الأرجل:
أرجل الطيور تدل على عادات نوعها وهي مختلفة حسب سلوكها وبيئتها. قد تكون الأرجل كلها مغطاة بالريش كما في البومة أو قد يكون جزءا منها غير مغطى كما في النسور، وفي اغلب الطيور كالدجاج تكون الأرجل غير مغطاة بالريش. وفي الطيور التي تحط أو تجثم على الأغصان أو مجاثم مشابهة كطيور الحسون أو السنونو نجد أن هناك ثلاثة من الأصابع تتجه إلى الأمام بينما تتجه الإصبع الرابعة إلى الخلف. وفي اغلب أنواع طيور نقّار الخشب حصلت بعض التحورات فنجد أن هناك إصبعان أماميتان واثنتان خلفيتان وكذلك في أنواع الببغاوات والدرّج. وفي بعض طيور نقّر الخشب نجد أن إبهام الرجل قد اختفت كليا مما أدى إلى وجود إصبعين أماميتين فقط وواحد خلفي.
وفي بعض أنواع السماقة تتجه الأصابع الأربعة إلى الأمام حتى يمكن لتلك الطيور التعلق بالأسطح العمودية وفي أنواع أخرى من الطيور التي تتعلق بالسطوح العمودية أو تتسلقها نجد أن الأصابع جميعها متجهة للأمام ولكن المخالب شديدة التقوس أو الانحناء مما يعينها في مهمتها. وفي الطيور المائية التي تستعمل أرجلها كمجاديف للسباحة أو التي تخوض في الماء بحثا عن الطعام قد ترتبط الأصابع بأغشية مما يساعد على زيادة سطح القدم. ففي بعض تلك الطيور كالبجع نجد أن أصابع القدم الأربعة متصلة بأغشية تمتد حتى نهاية أطراف الأصابع.
وتمتاز معظم أرجل طيور البط والإوز بوجود ثلاثة أصابع متجهة للأمام ومتصلة بأغشية، بينما تتجه إبهام الرجل للخلف وعليها ثنية جلدية صغيرة. وفي قدم الطيور التي تعيش على الشواطئ ومنها مالك الحزين مثلا فالأصابع الثلاثة الأمامية وإبهام الرجل المتجهة للخلف امتازت بوجود غشاء ضيق يمتد على جانبي كل إصبع وحتى نهايته الطرفية. أما الطيور التي تعيش في الصحاري مثل كثير من طيور العائلة الطهوجية فان الأصابع لها بروزات جانبية كأسنان المشط. وفي الطيور الجارحة والبوم تكون الأصابع قوية متباعدة والمخالب طويلة حتى تستطيع القبض على الفريسة والإمساك بها وقتلها ويصل مخلب بعض الطيور الجارحة إلى حوالي 8 سم.
موئل الطيور:
تنتشر الطيور في جميع أنحاء المعمورة وقد تكيفت لملائمة البيئة التي تعيش فيها، ففي المستنقعات أو الشواطئ الرملية تنبش الطيور المائية في الطين أو الرمل بحثا عن غذائها وغالبا ما يكون من الحيوانات اللافقارية. والطيور التي تتغذى على الأسماك تخوض في الماء، أو تسبح أو تغطس فيه. وتختلف هذه الطيور من حيث الأماكن التي تبني فيها أعشاشها والطريقة التي تبني فيها تلك الأعشاش. فبعضها يعشش بين النباتات المائية أو بين حصى الشاطئ أو بين كثبان الرمال أو في أوكار أو جحور. وفي الأراضي الزراعية الجبلية تبني الطيور أعشاشها في الربيع في الغابات والحقول. وعلى أشجار الفاكهة حيث يتوافر لها الغذاء اللازم والملجأ الأمين.
وقد اعتاد بعض الطيور على المعيشة في المدن والقرى وتبني أعشاشها كلما أمكنها ذلك في الأماكن البعيدة عن متناول الإنسان وعبثه كالمآذن وحواف الشبابيك وثقوب المباني البعيدة والأماكن المهجورة. وفي سلسلة الجبال الجنوبية المطلة على البحر الميت من منطقة وادي الدرجة (رأس نقب الحمار) أو منطقة وادي القلط والتي تمتاز بوجود جبال عالية ذات انحدار شديد، تتخذ الطيور الكبيرة الجارحة من قمم الجبال مكانا لبناء أعشاشها حيث يصعب الوصول إليها. يلجأ كثير من الطيور لتمضية فترة الشتاء في مناطق الأغوار حيث الدفء وتوافر الغذاء والمأوى الملائم.
وكثير من الطيور تحمي أعشاشها بإخفائها بين أوراق الشجر الكثيفة. وغالبا ما يكون لون البيض شبيها بلون المكان الذي يوضع فيه، وبعض الطيور وخاصة الصحراوية منها تضع بيضها في حفر على الأرض بين الأعشاب أو في أماكن بعيدة يتعذر الوصول إليها كالمنحدرات الصخرية السحيقة أو رؤوس الأشجار العالية. وقد أدى إنشاء المحميات للأحياء البرية وحماية النباتات البرية في المناطق الطبيعية من العالم إلى اجتذاب العديد من الطيور بشكل خاص والحياة البرية بشكل عام.
أخطار تهدد الطيور:
لقد انقرض ما بين سبعين وثمانين فصيلة من الطيور في القرون الثلاثة الماضية في العالم، وكان السبب المباشر لذلك الإنسان باصطياده الجائر للطيور، أو بتدميره لمواطنها الطبيعية وقد تمثل ذلك في قطع أشجار الغابات لبناء المساكن والتوسع الزراعي واتساع رقعة العمران والطرق. وحرق الغابات وتجفيف المستنقعات أو الواحات وازحف الصحراوي وأدى ذلك كله إلى تناقص أعدادها ومن ثم إلى انقراضها. وهناك أعداد كبيرة من الطيور يقضي عليها الإنسان عمدا إما بالبندقية أو بالشباك والمصائد أو بالدبق أو بالحبوب المخدرة. وبعض الطيور تموت عند اصطدامها بخطوط الكهرباء ذات الضغط العالي، أو من تلوث غذائها بالمبيدات الحشرية والزراعية مثل مادة د.د.ت التي يؤثر تراكمها في جسم الطائر بشكل سلبي على عملية تكوين قشرة البيض ويؤدي بالتالي إلى عدم فقسه. والطيور البحرية كثيرا ما يلوث ريشها ويلتصق به زيوت متسربة من ناقلات النفط، مما يعيق حركتها بل يشلها ويؤدي إلى موتها.
احتياجات الطيور:
إن أهم ما تحتاج إليه الطيور هو المكان الملائم الذي تشعر فيه بالراحة والطمأنينة للحصول على احتياجاتها الأساسية من غذاء ومأوى. فلا بد من وجود المكان المناسب لبناء أعشاشها. ووجود الغذاء المناسب الوفير ومصادر الماء. كما تحتاج الطيور المهاجرة التي تقطع البلاد خلال انتقالها إلى حمايتها من أخطار الصيد أو الموت بفعل التلوث.