخيل ومزارع، قسمها رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم بين أهل الحديبية المقاتلة، فأعطى الفارس سهمين، والراجل سهما .في التحرير : فوصفت المغانم بـ{ كثيرة } لتعدّد أنواعها وهي أول المغانم التي كانت فيها الحوائط .<يَأْخُذُونَهَا> يغتنمونها يعني أموال خيبر، وكانت خيبر ذات عقار وأموال، وكانت بين الحديبية ومكة.في التحرير : وفائدة وصف المغانم بجملة { يأخذونها } تحقيق حصول فائدة هذا الوعد لجميع أهل البيعة قبل أن يقع بالفعل ففيه زيادة تحقيق لكون الفتح قريباً وبشارةٌ لهم بأنهم لا يهلك منهم أحد قبل رؤية هذا الفتح . ... الأخذ : حوز الشيء وتحصيله <وَكَان> - تعالى - وما زال < َاللَّهُ > <عَزِيزًا> أى : غالبا.. ومعنى (العِزَّة) ؛ أي : المنعة والغلبة ، ومنه قولـه تعالى : )وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ( ؛ أي : غَلَبني وقهرني ، ومن أمثال العرب : ((من عزَّ بزَّ)) ؛ أي : من غلب استلب . <حَكِيمًا> فى كل أفعاله وأحكامه .<وَعَدَكُمُ > الوعد يكون في الخير والشر . يقال وعدته بنفع وضر وعدا وموعدا<اللَّهُ > <مَغَانِمَ > غَنِمْتُ الشَّيْءَ أَغْنَمُهُ غُنْمًا أَصَبْتُهُ غَنِيمَةً وَمَغْنَمًا وَالْجَمْعُ الْغَنَائِمُ وَالْمَغَانِمُ اهت المصباح في المفردات : والغنم : إصابته والظفر به ثم استعمل في كل مظفور به من جهة العدى وغيرهم . <كَثِيرَةً> أي من الفتوحات الإِسلامية التي وصلت الأندلس غربا اهـ الجزائري <تَأْخُذُونَهَا> تغتنمونها في أوقاتِها المقدرةِ لكلِّ واحدةٍ منها <فَعَجَّلَ> <لَكُمْ > <هَذِهِ>: أي غنيمة خيبر .< وَكَفَّ> والكف : منع الفاعل من فعل أراده أو شرع فيه ، وهو مشتق من اسم الكف التي هي اليد لأن أصل المنع أن يكون دفعاً باليد ، ويقال : كف يده عن كذا ، إذا منعه من تناوله بيده .وأطلق الكف هنا مجازاً على الصرف ، أي قدّر الله كف أيدي الناس
<52>
عنكم بأن أوجد أسباب صرفهم عن أن يتناولوكم بضر سواء نووه أو لم ينووه ، وإطلاق الفعل على تقديره كثير في القرآن حين لا يكون للتعبير عن المعاني الإلهية فعل مناسب له في كلام العرب ، فإن اللغة بنيت على متعارف الناس مخاطباتهم وطرأت معظم المعاني الإلهية بمجيء القرآن فتغبر عن الشأن الإلهي بأقرب الأفعال إلى معناه ..اهـ التحرير < أَيْدِيَ>اليد : الجارحة وأَصْلُها يَدْىَ على فَعْل ساكنة العَين لأنّ جَمْعَها أَيْدٍ ويُدِيّ وهُمَا جَمْعُ فَعْل كَفَلْس وأَفْلُس وفُلُوس.اهـ المختار.وفي المغرب : ( الْيَدُ ) مِنْ الْمَنْكِبِ إلَى أَطْرَافِ الْأَصَابِعِ وَالْجَمْعُ الْأَيْدِي وَالْأَيَادِي جَمْعُ الْجَمْعِ إلَّا أَنَّهَا غَلَبَتْ عَلَى جَمْعِ يَدِ النِّعْمَةِ <النَّاسِ > أيدي قريش بالصلح، وأيدي أهل خيبر وحلفائهم من بني أسد وغطفان، وأيدي اليهود عن المدينة إذ همّوا بعيالكم، بعد خروج الرسول صلّى اللَّه عليه وسلّم منها إلى الحديبية، بأن قذف في قلوبهم الرعب اهـ الزحيلي وقال أبو بكر الجزائري : أي أيدي اليهود حيث حيث هموا بالغارة على بيوت الصحابة وفيها أزواجهم وأولادهمم وأموالهم فصرفهم الله عنهم في التحرير : فالمراد بـ{ الناس } : أهل مكة جرياً على مصطلح القرآن في إطلاق هذا اللفظ غالباً .وقيل : المراد كف أيدي الأعراب المشركين من بني أسد وغطفان وكانوا أحلافاً ليهود خيبر وجاءوا لنصرتهم لما حاصر المسلمون خيبر فألقى الله في قلوبهم الرعب فنكصوا . وقيل : كفّ أيدي اليهود عنكم ، أي عن أهلكم وذراريكم إذ كانوا يستطيعون أن يهجموا على المدينة في مدة غيبة معظم أهلها في الحديبية ، وهذا القول لا يناسبه إطلاق لفظ { الناس } في غالب مصطلح القرآن .<عَنْكُمْ > أي: لم ينلكم سوء مما كان أعداؤكم أضمروه لكم من المحاربة والقتال ففي في زاد المسير:قوله « عنكم » قولان .أحدهما : أنه على أصله ، قاله الأكثرون .والثاني : عن عيالكم ، قاله ابن قتيبة <وَلِتَكُونَ>أي الغنائم المعجلة أو ولتكون أي تلك الصرفة والكفة التي صرف اليهود المتآمرين عن الاعتداء على عيال الصحابة وهم غُيّب في الحديبية أو خيبر اهـ الجزائري.في التحرير : الظاهر أن الواو عاطفة وأن ما بعد الواو علة كما تقتضي لام كي فتعين أنه تعليل لشيء مما ذكر قبله في اللفظ أو عطف على تعليل سبقه . فيجوز أن يكون معطوفاً على بعض التعليلات المتقدمة من قوله : { ليزدادوا إيماناً مع إيمانهم } [ الفتح : 4 ] أو من قوله : { ليُدخل المؤمنين والمؤمنات جنات } [ الفتح : 5 ] وما بينهما اعتراضاً وهو وإن طال فقد اقتضته التنقلات المتناسبات . والمعنى أن الله أنزل السكينة في قلوب المؤمنين لمصالح لهم منها ازدياد إيمانهم واستحقاقهم الجنة وتكفير سيئاتهم واستحقاق المنافقين والمشركين العذابَ ، ولتكون السكينة آية للمؤمنين ، أي عبرة لهم واستدلالاً على لطف الله بهم وعلى أن وعده لا تأويل فيه .< آيَةً> أي أمارة وعبرة .في التحرير : ومعنى كون السكينة آيةً أنها سبب آية لأنهم لما نزلت السكينة في قلوبهم اطمأنت نفوسهم فخلصت إلى التدبر والاستدلال فبانت لها آيات الله فتأنيث ضمير الفعل لأن معاده السكينة . ويجوز أن يكون معطوفاً على تعليل محذوف يُثَار من الكلام السابق ، حذف لتذهب نفس السامع كل مذهب ممكن في تقديره توفيراً للمعنى . والتقدير : فعجّل لكم هذه لِغايات وحِكم ولتكون آية . فهو من ذكر الخاص بعد العام المقدر .فالتقدير مثلاً : ليحصل التعجيل
<53>
لكم بنفع عوضاً عما ترقبتموه من منافع قتال المشركين ، ولتكون هذه المغانم آية للمؤمنين منكم ومَن يعرِفون بها أنهم من الله بمكان عنايته وأنه مُوفٍ لهم ما وعدهم وضامن لهم نصرهم الموعود كما ضمن لهم المغانم القريبة والنصر القريب . وتلك الآية تزيد المؤمنين قوة إيمان . <لِلْمُؤْمِنِينَ> يستدلون بها على كلاءة الله وحمايته لهم في حضورهم ومغيبهم . اهـ الجزائري<وَيَهْدِيَكُمْ>أي ها المؤمنون يوفقكم ويرشدكم في التحرير : ويجوز أن يكون فعل { ويهديكم } مستعملاً في معنى الإدامة على الهدى وهو : الإيمان الحاصل لهم من قبل على حد قوله : { يا أيها الذين آمَنواْ آمِنوا } [ النساء : 136 ] على أحد تأويلين ..... الهُدَى الرَّشَاد والدَّلاَلة يُذَكَّر ويؤنَّث يقال هَدَاه اللهُ للدِينِ يَهْدِيهِ هُدًى .... الهداية دلالة بلطف..... الهدى نوعان: عام، وخاص؛ أما العام فهو الشامل لجميع الناس وهو هداية العلم، والإرشاد؛ ومثاله قوله تعالى عن القرآن: {هدًى للناس وبيّنات من الهدى والفرقان} [البقرة: 185] ، وقوله تعالى عن ثمود: {وأما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى} [فصلت: 17] ؛ وأما الخاص فهو هداية التوفيق : أي أن يوفق الله المرء للعمل بما علم؛ مثاله: قوله تعالى { هدًى للمتقين }، وقوله تعالى: {قل هو للذين آمنوا هدًى وشفاء} [فصلت: 44] <صِرَاطًا> الصراط : الطريق ويقال له : سراط فهو بالسين والصاد، وفي قراءة الصاد إبدال حيث قلبت السين صادا لتجانس الطاء في الإطباق.اهـ الجدول.قال العثيمين : الصراط ينقسم إلى قسمين: مستقيم، ومعوج؛ فما كان موافقاً للحق فهو مستقيم، كما قال الله تعالى: {وأن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه} [الأنعام: 153]؛ وما كان مخالفاً فهو معوج. <مُسْتَقِيمًا > أى : طريقا واضحا قويما ، به تصلون إلى ما تبغونه من عزة وأمان .في الجدول : (المستقيم)، اسم فاعل من استقام، فهو على وزن مضارعه بإبدال حرف المضارعة ميما مضمومة وكسر ما قبل آخره .. وفيه إعلال، أصله مستقوم- بكسر الواو- لأن مجرد فعله قام يقوم، ثم جرى فيه ما جرى في نستعين.<وَأُخْرَى>أي ومغانم أخرى هي مغانم فارس والروم.معطوف على { هذه } .أى : فعجل لكم هذه المغانم ، وعجل لكم مغانم أخرى وتختلف الأقوال فى هذه المغانم الأخرى فمنهم من يرى أنها فتح مكة ، ومنهم من يرى أنها فتح خيبر . ومنهم من يرى أنها مغانم هوزان وثقيف ، ومنهم من يرى أنها مغانم المسلمين من الفرس والروم .ويبدو لنا أن أرجح هذه الأقوال أولها ، لأنه ترتيب على هذا الصلح فى الحديبية أن فتحت مكة بعد سنتين منه ، بسبب نقض المشركين له ، وقد تم فتحا بدون قتال يذكر ، بعد أن حدث ما حدث بين المسلمين وبين مشركة مكة من قتال انتصر فيه المسلمون تارة كغزوة بدر ، وانتصر فيه المشركون أخرى كغزوة أحد . .فالمسلمون لم يقدروا على دخول مكة إلا فى عام الفتح ، وبعد أن أحاط الله - تعالى بها - بقدرته التى لا يغلبها شئ ، وبعد أن استعصت على المسلمين زمنا طويلا ، وقد سلمها - سبحانه - لهم بأقل أنواع القتال.اهـ طنطاوي<لَمْ> <تَقْدِرُوا> تستطيعوا . القدرة إذا وصف بها الإنسان فاسم لهيئة له بها يتمكن من فعل شيء ما وإذا وصف الله تعالى بها فهي نفي العجز عنهاهـ المفردات.<عَلَيْهَا > الآن، لما تتطلب من الإعداد الأقوى < قَدْ > <أَحَاطَ > قدر. في التحرير : والإحاطة بالهمز : جعل الشيء
<54>