ذات صباح ستشرق الشمس على الكون كله إلا أنا .. و ستبعث بدفئها المعهود في كل ما تتلمسه سواي أنا ..
نعم .. يوماً ما سأُحمل على الأكتاف .. في الطريق إلى مثواي الأخير .. ولا أدرى إذا سيكون النعيم أم الجحيم ..
سيعود العالم من بعدي ليدور دورته , فهو لا يكترث لي أو لغيري .. و ستبقى صفحة السماء تبرق بنجومها الماسية كل مساء ..
يوماً ما سيعود الربيع ليكسي الدنيا بحلته البهية .. و ليمر على مقاعد الذكرى وكأن شيئا لم يقع ..
مقعدي الذي كنت أستريح عليه صباح كل جمعة وسط حديقتنا سيبقى على حاله ..
و أزهار البنفسج ستعتاد على يد الغير ..
و ياسمينتي الصغيرة التي كانت تنتظرني كل صباح مع فنجان قهوتي لا أعلم كيف سيكون حآلها من بعدي ..
الأهل و الأحباب الذين بكوا علي في تلك الأيام .. ستفرغ جعبتهم لا محالة من عبارات الحزن و الكمد ..
وستملّ أعينهم من حرقة الدمع .. و سيعودون إلى لهوهم وأحاديث فرحهم و ليالي سمرهم بكل تأكيد ..
ستدور عجلة الزمان .. و تشرق الشمس .. فلا تكون مدبرة إلا عني ..
وعند المغيب .. لن أكون هناك .. في ذاك المكان الذي كنت أرقبها فيه كل يوم وهي تعزف لحنها الصامت على قيثارة الوداع ..
حتى هذا المنتدى العزيز .. ستطوى فيه مواضيعي .. مشاركاتي .. كلماتي .. همساتي .. حتى اسمي ..
والقلوب التي زُرِعتُ فيها يوماً.. سيأتي عليّ الخريف فيها .. لأذوي كشمعة أطفأتها ريح المنون ..
كنت هنا .. أفرُّ من مصائب الأحزان إلى أحضان المرح .. أتنفس بين أزقة الكلمات حبّاً .. وأنسى حقائب الأوجاع بين أسطر العبارات حلماً ..
فهنا ضحكت .. و هنا بكيت .. و هنا تنفست أملاً ..
وهناك تبسمت شوقاً .. وهناك غضبت .. وهنا رضيت .. وهناك لعبت .. و هنا ناجيت ..
وهنا خططت لكم بدمع القلب .. وهناك رسمت لي بينكم مشاعر الحب والمحب ..
هنا تعاهدنا على الأخوة والمحبة .. وهناك زرعنا آمالنا و مسحنا آلامنا بكل تؤدة ..
اليوم .. أنا لا أدري أين أنا .. إن كنت في جنة النعيم فأنظركم وأنتظر لقائكم تحت عرش الحكيم ..
أم أن خالقي لم يمن على أمته بعفوه و حاسبني بأعمالي فأصبحت أتمنى العودة إلى رحابكم أجدد الهمة ..
و في طاعته لا أستكين لحظة ..
فيا من يقرأ هذه السطور الآن أو في ذلك الحين .. بالله عليك ادع للتائبة بالرحمة و بالفوز بجنة عليين .. فليس بيدي و الله شيء أقدمه لك ..
سوى الدعاء بالعفو و الأمن من الأمين .. و بالرحمة لي ولك إذا ما آل بنا الحال إلى أوابد الآخرين ..
ولك مني الآن سلام قبل أن يختم على سمعي و لساني ذلك الحين .. وعذرا على تلكؤ حرفي .. لكن قلمي أعياه الكتابة على ورق مبلل بدمع العين ..
هذا الموضوع نقلته بعد سماعى لخبرين مؤسفين
موت اخت صاحبتى عندها 22 سنة فجأة
وموت شاب اسمه محمود يعمل معى مات فى حادث امس
اخوتى لا احد يعلم متى سنفاارق الدنيا فبالله عليكم اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن الا وانتم مسلمون