النهى فى القرآن
نهى الله عن الربا
وضح الله أن بسبب ظلم أى كفر الذين هادوا ومنه صدهم عن سبيل الله كثيرا والمراد وردهم الناس عن دين الله دوما ومن كفرهم أخذهم الربا أى واستباحتهم أخذ الزيادة على الدين وقد نهوا عنه أى وقد زجروا عن أخذه
وفى هذا قال تعالى :
"فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات أحلت لهم وبصدهم عن سبيل الله كثيرا وأخذهم الربا وقد نهوا عنه
العودة للمنهى عنه
وضح الله أن الكفار بدا لهم ما كانوا يخفون من قبل والمراد ظهر لهم الذى كانوا يسرون من العمل فى الدنيا ووضح أنهم لو ردوا أى أعيدوا للحياة الدنيا لعادوا لما نهوا عنه والمراد لرجعوا للذى زجروا عنه وهو الكفر الذى نهاهم الله عنه
وفى هذا قال تعالى :
"بل بدا لهم ما كانوا يخفون من قبل ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه وإنهم لكاذبون "
العتو عما نهوا عنه
وضح الله أن المعتدين لما عتوا عن ما نهوا عنه والمراد لما خرجوا عن الذى زجروا عنه وهذا يعنى أنهم فعلوا ما أمروا بالبعد عنه فقال الله لهم :كونوا قردة خاسئين أى أصبحوا قردة باقين وهذا يعنى أنه حول أجسامهم لأجسام قردة طوال فترة حياتهم
وفى هذا قال تعالى :
"فلما عتوا عن ما نهوا عنه قلنا لهم كونوا قردة خاسئين"
المسلمون ينهون عن المنكر
وضح الله أن المنصورين هم الذين إن مكنهم الله فى الأرض والمراد الذين إن حكمهم الرب فى البلاد أى الذين إن استخلفهم فى البلاد أقاموا الصلاة أى أطاعوا الدين وهو الإسلام وفسرهم بأنهم أتوا الزكاة أى اتبعوا الحق وفسرهم بأنهم أمروا بالمعروف أى عملوا بالقسط وهو العدل وفسرهم بأنهم نهوا عن المنكر أى ابتعدوا عن الفساد وهو كل حكم سوى حكم الله
وفى هذا قال تعالى :
"الذين إن مكناهم فى الأرض أقاموا الصلاة وأتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر "
النهى عن النجوى
سأل الله نبيه (ص) ألم تر إلى الذين نهوا عن النجوى ثم يعودوا لما قالوا والمراد هل لم تدرى بالذين منعوا من الحديث الخافت ثم يرجعون لما منعوا منه ويتناجون بالإثم والعدوان ومعصية الرسول والمراد ويتحدثون بالباطل أى الظلم أى مخالفة حكم النبى (ص)؟والغرض من السؤال إخبار النبى (ص)أن المنافقين يتحدثون حديثا خافتا عن الإثم وهو العدوان وهو عصيان حكم النبى (ص)وهو ما حرمه الله من النجوى
وفى هذا قال تعالى :
"ألم تر إلى الذين نهوا عن النجوى ثم يعودون لما نهوا عنه "
الانتهاء عن قول ثلاثة آلهة
نادى الله أهل الكتاب لا تقولوا ثلاثة والمراد ثلاثة آلهة هم الله والمسيح(ص)ومريم (ص) وأحيانا بدلا من مريم(ص) الروح القدس وأحيانا بدلا من الله مريم(ص)ويقول لهم انتهوا أى امتنعوا عن تصديق هذا القول وقوله فهو خير لكم أى أفضل ثواب لكم
وفى هذا قال تعالى :" ولا تقولوا ثلاثة انتهوا خيرا لكم"
الانتهاء عن العدوان
طلب الله من المؤمنين أن يقاتلوا والمراد أن يحاربوا الكفار والسبب حتى لا تكون فتنة والمراد حتى لا تحدث ردة عن دين الله ويكون الدين كله لله والمراد ويصبح الحكم جميعه لله ووضح أن الكفار إن انتهوا أى تركوا الكفر وأعلنوا الإسلام والمراد تابوا فالله بما يعملون بصير والمراد فالله بالذى يفعلون خبير
وفى هذا قال تعالى :
"وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله فإن انتهوا فإن الله بما يعملون بصير "
الانتهاء عن المنهى عنه
وضح الله للمؤمنين أن ما أتاكم الرسول فخذوه والمراد وما أعطاكم النبى (ص) من مال فاقبلوا به وما نهاكم عنه فانتهوا والمراد وما منعكم من المال فامتنعوا عن أخذه
وفى هذا قال تعالى :
"وما أتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا"
الانتهاء عن العصيان :
فسر الله قوله إن انتهوا فإن الله غفور رحيم بقوله تعالى بسورة التوبة "فإن تابوا وأقاموا الصلاة وأتوا الزكاة فإخوانكم فى الدين " فانتهوا تعنى تابوا والمعنى فإن تركوا الكفر فإن الله عفو رءوف ،يبين الله للمؤمنين أن الكفار إن انتهوا أى تابوا عن كفرهم فالله غفور رحيم أى يعفو عن كفرهم السابق ويرأف بهم فيدخلهم الجنة والمعنى فإن تابوا فإن الله عفو نافع للتائبين
قال تعالى
"فإن انتهوا فإن الله غفور رحيم "
الإنتهاء عن الحرب
وضح الله للمسلمين أن الكفار المعتدين إن انتهوا أى تابوا عن الحرب فلا عدوان إلا على الظالمين والمراد لا حرب إلا مع المعتدين الذين يحاربون المسلمين والمراد وحاربوهم حتى لا تحدث ردة عن الإسلام أى يصبح الحكم لله فإن تركوا الحرب فلا حرب إلا على المقاتلين لنا
وفى هذا قال تعالى :
"فإن انتهوا فلا عدوان إلا على الظالمين "
الانتهاء خير
نادى الله الكفار إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح والمراد إن تريدوا الحرب فقد أتتكم الهزيمة وهذا تحذير لهم من العودة لحرب المؤمنين حتى لا يكون مصيرهم الهزيمة كالمرة السابقة ،وإن تنتهوا فهو خير لكم والمراد وإن تتركوا حرب المؤمنين فهو أحسن لكم وهذا يعنى أن الكفار إن يدعوا الحرب فهو أفضل لكم
وفى هذا قال تعالى :
"إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح وإن تنتهوا فهو خير لكم وإن تعودوا نعد "
من ينتهى يغفر له
طلب الله من نبيه (ص)أن يقول للذين كفروا وهم الذين كذبوا حكم الله:إن تنتهوا يغفر لكم ما قد سلف والمراد إن تتركوا الكفر أى تسلموا يترك عقاب الذى قد مضى من الذنوب وهذا يعنى أنه لا يعاقبهم على جرائمهم أيام الكفر أى الإسلام يجب ما قبله
آزر ينهى ابنه حتى لا يرجمه
وفى هذا قال تعالى :
"قل للذين كفروا إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف وإن يعودوا فقد مضت سنة الأولين "
وضح الله أن آزر رد على ابنه إبراهيم (ص)فقال أراغب أنت عن آلهتى يا إبراهيم والمراد هل أنت تارك أنت أربابى يا إبراهيم أى أممتنع أنت عن عبادة أربابى يا إبراهيم؟والغرض من السؤال هو التأكد من كفر إبراهيم (ص)بدين الأب ممثلا فى آلهته وقال لئن لم تنته لأرجمنك والمراد لئن لم ترجع لدينك القديم لأقتلنك وهذا يعنى أن الأب يخبر ابنه أنه سوف يذبحه إن لم يترك دينه الجديد ويعود لدين الأباء القديم وقال واهجرنى مليا أى واعتزلنى دائما
وفى هذا قال تعالى :
"أراغب أنت عن آلهتى يا إبراهيم لئن لم تنته لأرجمنك واهجرنى مليا "
نهى قوم نوح(ص) له
وضح الله لنوح (ص)أن الكفار قالوا لنوح(ص)لئن لم تنته والمراد لئن لم تترك قولك بعبادة الله وحده يا نوح لتكونن من المرجومين أى لتصبحن من المقتولين
وفى هذا قال تعالى :
"قالوا لئن لم تنته يا نوح لتكونن من المرجومين "
نهى قوم لوط(ص) له
وضح الله أن القوم قالوا للوط (ص)لئن لم تنته لتكونن من المخرجين والمراد لئن لم تترك دينك الجديد لتصبحن من المطرودين وهذا يعنى أنهم يهددونه بالطرد من البلد إن لم يدع دين الله فقال لهم :إنى لعملكم من القالين أى إنى لفعلكم من الباغضين وهذا يعنى أنه سيستمر فى إسلامه لأنه أعلن لهم كراهيته لفعلهم الفاحش
وفى هذا قال تعالى :
"قالوا لئن لم تنته يا لوط لتكونن من المخرجين "
نهى القوم الرسل الثلاثة
وضح الله أن الناس قالوا للرسل(ص)إنا تطيرنا بكم أى إنا تشاءمنا والمراد إنا تضررنا بسبب وجودكم معنا ،لئن لن تنتهوا لنرجمنكم أى لئن لم تتركوا دينكم لنقتلنكم وفسروا هذا بقولهم ليمسنكم منا عذاب أليم أى ليصيبنكم منا عقاب شديد
قال تعالى
"قالوا إنا تطيرنا بكم لئن لم تنتهوا لنرجمنكم وليمسنكم منا عذاب أليم "
الكفر بعدم الانتهاء عن الذنب
وضح الله أن الذين قالوا:إن الله ثالث ثلاثة والمراد أن الله هو أحد الآلهة الثلاثة الله وعيسى(ص)والروح القدس وفى قول مريم(ص) بدلا من الروح القدس قد كفروا أى كذبوا فى قولهم ووضح أن ما من إله إلا إله واحد والمراد لا يوجد سوى رب واحد هو الله ووضح أن النصارى إن لم ينتهوا أى يمتنعوا عما أى عن الذى يقولون أى يفترون على الله فسوف يمس الذين كفروا منهم عذاب أليم فكفروا تعنى كذبوا بآياتنا والمراد أنهم سوف يصيبهم العقاب الشديد
وفى هذا قال تعالى :
"لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة وما من إله إلا إله واحد وإن لم ينتهوا عما يقولون ليمسن الذين كفروا منهم عذاب أليم "
نهى الأحبار لليهود
وضح الله أن كل من هو ربانى أى من أهل الرب وهو دين الله وفسرهم بأنهم الأحبار وهم العلماء بدين الله ينهى أى يزجر القوم عن قولهم الإثم وهو حديثهم الباطل وأكلهم السحت والمراد وعملهم الباطل
وفى هذا قال تعالى :
"لولا ينهاهم الربانيون والأحبار عن قولهم الإثم وأكلهم السحت "
نهى النبى(ص) عن المنكر
وضح الله أنه قال لموسى(ص)أن المكتوب لهم رحمة الله هم الذين يتبعون الرسول النبى الأمى والمراد الذين يطيعون حكم المبعوث المختار المكى وسماه أمى نسبة لأم القرى وهى مكة الذين يجدونه مكتوبا عندهم والمراد الذين يلقونه مذكورا لديهم فى التوراة والإنجيل وهذا يعنى أن محمد(ص)مذكور بالتوراة والإنجيل ذكرا واضحا لا لبس فيه وهو يأمرهم بالمعروف والمراد يطالبهم بالعدل مصداق لقوله بسورة النحل"ومن يأمر بالعدل"وفسر الله هذا فى آيتنا بأنه يحل لهم الطيبات والمراد يبيح لهم الأعمال الحسنات وينهاهم عن المنكر أى يزجرهم عن الظلم وهو السوء وهو الفساد
وفى هذا قال تعالى :
"الذين يتبعون الرسول النبى الأمى الذين يجدونه مكتوبا عندهم فى التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر "
عدم النهى عن الذين لم يقاتلوكم فى الدين
وضح الله للمؤمنين أنه لا ينهاهم عن أن يبروا والمراد لا يمنعهم عن أن يحسنوا وفسر هذا بأنه يقسطوا أى يتعاملوا بالعدل مع الذين لم يقاتلوهم فى الدين وهم الذين لم يحاربوهم بسبب الإسلام ولم يخرجوهم من ديارهم وهم الذين لم يطردوهم من مساكنهم
وفى هذا قال تعالى :
" لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم فى الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم "
النهى عن المقاتلين فى الدين
وضح الله للمؤمنين أنه ينهاهم أن يتولوا والمراد أنه يحرم عليهم أن يناصروا من قاتلوكم فى الدين أى حاربوكم بسبب الإسلام والمراد حاربوكم حتى تتخلوا عن الإسلام وأخرجوكم من دياركم أى وطردوكم من بيوتكم وظاهروا على إخراجكم والمراد وساعدوا الطاردين على طردكم وهذا يعنى أن من يفعل الثلاثة أفعال أو بعضهم وهو قتال المسلمين وطردهم من بيوتهم أو مساعدة الطاردين على الطرد هو عدو لا يجب مناصرته
وفى هذا قال تعالى :
"إنما ينهاكم عن الذين قاتلوكم فى الدين وأخرجوكم من دياركم وظاهروا على إخراجكم أن تولوهم "
نهى النفس عن الهوى
وضح الله لنا أن من خاف مقام ربه والمراد من خشى عذاب خالقه فأطاع حكمه وفسر هذا بأنه نهى النفس عن الهوى والمراد زجر النفس عن الكفر وهو طاعة شهوته ومن ثم فالجنة وهى الحديقة هى المأوى أى المسكن الدائم لهم
وفى هذا قال تعالى :
وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هى المأوى "
نهى الرب الأبوين
وضح الله للناس أن الشيطان وهو شهوة النفس والسبب أن تبدى لهما ما ورى عنهما من سوءاتهما والمراد أن تكشف لهما الذى خفى عنهما من عوراتهما فقالت لهما الشهوة:ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة والمراد ما منعكما إلهكما عن أكل ثمر هذه الشجرة إلا أن تكونا ملكين والمراد حتى لا تصبحا من الملوك وفسر لهما هذا بأن يكونا من الخالدين أى الباقين لا يموتون أى لا يبلون وهذا يعنى أنها أطمعت الأبوين فى أمر محبب للنفس وهو الملك أى البقاء دون موت
وفى هذا قال تعالى :
"فوسوس لهما الشيطان ليبدى ما ورى عنهما من سوءاتهما وقال ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة إلا أن تكونا ملكين أو تكونا من الخالدين "
ما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم
وضح الله أن شعيب (ص)قال لهم يا قوم أى يا شعبى إن كنت على بينة من ربى والمراد إن كنت على علم من عند خالقى وفسر هذا بقوله ورزقنى منه رزقا حسنا أى وأعطانى منه رحمة أى دين عظيم وهذا يعنى أنه على دين منزل من الله لا يمكن أن يتركه
وفى هذا قال تعالى :
"قال يا قوم إن كنت على بينة من ربى ورزقنى منه رزقا حسنا وما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه "
ألم أنهكما عن تلكما الشجرة؟
وضح الله للناس أن الشيطان وهو شهوة النفس قاسمهما أى حلفت لهما على الأتى :إنى لكما من الناصحين أى المخلصين وهذه يعنى أن الشهوة بعد أن أطمعت الأبوين فى الخلود وهو الملك أرادت أن تزيد درجة الإطماع فأقسمت بالله على أنها ناصحة مخلصة فكانت النتيجة أن دلاهما بغرور والمراد أوقعهما بخداع وقد استجاب الأبوين فذاقا الشجرة أى فأكلا منه وكانت النتيجة أن بدت لهما سواءتهما أى ظهرت للأبوين عوراتهما المغطاة فطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة والمراد فاستمرا يقطعان ويرميان عليهما من أوراق شجر الجنة وهى الحديقة حتى يغطيا العورات فناداهما ربهما والمراد فأوحى لهما الله:ألم أنهكما عن تلكما الشجرة والمراد ألم أمنع عليكم الأكل من ثمار هذه الشجرة وأقل لكما أن الشيطان وهو الشهوة عدو مبين أى كاره ظاهر ؟والغرض من السؤال تذكير الأبوين بارتكابهما للجريمة وهى العصيان للأمر الإلهى
الصلاة تنهى عن الفحشاء
وفى هذا قال تعالى :
"وناداهما ربهما ألم أنهكما عن تلكما الشجرة وأقل لكما أن الشيطان لكما عدو مبين"
وفى هذا قال تعالى :بسورة العنكبوت
"إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر "وضح الله أن الصلاة وهى الدين أى الإسلام تنهى عن الفحشاء أى المنكر والمراد يحرم الكفر أى الظلم
أتنهانا أن نعبد ما يعبد آباؤنا
وضح الله أن الكفار قالوا :يا صالح قد كنت مرجوا فينا قبل هذا والمراد يا صالح قد كنت عظيم الشأن بيننا قبل دعوتك هذه وهذا يعنى أنه كان بينهم عاقلا يحترمون رأيه،أتنهانا أن نعبد ما يعبد أباؤنا والمراد هل تزجرنا أن نطيع الذى يطيع أباؤنا ؟والغرض من السؤال هو إخبار صالح(ص)أنهم لن يتركوا دين الأباء
وفى هذا قال تعالى :
"قالوا يا صالح قد كنت مرجوا فينا قبل هذا أتنهانا أن نعبد ما يعبد آباؤنا"
خير أمة تنهى عن المنكر
وضح الله للمؤمنين أنهم خير أمة أخرجت للناس والمراد أنهم أفضل جماعة أرسلت لدعوة الخلق للحق وهم يأمرون بالمعروف أى يعملون بالحق وينهون عن المنكر والمراد ويبعدون عن عمل الباطل
وفى هذا قال تعالى :
"كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر "
أو لم ننهك عن العالمين ؟
وضح الله أن أهل المدينة وهم رجال البلدة لما علموا بوجود رجال فى بيت لوط(ص)جاءوا يستبشرون والمراد أتوا يستمتعون بهم فخرج لهم لوط(ص)وقال إن هؤلاء ضيفى أى زوارى فلا تفضحون أى فلا تذلون وقال واتقوا الله أى وأطيعوا حكم الله ولا تخزون أى ولا تهينون قالوا له أو لم ننهك عن العالمين أى هل لم نمنعك عن ضيافة الناس؟ فقال لهم لوط(ص)هؤلاء بناتى إن كنتم فاعلين أى راغبين فى النيك والمراد تزوجوا بناتى إن كنتم تريدون قضاء شهواتكم
وفى هذا قال تعالى :
"وجاء أهل المدينة يستبشرون قال إن هؤلاء ضيفى فلا تفضحون واتقوا الله ولا تخزون قالوا أو لم ننهك عن العالمين قال هؤلاء بناتى إن كنتم فاعلين "
الله ينهى عن الفحشاء
وضح الله للمؤمنين أن الله يأمر بالعدل والمراد يوصى بالقسط وفسره بأنه الإحسان وفسره بأنه إيتاء ذى القربى أى إعطاء صاحب الحق حقه وهو ينهى أى يزجر عن الفحشاء وفسرها بأنها المنكر وفسرها بأنها البغى وهو دعوة أى عبادة غير الله
وفى هذا قال تعالى :
" إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذى القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغى"
نهى العبد عن الصلاة
سأل الله نبيه (ص)أرأيت الذى ينهى عبدا إذا صلى والمراد أعرفت بالذى يمنع إنسانا إذا أسلم؟وسأل أرأيت إن كان على الهدى أو أمر بالتقوى والمراد أعرفت إن كان على الحق أى عمل بالحق؟وسأل أرأيت إن كذب وتولى أى أعرفت إن كفر أى خالف الحق ؟وسأل ألم يعلم بأن الله يرى والمراد ألم يعرف أن الله يعرف كل شىء؟
وفى هذا قال تعالى :
"أرأيت الذى ينهى عبدا إذا صلى أرأيت إن كان على الهدى أو أمر بالتقوى أرأيت إن كذب وتولى ألم يعلم بأن الله يرى"
نجاة من ينهون عن الفساد
وضح الله أن المعتدين لما نسوا ما ذكروا به والمراد لما تركوا طاعة الذى أمروا به من ترك الصيد فى السبت أنجى الله الذين ينهون عن السوء والمراد أنقذ الله الذين يبتعدون عن الكفر وهو مخالفة الله
وفى هذا قال تعالى :
"فلما نسوا ما ذكروا به أنجينا الذين ينهون عن السوء "
النهى عن المعروف
وضح الله للمؤمنين أن المنافقين والمنافقات بعضهم من بعض والمراد أن المترددين والمترددات بين الإسلام والكفر بعضهم أنصار أى أولياء بعض يأمرون بالمنكر والمراد يعملون بالشر وهو الباطل وفسره هذا بأنهم ينهون عن المعروف والمراد يبتعدون عن عمل العدل وهو الخير أى الحق
وفى هذا قال تعالى :
"المنافقون والمنافقات بعضهم من بعض يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف "
المؤمنون والمؤمنات ينهون عن المنكر
وضح الله أن المؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض والمراد أن المصدقون والمصدقات بحكم الله بعضهم أنصار بعض يدافعون عن بعضهم يأمرون بالمعرف أى يعملون بالقسط وهو العدل وفسر هذا بأنهم ينهون عن المنكر والمراد يبتعدون عن الشر وهو السوء
وفى هذا قال تعالى :
"والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر "
البقية ينهون عن الفساد فى الأرض
وضح الله للمؤمنين أن لولا كان من القرون وهم الأقوام التى سبقتهم فى الزمان أولوا بقية والمراد أصحاب عقول يفعلون التالى ينهون عن الفساد فى الأرض والمراد يبعدون عن السوء وهو المنكر فى البلاد وكان عدد الزاجرين عن المنكر قليل من المؤمنين الذين أنجاهم الله أى أنقذهم الله من العقاب
وفى هذا قال تعالى :
"فلو لا كان من القرون من قبلكم أولوا بقية ينهون عن الفساد فى الأرض إلا قليلا ممن أنجينا منهم "
الأمة الناهية عن المنكر
" طلب الله من المؤمنين أن يكونوا أمة والمراد يشكلوا فريق منهم تكون مهمته هى أن يدعو إلى الخير والمراد أن يرغب فى الإسلام وفسر الله مهمة الفريق بأنهم يأمرون بالمعروف أى يطالبون الآخرين بعمل الصالحات وينهون عن المنكر والمراد ويزجرون الآخرين عن الشر والمراد يطلبون من الناس البعد عن الجرائم
وفى هذا قال تعالى :
"ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر"
النهى عن المنكر
وضح الله للمؤمنين أن الأمة القائمة من أهل الكتاب يؤمنون بالله أى يصدقون بوحى الله واليوم الأخر والمراد ويصدقون بيوم القيامة ويأمرون بالمعروف والمراد يعملون بالعدل وفسره بأنهم ينهون عن المنكر والمراد يبعدون عن عمل الظلم وهو الباطل وفسر هذا بأنهم يسارعون إلى الخيرات والمراد يتسابقون إلى عمل الصالحات ووضح الله أن الأمة القائمة من الصالحين أى المحسنين الذين يستحقون دخول الجنة
وفى هذا قال تعالى :
"يؤمنون بالله واليوم الأخر ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويسارعون فى الخيرات وأولئك من الصالحين"
النهى عن القرآن
وضح الله لنبيه (ص)أن الكفار ينهون عنه والمراد يبتعدون عن المعروف وهو حكم القرآن وفسر هذا بأنهم ينؤون عنه أى يعرضون عن تصديق القرآن
وفى هذا قال تعالى :
"وهم ينهون عنه وينؤون عنه "
انه عن المنكر
وضح الله أن لقمان(ص)قال لولده :يا بنى أى يا ولدى أقم الصلاة أى أطع الدين وفسر هذا بقوله أمر بالمعروف أى اعمل بالقسط وفسر هذا بقوله انه عن المنكر أى ابتعد عن طاعة السوء
وفى هذا قال تعالى :
"يا بنى أقم الصلاة وأمر بالمعروف وانه عن المنكر "
النهى عن دعوة غير الله
طلب الله من نبيه (ص)أن يقول للناس إنى نهيت أن أعبد الذين تدعون من دون الله والمراد إنى منعت أن أتبع حكم الذين تتبعون أحكامه من سوى الله لما جاءنى من البينات والمراد والسبب المانع هو الذى أتانى من الأحكام من ربى وهو إلهى
قال تعالى
"قل إنى نهيت أن أعبد الذين تدعون من دون الله لما جاءنى البينات من ربى "
النهى عن عبادة غير الله
طلب الله من نبيه(ص)أن يقول للناس :إنى نهيت أن أعبد الذين تدعون من دون الله والمراد إنى منعت أن اتبع الذين تعبدون من سوى الله وهذا يعنى أن الله حرم عليه طاعة دين غير دين الله
وفى هذا قال تعالى :
"قل إنى نهيت أن أعبد الذين تدعون من دون الله "
المنتهى بعد الموعظة
وضح الله لنا أن من جاءه موعظة من ربه والمراد من أتاه حكم الله فى الربا من إلهه فانتهى أى فامتنع عن أخذ الزيادة على الدين فله ما سلف والمراد فملكه الذى مضى من المال الذى أخذه قبل تحريم الربا وأمره إلى الله والمراد وحسابه على الله وهو غفرانه لما كان قبل التحريم
وفى هذا قال تعالى :
" فمن جاءه موعظة من ربه فانتهى فله ما سلف وأمره إلى الله "
الناهون عن المنكر
وضح الله أن المؤمنين هم التائبون وهم العائدون للإسلام كلما أذنبوا وهم العابدون أى المطيعون لحكم الله الحامدون أى المطيعون حكم الله السائحون وهم المتبعون حكم الله الراكعون وهم المطيعون حكم الله الساجدون وهم المطيعون حكم الله الآمرون بالمعروف وهم العاملون بالإسلام الناهون عن المنكر وهم المبتعدون عن طاعة الباطل
وفى هذا قال تعالى :
"التائبون العابدون الحامدون السائحون الراكعون الساجدون الآمرون بالمعروف الناهون عن المنكر "
آيات لأولى النهى
وضح الله أن الرسولين(ص)قالا لفرعون: الذى جعل لكم الأرض مهدا والمراد الذى خلق لكم الأرض بساطا أى فراشا وسلك لكم فيها سبلا والمراد وخلق لكم فيها طرقا للسير وأنزل من السماء ماء والمراد وأسقط من السحاب مطرا فأخرجنا به أزواجا من نبات شتى أى فأنبتنا بالماء أفرادا من أنواع مختلفة كلوا أى اطعموا من هذه الأنواع وارعوا أنعامكم أى وأطعموا أى قدموا الأكل لأنعامكم إن فى ذلك لآيات لأولى النهى والمراد إن فى ذلك لعبر لأصحاب الأبصار وهم أصحاب العقول
وفى هذا قال تعالى :
"الذى جعل لكم الأرض مهدا وسلك لكم فيها سبلا وأنزل من السماء ماء فأخرجنا به أزواجا من نبات شتى كلوا وارعوا أنعامكم إن فى ذلك لآيات لأولى النهى"
إهلاك الكفار آيات لأولى النهى
سأل الله أفلم يهد لهم والمراد هل لم يتضح للناس كم أهلكنا أى دمرنا قبلهم من القرون وهم الأقوام يمشون فى مساكنهم أى يسيرون فى بلادهم ؟ووضح أن فى ذلك وهو عقاب الأقوام السابقة آيات لأولى النهى أى براهين أى عبر لأصحاب العقول وهى الأبصار
وفى هذا قال تعالى :
"أفلم يهد لهم كم أهلكنا قبلهم من القرون يمشون فى مساكنهم إن فى ذلك لآيات لأولى النهى "
سدرة المنتهى
وضح الله للناس أن محمد(ص)رآه نزلة أخرى والمراد أن محمد(ص)شاهد جبريل(ص)مرة ثانية عند سدرة المنتهى والمراد لدى سور الجنة وهو المكان الذى توجد فيه أسوار الجنة فى السموات التى عندها جنة المأوى والمراد التى بعدها أى بعد الأسوار حديقة المقام
وفى هذا قال تعالى :
"ولقد رءاه نزلة أخرى عند سدرة المنتهى عندها جنة المأوى "
المنتهى إلى الله
وضح الله أن إلى ربك المنتهى والمراد إن إلى جزاء الرب الوصول أى الرجعى فى القيامة
وفى هذا قال تعالى :
" وأن إلى ربك المنتهى "
منتهى الساعة لله
وضح الله لنبيه (ص)أن الكفار يسألونه أى يستفهمون منه عن الساعة وهى القيامة فيقولون إيان مرساها والمراد متى وقت وقوعها ويقول الله له فيم أنت من ذكراها والمراد فيما أنت من علمها؟ووضح أن إلى ربك منتهاها والمراد إن إلى خالقك علمها وهذا يعنى أن "علمها عند الله "وحده كما قال بسورة الأحزاب فالله وحده يعرف موعد حدوثها
وفى هذا قال تعالى :
"يسألونك عن الساعة أيان مرساها فيم أنت من ذكراها إلى ربك منتهاها "
هل أنتم منتهون؟
وضح الله للمؤمنين أن الشيطان وهو الشهوة فى نفس الإنسان أى الكافر تريد أن توقع العداوة أى البغضاء بينهم والمراد تحب أن تصنع بينهم الكراهية وهى المقت فى الخمر والميسر وأيضا تصدهم عن ذكر الله والمراد وتبعدهم عن طاعة آيات الله وفسر الله الذكر بأنه الصلاة وهى الدين فشارب الخمر أو لاعب الميسر منشغلين عن الطاعة وسألهم الله فهل أنتم منتهون أى فهل أنتم مبتعدون عنهم ؟والغرض من السؤال إخبارنا بوجوب تجنب شرب الخمر ولعب الميسر
وفى هذا قال تعالى :
"إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء فى الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون"