مفرغ مواعظ رمضانية لفضيلة الشيخ خالد الحسينان الكويتي حفظه الله - بعنوان مراقبة الله

[ملكة بإحساسي]

مفرغ مواعظ رمضانية لفضيلة الشيخ خالد الحسينان الكويتي حفظه الله - بعنوان مراقبة الله

مواعظ رمضانية لفضيلة الشيخ خالد الحسينان الكويتي حفظه الله - بعنوان مراقبة الله

الموعظة الخامسة
مُـرَاقَـبَةُ اللهِ

[الغلاف]

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمْ الصِّيَامُكَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ * أياماً مَّعدوداتٍ)
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، أما بعد:

فهذا اللقاء سوف نتكلم فيه عن موضوع مهم، ما أحوجنا إلى هذا الموضوع في كل لحظة من لحظات حياتنا.
في كل لحظة، وفي كل سكنة، وفي كل قول، وفي كل فعل، وفي كل نظرة، نحتاج هذا الموضوع ألا وهو موضوع مراقبة الله جل وعلا العظيم الكبير.

والله جل وعلا يقول: (يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنْ وَمَا تُخْفِي الّصُدُورْ)، (إِنَّ اللَّهَ لا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي السَّمَاءِ).
الله سبحانه وتعالى لا يخفى عليه شيء، هو رب هذا الكون هو إله هذا الكون، فهو لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء، ولهذا قال بعض العلماء معنى المراقبة: هو علم القلب بقُرب الرب.

والله يا إخوة إنها لمشكلة عظيمة أنّ الإنسان يستشعر أو يخاف من مراقبة المخلوق أكثر من خوفه من مراقبة الخالق العظيم سبحانه وتعالى.

ما رأيكم لو الآن وُضِعت الكاميرات في الأسواق وفي المجمعات وفي الشوارع، وقالوا من نظر إلى امرأة سوف نخصم من راتبه وسوف يُعاقب، فتجد الناس -سبحان الله- كلهم يعني يحسبون ألف حساب لنظراتهم، ويغضون أبصارهم، لماذا؟ قال لك والله الكاميرا موجودة هنا!
وانظر إلى الكاميرا هنا وهي تراني وتصورني ثم بعد ذلك يُخصم من راتبي!
فهو يحسب ألف حساب لكاميرات المخلوق، ولكن ما يحسب ألف حساب لله سبحانه وتعالى، من نظر الرب جل وعلا.
بل إنه من المؤسف حقًّا ومن المزعج فعلًا أن ترى بعض الناس يخاف من أولاده، أولاده الصغار، لو كان أولاده الصغار معه في السيارة أعمارهم خمس سنوات ست سنوات هكذا، تجده مثلًا إذا كان معه أولاده الصغار لا يستطيع أن يفعل شيئًا محرّمًا، لا يستطيع، يخشى من أولاده الصغار، فهو يحسب ألف حساب لأولاده الصغار، ولد صغير عمره خمس ست سنوات، ولا يخاف من الله العظيم الكبير القوي العزيز القهّار الجبّار ذو الجلال والإكرام!
وهذا إن دلّ على شيء فإنما يدل على ضعف الإيمان، فلهذا أقول أيها الأحباب الكرام نحن بحاجة ماسة دائمًا أن نتذكر أن الله جل وعلا يرانا، قبل أن تُقدم على أي عمل، قبل أن تقول أي قول، قبل أن تنظر، قبل أن تفعل أي فعل أو تخطو أي خطوة، تذكّر أن الله جل وعلا يراك، وأن الله سبحانه وتعالى قد سجّل عليك كل شيء، وكما قال بشر الحافي: "لو تفكّر الناس بعظمة الله لما عصوه".
فعلًا، لو تفكّر الناس بعظمة الله، لكن الناس الآن يتفكّرون بعظمة المخلوق، عظمة المخلوق في قلوبهم عظيمة وكبيرة، فهو يستحي من المخلوق أكثر من استحيائه من الخالق!
لكن لو كان وحده، أو سافر وحده، أو كان في فندق وحده في غرفة تجده يعصي ربه سبحانه وتعالى ولا يبالي.
لكن لو كان معه مخلوق ولو كان صغيرًا تجده -سبحان الله- لا يعصي الله سبحانه وتعالى.

نسأل الله سبحانه وتعالى أن يصلح قلوبنا وأن يبصِّرنا في عيوبنا.

أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.