العودة   شبكة صدفة > المنتديات العامة > ابحاث علميه و دراسات

ابحاث علميه و دراسات Research , analysis, funding and data for the academic research and policy community , ابحاث , مواضيع للطلبة والطالبات،أبحاث عامة ،بحوث تربوية جاهزة ،مكتبة دراسية، مناهج تعليم متوسط ثانوي ابتدائي ، أبحاث طبية ،اختبارات، مواد دراسيه , عروض بوربوينت

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 12-21-2009, 01:51 PM رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: الزواحف البرية

ملك الأفاعي

قد لا تتعرفوا على هذا الثعبان بمجرد النظر إليه، ولكن عندما أخبركم عن اسمه لا بد أن يتذكره الكثيرون منكم. إنه ملك الأفاعي. وهو لا يحمل هذا اللقب لأنه أكبر من غيره، كلا، فهناك العديد من الثعابين التي هي أكبر منه، ومنها البوا والعاصرة والإنيكوندا، إلى جانب الكثير من الثعابين الأخرى التي تفوقه حجما. ولكنه يحمل هذا اللقب لأنه أقوى من الأفاعي الأخرى. كما أنه لا يحمل هذا اللقب لأنه أقوى من الثعابين الأخرى، فهناك الكثير من الثعابين التي تفوقه قوة. كما أنه لا يحمل هذا اللقب، لأنه الأشد ذكاء من باقي الثعابين، كلا، والحقيقة أن الثعابين لا تتميز بالذكاء. بل هي كائنات تسير في حياتها روتينيا ولا تغير كثيرا في نمط حياتها. أي أنه لا يحمل اللقب لأنه أكثر ذكاء من غيره، بل يحمل اسمه لأنه يأكل الثعابين الأخرى. مع أنه لا يتغذى على أكل الثعابين وحدها، بل يأكل العديد من الحيوانات الصغيرة الأخرى التي يمكنه حجمها من ابتلاعها. فهو يأكل الجرذان والفئران والسحالي، حتى أنها تأكل العصافير وبيض العصافير، ولن توفر بيص السلحفاة عندما تعثر عليه. ولكنها تفضل أن تأكل الثعابين.

ولكنه لا يتغذى على نوع بسيط من صغار الثعابين كحية الحلقات التي تعيش في الحدائق أو ما شابه ذلك، هل سبق أن رأيت حلقة الحلقات، إنها صغيرة جدا بحجم القلم. وهي سوداء لامعة يحيط بعنقها قلم مذهب صغير، فتبدو وكأنها ترتدي عقد صغير.
المهم أن ملكة الثعابين تتغذى على تلك الحية الصغيرة، ولكنها ليست الوحيدة التي تأكل، على الإطلاق، فهي تتغذى حتى على الثعابين السامة. يمكن أن تأكل الثعبان المرجاني وذو الرأس النحاسي، حتى أنها قد تأكل الحية المجلجلة.
أما الطريقة التي تصطاد فيها الحية المجلجلة هي التالية: يجب أن نعلم بأنها لا تطارد الحية المجلجلة في كل مكان، بل تنتظر حتى تصبح كل منهما قريبة من الأخرى، وما أن تقترب منها حتى تنقض فجأة وتضع رأس المجلجلة في فمها، فتمنعها بهذه الطريقة عن لسعها، وبعدها تلف جسمها على جسم المجلجلة وتعصرها حتى لا تتنفس، وعندما تتأكد من سكونها تبتلع ما تبقى من الحية.
إنها طريقة فعالة لاصطياد الثعابين وجعلها غذاء له. أي أن ملكة الثعابين تستطيع أن تقتل المجلجلة، ولكن قد يتساءل البعض عما سيجري إذا ما أصابه الارتباك؟ ماذا سيجري إذا تردد قليلا؟ ماذا سيجري إذا أمسك المجلجلة من ذيلها بدل رأسها؟ ما سيجري هو أن المجلجلة لن تتأخر في لسعه، وبحقن فيه بعض السم. ماذا سيصيب ملكة الثعابين حينها؟ حسنا، لن يصيبها مكروه، لن يقتلها ولن يؤذها ولن تشعر بالمرض. أما السبب في ذلك فهو أن ملكة الثعابين تتمتع بمناعة ضد سم المجلجلة. أعني بالمناعة أن السم الذي لدى المجلجلة لا يؤثر بها.
فعلى سبيل المثال، إذا ارتديت سترة واقية من الرصاص، ستتمتع بالمناعة ضدها، لا يمكنها أن تعبر السترة وتؤذيك.
إذا تلقيت لقاحا ضد الشلل، ستتمتع بالمناعة ضده، لا يمكن أن يصيبك بالمرض. وإذا حقنت الكلب بلقاح لداء الكلب وعضه حيوان مصاب بالمرض، لن يتأثر به، وهذا ما ينطبق على ملكة الأفاعي فهي تتمتع بمناعة ضد سم المجلجلة.
ولكن ماذا إن تعرض للسعات الثعابين الأخرى هنا في أمريكا مثل المرجانية؟ لديه مناعة أيضا، وماذا عن ذو الرأس النحاسي؟ لديه مناعة، وماذا إن لسعته حية الماء؟ لديه مناعة ضدها أيضا. وماذا إن لسعته الكوبرا؟ سيموت فورا. بلا شك لأن هذا الثعبان لا يتمتع بالمناعة ضد الثعابين التي تعيش في أراض بعيدة عن المنطقة التي يسكنها. أي أنه إذا ما تعرض للسعات الكوبرا أو حية النمر أو ثعابين أخرى من آسيا وأفريقيا وأستراليا، حيث لا تسكن ملكة الثعابين، سيموت على الفور.
أي أن هذا الثعبان يتمتع بمناعة ضد الثعابين التي تسكن هنا في الولايات المتحدة الأمريكية، وليس ضد الثعابين التي تسكن في مناطق أخرى.
والآن، بما أنه يتمتع بمناعة ضد جميع السموم الأمريكية، قد يتساءل المرء، لماذا يكترث للامساك برأس المجلجلة والإبقاء على فمها مقفلا؟ خصوصا وأنها إذا لسعته، لن يؤذه سمها. السبب الرئيسي الذي يجعله يبقي على فمها مقفلا، هو خوفه فقط من أنيابها، فللمجلجلة أنياب طويلة وحادة، حتى أن طول هذه الأنياب في الثعابين الكبيرة قد يصل إلى إنش كامل. ما يعني أنه إذا لسعته المجلجلة، ستغوص أنيابها كالإبرة إنشا كاملا في جسمها. والملكة لا تحب ذلك ولا أنت أيضا ولا أي ثعبان على الإطلاق. والحقيقة أنها إذا لسعت في مكان حساس، كأن تلسع في القلب مثلا، من المحتمل أن يسبب ذلك بموتها. أو أن تلسع في الرأس، حيث تغوص الأنياب مباشرة في الدماغ، سيكفي ذلك لقتلها بقوة الأنياب فقط دون الحاجة للسم هنا.
أي أنه يصر على الإمساك برأس المجلجلة لأنه لا يريدها أن تلسعه، فقد تقضي عليه.
أي أن ملكة الثعابين تتمتع بمناعة ضد جميع الثعابين في الولايات المتحدة، ولا يمكن لأي ثعبان أو حيوان بحجمها أو أصغر منها أن يسبب لها الأذى أو الضرر، على الإطلاق، لأن هذه الحيوانات لا تعتبر عدوة لها، بل هي غذاء لها. باستثناء حالة واحدة. هل يمكن أن تعرف ما هو الحيوان الذي يتغلب عليها رغم أنه من الحجم نفسه تقريبا؟ إنها ملكة الثعابين!
إنها الحقيقة فالثعابين تأكل بعضها البعض، تأكل بعضها، فعلا، حتى أنها تأكل عائلتها. إذا زارتها أمها في الصباح، قد تأكلها على الإفطار، وإذا زارها والدها ظهرا، تأكله على الغداء، وقد تأكل الأجداد على العشاء، وتفكر بأقاربها للحلويات. أي أنها تأكل أقاربها.
ولكن هذا الثعبان لا يمكن أن يأكل حية أكبر منه، فإذا كان طوله لا يتعدى المتر الواحد لا يمكن أن يأكل ثعبانا طوله متران. كلا، أما الثعابين التي من حجمه أو أصغر منه، فلا بد أن تصبح غذاء له.
=-=-=-=-=
جئتكم الآن بهذه السحلية الكبيرة كي ترونها، وهي تعرف بـ سكينك جزيرة سلومون العملاق. انتبه لما أقوله، السكينك هو العملاق، وليست الجزيرة. قد لا يبدو لك عملاقا، كلا، ولكن إذا أخذت حجم السحالي العادية بالاعتبار، فهو من السحالي العملاقة مقارنة بها.
لدينا أنواع من السكينك هنا في أمريكا، وإذا أردت العثور عليه هنا، من المحتمل أن تجده تحت شيء ما، فهو يحب العيش تحت لحى الشجر، وتحت أساسات المنازل القديمة، وتحت أكوام الخشب والركام، وتحت أوراق الشجر وأشياء مشابهه. أما هذه النوع من السكينك العملاق فيختلف قليلا عن السكينك الأمريكي، الذي هو أصغر حجما، ولا يتعدى طوله الثمانية إنشات، أما هذا العملاق فقد يصل طوله إلى أكثر من قدمين. أنه سحلية عملاقة فعلا.
الفارق الآخر بينهما، هو أن السكيك الأمريكي يأكل اللحوم، فعلا فهو يحب الديدان والحشرات حتى أنه يفضل طعم العنكبوت، فهو يعتبر طعمه لذيذا، أما العملاق فيجده كريها، لأنه يفضل النباتات ولا يمكن أن يأكل هذه الأشياء. فهو يعيش على الفاكهة والخضار وأوراق الشجر وما شابه ذلك.
إذا أردت العثور على هذا العملاق عليك الذهاب إلى جنوب المحيط الهادئ، إلى مجموعة جزر يسمونها جزر سلمون، وحتى إذا وصلت إلى هناك، من المحتمل ألا تجد ايا منها، أما السبب في ذلك فهو أن هذه الحيوانات لا تتنقل علنا على الأرض، ولا يمكن أن تدخل الفنادق التي تقيم أنت فيها، بل تمضي غالبية أوقاتها في أعالي القمم، تتسلق رؤوس الشجر.
ولكن العيش فوق الأشجار يأتي ببعض المشاكل، وهو أن هناك بعض الحيوانات التي تسكن هناك، وهي تعتقد أن لهذه السحلية طعم شهي، لهذا يريدون التهامها على الغداء. إذا كيف تتخلص من أعدائها؟ هل تعتقد أنها تتقن القتال؟ كلا، هذه السحالي مسالمة جدا، وكلما فكرتن في القتال، يأكلونها فورا. لن تفلح في ذلك. هل تعتقد أنها ستلجأ إلى الفرار؟ كلا، فهي بطيئة جدا، كلما حاولت الفرار، يلتهمونها أيضا. حسنا، هل تعتقد أنها ستختبئ؟ أتمنى ذلك، فإن لم تختبئ، سيأكلونها أيضا. من حسن حظه أنه يتقن التخفي جيدا، أما السبب في إتقانه ذلك، فهو شكل جلد الخارجي. قد تلاحظ بأن لونه أخضر معتدل، أي أنه شبيه جدا بملابس التمويه العسكرية، والحقيقة أن ملابس التمويه التي يستعملها الجنود، تساعدهم على الاختباء في الأدغال، دون أن يراهم الأعداء.
أما هذه الحيوان فلا يحتاج إلى الملابس، لأنه مموه بالكامل، فلديه جلد يمكنه من التخفي. فإذا ما شاهد حيوان يتسلق الشجر مثل ملكة الثعابين، يلجأ إلى ما بين أوراق الشجر ليجلس هناك بهدوء، فيتابع الثعبان مسيرته، دون أن يتمكن من رؤيته هناك.
قد يكون جالسا هناك بين أوراق الشجر حين تبدو في الأفق نسور وعقبان وطيور جارحة أخرى تحوم حول تلك الشجرة، دون أن تراه بين تلك الأوراق، على الإطلاق، أي أنه يتقن الاختباء جيدا بين الأشجار. ولكن هناك مشكلة أخرى يمكن أن تواجه فوق الأشجار، هو احتمال سقوطه، فعلا ولكن لحسن حظه أنه من أبطال العالم في تسلق الشجر، أما سبب البطولة فهو هنا، يمكن أن ننظر أولا إلى أقدامه، حيث ترى أصابع طويلة وقوية جدا، وهو يستخدمها كما نستعمل أصابنا تماما، وذلك كي يمسك بها ويتمسك بثبات، أما في نهاية كل إصبع فلديه مخلب صلب، يفيده في غرسها عميقا في الخشب ولحى الشجر، كما يغرسها الأن في يدي، إنها الحقيقة، وهكذا، فحتى لو كانت الرياح عاتية، والعواصف تضرب من الجنوب والشمال، لا يمكن أن يسقط أبدا، على الإطلاق، حتى أنه الآن يمسك بي بشدة، لدرجة أني لا أحتاج لإمساك به. يدي مفتوحة بالكامل، ومع ذلك لا أستطيع التخلص منه، حتى لو حاولت ذلك، فهو يتمتع بقدر على الإمساك ومخالب حادة جدا، وهذا ما يجعله بطل عالمي في تسلق الأشجار.
لا شك أن بعضكم يتقن تسلق الأشجار، وتعرفون أن أفضل المتسلقين على الإطلاق مثل هذه السكينك، يمكن أن يسقط على الأرض يوما أليس كذلك؟ طبعا، ألم يسبق لأحدكم أن كان على الشجرة يوما، حين داس على غصن واحد كان ضعيف جدا، وتحطم؟
تعرف ما أعنيه، عندما يتسلق المرء بسهولة وهو يستمتع، فجأة يتحطم أحد الأغصان تحته، فيسقط أرضا ويكاد يحطم قدمه أو ساعده أو حتى رأسه، إنها تجربة مؤلمة، وهذا ما قد يحدث له أيضا.
ولكنه يعرف السبل المناسبة يقي نفسه من الحوادث فوق الشجر، بالطريقة نفسها التي تتفادى فيها أنت التعرض للحوادث في السيارة. ماذا تفعل عند ركوب السيارة؟ تربط حزام الأمان طبعا أليس كذلك؟ بلا شك، وهذا ما يفعله أيضا، والحقيقة أنه لا ينسى استعماله أيدا، وهو يسميه الذيل. فإذا كان يمشي قفوق أغصان الشجر، ووجد نفسه فوق غصن ضعيف، تحطم فجأة، دون عناء، لأنه يمسك بغصن آخر في حزام الأمان لديه، ويتأرجح قليلا لأنه يعتبر ذلك مجرد لهوا يحب الاستمتاع به، ثم يعاود التسلق إلى ما كان عليه.
يمكن أن ترى بأنه حيوان يستطيع التأقلم بسهوله، على العيش فوق أعالي الشجر في جزر سلومون.
كثيرا ما أتلقى السؤال نفسه عدة مرات من الناس، وهم يستفسرون، كيف أتمكن من الإمساك به؟ دعني أخبرك شيئا. قد يفكر البعض أني أرى واحدا فوق شجرة فأتسلقها وأمسك بالسحلية لأضعها في الحقيبة وأنزل عن الشجرة بعد أن أحصل لنفسي على سكينك عملاق. ولكن المسألة لا تسير على هذا النحو، دعني أخبرك بما قد يجري هنا.
لنفترض أنك رأيت سكينك فوق شجرة، وقررت التسلق للحصول عليه، فتبدأ على الفور بتسلق الشجرة، حتى تكاد تصل إليه، فتمد أصابعك نحوه، وتوشك أن تلمس بذيله، أتعرف ما سيفعله؟ سوف يقفز، ويمسك بأوراق الشجرة المجاورة، ثم يستدير نحوك، ويلقي عليك التحية. فعلا، وقد تشعر بالمهانة، حين تجد نفسك في أعلى الشجرة تقول في نفسك أن هذا السكنيك تصرف بذكاء أكثر منك. فتنزل عن الشجرة وتتجه نحو الشجرة المجاورة، وتبدأ بالتسلق مرة أخرى، وما أن تقترب منه، فتمد إليه أصابعك، حتى تكاد تلامسه، فماذا سيفعل؟ سيقفز عن الغصن، ويتمسك بأوراق الشجرة الأولى، ثم يستدير نحوك ويلوح بيديه.
عندها ستشعر بالكراهية نحو وستقول بنفسك أنك لا تريد أن تعاود رؤيته في حياتك على الإطلاق. وقد تقول أنك لن تأخذ سكينك معك إلى البيت حتى لو أعطوك ألف دولار. تستمر غاضبا على هذا النحو حتى تصل إلى الأرض، خاصة حين ترى هذا الحيوان يجلس على غصن الشجرة يلوح بيده مستودعا، وهو يسخر منك.
فعلا فهذا حيوان متأقلم على العيش فوق أعالي الشجر في جزر سلمون. أما طريقة الإمساك به، فهي انتظار شخص يأتي فيقطع الشجرة، عندما تسقط الشجرة يسرع الناس ويمسكون بالسحلية ويضعونها في حقيبة قبل أن تعاود الصعود إلى شجرة أخرى. أي أن الإمساك بهذه السحلية صعب جدا. ولكنها معتادة جدا على العيش فوق الأشجار في جزر سلمون، وأعتقد أنك توافقني الرأي، في أنها نجحت جدا في البقاء على قيد الحياة هناك.
=-=-=-=-=--=-=
تمكنت من إحضار هذا الثعبان كي ترونه هنا، وهو عادة ما يمكن أن تراه يجول في أنحاء كليفورنيا وأوريغان، وهم يسمونه ثعبان الغوفر، الذي له الكثير من الأقارب في أمريكا، فإذا توجهت إلى شرق القارة ستجد قريبه ثعبان الصنوبر، وهو يحمل هذا اللقب لأنه يسكن غابات الصنوبر، وإذا توجهت إلى وسط القارة سوف تجد الثعبان الوقح، وهو يسكن في السهول وبين الأعشاب، وهو يحمل هذا اللقب لأنه صاحب أعلى صوت في الولايات المتحدة وهو ينفث، ويقال أن ارتفاع صوته شبيه بصوت النسر قبل أن يهاجم فريسته، لهذا يسمونه بالثعبان الوقح. وإذا استمريت بالتوجه غربا سوف تعثر على ثعبان غوفر كهذا، وهو يحمل اسمه تيمنا بحيوان صغير آخر يدب على الأرض.
تكثر ثعابين الغوفر في كليفورنيا، وعدد من الولايات الغربية، وإذا توجهت إلى الولايات الجنوبية، ستجد أن لديهم حيوان هناك يسمونه غوفر، ولكن ذلك الغوفر ليس ثعبانا، بل سلحفاة، فعلا إنها سلاحف الغوفر، وهي شهيرة بأمر بارز، هو أنها تحفر الجحور، وهي ثقوب كبيرة يبلغ طولها في بعض الأحيان ثلاثون قدما، وهي مسافة طويلة بالنسبة لسلحفاة صغيرة.
ثعابين الغوفر كهذه تحفر الجحور أيضا، لا شك أنها تمضي الكثير من وقتها في الحفر واللعب تحت الأرض، علما أن هذا ليس كل ما تحب القيام به، فهي تحب التسلق أيضا، لهذا تتسلق بعض النباتات وحتى الأشجار أيضا، ويبدو أن هذا الثعبان أخذ يتسلق يدي الآن، أي أنه حفار كبير ومتسلق أكبر.
إذا أردت العثور على هذا الثعبان يجب أن تبحث فوق الشجر وفي الثقوب أو تحت الأرض، أي أنه قد يكون في أي مكان، أما سلحفاة الغوفر، فلن تجدها إلا على الأرض أو في الحفر، لا أعتقد أنك ستعثر عليها يوما ما فوق أغصان الشجر، الطريقة الوحيدة التي يمكن أن تصل بها إلى شجرة هي عبر مصعد ما، ولا أعتقد أنها ستجد مصعدا في الغابات.
إذا يعتبر هذا الثعبان خبير في التسلق وفي الحفر أيضا، وإذا أردت العثور عليه، يجب أن تبحث في عدة أماكن مختلفة، إذ يمكن أن تجده في الصحراء وفي الجبل وفي الغابات وفي المروج والمراعي وحتى في حقول المزارع أيضا مثل حقول الذرة أو القمح وحتى في بساتين التفاح أيضا. أي أن هذا الثعبان يسكن في أماكن متعددة. أضف إلى ذلك أنه يحب تناول أنواع عديدة من الحيوانات، فهو يأكل الجرذان والفئران كغيره من الثعابين، كما يأكل السحالي ويحب طعم العصافير وبيض الطيور، كما أنه أيضا يحب أكل الأرانب.
يمكن أن ترى بأنه يحب أكل أنواع كثيرة من الحيوانات، ولكن هذا الحيوان يواجه مشكلة كبيرة، هل لك أن تعرف ما هي؟ مشكلته هي الناس، لأن الكثيرين ينظرون إليه ويعتقدون أنه حية المجلجلة، قد يبدو شبيها بها إلى حد ما، فلونه يميل إلى البني كبعض أنواع المجلجلة، وعلى ظهره بعض البقع التي تميز تلك الحية، كما أنه حين يبلغ حدا من التوتر، يهز بذيله بسرعة هائلة، حتى يسفر عنها صوت شبيه جدا بصوت ذيل المجلجلة.
لهذا حين ينظر إليه البعض يقول مباشرة يا إلهي إنها حية مجلجلة، أتعرف ماذا يفعلون؟ يبحثون عن عصى، ويعودون إليه ويضربونه بشدة على رأسه، وهم يحاولون قتله لاعتقادهم أنه مجلجلة، مع أنه لا يقارن بها، فهو ليس ثعبان سام وليس له أنياب، أنظر إليه، حتى أن ذيله لا يحمل جرسا، إنه لا يشبه المجلجلة كثيرا، ومع ذلك يصر الناس على ضربه بشدة، لمجرد اعتقادهم أنه مجلجلة، هل تعتقد أنه يحب الظهور أمام الناس، أبدا، على الإطلاق، لا يمكن أن يحب الظهور أمام شخص يضربه على رأسه كلما رآه، بل تجده يصرخ كفى دعني وشأني ابتعد عني، هل أبدو لك طبلا. هذا ما يود أن قوله، لهذا لا يحب أن يقترب منه أحد. ما الذي يمكن أن يفعله إذا ما اقترب منه شخص ما؟
أتعرف ماذا يفعل، لا شك أنه يحاول إخافته، لهذا يقوم أولا بمد رأسه وعنقه إلى الأمام، ما يجعله يبدو مخيفا وشريرا، لينفث بعدها ويطلق لسانه، ويحرك ذيله بسرعة هائلة، عندما يفعل كل ذلك معا عادة ما ينظر الناس إليه بخوف ويصرخون(.!.) ويفرون بعيدا. ولكنا أحيانا ما نجد شخصا لا يخاف، بل يبقى في مكانه، ينظر إلى ثعبان الغوفر وهو يقول في نفسه: يا إلهي، إنه جميل جدا. فيبادله الثعبان النظرة وهو يفكر: يا إلهي ، لدي مشكلة هنا، فيقفز بعدها ويلسع، كل من يحيط به .
ربما يقول أحدكم الآن أنه لن يفر منه ولن يخاف منه، لأنه ثعبان صغير لديه فم صغير وأسنانه صغيرة، ليس فيه سم ولا أنياب، لا يمكن أن يؤذيني حتى ولو لسعني، ولكن هل تعلم؟ هذا ثعبان غوفر صغير، وقد يبلغ طوله عند الكبر ثمانية أقدام. وعندما يقفز ثعبان بهذا الحجم ويلسع، يجب أن تحاذر جدا.
إذا خرجت يوما ما إلى كليفورنيا في إجازة، أو إذا كنت تسكن هناك، ورأيت ثعبان غوفر، ينفث ويمد لسانة ويهز ذيله، عليك بالهرب، لا تنتظر حتى يقفز ويلسع، فعندما يفعل ذلك، قد يفوت الأوان.







آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس
قديم 12-21-2009, 01:51 PM رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: الزواحف البرية

الأفعى الأنفية

أريد أن اطرح عليكم سؤالا، هل يمكن أن تخبروني أي نوع من الثعابين هذا؟ لا بد أن بعضكم ينظر إليه وهو يقول لا بد أنها المجلجلة. وهي فعلا تبدو هكذا، قد لا يتأكد بعضكم الآن أي نوع من المجلجلة هي تحديدا ولكنها شبيهة جدا بالمجلجلة دون شك. المهم أن نلقي نظرة قريبة عليها كي نعرف ما هي تحديدا.

إذا تأملنا بالرأس سنلاحظ أنه قوسي الشكل وهو عادة ما يميز رأس المجلجلة، كما يمكن أن ترى بأنها تميل إلى اللون البني ما يتوافق مع غالبية الثعابين المجلجلة، أما البقع فهي بشكل معينات تميز الكثير من هذه الثعابين أيضا، أي أنها حتى الآن تبدو شبيهة جدا بالمجلجلة.
ولكن لنمعن النظر أكثر، إذا تأملنا في الوجه سنلاحظ أن فيه مسألة غريبة، تذكر أن المجلجلة من فصيلة البيت فايبر، أي أن لها ثقبين صغيرين في الوجه بين العينين والأنف، وهي ثقوب حساسة تساعدها في العثور على فريستها وسط الظلام الحالك، من خلال سخونتها، إذا تأملنا بوجه هذا الثعبان، لن نجد الثقوب، أليس هذا غريبا؟ وإذا نظرنا إلى عيناها سنلاحظ أنها مستديرة تماما، علما أن للمجلجلة عينان شبيهتان بعيني القط، وهذه مسألة غريبة أخرى. لننظر إلى الذيل، يمكن أن تلاحظ أن لا جرس فيه، علما أن هذه ليست علامة فارقه، على اعتبار أن ذيل المجلجلة معرض للقطع باستمرار، أي أن هذه ليست حجة وافية. أما الثقبين، وشكل العينين المستديرين تماما، يؤكد بوضوح تام أنها ليست مجلجلة، مع أنها شبيهة جدا بها.
إنها نوع مختلف إذا، ولديها عدة أسماء، من بينها الأفعى المنتشرة، و الأفعى الهبة، والأفعى النافثة، وأفعى الرمال النافثة.
ولكن أكثر الأسماء شهرة لها هو الأفعى الأنفية. قد يبدو الاسم غريبا بعض الشيء ولكن إذا تأملت بوجه الثعبان عن قرب يمكن أن ترى أن الأنف لديها بارز بعض الشيء، ما يبرر التسمية إلى حد ما، رغم أنها غريبة نسبيا. نعلم أن هذه الأفعى تسكن في أمريكا، وهي تنتمي إلى ثلاثة مجموعة من فصيلتها تسكن في عدة مناطق من الولايات المتحدة، فلدينا مثلا الغربية منها والشرقية والجنوبية أيضا. رغم ذلك فإن جميعها معتاد على الإقامة في الأجواء نفسها تقريبا، فهي تفضل المناطق الرملية إجمالا، قد تكون هذه كثب من الرمال أو رمال في المزارع، أو رمال جافة على ضفاف الأنهر، ولكنها عادة ما تحب العيش وسط الرمال.
لا تحتاج هذه الأفعى إلى نخبة متنوعة من الحيوانات التي تتغذى عليها كبعض أنواع الثعابين، فهي تعيش على بعض الحشرات التي تلتقطها هنا وهناك، مع أنها قد تأكل أحيانا بعض الفئران أو السحالي، ولكن أكثر ما تستمتع بأكله الضفادع، يبدو أنها تحب طعم الضفادع. والمقصود هنا هو نوع الضفادع التي تعيش في الأنهر وهي مغطاة بالطحالب، قد لا يرغب أي منا بطبق كهذا أما هذه الأفعى فتعتبره طعاما شهيا.
الجميع يعرف أن اصطياد الضفادع صعب جدا، وهي لا تحب أن يأكلها أحد، لهذا فهي تتبع أسلوبا مميزا للدفاع عن نفسها، فإذا أراد حيوان ذلك، تلجأ إلى نفخ نفسها، لا أعني أن تنتفخ وتطير كالبالونات، فلم يسبق لأحد أن شاهد ضفدع يطير، ولكنها تنتفخ وهي في مكانها، أي أن الضفدعة تنتظر حتى يضعها الحيوان في فمه، ثم تنتفخ كالبالون، ليجد الحيوان فمه منتفخا حتى يكاد الهواء يخرج من خديه وعينيه لا يمكن أن يتنفس أو يبتلع أو يفعل شيئا على الإطلاق، بل يصاب بالارتباك بعد أن تنتفخ الضفدعة إلى أقصاها وتعلق في فمه. ما يجعله يقذف الضفدعة من فمه ويقرر ألا يعاود أكلها في حياته، فتنطلق الضفدعة مبتعدة وهي تسخر من لحيوان الذي يحاول أكلها.
أما هذه الأفعى فقد توصلت لإلى طريقة لأكل الضفادع، كل ما تقوم به هو وضع الضفدعة في فمها مثل باقي الحيوانات، فتنتفخ الضفدعة كالبالون، كما تفعل دائما، ولكن في مؤخرة فم هذه الأفعى هناك أسنان حادة وطويلة جدا، تستعمله لتحطيم الضفدعة بالكامل، حتى تنفجر، تماما كما ينفجر البالون برأس دبوس صغير، حين يحدث ذلك تتقلص الضفدعة، ويتمكن الثعبان من ابتلاعها. أي أن هذه الأفعى معتادة على أكل وابتلاع الضفادع، كما أنها تتقن العثور على الضفادع، خصوصا وأن هذه تحب الاختباء، وذلك باللجوء إلى ما تحت الرمال، حيث تجلس وتستمتع بالبرودة، أما هذه الثعابين فهي معتادة على ذلك، وبفضل مزاياه ونعومة جلدها وأنفها المميز، تتمكن من السباحة تحت الرمال، وما تكتشف مكان الضفدعة، حتى تسعى للوصول إليها، ثم تتلقفها في الفم، لتنتفخ على الفور، فتستخدم الأسنان الحاجة لتحطيمها وابتلاعها. أي أنها ليست مجهزة لأكل الضفادع فقط بل وللعثور عليها أيضا، وبما أنها خبيرة بأكل الضفادع، يعني ذلك أنها تستمتع جدا بطعمها.
إلى جانب اللقب الشائع الذي تشتهر فيه الأفعى الأنفية قلنا أن لها عدة أسماء أخرى، ومن بينها الأفاعي المنتشرة. وقد يتساءل البعض من أين جاءوا بهذا اللقب؟ أعرف لماذا يسمونها الأنفية أما المنتشرة فيبدو لقبا غريبا. ولكنها تحمل هذا الاسم من الطريقة الغريبة التي تفر فيها من العدو. نعلم أن غالبية الحيوانات تعتمد على ثلاث طرق لمواجهة خصمها، فإما أن تتخفى أو أن تفر منها أو تصمد للقتال. أما هذه الأفعى فلا تتبع أي من هذه السبل بل تلجأ إلى إخافة خصمها، وهي تقوم باستعراض للقوة. إليك الطريقة التي يتبعها.
لنفترض أنك تسير يوما في حقل من الرمال، لترى فجأة هذه الأفعى تتنزه هناك، لتفكر في نفسك أنها قد تصلح لتكون حيوان أليف، وتصر على الانقضاض عليها والإمساك بها ووضعها في كيس وأخذها إلى البيت كي تضعها في قفص جميل، وتسميها فريد، رائع. تسرع نحوها وتحاول الإمساك بفريد العتيد، لترى أنه يرفع رأسه عن الأرض فجأة، ويدفعه إلى الأمام على طريقة ثعابين الكوبرا، ويأخذ بمد لسانه وينفث ويهاجمك مرة بعد أخرى بعد أخرى، كلما استطاع ذلك، ولكن إذا تأملت به مليا وهو يفعل كل هذه الحركات الاستعراضية، سوف تلاحظ مسألة هامة، سترى أن فمه مغلقا! هل يمكن أن تعض أحدا بفم مقفل؟ لا يمكن أبدا، يعني ذلك بوضوح أنه لا يحاول أن يعضك، بل يريد إخافتك. أما إن لم يجديه عرض العضلات نفعا ولم تتركه وشأنه، سوف يلجأ إلى الخطة الثانية، بماذا تكمن هذه الخطة؟ تكمن بالاستلقاء على ظهره، والاسترخاء الكامل مدعيا الموت. فهو يعرف أنك لن تقبل بحية ميتة في القفص على الإطلاق، أما إذا حاولت أن تعيده إلى وضعه الطبيعي على بطنه، سيقفز مباشرة ويستلقي على ظهره، فهو يعلم بأن الأفاعي الميتة تقلب على ظهرها ويصر على إقناعك بأنه ميت. لا شك أنها طريقة سخيفة بالتخلص من الأعداء، ولكنها تفي بالغرض بالنسبة لهذه الأفعى.
=-=-=-=-=-=
دعني أطرح هذا السؤال: هل يمكن لأحدكم أن يخبرني ما هو هذا الحيوان؟ قد يبدأ بعضكم بالتفكير وهو ينظر إليه أنه نوع غريب من الثعابين، آمل ألا يحدث ذلك فالجميع يعرف أن الثعابين جميعها طويلة ونحيلة ليس لها قوائم، أما هذا فهو قصير وله قوائم أربع، أي أنه ليس ثعبان، قد يعتقد البعض أنه سحلية، ولكن لا فللسحالي أذيال طويلة، أما هذا فله ذيل قصير جدا. ما رأيك بالتمساح؟ هل تعتقد أنه من التماسيح؟ كلا فللتمساح فك طويل يحتوي على الكثير من الأسنان، أما هذا فله فم صغير وليس فيه أسنان. أي أنه ليس تمساحا، هل تعرف ما يعنيه ذلك؟ إن كان من الزواحف، لا بد أن يكون سلحفاة، وهذا ما هو فعلا، إنه سلحفاة علبية. سنتأمل الآن إلى هذه السلحفاة كي نتعرف على موقعها في عائلة السلاحف.
نعلم أن عائلة السلاحف مقسمة إلى ثلاث مجموعات كبرى. المجموعة الأولى منها هي المائية، ذلك أنها تمضي غالبية الوقت في المياه، ومن بينها ما يعرف بالسلحفاة الدهنية، وجلدية الظهر،ومن المعروف عن هذه الأخيرة أنها أكبر سلحفاة في العالم، حتى أن طول صدفتها قد يبلغ خمسة أقدام، ليصل وزنها إلى مئات الأرطال، وعندما تفتح قوائمها الأمامية قد يصل عرضها إلى اثني عشر قدم، أي أنها كبيرة جدا.
تمضي السلاحف المائية غالبية وقتها في المياه، الموسم الوحيد الذي تغادر فيه الماء هو عندما يحين الوقت لخروج إلى الشواطئ لوضع البيض، والإناث وحدها تفعل ذلك بالطبع. أي أن السلاحف المائية تعيش في الماء كل يوم في حياتها.
مجموعة السلاحف الأخرى هي التي تعرف بالبرمائية، وهي النوع الذي يمضي بعض الوقت في الماء وبعضه الآخر على اليابسة، من بينها الدجاجية والسلايد والكرودر، وغيرها، من تلك التي تعيش في ألنهر والبحيرات والبرك والقناة.
أما المجموعة الثالثة، فهي سلاحف اليابسة، وهي تمضي جميع أوقاتها على اليابسة، أي أنها لا تذهب نهائيا إلى الماء، أما السبب في ذلك فهو أنها لا تستطيع السباحة. أي أنك لن تجد أي منها يتنزه بالقرب من الشواطئ.
حسنا لنرى الآن ما هو موقع السلحفاة العلبية بين المجموعات الثلاثة لهذه السلاحف. يمكن أن نرى بوضوح أن ملامحه قريبة جدا من السلاحف البرمائية، التي تتنقل بين الماء واليابسة، مع أنها تمضي غالبية الوقت، على اليابسة وكأنها من مجموعة سلاحف اليابسة.
أي أنها تقع في مكان ما بين المجوعتين، أي في مرتبة بين السلاحف البرمائية وسلاحف اليابسة. فرغم أنها تعيش غالبية الوقت على اليابسة، ولكنها تحب البقاء قريبا من الماء، وتحديدا المياه الضحلة والموحلة منها، وذلك للجلوس فيها في بعض الأحيان، وذلك لساعات وساعات، فهي تحب ذلك.
عندما ترتفع الحرارة تغوص هذه السلاحف بين الأعشاب الرطبة والباردة حيث تنتعش قليلا هربا من السخونة. أما حين تمطر فتسارع في الخروج كي تستمتع في الجلوس تحت زخات المطر. أي أنها رغم التمتع في العيش كسلاحف اليابسة تحب الغوص في المياه الضحلة، كما أنها تلهو في الجلوس تحت زخات المطر. أي أنها لا تكره الماء، ولكنها لا تخرج إلى السباحة كما تفعل السلاحف الخضراء.
تتغذى السلحفاة العلبية على نخبة متنوعة من الأغذية، ففي الصغر، تأكل اللحوم، ولا تتغذى إلا على الحشرات والديدان ما شابه ذلك. أما عندما تكبر، فتبدأ بأكل بعض النباتات، ومن بينها الحبوب والفاكهة، حتى أنا تتناول بعض الخضار إذا ما عثرت عليه. أي أنها تمزج بين النباتات واللحوم، أي أنها عندما تكبر تتغذى على بعض من هذا وبعض من ذاك. لدى هذه السلحفاة صدف مثل جميع أنواع السلاحف. ماذا تفعل غالبية السلاحف عندما تتعرض لهجوم حيوان معادي؟ تختبئ داخل الصدف أليست كذلك؟ لأنها تنعم بالأمن والسلامة هناك. لا ينطبق ذلك على جميع السلاحف. فلدى بعضها صدف رقيق، ماذا يجري إذا حاولت الاختباء في صدفة رقيقة إذا حاول حيوان معاد الإساءة إليها؟ لن يتردد هذا الحيوان بعضها ومضغها وابتلاعها. وهذا ما لن تقبل به ذات الصدف الرقيق. لدى بعضها الآخر جسما كبيرا وصدفة صغيرة، لهذا يبقى جزء منها في الخارج، لهذا إذا حاولت الاختباء في الصدف من عدوها، سيأكلونها على مراحل دون شك. أما العلبية فهي أفضل سلحفاة في العالم، من حيث اختبائها في الصدفة.
تعالوا كي نعرف لماذا يحتمي جيدا بهذه الصدفة. سوف نتأمل بأعلى الصدفة أولا. وهي تسمى كيرافا، يمكن أن يتبين لنا بأنها مرتفعة وصلبة ومتينة جدا. كما أنه مكان مناسب جدا للاختباء أي أنها واقية جدا.
وإذا قلبت على عقب، يمكن أن نرى بطنها، الذي يسمى علميا بلاسترون، يا إلهي أنظر جيدا، إن فيها شق من النصف! كلا ليس هذا شقا، بل هو مفصل، والحقيقة أنهما قطعتين منفصلتين، يمكن أن يفتحهما ويقفلهما. يعني ذلك أنه إذا قررت السلحفاة الخروج في نزهة، يمكن أن تفتح الباب الأمامي أولا ومن ثم بابها الخلفي، لتخرج بعدها رأسها وقوائمها الأربعة وذيلها، وتذهب في نزهة . ولكن إذا تعرضت لهجوم معاد؟ ماذا يمكنها أن تفعل؟ سوف تدخل جميع أطرافها إلى في الصدفة، وتوصد الباب الأمامي والخلفي عليها، عند ذلك ستنعم بالأمن والسلام فعلا. كما يقال أن أبواب السلحفاة تقفل بشدة لدرجة تمنع دخول الهواء إليها، رغم أنه عادة ما يتسرب عبر جميع الثقوب. ما يعني أن العدو لا يمكنه الوصول إليها إطلاقا. ولا تقلق بشأن اختناقها لأنها تستطيع حبس أنفاسها لعدة دقائق متوالية.
وهكذا تتمتع السلحفاة بطريقة فعالة للهرب من أعدائها. ولكن ماذا إذا تعرضت لهجوم من قبل حيوان كبير فعلا؟ كما هو حال التمساح، الذي يمكنه أن يحطم الصدفة، أو أن يبتلع السلحفاة بكاملها. أما إن حدث ذلك، فهي في مشكلة كبيرة. ماذا يمكن أن تفعل إذا للتخلص من حيوان كبير مثل التمساح؟
يمكن أن ترى بأن لهذه السلحفاة صدفة مغطاة بخطوط صفراء في جميع أرجائها، هذه الخطوط السوداء والصفراء، هي ألوانها الواقية. لا شك أنك تراها بوضوح وهو بين يدي الآن، أما وهي بين الأعشاب البرية، من الصعب أن تلحظها، قد تراها الآن، لتختفي بعد لحظات.
وهكذا إذا شاهدها التمساح تستكين مكانها دون حراك، فلا يمكن للتمساح أن يراها، لأن ألوانه الواقية، ستحميه. أي أن هذه حيوانات تتمتع بأمان تام لأنها تعتمد على ألوانها الواقية في الابتعاد عن الحيوانات الكبيرة، ومن الصغيرة إذا اختبأت داخل الصدفة. ينجم عن ذلك أنها تستطيع العيش لفترة طويلة جدا، حتى أن بعضها استطاع أن يعيش مائة وخمسة وعشرون عاما. أي أنها سلحفاة معمرة.
=-=-=-=-=-=-=
يمكن العثور على هذه الأصلة تتجول في أعالي الأدغال الأفريقية. لا شك أن بعضكم يعتقد بأن جميع أفاعي الأصلة طويلة وكأنها ثعبان عملاق جدا. ولكن هذا اعتقاد خاطئ، فهذه أصلة الكرة، التي لا يتعدى طولها أكثر من خمسة أقدام، لا يمكن أن تصل إلى ثلاثين قدم، ما يعني أن بعض أفاعي الأصلة طويل جدا وبعضها معتدل جدا.
تتخذ هذه الأفعى كنية الكرة، من الطريقة التي تتبعها في إخافة الأعداء. عادة ما تختار الحيوانات واحد من ثلاثة سبل، فإما أن تختبئ، أو تهر ب أو تقاتل. أما هذا الثعبان فقد يحترم هذه الخيارات الثلاثة معا ومن يتبعها، ولكنه يرفض الاعتماد عليها، لا يمكن، لأنه يفضل اتباع أسلوب جديد، أسلوب لم يسبق لأحد أن اتبعه من قبل، سنتعرف الآن على طريقته في مواجهة الأعداء.
لنفترض أنه كان يتجول يوما ما في أفريقيا، عندما تنبه فجأة إلى أن أسدا كبيرا يتسلل نحوه. فانتابه الخوف لأن الأسود كبيرة ومخيفة، أكبر من حجم الأصلة. وهكذا ينظر إليه الأسد وهو يقول هذا هو طعام الغداء. ولكن أصلة الكرة لا تحب سماع ذلك، فما الذي ستفعله للدفاع عن نفسها؟
تلجأ الأصلة إلى حني رأسها، ثم تلف جسمها حتى يصبح كالكرة، وهكذا تخفي رأسها داخل الكرة، وتبقى جالسة هناك. قد يعتقد البعض أنها حين تصبح كالكرة، يمكن أن تقذف نفسها بعيدا وكأنه كرة قدم أو ما شابه ذلك، حتى تهرب من الأسد، ولكن كلا لن يحدث ذلك. كما أنها لن تعلو مثل كرة السلة، لتضرب الأسد في رأسه كي تختفي بعدها في الأدغال، كلا، لن تفعل ذلك أيضا.
بل تكتفي بالجلوس هناك. قد يعتبر البعض أن هذه ليست استراتيجية مناسبة، لأنها إذا جلست هناك، قد يأتي الأسد ليكلها، على الإطلاق، فهو لا يقترب من الأفعى، لنحاول معا أن نعرف السبب.
تعتبر الأسود من الحيوانت المفترسة، ومن عادة الحيوانات المفترسة حين ترغب بأخذ طريدة ما، تضربها مباشرة على رأسها، بما لا يسمح للطريدة بعضه أو بأن يفكر برد الهجوم عليه، وهذا هو حال الحيوانات المفترسة الأخرى. ينطبق ذلك على الأسد وأفعى الأصلة، إذ يقترب الأول منها، ويحترس جدا وهو يفتح فمه بحثا عن الرأس، ولكنه لا يستطيع العثور عليه، يستغرب الأسد جدا، ليس لهذا الحيوان رأس، ثم يفكر في نفسه قليلا ويقول لا بد أن له رأس ولكنه يخفيه تحت، فيدره رأسا على عقب، دون جدوى. يشعر الأسد بالقلق، لا يوجد رأس فوقه أو تحته، يجب أن أعثر عليه، لا بد أنه في مكان ما، فيدر أصلة الكرة في جميع الاتجاهات دون أن يجد رأسها في أي مكان، فيجلس الأسد لبعض الوقت ويقول لننتظر قليلا، لا بد أن هناك مشكلة ما، إنه يحاول خداعي يحاول أن يستخف بذكائي. ولكني سأجد الحل المناسب، فأنا حيوان ذكي، ويسمونني ملك الغابة. فبدأ يفكر بالأمر ويحله وهو يقول في نفسه ما يلي: أنا أسد، والأسود تأكل الحيوانات، وللحيوانات رؤوس، ولكن هذا ليس له رأس، آه، إن لم يكن له رأس، إذا فهو ليس بحيوان، وإن لم يكن حيوان لا يمكن لأسد أن يأكله، وبما أن الأسود لا تأكله، فأنا لا أستطيع ذلك، ماذا أفعل هنا، يجب أن أعود إلى البيت، فيتركها ويرحل، ما أن يبتعد سيد الغابة حتى تحل الأصلة الكرة وتعود إلى الأدغال.
هذا ما تفعله أصلة الكرة مع جميع الحيوانات التي تحاول أن صيده وأكله، يلتف حول نفسه ويخفي رأسه لبعض الوقت، باستثناء حالة واحدة، عندما يجدها الأطفال، أتعرف ماذا يفعل بها الأطفال، يتقاذفونها إلى بعضهم البعض بقصد اللعب، أتعرف ماذا يفعلون بها في بعض الأحيان؟ يتقاذفونها في الهواء ويلعبون الشبكة بها.
أي أن أصلة الكرة تعيش بهناء في أفريقيا طالما قلل الأطفال من تقاذفها. ولا أظنها ستحب العيش في أمريكا، لأن الأطفال هنا يحبون كرة المضرب، ولا أظنه سيحيى طويلا إذا تعرض للضرب بتلك الهراوات.






آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس
قديم 12-21-2009, 01:52 PM رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: الزواحف البرية

أبو بريص

هذا هو أبو بريص، يعرف هذا النوع تحديدا بكنية النمري، سنتأمل به الآن ونتحدث لبعض الوقت عن عائلة أبو بريص. نعلم أولا أنه من فصيلة السحالي، التي تنتشر في مناطق شاسعة من العالم، يمكن أن نجدها في المناطق الدافئة من أوروبا وأمريكا، وفي أستراليا والجزر الاستوائية، أي في كل مكان يتمتع ببعض الدفء فقط، فهي تسكن هناك.

هناك عدة أنواع من أبو بريص، يزيد عددها عن سبع مائة نوع مختلف منها، أي أنها عائلة متنوعة جدا. يسكن أبو بريص في ظروف بيئية متعددة، فمنها من يقيم في الصحارى الرملية الحارة والجافة، ومنها من يسكن السهول الجافة العشبية، وبعضها يقيم في أعالي الجبال، أو في أرجاء غابات المطر الاستوائية.
أي أنها تسكن في جميع أنواع الظروف البيئية، وهناك تنوع كبير أيضا في أحجام أبو بريص، يمكن لبعضها ألا يتخطى طوله أكثر من إنش ونصف، وهي بالغة النضوج، بينما يصل طول بعضها الآخر إلى أربعة عشر إنش ونصف. أي أن أحجامها متنوعة جدا أيضا.
سنبدأ الآن بالتعرف على بعض مزايا أبو بريص، لنرى إن كانت تجمع بين أنواعه بعض منها، لنتعرف أولا على جفن أبو بريص. تنقسم عائلة أبو بريص إلى مجموعتين: تحيط بعيون الأولى منها أجفان ، والأخرى بدون أجفان. قد يعلم البعض بأن لغالبية السحالي أجفان، إلا أن غالبية أبو بريص بدون أجفان، علما أن هذه تشكل أزمة كبيرة، فكيف تحمي العين وتحافظ على نظافتها بدون جفن؟
لدى أبوبريص الذي ليس له أجفان، حراشف شفافة صلبة، تغطي حدقة العين، وهي تحميها من المطر والغبار والحشرات الصغيرة التي تدخل في عيناه، لتبقيها بأمان دائم، ولكن إذا استعمل بعضكم النظارات، يمكن أن يعرف بأنه يواجه مشكلة بها، ألم تقع بصمات يدك على الزجاج يوما، وبدأ الغموض يخيم على كل شيء؟ حتى وإن كانت نظارات شمسية عندما ينهمر المطر فجأة، وحين تغطيها المياه تفقد الرؤية بالكامل. وهذا ما ينطبق ايضا على الحراشف الشفافة التي تغطي عينا أبو بريص، هل تعرف كيف يحافظ على نظافتها؟ يخرج لسانه من فمه، ويلحس به عيناه، أي أنه يستعمل لسانه ليحافظ على نظافة عيناه. أليست هذه طريقة غريبة لتنظيف العيون؟ لا أعتقد أننا نستطيع ذلك حتى لو أردنا.
أما المجموعة الأخرى من أبو بريص، فلها أجفان، تتولى حماية عيونها وتحافظ على نظافتها باستمرار، يمكن أن ترمش تماما كما نحن البشر. أي هناك تنوع في الأجفان، وهذا ينطبق أيضا على العيون ذاتها، فللبعض عيون يمكنها الرؤية في الليل، وفي هذه الحالة عادة ما تكون العيون شبيهة بعيون القطط، وأحيانا ما تعتمد رؤيتها على الأبيض والأسود فقط، فأنت في عتمة الليل، لا يمكن أن تميز الألوان، لا داعي هنا للرؤية الملونة.
أما المجموعة الأخرى من أبو بريص فيمكنها الرؤية في النهار، هذا النوع، يتمتع بحدقات مستديرة، ويمكنه الرؤية بالألوان، والرؤية الملونة في وضح النهار تساعد على الرؤية جدا، لأنها تمكن من العثور على الطعام والهرب من الأعداء، كما والعثور على أماكن تلجأ إليها كي تختبئ وما شابه ذلك. أي أن الرؤية الملونة تساعد كثيرا إذا كان هناك ما يكفي من الضوء لاستخدامها. أي أن هناك فوارق كبيرة في العيون.
هناك مزايا أخرى بين مجموعات أبو بريص، هو السمع، جميعنا يعرف أن للسحالي آذان يمكن أن تسمع بها جيدا، ولكن إلى جانب ذلك يتمتع عدد من هذه الزواحف بالقدرة على إصدار أصوات بالفم والحنجرة. وحين أعني إصدار الأصوات لا أعني بذلك ما يصدر مثلا على ذيل المجلجلة، أو عما يصدر عنها حين تنفث، بل هو مجرد تنفس بصوت مرتفع وسريع، بل ما نتحدث عنه هنا هو إصدار أصوات عبر الفم والحنجرة. بعضها يصدر أصواتا عاليا، أحد الأمثلة على ذلك نجده في نوع التوكي، لدرجة أنه يعزف أنشودة صغيرة يسمونها أغنية توكي، فيها كلمة واحدة، هي توكي، وهم ينشدونها في الليل فقط، أي أنهم من المجموعة الليلية، وأصواتهم مرتفعة جدا، وهي سحالي كبيرة يصل طولها إلى أكثر من قدم، وحين يجتمع عدد كبير منها معا، تحت نافذة بيتك، في الثالثة صباحا حين ينشدون معا، من المحتمل أن تكف عن النوم وتقرر النهوض من الفراش نهائيا. أي أن بعض مجموعات أبو بريس تصدر أصواتا عالية، وتتمتع بسمع قوي جدا.
لنتحدث الآن قليلا عن لسان أبو بريص، سبق أن ذكرنا أن بعضها يستخدم اللسان لمسح كرة العين، أتعرف ماذا ينظفون به أيضا، تأكد أنهم ينظفون به الأنف أيضا. قد يشعر البعض بالتقزز ولكن هذا ما تفعله باللسان أيضا، خاصة وأنها لا تجد وسيلة أخرى تنظف بها الأنف، لهذا أعتقد أن اللسان يصلح لوظيفة أخرى هنا. كما يستخدمون اللسان للتذوق أيضا مثل أبناء البشر تماما، بالإضافة إلى استخدامه كوسيلة تعزز حاسة الشم لديهم. وذلك بإخراجه من الفم والتقاط بعض جزيئات الهواء وإعادته إلى الفم للتحليل ومعرفة ما يشمونه. أي أن لسان أبوبريص يقوم بأعمال متعددة.
هناك عضو متنوع الأداء لدى أبو بريص وهو الذيل. نعرف جيدا أن الكثير من السحالي، تحرك ذيلها بسرعة كبيرة عندما تقطعه، ما يجعل العدو يطارد ذيلها الصغير ويترك السحلية كي تنجو بنفسها. إنها طريقة في الهرب من العدو، وهذا ينطبق أيضا على هذه السحلية ، التي ينقطع ذيلها ليطارده العدو ويترك أبو بريص وشأنه.
وجميعنا يعرف بأن الذيل ينمو مرة أخرى كلما انقطع، ولكن عندما ينقطع ذيل أبوبريص بطريقة غير مشروحة، عادة ما ينمو له ذيل آخر، ولكن أحيانا ما ينمو له اثنان، كما ينمو له ثلاثة أذيال في جميعها وقت واحد. لا شك أن هذا يمنح السحلية شكلا غريبا.
المهم أنها طريقة مناسبة للتخلص من الأعداء، رغم نمو ثلاثة أذيال لها بعد ذلك بدل ذيل واحد.
هناك استخدام آخر لذيل هنا، لنأخذ مثال أبوبريص النمري الذي يتمتع بذيل بدين جدا، هل تعرف ماذا يفعل بالذيل؟ إنها يخزن فيه بعض الطعام والشراب الإضافي، أي أنه بمثابة زاد محمول، يلجأ إليه في مواسم يسود فيه الجفاف حيث لا يتوفر فيه الطعام والشراب، فيعتمد على زاده المحمول ليبقى على قيد الحياة، فلا يموت وهذا استعمال جيد أيضا للذيل.
هناك استعمال الآخر للذيل لدى البعض ممن يعلقون فيه بعض أحمالهم، ومن هذه المجموعة من تستخدم الذيل على طريقة القرود تماما، أي أنها تتأرجح به على الأغصان، أو تمسك بأشياء وكأنها تمسك باليد، أي أن لأبوبريص استعمالات متعددة للذيل، ولكن أغرب استعمال للذيل لديه، هو ذلك الذي لدى ما يعرف بالمجموعة المحلقة منه، مع أنه لا يحلق أو يطير كالعصافير بل يقفز بين الأغصان ويهبط وكأنه يسقط عبر مظلة من الطائرة، عندما يهبط على الأرض يعتمد على ذيل واسع جدا، وهو يستعمله في التوجيه كمقود أثناء تحليقه في الهواء. لا شك أن هذا استعمال غريب فعلا.
يمكن أن ترى بأن هناك أنواع كثيرة من أبو بريص لديها أشكال متعددة من الأذيال تستعملها بطرق مختلفة جدا. ولكن من المحتمل جدا أن يكون أغرب ما في أبو بريص، هو قوائمه. يعرف عن هذه السحلية أنها الأكثر براعة بالتسلق في العالم. يمكن أن ترى هذه المخالب الحادة في نهاية أصابعه، وهو يستعملها لتسلق الأشجار والصخور والجدران، أي أنه يتسلق أماكن كثيرة لأنه متسلق بارع جدا، ولكن بعض الأنواع تتميز بأشياء ليست لدى النمري، فبعضها إلى جانب المخالب، لبّادة امتصاص، تلتصق حيثما وقعت، أفضل مثال علة ذلك هو التوكي، فهو إن مشى على الأرض، تلتصق قوائمه هناك، وهذا ينطبق على الجدران، أي أنه يستطيع المشي على سقف البيت من الداخل، ليس لديه أي مشكلة في ذلك، يمكن أن يمشي على زجاج النوافذ أيضا، وعلى المرايا وعلى كل ما هو مسطح، بلبادات الامتصاص هذه. أعرف أن القط متسلق رائع، فهو يتسلق الأشجار وكل ما في غرف النوم من أثاث وأشياء كثيرة أخرى، ولكنك لن ترى القط أبدا يمشي على سقف البيت من الداخل، أما أبوبريص توكي وغيره يستطيعون القيام بذلك، ولكن ماذا إن أراد أن يتسلق شيئا غير مسطح مثل الشجرة بلحى خشنة؟ هل يمكن للبادة أن تمسك في أماكن كهذه خشنة وليست مسطحة أبدا لا يمكن، لأنه يحتاج إلى سطوح ناعمة، هل يعني ذلك أنه لا يتسلق الأشجار، كلا، لأن لديه مخالب أيضا، يمكن أن يستعملها لتسلق الأشجار، وهنا قد يقول البعض أن هناك مشكلة، على اعتبار أن المخالب قد تدفع اللبادات ليسقط عن الأسطح الناعمة، أنت على حق ولكن هناك معلومة أخرى، وهي أنه يعتمد على مخالب متحركة، مثل القطة، إذا أراد استعمال المخالب، يمكنه إبرازها، وإلا فيمكنه أن يبقيها جاخل أصابعه. أي أنها لا تشكل عائقا أمام استعمال اللبادة أبدا. أي أن أبوبريص هو أفضل متسلق في العالم أجمع.
لا شك أن هذا يتسلق الأشجار ولكني أريدك أن ترى نوعا يتسلق الجدران وأسقف المنازل من الداخل.
والآن سوف نتعرف على أبوبريص توكي. وسوف أجعلكم ترون كيف يتمكن باللبادات من تلق الجدران وأسقف المنازل من داخلها، ترون أني وضعته في علبة بلاستيك، أما السبب في ذلك فهو كي ترونه وهو يفعل ذلك، فلو تركته يتسلق الجبل ورائي لفعل ذلك ببراعة ولكنه سيختفي بعدها ولن نعاود رؤيته أبدا. أما هنا فسيبقى حيث أريده أن يكون، حتى ترونه.
يمكن أن ترى بوضوح هنا أنه يتمتع بلبادات الامتصاص التي يعتمد عليها، وهي تلتصق بجانب الصندوق هنا، تمام كما تلتصق بالجدار، أو أي شيء مسطح آخر، والآن إذا قلبنا العلبة هكذا يمكن أن ترى بأنه أصبح رأسا على عقب يمسك بالسقف، ولا شك أ، المخالب لا تنفعه هنا، أي أنه معلق بالسقف بفضل اللبادات الماصة التي في أسفل قوائمه.
لا شك أنك توافقني الرأي في أن التوكي يستطيع التسلق على أي شيء، أفضل من جميع الحيوانات، لأنه يتمتع بالمخالب وبلبادات ماصة تساعده على تسلق الأماكن أكثر من أي شخص آخر، يمكن القول أنه بطل التسلق الحقيقي، في عالم الحيوانات.
=-=-=-=-=-=-=-=
هذه أفعى الذرة، أو أفعى الجرذ الأحمر، أي أنها تحمل الاسمان معا، قد يتساءل البعض من أين يأتون بهذه الأسماء الغريبة للثعابين، عل تعني انه يأكل الجرذ الأحمر، أم أنه يأكل الذرة؟ كلا على الإطلاق، بل لأنه يتواجد في حقول الذرة، ويجدونه حيث يحصدون الذرة، وفي المستودعات وفي المعالف. ولكنه لا يذهب إلى هناك ليأكل الذرة، بل لأكل الحيوانات التي تأكل الذرة، أي أنه يبحث عن الجرذان. المزارعون يحبون هذا الثعبان، لأنه كلما أكل مزيد الجرذان كلما بقيت كمية أكبر من الذرة للمزارع، أي أن أفعى الذرة، شهيرة جدا في المزارع.
الاسم الآخر لها هو أفعى الجرذ الأحمر، ولكن هذا لا يعني أنها تأكل الجرذ الأحمر، طبعا لا، بل يعني أنه يميل إلى الاحمرار، وأنه يأكل الجرذ.
هناك عدة أنواع من أفاعي الجرذ، من بينها أفعى اللاك التي هي كبيرة جدا يبلغ طولها أحيانا ستة أقدام، هناك أفعى الجرذ الأصفر والرمادي، هناك أنواع متعدد من أفاعي الجرذ. وهي تتمتع بكثير من المزايا المشتركة بينها. أولا أنها جميعا تأكل الجرذ، ولكن هذا ليس كل ما تأكله، بل تأكل الفئران والسحالي، وفي بعض المناطق تأكل الكثير من الدجاج، لدرجة أن الناس يسمونها أفعى الدجاج، ولكنها عادة ما تسمى أفاعي الجرذ.
يمكن أن يقال أيضا أنها عاصرة، أي أنه تلف جسمها حول الفريسة وتعصر حتى تتوقف عن التنفس، بعض العاصرات يتمتعن بقوة هائلة، مع أن طول بعضها لا يتعدى أربعة أقدام، ولكن هذا لا يعني أنها ليست قوية، بل يمكنها أن تضم الطريدة بشدة وعزم.
يسكن الكثير من هذه الثعابين في الولايات الجنوبية من أمريكا، وهناك مشكلة في الجنوب هي أن المناخ حار جدا، هذه هي المشكلة بالنسبة لجميع الأفاعي أيضا لأنها من ذوات الدم البارد، وهذا لا يعني أن دمها بارد، بل أن حرارة الدم تتأقلم مع حرارة الجو من حولها، فإذا كانت حرارة الجو صفر، تهبط حرارة جسمها إلى الصفر، وإذا ارتفعت حرارة الجو إلأى مائة ترتفع حرارة الثعبان معه.
فعلى الثعابين أن تحاذر من الخروج عندما تكون الحرارة مرتفعة جدا، أو منخفضة جدا، وإذا حدث ذلك، من المحتمل أن تنتهي بالغليان، أو أن تتحول إلى جليد، كلا الاحتمالين خطر عليها، لهذا عليها أن تتنبه جدا إلى الحرارة.
في فصل الصيف، أعني بعد ظهر أيام الصيف، لا تخرج الثعابين للتجول تحت حرارة الشمس، لأن المناخ حار جدا ومن المحتمل أن يغلي دمها، ولكنها تمضي فترة الظهيرة في جحورها تحت الأرض، وربما تغوص في بركة ماء ، أو تجلس في ظل بعض الأعشاب والنباتات أو ما شابه ذلك، حيث الحرارة محتملة، لتخرج من هناك عند المغيب، فتذهب للصيد وشرب الماء وتجول في جميع الأماكن لتفعل ما تريده, لا بأس بذلك، ولكن ماذا إن كانت في منطقة باردة؟ عندما تغيب الشمس يصبح الجو أبرد، ما يعني أن ليس هناك ما يفعله الثعابين، لا يمكن أن تأكل أو تشرب أو تجول حولها، فالجو بارد جدا، ما يعني أنها تسكن في أماكن تعاني فيه من شتاء قاس، إذا حدث ذلك، يلجأ الثعبان إلى جحر في الأرض يسممونه الوكر، ويغوص في سبات عميق. عند هبوط درجة الحرارة في الخريف، يجتمع الكثير من الثعابين معا، وتنزل معا إلى الجحور في وقت واحد، التي تصبح وكرا لها.
هناك عدة أنواع من الثعابين التي تأوي إلى تلك الجحور ومن بينها أفعى الجرذ والنحاسية وغيرها حتى أن الأفعى المجلجلة تلجأ إلى ذلك الوكر أيضا، كل هذه الثعابين تجتمع معا، بما في ذلك الأفعى الملكة تنضم إليهم في الجحر هناك.
أعرف بما تفكر، قد تقول بأن الأفعى الملكة تذهب إلى هناك وكأنها ذاهبة إلى المطعم، أي أنها تريد أن تأكل كل تلك الأفاعي، ولكن لا، فهي لا تفعل ذلك، فهي لا تأكل أحد، بل تنضم إلى باقي تلك الثعابين التي هناك، وتلتف حول نفسها لتصبح كرة هائلة من الثعابين، حتى تبدو وكأنها كرة كبيرة من المعكرونة، حينها تسلم للنوم، وتغوص في سبات طول فصل الشتاء.
لا شك أن بعض الثعابين في إطار الكرة الخارجي، يتعرض لبرد شديد، قد يسبب موتها، وبعض الثعابين في وسط الكرة، لا يحصل على الأكسجين، فيموت، ولكن غالبية الثعابين تبقى حية، وهذه طريقة جيدة تعبر فيه فصل الشتاء.
عندما يحل الربيع، تكمن الفكرة في الاستيقاظ باكرا والخروج من ذلك الجحر. هل تذكر الأفعى الملكة التي جاءت في الخريف الماضي ولم تأكل أحد، أصبحت تشعر الآن بالجوع، وعندما تستيقظ في الربيع، تنظر حولها بدهشة، وتظن أنها في مطعم فاخر. أي أنها تريد أن تأكل كل ما ملكت، فإذا أرادت البقاء حية، على الثعابين أن تدخل الجحر باكرا، وتخرج منه باكرا، وإلا قد تتحول إلى وجبة غداء إلى ثعبان آخر.
=-=-=-=--=
كنا نجول بين رمال الصحارى في أستراليا، حين عثرنا على هذا الكائن الذي يسمى الدراغون الملتحي. أعرف أن بعضكم قد يمتعض من التسمية ويقول أن هذا ليس دراغون، لأنه يعرف شكله، فطوله حوالي مائة قدم، وهو أخضر اللون، لديه مخالب طويلة وأسنان حادة، ويطلق الدخان من أنفه والنار من فمه. فعلا، هذه خرافة الدراغون، وعندما يصرخ أحدهم قائلا أن هناك دراغون خلفك، هذه ما تتوقع رؤيته لا يمكن أن تتخيل شيئا كهذا. ولكن هذا دراغون صغير، لا يتعدى طوله قدم ونصف القدم، وليس مائة قدم، كما لديه مخالب مع أنها صغيرة، ولديه أسنان حادة ولكنها صغيرة جدا، كما أن لونه يتراوح بين الرمادي والبني أي أنه ليس بعيد جدا عن الأخضر، ولكن هل تعلم أنه لا يخرج الدخان من أنفه ولا النار من فمه، أي أنه ليس شبيه بالدراغون الذي نسمع عنه في القصص الخرافية.
ولكن هل تعرف كيف يهرب الدراغون الخرافي من أعدائه؟ ماذا يفعل إذا هاجمه حيوان ما؟ هل يحلق عاليا بأجنحته؟ كلا. وهل يفر هاربا؟ كلا. هل يعض خصمه؟ لم أسمع بذلك أبدا. كل ما يقوم به ذلك الدراغون، هو شيه بالنار. فعلا فهو يخرج النار من فمه ليشويه ويحمصه.
أنما هذا فلا يفعل ذلك، فهو لا يملك نارا، فقد تبين لنا أن لديه مخالب صغيرة، وأسنان صغيرة، كما أنه حيوان صغير جدا. أي أنه لا يوحي بأنه سيكبر ليصبح سحلية ضخمة شريرة وقاسية. كلا، ليس هذا هو أسلوبه في التخلص من أعدائه. كل ما يفعله هو محاولة إخافة عدوه، أعرف أن بعضكم قد يقول أنه في ورطة كبيرة، فهو ليس بحال يخيف به أحد، قد تكون على حق فهو لا يوحي لأحد بالخوف، ولكن إليك الطريقة التي يخيف بها أعدائه، أول ما يفعله، هو الانتصاب على قوامه الخلفية على هذا النحو، ويبدأ بالقفز ليوحي قليلا بأنه شرير سيئ الطباع وبالغ القسوة، ثم يفتح فمه على وسعه قدر الإمكان، يتبع ذلك مباشرة بنفخ الحنجرة، تماما كما ينفخ المرء بالون، وما أن يفعل ذلك حتى تنطلق النتوء التي حول عنقه لتبدو كالأسهم الحادة التي تحيط بذقنه. ما أن ينظر إليه الحيوان المعادي حتى يصرخ على الفور: يا إلهي، أسهم ! ليفر هاربا. فهو لا يريد أن يأكل السهام، ولا حتى أنت تريد ذلك أيضا.
لنفترض أنك عدت إلى البيت يوما وقالت أمك أن لديها طبق من الحراب. لا شك أنك ستعتذر عن تناول العشاء وتلتزم الحمية. أو ما رأيك بتناول غداء فيه زبدة الفستق والمربى وحسك السمك. لا يمكن أن يحدث ذلك، لا يمكن أن تأكل ذلك أبدا.
بما أنك لا تحب السهام، هناك حيوانات لا تحب أكلها أيضا، وهكذا يتخلص من أعدائه، فهو لا يقاتلهم، ولا يشويهم بالنار، بل يلجأ إلى إخافته بذقنه المغطاة بالسهام، ولا شك أنك توافقني بأنها فكرة سديدة للتخلص من الأعداء.






آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس
قديم 12-21-2009, 01:53 PM رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: الزواحف البرية

السحلية الزجاجية

أريد أن أطرح سؤالا، أي نوع من الزواحف يبدو هذا بالنسبة لكم؟ أعرف أن بعضكم سيبادر إلى التفكير مباشرة أنها نحيلة بدون قوائم، أي أنها أفعى. والحقيقة أنها شبيهة جدا بالثعابين، كما أنها تتصرف تماما مثلها، مع أنها ليست حية، إنها سحلية، ولكن بدون قوائم، أما اسمها فهو السحلية الزجاجية. عندما تمعن النظر بهذه السحلية يتبين لك تماما أنها سحلية، مع أنها تبدو شبيهة جدا بالثعابين.

لنمعن النظر أولا في الوجه، إذا تأملت في عينيه يمكن أن ترى بأنها ترمش، أي أن لعيناها جفون ترمش بها، وهذه ميزة لدى السحالي، لا يمكن أن تكون لدى الثعابين، التي تبقي عيناها مفتوحتان دائما، هل تعلم أنها مفتوحة منذ الولادة؟ وطوال حياته؟ وحتى بعد مماته.
إذا قررت الخروج في يوم مشرق دافئ، تجبر فيه على أن تغمض عيناك لحمايتها من بريق الشمس ولمعانه، لا يمكن للثعبان أن يفعل ذلك، عليه أن يبقي عيناه مفتوحتان بالكامل.
أو إذا قررت الخروج في يوم ممطر عاصف تضرب فيه الرياح بوجهك، فتغمض عيناك لحمايتها من رذاذ المطر، لا يمكن للثعبان أن يفعل ذلك، عليه أن يبقي عيناه مفتوحتان بالكامل.
حتى أن الثعابين لا تغمض عيونها عندما تذهب للنوم في الليل، أبدا، أي أنها دائما مفتوحة. لهذا إن رأيت حيوان شبيه بالأفعى ويتصرف كالأفعى، ولكن عيناه ترمشان، تأكد أنه ليس أفعى، بل من السحالي.
لنمعن النظر عن قرب على هذا المخلوق، كي نحاول رؤية شيء ليس من السهل اكتشافه فيه، هنا إلى جانب رأسه وقريبا من إصبعي، يمكن أن ترى ثقب صغير جدا، هذا الثقب الذي رأيته، هو الأذن، لجميع السحالي آذان، على خلاف الأفاعي تماما، وهي صماء لا تسمع الأصوات الهوائية. تشعر الأفاعي بالذبذبات عبر الأرض، وهي تعطي الثعبان معلومات كثيرة، إذا كان هناك حيوان يتحرك يمكنها أن تحدد ما إذا كان صغيرا أو كبيرا وما إذا كان يقترب أو يبتعد عنها، كما يمكن أن تحدد إذا كان حيوان واحد أو أكثر، أي أن الذبذبات الأرضية تمنح الثعبان كثيرا من المعلومات، ولكنه لا يحص على أي من هذه المعلومات عبر الهواء. أي أن الأمر على هذا النحو، يمكن للثعبان أن يسمعك تمشي، ولكنه لن يسمع حديثك.
دعنا نعاود النظر عن قرب إلى هذا الحيوان، سنرى أن له أنف، علما أن للثعابين والسحالي أنوف وهي تتنفس الهواء، وماذا عن اللسان؟ لكلاهما ألسن أيضا. إنها الحقيقة خصوصا وأن بعض السحالي تستعمل ألسنتها على طريقة الثعابين، فهي تطلقها في الهواء وتأخذ جزيئات منه تستعملها كحاسة للشم.
والآن من الواضح أن ليس لها قوائم، ونحن نعرف بأن ليس للثعابين قوائم على الإطلاق، ومع أننا نعرف بأن للسحالي قوائم، هناك بعضها مثل السحلية الزجاجية هذه، ليس لها قوائم، أي أن القوائم ليست ضرورية جدا لتكون سحلية.
ولكن ماذا عن الذيل. جميعنا يعرف بأن للثعابين ذيولا وللسحالي أيضا ذيول، ولكن هناك فارق كبير بينذيل الأفعى وذيل السحلية. فعادة ما يكون للأفاعي ذيول قصير وأجسام طويلة، أما السحالي فلها أجسام قصيرة وذيول طويلة. فإذا كان لدينا أفعى طولها ثلاثة أقدام، وسحلية طولها ثلاثة أقدام، سنلاحظ فارقا كبيرا بين أطوال ذيلهما وجسميهما، سترى أن طول ذيل السحلية سيبلغ أكثر من قدمين، دون أن يتعدى جسمها قدما واحدا. أما لدى الأفعى، لن يتعدى طول الذيل ثلاثة إنشات، أما الباقي فهو موزع على جسمها ورأسها. أي أن هناك فارق كبير بين أذناب السحالي والثعابين. الفارق الآخر المتعلق بالذيل، هو أن الذنب الثعبان لا يمكن أن ينمو مرة أخرى، إذا ما تعرض للقطع. كما أن ذيل السحلية لا ينمو لدى جميع أنواعها، إلا أن بعضها يستطيع ذلك، أما هذه العملية فتسمى بإعادة النمو. أي أن بعض السحالي تنمي ذيولها مرة أخرى، وليست جميعها، أما الثعابين فلا يمكن أن تفعل ذلك أبدا.
ولكن ماذا عن الزحف؟ جميعنا يعرف أن ليس للثعابين قوائم وأن عليها أن تزحف على الأرض، وهي بارعة جدا في ذلك وتتمتع بالسرعة والكفاءة العالية. لنرى هل السحلية الزجاجية مثلها؟ كلا على الإطلاق، حتى أن جسمها يبدو عاجزا، وهي ليست سريعة وبارعة بالحركة كالثعابين، والحقيقة أن لهذه السحلية نتوء عند الخط الفاصل بين لوني جسمها، وهي هنا لتمنحه القدرة على الحركة والمناورة والإنحاء والانعطاف والتمدد، أي أنها تساعدها على الحركة، إلا أن سحلية كهذه على الأرض، لا تتمتع بالكفاءة نفسها التي لدى الأفاعي.
أما الجانب الذي تتفوق فيه السحلية الزجاجية على الأفعى، فهو الغوص تحت الأرض، أما السبب في ذلك فهو هنا. لدى هذه السحالي جلد ناعم جدا، لا يسمح لشيء أن يعلق به، حتى أنها عندما تغوص في الوحل والتراب وغيره، ينتفض كل شيء عن جسمها، أي انها تتحرك بسرعة وهي تحفر تحت الأرض، أما على السطح فترتبك جدا، لا يمكن أن تتمتع بكفاءة قريبة من براعة الأفاعي.
عادة ما تعيش هذه السحلية وسط المراعي والحقول التي تنبت فيها الأعشاب. وهي تغذى على أشكال متنوعة من الحيوانات، فهي تتغذى عادة على بعض الديدان والسحالي والثعابين الصغيرة والعنكبوت، وكل ما ملكت من حيوانات الصغيرة الأخرى التي تستطيع صيدها وأكلها، أي أنها لا تميز بين الحيوانات الصغيرة التي تتغذى عليها.
لدى هذه السحالي طريقة مميزة للتخلص من الأعداء، وهي طريقة لا تتبعها الثعابين على الإطلاق. لنرى ماذا تفعل.
لنفترض أن السحلية الزجاجية خرجت مرة تتنزه فوق سطح الأرض لتتنبه فجأة، يظهر أمامها كلب كبير وهو يقول في نفسه: حسنا لقد عثرت على طعام الغداء، مع أن السحلية لا تحب سماع ذلك، ولكن الكلب ينطلق نحوها ويضعها في فمه، لا شك هنا أنه سيضع في فمه جزء واحد من هذه السحلية، فإما أن يمسك بذيلها أو بجسمها، لنفترض أولا أنه أمس بالذيل، ماذا سيكون موقف السحلية؟ لن يجد خيارا آخر سوى الفرار مسرعا، وعندما يفعل ذلك، ينقطع ذيله عن جسمه، وعندما ينقطع الذيل يسقط جسم السحلية على الأرض، وهكذا يختفي بين الأعشاب، بينما يستمر الذيل بالتحرك والاهتزاز، بحركة لا تتوقف في فمه، دون أن يتنبه الكلب إلى أن السحلية قد رحلت، ولكن ماذا إن عض الكلب جسم السحلية؟ ماذا سيحدث حينها؟ ستهتز السحلية وتتحرك بقوة حتى يسقط الذيل عنها، وينطلق على الأرض، وهو يستمر بالاهتزاز والحركة العنيفة دون توقف حتى يلفت نظر الكلب، الذي يلتفت إليه ويفكر في نفسه أنه فقد السحلية، فيفتح فمه ليمسك بالذيل، كي يقع جسم السحلية منه، وتنطلق مبتعدة بين الأعشاب، بينما يستمر الكلب بمطاردة الذيل المتحرك.
أي أن لهذه السحلية طريقة مميزة في التخلص من عدوها، ولكنه بعد أن يفقد الذيل ينمو له ذيل آخر، من خلال عملية النمو المتجدد، ليتمكن من الفرار من الكلاب وغيره من الأعداء مرة بعد أخرى بالطريقة نفسها.
يمكن أن تلاحظ بأن هذه السحلية شبيهة جدا بالثعابين، وهي تتصرف تماما كالثعابين، ولكنها دون شك، ليس من الثعابين إطلاقا.
=-=-=-=-=-=
هذه سلحفاة يمكن أن تعثر عليها في كثير من الولايات الجنوبية الشرقية من أمريكا. وهي تسمى بسلحفاة غوفر، يمكن أن نقول بأن هذه السلحفاة التي بين يدينا صغيرة بعد، يمكن أن ترى الدروع التي تميز صدفتها، وهي دليل على صغر سنها، عندما تنمو السلحفاة مع الوقت، تختفي هذه الدروع الصغيرة، وتصبح الصدفة ناعمة جدا.
اسم هذا الحيوان يؤكد أنه سلحفاة، وهي تسكن بالتحديد على اليابسة، أي أنها لا تغوص في الماء على الإطلاق، أما السبب في ذلك فهو أنها لا تتقن السباحة.
هل يمكن أن تتخيل ما قد يصيب هذه السلحفاة عندما تسقط فجأة في النهر وهي تمشي فوق جسر ما؟ أول ما يصيبها عندما تسقط في الماء هو الغرق تماما كالحجر، ما يعني أنها قد تتعرض للموت، ذلك أنها لا تطفو فوق الماء ولا تتقن العوم. أي أن سلحفاة الغوفر لا تقترب من الماء على الإطلاق، حالها كحال جميع سلاحف اليابسة، لا يمكن أن ترى أي منها يتنزه على الشواطئ.
الجزء الثاني من اسمها هو غوفر، وهو اسم سنجاب أمريكي يحفر في الأرض ويسكن الجحور. سلحفاة الغوفر تحب الحفر أيضا، فهي تحفر نفقا يصل طوله إلى أربعين قدم، أي أنه ه طويل جدا.
إذا أردت أن تحفر نفقا ما، قد تستعمل بعض الأدوات، بلا شك، قد تلجأ إلى المعول والمجرفة، وحتى حفارات الآبار، هل تعتقد أنها تستطيع استعمال أدوات كهذه؟ لنرى إن كان لديه بعض منها، (..) انتظر، كلا ظننته يخفي شيئا هناك ولكنها إحدى قوائمه. أي أنه لا يحمل معولا ولا مجرفة. أي أنه يحفر الأرض على الطريقة القديمة، أي أنه يستخدم قوائمه الأمامية، وهو الآن يستعرض أمامنا طريقة الحفر بيديه، يمكن أن ترى بأن يديه عريضتين، أي أنها تشبه شكل المجرفة، وفي نهاية قدميه يتمتع بمخالب صلبة جدا، وهو لا يستخدمه للقتال والعراك، بل يريدها للحفر عميقا في الأرض، ما يساعده على فتح الأنفاق بكفاءة عالية.
عندما يحفر هذه الأنفاق، لا يقبل بأن تكون ضيقة ومعتمة وغير مريحة، بل يسعى لأن تكون كبيرة الحجم واسعة وجميلة، بل هي رائعة لدرجة أن بعض الحيوانات الأخرى تسعى للعيش فيها معه، من بينها الأرانب والراكون والأفعى المجلجلة.
تحب هذه الأفعى نفق سلحفاة الغوفر لهذا تسكن معها، أي أنها رفيقتها في السكن، لا تؤذ أي منهما الأخرى، بل يتعايشان على ما يرام، وهذا ما يسمونه بالتعايش التكافلي، وهذا يعني أن هناك حيوانين يسكنان ويعملان معا، وبما أنهما يسكنان معا، يتمتعان بحيات أفضل من العيش كل بمفرده.
هناك عدد من الأسباب التي تقف وراء التكافل: لنرى أولا المجلجلة، ما الذي تساهم به الأفعى للعيش في النفق؟ حسنا، إنها تقوم بما يشبه الحراسة. أي أنه يعمل على عدم السماح للحيوانات الأخرى مثل الراكون والأرنب وما شابه ذلك، بالدخول للعيش هناك ولا شك أن هذه فكرة جيدة وإلا لكان النفق سيزدحم بها جدا، أي أنه يتولى حماية الجحر. وإذا كانت هناك حيوانات خطيرة تريد الدخول إلى هناك، كبعض أنواع الثعابين مثلا، يتولى الدفاع عن الجحر بكل ما لديه، أي أن المجلجلة تتولى حماية النفق.
ما الذي تساهم في السلحفاة في هذه العلاقة؟ تكمن مساهمتها في حفر النفق، لولاه لما وجد النفق أساسا، أي أنه يحفر النفق منذ البداية ويعمل على توسيعه وزيادة ارتفاعه وعمقه، كما أنه يسهر على صيانته وتنظيفه. أي أن السلحفاة تسهر على الصيانة والنظافة، لتعمل المجلجلة في الدفاع. أثناء وجود هذه السلحفاة في الجحر، تعرف أنها بأمان لا تخاف أن تتعرض لهجوم من حيوان آخر.
ولكن ماذا يجري عندما يخرج للتنزه في حقول الأعشاب؟ فهو يفعل ذلك يوميا، لأنه يحب أن يأكل الحشيش والزهور والنباتات على أنواعها، وهو يمضي فترات طويلة بين تلك الحقول. ماذا يجري إذا هاجمه حيوان ما في تلك الحقول؟ بما أنه سلحفاة، ويتمتع بصدفة صلبة، يحاول الإختباء في داخلها. تعلم بأن غالبية السلاحف تسحب قوائمها ورأسها وذيلها وتختبئ في الداخل، يمكن أن ترى هذه السلحفاة أيضا تخفي قوائمها وذيلها وهناك متسع لها، وماذا عن المنطقة الأمامية، حسنا لقد سحب رأسه وسحب يداه، ولكن لا يوجد متسع لقوائمه الأمامية، عندما يحاول إدخالها إلى الصدفة، تبقى في الخارج هكذا، أي أن الحيوانات يمكن أن تعضها وتخدشها وتؤذيها، أي أن الحال ليس آمنا لها إطلاقا، أتعرف ما يجري، يبدو أنه يسحب رأسه ويبقي قوائمه الأمامية دون أن يكترث بها. أما السبب في ذلك، فهو أنها مغطاة بحراشف صلبة جدا، يمكن أن ترى بأن هذه الحراشف شبيهة جدا بالدروع، التي كان الفرسان يرتدونها، هل تتذكرون المحاربين القدامى أيام الفتوحات، كانوا يرتدون دروعا تحمي أجسامهم من ضربات الأعداء. هذا هو حال قوائم السلحفاة الأمامية التي تحميها الحراشف من الأعداء. أي أن الحيوانات يمكن أن تعض هذه القوائم كما تشاء دون أن تسبب لها الأذى على الإطلاق، ذلك أنها محمية بدروع سميكة. لهذا تتمتع السلحفاة بحماية وأمن الصدفة فوق الأرض، وحماية وأمن النفق تحت الأرض.
إذا رأيت سلحفاة الغوفر تسير على الأرض وتدخل في جحرها، إياك أن تحاول اللحاق بها وتسعى للإمساك بها هناك، فمن المحتمل جدا أن تمد يدك بالجحر، وبدل السلحفاة تمسك بالأفعى المجلجلة؟ لن يعجب ذلك الأفعى، ولن تكون مسرورا بدورك أبدا. لهذا ابتعد عن جحر سلحفاة الغوفر، لديه الكثير من الضيوف هناك، ولا يحتمل وجودك معه أيضا.
=-=-=-=-=-=-=
هذه أشهر أفعى في العالم، وهي تسمى، الكوبرا، وهي تسمى تحديدا كوبرا ألبينو بلون واحد، من الواضح أنها صفراء اللون، وعيناها زهريتان. ولكن إذا وجدت هذا الثعبان على الأرض، لا يمكن أن تعرف بأنه كوبرا، كلا ، قد تلاحظ أنها بيضاء اللون مثلا، ولكن لن تعرف بأنها كوبرا، لا يمكن التعرف على الكوبرا إلا عندما تنتصب، وترفع رأسها هكذا. يمكن أن ترى بأن الاتساع الظاهر هنا ليس رأسها، بل هو ما يحيط بمنطقة خلف رأسها، هي العنق، وهي تستطيع فتح وإغلاق هذا العنق، تماما كما تفتح وتغلق أنت شمسيتك. علما أنه لا يستعمل هذا العنق كما تستعمل أنت الشمسية، أي أنه لا يرد المطر عنه، بل يستعمله لإخافة أعداءه به.
قد يتساءل البعض من يسعى لأن تكون الكوبرا عدوته؟ من يريد مواجهتها؟ ولكن صدق أو لا تصدق لدى الكوبرا أعداءها أيضا. ولكن حين يواجه الكوبرا عدوه، لا يسعى لمقاتلته في الواقع، كل ما يسعى إليه هو إخافته، لأن الكوبرا لا تحب القتال أيضا، لهذا تفضل إخافة عدوها كي لا تجبر على قتاله. أما حين يرفض الرحيل، ويصر على مقاتلة الكوبرا، حينها فقط تبدأ الكوبرا بعرض عضلاتها فتفعل ما يلي:
ترفع الكوبرا رأسها عن الأرض، ثم تفرد العنق على وسعه، ما يجعلها تبدو كبيرة وقاسية وسيئة جدا، عندها يصرخ المرء: آه، كوبرا! ويفر هاربا. ولكن هناك حيوان لا يفر أبدا، حتى أنه لم يحاول أبدا الهرب من الكوبرا، وهو يعرف باسم مانغوس، الذي ينظر إلى الكوبرا ويقول في نفسه: إنها الكوبرا، حان وقت الغداء. ذلك أنه يعتقد بأن طعمها






آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس
قديم 12-21-2009, 01:53 PM رقم المشاركة : 15
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: الزواحف البرية

الطريقة التي يتبعها مانغوس لقتل الكوبرا، هو أولا بالوقوف ساكنا أمام الكوبرا، ما يجعلها تستقيم وتفرد عنقها على وسعه، ما أن تفعل ذلك حتى يقفز مانغوس في الهواء ، ويهاجم عنقها مباشرة، ليعضه ويحطمه، فيقتل الكوبرا، وهكذا تصبح الكوبرا غداء له.
يبدو أن الأمر في غاية السهولة، مع أنه لا يجري دائما على هذا النحو. ففي بعض الأحيان، يقفز مانغوس في الهواء، ويهاجم عنق الكوبرا، ولكنها تستدير مسرعة وتلسعه، وهكذا يصبح المانغوس غداء لها.

أي أن هذا طعام خطير، لا يشبه إطلاقا طلب الغداء في المطاعم، كلا، على الإطلاق. هناك نوع واحد من الكوبرا لا يمكن للمناغوس أن يتغلب عليه أبدا، وهي تسمى، الكوبرا الباصقة. وهي كباقي أنواع الكوبرا تتمتع بأنياب وسموم وهي تلسع طريدتها كما يفعل باقي أبناء جلدتها، ولكنها تستطيع أن تبصق السم أيضا من غدة تقع تحت أنيابها، تماما كما تقذف الماء من مسدس مائي. عندما تفعل ذلك عادة ما تستهدف عينا الحيوان. عندما يدخل السم في العينين، لا يمكن أن يقتل فورا، ولا تذوب عيناه، كل ما يفعله هو انه يعميه لبعض الوقت لا أكثر، ولكن ما يحدث عادة هو أن تزحف الكوبرا نحو الحيوان بعد أن يفقد البصر، لتتمكن منه وتأكله كوجبة طعام.
أما إذا كان حيوان تخافه الكوبرا، تنتهز فرصة فقدانه البصر، تلوذ بالفرار بعيدا عنه. وهكذا فإن القدرة على قذف السم نحو حيوان تجعله يفقد البصر، يساعد الكوبرا الباصقة في الحصول على الطعام، والفرار من الأعداء.
لا شك أن جميعكم شاهد الكوبرا في التلفزيون وفي الأفلام، كما رأيتم عازف المزامير، الذي عادة ما يكون عجوزا يجلس على الأرض ويعزف على مزمار خشبي أما الكوبرا. المهم أن ما تفعله الكوبرا أمام ذلك العازف، هو أنها تستقيم وترقص حتى انتهاء العزف أليس كذلك؟ ولكن لماذا؟ مع أننا نعلم بأن ليس للثعابين آذان؟ ما يعني أنها لا يمكن أن تسمع الموسيقى، ولكن كيف لها أن ترقص على العزف إذا؟ أي أنها لا ترقص، لأنها لا تسمع الموسيقى، والحقيقة أنها لا تعرف أن العازف يحمل مزمار، بل تعتقد أن العجوز يجلس على الأرض ويضع في فمع عصى، كما يظن بأن العجوز سيضربه بها على رأسه. لهذا لا يكف الثعبان عن التفكير بأن عليه الاحتراس والاستمرار في إخافة العجوز، لهذا يستقيم ويفرد عنقه، لأنه حين يعرف من أنا، سيفر بعيدا. عندما لا يفلح في ذلك يفكر الثعبان بأن يراقب العجوز عن قرب، لأنه سيضربني على رأسي إن لم أحترس، لهذا يبدأ بمراقبته بحذر، بينما يجلس العجوز هناك ويعزف على المزمار وهو يحرك رأسه طربا، بينما يفعل هو ذلك، تحرك الكوبرا رأسها معه، حتى تبدو وكأنها ترقص، مع أنها لا ترقص، بل تترقب حركة رأس العجوز أمامها، وتعمل على حماية نفسها بأسلوب الكوبرا. لهذا قد تبدو الكوبرا وكأنها ترقص، مع أنها لا تسمع أي صوت للموسيقى إطلاقا.






آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس
قديم 12-21-2009, 01:54 PM رقم المشاركة : 16
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: الزواحف البرية

أفعى البوا العاصرة

أول ضيف لدينا اليوم هو ثعبان يسكن في الشمال الغربي للولايات المتحدة، وهو يتواجد في شمال كليفورنيا وواشنطن وأورغان، وفي أيداهو ومونتانا، حتى أنها تنتشر أيضا في شمال نيفادا ويوتا. أي أن هذا الثعبان يعيش في مناطق مختلفة من الولايات الغربية الشمالية لأمريكا.

قد يتساءل بعضا منكم وما في ذلك؟ هناك الكثير من الأفاعي التي تسكن هناك. أنت على حق، ولكني أشك بأنك تتوقع العثور على أفعى البوا العاصرة تسكن هناك أليس كذلك؟ هذا هو الثعبان الذي أحمله إنه بوا عاصرة.
هناك نوعين من هذه الثعابين التي تسكن في الولايات المتحدة، منها البوا الزهرية، وهناك أيضا البوا المطاطية. عادة ما نعتقد بأن البوا العاصرة تسكن في المناطق الاستوائية الحارة والرطبة من أدغال أمريكا الجنوبية والوسطى، ولا أحد يفكر بأنها ستسكن في المناطق الباردة الواقعة إلى الشمال من جبال أياهو، ولكن هذا هو المكان الذي تسكنه فعلا.
وعادة ما نعتقد بأن البوا العاصر هي تلك الثعابين السمينة والطويلة والثقيلة الوزن، أما هذه الأفعى فليست على هذا الحال، بل هي صغيرة جدا، فطول العادية منها لا يتعدى القدمين فقط أما العملاقة بينها فقد تصل إلى واحد وعشرون إنشا، أي أنك لن تعثر على أي منها بطول يتعدى القدمين ونصف، ما يعني أنها ثعابين صغيرة.
أما البوا المطاطية فقد استوحي اسمهما من مما هي عليه من شكل،، لنوضح أولا أنها أفعى حقيقية، وليست لعبة مطاطية ولا يمكن أن تعثر عليها في متجر ألعاب بل في محل لبيع الحيوانات.. عودة إلى الأفعى إذا نظرت إلى جلدها يمكن أن ترى بأنها فعلا تشبه المطاط، وحتى إذا لامستها قد تشعر بأنها مصنوعة من المطاط. يوحي جلد هذه الثعابين فعلا بإحساس غريب جدا.
أحيانا ما يطلق على البوا المطاطية لق ذو الرأسين. وهنا قد يتساءل بعضكم وهل لها رأسان فعلا؟ طبعا لا، ولكن إذا تأملنا مليا بذيلها، سنرى بأنه شبيه جدا بالرأس، وهو يستعمله في بعض الخدع.لنفترض مثلا أنه فجأة قد شاهد فأر، وأراد أن يأكله. أول ما يفعله عندما يشاهده الفأر هو إطلاق ذيله في الطريق، فيقف الفأر متأملا، لأنه يعرف بأن الثعبان لن يفعل شيئا حتى يلسعه فمها، ويفكر بأنه إذا احترس من ذلك الفم سينجو بنفسه. وهكذا يتأمل بحذر شديد ذيل الأفعى ظانا بأنه رأسها، في هذه الأثناء يلتف الثعبان حول الفأر، وينقض عليه بفمه الحقيقي، ويعصرة لأن ثعابين البوا جميعها عاصرة، وهكذا يقتله ويأكله على الغداء.
أي أن هذا الثعبان يخضع فريسته حين يقنعها بأنها تحترس من رأسه بينما هي تتأمل في ذيله.
نعرف بأن البوا العاصرة تسكن في الأدغال الاستوائية، ولكن المكان المناسب لهذه الثعابين هو في أعالي الجبال قريبا من بعض الجداول التي تمر عبر المناطق الشجرية والمروج المليئة بالأعشاب. بين تلك المروج، سوف تجد بعض الأشجار المتعفنة المنتشرة هناك. تعبر الجداول أيضا وسط غابات الصنوبر، التي تحتوي على الكثير من الأشجار الميتة، التي يبقى بعضها منتصبا، ويسقط بعضها الآخر على الأرض ويتعفن، لتصبح المسكن المثالي لهذه الأفعى.
تتميز البوا المطاطية بأنه تتقن السباحة جدا، وتتمتع ببراعة في التسلق، وفي حفر الجحور تحت الأرض. وهي تمضي غالبية الوقت في محاولة صيد الطعام، وهي تتغذى على الفئران والجرذان وحيوانات صغيرة أخرى يمكن أن تصطادها. وهي تكمن لها قريبا من الجداول، إلى حيث تأتي كي تشرب فتنقض عليها وتعصرها وتأكلها.
كما يمكن أن تجول تحت لحى الشجر، حيث تبحث عن حيوانات تختبئ هناك، كما تعثر على فريستها أيضا وهي تحفر التربة تحت أنقاض الشجر المتعفن في المروج، فتعثر على جحور للفئران و الجرذ وأنواع أخرى من الحيوانات لصغيرة المشابهة، حيث تهاجمها وتأكلها على الفور. أي أنها من امهر الثعابين في الصيد، ولكن نادرا ما نراها لأنها تنشغل دائما في حفر الثقوب تحت التراب أو بين الأعشاب ولحى أغصان الأشجار المتعفنة.
تتبع هذه الثعابين هذا الأسلوب لصيد الكثير من الحيوانات. ولكن كيف لها أن تتخلص من أعدائها؟ يبدو، أنها لا تفر. فعلا، فإذا وجدها عدو ما تقع في ورطة كبيرة. فهي بطيئة جدا في الهرب. كما أنها لا تلسع حتى إذا هاجمها حيوان معاد، بل تكتفي بالالتفاف على نفسها كالكرة، كما تفعل الآن في يدي، تلتف على نفسها كالكرة وتستسلم، على أمل أن يتركها العدو ويرحل. والحقيقة أن هذا ما يحدث أحيانا، حيث يداعبها الحيوان قليلا ثم يرحل ولكن عادة ما لا يفعل، بل يبادر بالتهامها كوجبة غداء. أي أنه لا يتخلص من عدوه، بل يبذل جهدا كي لا يعثر عليه، ولهذا يمضي الوقت في الاختباء تحت لحى الشجر وتحت الأرض وبين تلك الأغصان الميتة، فما أن يعثر عليه، حتى يستسلم فورا.
يولد صغار البوا المطاطية أحياء مثل جميع أنواع البوا العاصرة. تعتقد بأن جميع الثعابين تضع البيض ولكن هذا ليس صحيحا، فالكثير منها يضع البيض إلا أن البعض مثل المجلجلة ونحاسية الرأس ومائية ماكنسون والبوا العاصرة، ولكن، هل تعتقد أن صغار الأصلة تولد حية؟ خصوصا وأنه شبيهة جدا بالبوا، كما أنها تسكن في المناطق نفسها وتتغذى على الأطعمة ذاتها، ولكن لا، فالأصلة تضع البيض، أما البوا فتلد الصغار أحياء. رغم التشابه الكبير بين الأصلة والبوا، فهناك فوارق واضحة بينهما.
أرى أنه من الشيق جدا أن تجد البوا بعض بنات فصيلتها تسكن بعيدا في الأدغال الاستوائية، بينما يعيش البعض الآخر في أعالي جبال الشمال الغربي مثل أيداهو، أو مونتانا، ما يثير الدهشة من اتساع الرقعة التي تنتشر فيها هذه الفصيلة من الثعابين.
=-=-=-=-=-=-=-=
لنتعرف الآن على الحرباء، وهي سحلية غريبة الشكل فعلا، يمكن العثور عليها في أفريقيا ومدغشقر وآسيا كما تسكن أيضا في بعض المناطق الأوروبية. أي أنها تسكن في أنحاء متعددة من العالم.
هناك أنواع متعددة من الحرباء يزيد مجمعها عن ثمانين نوع في العالم، وهي سحلية غريبة فعلا، فهناك بعض منها يضع البيض، بينما ينجب البعض الآخر منها صغاره أحياء، وهي ظاهرة عادة ما لا تحدث كثيرا في الفصيلة نفسها، لهذا فهي مسألة غريبة.
تعتمد الحرباء طريقة غريبة لشرب الماء أيضا. نعلم بأن على الحيوانات أن تشرب الماء كي لا تموت عطشا، لهذا تذهب غالبيتها العظمى إلى الأنهر والبحيرات والبرك من حيث تشرب الماء. أما الحرباء فلا تفعل ذلك، فهي تمضي طوال حياتها فوق أغصان الشجر، ولا تنزل على الأرض، لأنها خطيرة بالنسبة لها. حسنا فكيف تشرب الماء إذا؟ نعلم أن هناك بعض السلاحف التي تحصل على الماء من خلال تناولها الفاكهة والنباتات التي تنضح بالعصير، أي أنها تشرب الماء من خلال أطعمتها، ولكن هذا لا ينطبق على الحرباء، لأنها آكلة لحوم، أي أنها تتغذى على أكل الحشرات، فكيف تحصل على ماء الشرب؟
إذا خرج المرء في الصباح الباكر إلى الحديقة، سيلاحظ بأن الأعشاب مبللة جدا، وقد عرف هذا البلل بالندى، وإذا صعدت إلى الشجر في ذلك الوقت أيضا سترى بأن الندى يغطي أوراقها، والحرباء تحصل على الماء من هناك، فهي تلعق قطرات الندى من على أوراق ولحى الشجر لتحصل بذلك على ماء الشرب.
وعندما تمطر السماء تغطي المياه الأوراق والأعشاب العالية القريبة من الأغصان، تحصل على الماء بلعقها من هناك أيضا. أي أنها تحصل على الماء من على أسطح النباتات، وليس من أكلها، أي أنها تختلف عن السلاحف بهذا الشأن.
تشتهر الحرباء ببراعتها في التخفي من أعدائها، حتى أنها أكثر كائنات الطبيعة براعة في ذلك، وهي تبرع في ذلك لبضعة أسباب. يكمن أحدها في أن انحناءات جسمها بنيت على شكل أوراق الشجر، وإذا وضعت على غصن شجر كهذا سنرى أن شكلها يتأقلم جدا مع الأوراق فهو شبيه جدا بها.
هناك سبب آخر يساعدها على الاختباء ببراعة وهو لونها. هل تعلم أن الحرباء قادرة على تغيير لونها؟ فإذا كانت على شجرة خضراء، تميل إلى الاخضرار، وإذا كانت على شجرة بنية تميل إلى اللون البني، أي أنها تغير لونها ليتأقلم مع لون الشجرة التي تتسلق فوقها. أي أ،ها قد تفعل ذلك بالنسبة للأشجار البنية والخضراء، والرمادية في بعض الأحيان، ولكنه لن يتقمص جميع الألوان، فإذا ما وقفت على سيارة لإطفاء الحرائق، لن تميل إلى الاحمرار، وإذا وقفت على بعض الموز لن تصبح صفراء، مع أنها ماهرة في التحول إلى الأخضر والبني والأصفر بسهولة كبيرة، كما يمكن أن تصبح داكنة وكأنها سوداء، أو تشحب لتصبح بيضاء اللون تقريبا. أي أنها تتمتع بالكفاءة على تغيير لونها بما يضمن التمويه الذي يحميها.
هناك ميزة ثالثة تمكنها مة الاختباء من أعدائها وهي أنها تتحرك ببطء شديد، ولا شك أنها متسلقة بارعة لأنها تعتاد على العيش دائما فوق أغصان الشجر، وهي متسلقة بارعة لبضعة أسباب، يمكن أن نرى أحدها في شكل الأصابع، فهي تقوم بدور الأصابع البشرية تقريبا، التي عادة ما نستعملها كي نمسك بالأشياء، وهذا ما تفعله بأصابعها فهي تمسك بها الأشياء كأصابعنا تماما، أي أ،ها تستطيع التمسك بالأغصان بشدة. كما أن ذيلها يساعدها في التسلق، خصوصا وأنه شبيه بذيول القرود، أي أنها تستعمله لتمسك بالأشياء أيضا. أي أنها إذا كانت تمسك بغصن شجرة والرياح عاتية تهزها لا يمكن أن تسقط أبدا دون الحاجة إلى تغيير مواقعها لأن ذيلها سيساهم في تثبيتها هناك.
هل تعتقد أنك قادر على استعمال أصابع رجليك في التسلق؟ لا أظن ذلك، لا شك أنك تتقن استعمال يديك، وقد تساعدك الأصابع في الإمساك بأغصان الشجر للتسلق، أما إذا أردت استعمال أصابع رجليك، أعتقد أنك ستسقط عن الشجرة كالبهلوان دون أن تحرز أي تقدم يذكر، أي أننا لا نستطيع ذلك، أما الحرباء فهي خبيرة في ذلك، لأنها بارعة في التسلق.
المسألة الشيقة التي تلفت الأنظار في الحرباء هي عيناها، التي يمكن أن ترى بوضوح أنها على جانبي رأسها، فهي ليس على السطح وليست في المقدمة، وهي تتحرك مثل التلسكوب، إلى أعلى وأسفل وإلى الخلف والأمام. الغريب في الأمر هو أن الحرباء تستطيع النظر إلى شيئين مختلفين في وقت واحد، أي أنه ينظر باليمنى إلى ذبابة بجانبها، بينما يترقب باليسرى ثعبان يزحف نحوها. أي أن عيناها تتمتع بكفاءة جيدة تستطيع أن ترى عبر أفق واسع النطاق، دون الحاجة إلى تحريك رأسها، وهذه مسألة مفيدة، فإذا حركت رأسها كي تترقب عدوا قريبا، سيشاهد حركة رأسها.
وإذا أرادت أن تمسك فريستها تذكر أنها تأكل الحشرات، لا يمكن أن تحرك رأسها على الدوام ستلاحظ الحشرات ذلك وتبقى على مسافة منها. ولكنها تبقى ساكنة طوال الوقت. لنفترض أن حشرة كانت تحلق طوال اليوم وهي تشعر بالتعب، حين تنظر إلى الحرباء تعتقد أنها ورقة خضراء قديمة فتقرر الهبوط والتوقف عليها والاستغراق في النوم، وما أن تفعل ذلك حتى يقضى عليها لأن الورقة القديمة أكلتها، لأنها ليست ورقة خضراء قديمة، بل الحرباء.
أي أن هذه هي الطريقة التي تتبعها في الأكل فهي تترك الحشرة كي تقترب منها جدا حتى تمسك بها. ولكن كيف تفعل ذلك؟ هل يتولى فمها الإمساك بها؟ كلا. هل تمسك الحشرة بأصابعها؟ كلا. هل تستعمل ذيلها لتجلد الحشرة في الهواء؟ كلا. بل تستعمل اللسان، طبعا لأن الحرباء تتمتع بلسان طويل جدا، لدرجة أن طوله قد يوازي جسمها بكامله، وعلى رأسه ملقط صغير جدا، وهي تطلق العنان للسانها، تماما كما نرمي بخيط صنارة الصيد، وعندما تفعل ذلك، يمسك الملقط الذي في رأس اللسان بتلك الحشرة، وعندما تعلق الحشرة به تسحبها الحرباء وتأكلها، وهي طريقة رائعة للإمساك بالحشرات التي تحب أن تتغذى عليها.
لا شك أن غالبيتها تتغذى على الحشرات، إلا أن كبيرة الحجم منها قد تأكل العصافير الصغيرة وحتى الفئران الصغيرة، ولكن الغالبية العظمى من أنواع الحرباء تتغذى على الكثير الكثير من الحشرات.
أعتقد أنكم جميعا توافقون على أن هذا هو نوع غريب جدا من السحالي، التي يمكن أن تعثر في أي مكان من العالم.
=-=-=-=-=-=-=
سنتعرف الآن على إحدى الأفاعي الأشد فتكا في العالم، وهي تسمى، بالأفعى النافثة، التي تحتل جميع اللوائح الخاصة بالثعابين السامة والفتاكة والخطيرة في العالم، كما توضع أحيانا على لوائح أسوأ من هذه، أي أنها ثعابين خطيرة جدا. تنتشر النافثة في القارة الأفريقية، وهي تتواجد في عدة مناطق من القارة، بل في كل مكان منها باستثناء الصحراء الكبرى حيث لا يمكن أن تجدها، كما لن تتواجد في غابات المطر الاستوائية هناك، بل عادة ما تكثر في السهول والمناطق العشبية، فهي تحب العيش هناك.
تنتمي الأفعى النافثة إلى فصيلة الفايبر الحقيقية ، التي قد تعرف من بينها البيت فايبر، التي تعتبر من أقاربها، نعني بفايبر الثقوب المجلجلة ومائية ماكنسون ونحاسية الرأس، وهناك فارق كبير بين الفايبر الحقيقية، كالأفعى النافثة والبيت فايبر، يكمن الفارق الرئيسي هنا بالثقوب، طبعا فلدى ثعابين البيت فايبر كالمجلجلة مثلا ثقبان بين العينين والأنف، وهي جحور صغيرة جدا، هي عضو لتحسس الحرارة، والفايبر الحقيقية مثل هذا الثعبان، لا تتمتع بالثقوب، رغم وجود الكثير من التشابه بين البيت فايبر، والفايبر الحقيقية. نذكر منها أولا أن لهذين النوعي من الأفاعي رؤوس كبيرة جدا، يتخذ كلاها شكلا قوسيا، وعادة ما يثير شكل رأس الأفعى القوسي خوفا شديدا. كما تتمتع بعيون شبيهة بعيون القطط. أضف إلى هذا كله، أن الفايبر الحقيقية والبيت فايبر تتمتع جميعها بأنياب طويلة جدا وحادة، حتى أن طول بعضهما كما هو حال المجلجلة، قد يصل طول أنيابها إلى إنش كامل، ما يعني أنها خطيرة جدا. ولكن ثعابين الفايبر الحقيقية يمكن أن تتمتع بأنياب أطول من ذلك، طول هذه الأفعى مثلا يزيد عن الإنش الواحد، كما أن قريبتها فايبر الغابون تتمتع بأنياب طولها إنشان كاملان، ما يجعل منها أطول أنياب يمكن أن تتمتع أي أفعى في العالم على الإطلاق. أي أن أنيابها طويلة وحادة جدا.
والآن لنتأمل مليا بالأفعى النافثة نفسها، إذا أمعنت النظر جيدا يمكن أن تلاحظ الألوان البراقة فوق جسمها، سترى أنها تتميز بعلامات فارقة وبقع مميزة بالفاتح والداكن في جميع أنحاء جسمها. قد يفكر بعضكم الآن أنه من السهل جدا رؤيتها، ولكن إذا ما وضعت مثلا بين أوراق الشجر، أو فوق الحجارة والصخور والأغصان اليابسة وتحيطها ببعض الظلال، ستختفي تماما، بلا شك، لأنها تتمتع بألوان واقعية رائعة جدا.
الميزة الأخرى للنافثة هي أنها لا تعتبر من الثعابين الكبيرة جدا، وعادة ما لا يطول حجمها كثيرا، حتى أنها لا تتعدى الثلاثة أو الأربعة أقدام، وقد تصل العملاقة منها إلى خمسة أقدام، ولكنها تتمتع بأجسام سمينة وثقيلة الوزن. ومن هنا يمكن أن نتعرف على مصدر اسمها، فهي تنفث وتنفخ، وفي هذه الأثناء يقوم جسمها بالتقلص والتمدد، كما تسعى لأن تبدو كبيرة وشريرة قدر الإمكان، فتمدد جسمها إلى أقصى الحدود، وتعاود الانكماش مرة أخرى، وهي تتنفس بصوت مرتفع جدا عندما تفعل ذلك، فتصدر صوتا مخيفا تتردد غالبية الحيوانات في السعي إلى مهاجمتها أو الاقتراب منها.
يعرف عن الأفعى النافثة أنها تقتل عدد من الأشخاص في أفريقيا يفوق جميع الأفاعي الأخرى هناك، فهي خطيرة جدا، أما أسباب قتلها الكثير من الناس، فهي متعددة جدا، منها أنها تنتشر في جميع أنحاء القارة، ونتذكر أنها ليست في الصحراء الكبرى ولا تتواجد في الأدغال الاستوائية، بل في السهول والمروج، حيث يسكن الناس عادة. الميزة الأخرى لهذه الثعابين هي أنها كثيرة الانتشار، ولكن هذا لا يعني فقط أنها في مناطق شاسعة، بل وهناك الكثير منها أيضا. كما نعلم بأنها تتسلح بأنياب طويلة معززة بسم فتاك جدا، كما أنها تحقن كمية من السم تفوق جميع الثعابين الأخرى، ونتحدث هنا عن النافثة الراشدة بالطبع، التي تخزن كمية من السم الكفيل بقتل أربعة أو خمسة أشخاص في وقت واحد، أي أنها فتاكة فعلا.
من مزايا النافثة الأخرى هي أنها تخرج في الليل، أي أنها تفضل العمل بعد حلول الظلام، وهي عادة ما تكمن ليلا وسط الطرقات بانتظار أن يمر حيوان ما كي تلسعه و تأكله، والمشكلة هنا هي أن الناس يمرون على هذه الطرقات أيضا، وماذا يحدث في تلك الأثناء؟
لنفترض أن شخصا يسير على هذا الطريق حين يتعرض فجأة، للسعة الأفعى اللاسعة، فيتنبهوا حينها فقط لوجود ذلك الثعبان على الطريق، وأي طريقة مريعة هذه لاكتشاف وجود الحية هناك. أي أنها أفعى خطيرة لا يمكن أن تراها في الليل.
وهكذا تعتبر هذه الثعابين بين الأشد فتكا ورعبا وخوفا يمكن أ، تجدها في أي مكان من العالم. فهي تتمتع بأنياب طويلة وسم قوي فتاك جدا، كما أن ملامحها وصوتها يوحي بالشر والأذى فعلا، أي أنها مخيفة إلى جانب كونها فتاكة.






آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس
قديم 12-21-2009, 01:55 PM رقم المشاركة : 17
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: الزواحف البرية

أفعى الثعلب

سنتعرف الآن على ثعبان ينتمي إلى فصيلة أفعى الفأر، ولكنه ليس أحمر اللون، ولا أصفرا ولا أسودا، حتى أنها ليس أفعى الفأر الرمادية اللون، بل هي ما يسمونه أفعى الثعلب. قد يستغرب البعض منكم قائلا وكيف لأفعى الثعلب ان تكون من فصيلة أفعى الفأر؟ حسنا، أعرف أن هذه مسألة تثير بعض الارتباك، ولكن هذا هو اسمها، مع ذلك يجدر بنا أن نتأكد أولا إذا ما كان فعلا من أفاعي الفأر.

إذا تأملنا به أخذا بالاعتبار أن جسم أفعى الفأر شبيه بالخبز الإفرنجي، أي أنه مسطح في أسفله، مستقيم على جانبيه، وقليل الانحناء في أعلاه، لننظر جيدا من الواضح أن أسفله مسطح، وهو مستقيم على جانبيه، وقليل الانحناء في أعلاه. أي أنه من فصيلة أفاعي الفأر.
ولكن لماذا يسمونه ثعبان الثعلب؟ ليس في ذلك أي منطق، وهل تعلم؟ لا أعتقد أنه يحمل الاسم لأنه شبيه بالثعلب، كلا، فللثعلب فروة تغطيه وذيله يعج بالفرو أيضا، وأذنان طويلتان وأنف مدبب وأربع قوائم وأشياء أخرى ليس بهذا الثعبان أبدا، أي أنه لا يشبه الثعلب أبدا.
ربما كان لأنه يعوي بصوت شبيه بالثعلب. كلا، لأنه ينفث ولا أعتقد أنه يعوي على الإطلاق. ربما لأنه مرقط كالثعلب يتمتع بالألوان ذاتها فوق جسمه، كلا لم يسبق لي أن رأيت ثعلبا بهذه الألوان، كما أن الثعلب ليس مرقطا على هذا النحو أبدا. حسنا وجدتها ربما لأنه خبيث كالثعلب ألم يسمع أحدكم بأن الثعالب خبيثة جدا؟ ولكن كلا، فالحقيقة أن هذا الثعبان لا يفوق أي ثعبان آخر ذكاء، كما أن الثعابين ليست بذكاء الثعالب إطلاقا.
أي أن هذا ليس السبب أيضا، فلماذا يسمونه ثعبان الثعلب إذا؟ بكل بساطة لأن رائحته شبيهة جدا برائحة الثعالب، بل تشبه رائحة وكر الثعالب تحديدا . عند نهاية ذيله يتمتع بغدتين، يضغط عليهما حين يشعر بالتوتر، فيخرج منها سائلا، برائحة شبيهة بوكر الثعالب.
نعلم بأن وكر الثعالب هو المكان الذي يعيش فيه الثعلب، من حيث تنبعث رائحة مميزة وقوية جدا. يمكن لوكر الثعالب أن يكون كهفا أن حفرة كبيرة تحت الأرض، أو نفق بين الصخور، أو حفرة في شجرة قديمة أو حية بعد، ذلك لأن الثعالب تسكن في عدة أماكن تسمى جميعها بالأوكار. حسنا الرائحة التي في الوكر تصدر عن هذا الثعبان عندما يتوتر، لهذا يحمل اسم الثعلب، الذي تحمله الأفعى بسبب تلك الرائحة.
ينتشر ثعبان الثعلب في أنحاء البحيرات الكبرى في كندا، كما يعيش أيضا في مناطق من متشغن وأوهايو وفي أنحاء من مينوسوتا وإنديانا وإلانوي وحتى في هايوا، في كل هذه المناطق. يمكن لأفعى الثعلب أن تبلغ حجما كبيرا، حتى أنها أسمن وأثقل ثعابين الفأر على الإطلاق. علما أنها ليست الأطول، لا شك أنها سمينة وثقيلة ، فهي تراوح بين ثلاثة وخمسة أقدام فأحيانا ما تبلغ أفعى الفأر ستة أقدام علما أنها تصبح كبيرة جدا حينها، ولكن هذا لا ينطبق جدا على ثعبان الثعلب.
يواجه هذا الثعبان مشكلة كبيرة، كثيرا ما يحار الناس بهذا الثعبان فيقتلونه لأنهم يعتقدون أنه ثعبان آخر. حين ينظرون إلى رأسه يرونه محمرا فيعتقدون أنه نحاسية الرأس، وهكذا يقتلونه. وعندما ينظرون إلى البقع التي فوق ظهره، يعتقدون أنه المجلجلة، وبما أنه سمين مثلها يصرخ الجميع قائلين أنه مجلجلة، ةهكذا يقرون التخلص منه. أي أنه يتعرض للقتل على أيدي الجميع لأنهم يعتقدون أنه ثعبان آخر، وهذه مشكلة كبيرة بالنسبة لأفعى الثعلب.
تسكن هذه الأفعى في ظروف طبيعية مختلفة، إذ يمكن أن تجده في المستنقعات، أو في الغابات المفتوحة على أنواعها، كما وفي المروج والمزارع، أي أنه يعيش في أماكن متعددة.
المهم أنه يجد الأشجار في جميع هذه الأماكن وجميعنا يعرف بأن أفعى الفأر تتقن التسلق، إلا أن هذه الأفعى ليست بارعة في التسلق. ربما كان السبب في ذلك بدانته لأنه بدين وثقيل الوزن، بل هو الأثقل في العائلة، المهم أنه لا يتقن التسلق، كما أنه لا يتمتع بالخفة لهذا لا يكثر من تسبق الشجر، مع أنه يستطيع التسلق إذا أجبر على ذلك إلا أنك لن تجده أبدا يتسلق الأشجار لأنه يمضي غالبية الوقت على الأرض.
رغم أنه يتجول زاحفا على الأرض يعثر على الكثير من الحيوانات التي يتغذى عليها.
بما أنه من ثعابين الفأر فهو يعتب عاصرة من النوع القوي جدا، كما يتغذى على حيوانات كثيرة مثل جميع أنواع الجرذ والفئران طبعا بلا شك على اعتبار أنها تحمل هذا الاسم كجزء من كنيتها. ولكنها تحب أن تأكل أشياء كالأرانب أيضا والعصافير وبيض الطيور. أي أنه يتغذى على حيوانات متنوعة ومختلفة.
والآن كيف يتخلص ثعبان الثعلب من أعدائه؟ يمكن أن نرى أولا أنه يتمتع بمجموعة ألوان تحميه جيدا، وستتعذر جدا رؤيته إذا كان على أرض الغابة، أي أنه يتخفى جيدا، ما يعني أن قلة من الحيوانات تتمكن من اكتشافه، ولكن إذا أمسكه حيوان ما ولا يستطيع الإفلات منه، حينها يجبر على القتال. وأول ما يفعله عند ذلك الحين هو أن ينفث بصوت مرتفع جدا، ثم يفتح فمه ويهاجم العدو مرة بعد أخرى، ثم يرفع ذيله مستقيما ويهزه مصدرا أصوات مخيفة، ما يجعله يبدو شرير وعدواني، حين يفعل ذلك غالبا ما تخافه الحيوانات وتفر هاربة، علما أن بعضها لا تأبه، وترفض ان تدعه وشأنه، حينها يستقيم ويبدأ بلسع الحيوان المعادي مرة بعد أخرى. لا شك أنه ثعبان كبير يتمتع بأسنان كبيرة وحادة وإذا ما نال من شخص بعضه عدة مرات. لنفترض أن حيوانا أمسكه في فمه، وجر جسم الثعبان الثعلب ورائه، أو أن إنسانا تمكن من الإمساك به مثلا، أتعرف ماذا يفعل الثعبان؟ لن يتوقف عن لسعه مرة بعد أخرى بعد أخرى، كما أنه في الوقت نفسه يقوم بعملين آخرين، يكمن أحدها بالتبول على غريمه، أما العمل الآخر فهو وضع علامة عليه. أتذكر تلك الغدتين التي تقذف سائلا برائحة وكر الثعالب؟ هذا ما يفعله تماما، فهو يرش السائل فوق عدوه، سواء كان إنسان أو حيوان، عندما يفعل ذلك، يحقق إنجازين بوقت واحد، فإذا رش السائل على حيوان مثل الكلاب أو الثعالب أو الذئاب أو ما شابه ذلك، تصبح رائحة الحيوان أشبه برائحة الثعلب، والحيوانات تعرف بأن هذا سيغير رائحتها، وأن عليها تفادي هذه المنطقة، كما أن هذا الحيوان لن ينال من أي حيوان طوال بضعة أيام، أتعرف لماذا؟ لأن الرائحة لا تزول بسهولة، بل ستبقى رائحته على هذا النحو لأربعة أيام أو أكثر، أي أنها كرائحة الظربان، التي تبقى لمدة طويلة، وهي كريهة جدا. يحميه ذلك من الحيوانات الأخرى التي تقول في نفسها أن هذه منطقة خطيرة يجب ألا يقتربون منها. التأثير الآخر هو أن الرائحة كريهة وقوية جدا لدرجة الحيوان الذي يمسك به يطلق سراحه ويبتعد فورا عنه. لنفترض أن شخصا مثلك أراد الاحتفاظ به في المنزل كحيوان أليف، ستقرر فورا التخلص منه لأنك لا تريد حيوانا أليف بمثل هذه الرائحة في البيت، وحين تتركه يفر هاربا.
وإذا أمسك به حيوان يريده كوجبة غداء، فما أن يرشه بتلك الرائحة الكريهة حتى يقرر الحيوان التخلي عنه لأنه لم يعد يجد الشهية التي تجعله يأكل حيوانا بهذه الرائحة. أي أن الرائحة الكريهة التي تصدر عن الغدتين تساعده على الفرار من أعدائه. أي أنه يتمتع باسم غير اعتيادي وبأسلوب غير اعتيادي للتخلص من المخاطر. ذلك أنه يطلق رائحة كريهة تجبر الجميع على تركه وشأنه.
=-=-=-=-=-=
سنتعرف الآن إلى حية جميلة جدا، ولكنها في الوقت نفسه بالغة الخطورة، وهي تسمى نحاسية الرأس، وهي تسمية شديدة الوضوح إذا تأملنا جيدا في أعلى رأسها الذي يميل إلى اللون النحاسي اللامع، حتى أنه يوحي برأس سهم نحاسي قديم.
لدى النحاسية مجموعة أسماء أخرى يعرفها الناس بها، وهي من أقارب قطنية الفم ومائية ماكيسون، حتى أن الناس يعتادون على تسمية قطنية الفم ونحاسية الرأس بماكيسون. وللتميز بينهما يسمون قطنية الفم التي تعيش بين البحيرات والأنهر والبرك المائية، يسمونها مائية ماكيسون، أما نحاسية الرأس التي تسكن في الغابات وأعالي الجبال فيسمونها بأفعى ماكيسون الجلية.
وهكذا أطلق على الثعبان اسما جديدا لمجرد صلة القرابة بينه وبين قطنية الفم ومائية ماكيسون. كما تعرف النحاسية بأسماء أخرى كما هو حال الصِّل، وهو لقب يطلقه الناس على جميع الثعابين السامة و بالتالي نجد أن هذه الأفعى تحمله أحيانا. كما يسمونها أحيانا بمستديرة الرأس، لأن رأسها شبه دائري الشكل إلى حد ما. وأحيانا ما يسمونها بالمناوبة، ذلك تيمنا بحكايات تقول بأنها كانت تتنقل دوما برفقة المجلجلة، وهكذا كان الاعتقاد السائد يعتبر أن النحاسية أشبه بمستكشفة طليعية أو مرافقة لمجلجلة. أي أنها تسير أمام المجلجلة وتبحث عن الطعام والشراب والمأوى لها، وإذا كان هناك خطر ما، تعود النحاسية إلى المجلجلة كي تحذرها منه، والحقيقة أن هذا ليس صحيحا.
من المحتمل جدا أن تجد نحاسية الرأس والمجلجلة تسكنان في المنطقة نفسها، أما السبب في ذلك فهو وفرة الطعام والمأوى في تلك المنطقة. أما أن تتعاون النحاسية أو تعمل مع المجلجلة فهذه مسألة عارية عن الصحة تماما. بل يشبه الأمر إقامة الثعابين النحاسية في المنطقة نفسها، وقد تجد أعدادا كبيرة تسكن في زاوية صغيرة، عادة ما قد تجدها فوق غابة مرتفعة على الجزء الجنوبي منها الذي هو منطقتها المفضلة، ولكن رغم أنها قد تسكن بأعداد كبيرة في زاوية صغيرة، إلا أنها لا تتعاون في معا، على غرار قطعان السباع أو الذئاب التي تصطاد الفريسة معا وتتقاسم الطعام نفسه فهي لا تفعل ذلك، فإذا حصلت أي منها على فريسة تبتلعها كاملة دون أن تتقاسمها مع أحد. كما أنها لا تدافع عن نفسها كجماعة أو تحذر بعضها البعض، أبدا، فهي لا تفعل شيئا بشكل مشترك، باستثناء موسم التوالد أو موسم النزول إلى الجحور مع حلول موسم الشتاء. ولكن عندما تنزل إلى الجحور لا يقتصر ذلك على الأفاعي النحاسية بل جميع الأفاعي دون استثناء بما في ذلك المجلجلة والبوا والمائية وكل الثعابين التي تسكن في تلك المنطقة. أي أن نحاسية الرأس لا تتنقل أو تفعل شيئا مع أي ثعبان آخر، رغم أنها قد تتواجد مع ثعابين أخرى في منطقة واحدة.
تنتمي نحاسية الرأس إلى فصيلة فايبر بيت، مع أنها ليست كبيرة، علما أن قريبتها مائية ماكيسون تعتبر سمينة وثقيلة الوزن أما النحاسية فعلى خلاف ذلك تعتبر نحيلة ورشيقة جدا، كما أنها ليست طويلة فهي لا تتعدى الثلاثة أقدام كمعدل عام، أو أربعة أقدام في الحد الأقصى، قد تصل إلى أربعة أقدام ولكن ليس هناك الكثير منها بهذا الحجم. أي أنها عضو صغير من عائلة بيت فايبر.
إذا تأملنا جيدا بنحاسية الرأس سنلاحظ أنها من الأفاعي الجميلة جدا، فهي مرقطة بألوان رائعة ولون رأسها النحاسي جميل جدا، أي أنها جذابة فعلا، كما أنها تتمتع بأكثر الألوان وقائية بين الثعابين على الإطلاق، قد تقول الآن بأنه من السهل مشاهدتها هناك، ولكن إذا ما بدأت تتخفى بين أوراق الشجر الجافة وفي الحفر، سوف تختفي تماما، لتصعب رؤيتها جدا.
والآن كيف لنحاسية الرأس أن تدافع عن نفسها إذا هاجمها عدو ما برأيك؟ لا شك أنها تتمتع بألوان تساعدها على التمويه والاختفاء جيدا، ولكن إذا تمكن عدو من رؤيتها، ماذا يمكنها أن تفعل؟ إنها من الأفاعي السامة من فصيلة بيت فايبر، لديها أنياب كي تلسع بها، ومع ذلك فهي لا تهاجم مباشرة بل تحاول إخافته وردعه، فترفع رأسها في الهواء وتنفث في وجهه وتلوح بذيلها بسرعة، ليصدر عنه صوت مخيف شبيه جدا بذيل المجلجلة، ثم يهاجم عدوه مرة بعد أخرى ضمن محاولات الترهيب المتكررة، ما يخيف الكثير من الحيوانات المعادية ويجبرها على الرحيل. أما إن لم يرحل وأصر على البقاء، تلسعه عدى مرات. ولكن هذه الأفعى غريبة الأطوار، فهي تلسع وتتراجع إلى الوراء، ثم تلسع مرة أخرى وتتراجع من جديد، وهي تحاول الفرار. أي أنها كلما تلسع العدو وكلما قامت بمهاجمته، تكرر محاولة الرحيل، تكرر محاولة الفرار، أي أنها تمضي الوقت وهي تسعى للانسحاب رغم أنها تعارك. أي أن أحدا لن يتعرض للسعات نحاسية الرأس المتكررة إلا إذا حاصرها، ولا أرى أن هذه فكرة ذكية على الإطلاق، فإذا تعرض أحد للسعاته، من الأجدر به أن يرحل في الاتجاه ، لا أن يحاصره.
أي أن النحاسية بارعة في التخلص من عدوها بالتمويه والتهديد ولسعاتها السامة، كما أـنها بارعة في استعمال أنيابها وسمها لصيد الفريسة التي تأكلها، وهي غريبة السلوك في هذا المجال أيضا، لأنها تغير أنواع وجباتها على مدار العام، ففي الربيع عادة ما تتغذى على العصافير، أما في الصيف فتفضل أكل الجرذ والفئران، وفي الخريف تأكل الضفادع. أما في الشتاء حين تلجأ إلى السبات فهي لا تأكل شيئا على الإطلاق. المهم أن في تغيير أنواع الطعام على هذا النحو بعض الغرابة. ولكنها تغير أيضا ساعات العمل والنشاط، فعندا يكون المناخ حارا، تنشط في ساعات الليل، أما في أيام المناخ البارد فهي تخرج خلال النهار، لأنها تجد سهولة أكبر في الحركة في المناخ الدافئ. أي أنها من الأفاعي المتأقلمة جدا مع الظروف المناخية المتوفرة والمحيطة بها، كما توافقني بأنها جميلة جدا، وخطيرة جدا في الوقت نفسه، لهذا يمكن أن نتأمل بها على ألا نقترب كثيرا منها، لأن في ذلك خطورة جادة.
=-=-=-=-=
سنتعرف الآن على سحلية غريبة الشكل، تسمى بالسحلية المزخرفة، وهي تسكن في غينيا الجديدة في أستراليا، وهي جزء من فصيلة تعرف بسحالي الأغاميد، وهي فصيلة تتميز بالغرابة لأن فيها الكثير من التنوع، لنوضح أولا أنها ليست من السحالي الكبيرة، فقلما يتعدى طولها الثلاثة أقدام، أي أنها صغيرة نسبيا، وهي تكثر أيضا في جنوب شرق آسيا وفي أستراليا غينيا الجديدة، وفي ذلك الجزء من العالم إجمالا، ويبدو أنها النقيض ألاخر للإغوانة التي في أمريكا، على اعتبار أن الإغوانا تعيش في مناطق مشابهة وهي تتمتع بالتشابه في أسلوب حياتها أيضا، إلا أن نوعي السحالي يعيشان في مناطق مختلفة من العالم.
يعرف عن سحالي أغاميد أنها تنشط خلال النهار، وهي صغيرة الحجم كما قلت، وفيها الكثير من التنوع أيضا.سنبدأ أولا بالتحدث عن سحالي أغاميد أولا لنمعن النظر بعدها في السحلية المزخرفة التي معنا هنا.
لنوضح أولا أن هناك مجموعة من سحالي الأغاميد التي تسمى السحالي الطائرة، لا يعني ذلك أنها تحلق في الهواء بل تسقط من الشجر على الأرض وكأنها في مظلة، وهي تعتمد في ذلك على جلدها الذي يتسع بشكل محدد أثناء نزلها عن الشجر ما يوحي بأنها تسقط بالمظلة من الجو أو بالشمسية على وجه التشابه أيضا. يتراوح طولها بين عشرة وثمانية عشر إنشا وهي تتغذى على الحشرات.
يسمى النوع الثاني من الأغاميد بسحالي الشجر، وهي تسكن فوق أغصان الشجر حيث تقفز وتتنقل من شجرة إلى أخرى، وكأنها مجموعة قرود تقفز وتلعب فوق أغصان الشجر. الغريب في شأن سحالي الشجر هو أنها تغير لون رأسها، علما أن لونها أخضر براق، بينما يتلون رأسها بين الأخضر البراق والأصفر والبرتقالي والأحمر. أي أنها سحال جميلة، والأجمل من ذلك هو أنها تبدل ألوان رأسها بسهولة، كما أنها تعيش على أكل الحشرات كما تفعل السحالي الطائرة.
سنتعرف على مجموعة أخرى من سحالي أغاميد التي تسمى ذات الحراشف الناعمة، التي لا تسكن على الشجر ولا تحلق بل تعيش على الأرض حيث تحفر فيها وتسكن الجحور، كما أنها لا تأكل الحشرات وحدها بل تفضل النباتات والحشرات معا. وهنا بدأ يظهر بعض التنوع في هذه العائلة، التي تنتمي إليها أيضا سحلية إصبع القدم، يمكن أن نرى بوضوح هنا أن رأسه يشبه إصبع القدم. تسكن هذه السحلية في المناطق الجافة والقاحلة، وهي تمضي الوقت في حفر تحت رمال الساخنة، كما أن سحلية إصبع القدم تتمع بفكين قويين وهي تدافع عن نفسها بالعض الشديد، كما أن قوة فكيها تكفي لتحطيم أقسى قشرة للتنبول، علما أن للتنبول قشرة بالغة القشر كالحجر كما قد يعرف البعض.
هناك مجموعة أخرى من سحالي الأغاميد، بدل أن تسكن في الصحارى الجافة، فهي تعيش في الماء، ويسمونها السحالي المائية، وهي من كبار هذه العائلة حجما حتى أن طولها قد يصل أحيانا إلى ثلاثة أقدام، لديها ذيل رقيق طويل تعتمد عليه في السباحة. أي أنها بارعة في السباحة وفي العدو أيضا، وهي عندما تركض، تقفز بسرعة هائلة، لدرجة أنها تستقيم تماما وتعدو على قوائمها الخلفية. وهذا تنوع آخر في هذه الفصيلة.
ينتمي إلى هذه العائلة أيضا سحلية ذيل الشوك، وهي تسكن في المناطق الجافة والحارة، بل تحب المناخ الساخن جدا التي تعانق التسعين درجة أو أكثر من ذلك بقليل. وهي لا تتغذى على الحشرات، مع أنها قد تأكل بعضها بين الحين والآخر ولكنها تتغذى بشكل رئيسي على النباتات، ومن هنا تحصل على الماء بتناولها الخضرة المليئة بالعصارة.
لدينا سحلية أخرى سنتعرف إليها قبل أن نلقي الضوء على السحلية المزخرفة، وهي تسمى بالسحلية الشائكة، لا شك أن هناك تشابه كبير بين هذه وسحلية القرون التي تكثر جنوب غرب الولايات المتحدة الأمريكية، وهي مغطاة بالقرون في جميع أنحاء جسمها. تعيش السحلية الشائكة على أكل النمل، وهي تستهلك ألف نملة خلال وجبة واحدة. فإذا أردت الاحتفاظ بسحلية كهذه عليك أن تمتلك مزرعة نمل تعمل وقتا إضافيا.
يمكن أن نرى بوضوح أكثر بأن فصيلة أغاميد للسحالي متنوعة جدا، ولكن عودة إلى السحلية المزخرفة هذه، التي هي صغيرة ونحيلة جدا تمضي غالبية وقتها في تسلق الأشجار لأنها بارعة جدا في ذلك، وبما أنها ليست كبيرة فهي لا تستطيع مقاتلة الحيوانات الأخرى، وهي تتغذى على الحشرات ما يعني أنها لن تقاتل للحصول على الطعام أيضا. ولكن لهذه السحلية كثير من الحيوانات التي تسعى لأكلها، فكيف لها أن تتخلص من أعدائها وهي لا تتقن القتال وبالتالي لا تستطيع اللجوء إليه، كما أن هناك العديد من الحيوانات الأسرع منها في العدو فوق الشجر، وإليك ما تفعله.
إنها تخيف أعدائها وترهبهم ولديها طريقة غريبة للقيام بذلك. فهي تنتظر حتى يصبح الحيوان أمامها مباشرة بكل ما في الكلمة من معنى، وحينها تفتح فمها على وسعه وفي الوقت نفسه يمكن أن ترى أن رأسها محاط بطبقة جلدية دائرية، تنصبها على هذا النحو. نعلم بأنها تعيش كحيوان أليف منذ بعض الوقت ولم تتمرس على ذلك بعد، ولكن هذا ما تفعله تقريبا بعد أن تفتح فمها على وسعه فتوحي وكأن شخصا فتح شمسية في وجهك فجأة، ما يثير الخوف ويرهب أي كان. تذكر أن هذه السحلية تسكن في أعالي الشجر، وعندما تفعل ذلك فجأة لا يجد الحيوان الذي يطاردها خيارا آخر سوى القفز نحو الخلف، وعادة ما يقع من على الشجرة. أي أن هذه طريقة رائعة لهذه السحالي كي تهرب من أعدائها، ذلك أنها تلجأ إلى ترهيبهم، وحتى إن لم تسقط على الأرض أحيانا ما تتراجع وتفكر في التخلص من هذه السحلية المجنونة فعلا، والمفاجأة المخيفة التي واجهتهم في تلك اللحظة، ما يعني أنها تخيف غالبية لحيوانات التي تطاردها على هذا النحو. لا شك أنك توافقني بأن فصيلة أغاميد للسحالي تتمتع بتنوع كبير جدا، فيها أشكال مختلفة من السحالي المخيفة والغريبة الأشكال، ولا شك أننا سنعاود التحدث عن سحالي أغاميد في المستقبل.






آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس
قديم 12-21-2009, 01:55 PM رقم المشاركة : 18
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: الزواحف البرية

مائية موكاسين

هذه مائية موكاسين، أو موكاسين قطنية الفم، وهما لقبان لنفس الأفعى. تشاهد هذه الأفعى أكثر من غيرها من الأفاعي السامة في أرجاء الولايات المتحدة الأمريكية، أما السبب في ذلك فهو بكل بساطة، لأنها عادة ما تسكن حيث يلعب الناس. فكر مليا بالأمر، أي تحب اللعب وما الذي تحب القيام به في الصيف؟ ربما تحب السباحة، أو الصيد أو التنزه بالقارب أو التزلج على الماء، وربما أحببت التنزه على الشاطئ، أو بين الغابات القريبة من ضفة النهر، كل هذه أماكن تدعو للهو، ولكنها جميعا تقود إلى الأماكن التي تسكن فيها مائية موكاسين.

ألم يسبق أن سمعت بأحد كان يلعب في المياه الضحلة عندما تنبه فجأ إلى وجود ثعبان عند قدميه؟ ماذا يفعل حينها؟ هل ينظر إليها ويقول جميل جدا، إنه ثعبان، إنه يسبح عند قدماي، وهو كبير جدا.
كلا، ليس هذا ما يقوله، بل عادة ما يصرخ بأعلى صوته، ثم يقفز في الهواء لعشرين قدم، ثم يطير مسرعا إلى ضفة النهر. ولماذا يفعلون ذلك، طبعا لأنهم يخافون من الأفعى التي تسبح من حولهم، أي من هذه الحية، إنها مائية موكاسين السامة.
علما أنها غالبا ما لا تكون مائية الموكاسين، بل مجرد ثعبان مائي لا يؤذي، وهناك الكثير منها تشبه الموكاسين السامة، فلدينا مائية فلوريدا والمائية البنية والمائية السوداء وحتى المائية الخضراء تبدو شبيهة بالموكاسين السامة أحيانا.
لا شك أن جميع هذه الثعابين الغير ضارة، تشبه نسبيا مائية الموكاسين في الظاهر، وقد يكون رأسها قوسي مثلها أيضا، وقد تغطيها علامات سوداء أو بنية فوق الجسم، ولكن هذا تشابه في الظاهر لا أكثر.
لنتأمل عن عمق بمائية الموكاسين، كي نرى كيف نميز هذا الثعبان بين غيره من الأفاعي المائية الغير سامة.
لإحدى الأشياء التي تميز مائية الموكاسين عن غيرها بالطبع هي السم والأنياب. ولا يمكن أن تقترب من ثعبان لتفتح فمه كي ترى إن كان فيه أنياب، أعتقد أن هذا أسلوب خاطئ في التعرف على مائية موكاسين. بدل ذلك من الأجدر أن ننظر إلى رأسه، واعلم أنه عادة ما يكون مسطح من أعلاه، وكأنه أعلى الطاولة، كما أن جانبي الرأس مستقيمة جدا كالجدران. وحيث يلتقي الجانبين مع السطح يتشكل نوع من الزاوية، أي أن رأس الموكاسين يعتبر شبه مستطيل الشكل، وإذا نظرت إلى رأس الأفعى سترى أن عيناها على جنبي الرأس وليست في أعلاه، وهي مستقيمة لا تبرز خارج حدود الجانبين. وإذا تمعنت برأسه جيدا من فوق سوف تلاحظ أنك لن ترى عيناه أبدا، لأن جنبات رأسه مسطحة تماما.
إذا نظرت إلى عيناه جيدا سوف ترى أنها شبيهة بعيني القط، وإذا تمعنت أكثر سوف ترى أن هناك ثقوب بين عينيه على جانبي الوجه, وأنفه، لأنه من فصيلة البيت فايبر السامة.
إذا تأملنا بالثعابين المائية الغير ضارة سنرى أن هناك فارق كبير بين ما شرحناه حتى الآن وما فيها. الفارق الأول هو أن أعلى رأس الأفعى المائية الغير ضارة ليس مسطحا بل مستديرا، كما أن جانبي الرأس ليس مسطحة كالجدار بل مستديرة ومتعرجة، رؤوس الأفاعي المائية ليست مستطيلة وليس فيها أي زوايا على الإطلاق بل مستديرة وناعمة. إذا تأملت في عيني أفعى مائية غير سامة، سترى أنها في أعلى الرأس وليست على الجانبين، كما أنها بارزة تماما، فهي تبدو كعيني الضفدعة أو مثل كريات ظاهرة على السطح، من السهر رؤيتها جدا.
كما أن حدقات العيون مستديرة وليست كعيون القطة التي تميز الموكاسين، ولن تجد في الوجه ثقوب لأنها ليست من فصيلة البيت فايبر. أي أن هناك فوارق كبيرة بين المائية الغير سامة وأفعى الموكاسين.
إذا أردت العثور على مائية الموكاسين، أين ستبحث عنها؟ أعتقد أن البعض قد يفكر في البحث عنها في الماء، لا شك أن هذه إجابة حسنة، ولكنها لا تعيش في جميع برك المياه التي تتوقع أن تكون فيها، بل تفضل العيش في البحيرات الضحلة الدافئة، ومياه الأنهر الساكنة، وفي المستنقعات أيضا وما شابه ذلك، لا يمكن أن تجد الموكاسين في مياه باردة بين الصخور أو في بحيرات عميقة. ولن تجدها في أنهر نساب المياه فيها مسرعة، فهي لا تحب الحركة والبرودة أبدا بل تفضل المياه الساكنة والدافئة.
تعتمد هذه الأفعى في غذائها على نخبة متنوعة من الحيوانات التي تتغذى عليها، وبما أنها تعيش في الماء نتوقع منها أن تأكل الأسماك، والضفادع، وهل تعرف ماذا تأكل أيضا؟ إنها تتغذى على صغار التماسيح أيضا. لا شك أن التماسيح الكبيرة تأكل مائية الموكاسين، أما هذه فتتغذى على صغار التماسيح.
تتغذى هذه الأفعى أيضا على الحيوانات التي تأتي إلى النهر كي تشرب. أي أنها يمكن أن تأكل الفئران والجرذان، حتى أنها يمكن أن تبتلع الأرنب. قد يفكر البعض الآن بأن الأرنب كبير نسبيا، لا يمكن لهذه الأفعى أن تأكله، ولكن الحقيقة أن ما لدينا هنا هو أفعى صغيرة بعد، أما الراشدة منها فقد يبلغ طولها ستة أقدام، وهي تتمتع بجم بدين وثقيل جدا، لهذا يمكن أن تأكل حيوان بحجم الأرنب، فهي من الثعابين الكبيرة.
ولكن، ماذا يمكن أن تفعل هذه الأفعى إذا رأتك يوما وهي بين الأعشاب على ضفة نهر، تسير نحوها مباشرة؟ هل تعتقد أنها ستطاردك ولسعك وتؤذيك؟ كلا، أول ما ستفعله هو السكون، ستجمد مكانها بهدوء تام، لن تتحرك إطلاقا، على أمل أن تمر من جانبها دون أن تراها، وهل تعلم أنك إن لم ترها، ستدعك تمر بسلام، لن تعضك أو تطاردك أو تسبب لك الأذى على الإطلاق، أما السبب في ذلك، فلأنها تخافك، فعادة ما تعتقد هذه الأفاعي أننا عمالقة، وهي تقول لا بد أن هذا العملاق البشري يبحث عني على ضفة النهر، أعرف ما يريد أن يفعله إذا عثر علي سيبدأ بالرقص فوق رأسي بأقدامه البشعة جدا، وبما أنها لا تريدك أن تحطم رأسها، سوف تحاول الاختباء منك، وستجري الأمور على ما يرام، إلا إذا ما رأيتها أنت. ماذا إن رأيتها؟ ماذا إن نظرت في عيناها؟ وماذا إذا توجهت نحوها؟ كل ما ستفعله الأفعى حينها هو السعي لإخافتك، ولكن كيف لها أن تفعل ذلك؟ ستلجأ ببساطة إلى عرض العضلات، ينم عن التهديد والوعيد، وفي هذه الأثناء، ترفع رأسها عن الأرض، ثم تفتح فمها على وسعه، ويستعرض أنيابه الحادة والطويلة، ويستعرض حجم فكيه الهائلين، وكأنه يقول حذار فهذا أنا ذو الفم القطني. عندما يفعل ذلك، عادة ما يلجأ الجميع إلى الفرار. ولكن أحيانا ما نجد شخصا يدعي الذكاء، ويرفض الفرار، بل يؤثر على البقاء للتأمل وهو يقول: رائع، إنه ثعبان جميل. فيرد الثعبان على ذلك بالقول: يبدو أنه ليس ذكي جدا، ويتساءل في نفسه عما سيفعله الآن، فيسعى لمتابعة تخويفه، وهكذا يسرع نحو الشخص بأسرع ما يمكن، ولكنه لا يتقدم أكثر من خمسة أقدام، يتوقف بعدها، أما السبب في ذلك، فلأنه لا يحاول أن يمسك بك أو يلسعك، أو يؤذيك، بل يحاول إخافتك حتى تقرر الهرب، وهو ما يسمونه بالهجوم المزيف، الذي عادة ما يفلح في إقناع الجميع بالفرار، باستثناء من يدعي الذكاء، ويبقى في مكانه مندهشا وهو يقول: واو! لم أر ذلك من قبل.
عندها ينظر الموكاسين للمرة الأخيرة نحو ذلك الشخص، ويقول لا بأس، لن أجد خيارا آخر، ثم يلسعه.
الموعظة من هذه القصة، هي أنك إذا رأيت مائية الموكاسين، وهي تستعرض عضلاتها، غادر المكان، ولا تبقى حتى نهاية العرض، لأنه قد ينتهي نهاية محزنة، وهذا ليس في صالحك.
=-=-=-=-=-=
هذا وَرَل السهول، وأنا أقوم الآن بتنظيفه قليلا، فهناك بعض القشور فوق رأسه، لأن السحالي تبدل جلدها كالثعابين تماما، علما أن جلدها لا يخرج قطعة واحدة كما هو الحال بالنسبة للأفاعي، بل تسقط ملايين القطع معا، لا شك أن هذه السحلية تنتمي إلى عائلة الورل، سنلقي نظرة على ورل السهول ونتحدث قليلا في الوقت نفسه عن عائلة الورل من هذه الفصيلة. نذكر أولا أن هناك أنواع كثيرة من سحالي الورل، وهي تزيد عن سبعين نوعا، وهي تنتشر في أنحاء كثيرة من العالم، وهي تسكن في مناطق متنوعة جدا. يمكن القول أنها تستطيع العيش في أراض صحراوية جافة جدا، كما وفي مناطق غابات المطر الاستوائية. كما تنتشر أيضا في الظروف المناخية المتنوعة التي تقع بين هاتين المنطقتين.
لسحالي الورل أحجام مختلفة جدا، يمكن أن تجد منها من يبلغ طوله الأقصى اثني عشر إنشا، كما يمكن أن تجد نوعا يصل طوله الأقصى إلى اثني عشر قدم. لنتعرف الآن على بعض مزايا سحالي الورل، لنرى أولا حاسة الشم لديها، وهي قوية جدا، ولا شك أن لها أنف كجميع السحالي، وهي تستعمله لتعزيز حاسة الشم، مع أنها تعتمد في حاسة الشم أولا على اللسان، الذي تستعمله على طريقة الثعابين، إي أنها تطلقه في الهواء لتأخذ جزيئات منه، ثم تعيد لسانها إلى الفم، لتحلل الجزيئات التي التقطها، عبر عضو يسمونه جيكبسون، الذي يلعب دور الكمبيوتر ليحدد ما يشمه، ما يمنحه حاسة شم دقيقة وبعيدة المدى.
تشم بعض سحالي الورل الأشياء عبر مسافة بعيدة ما يسدي لها خدمة كبيرة، لأن الأطعمة المفضلة لدى الورل هي الحيوانات الميتة، التي عادة ما تكون متعفنة تصدر عنها رائحة كريهة، وهي عادة ما يطلق عليه تعبير الجيف، أي أن الجيف هو أي حيوان ميت. أي أن هذه السحالي تحب أكل الجيف. لنفترض أن لدينا ورل كبير الحجم كما هو حال الكومودو دراغون، أتعلم أنه يشم رائحة الجيف عبر مسافة سبعة أميال؟ أي أنه يتمتع بحاسة شم قوية جدا، كما أن الورل الصغير يمكن أن يشم رائحة الجيف عبر ميلين أحيانا، وهذه حاسة شم قوية جدا بالنسبة لسحلية صغيرة، كما أنها تشم رائحة الجيف حتى لو كانت مدفونة تحت الأرض، تغطيها طبقة من الأوساخ توازي عدة إنشات.
أما إذا عثرت على جيف مدفونة تحت الأرض، تحفر بحثا عنها، وتأكلها فورا، فهي ترى بأن للجيف طعم لذيذ.
صحيح أنه يحب طعم الجيف، ولكن الورل يتغذى على حيوانات يصطادها بنفسه، أي أنه صياد ماهر، بل يسمونه أحيانا بقناص الفرص، أي أنه يأكل أي نوع من الحيوانات التي يستطيع النيل منها. وهو يكمن للحيوانات ويطاردها حتى إن كان نائما ومر بجانبه حيوان ما قد يستيقظ فورا وينقض عليه ويصطاده ويأكله.
أما ورل السهول فهو ينتشر في أفريقيا، وهي عادة ما تنتشر في أراض عشبية جافة وخالية من الأشجار يسمونها البطحاء.
يعتمد الورل على طريقة غريبة في التخلص من خصومه، بل يعتبر ورل السهول غريب جدا. أول ما يفعله الورل إذا رأى حيوان يقترب منه، هو الاختباء، وذلك بأن يبقى ساكنا، على أمل أن تتولى ألوانه الواقية، إخفائه، وهي عادة ما تفلح في ذلك. إذ قلما يراه الأعداء فيتابعون المسير. ولكن أحيانا ما يراه بعض الأعداء، وحينها يقفز الورل، ويفر هاربا. لا ينطبق هذا على ورل السهول، فهو بطيء جدا ويعرف أنه إذا حاول العدو لن يبتعد كثيرا، لهذا لا يزعج نفسه، لهذا يقف على القائمتين الخلفيتين، ما يجعله يبدو أطول وأكبر، ثم يبدأ بفتح فمه وإغلاقه، ما يوحي بأنه كبير وسيئ الطباع، ثم ينفخ حلقه، ما يجعله أشد بشاعة من قبل، ويحرك ذيله إلى الأمام والخلف، ليوحي بأنه عدواني شرس.
عندما يفعل ذلك عادة ما تقول الحيوانات في نفسها، لا أريد العبث مع هذا الشرير، ويرحلون، أي أن طريقته مفيدة ولكن أحيانا ما يأتي خصم يرفض الرحيل، حينها يفعل ورل السهول شيئا لا يعرفه باقي أبناء جلده، وهو أنه ينهار على الأرض ويلعب دور الميت، وهذا تصرف غريب جدا، لأنه حيث يسكن، هناك الكثير من الحيوانات التي تأكل الجيف، ولن توفره. ولا أعرفغ لماذا يلجأ إلى هذه الحيلة، ولكن بعض الحيوانات قد تنظر إليه وتقول، يا إلهي لقد مات يجدر بي أن أدعه وشأنه، ثم يرحلون. لا أعرف لماذا يفعلون ذلك ولكن الحيلة تنجح معه وإلا لما بقي على قيد الحياة بل كان ليتعرض للانقراض.
يتغذى ورل السهول على نخبة متنوعة من الأغذية، فهو يأكل حيوانات صغيرة، كالثعابين والسحالي والضفادع، ويأكل العصافير وبيض الطيور والحشرات، كما يأكل العقارب أيضا.
قد تتساءل عما إذا كان ورل السهول شريرا، والإجابة هي نعم، فكل من يأكل العقارب هو شرير بلا شك.
=-=-=-=-=-=
قد تبدو هذه السلحفاة غريبة الملامح، ولكنها تسمى بسلحفاة لينة الصدف. تعرف بأن لجميع السلاحف صدف يحميها يمكن أن تراه هنا على الظهر والبطن، ولكن لهذا الحيوان صدف ليست من النوع الصلب القوي المقاوم كالدروع، بل لديه صدفة ناعمة هي أشبه بالجلد الناعم، هذا هو حال صدفتها.
ينقسم هذا النوع من السلاحف إلى مجموعتين كبيرتين، المجموعة الأولى هي التي تسكن في المحيط، وهي تسمى بالسلحفاة الجلدية الظهر، التي يشاع أنها أكبر سلحفاة في العالم، إذ يصل طول الصدفة لديها خمسة أقدام، ليقارب وزنها طن كامل، أي ألف كيلو غرام، أي أنها كبيرة جدا.
وهي تسمى بجلدية الظهر لأن طبقة سميكة من الجلد تغطي الصدفة. تعتبر تلك السلحفاة التي تسكن المحيطات، من الفصيلة المائية، وهي لا تخرج إلى اليابسة على الإطلاق، إلا عندما يحين الوقت كي تضع الأنثى بيضها على رمال الشواطئ، وإلا فهي تبقى في الماء طوال الوقت.
والحقيقة أنها تمضي كامل حياتها في المياه الدافئة للمحيطين الأطلسي والهادئ، أما هذه فهي تنتمي لمجموعة أخرى من الصدف اللين، إنها مجموعة السلاحف التي تعيش في المياه العذبة، وهي عادة ما تختار المياه الضحلة من الأنهر والبحيرات والبرك، لا شك أنها من السلاحف المائية أيضا ولكنها تتميز بالخروج إلى اليابسة أحيانا، فقد تشاهدها على الشواطئ وضفاف الأنهر، تجثو لتستمتع بأشعة شمس الظهيرة، ولكنها غالبا ما تمضي باقي الوقت في المياه.
غالبا ما تجد هذا النوع من السلاحف في أعماق الأنهر والبحيرات، تجلس بين الرمال والوحل، حيث تختبئ، الشيء الوحيد الذي تخرجه من الرمال والوحل، هو أنفها المميز وعيناها الكرويتان، وهكذا تختبئ من الأعداء، ومن طعامها أيضا.
حين تمر سمكة ما لا توقع أن يكون هناك سلحفاة مختبئة، إلى أن تخرج السلحفاة رأسها، وتمسك السمكة بفمها، فلهذه السلحفاة عنق طويل جدا، وفك قوي جدا. تستمتع هذه السلحفاة في البقاء في الماء، كغيرها من السلاحف المائية، كما تحب البقاء داخل الصدفة في المياه الضحلة، حيث تخرج عنقها من المياه أحيانا، وتخرج الأنف بسرعة، لتأخذ نفسا عميقا، ثم تعيد العنق بهدوء إلى الصدفة حيث تختبئ، وهكذا لا يمكن أن يشاهده أحد أعدائه، أو الأسماك التي يريد أن يأكلها.
أي أن هذه السلاحف تختبئ جيدا ولكن أحيانا ما يراها حيوان ما، فما الذي تفعله، أول ما قد تفعله هو السباحة بعيدا. إذا نظرت إلى قوائمها الخلفية يمكن أن ترى بأنها شبيهة بالدوافع المصممة بدقة، كي تساعدها على السباحة بسرعة كبيرة، حتى أنك إن رايتها تعوم تحت الماء ستشعر وكأنها تحلق هناك ولا تسبح فعلا. أي أنها سباحة ماهرة، ولكن هذا النوع من السلاحف لا ينجو هكذا، بل يفضل القتال، وهو يعارك بشراسة وعناد، وهو يعتمد في ذلك على عنقه الطويل وعلى فكيه القويان، إذ يمكنه أن يقتطع جزءا من أي حيوان يقترب منه.
ولكن ماذا يجري إن كانت السلحفاة على اليابسة؟ هل تذكر أنه يخرج أحيانا للتمتع بأشعة الشمس بعد الظهر؟ ولكن صدق أو لا تصدق، إذا رأى عدوا على اليابسة، أول ما يفعله، هو العدو. أعرف أنك قد تسخر مني حين أقول بأن هذه السلحفاة تستطيع العدو أمام عدوها. ولكن هل تعلم بأن هذه واحدة من بضعة سلاحف في العالم يمكن أن تعدو فعلا، مع أن غالبية السلاحف تجهد نفسها في محاولة العدو، أما هذه فهي سريعة جدا يمكن أن تفر من عدو لها. أما إذا أمسكها العدو قبل أن تتمكن من الوصول إلى الماء، أتعرف ماذا تفعل، تخرج للقتال، فهي تقاتل بشراسة على اليابسة، جميعنا يعرف أنها تتمتع بعنق طويل وفك قوي، يمكن أن تقطع جزءا من المنطقة التي تعضها إذا تمكنت من الوصول إليه.
ولكن هناك عناصر أخرى يقاتل بها، فإذا نظرت إلى قوائمه، سترى أنها مسلحة بمخالب طويلة وحادة في نهاية أصابعه، وهي مخالب حادة أكثر من الشفرات، عندما يطعن بها أعدائه يصيبها بجروح نازفة وكأنه منشار.
الوسيلة الأخرى التي تساعده على الهرب من الأعداء هي الصدفة، وهي ليست صلبة بل لزجة جدا، أي أ،ه من الصعب جدا الإمساك بها، أي أن محاولات أي حيوان للإمساك بها بأسنانه أو قدميه ستبوء بالفشل الذريع. أي أنه يفلت من أسنانه ويفلت من يديه، إذ يصعب جدا الإمساك به، أي أن الصدفة اللينة، لا تتمتع بالصلابة اللازمة، ولكنة ليست بلا جدوى.







آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس
قديم 12-21-2009, 01:56 PM رقم المشاركة : 19
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: الزواحف البرية

أفعى المنغروف

هذه واحدة من الثعابين التي تنتشر في جنوب شرق آسيا، وهي تنتشر على طول الشواطئ، كما في أعماق اليابسة هناك، إنها أفعى المنغروف، التي يمتد طولها جدا، حتى يصل في بعض الأحيان إلى سبعة أقدام، وهي تعيش بين الأعشاب وفوق أغصان الشجر، مع أنها تغوص كثيرا تحت الأرض، كما أن تأكل أنواع مختلفة من الحيوانات، فهي تتغذى على الفئران والجرذ، والسحالي والضفادع والعصافير كما أنها تأكل الأسماك أيضا. أي أنها تأكل أنواع مختلفة من الحيوانات. وعندما تتقدم في السن تمضي الكثير من وقتها فوق الشجر، ما يعني أنها تتغذى بشكل رئيسي على العصافير فهي الغذاء الوحيد الذي تعثر عليه فوق الأشجار.

هناك مسألة غريبة تميز هذه الأفعى، تذكر أني قلت بأنها تأكل ثعابين أخرى، كغيرها من الأفاعي، ولكن بناة جلدها يأكلن الثعابين الأصغر حجما منها، إلا أن المنغروف تأكل الثعابين التي من حجمها تماما، كما يمكن أن تأكل من هي أكبر منها بقليل أيضا.
أعرف أنك ترى في ذلك مشكلة واضحة. ولكن لا تستغرب إن رأيت أفعى المنغروف تلتهم ثعبان يكبرها حجما، ذلك أنها لا تتردد في أكل حية أكبر منها. هناك أمر غريب آخر يتعلق بهذه الأفعى وهو أنها من الثعابين السامة، والغرابة لا تكمن هنا إذ يوجد الكثير من الثعابين السامة، فعلا ولكن هذه لا تنتمي إلى مجموعة الكوبرا أو المجلجلة أو الغابون وما شابه ذلك، أبدا، بل تعتبر جزءا من مجموعة يطلق عليه اسم الكروبران، وهي ثعابين تتمتع بأنياب خلفية، أي أن أنيابها تقع في مؤخرة الفم، وليست في المقدمة كما هو الحال لدى غالبية الثعابين. وجود أنيابها في مؤخرة الفم يجعلها أقل خطورة من باقي الثعابين السامة. وذلك لعدة أسباب، أولا لأن وجود الأنياب في مؤخرة الفم يجعل اللسعات بالنسبة لها أكثر صعوبة، فعادة ما يكون العض أسهل عبر الأسنان الأمامية بالطبع، لا يمكن أن تعض شخصا في أسنانك الخلفية أو بالطواحين، لن يفلح ذلك إطلاقا، أي أن العض أصعب إذا استخدمت الأسنان الخلفية. كما من عادة ثعابين الأنياب الخلفية أن تعتمد عل أنياب أصغر، أما المنطق في ذلك فهو أن الأنياب التي في مؤخرة الفم يجعل إغلاق الفم أشد صعوبة إذا كانت طويلة، لأن هذا سيجعلها تعض نفسها باستمرار.
المشكلة الأخرى لدى هذه الثعابين، هو أن أنيابها عادة ما لا تنمو بالكامل. نعلم بأن لدى المجلجلة والكوبرا، أنياب مجوفة، يمر السم من خلالها ويحقن في جسم الفريسة بالاعتماد على ضغط اللسعات، أما هذه الثعابين، فأنيابها ليست مجوفة بالكامل، بل تبدو وكأنها أسنان حادة فيها بعض الأخاديد، أي أن الأفعى تجرح الفريسة ثم تقذف السم في الجرح.
تستهلك هذه العملية كمية أكبر من السم، وتستغرق وقتا أطول للقيام بها، وعلى الثعبان أن يعض الحيوان لا يمكن أن يلسعه ويتركه، أي أن هذه العملية بكمالها أصعب على الثعبان لحقن السم في الحيوان. أضف إلى ذلك أن الكثير من ثعابين الأنياب الخلفية، وليس المنغروف وحده، تعتمد على سم مخفف وليس بقوة السم الذي لدى المجلجلة والكوبرا، ما يجعل منها أقل خطورة على الناس من الثعابين السامة الأخرى.
إذا تعرضت للسعة من أفعى المنغروف مثلا، ما يحدث عادة هو أنك تشعر بالألم حول منطقة الجرح، كما تصاب بالاحمرار والالتهاب المحلي الخفيف. إلى جانب ذلك، إذا تعرضت للسعة سيئة، تلقيت فيها الكثير من السم، يصبح الألم أشد والالتهاب أكبر كما يصبح الاحمرار قاتما، ما قد يجعلك تشعر بالدوار والصداع وارتفاع في درجة الحرارة أحيانا، يمكن أن يستمر لأسبوع كامل.
لا شك أن هذه مشاعر سيئة وغير مريحة، ولكنها ليست بالسوء الذي يصيب من تلسعه الكوبرا، أو المجلجلة، إن حدث ذلك من المحتمل أن يتعرض المرء للموت، ما هو أشد سوءا من مجرد ارتفاع في الحرارة والصداع الخفيف والاحمرار الداكن حول جرح ملتهب.
ولكن هناك نوعين من ثعابين الأنياب الخلفية التي عرف عن قدرتها على قتل الناس، تعرف أحدها باسم أفعى العصافير، التي تنتشر في مناطق من جنوب أفريقيا، وهي عادة ما تسكن في غابات المطر الاستوائية هناك، وعلى أطراف السهول وما شابه ذلك، وهي صغيرة الحجم لا يتعدى طولها أربعة أقدام، ونحيلة جدا، يعرف عنها أنها مسالمة جدا لا تحب المواجه وقلما تلسع، مع أنها إذا فعلت تسفر عن نتائج خطيرة.
عندما يشاهد ثعبان العصافير عدوا عادة ما يلجأ للاختباء بين أغصان الشجر، وعي تفعل ذلك بسهولة لأنها تتقن التسلق. عندما لا تفلح في الهرب تلجأ لتخويف عدوها، وذلك بنفخ عنقها كالبالون، حتى يبلغ حجمها ضعف ما يكون عليه عادة، ما يجعلها تخيف الحيوانات فعلا، وإن لم تفلح في ذلك تلسع الأفعى عدوها، ثم تحقنه بسم، هو قوي بما يكفي لقتل الحيوانات وبعض البشر أيضا، أي أنها أفعى خطيرة فهلا، ولكن الثعبان الأشد خطورة بين مجموعة الأنياب الخلفية هي أفعى البومسلينغ، وهي عادة ما تنتشر في أفريقيا، وتحديدا في المناطق الجنوبية الاستوائية من القارة السوداء تماما كأفعى العصافير، وهي تمضي غالبية وقتها فوق الأشجار، فهي تتسلق الأشجار بمهارة عالية.
لا تعتبر هذه الأفعى كبيرة الحجم بل هي صغيرة قد لا تتعدى الخمسة أقدام مع أنها أكبر من أفعى العصافير بقليل. أما إذا تعرض هذا الثعبان لعدو ما، يحاول الهرب وعندما يصل إلى الشجرة عادة ما يختفي، لأنها سريعة جدا، وإن لم يتمكن من ذلك، يتبع استراتيجية أفعى العصافير، فينفخ عنقه حتى يبلغ ضعف ما كان عليه، وينفث محاولا أن يخيف عدوه، وهو عادة ما ينجح في اتباع هذا الأسلوب. أما إن لم يفلح في ذلك فيلسع من يقارعه، وعادة ما تكون لسعته خطيرة جدا.
أي أن ثعابين الأنياب الخلفية لا تشكل خطرا على بني البشر، إذ أن ما تسببه من أذى لا يتعدى الإحساس بالمرض لبعض الوقت، أما لسعتي البومسلينغ وأفعى العصافير، فهي تعتبر فتاكة. إذا كنت في أفريقيا من الأفضل أن تتفادى العبث معها. هناك مسألة يجب أن نتذكرها جيدا أنه رغم تمتع البومسلينغ وأفعى العصافير بالسم الفتاك والأناب الخلفية، فهي تعتبر من الثعابين المعتدلة والمسالمة، ومبدئيا، إذا تركتها وشأنها، ستدعك وشأنك، أما الثعابين الأخرى مثل المنغروف، فلا يمكن أن تواجه المشاكل معها إلا إذا وضعت يدك في فمها راغبا في أن تلسعك.
=-=-=-=-=-=
سنتعرف الآن على سلحفاة تسكن في أفريقيا، وهي تسمى سلحفاة المفصلة، التي تنتمي إلى مجموعة سلاحف اليابسة، أي أنك لن تعثر عليها في الماء تسبح وتغطس وتلعب في البرك والأنهر الأفريقية على الإطلاق، لأنها إذا ما نزلت إلى الماء، ستغرق وتموت مباشرة، وهي لا تريد ذلك، لهذا لن تجدها عند شواطئ البحيرات وعلى ضفاف الأنهر الأفريقية أبدا.
لدى السلحفاة المفصلة، الكثير من المزايا المشتركة مع السلاحف الأخرى، أول ميزة مشتركة بينها هي أنها تعيش في اليابسة ولكن بعض هذه السلاحف، كالتي لدينا الآن، في المناطق الرطبة والمبللة، أي أنها لا تحب العيش في المناطق الجافة كالمناطق الصحراوية فهي تفضل الأراضي الرطبة أكثر من غيرها.
الميزة المشتركة الأخرى بينها هي أنها تعيش على النباتات، فهي تأكل الخضار والفاكهة وتتغذى على الزهور والنباتات الأخرى، ولكن بعضها مثل المفصلة، تحب أن تأكل بعض اللحم، واللحم الذي تأكله بين الحين والآخر لا يتعدى الحشرات والديدان وما شابه ذلك.
من طبيعة السلاحف أن تضع البيض، ولكن هناك تنوع كبير في مجال وضع البيض بين السلاحف. لديك مثلا السلاحف البحرية الخضراء التي تضع أكثر من مائة بيضة في وقت واحد، وهناك أيضا نوع من سلاحف اليابسة التي تضع بيضة واحدة فقط. ما يعني أن هناك تنوع كبير في مجال وضع البيض حسب تنوع السلاحف.
نعرف أن بعض السلاحف تعيش في الماء ليعيش بعضها الآخر على اليابسة، لدى كل منها ظروف محددة يتأقلم كل من النوعين معها. فالسلاحف التي تسكن في الماء مثلا تتمتع بقوائم كالدوافع، تساعدها على التجديف في الماء، وعادة ما تكون صدفتها مسطحة أكثر، وأخف وزنا، فإذا كانت الصدفة منحنية وثقيلة وكبيرة الحجم، لا يمكن أن تعوم وفوق ظهرها مرساة، لا يمكن أن تعوم طويلا، لهذا عادة ما تكون الصدفة مسطحة كي تناور بها بسهولة أكبر، كما أنها خفيفة الوزن، كي لا تسقط إلى قاع البحيرة.
أما سلاحف اليابسة، فلا تحتاج لمثل هذه المواصفات، ويمكنها الاعتماد على صدفة سميكة منحنية وصلبة جدا، كي تضمن سلامتها، فهي لا تحتاج إلى إلى ما تجدف به للسباحة، والحقيقة أن أحد أهم مزايا قوائم سلاحف اليابسة هو قوتها الفريدة، وإذا تأملت بإحدى قوائم السلحفاة التي لدينا الآن، ستلاحظ أنها ضخمة ثقيلة الوزن تشبه قوائم الفيل وكأنها جذوع الشجر، وهي قوية جدا كي تحمل وزن الصدفة الثقيل الذي فوقها.
أي أن قوة القوائم هامة جدا بالنسبة لهذه السلاحف. وهناك ميزة أخرى لدى هذه السلاحف، نعلم أنها لا تحب ولا تستطيع السباحة على حد سواء، كما أنها لا تحب الاقتراب من الماء، لأنها تخاف السقوط والغرق فيها، ولكن كيف تحصل على الماء الذي تشربه؟ بعض السلاحف لا تشرب الماء، بل تأكله، وذلك من خلال النباتات والخضار والفاكهة التي تتناولها والتي تحتوي على كميات كبيرة من الماء، وبدل أن تشرب الماء تتغذى على هذه النباتات الغنية بالعصير، وتحصل على الماء من خلال الطعام، وهكذا لن تتعرض إلى الغرق عندما تحاول الوصول إلى الماء كي تشرب.
تناسب هذا العملية السلاحف التي تعيش وسط الصحراء، حيث لا يوجد أنهر أو بحيرات، وإلا لما كانت صحارى، لهذا تحصل هذه السلاحف على الماء مما تأكله.
نعلم أن لجميع السلاحف صدف، تستخدمه كي تختبئ فيه من أعدائها، مع أن بعضها لا تستطيع ذلك على اعتبار أن الصدفة التي لديها لينة ولا يمكن أن تختبئ فيها، لهذا يجب أن تبقي العدو بعيدا عنها بطريقة أخرى، وهي غالبا ما تعتمد السبل العدوانية، غالبا ما تتميز سلاحف الصدف اللين بالعدوانية والشر وهي تعض على الدوام، مع أنها ليست جميعا هكذا هناك عدد ضئيل منها مسالم، ولكن تلك التي تسكن في الولايات المتحدة إجمالا تتميز بالعدوانية. هناك ميزة أخرى لدى السلاحف هي أن صاحبة الصدف الصغير، عادة ما تميل إلى العدوانية، وهل تعلم أن صاحبة أصغر صدفة بين السلاحف هي السلحفاة الناهشة؟ تتذكر زميلتي في البرنامج سوزي، إذا قلبناها رأسا على عقب، سترى أنها بدل الصدفة المسطحة والواسعة كهذه، لديها خطين متقاطعين فقط، ينطبق ذلك على ظهرها تقريبا، أي أنها مفتوحة تقريبا، يمكن للحيوان أن يأكلها مباشرة ودون عناء، لهذا ترى السلاحف الناهشة عدوانية لن تسمح لأحد بأن يقلبها لأنها لا تريد أن تصبح وجبة للغداء.
أي أن سلاحف الصدف اللين والصدف الصغير تميل إلى العدوانية بشكل عام. لا شك أن أفضل سلحفاة تتقن الاختباء في العالم، هي سلحفاة العلبة، التي تتمتع صدفتها بأبواب يمكن أن تقفلها خلف الأطراف والرأس والذيل لتصبح في أمان، حتى أن صدفتها تعتبر أهم وسيلة دفاعية، لدى السلاحف، أما سلحفاة المفصلة، فهي بين البينين، أي أنها ليست شريرة وعدوانية جدا، كما تتمتع بصدفة صلبة قوية يمكن أن تختبئ بداخلها، وهي لا تعتمد على بوابتين كما في صدفة العلبة، بل لديها باب واحد، لنحاول أن نعثر عليه الآن، لننظر هنا، أبواب سلحفاة العلبة عند بطنها هنا ولكني، لا أرى أي باب هنا، أين له أن يكون إذا؟ إنه على ظهر، صدفة السلحفاة، إذا أمعنت النظر هنا سترى تشققا في أعلى جانبي ظهر السلحفاة، وهي تفتح وتغلق مؤخرة الصدفة تماما كما يفتح المرء صندوق السيارة الخلفي. فإذا أرادت الخروج في نزهة، تفتح الباب الخلفي، لتخرج قوائمها الخلفية وذيلها وتبدأ المسير. وحين ترى عدو لها، تسحب قوائمها وذيلها وتختبئ داخل الصدفة، وتدخل رأسها وقوائمها الأمامية لتصبح بأمان، صحيح أنها ليست بنفس أمان سلحفاة العلبة، ولكن لا بأس بحالها، فهي تستطيع إقفال الصدفة جيدا وتحكم الإقفال على مؤخرة جسمها، ما يجعلها تشعر بالأمان، صحيح أن لديها باب واحد، ولكنه أفضل من عدم وجود أبواب.
=-=-=-=--=-=
سنتعرف الآن على ثعبان جميل، يسمونه أفعى أشعة الشمس، التي تسكن في جنوب شرق آسيا. أعرف أن بعضكم سيتساءل في نفسه أي أشعة شمس هذه التي تحملها الأفعى اسم لها، مع أنهى تعبث بالوحل والأوساخ، فكيف يسمونها أشعة الشمس؟ إذا قلبت الثعبان إلى الناحية الأخرى سترى ما يعنيه هذا الاسم هنا، لا بد أنك تلاحظ جلدها اللامع البراق، وإذا نظرت عن قرب، يمكن أن ترى بعض النقاط الملونة التي تنتشر في أرجاء جسمها، أي أنها أفعى جميلة جدا، يبدو أن الغيوم متلبدة اليوم، ولكن لو كانت الشمس مشرقة لتمكنا من رؤية الألوان الساطعة تنعكس من جلدها، وهي تشمل الأسود والأزرق والبنفسجي والبني، أي أنها تبدو جميلة جدا في الأيام المشرقة.
ألم يسبق أن رأيت ما يعكسه بعض النفط على وجه الماء حين يتعرض لأشعة الشمس؟ لا أحد يحب ذلك لأنه تلوث، ولكن يمكن أن ترى ما يعكسه بعض النفط على وجه الماء حين تشرق الشمس من ألوان جميلة، وهذا هو الحال بالنسبة للألوان على جسمها، عندما يتعرض لأشعة الشمس.
يمكن القول أن أفعى أشعة الشمس غريبة إلى حد ما، نقول ذلك لأنها تحب العيش في الجحور، لهذا فهي تحفر الجحر بنفسها، وهذه مسألة لا تقوم بها الكثير من الثعابين، مع أنها جميعا تسكن الجحور، كما هو حال المجلجلة والكوبرا وغيرهما، ولكنها لا تحفر بنفسها، تذكر جيدا، هل سبق أن رأيت مجلجلة تحفر ثقبا؟ لا يمكن، لأنها تنتظر أن يحفر الجحر حيوان آخر، كي تسكن فيه.
هذا ما تفعله غالبية الثعابين، عدا أشعة الشمس، لأنها تحفر الجحر بنفسها، مع أنها لا تستعمل أدوات الحفر، كيف لها أن تفعل ذلك؟ هل يمكن أن تستعمل المجرفة؟ كلا، ليس لديها أيدي للقيام بذلك، هل يمكنها أن تقود جرارا؟ لا أظنها، لا بد لها من أيد وأقدام لقيادته، أي أن الأدوات لا تنفعها في حفر الجحر، ولكنه يعلم أنه إذا ما أراد الحصول على جحر، عليه أن يستعمل رأسه.
عندما أتحدث عن استعمال رأسه، لا أعني أن يفكر بطريقة لحفر الجحر، أعني أن يستعمل رأسه لأنه يحفر بوجهه، أي أن هذا الثعبان ينفض التراب ويحفر بأنفع وفكيه وجنبات وجهه ويتابع على هذا الحال بأسرع ما يمكنه، علما أنه يستطيع التحرك سريعا تحت الأرض، لأنه حفار بارع جدا. أما السبب في هذه المهارة فهو أنه يتأقلم مع هذه المهمات، فإذا نظرت إلى وجهه مثلا يمكن أن ترى بأنه رقيق وواسع تماما كالمجرفة، هكذا يستعمل وجهه تماما كما نستعمل نحن المجرفة، وإذا تأملت أكثر في ملامحه ترى أن أنفه صغير جدا، ما يناسب الحفر جدا، وإلا لو كان أنفه طويلا وبدأ الحفر لامتلأ أنفه بالوحل والتراب طبعا، ما يحول دون أن يتمكن من التنفس، ولكن بفضل ما يتمتع به من أنف صغير لا يسمح لشيء بدخوله، حتى لو دخله بعض الغبار في هذه الأثناء، كل ما يجب أن يفعله هو العطس قليلا، لينظف أنفه تماما.
والآن لننظر إلى عيناه، لو أمضى المرء فترة طويلة تحت الأرض حل يحتاج إلى نظر ثاقب؟ لا أظن ذلك، فليس هناك ما يستوجب رؤيته، ليس هناك ضوء، أي أن النظر الثاقب تحت الأرض لن يساعده في شيء، بالعكس سيضره ذلك جدا، لو أن عيناه كبيرتان لتعرضتا للأذى من كثر الأوساخ، أما هذا الثعبان فعيناه صغيرتان، لا تتعرض للضرر بسهولة كما أنها بعيدة عن الأوساخ والتراب أثناء الحفر، أي أن صغر عيناه في مصلحته أفعى أشعة الشمس.
هناك عامل آخر يساعده في أعمال الحفر، وهو جلده، يمكن أن ترى جلده البراق الناعم جدا، إذا لمسته ستشعر وكأنه مغطى بالدهون أو الشمع، ما يعني أنه قادر على التحرك تحت الأرض، دون أن يعلق جسمه بأي شيء، وهذه مسألة رائعة.
تعيش هذه الأفعى على أكل الفئران والجرذ والسحالي التي يعثر عليها أثناء مروره عبر الثقوب والأخاديد تحت الأرض، أو تحت لحى الشجر، ولكن أتعرف أنه أحيانا ما يقبض على حيوان ما بمجرد الصدفة؟ فعلا. عندما يشعر الثعبان بالتعب، يلتف حول نفسه كي يستريح، وهكذا يغفو تحت الأرض، تحت بعض أوراق الشجر والأعشاب، من حيث يمكن أن تعبر أشعة الشمس، ما يجعلك ترة مجرد بقعة شاذة عن لمشهد العام، ولكنها لا تبدو كجسم الثعبان، بل تبدو أشبه ببقعة ماء صغيرة، حين تمر سحلية من هناك تفكر في نفسها أن هذه بقعة ماء صغيرة، فتقترب منها كي تشرب قليلا وفجأة، (..) تجد الأفعى وجبة الغداء، وهكذا تحصل على الطعام دون أ، تسعى إليه.
آمل أن توافقوني الرأي بأن أفعى أشعة الشمس متأقلمة جدا على العيش تحت الأرض في غابات جنوب شرق آسيا.






آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس
قديم 12-21-2009, 01:56 PM رقم المشاركة : 20
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: الزواحف البرية

أفعى الصنوبر

تعرف هذه بأفعى الصنوبر، وهي تسكن في المناطق الشرقية للولايات المتحدة الأمريكية. هناك أربعة أنواع من ثعابين الصنوبر في أمريكا، لدينا أولا أفعى الصنوبر الشمالية التي معنا اليوم، وهناك أفعى فلوريدا، وأفعى الصنوبر السوداء، وأخيرا أفعى لويزيانا، تنتشر جميعها في المناطق الشرقية للولايات المتحدة.

ينتمي لهذه العائلة قريبتان تسكنان في أمريكا، منها الأفعى الكروية التي تسكن في المناطق الوسطى لأمريكا، وأفعى الغوفر التي تسكن في المناطق الغربية من الولايات المتحدة. تعتبر ثعابين الصنوبر جميعها من الأفاعي العاصرة القوية، نعلم بأن العاصرة تعني تلك الأفاعي التي تمسك بحيوان ما وتلف جسمها حوله وتعصره حتى يعجز عن التنفس. تعتبر العاصرة الصغيرة أيضا بالغة القوة. إلى جانب كونها من الأفاعي العاصرة القوية تتميز الصنوبرية بحجمها الكبير جدا، أي أنها عندما تصبح في قمة نضوجها تكتسب المزيد من القوة والحجم، حتى أن طولها قد يتعدى الأربع أو خمس أقدام ليصل أحيانا إلى سبعة أقدام ونصف، ما يجعل منها ثعبان كبير.
إذا تأملنا برأسها مليا، قد تقول بتعجب، أنه يبدو صغيرا إذا أخذنا بعين الاعتبار الحجم الكبير نسبيا الذي يبلغه جسمها، وهذه حقيقة لأن رأسها يعتبر صغيرا بالمقارنة مع حجم جسمها. الأمر الذي يجعل رأسها يبدو صغيرا هو أنفها فهو مدبب في مقدمته، وهنا قد يتساءل البعض طالما أن رأسها مدبب من الأمام لا بد أن هذه الأفعى تتمتع بقدرة عالية على الحفر. إن كان هذا ما تفكر به فأنت على حق لأن الصنوبرية تمضي الكثير من وقتها في الحفر والزحف تحت الأرض، فهي بارعة في ذلك. أين يمكن أن نعثر على الأفعى الصنوبرية؟ من المحتمل أن يبادر بعضكم في القول أنها تكثر فوق أغصان شجر الصنوبر وفي غاباتها. وهذا صحيح جزئيا، إذ أنها كثيرا ما تعشش بين أشجار الصنوبر وحولها، وقد تجدها في المناطق الرملية الجرداء التي ليس فيها إلا بضع شجرات من الصنوبر مثلا، وقد تجدها في غابات الصنوبر الكثيفة كما وفي أعالي وسفوح الجبال. ولكن يجب أن تعلم بأن هذه الأفعى لا يمكن أن تتسلق أشجار الصنوبر أبدا، ذلك أنها لا تتقن تسلق الأشجار بل تمضي أغلب وقتها على الأرض، وفي جحور تحفرها تحت الأرض، وتحيط نفسها بسرية مطلقة، إذ يمكن أن يعيش بعضها بالقرب من أماكن السكن، دون أن نتنبه لوجودها أو رؤيتها أبدا، لأنها بارعة في الاختباء والتمويه.
تعيش الصنوبرية على أشكال متنوعة جدا من الأطعمة، فمن المحتمل أن تجد بعضها يعيش على الجرذان والفئران، بينما يأكل البعض الآخر أرانب وعصافير وبيض الطيور أيضا، أي أنها تأكل أنواع مختلفة من الحيوانات.
كثير من الثعابين التي تأكل الطيور، تحب البيض أيضا، وعادة ما إذا كانت تأكل البيض، فهي تقوم أولا بابتلاع البيضة كاملة، لأن الثعابين لا تستطيع قضم أطعمتها على مراحل لهذا عليها أن تبتلع البيضة بكاملها، وعندما تدخل البيضة إلى أمعاء الثعبان تبقى هناك لبضعة أيام، خلال هذه الفترة يتحلل قشر البيضة في أمعائها، التي تتمكن بعد ذلك من هضم البيض التي تحت القشرة، والثعابين لا تكتفي بتناول بيضة واحدة بل عدد منها، ما يعني أنها ستجلس لثلاثة أو أربعة أيام وبطنها محشو بالبيض، وهذا أمر لا يناسبها، لأن أمعاء الحية المحشوة لا تساعدها على الاختفاء جيدا، وتمنعها من القتال كما يجب لأنها أصبحت كبيرة وبالتالي لن تتمكن من الهروب من أعدائها لأنها تفقد القدرة على الزحف بسرعة إذا كانت أحشاؤها تعج بالبيض. أي أن هذه فترة خطيرة لغالبية الثعابين، أما الصنوبرية فحالها يختلف نسبيا، لنرى ما يفعله. لنفترض أولا أنها من الصنوبريات اللواتي تبلغن خمسة أقدام على الأقل، أول ما تفعله هو ابتلاع البيضة كما تفعل باقي الثعابين، ولكنها بعد أن تنزل مسافة لا تتعدى تسعة إنشات من حلقها تتوقف تماما، عندها يقلص جسمه إلى أبعد حدود كما يفعل تحت الأرض، ثم يشد عضلاته بكل ما لديه من قوة، ليحطم البيضة وهي في عنقه، فتتكسر القشرة وتتحول إلى أجزاء صغيرة جدا. والآن ماذا تفعل الصنوبرية بقشر البيضة التي تتحطم؟ كلا لا يمكن تقيؤها والتخلص منها أبدا بل تبتلعها كليا، لتسير مع زلال البيضة الذي كان داخل القشرة، ما يسمح لها بهضم البيضة مباشرة، دون حاجتها لمرور ثلاثة أيام على البيضة في أمعائها وما شابه ذلك، دون أن تجلس وهي معرضة للخطر لأنها لا تستطيع الحركة والقتال لأنها محشوة بالبيض، وهذه عملية مفيدة جدا للصنوبرية.هناك أنواع من الصنوبرية التي تأكل ستة بيضات دجاج على وجبة واحدة، إنها كمية كبيرة، وخصوصا بالنسبة لمجرد ثعبان على وجبة واحدة.
إلى جانب سكن الصنوبرية في غابات الصنوبر والأماكن المذكورة الأخرى، ولكنها أحيانا ما تسكن في المزارع، وإذا كانت في حقول المزرعة، تلهو بالتهام الجرذ والفئران والأرانب البرية لهذا يعشق المزارعين أفعى الصنوبرية، أما إذا كانت الأفعى تفضل بيض الدجاج وصغارها، سيمقتها المزارع جدا، أي أنه سيعاملها حسب ما تقوم به من أعمال في مزرعته.
تتمتع هذه الأفعى بطريقة مميزة جدا في التخلص من أعدائها، فإذا تعرضت لاعتداء ما وهذا ما لا يحدث كثيرا على اعتبار أنها تتصرف بسرية مطلقة وهي تجيد الاختباء وتتمتع بألوان تساعدها على التمويه. ولكن إذا عثر عليها حيوان ما وهو يصر على أكلها وهي لا تستطيع الإفلات منه، حينها تجبر أولا على السعي لإخافة عدوها وإرهابه، عندما تفعل ذلك تلجأ إلى طريقة لا يعتمدها الكثير من الثعابين، فهي تنتصب وتصدر صوت نافثا عاليا، كما أنها تفتح فمها وتهاجم عدوها مرة بعد أخرى، ثم ترفع ذيله وتهزه عدة مرات وكأنها تهدد به، فيصدر عنه صوت ذبذبات تزيت من شكله وأصواته رهبة. أي أنها تستطيع إخافة الكثير من الحيوانات، ولكن إن لم تفلح في ذلك، تلسع عدوها. يجب أن نتذكر هنا أن طولها يزيد عن سبعة أقدام، أي أنها تعض بقوة معتمدة على أسنانها الكبيرة لتجرح عدوها بعمق إذا نالت منه.
=-=-=-=-=-=-=-=
سنتعرف الآن على سحلية تسكن في وسط وجنوب القارة الأمريكية، كلا إنها ليست حرباء، وليست من الورل أيضا، حتى أنه ليس إغوانا، بل يسمونه تيغو، الذي يوجد نوعين أساسيين منه، فهناك التيغو الأبيض والأسود، وهناك الذهبي أيضا، أما الذي معنا اليوم فهو التيغو الذهبي الذي يمكن أن ترون سبب تسميته، فهو يتميز باللون الذهبي اللامع في أنحاء جسمه ما يجعله جميل جدا.
ينتمي التيغو إلى المناخ الاستوائي أي أنه يحب الحرارة المرتفعة والدافئة أكثر من غالبية السحالي الأخرى. يمكن اعتبار هذه السحلية من ذوي الحركة في النهار أي أنه يسكن في الليل. كما أنه من كبار السحالي لأن طوله قد يصل إلى أربعة أقدام. ولا شك أن السواء الأعظم من جسمه يتألف من ذيل بالطبع، علما أن وزنه عادة ما يكون ثقيلا ويتميز بالسمنة أيضا، وعندما يتقدم في السن يصبح رأسه كبيرا كما تقوى فكيه وتتصلب كثيرا، أي أن عضته حينها تصبح قاسية جدا.
قلت أنه يحب الحرارة والدفء، بل يفضل أن ترتفع لتبلغ خمس وثمانين درجة، أو اثنين تسعين على مقياس فرنهايت. أي أنها حرارة عالية. غالبية الزواحف تحب الحرارة باثنين وثمانين درجة، أما حين تبلغ أكثر من اثنين وتسعين، كثيرا ما تتعرض للموت، أي أن غالبية الزواحف لا تستطيع العيش في الأماكن التي يسمكنها التيغو. ولكن هل تعلم أنه يواجه مشاكل عصيبة حين يبرد المناخ، ولكن عند هبوط الحرارة، لا يتعرض للمرض، ولا لالتهاب الرئتين أو غيرها، بل يموت على الفور. فعلا فهو إن كان اليوم بخير، ومرت ليلة باردة ستجده في اليوم التالي ميتا. أي أنه لا يحتمل البرد والمناخ البارد، مع أنه متأقلم جدا على ظروف المناخ الحار والرطوبة العالية التي تميز أماكن عيشه.
يأكل التيغو أنواعا متعددة من الحيوانات غذاء له، فهو لا يتغذى مثل الغوانا على الخضار والفاكهة والورود وغيرها من النباتات، بل هو من آكلات اللحوم. كما يأكل الحيوانات الميتة التي يجدها متعفنة في الغابات، فهو يعتبرها شهية جدا، وما يمكن أن نجد نحن بأن رائحة كريهة تفوح منه، يعتبر التيغو بأنه لذيذ وشهي جدا، أي أنه يحب طعم الجيف.
ولكنه في الوقت نفسه صياد ماهر، وعادة ما يصطاد الجرذ والفئران والثعابين والسحالي أيضا، وقد يأكل بيض السلاحف وبيض التماسيح أيضا، ولا يتردد بأكل صغار التماسيح، وخصوصا منها تلك التي تنتشر في أنحاء جنوب أمريكا، علما أنها حيوانات مفترسة شريرة يصل طولها إلى ثمانية أقدام، وهي تشتهر بعدوانيتها، رغم ذلك فإن التيغو يتغذى على صغارها حين يصبح كبيرا.
والآن كيف تتخيل أنه يدافع عن نفسه حيال الأعداء؟ حسنا أول ما يحاول القيام به هو الهرب، وذلك بالسعي إلى الفرار، نذكر هنا أنه من الحيوانات السريعة جدا، فهو يستطيع الابتعاد عن المكان بسرعة كبيرة، وهذه طريقة مناسبة للفرار من أعدائه، ولكن بعض أعدائه سريعون جدا، بلا شك، كما أنه بارع في التسلق يمكن أن ترى المخالب التي في نهاية أصابعه، إنها تساعده على تسلق أعالي الشجر، التي ينجو من أعدائه عندما يبلغ قمتها. كما يتبع أسلوبا آخر وهو القفز في النهر والسباحة هناك، أي أنه سباح ماهر، ولكن، الخوض في الأنهر مسألة خطيرة في أمريكا الوسطى والجنوبية، لأنه بذلك سيوقع نفسه في المشاكل، فهناك حيوانات في الأنهر تحب أن تحصل على سحلية كبيرة كوجبة غداء، ومن بين هذه الحيوانات نجد الإناكاندا، وهي من أكبر وأضخم الثعابين في العالم، يمكن أن يبلغ طولها حوالي ثلاثين قدم، ليصل وزنها إلى ثلاثمائة رطل، أي أنها حية هائلة، تمضي غالبية وقتها في الماء لأن الماء تساعد على التخفيف من الوزن، وإذا رأت سحلية كهذا التيغو في الماء، ستستمتع بالتهامه جدا، لأن الإناكاندا تحب التهام السحالي مثل التيغو. الحيوان الآخر الذي يستمتع بأكله هو التمساح الراشد، الذي يسكن في أمريكا الجنوبية، تذكر بأن هذه السحلية تأكل صغاره وتأكل بيضه، ولكن التمساح يأكله، أي أنه سحب مطاردته في الماء ليلتهمه كاملا.
هناك حيوان آخر يمكن أن يلتهمه في الماء وهو يسمى البورانا، وهي نوع من الأسماك التي تأكل كل أنواع الحيوانات التي تجدها في الماء، وهي تعيش معا كرفوف كاملة قلما تفترق، عندما تمسك أحدها بالتيغو تتدافع جميعها لأكله بسرعة هائلة. حتى أنه إذا سقطت بقرة في النهر يوما وعلقت وسط رف من البورانا يمكن أن يلتهمونها كاملة خلال أقل من ربع ساعة، فكم تعتقد أنها تستغرق في التهام هذا التيغو؟ حوالي خمسة عشر ثانية، لا أكثر، يمكن أن تراه الآن يسبح وبعد ثوان لا ترى منه إلى الهيكل العظمي، حتى أنه قد لا يتنبه إلى ما حدث له، أي أنه من الخطورة أن يقفز في النهر ويحاول الهرب، وقد لا تكون هذه أفضل فكرة.
ولكن إذا عجز عن العدو وعجز عن تسلق الأشجار ولم تتسنى له السباحة في النهر هربا من عدوه، أتعرف ما قد يفعله حينها؟ يلجأ للقتال، وهو معروف بالقسوة والعناد، ترى بأن ذيله طويل جدا يستخدمه كالسوط، يجلد فيه عدوه فيقتله أو يؤذيه أو يوقعه أرضا، لأنه سلاح خطير جدا، كما نعلم بأن لديه مخالب طويلة وحادة يستخدمها في التسلق، كما يمكن أن يستعملها لخدش عدوه وجرحه ومقاتلته، أي أن مخالبه خطيرة جدا، علما أن سلاحه الأشد خطورة، هما فكيه، حتى هذه السحلية الصغيرة بعد تتمتع بفم كبير، وهي عندما تكبر يصبح فمها ضخما، ويصبح الفكان قويان جدا، يمكن أن يحطما العظام حين يقفلان، والحقيقة أنه حين يمسك بحيوان ليأكله، عادة ما يعضه من رأسه فيحطم جمجمته، أي أن فكيه قويان جدا حين يحطم بهما الجمجمة، ما يعني أن التيغو يدافع عن نفسه ببراعة.
لنفترض أنك ذهبت يوما إلى أمريكا الوسطى أو الجنوبية أو إذا سكنت هناك، والتقيت صدفة بالتيغو، دعه يفر، إياك أن تصر على الإمساك به، لأنه قد يجرحك بأظافره ويضربك بذيله ويعضك بفكيه. وهو لا يتمتع بأنياب أو سم أي أنه لن يؤدي إلى قتلك بهذه الأشياء، ولكن مخالبه وذيله وفكيه ستصيبك بجروح تتمنى بعدها الموت من شدة الألم، لهذا يجب أن تتركه وشأنه.
=-=-=-=-=-=-=
سنتعرف الآن على حية غريبة الشكل جدا، ذات رقعة الأنف، قد يعتقد البعض أنه اسم غريب وأنا أؤكد على ذلك بلا شك، ولكن إذا تأملت بملامحها يمكن أن تفهم السبب في ذلك، إذ يبدو وكأن هناك رقعة كبيرة تلتصق عند نهاية أنفه، وهي ليست ثقبا، بل رقعة ظاهرة بوضوح تام تكبر أنفه بكثير، لهذا فهي رقعة غريبة وفي موقع غريب وسط ملامح وجهه. كما يمكن أن تلاحظ بأن وجهه يبدو قصير نسبيا، وكأنها صورة له بعد أن قطع مليون ميل في الساعة، واصطدم بجدار قلص حجم وجهه، هذا ما يبدو عليه ولكن هذا لم يحدث طبعا، كل ما في الأمر أن ملامحه قصيرة هكذا وهناك رقعة فوق أنفه.
يعيش هذا الثعبان في ولايات تمتد بين كليفورنيا وتكساس، كما ينتشر أيضا في أرجاء مكسيكو، لا شك أنه ذو الأنف من الثعابين النحيلة وليس الكبيرة والسمينة، كما أنها ليست طويلة أيضا، فقد لا يتعدى طولها أكثر من ثلاثة أقدام، حتى أن الكبيرة منها لا يمكن أن تصل إلى أربعة أقدام، أي أنها ليست من الثعابين الكبيرة.
بقعة الأنف من الثعابين النهارية التي تتحرك في النهار فقط، أما البقعة التي فوق أنفها فتوحي بأنها بارعة جدا في الحفر، فهي تحفر الكثير من الجحور تحت الأرض. أثناء قيامها بأعمال الحفر تحت الأرض، تعثر على الحيوانات التي تصبح غذاء لها، وهي حيوانات صغيرة مثل الفئران والسحالي والأفاعي وبيض الأفاعي، وأشياء أخرى مشابه. قد يتساءل البعض هنا كيف لهذه الثعابين أن تأكل؟ حسنا نعلم أنها ليست من الثعابين السامة أي أنها لا تحتاج إلى الأنياب والسم لقتل الفريسة كي تأكلها، كما أنها ليست من الثعابين العاصرة، فلا تلف جسمها حول حيوان وتعصره حتى يعجز عن التنفس، فكيف لها أن تنال من الحيوان لتأكله إذا؟ إنها لا تفعل ذلك، عندما تقبض على حيوان وتريده أن يكون وجبة لها، تمسكه بفمها وتبتلعه حيا.
قد تعلم بأنه لا يوجد الكثير من الحيوانات الراغبة بأن تبتلع وهي حية. أي أنه لا بد من العراك، وإذا كان الحيوان أكبر بقليل من هذا الثعبان، عليه أن يتمتع بقوة وصلابة لاحتمال العراك، فإذا تحدثنها عن فأر أو سحلية، عليها أن تقاتل بعنف كي تتمكن من ابتلاعها وهي حية، وهكذا فهي تمسك الحيوان بفمها، وتقبض عليه جيدا، وتترك هذا الحيوان يقاتل ويبذل جهدا للتخلص منها، كما أنه يلقي بجسمه فوق جسم الفريسة، دون أن يعصرها، ما يثقل كاهلها ويضعف قدرتها على المقاومة ما يؤدي إلى استسلامها بسرعة أكبر، وعندما يضعف الحيوان ويستسلم، تقوم الأفعى بابتلاعه حيا. أي أن ذو بقعة الأنف يحصل على فريسته بطريقة مختلفة عن الكثير من الثعابين الأخرى.
يسكن هذا الثعبان في ظروف متنوعة جدا، إذ يمكن العثور عليه في مناطق صخرية ورملية وصحراوية، كما يمكن أن تجده في سهول الأعشاب، وحتى عند السفوح أو في قمم الجبال أيضا، والحقيقة أنه ينتشر أيضا في الجبال وعلى ارتفاع أربعة آلاف قدم، وهي قمم شاهقة. أي أنه يسكن في مناطق متنوعة جدا. الأماكن الوحيدة التي لن تعثر عليه فيها هي تلك التي تكثر فيها المياه، لا يمكن أن تجده في المستنقعات والبحيرات وما شابه ذلك أبدا، بل تعثر عليها في الجحور الجافة والمتعفنة.
ما الذي يفعله هذا الثعبان إذا تعرض لهجوم معادي؟ يجب أن نذكر أولا بأن العثور عليه ليس أمرا سهلا على اعتبار أنه يمضي الوقت في حفر الثقوب والجحور، إذا أنه لا يوجد هناك الكثير من الحيوانات التي تستطيع أن تأكله هناك. ولكن إذا اعترضه حيوان ما عادة ما يلجأ إلى الفرار، وهو ثعبان سريع جدا، حتى يقال أنه أسرع من المتسابق، ربما سمعت بالثعبان المتسابق الأسود أو الأزرق، ولا شك أن اسمه يوحي بأنه ثعبان سريع الحركة، وهذا هو حال ذو رقعة الأنف. والحقيقة أنه ليس سريعا في العدو باتجاه واحد، لنفترض أنك تركض بخط مواز له على خط مستقيم لا بد أنك ستسبقه بمسافة طويلة، ولكن من عادة هذا الثعبان أن يناور كثيرا وينعطف من زاوية إلى أخرى ومن الميمنة إلى الميسرة وهو يفعل ذلك بأسرع ما يمكن، حين يفعل ذلك، لا يمكن أن تنال منه، وإذا حاولت القبض عليه، وتمكنت من وضع يدك فوقه، سيميل وينعطف وينحرف جيئة وذهاب، لتقع أنت في الحفر وتصطدم بالصخور، لن تجد سبيلا للإمساك به أبدا.
ينطبق هذا على غالبية الحيوانات، التي لا تجد فرصة للنيل منه عندما تحاول القبض عليه، ما أن ينعطف يسارا حتى يتبعه الحيوان فيعود\ إلى اليمين. أي أنها ليست مسألة سرعة فحسب بل ترافق السرعة مع الخفة، ما يساعده على الانحراف بكفاءة عالية. أي أنه عادة ما يفلت من أ‘دائه بالاعتماد على سرعته وخفته ولكن أحيانا ما يحشر في زاوية لا يستطيع الهرب منها، حين يحصل ذلك، ماذا يفعل برأيك؟ طبعا يقاتل، فهو ثعبان لا يعرف الاستسلام، فإذا تعرض لعدوان سيقاتل وينفث بوجه عدوه ويحرك ذيله ويذبذب ويلسع عده ويفعل كل ما بوسعه لإخافة عدوه، فيلسع مرة بعد أخرى، لا شك أنه صغير الحجم وأن فمه ليس كبيرا كما هو حال أسنانه ما يعني أنه لن يسبب الأذى بعدوه طبعا، ولكنه يلجأ لعمل آخر عندما يمسك به العدو، لنفترض أنه أمسكه بفمه، أو أن شخصا أمسكه من الوسط كما أفعل الآن هنا عادة ما يلجأ إلى حركة لولبية كالمروحة، وما يفعله بذلك وهو بذلك يحاول أن يخلص نفسه من يدك أو من فم الحيوان الذي يقبض به، وإذا تمكن من الإفلات في تلك اللحظة يسقط على الأرض ويختفي عن الأعين. أعتقد أن أحدا سيتمكن من القبض على هذا الثعبان إذا سقط من يده.
أي أن لهذا الحيوان طرق غريبة جدا للتخلص من أعدائه، يشمل ذلك المناورة والخفة والسرعة في الحركة ما يجعل من الصعب جدا الإمساك به، وبالتالي القبض عليه أيضا.






آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:21 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.6.0 (Unregistered) Trans by

شبكة صدفة

↑ Grab this Headline Animator