العودة   شبكة صدفة > المنتديات العامة > ابحاث علميه و دراسات

ابحاث علميه و دراسات Research , analysis, funding and data for the academic research and policy community , ابحاث , مواضيع للطلبة والطالبات،أبحاث عامة ،بحوث تربوية جاهزة ،مكتبة دراسية، مناهج تعليم متوسط ثانوي ابتدائي ، أبحاث طبية ،اختبارات، مواد دراسيه , عروض بوربوينت

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 12-21-2009, 02:06 PM رقم المشاركة : 31
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: الزواحف البرية

ذات البقع الرمادية

أرى أن نبدأ بإلقاء نظرة على ثعبان جميل جدا، وهي تسكن في جنوب غرب تكساس وأرياف المكسيك، وهي جزء من فصيلة الأفعى الملكة، وهي تسمى بذات البقع الرمادية، يمكن أن نرى أن الاسم على مسمى فهناك الكثير من البقع الرمادية الجميلة على جسمها، وهي بقع تتميز بالعديد من المستويات في الألوان، فبعضها رمادي داكن وبعضها الآخر فاتح جدا، وبعضها واسع وبعضها الآخر ضيق، وعلى بعضها نقاط حمراء أو ما شابه ذلك، أي أن هناك تنوع كبير في ألوان الأفعى ذات البقع الرمادية.

نعلم أن هذه الأفعى كغيرها من فصيلة الأفعى الملكة تتمتع بحراشف ناعمة وبراقة جدا، أي أنها جميلة، وأعتقد أن جميع أفاعي هذه الفصيلة جميلة جدا لا أعرف أي منها لا يتصف بالجمال.
تعتبر ذات البقع الرمادية من العاصرات أيضا فهي أفعى قوية جدا تلسع حيوان ما وتلف جسمها حوله وتعصره حتى تفتك به، هذه هي الطريقة التي تصطاد فيها الحيوانات التي تتغذى عليها.
تشتهر ذات البقع الرمادية كغيرها من فصيلة أفعى الملكة، بأنها تحب أكل الأفاعي الأخرى، كما تحب أن تأكل أشياء أخرى طبعا، ولكن المسألة المميزة هنا، هي أنها تأكل الثعابين السامة، بما في ذلك الأفعى المجلجلة. كثيرا ما يخطئ بعض الناس بشأن الأفعى الملكة، قد يعتقد البعض بأن الأفعى الملكة مشغولة بمهمة محددة وتقوم بواجب ثابت، يكمن في أن تخلص العالم من الأفعى السامة المجلجلة، ويعتقدون بأنها تسعى لجعل هذا العالم أكثر أمنا لنا كي نعيش فيه. ولكن هذا غير صحيح، لا شك أن هذه الثعابين، تأكل الأفعى المجلجلة، ولكنها تأكل أشياء كثيرة أخرى، فإذا عثرت على المجلجلة، تفتك بها وتأكلها، وإذا عثرت على غيرها من الثعابين لن توفرها أيضا، وإذا عثرت على الجرذ لا توفره وهذا هو حال الفئران أيضا وهو حال الطيور والسحالي وحتى بيض السلاحف.
أي أنها تأكل أي نوع من الأشياء التي تجدها بالحجم المناسب، لصيدها والفتك بها وابتلاعها. أي أنها تتغذى على أنواع مختلفة من الأطعمة.
إذا كنا يوما أمام ذات البقع الرمادية وهي تعارك المجلجلة في محاولة للفتك بها، وتمكنت الأخيرة من لسعها. ما هو مصير هذه الأفعى، هل تعتقد أنها ستموت ميتة رهيبة؟ كلا، لن تموت على الإطلاق، هل تعتقد أنها ستمرض وتبقى في السرير أسبوعا كاملا؟ كلا لن تمرض أبدا، لأن جميع أفاعي هذه الفصيلة تتمتع بالمناعة ضد سموم الثعابين السامة التي تسكن في مناطقها. أي أنها إذا لسعت من البوا، لن تهتم، وهذا هو حال المجلجلة، أي أنها لا تأثر بسموم الثعابين التي تسكن قريبا منها.
رغم أن ذات البقع الرمادية تحب أن تأكل الثعابين كغيرها من أفاعي الملكة، ولكنها تفضل أكل السحالي على أي شيء آخر، أما السبب في ذلك فهو انتشار السحالي في منطقتها أكثر من أي شيء آخر. فلو كثرت الفئران، ستأكل الفئران أما إذا كثرت الثعابين فستأكل الثعابين، ولكن السحالي تكثر هناك، لهذا فهي أكثر ما تتغذى عليه.
وهكذا فإن السحالي هي أكثر ما تأكل هذه الثعابين، كما أنها كباقي أفاعي الملكة تضع البيض. نذكر هنا أن بيض هذه الثعابين من الحجم الكبير، وحين تخرج الصغار من البيض تكون كبيرة نسبيا، حتى أن طول بعضها قد يصل إلى قدم كامل، أي أنها طويلة نسبيا خصوصا إذا أخذنا بعين الاعتبار أن حجم الراشد منها لا يتعدى الثلاثة أقدام. ولا شك أن صغارها تولد بحجم كبير إذا كان قورن بالحجم الأقصى الذي تبلغه عن اكتمال النضوج.
نعلم بأن ذات البقع تنتشر في أنحاء جنوب غرب تكساس وتكثر في المكسيك أيضا، ولكن ما هي الظروف البيئية التي يعيش في وسطها؟ قد يعتبر البعض أن انتشارها في تكساس والمكسيك يعني أنها معتادة على العيش في الصحراء. وهم على حق، فهي تنتشر في الصحارى والسهول الجرداء، التي تمتد صعودا حتى الجبال، هذه هي المناطق التي تنتشر فيها، لا شك أن الحرارة مرتفعة في هذه المناطق، وهي كثيرا ما تتصف بكونها تزداد نشاطا في الليل أكثر من أي وقت آخر، وهكذا لا يمكن أن تجدها في ساعات الظهيرة الساخنة جدا لأنها من المحتمل جدا أن تتعرض للموت إذا خرجت إلى رمال الصحراء الملتهبة ساعة الظهيرة. أي أنها تمضي غالبية الوقت في الحفر تحت الأرض، وهي تنزل إلى تلك الجحور لسببين، أولهما الهرب من درجة الحرارة العالية، أما السبب الثاني فهو أنها تعثر على الكثير من الحيوانات لأكلها، فحين تتعمق في الجحور تعثر على الفئران والجرذ والسحالي، وأنواع كثيرة من الحيوانات الأخرى التي هي غذاء لها، لهذا فهي تحب أن تمضي ساعة الظهيرة تحت الأرض في تلك الجحور.
والآن ما رأيك بالسبل التي تتبعها للتخلص من أعدائها في الصحراء؟ لا شك أنها تمضي الكثير من الوقت بين الحفر، ما يعني أن قلة من الحيوانات المعادية تتمكن من العثور عليها. ولكن إذا حصل أن واجهت عدوا ما أول ما يمكن أن تفعله هو السعي للفرار، وعند فشل المحاولة تواجه العدو بالنفث والصفير والمهاجمة وهز الذيل، إلى ما هنالك، أما إذا أصر الحيوان وأمسك بها، حينها تبدأ بالاهتزاز إلى الأمام وإلى الخلف، وكأن أحدا قسم ظهرها أو عنقها وكأنها تحتضر، عند ذلك تقذف نوعا من السائل الكثيف من فمها، على شكل قطرات لزجة كثيفة، تطلق رائحة كريهة للغاية. عادة ما يؤدي ذلك بمن يمسك الثعبان أن يقرر التخلص منه على الفور، وما أن يفعل ذلك حتى تتوجه الأفعى مباشرة نحو الثقوب، وذلك بأسرع ما يمكن.
عادة ما تقوم الأفعى بذلك لتحقيق هدفين، أولهما محاولة التخلص ممن يمسك بها، ثانيا فهي تعلن لجميع الحيوانات التي في المنطقة بأن تبقى بعيدا لأن هناك حيوان مفترس قريب منها ومن الأفضل أن تبتعد عن المكان، وجميع الحيوانات تعرف ما تعنيه هذه الرائحة الكريهة. كما أنها تجعل هذا الحيوان عاجز عن اصطياد أي حيوان آخر لبضعة أيام، لأن تلك الرائحة لا تجلو عنه بسهولة، وعندما يمر في أي مكان ستختبئ الحيوانات جميعا وهي تسترق النظر إليه ساخرة، وهي تقول في نفسها من الأفضل أن نبتعد، فهناك حيوان مفترس في طريقه إلينا.
أي أن هذا الأداء لا ينفع ذات البقع الرمادية وحدها بل العديد من الثعابين الأخرى، وليس هذه وحدها بل والحيوانات من أي نوع كانت.
وهكذا يمكن أن نرى بأن ذات البقع الرمادية جميلة جدا، وهي معتادة على العيش ضمن الظروف الطبيعية لصحارى جنوب غرب تكساس وأرياف المكسيك.
=-=-=-=-=-=
سنتعرف الآن على أحد أفراد عائلة السلاحف، سنوجه الصورة نحو الأسفل، إنها من السلاحف البرية، أي أنها لا تقترب من الماء، لأنها لا تتقن السباحة، لدى السلاحف البرية مجموعة من المواصفات المشتركة، من بينها التمتع بصدفة صلبة كجميع السلاحف، التي عادة ما تكون صدفة صلبة جدا تستعين بها للدفاع عن نفسها ولكن ليس على الدوام، فهناك بعض منها كما هو حال البان كيك التي تتمتع بصدفة لينة جدا وهي رقيقة وليس نصف مكورة وقاسية، أي أن الصدف ليس قاسيا على الدوام علما أن غالبيتها على هذا الحال.
ولدى غالبية السلاحف البرية قوائم خلفية سميكة وقوية جدا، أي أنها ليست عريضة لأنها لا تحتاجها للسباحة، بل هي قوائم سميكة وصلبة شبيهة بقوائم الفيلة، وهي تستعملها للمشي بقوة، وكي تحمل معها هذه الصدفة الكبيرة والثقيلة، ولا شك أنها تصلح لذلك تماما. هذه هي المزايا المشتركة بين غالبية السلاحف البرية، أما هذه السلحفاة تحديدا فهي تسمى بالحمراء القدم. يمكن أن ترى السبب الذي يكمن وراء هذه التسمية إذا تأملت بالحراشف الحمراء التي تعلو قوائمها، وإذا تأملت بالحراشف الأمامية سترى أنها أكثر احمرارا.
تسكن حمراء القدم في مناطق من أمريكا الجنوبية، أما إذا بحثت عنها هناك فستجدها في غابات المطر الاستوائية العالية الحارة والرطوبة. وهذه مسألة غير اعتيادية بالسلاحف، على اعتبار أن غالبيتها العظمى تسكن في الصحاري، أو في أعالي الجبال والسهول العشبية الجرداء، مع أن بعضها يسكن الغابات، ولكنا لا نجد الكثير منها في غابات المطر الاستوائية. أي أن هذا مكان غير اعتيادي بالنسبة للسلاحف.
أي نوع من الأطعمة تأكل برأيك؟ هل تعتقد أنها تأكل همبرغر؟ كلا، هوت دوغ؟ كلا، نسيت أنها من أمريكا الجنوبية، فعل تأكل التورتيا؟ كلا، بل تعيش على أكل الفاكهة والخضار بشكل عام، بالإضافة إلى أوراق النباتات.
قد يقول البعض أنه من الطبيعي أن تأكل الخضار والنباتات على اعتبار أنها تسكن على الأرض بلا شك، أما الخضار فهو يكثر على الأرض أيضا وقد تحفر في التربة لاستخرجها أحيانا ولكنها هناك، ولكن كيف لها أن تحصل على الفاكهة؟ فهي عادة ما تكون فوق الشجر، فعلا، كالموز والبرتقال وغير، جميعها فوق أغصان الشجر فكيف تصعد إليها؟ هل تعتقد أنها تتسلق الأشجار؟ لا أظن ذلك، وهل تحلق في الجو؟ كلا فليس لها أجنحة، ربما تصل بالمصعد، عذرا لا يوجد مصاعد في غابات المطر، أي أنها لا يمكن أن تصعد للحصول على الفاكهة. ولكن هناك بعض الفاكهة التي تنمو فوق أغصان قريبة من الأرض، كما هو حال الخوخ البري الذي ينمو فوق شجيرات صغيرة يمكن للسلحفاة أن تصل إليها بسهولة، كما يمكن أن تمد عنقها للحصول على حبيبات العنب إذا كانت عناقيده تتدلى قريبا من الأرض. ولكن كيف لها أن تحصل على فاكهة الأشجار؟ ما عليه إلا انتظار سقوطها على الأرض، وعندما تصبح هناك يمكنه تناولها، فعلا، يساعده ذلك أيضا على أكل الثمرة لأنها حين تضرب في الأرض، عادة ما تنشطر كما هو حال الموز مثلا، فلا يضطر للخوض في رفع القشرة الصلبة أحيانا عن ذلك الموز، بل يتوجه مباشرة إلى الثمرة التي يسعى إليها، وينطبق ذلك على الفاكهة الأخرى، أي أن هذه هي الطريقة للوصول إلى طعامه.
ما هي الطريقة التي تلجأ إليها هذه السلاحف برأيك للتخلص من أعدائها؟ حسنا، عندما تكون صغيرة بعد، تواجه الكثير من الأعداء، وهي حيوانات تسعى وراء السلاحف الصغيرة لأن صدفتها أصغر حجما وأكثر لينة، ما يساعد على قضمها أو ابتلاعها كاملة، لهذا يجب أن تلجأ حينها للاختباء، بين الأعشاب وأكوام القش إلى ما هنالك، أما عندما تكبر، فلا حاجة لها للقلق والاختباء، لأنها تتمتع بهذه الصدفة القاسية الصلبة التي لا شيء يخترقها، وهكذا إذا هاجمها حيوان ما هل تعتقد أنها تفر منه هاربة، كلا فهي بطيئة جدا، كما نعرف أنها لا تجيد السباحة إطلاقا ولا تجيد تسلق الأشجار كما لا تجيد التحليق أيضا، كل ما تجيد عمله هو الجلوس هناك، والاختباء داخل الصدفة، وذلك بعد أن تسحب قوائمها الخلفية والأمامية ورأسها والاختباء داخل الصدفة، التي لا تستطيع الوصول إليها حتى الحيوانات الكبيرة كالفهود مثلا. أما إذا كانت إلى جانب النهر، فقد يتمكن حيوان كبير كالتمساح من شطر الصدفة، ولكن تذكر جيدا أن سلحفاة اليابسة تحرص على الابتعاد عن النهر، أي أنها لا تشغل نفها بالاختباء عندما تصبح سلحفاة كبيرة.
أعتقد أنك توافقني الرأي بأن هذه السلحفاة متأقلمة جدا مع ظروف العيش في غابات المطر الاستوائية، في أمريكا الجنوبية.
=-=-=-=-=-=-=
معنا عضو آخر من أفراد عائلة الزواحف، وهو من الزواحف التي تكثر في الأنهر الاستوائية، بدءا من جنوب المكسيك مرورا بأمريكا الوسطى وحتى شمال الأرجنتين في أمريكا الجنوبية، هذا ما يسمونه بالتمساح ذات النظارات. مجرد النظر إليه تكتشف مباشرة أنه واحد من أفراد عائلة التماسيح، وهو كغيره من أبناء هذه الفصيلة يعتبر حيوان برمائي، ما يعني أنه يمضي بعض الوقت في الماء والبعض الآخر على اليابسة، ولا يمكنه البقاء دوما في الماء، فهو ليس كالأسماك ولا يتمتع بالخياشيم، ولا يتنفس تحت الماء، لهذا عليه أن يخرج لتنفس الهواء، علما أن التمساح على أنواعه، يستطيع حبس أنفاسه لعدة دقائق، أي لفترة أطول من قدرة البشر.
يتمتع هذا التمساح بكثير من سبل التأقلم للعيش تحت الماء، إذا تأملت بأصابع قوائمه ترى أنها مترابطة فيما بينها، وهو يستعملها طبعا للتجديف، كما يتمتع بهذا الذيل الذي يدفع به نفسه في الماء، كما يساعده على تحديد وجهته، أي أنه متأقلم على الحركة في الماء. أما في رأسه فهناك عدد من العناصر، إذا تأملنا في الأنف يمكن أن نرى كتلة مرتفعة فوق أنفه وفي داخل هذه الكتلة هناك صمام صغير فيها، ما يمكنه من الخوض في الماء دون أن يسمح هذا الصمام بدخول الماء إلى هناك. ولكنه عندما يخرج من الماء، ينفتح الصمام فيتمكن من التنفس كما يشاء، الميزة الأخرى التي تساعده على الخوض في الماء هي عيناه. ربما استعان أحدكم يوما بنظارات بحرية للغوص تحت الماء، حسنا وهذا ما يعتمد عليه التمساح هنا أيضا، ولكن هل لهذه العينان أجفان يمسحها بها؟ بلا شك، بل لديه اثنان منها، واحدة كهذه التي نراها الآن يمسح بها عيناه متى يشاء، تعلوها أجفان ثانية يسمونها الغشاء الخارجي، بطبقة إلى جانب الأولى، كما أنها شفافة، أي أنه يستطيع الرؤية من خلالها، ولكن هذا لا يعني أن يغمض عيناه أثناء السباحة ليمنع رذاذ الماء من الدخول إليها أبدا، ولكنه عندما يغمض هذا الرمش فقط يمكن أن يحمي عينيه ويبقيها مفتوحة تماما. يكمن عامل التأقلم الآخر، في أذنيه، التي هي هنا خلف عينيه تماما، ولا يمكن رؤيتها لأنها مغطاة بحاشية، الهدف منها عدم إدخال الماء في أذنيه. يكمن عنصر تفوقه الآخر أيضا، في مؤخرة فمه، يمكن أن ترى بأن هناك صمام في مؤخرة فمه، وهو يقفل حلقه كلما فتح فمه، يساعده هذا الصمام على السباحة في الماء وفتح فمه عندما يرى سمكة ما، والإمساك بها، دون أن تدخل قطرة ماء في حلقه، أي أن حلقه يبقى مغلقا بالصمام حتى يقفل فمه ليفتح الصمام ويتمكن من ابتلاع السمكة. أي أن هذه وسيلة أخرى للتأقلم مع العيش في الماء. أي أن التماسيح إجمالا تتمتع بكثير من العوامل التي تساعدها على العيش في الماء واليابسة ما يجعلها تستحق تسمية حيوانات برمائية.
لدينا في الولايات المتحدة تمساح يسمونه بالتمساح الأمريكي وهو يسكن في فلوريدا، قد يصل طوله إلى خمسة عشر قدم، هذا التمساح الأمريكي نفسه الذي يسكن أمريكا الجنوبية قد يبلغ عشرين قدم، أي أنه كبير جدا. وهناك تمساح أمريكي آخر يصل طوله إلى تسعة عشر قدم، أي أنه كبير جدا ولكن من نوع آخر.
أما هذا التمساح الذي معنا اليوم هنا فلا يتعدى طوله تسعة أقدام، أي أنه اصغر حجما من تلك التماسيح التي تسكن في أمريكا الشمالية. تتمتع هذه الحيوانات بأفواه كبيرة وفكين قويين وأسنان حادة جدا حين تصبح ناضجة، وهي تستخدمها في الصيد، وفي الدفاع عن النفس. هل تساءلت كيف يصطاد طعامه؟ عادة ما يجلس بسكون عند ضفاف الأنهر، ينتظر مجيء حيوان ما للشرب، وما أن يصل إلى هناك يقفز وينقض عليه، ثم يسحبه تحت الماء حتى يغرق، وبعد الغرق، يأكله. وربما يرى حيوان يسبح في الماء، فيسبح خلفه حتى يمسك به فيسحبه إلى تحت الماء حتى يغرق ويموت فيأكله.أي أنه يأكل الحيوانات بعد أن يغرقها. ولكن ماذا إن كان يمشي على اليابسة بعيدا عن ضفة النهر؟ عند ذلك يمسك الحيوان ويبدأ بالدوران به، يكرر ذلك عدة مرات، وفي هذه الأثناء يمزقه أشلاء، ثم يجمعه ويأخذه إلى النهر ويأكله في الماء، أي أنه يأكل دائما في النهر.
ماذا يفعل هذا الحيوان للدفاع عن نفسه من أعدائه؟ عندما يصبح كبير الحجم لا يشغل نفسه بهذه المسألة، أما وهو صغير بهذا الحجم، فلديه الكثير من الأعداء، لهذا يختبئ بين الأعشاب الجافة والقش والنباتات حيث يختبئ من الجميع، عليه أن يختبئ من الثعابين التي يمكن أن تأكله، ومن التماسيح الأخرى التي يمكن أن تأكله أيضا، ومن الأسماك الكبيرة التي قد تأكله، وهكذا عليه أن يختبئ من الجميع.
أما عندما يصبح ناضجا، يختلف الأمر تماما، فلا عليه أن يختبئ من الأعداء حينها، ولكن إذا تعرض لأحد الاعتداء، عادة ما يقاتل مستخدما فكيه. يعتقد البعض أنه قد يستخدم الذيل، ليضرب به كالسوط، ولكن هذا لا يحدث، لنفترض أني أحاول التسلل إليه، عندما يتنبه إلى أن أتسلل نحوه، يقوم بالتفاف مفاجئ حتى تصبح أسنانه في وجهي مباشرة. لأنه يريد أن يواجه العدو بأسنانه، ولا يريد أن يواجه العدو بذيله، علما أن بعض التماسيح تستخدم الذيل كالسوط، أما هذا التمساح فيعتمده كوسيلة للتوازن، فمن خلال وزنه الكبير يعادل وزن جسمه حين يلتف مباشرة ليواجه عدوه. ولكن من المحتمل أن يصيب عدوه أثناء محاولة الالتفاف، فلا بأس في ذلك علما أن هذا ليس ما يحاول القيام به، بل يريد أن يدفع أسنانه الحادة والطويلة لتكون مباشرة في مواجهة العدو.
قد نرى بأن هذا التمساح ليس الأكبر بين أبناء فصيلته، ولكنه رغم ذلك قادر على الدفاع عن نفسه والبقاء حيا عبر أنهر أمريكا الوسطى والجنوبية.







آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس
قديم 12-21-2009, 02:06 PM رقم المشاركة : 32
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: الزواحف البرية

ثعبان إفيرغليد

سنبدأ بأكثر الثعابين جمالا في الولايات المتحدة، بل وربما كانت من أجمل الثعابين في العالم أجمع، وهي من فصيلة أفعى الجرذ، تدعى ثعبان إفيرغليد، لم يتوقع أجد ذلك ولكنها فعلا إفيرغليد، ربما سمع الجميع عن هذا الاسم ولكن قلة تعرف عما يتحدث، حتى إذا سألت أحدا ماذا تعني هذه الكلمة قد يجيب أحدا بأنه مستنقع أو ما شابه، ولكن الحقيقة هي أنها أكبر من مستنقع، فهي تخطي منطقة تزيد عن أربعة آلاف ميل مربع، أي أنها منطقة كبيرة جدا. تقع هذه المنطقة عند النهاية الشرقية من بحيرة كبيرة في فلوريدا يسمونها ليكو كاشوبي، وهي تمتد من جنوب ليكوكاشوبي حتى آخر ولاية فلوريدا أي عند بداية المستنقعات.

هناك اختلاف في بيئة إيفيرغيلد بين مكان وآخر فيها، فقد تجد في الجهة الشمالية منها، الكثير من المستنقعات، وهناك منطقة شاسعة تسمى مروج سوغراس. قد يفكر البعض بأن لقب مروج العشب المنشاري يوحي أنه في كنساس أو غي أيوا، لا شك أنها ولايات تتميز بكثرة المروج، ولكن ليس مروج العشب المنشاري، لأن العشب في هذه المروج ينبت من تحت الماء، أي أنها ليست مروج جافة بل مائية، والأعشاب هناك طويلة جدا فقد تصل إلى اثني عشر قدم، كما أن حرف العشب فيها حاد كشفرة المنشار، فإذا مر شخص بجانبها قد تجرحه عميقا، ولا أحد يريد مثل هذا المصير.
أما إذا اتجهت إلى الجنوب من إفيرغليد، سوف تصل إلى مستنقعات المنغروف، حتى ينتهي بك الأمر في مستنقعات المياه المالحة، أي أن هناك تمايز كبير بين منطقة وأخرى ضمن إفير غليد نفسها.
يمكن أن نجد هناك أيضا مجموعة من الجزر التي تطفو وسط المياه لينبت فوقها بعض الأعشاب والأشجار التي تحمل ثمارا برية محلية متنوعة، وهي تسمى بالحاميات. وهناك مجموعة من الأشجار المنتشرة على اليابسة في أفيرغليد، وهي تسمى الأشجار القبرصية. تعرف أن هناك الكثير من الأشجار على ضفاف الأنهر وعلى شواطئ البحيرات، ولكنها لا تعيش في الماء أليس كذلك؟ ومع ذلك فالأشجار القبرصية تنمو هناك تماما، أي أنها تنتشر في الماء، ذلك أنها تشرب كميات كبيرة جدا من الماء باستمرار. كما نعثر هناك على قنوات من صنع البشر والطبيعة أيضا، في إفيرغليد، وهي بمثابة ممرات أو مجار تتبعها للعبور وسط العشب المنشاري وإلا فلن يتمكن أحد من المرور من بينها. وهناك أيضا بعض الطرقات التي زرع من حولها الناس أشجار الصنوبر الأسترالي التي تتماسك جذورها في الأرض كي لا تغطي الماء هذه الطرقات. هذا ما نعتبره شرح عما عما تبدو عليه منطقة إفيرغليد.
عودة إلى ثعبان إيفيرغليد نعرف أنه يسكن في المنطقة التي يحمل اسمها. وهذه من صغار الأفاعي ولكنها تبلغ حجما كبيرا عند نضوجها قد يصل إلى خمسة أو ستة أقدام وربما تجد واحدة تقارب السبعة أقدام، أي أنها من الحجم الكبير فعلا. وهي من العاصرات كجميع بنات فصيلتها، أي أنها تصطاد الحيوانات بالالتفاف على جسمها وتعصرها حتى تموت فتبتلعها.
لدى ثعبان إفيرغليد نفس المزايا الجسدية التي لدى أفاعي الجرذ الأخرى، فبطنها مسطح جدا، وجانبيها مسطحان من أعلى إلى أسفل، كما أن ظهرها مقوس نسبيا.
نعلم بأن بطنها المسطح، المغطى بالحراشف، يساعدها في إتقان تسلق الأشجار، علما أن غالبية أفاعي الجرذ بارعات في التسلق، أما هذه الأفعى فهي أكثرهن براعة، ومن الطبيعي أن تجدها في أعالي شجر الصنوبر الأسترالي، أو غيرها م الأشجار الأخرى، التي في الحاميات، ما يؤكد أن بارعة في التسلق.
اضف إلى ذلك أن لهذه الثعابين القدرة على السباحة، لأن مساحة المياه حيث تسكن أكبر من مساحة اليابسة، ولو أنها لم تكن ماهرة في السباحة لواجهت مشاكل كبيرة.
نعرف أن غالبية ثعابين الجرذ قادرة على السباحة، علما ان بعضها لم يجد الفرصة أو الحاجة للسباحة، على اعتبار أن الأماكن التي تسكن فيها لا تغطيها المياه بكثرة.
أي أن أفاعي إفير غليد تسكن في إفير غليد، ولكن ما هو نوع الحيوانات التي تتغذى عليها؟ إنها تتغذى على الجرذ والفئران لأنها طبعا من فصيلة أفاعي الجرذ. كما أنها تأكل أشياء أخرى أيضا مثل السحالي والضفادع والعصافير وبيض العصافير، أي أنها تأكل أنواع مختلفة من الحيوانات. ولكن هل تعتقد أن هناك الكثير من هذه الأطعمة أعني هل تتوفر بكثرة هناك؟ الواقع هو أن هناك الكثير من هذه الحيوانات في إفير غلاد، أي أنه المكان المناسب له، خاصة أن فيه ثلاثة أنواع من الظروف البيئية، وهو يستطيع العيش في كل منها. فهذا الثعبان يستطيع تسلق الأشجار وأكل الطيور وبيضها والسحالي، كما يمكنه التسلل إلى جزر الحاميات، ليعثر على الجرذ والفئران، كما يعثر على السحالي تحت الأرض، كما أنه أثناء السباحة، يمكنه العثور على أشياء كالضفادع. أي أنه يستطيع العثور على جميع الحيوانات التي يتغذى عليها، ويستطيع الاصطياد من جميع أنواع الظروف البيئية المختلفة التي هي هناك في إفيرغليد، أي أنه معتاد جدا على ظروف الصيد هناك.
والآن كيف لهذا الثعبان أن يتخلص من أعدائه؟ حسنا يمكنه اللجوء إلى ما بين النباتات الكثيرة، أو في الحاميات أيضا، لا شك أن هذه طريقة مناسبة للتخلص من أعدائه، ولكن الطريقة الأهم التي يتبعها هي الغوص في الماء والفرار. طبعا فلا يمكن لعدو بهذه الطريقة أن يمسك به. لا بأس بذلك طبعا إلا إذا كان يفر من التمساح، فبهذه الحالة فقط سيقع في مشكلة، ما يجب أن يفعله إذا طارده التمساح هو تسلق الأشجار، فلا يمكن للتمساح أن يتبعه، لهذا سيكون هناك بأمان. لا بأس إذا ولكن ماذا إن كان يطارده النسر؟ أو قطة برية، أو أحد فهود فلوريدا، وهي تسكن في المنطقة أيضا، فهل تسلق الأشجار يساعده على الخلاص منها؟ لا أظن ذلك، لأن أي منها يستطيع مطاردته فوق أغصان الشجر ليأكله. لهذا بالنسبة لهذه الحيوانات عليه أن يلجأ إلى الماء كي يسبح عميقا، أي أن لديه عدة خيارات للهرب من أعدائه، ولكن عليه أن يختار الطريق المناسب للفرار، وإلا فسيواجه مشاكل عقيمة.
رغم ذلك أحيانا ما يمسك به أحد الحيوانات، فماذا يفعل؟ طبعا يتصرف كأي من ثعابين الجرذ، أي أنه يقاتل، فينفذ ويهاجم ويحرك ذيله بذبذبات، ثم يفتح فمه ويلسع مرة بعد أخرى بعد أخرى، وكأنه في استعراض للعضلات. لا شك أن هذه العملية تنجح في إخافة العديد من الحيوانات الصغيرة، ولكنها لا تخيف التماسيح إطلاقا، فإذا فعل ذلك أمام التمساح سينقض عليه ساخرا منه على أي حال، أي أنه لا ينجو دائما من أعدائه، ولكنه يتمكن عبر هذه الخيارات المتعددة الخلاص منهم ما يجعله بحالة آمنة نسبية في إفيرغليد، أي أنه معتاد جدا على حياة التسلق، والسباحة، والزحف أيضا، في إفير غليد إلى الجنوب من فلوريدا.
=-=-=-=-=
سنلقي الآن نظرة على سحلية، وهي تسكن بعيدا في أسفل جنوب أفريقيا. تسمى هذا السحلية بذات الزنار ، أو ذات الذيل المزنر. يمكن للبعض أن يعترض الآن على اعتبار أنها لا ترتدي أي حزام. وهو محق في ذلك، علما أن ذات الزنار اسم يناسبها جدا. ولكن قد لا يعرف البعض ماذا تعني كلمة الزنار، خصوصا وأن أحدا لم يعد يرتديه بعد، الزنار هو حزام عادة ما كان يلفه الناس حول البطن مرة بعد أخرى لجمعه معا، ما يجعل المرء يبدو نحيلا، وبالتالي أكثر رشاقة. وكان الناس يرتدونه لاستعادة تلك الملابس التي لم يردونها منذ زمن بعيد، وقد شمرت عبر مرور الزمن في الخزانة.
إذا تأملنا بهذه السحلية سنرى أنها لا ترتدي الزنار حتى أنها لا ترتدي شيئا، ولكن كلمة الزنار هي أيضا مرادف لكلمة طوق، فإذا لف قماش حول جذع شجرة، يمكن القول أن القماش يزنر الشجرة. حسنا إذا تأملنا جيدا في الذيل يمكن أن نرى بأنه محاط بنوع من الرذاذ، وهو يطوق الذيل، ولهذا يسمونها بسحلية الذيل المزنر.
نعرف بأن هذه السحلية ليست من الكبريات، إذ أن طولها قد يصل إلى ما يتراوح بين اثني عشر وخمسة عشرة إنشا، أما إن كانت كبيرة جدا، فلن تتعدى ثمانية عشر إنشا. أي أنها ليست من السحالي العملاقة، ولكن رغم أنها من صغار السحالي، فهي تتسلح بأكثر العتاد قوة، بين جميع السحالي في العالم أجمع. أي أنها مسلحة جيدا، رغم أنها ما زالت صغيرة بعد.
لدى هذه السحالي لقب آخر، وهو المتأملة بالشمس، قد يعتبر البعض أنها تحمل هذا الاسم لأنها تتأمل بأشعة الشمس، على الإطلاق، إذ لا يمكنها ولا يمكن لك ولي أن نتأمل بالشمس، فإذا تأملنا بالشمس ماذا سيحدث، نبدأ أولا برؤية بقع، ثم نصاب بصداع شديد، وإذا أصر أحد على الاستمرار بذلك، قد يفقد البصر تماما، وهذا ما ينطبق علي وعليك وعلى السحلية أيضا، وعلى جميع المخلوقات التي لا أعين، فلا أحد يستطيع التأمل بالشمس لمدة طويلة.
أي أن هذه السحلية تحمل لقب المتأملة بالشمس، ليس لأنها تنظر إلى الشمس، بل من الطريقة التي تجلس بها. هل سبق أن رأيت ضفدعة جالسة؟ هل تلاحظ كيف تضع قوائمها الخلفية مجموعة تحتها، بينما تستقيم القوائم الأمامية بحيث يبدو جسمها مائلا على هذا النحو؟ ورأسها إلى أعلى؟ تجلس هذه السحلية على هذا النحو. فهي تثني قوائمها الخلفية هكذا، ثم تستقيم قوائمها الأمامية بالكامل، ثم تجلس هكذا تماما. جسمها مستقيم في الهواء، ورأسها موجه هكذا بزاوية منحنية، وعندما يراها البعض هكذا يقول في نفسه أنها تنظر إلى الشمس لا بد أنها تتأمل بها. مع أنها لا تنظر إلى الشمس، ولكنها قد توحي بالنظر إلى السماء، أي أن الاسم ليس بعيد جدا عنها، علما أنه لا ينم عن الدقة على اعتبار أنها لا تتأمل فعلا بالشمس، من الأجدر تسميتها متأملة السماء أو الغيوم، فلا بد أن هذه الأسماء أكثر دقة.
إذا متأملة الشمس، أو ذات سحلية الزنار كما تحب تسميتها، تعيش حسبما ذكرت في جنوب أفريقيا، ولكن ما هي الظروف البيئية التي تسكن فيها؟ هل تسكن في الأدغال؟ كلا، وماذا عن المستنقعات؟ كلا، وماذا عن غابات المطر الاستوائية؟ كلا، وماذا عن الصحاري؟ نعم.
تسكن هذه السحالي في المناطق الصحراوية الحارة جدا والجافة والرملية أو شبهة الرملية والصخرية أيضا. والحقيقة أنها تفضل أن تحاط بالصخور والأخاديد والجحور والثقوب في الأماكن التي تسكنها. وهي تستعمل الصخور لأكثر من هدف، يكمن بعضها في الجلوس تحتها وفي الثقوب طوال الليل. أما في النهار، فهي تخرج من التصدعات لتجلس فوق الصخور، وتستمتع بأشعة الشمس لتشعر بالدفء، لهذا تحب الصخور، ولكن هل تعتقد أنها تستمتع بأشعة الشمس فوق الصخور عندما تصل الحرارة إلى أكثر من خمس وثمانين درجة؟ كلا فهي تتأمل في الشمس ولكن ليس بحرارة مرتفعة.
الفائدة الأخرى التي تجدها هناك هي أنها إذا رأت عدوا لها وهي تجلس فوق الصخور، أتعرف ماذا تفعل حينها؟ لا شك أنها سريعة وماهرة في التسلق، وإذا لامست مخلبها ستشعر بأنها تتمتع بالشروط اللازمة للتسلق فوق تلك الصخور ببراعة، وهذا ما تفعله، ثم تنزل في إحدى الثقوب، وحين تدخل هناك، تغوص في أعماقه، حتى تعلق في أسفل التصدع الصخري. عندما يحاول الحيوان أن يخرجها من هناك ماذا يجد؟ لن يواجه إلى النتوء الصخرية وذيلها المعزز بالأشواك، وهي حادة جدا، إذا علق بها شيء من المحتمل جدا أن يصاب بجرح عميق. أي أن خطتها ناجحة جدا، وما أن تصل إلى هناك، حتى تصبح بحالة آمنة، فلا يمكن لأي حيوان أن يخرجها من تلك الجحور على الإطلاق.
ولكن ماذا إذا فاجأه حيوان وهو يمشي بعيدا عن الصخور؟ ماذا سيفعل؟ ربما يجبر على القتال حينها. نعلم بأن الكثير من السحالي تتمتع بفكين قويين جدا، وأسنان حادة يمكن أن تعض فيها بشدة. هل تعتقد أن هذا ما تفعله؟ كلا، فلدى بعض السحالي مخالب طويلة وحادة يمكن أن تجرح فيها العدو، هل تعتقد أن هذا ما تفعله؟ كلا فهي لا تفعل ذلك، حسنا لم يبقى لديها إلا شيء واحد تقاتل فيه، وهو ذيلها،الذي يعتبر سلاح فعال. تذكر أنه معزز بأشواك حادة وبارزة وبالغة القسوة والصلابة، كما أنه يتمتع بعضلات قوية يمكن أن يستعمل كالسوط إذا أصاب الحيوان بعينيه قد يعميه أو يصيبه بجروح عميقة. أي أنه سلاح فعال جدا. ولكن أحيانا ما يتمكن الحيوان منه ويمسكه في فمه. ماذا سيحدث للسحلية بعدها؟ لا شك أن الحيوان الذي وضعه في فمه، سيبصق على الفور. لأن السحلية حين تصبح في فمه ستلجأ إلى ذيلها وتدور فيه لتصيب الفم واللسان والشفاه وجميع أرجائه، حتى يبصق الحيوان ما في فمه من جسم حاد وشائك، كي يذهب للبحث عن لقمة سائغة، وهكذا نرى بأن هذه السحالي معتادة جدا على التخلص من أعدائها.
=-=-=-=-=-=-=
سنتأمل الآن بهذا الثعبان اللامع الرشيق جدا، المسمى كريبو، وهو يسكن في مناطق من أمريكا الوسطى، مع أن له أقارب يقيمون في الولايات المتحدة، في الجنوب الشرقي من أمريكا الشمالية، وتحديدا في جيورجيا وألاباما وفي فلوريدا، وهو يسمى بثعبان إنديغو. وهون ثعبان طويل ذات جلد براق. كما له قريب آخر في تكساس يسمونه ثعبان إنديغو تكساس، إلا أن لونه في تكساس يميل إلى البني اللامع. إذا تأملنا بلون كريبو نلاحظ أنه يميل إلى الخضار الفاتح كما أنه أحيانا ما يميل إلى الصفار أكثر، وأحيان ما يميل إلى البرونز، أي أن ألوانه متنوعة نسبيا. إلى جانب ذلك فهو يعتبر من الثعابين الكبيرة، إذ ينمو ليصبح طوله ستة أو سبعة أو ثمانية أقدام، كما يصل في بعض الأحيان إلى تسعة أقدام، أي انه طويل وضخم علما أن هذا صغير بعد، وعندما ينضج يصبح هائلا ثقيل الوزن. أي أنه على خلاف هذا الصغير يصبح طويلا وضخما.
تكثر هذه الثعابين إذا في أمريكا الوسطى، ولكن ما هو نوع الحيوانات التي تعيش عليها؟ لا شك أنه يأكل حيوانات متنوعة، من بنها الجرذ، والفئران والسحالي أيضا، إلى جانب الثعابين والضفادع والعصافير، وبيض الطيور أيضا، أي أنه يأكل حيوانات مختلفة، يمكنه الحجم من ابتلاعها.
قلت أنه يأكل الثعابين، ومن بينها الثعابين السامة أيضا، والجميع يعلم أن الأفاعي السامة متوفرة جدا في أمريكا الوسطى، وهي خطيرة جدا، ومع ذلك فهو يأكلها.
ولكن ما هي الطريقة التي يتبعها في أكل هذه الثعابين؟ قد يفكر البعض منكم بالقول أنه يأكل أنواع مختلفة من الحيوانات، من بينها الثعابين السامة أيضا، يوحي ذلك بأنها من أفاعي الملكة.
لا شك أن أفاعي الملكة تأكل هذه الحيوانات، ولديها مناعة على السم، كما أنها من العاصرات، أي أنها تمسك بحيوان وتلف جسمها حوله وتعصر حتى يعجز عن التنفس حتى يموت وتبتلعه.
يبدو أن هذه الأفعى تتمتع بتلك المواصفات، فهل تعتقد أنها شبيهة جدا بأفاعي الملكة؟ لا شك أنها تأكل الكثير من الحيوانات مثل أفعى الملكة، كما لديها مناعة على سم الأفاعي، كأفعى الملكة أيضا، ولكنها ليست عاصرة، كلا، حتى أنها لا تقتل الحيوان الذي تأكله، بل تأكله حيا.
وهي عادة ما تنقض على الحيوان وتمسك به من رأسه، وتبقى ممسكة به حتى يشعر بالتعب، وعندما يفقد المقاومة بالكامل، تبتلعه وهو ما زال حيا، أي أنها لا تقتله. مع أنها أحيانا ما تمسك برأس الحيوان بشدة لدرجة أنها تحطم جمجمته خاصة إذا كان فأر صغير أو ما شابه. وأحيان ما تشد على رأسه في فمها حتى تخنقه لفقدان الأوكسجين في فمها، فيصعب عليه التنفس، ولكن عادة ما تبتلع أفعى كريبو الحيوان الذي ستأكله وهو ينبض بالحياة بعد.
والآن كيف لهذا الثعبان أن يتخلص من أعدائه؟
حسنا لا شك أنه يمضي الكثير من لوقت في الجحور تحت الأرض، هذه مسألة مؤكدة، كما نعرف أيضا أنه لا يحفر الجحر بنفسه بل يسكن في جحور حيوانات أخرى، وهي طريقة مناسبة للاختباء من الأعداء، ولكن ماذا إن فوجئ على السطح؟ إذا هاجمه حيوان ما وسبب له الأذى ولا يستطيع الخلاص منه، عندها لا يجد بدا من القتال. أول ما يفعله كريبو عند ذلك هو خفض رأسه هكذا، ثم يبسط عنقه أيضا، تعلم بأن الكثير من الثعابين تبسط عنقها لتبدو شريرة بائسة، وهذا ما تفعله الكوبرا وغيرها من الثعابين على هذا النحو، أما هو فلا يفعل ذلك، فبدل أن يسط عنقه على هذا النحو، يبسطها هكذا، أي أنها مبسوطة عموديا من أعلى إلى أسفل ومن جهة إلى أخرى.
بعد ذلك يقوس عنقه على مسافة بضع إنشات من رأسه على هذا النحو ويهاجم هذا مباشرة، وبما أنه كبير الحجم، يمكن أن يلسع من مسافة بعيدة، وتذكر أن لديه فك قوي صلب وأسنان حادة وفم هائل يمكن أن يعض فيه ويسبب الأذى لأي حيوان ما يجبر جميع أعدائه على تركه وشأنه.
هناك أمر غريب يتعلق بكريبو، وهو أنه إذا حصل يوما أن كان شخصا ما في إجازة أو يعيش في أمريكا الوسطى، قد رأى كريبو، إذا اقترب منه وحمله بهدوء، عادة ما لا يعض . يبدو أنه يتبع مبدأ، إن لم تؤذني لن أسبب لك الأذى. ربما يمكن أن نتعلم ذلك من الكريبو، سنوفر على أنفسنا الكثير من الشجار والجدال والخلافات إذا اتبعنا مبدأ كريبو.






آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس
قديم 12-23-2009, 04:57 PM رقم المشاركة : 33
معلومات العضو
أحمد اسماعيل

الصورة الرمزية أحمد اسماعيل

إحصائية العضو







أحمد اسماعيل غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: الزواحف البرية



طرح مميز جداً



نووور



معلومات وصور هامة وقيمة


حفظك الله ويسر أمورك

كتب لك السلامة والخير


دعواتى لك بالصحة والعافية






آخر مواضيعي 0 مباراة الأهلي ووفاق سطيف الجزائري
0 دعاء يوم الجمعة
0 روسيا تسلم محطة تشيرنوبل النووية إلي أوكرانيا
0 دعاء آخر يوم في شعبان
0 فضل الصيام
رد مع اقتباس
قديم 12-23-2009, 05:21 PM رقم المشاركة : 34
معلومات العضو
ملكة بإحساسي

الصورة الرمزية ملكة بإحساسي

إحصائية العضو








ملكة بإحساسي غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: الزواحف البرية


شكراا عالطرح الخطييييير

كم انت شجاعه يانو ر ومميزه

بصراحه لم اكمل الموضع

نضراا لصور المرعبه

وجزاك الله خيراا ..







آخر مواضيعي 0 برنامج DuDu Recorder v4.90 الافظل في تسجيل المكالمات والملاحظات
0 كن بشرا وليس اشباه بشر
0 كيف تجعل عطرك يدوم طوال السهرة
0 ازياء رائعه وانيقة للمحجبات
0 فساتين قصيرة وناعمة للسهرة
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:28 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.6.0 (Unregistered) Trans by

شبكة صدفة

↑ Grab this Headline Animator