العودة   شبكة صدفة > المنتديات الادبية > القصص والروايات

القصص والروايات قصص و روايات يختص بالقصص بشتى أنواعها : قصص حب غرامية، قصص واقعية , قصص خيالية , قصص حزينة , قصص غريبة , قصص تائبين , قصص رومانسية , قصص دينية , قصص خليجية طويلة ,روايات و حكايات شعبية, حكايا و قصص شعبية , الادب الشعبي, قصص مغامرات اكشن واقعية, قصص الانبياء, قصص قصيرة حقيقية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 04-12-2008, 06:40 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

New1 مزرعة الدموع! من روايات عبير" لمن يحبها

مزرعة الدموع!من روايات عبير"
روايه جديده من روايات عبير


" مزرعة الدموع "


" تجري الرياح بما لا تشتهي السفن " هذه الحكمة البليغة , كثيرا ما توقع الإنسان في لعبة التحدي , فيقطف نتائج لم يكن يتوقعها .
لم تجري الرياح في تكساس كما اشتهت ستاسي الجميلة التي هجرت حياة المدينة بحثا عن الوحدة في أقاصي الجبال. وأرادت الهرب من ذكري مقتل والدها الرجل الوحيد في عالمها.
فهل تجد السلوى والأمان مع رعاة البقر في مزرعة كورد هاريس , الذي أذاقها ألوانا شتي من العذاب والألم, حتى أنها تمنت موته ؟
أنها ضعيفة الأعصاب ولا تتحمل تعقيدات كورد بعدما صدمته ليديا , التي هجرته لتتزوج من رجل آخر.
الثروة التي ورثتها عن والدها , هل تحقق لها السعادة والطمأنينة ؟ أم اعترافها بحب كورد المزارع المتسلط الشرس , سيكون خشبة خلاصها من الأوجاع المحيطة بها؟
رياح الحب وحدها توصل سفينة القلب إلي شاطئ الأمان...
وأمام ستاسي أما أن تنصاع لحب كارتر المحامي الشاب فتنجو بنفسها ...أو البقاء في مزرعة الدموع!


كوخ في تكساس
حدقت ستاسي من النافذة في حركة المرور السريعة بين المباني البنية والرمادية الكئيبة العالية وكان لونها يعكس الانقباض الذي أثقل كاهل الفتاة ,وأفلتت منها تنهيدة خافتة وهي تترك الستارة لتستقر مكانها , وتستدير لمواجهة الرجل المسن الجالس خلف المكتب :
" سيد ميلز , كنت صديقا لأبي وتستطيع أن تفهم أكثر من أي شخص آخر , لماذا ينبغي علي الرحيل وحدي لإعادة ترتيب أموري .ما الفرق بين أن يتم هذا في شقة في نيويورك أو كوخ في تكساس؟"
"سبب رغبتي في أن تعيدي التفكير في رحيلك هو كوني محامي والدك وأقرب أصدقائه"
"أنا لا أحاول الهروب , ولكني أحتاج لبعض الوقت لأري إلي أين أنتمي ".
" اسمعي ياستاسي , أية فتاة مكانك كانت ستذهب إلي أوربا أو الجزر . أنت فتاة ثرية الآن , أستطيع أن أفهم أنك غير سعيدة بطريقة حصولك علي المال , ولكن وفاة شخص عزيز تتطلب من الإنسان التكيف علي الرغم من صعوبة ذلك . كنت دائما مستقلة إلي درجة العناد , ولذلك لا أري سببا لا إصرارك علي دفن نفسك في الريف ".
نظرت ستاسي آدامز في تردد إلي كارتر ميلز الأب وهي تتساءل كيف تجعله يفهم سبب اضطرارها للذهاب . لقد احترم أبوها هذا الرجل ووثق به كما لم يثق بأحد في حياته.
أبوها ...وقفت الكلمة في حلقها , ونظرت إلي ثوبها الأزرق ويديها المعقودتين بشدة في حجرها . توفيت والدتها بعد مولدها بفترة قصيرة , تاركة لزوجها الرحالة مهمة تربية طفلتهما بكل ما في هذه المهمة من غرابة ومشقة . أما جوشو آ دامز فقد رفض عروض الأصدقاء الكريمة بالعناية بستاسي وملأ حقيبة بلوازم الأطفال , واخذ طفلته ذات العام الواحد في مهمته التالية في الخارج , وكانت الحياة بالنسبة إلي الأب والابنة , عبارة عن رحلة طويلة حول العالم , تتخللها فترات راحة قصيرة في نيويورك لالتقاط الأنفاس قيل السفر مرة آخري , إلي حيث يبني الأب شهرته كمصور يعمل لحسابه.
ومرت الذكريات الحبيبة نابضة في ذهن ستاسي ... عيد ميلادها السابع عشر منذ ثلاث سنوات , عندما هرب والدها جروا في أحد فنادق نيو أورليانز الفاخرة وأطلق علي الجرو اسم كاجون تكريما لمكان مولده في جزر الهند الغربية .ونما الجرو الشقي , بسرعة حتى أصبح كلبا من نوع الراعي الألماني , وتعلق بسيدته تعلقا شديدا , وتنبأ أبوها بأن كاجون سيحميها كالملاك الحارس. تري هل كان يعلم أنه على حق , لأن كاجون هو الذي سحب ستاسي وهي في غيبوبة, من حطام الطائرة المستأجرة قبل أن تشتعل فيها النيران . أما أبوها والطيار فلم يتمكنا من الخروج.
حاولت أن تمنع دموعها المنهمرة , ورفعت عينيها لتلتقي بنظرة المحامي الحانية . وغامت عيناها البنيتان من الدموع الموشكة علي السقوط والتوت شفتاها في ابتسامة متألمة :
"إني أسحب كلامي يا ستاسي , ربما عاونك الرحيل علي مواجهة مشاكلك".
ثم وقف كارتر ميلز واتجه إلي ستاسي قائلا:
" ولكن تذكري أنك مازلت شابة صغيرة في العشرين, وأمامك الدنيا كلها . لم يكن ليرضي والدك أن يفوتك منها أي شي خيرا كان أو شرا".
أمسكت ستاسي بيديه الممدودتين ,ووقفت وثوبها الأنيق يظهر رشاقتها قائلة
"كنت أعلم أنك ستفهم سبب إقدامي على هذا "
"هناك على الأقل شاب أعرفه لا يسره رحيلك ولا يمكن أن تلومي ابني لرغبته في اصطحابك للأندية الراقية و لن تقولي أنك لا تنتمين إلي هذه الأماكن بعد الإرث الذي ورثته عن والدك"
" اخشي أنني لم أتقبل بعد كوني ثرية . فمن قبل كنت سعيدة لمجرد وجودي مع أبي , نسافر إلي حيث تأخذنا الرياح .ربما ورثت حبه للسفر . هناك مع كاجون وديابلو وأميال من الفضاء الشاسع أستطيع أن أحدد مستقبلي"
"هل ستأخذين هذا الحصان المجنون أيضا ؟ كنت أرجو أن تبيعيه منذ مدة .انك ترتبكين خطأ جسيما باصطحابه".
"ديابلو ليس شريرا وجامحا كما تعتقد . انه شديد الحساسية فقط وأنت تعلم أنني فارسة ممتازة , وما كان أبي ليسمح لي باقتنائه , لولا اعتقاده أنني أستطيع قيادته "
" أعرف هذا , ولكنني واثق أنه لم يخطر بباله أبدا أنك ستأخذين هذا الحصان معك إلي البراري "
"لا أنا متأكدة أن والدي كان يأمل أن أستقر , وآخذ مكاني في المجتمع كما يقال , ولكني لست مستعدة لهذا بعد , وربما لا أستعد لهذا أبدا . من يدري ! والآن ينبغي لي أن أذهب"
"ماذا ستفعلين بالشقة أثناء غيابك ؟"
"قررت أن أحتفظ بها معلقة , بدلا من أن أتنازل عنها "
"نحن دائما نرحب بك في بيتنا كما تعلمين, وإذا احتجت لأي شي لا تترددي دقيقة واحدة في طلبه"
" لن أتردد. وسيصطحبني ابنك كارتر غدا للعشاء كآخر اتصال لي بالمدينة . فهو يعتقد أنني ذاهبة الي مجاهل إفريقيا المعتمة"
وابتسمت ستاسي وقد أثر فيها اهتمام المحامي وأضافت :
"أشكرك علي كل ما فعلته من أجلي يا سيد ميلز".
استقلت ستاسي المصعد, ولاستغراقها في خططها للمستقبل لم تلحظ نظرات الاهتمام في عيون ركاب المصعد الآخرين . كانت تبدو لأول وهلة متوسطة الجمال , ولكن النظرة المتأنية , تلحظ شعرها البني اللامع ,يحيط بوجهها البيضاوي , وعينيها البنيتين الداكنتين بأهدابهما الكثيفة , ولو أن الحزن كان يضللها هذه اللحظة , مما يضفي علي مظهرها هالة مشرقة نظرة .
وصلت ستاسي للمبني الذي تقطنه ,واستقلت المصعد للطابق الخامس ,وغمرتها الكآبة وهي تفتح الباب . استقبلها كلبها بفرحة غامرة , فقالت بابتسامة حزينة وهي تنظر لعيني الكلب المليئتين بالحب:
"كاجون أيها الوحش ... هل افتقدتني ؟ ماذا عساي أن افعل لو لم تكن هنا؟ "
أخرجها جرس التليفون من أفكارها فأجابت:
"نعم !"
وجاء صوت الرجل علي الطرف الآخر:
" ستاسي! أنا كارتر قال أبي أنك خرجت قبل وصولي مباشرة"
" لقد تركت المكتب حوالي الرابعة".
"كيف تسير أمورك كلها؟"
"بخير , كنت علي وشك الانتهاء من حزم حقائبي لولا بعض الأشياء الصغيرة ".
وأضافت ضاحكة : " وضعت بعض الفساتين إلي جانب ملابس الركوب . فأنا أنوي الحياة كما ينبغي في مدينة لرعاة البقر".
قال ساخرا:
" لن أعترض . طالما أنك لن تلتقي بشاب اسمر طويل من رعاة البقر، ثم تنطلقا علي حصانه ألامين"
"لا تقلق، لم يعد رعاة البقر كسابق عهدهم، ففي أخر رحلة لنا في الغرب لم أصادف إلا رجالا في منتصف العمر، لوحتهم الشمس ولهم اسر يعولونه"
هل ستقودين سيارتك إلي هناك"
"سأذهب أنا وكاجون،أما دايبلو فسيأخذ القطار حتى بيكوس وهناك أخذه ونواصل الرحلة إلي ماكلاود، وبما أن الكوخ علي بعد ثلاثين ميلا من هناك، فلن أكون بعيدة جدا عن المدينة".
"يسعدني أنني لن أذهب إلي هناك , فالعزلة تضايقني ولا أفهم كيف تستطيعين البقاء هناك لأكثر من أسبوع . ما الفرق بين جبل وآخر ؟"
"ربما كنت علي حق , ولكن علي أن أكتشف هذا بنفسي ".
"لن أستطيع أن أثنيك عن عزمك , أليس كذالك ؟ اسمعي , إن لدي عملا الليلة فلن أستطيع أن آتي إليك, ولكن موعدنا غدا مساء في السابعة تماما . موافقة ؟"
"موافقة".
" إذا . سأراك غدا ".
"إلي اللقاء ياكارتر".
شعرت ستاسي بالفراغ والوحدة بعد المكالمة , ولكنها لم تستسلم لأحزانها , وراحت تكمل حزم حقائبها.
في الليلة التالية كانت ستاسي تثبت قلادتها المرصعة بالعقيق , عندما رن جرس الباب. ونظرت للمرة الأخيرة إلي المرآة . كان ثوبها بلون الخوخ مفتوحا عند الرقبة علي هيئة الرقم 7 , مما يبرز لون بشرتها البرونزية التي لوحتها الشمس , وجمال شعرها بأطرافه الذهبية والمصفف علي الطريقة الإغريقية . طلت شفتيها بطلاء لامع بلون الخوخ وارتسمت علي وجهها ابتسامة راضية.
عندما فتحت الباب لكارتر كانت عيناها تؤمضان غبطة .وقالت :
" هل جعلتك تنتظر طويلا؟"
أمسك الشاب الأشقر الطويل بيديها وعيناه الزرقاوان تحييانها ببريقهما الخاص:
"هل أقول لك ما تعرفينه بالفعل ؟ما كنت لأعترض علي الانتظار أكثر من هذا , لو علمت بالمنظر الذي سأراه".
ثم وضع شالها علي كتفيها قائلا :
"هل نذهب ؟ حجزت مائدة في الساعة الثامنة بنادي ميدو وود الريفي".
"رائع!"
أخذا يتحدثان طوال الطريق إلي سيارته حتى ركبا فصمتا لانشغال كارتر بالطريق ,نظرت ستاسي إليه ... كان شابا وسيما بشعره البني الفاتح وعينيه الزرقاوين الصافيتين . كان يكبرها بست سنوات وبدأ عمله
كمحام بمكتب والده. إن كثيرين من معارفها يعتبرون كارتر عريسا مثاليا , ولكن لم تكن بينهما أية تصريحات بالحب , أو أية وعود . كانت ستاسي تبعث لكارتر بطاقات بريدية طريفة عندما كانت تصاحب والدها في أسفاره , وتتصل به عند عودتها ,
وكارتر يلتقي بفتيات أخريات في غيابها , ولكن ليس بانتظام كما كان يفعل مع ستاسي . وسعدت أسرتاهما بهذها لعلاقة النامية , أملا في أن تؤدي إلي الزواج.
ابتسمت ستاسي وهي تراقب يديه الماهرتين وهو يوقف السيارة في مكان الانتظار . لم تكن علاقتهما علاقة أخ بأخته , ولكنهما لم تكن أيضا علاقة عاطفية يدق لها قلباهما ,كانا يستمتعان بوجودهما معا في انتظار أن يأتي الحب يوما ما , فيتزوجها كما كانت تعتقد , وبما أنهما متفقان فسيكون زواجا سعيدا , ولكن ليس الآن . وفكرت ستاسي : ثم إنني مازلت ساذجة , لدرجة أني أتمني حبا يحلق بي فوق الأرض حتى وإن كان هذا لا يحدث إلا في الأساطير.
قال كارتر ضاحكا وهو يمسك بباب السيارة المفتوح حتى تخرج:
"أيتها الحالمة . ألن تخرجي من السيارة ؟ "
" آسفة لقد كنت في عالم آخر".
قال مبتسما وهما يدخلان النادي :
" إذا عودي منه , إن الليلة ليلتي , وأنوي أن أستغل هذه الفرصة إلي أقصي مدى".
أحاط خصرها بخفة , وهو يفتح لها باب النادي المزخرف . وطلب كارتر المشروبات . بينما أخذت ستاسي تنظر إلي الأثاث الفريد، حيث زينت الجدران بجلود الفهد والحمار الوحشي مما يوحي بجو الغابة. ونظرت ستاسي إلي كارتر، فوجدت الكآبة بادية على وجهه، فعاتبته قائلة:
"لم هذه الكآبة؟ كنت أظن أننا نحتفل الليل"
"أسف، كنت أفكر في الإجازة التي ستقومين بها. إن أبي ليس مسرورا بشأنها، ولا أنا أيضا. وإذا حدث لك شي في ذلك الكوخ المنعزل فستمر أسابيع قبل أن يكتشف هذا أحد"
" أرجوك لا داعي لهذا الكلام الليلة لقد قررت الذهاب، وهذا كل ما يمكن أن يقال. يبدو أ، كل الناس يعرفون مصلحتي أفضل مني"
" الم يخطر ببالك أنهم علي حق هذه المرة؟ تظنين أن باستطاعتك التغلب علي اية مشكلة لأنك سافرت حول العالم، ولكنك لا تملكين من الخبرة أكثر من أي فتاة ريفية، كل ما أراك والدك هو الدنيا من الجانب ألأمين كما تراه عدسة المصور، وليست لديك أية فكرة عن الحياة بمفردك".
" لقد رأيت الحرب والمجاعة من وجهة نظره , أيقلل هذا من تلك الحقائق ! إنني أعرف معني الحياة , وأعرف مالذي سأفعله بحياتي , ولست بحاجة لمزيد من المناقشة".
" ألن تكفي عن عنادك وتستمعي لصوت العقل؟"
"قلت لك إن الموضوع منته"
قال بخشونة بينما الفرقة الموسيقية تشرع في العزف:
"إذا فلنرقص"
أخذ يرقصان وهما واجمان .ولكن ستاسي ضحكت قائلة :
"كارتر ... إنني آسفة . لم أكن أقصد أن أفقد أعصابي , أرجوك لندع الجدل جانبا الليلة".
ابتسم وقال:
" حسنا . سنعتبر الموضوع منتهيا ونستمتع بأمسيتنا معا ".
قدم لهما العشاء , وبعد أن فرغا منه قالت ستاسي :
"كانت وجبة لذيذة".
ولكن الصحبة أكثر لذة ".
أشكرك ياسيدي العزيز".
"أتودين البقاء هنا لنرقص أم نذهب لمكان آخر؟"
" أفضل البقاء هنا , فالجو الهادئ يروقني".
"وأنا أيضا , لأني أريد أن أحدثك في بعض الأمور".
" أرجوك لا تلق علي محاضرة أخرى عن رحلتي . لقد وعدتني بألا تناقش ذهابي إلي تكساس".
"وأنا أنوي أن أفي بوعدي . إن هذا الموضوع مختلف تماما. لنذهب الآن للرقص".
أخذا يرقصان علي نغمات الموسيقي البطيئة , ونظر إليها كارتر بابتسامة رقيقة قائلا:
"هل تذكرين ما قاله لك والدي بعد جنازة والدك , أنك واحدة من عائلتنا؟"
قالت ستاسي وهي تبادله نظرته الجادة:
"نعم".
"وأنا أريد أن يكون هذا رسميا ,أريدك أن تصبحي زوجتي , لن أحاول منعك عن رحلتك , ولكن عندما تفكرين في المستقبل دعي تفكيرك يشملني ... ستاسي ... أنا أهتم بك... أحبك وأريد أن أرعاك بقية عمري . لم نتكلم عن مستقبلنا من قبل وقد آن الأوان لهذا .كنا صغيرين . كان أمامي أن أنتهي من دراسة القانون ,وكان أمامك أن تكبري وقد تم هذا لآن , فلنبدأ في التخطيط لبقية عمرنا".
"كارتر ... لا أدري ماذا أقول , ولا أدري إذا كنت علي استعداد للاستقرار ,لا أدري!"
"لا تقولي شيئا. أعلم أن كلامي يأتي بعد وفاة والدك بفترة وجيزة، ولا شك انك مضطربة، فلن أطلب منك ردا الآن .عندما أري أنك مستعدة سأعيد طلبي بالطريقة اللائقة، وحتى ذلك الحين أطلب منك فقط وأنت في جبال تكساس أن تتذكري حبي لك ورغبتي في أن أتزوجك" .
فكرت ستاسي في هذا العرض، كان يجب أن لا يدهشها، ولكنها دهشت علي الرغم من سابق تفكيرها في هذا الموضوع.
واستمرا في الرقص حتى انتهاء الأغنية وعادا لمائدتهما. قال كارتر:
" لقد ذكرت أنك ستشحنين دايبلو إلي تكساس. ألا تأخذين حصاني الرمادي؟ انه أكثر هدوءا من شيطانك الأحمر".
قالت باسمة:
" أشكرك على هذا العرض ولكني لا أتوقع أن، يسبب لي دايبلو مشاكل كثيرة. ثم إنه في الطريق إلى بيكوس الآن ولذا سألتزم بترتيباتي الأولى".
سألها:
"في أي وقت تزعمين الرحيل غدا؟"
" آمل أن أرحل ظهراً"
""إن الوقت الآن متأخر، ولا أريد أن أحرمك من راحتك. سيكون أمامك الكثير من التفكير الليلة. أو هكذا أتمني".
لم يتحدثا كثيرا في الطريق لبيتها، وعندما وصلا نظر إليها كارتر قائلا:
"لن أتمكن من المجئ غدا لوداعك، وأتمنى لك حظا سعيدا الآن. سأتركك هنا يا ستاسي، عودي لبيتك سريعا".
نظرت ستاسي للشاب النحيل القوي وهو يذهب وشعرت بفراغ وبرودة في قلبها.اتجهت للمصعد ثم دخلت شقتها بهدوء وهي تتساءل عن صحة قرارها بترك البيت و ألأصدقاء الوحيدين لها.
بعد ساعة غلبها النعاس وهي مصممة مرة أخري علي المضي في خطتها بالرحيل إلي تكساس.
........................
تابعوااااااااااااا






آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس
قديم 04-13-2008, 01:02 AM رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
مها القمر
إحصائية العضو







مها القمر غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: مزرعة الدموع! من روايات عبير" لمن يحبها

جعلها الله في موازين اعمالك

ننتظر جديدك نور







آخر مواضيعي 0 حبيبي متى تعوووووووووووووووود
0 عـلـمـنـــي كـبـريـائـــي .+.
0 اعلم اني من اجلك انت اكتب
رد مع اقتباس
قديم 04-13-2008, 05:46 PM رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
أحمد اسماعيل

الصورة الرمزية أحمد اسماعيل

إحصائية العضو







أحمد اسماعيل غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: مزرعة الدموع! من روايات عبير" لمن يحبها




نوووور .. الرائعة جدا باختيارك


قصة واقعيتها كبيرة . خصوصا تشرح لنا أن السعادة ليست فى المال ولكن بقرب الاهل ومن نحب


لعلها تجد فى طريقها وحياتها الجديدة ما يفيدها ويساعدها على تجاوز صدمات الحياة


ننتظر البقية

دعواتى لكى بكل الخير






آخر مواضيعي 0 مباراة الأهلي ووفاق سطيف الجزائري
0 دعاء يوم الجمعة
0 روسيا تسلم محطة تشيرنوبل النووية إلي أوكرانيا
0 دعاء آخر يوم في شعبان
0 فضل الصيام
رد مع اقتباس
قديم 04-15-2008, 06:01 PM رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: مزرعة الدموع! من روايات عبير" لمن يحبها

2-جفاء اللقاء الأول
22222222222222222222222222
قرأت ستاسي علامة الطريق التي كتب عليها : ماكلاود _ 10 أميال ,ثم أحنت ظهرها , وفردت عضلاتها المتقلصة , فقد أثرت فيها قيادة السيارة لمدة يومين ونصف .ولكنها كادت أن تصل , نظرت في مرآة السيارة...لم يظهر الإجهاد إلا في عينيها , وكانت ثيابها المكونة من بنطلون زيتوني وقميص أصفر ليموني محتفضة برونقها . فيما سترتها المكملة للبنطلون في المقعد الخلفي إلي جوار كلبها النائم.
كان حصانها هادئا في مقطورة خاصة ملحقة بالسيارة بعد أن أثار ضجة عندما شحنته في بيكوس.
أبطأت ستاسي من سرعتها وهي تقترب من المدينة وتستوعب معالم المنطقة , ووقفت عند محطة بنزين علي مشارف المدينة . أشارت لكلبها أن يتبعها . أعجبت ستاسي بنظافة المكان علي رغم من قدم المبني . وجاءها فتي من المكتب وفي عينيه نظرة إعجاب لم تلحظها وسأل :
"هل أملأها ياآنسة؟"
أجابت مبتسمة للهجته الجنوبية الرقيقة:
"نعم من فضلك , وافحص تحت غطاء السيارة ".
تركت ستاسي الكلب يلهو إلي جوار المحطة , ودخلت المكتب هربا من لظى الشمس فوجدت رجلين بالداخل, أحداهما وهو الأكبر سنا , يرتدي ثياب العمال . أما الآخر فكان ظهره إليها , وكان يرتدي بنطلونا أزرق وقميصا ذا مربعات . كان شعره داكنا من السواد تحت قبعته البنية التي بقعها العرق . وحجبت قامته الطويلة وعضلاته القوية ستاسي عن نظر العامل , إلي أن مشت جانبا إلي الطاولة حيث وضعت بعض الحلوى . وقال العامل:
" عن إذنك يا كورد . هل يمكنني معاونتك ياآنسة ؟"
" نعم , أريد قطعة من هذا الشوكولا تة ".
"بالتأكيد .لا تظنيني متطفلا ياآنستي , ولكن لكنتك تنم عن أنك لست من هذه المنطقة ؟"
ضحكت ستاسي وقالت:
" لم أكن أعرف أن لدي لكنة خاصة , ولكن هذه مسألة نسبية . إنني من نيويورك وساقضي الصيف هنا ,هل يمكنك أن تدلني علي عائلة تدعي نولان .فقد استأجرت كوخ الصيد الخاص بهم".
في هذه اللحضة استدار الرجل الثاني إلي ستاسي , ودهشت لنظرة العداء البادية في عينيه , وشعرت بالحيرة, وسمعته يودع العامل ويخرج إلي سيارته الجيب . ماذا فعلت لتستحق تعبير العداء في عينيه؟ حاولت التخلص من التفكير في نظرته , واستدارت للعامل الذي كان يخاطبها قائلة:
"آسفة . ماذا قلت ؟"
" قلت إن آل نولان يديرون دكان البقالة في المدينة ".
ثم وصف لها كيف تصل للدكان وشكرته.
دخل الفتى الذي تركت له سيارتها وقال :
"لقد وضعت أيضا بعض الزيت . يالها من سيارة . أراهن أنها تترك باقي السيارات خلفها في الطريق".
قال الرجل الكبير :
" كفي يا بيللي لا شك أن الآنسة تقدر إعجابك بذوقها في السيارات".
دفعت ستاسي حسابها وضحكت قائلة:
"يجب أن أتصل فورا بآل نولن وإلا سيحل ال؟لم قبل وصولي لمنزلي الجديد".
" اتبعي توجيهاتي ولن تضلي . إا موللي نولن تكون هناكدائما بعد الظهر , وهي تعلم مكان زوجها".
صفرت ستاسي لكاجون وأشارت مودعة العاملين , وبدا لها أن أهل المنطقة ودودون ,أوعلي الأقل اثنين منهم , لكنها لن تدع العداء الظاهر لرجل غريب يفسد أول زيارة لها للمدينة. ولو لم يكن كريها لاعتبرته رجلا وسيما , فشعره داكن وعيناه بنيتان وقامته طويلة ,ولكنه تصرف كما لو كانت تحمل عدوى الطاعون . حقا لم يكن هناك أي داع للتفكير في نظرته هذه , فربما لا تراه مرة آخري . وشعرت ستاسي من ملامحه الواضحة , وخطوط فكيه , وذقنه المستقيم أنه رجل لا يستسلم أبدا.
وصلت ستاسي إلي دكان البقالة . أوقفت سيارتها . كان الطريق العام جذابا , وكانت فيه صيدلية عند المنعطف يليها دكان البقالة , ثم مكتب البريد ثم متجر للملابس ومقهى ,وفكرت ستاسي : إنها ليست مدينة كبيرة ولكنها تكفي احتياجات مجتمع المزارع حولها.
دخلت الدكان فوجدت سيدة صغيرة الحجم ,يبدو علي ملامحها حنان الأمومة , في حوالي الأربعين من عمرها, تجلس خلف طاولة . كان شعرها رماديا ويغطي قوامها البدين ثوب منزلي بسيط مما ذكر ستاسي بمطبخ يمتلئ برائحة الفطائر الطازجة . قالت لها ستاسي:
" معذرة , هل أنت سيدة نولان؟"
"نعم ,أيمكنني مساعدتك؟"
"أنا ستاسي آدامز , وقد استأجرت كوخكم لهذا الصيف".
"طبعا يا طفلتي ! كان يجب أن أعرفك في الحال , فليس لدينا زوار كثيرون , لقد قلت فعلا أنك ستصلين في أوائل شهر مايو ولكني نسيت , أعتقد أنك حريصة علي الوصول للكوخ قبل حلول الظلام".
"نعم , فأنا أنوي قضاء الليلة هناك يا سيدة نولان ".
"يا إلهي . ناديني بموللي وإلا ظننتك تخاطبين إنسانة أخرى . سيصل زوجي فورا ليصحبك . نظفنا الكوخ ولكنه ما زال قاحلا . فالرجال لا يهتمون كما تعلمين . فإذا وجدوا مكانا للجلوس , وآخر لاعداد الطعام لا يهمهم وجود ستائر علي النوافذ , أو مفرش علي المائدة".
أجابت ستاسي وقد أدركت أن السيدة لاحظت ثيابها الأنيقة وظنت أنها تتوقع مسكنا فاخرا:
"أنا واثقة أن الكوخ مناسب لي . وأرجو أل تكوني قد أجهدت نفسك من أجلي".
قال صوت خلف ستاسي:
"معذرة ..."
استدارت فوجدت نفسها وجها لوجه مع الغريب الذي قابلته في محطة البنزين , وبدون أن تقصد رفعت عينيها لتلتقي بعينيه ولكنه لم يبدأنه عرفها .
قالت موللي نولان وهي تمد له يدها مبتسمة :
" إنني سعيدة لمجيئك يا كورد , أريدك أن تقابل آنسة ستاسي آدامز , لقد استأجرت كوخ الصيد عند التل الملاصق لسلسلة الجبال الشرقية. ستاسي هذا هو كورد هاريس مالك الكوخ الرسمي , وتبعد مزرعته حوال عشرة أميال عن الكوخ".
دهشت ستاسي للقاء الغريب مرة ثانية , وأجابت بأدب ثم رفعت عينيها فوجدت نفس نظرة العداء والسخرية في عينيه , وراح ينظر إلي وجهها ثم إلي بلوزتها الصفراء والبنطلون المكوي , والحذاء الأنيق ثم عاد ينظر في سخرية إلي وجهها .شعرت ستاسي أن أناقة ثيابها أكثر من أن ترتدي في هذه البلاد الخشنة .
أحست بالاحراج , وقد التهبت وجنتاها وأغضبها أن هذا الـ كورد هاريس استطاع أن يشعرها بأنهامتصنعة بشكل رخيص , فدفعت ذقنها إلي الأمام في تحد .
وقال الرجل ورنة السخرية في صوته :
" أرجو ألا تجدي بلادنا قفرة ومنعزلة بالنسبة لك ".
"أنا واثقة من أنني سأستمع بوجودي هنا , لقد أشعرني معظم الناس أنني في بلدي".
قالت السيدة نولان:
"فعلا . إننا لا نري الكثير من الشابات الجميلات مثلك هنا ,وبمجرد أن يعرفوا أنك في الكوخ هذا الصيف سيدق شبابنا طريقا لبابك".
ابتسمت ستاسي قائلة :
" أشك في هذا , ولكن مجاملتك لي لطيفة ""
وتدخل كورد قائلا :
" ألا تخشين الحياة وحدك في كوخ مهجور؟ بعد عدة ليال من الوحدة ربما تهربين بصحبة احد شبابنا ".
أجابت ستاسي وقد أغضبها استخفافه بها :
" هذا ممكن , ولكنه مستبعد , جئت إلي هنا لأكون وحدي . إني أنوي يا سيد هاريس أن يكون لي أصدقاء ولكن لا أنوي الانخراط في المجتمع".
" أنوي! قلتها بلباقة , إنها تعطيك حرية أن تفعلي ما تشائين . لا يبدو عليك أنك تستطيعين الحياة في عزلة مدة كبيرة ".
حاولت موللي أن تمنع الصدام بينهما فقالت:
" كورد , لا أعتقد أن هذا مجال الحكم علي آنسة آدامز وخططها . والآن اعتذر عن سوء أدبك".
لمس قبعته بسخرية وقال :
"أعتذر إذا كان كلامي بلا أساس , أرجو أن تستمتعي بإقامتك هنا مهما طالت يا آنسة آدامز ".
أومأ المزارع المتجرف مودعا السيدة نولان وأخذ مشترياته وخرج قبل أن ترد عليه ستاسي ,وقد بلغ بها الغضب حدا جعل الكلمات تخذلها . أنها لم تلتق أبدا بمثل هذا الرجل الوقح المتعجرف الساخر . واستدارت للمرأة المندهشة قائلة:
"من يظن نفسه هذا الرجل ؟"
" لا تهتمي لكورد , إنه صريح في التعبير عن رأيه , ولكنه حقا جذاب بالرغم من كل هذا الصخب".
" أتمني لو أنه يعيش علي بعد عشرة ألاف ميل وليس عشرة فقط, ماذا فعلت لأستحق هذا الهجوم؟"
"لا شئ يا عزيزتي بالطبع . ربما ذكرته بشخص آخر . أعتقد أنك تودين شراء بعض الحاجيات , سيكون زوجي هنا في أي وقت".

دأت ستاسي في انتقاء حاجياتها وعادت لموللي فوجدتها تتحدث مع رجل أصلع نحيل , فخمنت أنه السيد نولان .سألتها موللي:
"حسنا يا عزيزتي هل وجدت كل ما تحتاجين ؟"
ثم استدارت للرجل الواقف إلي جوارها قائلة :
"هذه آنسة آدامز يا هاري , وهذا زوجي وسيصحبك إلي الكوخ".
مدت ستاسي يدها إلي الرجل وهي تقول:
"يسعدني لقاءك يا سيد نولان".
وسلم عليها بحماسة قائلا :
" قالت موللي أنك شابة جميلة ولكن لم تقل إلي هذا الحد . بالتأكيد ستضيئين مدينة رعاة البقر هذه , وأرجو أن يناسبك الكوخ فهو ليس أنيقا".
" أنا واثقة أنه سيناسبني , فقد اعتدت الحياة الخشنة مع والدي".
سألتها مولي :
" هل سيلحق بك والدك ؟"
"لا ... لقد قتل في حادثة طائرة منذ شهر".
وبدات موللي تتكلم :
"إنني جد آسفة . لم أقصد..."
وقاطعتها ستاسي:
" ما كنت لتعلمين ".
ثم سألها نولان :
"ماذا عن والدتك؟ هل توافق علي سفرك وحدك ؟"
" لقد توفيت والدتي بعد ولادتي بمدة قصيرة , فأنا الآن وحيدة . ولكن لا تقلقوا علي لوجودي وحدي , فمعي كلبي الراعي الألماني , وأنا واثقة أنه يستطيع التغلب علي أي حيوان من ذوات الأربع يضايقني , والصنف ذي القدمين أيضا".
وضحكت ستاسي وهي تفكر في كورد هاريس .
" إن هذا النوع من الكلاب طيب , وسيرعاك حقا ".
ودفعت حسابها وهي تقول :
" أرجو ألا يضطر إلي هذا . حسنا يا سيد نولان إنني مستعدة للذهاب إذا كنت أنت مستعدا".
"أين أوقفت سيارتك ؟"
" أمام الصيدلية ".
" سألقاك بعد خمس دقائق بسيارتي الجيب , وتستطيعين أن تتبعيني".
ثم خرج فقالت موللي:
" إذا احتجت لأي شيء ,أو شعرت بالوحدة , ما عليك إلا الحضور للمدينة , فأنا وزوجي يسعدنا وجودك معنا في أي وقت ".
أثر فيها حنان المرأة واهتمامها فقالت :
"سأتذكر كلامك ولكني أريد أن أستمتع بالهدوء فترة".
" الناس هنا ودودون ويسعدهم معاونتك . فلا تترددي في طلب المساعدة , إذا صافتك أية مشكلة . إن الهدوء شيء جميل ولكن لا تنعزلي تماما عن الناس , تذكري أننا نرحب بك دائما ولا تخجلي من طلب المساعدة".
" لن أخجل . أشكرك مرة أخري وسوف نلتقي ثانية".
وصلت إلي سيارتها ووضعت مشترياتها في الخلف ثم هدأت من روع كلبها وبحثت عن سيد نولان . بدأ ديابلو يحدث جلبة في الشاحنة , فدخلت إليه وأدار الحصان رأسه لها ونفخ في وجهها , وأخذت تحدثه برقة لتهدئة وهو يحرك أذنيه لالتقاط كلماتها , ولكن عينيه ظلتا تتدحرجان في ضجر . ونظرت لأعلي فوجدت سيد نولان في سيارته , وخرجت من الشاحنة بينما خرج هو من سيارته لملاقاتها وسألها :
" هل أنت مستعدة للذهاب؟"
" نعم , كنت أتأكد من أن كل شيء علي ما يرام في المقطورة ,أخشي أن يكون حصاني سيئا في السفر".
" هذا حصان براق للغائة . ماهي سلالته ؟"
"غالبا عربية ".
"أنا لا أميل لها فهي متقلبة , وأفضل حصانا مستقرا في أي وقت . حسنا من الأفضل أن نذهب وسيكون من السهل أن تتبعيني , فالطريق ليس في حالة سيئة ".
لم يكن من الصعب أن تتبعه . مرا ببعض المنازل ثم أتخذا طريقا مرصوفا بالحصي يتجه شمال المدينة , وبعد فترة دخلا طريقا وسط التلال ثم الجبال , ثم مضيا في طريق جانبي صغير بعد حوال عشرين ميلا . وخافت ستاسي من التفكير فيما يمكن أن يحدث لسيارتها , داعية ألا تسقط في أحدي الحفر وهي تركز تفكيرها علي مؤخرة السيارة الجيب المتأرجحة أمامها , ونظرت للمقطورة في المرآة وهي قلقة , سيكون حصانها عصبيا لأقصى درجة عند وصولهم الكوخ.
كانت غابات الصنوبر من الكثافة بحيث تحجب الرؤية علي الجانبين، وأشعة الشمس قادمة تمر من خلال فتحات في الأشجار. وقلت كثافة الأشجار عندما هبطت السيارة الجيب تلا صغيرا. وعند وصولها لقمة التل رأت ستاسي مرجا يانعا يهدر خلاله جدولا, ورأت علي يسارها كوخا صغيرا يحتضنه حائط أخدود جبلي ,وإلي جانبه حظيرة ومبني ملحق , وعندما نظرت إلي يمينها رأت المروج تنحدر من الجبال إلي النهيرات .
كان الوادي رائعا أكثر من أية صورة رأتها في حياتها . وعندما وصلت ستاسي كان هاري نولان واقفا إلي جوار شرفة الكوخ الخشبية.
وهتفت وهي تنظر للجبال :
"يا للجمال !"
"نعم . سأريك دأخل الكوخ".
ابتسمت ستاسي وتبعت الرجل المتغضن إلي الكوخ. كانت في الغرفة الرئيسية مدفأة مملؤة حطبا فوقها رأس غزال محنط , وإلي جوراها كمية كبيرة من الحطب , وضمت الغرفة أريكة واحدة وكرسيا هزازا. أما المطبخ فكان مكونا من بعض الخزائن المعدنية فوق حوض من الصيني , له حنفية بمضخة , ولحسن الحظ وجدت ستاسي موقد غاز . وفي وسط المطبخ كانت هناك مائدة وكرسيان . ورأت لمسة موللي نولان في المفرش والستائر الحمراء , وربما كانت المرأة الحنونة مسؤولة عن وجود الوسائد علي الأريكة والبطانية المصنوعة من شعر الخيل . وشرح لها هاري نولان كيفية إضاءة مصابيح الغاز , ثم أراها غرفة النوم وقد ملأ الغرفة الصغيرة سرير كبير ذو أربعة أعمدة عليه لحاف بألوان مختلفة , وخمنت ستاسي أنه من عند آل نولان , وكان في الغرفة أيضا خزانة صغيرة ومكان لتعليق ثيابها خلف الباب . ابتسمت ستاسي في بهجة قائلة:
"إن هذا رائع . لا أستطيع التفكير في شيء ينقصه".







آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس
قديم 04-15-2008, 06:02 PM رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: مزرعة الدموع! من روايات عبير" لمن يحبها

لمعت عينا هاري لحماستها وقال:
"يسعدني أنه يلائمك وستسعد زوجتي أيضا لهذا , والآن سأساعدك في إدخال حصانك للحظيرة إن شئت".
قبلت ستاسي معونته , وقادت سيارتها بحيث جعلت ظهر المقطورة نحو باب الحظيرة الذي فتحه نولان . ثم نزلت من السيارة ودخلت الحظيرة الخالية إلي جانب الشاحنة حيث كان حصانها المتبرم . أخذ الحصان يسحب الحبل الذي يمسك به في قلق بدون أن، يعطي ستاسي فرصة لتخليصه , وحاولت أن تهدئه ولكن ثورته ازدادت حتي فك عقدة الحبل . وبمجرد أن وجد نفسه حرا شب للخلف جاذبا الفتاة معه إلي خارج الشاحنة . وومض بياض عينيه , متوعدا وهو يرقص حتى بلغ أرض الحظيرة . وتركته ستاسي بسرعة ليركض حول الحظيرة.
أخذ الحصان العربي يدور حول الحظيرة في حذر وعرفه الأصفر وذيله يشقان الريح . ثم أنتبه لوجود الرجل الغريب , فهاجمه إلا أن الرجل قفز من أمامه برشاقة مدهشة , وقال هاري:
" هل يفعل هذا كثيرا؟"
قالت معتذرة :
" لحسن الحظ لا . إنه يثور مرة كل حين بدون استفزاز ظاهر".
نظر هاري إلي قوامها النحيل وقال :
" كيف تسيطرين عليه؟ إنه يستطيع أن يمشي فوقك كما لو كنت هواء".
" يبدو أن بيننا نوعا من التفاهم , ولو أني أحيانا أعتقد أنه لا يكاد يحتملني".
ثم غيرت الموضوع وسألت:
"هل توجد طرق كثيرة أصلها علي صهوة الحصان"
" كثيرة جدا . فمعظم الطرق تؤدي إلي أعماق الجبال أو الوادي, وبعضها يتفرع للدائرة".
قال ذلك وهو يشير للغرب . فردت وهي تظلل عينيها من الشمس: "أين تقع الدائرة بالتحديد ؟"
سألت لأنها كانت تنوي تجنب هذا المكان بالذات.
" هذا الكوخ يقع علي أرض كورد , ونحن نستأجره ونستخدمه للصيد . أما بيت المزرعة فيقع علي بعد تسعة أو عشرة أميال من هنا .أرضه شاسعة ويديرها بيد من حديد , ولكن رجاله لا يعترضون لأنهم يعرفون موقعهم منه . إنه يدفع رواتب جيدة ويتوقع عملا جيدا في المقابل".
كان هذا مطابقا لفكرة ستاسي عنه . ربما كان يتفقد العمل وفي يده سوط.
قال الرجل المسن:
" قالت موللي إنك التقيت به في المحل , بالطبع تعلمين أنه أعزب":
لم تجب ستاسي بل نظرت لحصانها وهو يأكل ,وفكرت : أية امرأة تستطيع تحمله ؟
استرسل في كلامه متجاهلا نظرة الضجر في عيني الفتاة :
" منذ حوال ست سنوات ظننا أنه وقع , ولكن الفتاة فضلت أحد رجال البترول . لم يكن يحب تلك الفتاة فقد كانت تظن نفسها أفضل من أهل المنطقة. إنه أحسن حالا بدونها ".
أعجبت ستاسي في قرار نفسها بالفتاة التي استطاعت أن ترد راعي البقر المتعجرف علي عقبيه.
" أصلح بيت جدته من أجلها , وأنفق عليه مبلغا كبيرا من المال , وهو يعيش هناك الآن وحده مع مديرة منزله".
دخل هاري سيارته وقال :
"علي الإسراع حتى أصل بيتي قبل حلول الظلام , وإذا احتجت أي شيء بلغينا ".
"سأفعل يا سيد نولان . أشكرك علي كل ما فعلته من أجلي وأقدر معونتك".
وشدت علي يده بمودة .
وقفت أمام كوخها , ترقب رحيل سيارة الجيب حتى اختفت وغلفتها الوحدة وجاء كلبها من ورائها , ودفع أنفه في يديها فركعت إلي جانبه تداعب شعره بخشونة وابتسمت قائلة:
" لست وحدي ... أليس كذالك ؟ طالما أنك معي , هيا نعد بعض الطعام لنأكله".
3- لا ... لن نتفاهم
3333333333333333333
مضى يومان منذ وصولها , قضت اليوم الأول في إخراج حاجياتها من الحقائب وترتيبها . وكان عليها أيضا أن تنظف السيارة والمقطورة . وفي المساء ركبت حصانها للتريض في المرج حتى تعوده علي المناخ الجديد . أما اليوم الثاني فقضته في استكشاف الجبال الشرقية.
وقد خلبت المناظر الطبيعية لبها . لم تقطع هذه المسافة أبدا من قبل, بدون أن تلتقي بأية علامة للمدينة ,فيما عدا بعض قطعان الماشية في الوادي . ومن العجب أن الأمسيات مرت بسرعة بالنسبة للفتاة . فهي تجلس في الشرفة حتى يختفي الضوء , بعد أن تعد طعامها وتطعم الحصان والكلب.
ولأول مرة منذ أسابيع تشعر ستاسي بالسكينة بين الطبيعة الصافية في الوادي حتى اختفي قلقها وحزنها . لم يعد هناك شيء يهم إلا أن تحيا ... كانت علي صواب عندما عزلت نفسها عن بقية الناس . ولكن جزءا منها لم يكن يريد الذهاب بالرغم من انه كان عليها أن تفعل ذلك.
وفي الليلة السابقة كانت قد كتبت رسالة إلي كارتر تخبره أنها وصلت بسلام وبدأت في الاستقرار . وفي هذا الصباح كانت تنوي أن تركب حصانها بحثا عن صندوق بريد في إحدى المزارع , حتى لا تضطر إلي الذهاب للمدينة لإرسال الرسالة . ولم تلحظ أية صناديق بريد عند مجيئها , ربما بسبب تركيزها علي الطريق.
دخلت الحظيرة وأخذت اللجام ثم اقتربت من الحصان الأحمر الذي بدأ يتراجع أمامها ز وتجاهلت علامات الغضب البادية عليه , وقالت وهي تقترب منه:
" حسنا يا ديابلو و لا تكن صعب المنال , الصباح أجمل من أن أضيعه في السيطرة عليك".
وقف الحصان متضايقا وهي تكلمه برقة .مدت يدها له ومد هو أنفه إليها بتردد, ثم نفخ برقة في يدها واستسلم لها وهي تلجمه وتسرجه . كان رد فعله للسرج يختلف في كل مرة , فتارة يقبله بهدوء , وتارة يتصرف كحصان صغير لم ير سرجا من قبل . وصفرت لكاجون , ليتبعها وركبت الحصان في اتجاه الطريق العمومي .
كانت أشعة الشمس تسقط علي ظهر الحصان النحاسي وتبرز بياض رداء الراكبة . وأخذ كاجون في فحص علامات الطريق , بينما انطلقت ستاسي علي الحصان في اتجاه المدينة ز وعندما أبطأت من سرعة الحصان لم يعجبه هذا فحاول التخلص من اللجام . وصارعت للسيطرة عليه حتى فاتها النظر إلي المناظر الطبيعية حولها . بيما الحصان يشب للخلف لاحظت أن السرج ينزلق من علي ظهره.
أوقفت الحصان , ونزلت . ولكن الحصان هاج وأخذ يضرب برجليه مانعا ستاسي من الاقتراب منه , وبينما كانت منهمكة في كبحه لم تلحظ اقتراب سيارة منها , فالتفتت ولكن الحصان مر بجانبها فأسرعت تشد اللجام.
أثارت ضجة السيارة ثائرة الحصان أكثر حتى استاحلت السيطرة عليه . حاولت ستاسي منع ديابلو من الانفلات وكانت تعلم أنها لن تستطيع الإمساك به أبدا إذا هرب في هذا الفضاء الواسع أمامها.
ونظرت ستاسي بطرف عينها فعرفت الرجل الأسمر , ذا القوام الفارع الذي خرج من السيارة واتجه إليها , أنه كورد هاريس من بين كل الناس وآخر شخص تود رؤيته الآن.
قال بصوت خفيض:
"يبدو أنك تواجهين بعض المشاكل يا آنسة آدامز؟"
قالت ستاسي في تهكم وهي تتنفس بصعوبة بسبب مجهود الإمساك بالحصان:
"يا لها من ملاحظة ذكية!"
أخذ الرجل منها اللجام وأشار لها أن تتراجع للخلف . جدد ديابلو معركته من أجل الحرية عندما رأي الرحل الغريب , ولكنه لم يستطيع مقاومة كورد الذي أمسك اللجام بقوة حتى استقر الحصانعلي أرجله الأربع , وبدأ يهدأ.
نظرت ستاسي لكتفي الرجل العريضتين بعضلاتهما القوية تحت سترته , وراقبته وهو يمر بيده علي عنق الحصان . لم تكن تتصور أن هناك من يستطيع أن ينتصر في صراع مع هذا الرجل القوى . في هذه اللحظة استدار لها كورد , والتقت عيناهما . وعلي الرغم من محاولتها لم تستطع منع نفسها من النظر في عينيه الداكنتين اللتين تشعان نار عميقة وغريبة. وكسر هو حدة الصمت قائلا:
" أنصحك بشراء حصان آخر . فمن الصعب علي فتاة صغيرة مثلك السيطرة علي مثل هذا الحصان "
" أشكرك ولكني لم أطلب نصيحتك ولا معاونتك".
"لم يبد لي أنك تقومين بمهمتك بمهارة , ولكن ربما كنت مخطئا ".
قالت وهي تشير إلي سيارته الأنيقة ذات اللون الذهبي والبني :
" كنت علي وشك السيطرة عليه , لولا مجيئك في هذا الشيء المزعج الذي زاد من ثورته".
"لم أكن أدري أنني يجب أن أستأذنك عندما أسوق سيارتي في طريق عام. إذا كان حصانك يخاف السيارات لا تركبيه حيث يتحتم أن يلتقي بها ".
وشعرت أنه أدي لها صنيعا , ولم تتصرف بلباقة فقالت بمرارة:
" آسفة . كان يجب ألا أقول هذا , إنه عصبي المزاج في بعض الأحيان مثل هذه المرة".
" أرجو ألا يحدث هذا كثيرا , وإلا وجدت جثتك في مكان ما بين الجبال , عندما يلقي بك ثانية".
" إنه لم يلق بي ,أنا التي نزلت لأصلح وضع السرج ".






آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس
قديم 04-15-2008, 06:03 PM رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: مزرعة الدموع! من روايات عبير" لمن يحبها

نظر إلي السرج في عبوس قائلا:
" أعتذر لمهارتك كفارسة , ظنت انك افترقت عنه بطريقة أكثر مأساوية".
ضحكت وقالت:
" لا , ولو أن هذا حدث مرة أو مرتين".
أخذت تلاطف الحصان بينما راح كورد يصلح السرج , ثم استدار لمواجهة ستاسي وشعرت بنظرته واستدارت لتلتقي بها , ولكنه أدار بسرعة قبل أن تري تعبير عينيه . وعندما نظر إليها مرة آخري لم ينم وجهه عن أفكاره فأشاحت بوجهها فسألها:
"هل كنت تتجهين لمكان معين ؟"
" كنت أبحث عن صندوق بريد".
"صندوق بريد ! وأين ظننت أنك تجدين هذا الصندوق؟"
وعادت إليها كراهيتها لهذا الرجل المتعجرف فدافعت عن نفسها قائلة:
" كنت أقصد صندوق بريد خاص بأحدي المزارع , حيث يسلم رجل البريد الرسائل ويأخذها".
" آسف لتخليصك من وهمك يا آنسة آدامز , ولكن لا يوجد صندوق بريد من هنا إلي المدينة . لقد نسيت أن هذه البلاد ينقصها الكماليات التي يعتبرها أهل المدن ضروريات".
قالت بعصبية :
"لم أكن أعرف ذلك . ثم إني لا أعتقد أنه لطيف منك أن تحط من شأن إنسان بسبب جهله بأمر ما".
وواجه غضبها وتحديها بهدوء قائلا:
إنني لا أحط من شأنك , بل أريد أن أنصحك بأنك سترتاحين أكثر إذا عدت إلي حيث تنتمين".
"سيد هاريس ,لا أظن أن انتمائي من شأنك , والأفضل لك أن تبتعد عن طريقي حتى أنال شرف وداعك".
رمقها بغضب وأوشك أن يتكلم , ولكنه أغلق فمه . أما ستاسي فأصرت علي تحديها بالرغم من شعورها بالندم علي كلماتها المتسرعة . وقفا يرمقان بعضهما وفجأة أخذها المزارع بين ذراعيه .أمسك بها بقوة قائلا بشراسة :
" اسمحي لي أن أعاونك في طريقك".
وأذهلها تصرفه حتى أنها لم تحاول أن تقاومه ,بينما أخذ قلبها ينبض بشدة , وأدركت انها تلعب بالنار بتحديها لهذا الرجل. ووضعها بلا مجهود علي سرج الحصان ورمي لها حبل اللجام . فامسكت به , ونظرت إلأي عينيه المتوهجتين.
وقال باستهزاء :
" هذا ما أردت . أليس كذلك ؟"
ردت عليه بعد أن استعادت هدوءها:
"كما قلت من قبل يا سيد هاريس , أنا لم أطلب مساعدتك".
"إن الناس هنا لا يطلبون أي شيء . إنهم إذا أرادوا شيئا يفعلونه ".
أحس ديابلو بالتوتر بينهما وأخذ يتراقص . لم تجب ستاسي لاعتقادها بأن أي شيء تقوله سيزيد من حدة الموقف . ولم تشأ أن تثير غضبه مرة آخري لخشيتها من العواقب . واستجمعت رباطة جأشها بقدر الامكان وأدارت الحصان حول قوامه المهيب , وشعرت بعينيه تنظران لها وهي تعود بالحصان من حيث أتت . لقد كواها شعورها بالمذلة ,ولكن كبرياءها منعتها من الإسراع في انسحابها.
منعت نفسها بصعوبة من النظر ألي الخلف، ثم سمعت باب السيارة يقفل والمحرك يدار فأسرعت بدون توقف حتى وصلت إلي الكوخ. وتحول شعورها بالهوان إلي غضب جارف. بأي حق يعاملها هكذا؟ كان يتصرف كما لو كان من حقه أن يملي عليها ما تفعل, وأزاحت سرج حصانها بإهمال غير معهود, ثم جلست في الشرفة وهي ممتعضة. وأقشعر بدنها عندما تذكرت ما حدث. لو أنها قاومته, أو حتى شدت شعره الداكن أو خدشت وجهه! إنها لن تسمح لنفسها أن تضعف أمامه مرة أخري, وأقسمت أنه تقول له رأيها فيه بصراحة عندما يلتقيا مرة أخري
لم تهدأ كبرياؤها الجريحة, علي الرغم من جمال الطبيعة حولها. كان الوقت ظهرا ولكنها فقدت شهيتها للطعام فأخذت ثوب البحر وذهبت للجدول القريب من الكوخ .
غطست في الماء وكاجون ينتظرها ويحرسها في ظل شجرة قريبة . وبعد حوال ساعة خرجت من الماء وجلست مسترخية إلي جوار كلبها . هدأت أعصابها بعد مجهود السباحة , ولكن كراهيتها للمزارع المتعجرف بقيت كما هي . وفكرت في العودة لنيويورك ولكنها تذكرت نصيحة كورد هاريس بالعودة فلم تشأ أن تعطيهما أراد ووقفت قائلة:

"سوف نبقي يا كاجون . وأكثر من ذلك سوف نستمتع ,لن نتجنب مزرعة سيد هاريس حتى لولم يعجبه هذا , وغدا سأذهب إلي المدينة لأرسل الرسالة قبل أن يبعث كارتر بفرقة للبحث عنا".
عادت للكوخ وقد ارتفعت روحها المعنوية , وعلت وجهها إمارات الرضي . كانت متأكدة من أنها لن تدع كورد هاريس يتغلب عليها في أية مواجهة مقبلة بينهما.
وفي الصباح التالي تأخرت ستاسي في نومها فأيقظها كاجون. ارتدت ثيابها واعدت قهوتها. وأسرعت بإطعام الكلب و الحصان , وأمرت الكلب بالبقاء في الكوخ. ثم أستقلت الجاكوار إلي الطريق العام.
أسرعت في طريقها للمدينة، ولكن هذه المرة استطاعت أن تتأمل المناظر حولها. بدت الجبال الحجرية العالية,
كما لو كانت تحاول الوصول من البراري إلي السماء،بينما تغير لون قممها إلي الرمادي الداكن، مبرزة ألوان السهول الخضراء إلي أسفل. كان المنظر يسلب الألباب، بينما وزعت الأشجار بين الفينة و الفينة كما لو كانت علامات تعجب في الأفق.
مرت ستاسي بالمكان الذي التقت فيه بكورد هاريس بالأمس، فأسرعت لرغبتها في نسيان ذلك الحدث. ولكن روحها المعنوية هبطت فتجاهلت المناظر الطبيعية، وركزت علي الطريق. كان من الصعب أن تنسي نظرة عينيه القاهرة تنفذ أليها بإمعان وهي علي ظهر الحصان.
بعد نصف ساعة وصلت ستاسي إلي مدينة ماكلاود. كانت الشوارع هادئة من المارة.فأوقفت السيارة أمام مكتب البريد ثم دخلت , وحيت الموظف . وضعت رسالتها في صندوق البريد , وأوشكت أن تخرج لكنها عادت للموظف قائلة:
"معذرة , هل هناك أية رسائل لستاسي آدامز ؟"
"أنت الآنسة التي استأجرت كوخ نولان ؟ نعم كان لك رسالة ولكني أعطيتها لكورد ليوصلها لك , الم تقابليه ؟ قال انه يعرفك ,وانك جارته".
دهشت ستاسي وقالت :
"أعطيته رسالتي ؟ كان يعلم أنني سآتي للمدينة".
قال الرجل المسن :
"ربما نسي , وربما احضرها لك اليوم , فالناس هنا جيران طيبون".
حاولت التغلب علي غضبها وقالت :
"من فضلك احتفظ ببريدي مستقبلا حتى أتي لأخذه بنفسي".
قال وهو ينظر إليها بتساؤل :
"اجل يا آنستي ".
شكرته بهدوء وخرجت ووقفت وترددت , إذ كان من الذوق أن تذهب للسيدة نولان وتشكرها علي مجهودها الزائد لأعداد الكوخ ,
دخلت محل البقالة فوجدت موللي تتحدث مع شابة حمراء الشعر معها طفلان نشيطان يجران ذيل ثوبها .ابتسمت لها السيدة نولان ابتسامة عريضة . والتفتت إليها الشابة مبتسمة ابتسامة مرحبة مثل موللي التي قالت وهي تمسك بيدي ستاسي :
" ستاسي .كنت أتسال عن أحوالك ؟ قال كورد أمس انه التقي بك ويعتقد انك بخير".
عضت شفتها حتى لا تعلق تعليقا لاذعا عنك ورد وقالت:
"نعم ,أنني بخير وأحب الكوخ ,قال لي السيد نولان عن مجهودك لوضع اللمسة الأنثوية في الكوخ , وأريد أن أشكرك".
" لا تشكريني فقط اشكري ابنتي أيضا ".
وأشارت موللي للشابة الواقفة بجوارها وأكملت حديثها:
" يسعدني انك جئت لأنني كنت أتطلع للقائكما . ماري هذه هي ستاسي آدامز .وهذه هي ابنتي ماري بوكانان".
ابتسمت الشابة ومدت يدها لستاسي قائلة:
"إنني جد مسرورة للقائك أخيرا . لم يكن هناك حديث لامي إلا عن هذه الشابة الجميلة التي تسكن وحدها في الكوخ , ولكنها لم تعطك حقك".
"أشكرك ,لقد أشعرتني والدتك إنني في بيتي ".
ابتسمت ماري لامها مداعبة وقالت:
"ستظل أمي دائما كالدجاجة الأم التي ترعي الصغار , سواء كانوا كتاكيتها أم كتاكيت غيرها . لابد انك حزرت أن هذين الهنديين طفلاي . هذا جيف وهذا دوغال".
ركعت ستاسي لتسلم علي الصبيين:
قال جيف وهو يتأمل شعرها البني المتساقط حول وجهها البيضاوي الباسم:
"انك جميلة جدا , تكادين تكوني أجمل من أمي".
وضحكت ستاسي وشكرته , ونظرت ماري إلي ابنها الأكبر بغمز وابتسمت قائلة:
" لقد أسرته , أن ذوقه جميل مثل والده".
قالت موللي :
" بالطبع ,ولا تنسي هذا أبدا".
قالت ماري :
" أمي دائما تذكرني بتوفيقي في زواجي كأنه من الممكن إن انسي ذلك . هل أنت في عجلة من أمرك ؟ ألا تأتين لمنزلي لتناول القهوة".
استجابت ستاسي لصداقة السيدة الجذابة :
"سيكون هذا رائعا . إن سيارتي واقفة أمام ..."
"هذا حسن , سرنا إلي هنا والآن سنعود راكبين . أننا نسكن قريبا من هنا ".
قالت موللي:
" أسرعا كلاكما إذا , حتى استطيع أن أعود إلي عملي . اعتني بالولدين ولا تدعيهما يأكلان كل ألحلوي التي أعطيتها لهما".
أخذت ماري ستاسي إلي منزلها الجميل المبني علي طراز بيوت المزارع . وخرج الولدان رغما عنهما من السيارة , وفتحت ماري باب المنزل وانتظرت إن تسبقها ستاسي ثم قالت ماري :
" لقد أثارهما ركوب سيارتك وسيتذكران هذا لمدة طويلة".
تبعتها ستاسي إلي المطبخ الكبير قائلة:
" إنا أيضا استمتعت , فانا أحب الأطفال ".
" لن أقول لك انتظري حتى يكون لك أطفال لأني أحب الأطفال ولا أبدلهما بالدنيا وما فيها . أكاد اجن من الأمهات اللواتي يتذمرن من أولادهن".
جلست ستاسي الي المائدة قائلة:
" أنني افهم قصدك ولو أنني قليلة الخبرة بالأطفال ".
" قولي لي هل هناك من ينتظرك في بلدتك؟"
تذكرت ستاسي كارتر ميلز فقالت :
"تقريبا".






آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس
قديم 04-15-2008, 06:04 PM رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: مزرعة الدموع! من روايات عبير" لمن يحبها

قالت ماري :
" تقريبا ! هل تقصدين انه لم يعرض الزاج بعد , وقد جئت لتشعريه بأنه يفتقدك؟"
ثم أحضرت القهوة وجلست إلي المائدة وسالت :
" بحليب أم بسكر؟"
أجابت ستاسي:
" لا . بل أريد قهوة سادة . لقد عرض علي الزواج قبل رحيلي ولكني لست واثقة من إني أريد الزواج ألان".
" هل تحبينه؟"
" اعتقد هذا . إنا لم اخرج مع شاب سواه , ونحن نعرف بعضنا بعضا جيدا لدرجة..."
" افهم قصدك . لم تريدي إن تتسرعي في قرارك خاصة بعد فقد والدك".
تنهدت ستاسي وقالت :
" ربما يكون ذلك من الأسباب".
شعرت ماري إن ستاسي في حيرة فقالت:
" ربما عاونك بعدك عنه إن تعرفي إلي أي حد تهتمين به . لحسن الحظ لم يكن لدي أي شك في شعوري نحو بيل . انه طبي المدينة وقد شعرت لحظة إن جاء إلي المدينة وتسلم عيادة الدكتور جيبون , انه الرجل الذي أريد إن أتزوجه.كنت في الثانية والعشرين من العمر , وكنت اعرف العديد من الشبان".
" إني أتساءل أذا كانت هذه هي مشكلتي . فقد كنت أسافر مع أبي في مهامه ,فلم ابق في مكان واحد مدة تسمح لي بمقابلة شبان في مثل سني , وعند عودتي كان كارتر دائما هناك . اعرف إنني افتتنت بأحد الصحافيين الذين عملوا مع والدي".
ضحكت ماري قائلة:
" اعتقد إن كل فتاة تمر بهذا . كان لي مثل هذا الشعور لكورد هاريس , كنت أطارده في كل مكان".
" كورد هاريس؟"
" نعم . لقد وقعت كل فتاة في المنطقة تحت تأثير سحره , في وقت من الأوقات".
وعلقت ستاسي :
" هذا الرجل عدو المرأة , لا أتصور إن يكون مهذبا مع أي شخص".
" أواكد لك انه ليس عدو للمرأة . انه يشعر بالمرارة بعد تصرف ليديا مارشال السخيف معه , ولكنها مسألة وقت حتى تأتي فتاة ما , وتحطم الدرع الذي وضعه حول نفسه , وستفهمين عن أي شيء أتكلم عندما يطلق العنان لجاذبيته , فأنه لا يقاوم ".
" انك تنظرين إلي فتاة تستطيع مقاومة سحره . انه بلا شك أكثر عجرفة وحقارة من أي شخص قابلته".
اخفت ماري ابتسامتها بصعوبة وقالت:
"أري انه ترك فيك تأثيرا واضحا . اعتقد انك تسرعت في الحكم عليه .حتى أذا تجاهلت وسامته الشديدة , وقوامه الفارع ستجدين فيه كل متطلبات الزوج والأب الفاضل . وإذا لم يكفك هذا فهو يملك اكبر مزرعة هنا ويكسب منها كثيرا ".
" هذا حسن , ولكني ارثي للمرأة التي ستتزوجه . لقد تسرع في حكمه علي وإنا لن أتسامح وأدير خدي الآخر ليلطمه".
قالت ماري وهي متحيرة :
" لا بد إن الشرر يتطاير من عينيك عندما تلتقيان , وهذا غريب , لقد ظننت إنكما ستتفاهمان..."
" لا إننا لن نتفاهم".
ولكن ستاسي لم تستطع إن تقص علي الفتاة المتفهمة حادث الأمس . فقد كان شعورها بالهوان أقوي من ان تتكلم عنه.
ودعت الأسرة الصديقة بعد الظهيرة , ووعدت بزيارتهم عندما تأتي للمدينة.
وصلت ستاسي للكوخ في اقل من ساعة حيث حياها كاجون , وهو يهز ذيله بشدة ودخلا معا للكوخ وهما سعيدان . وبينما تعد ستاسي العشاء لاحظت وجود رسالة علي المائدة التقطتها , ووجدت مظروفا تحتها . وقرأت الرسالة :
" آسف لأنني لم أجدك . تجرأت وأحضرت لك بريدك.
ك . ه ."
فمزقت الرسالة وألقت بها في المدفأة , وهي تقول بصوت عال :
" يا لأعصاب الرجل . آسف لأنني لم أجدك . أما أنا فلست آسفة ".
وبعد تناول طعامها أخذت قهوتها إلي الشرفة وقرأت رسالة كارتر والضوء يخبو

تابعوووووووووووووواا






آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس
قديم 04-25-2008, 10:24 PM رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: مزرعة الدموع! من روايات عبير" لمن يحبها

رجل لكل الفصول
44444444444444444444
ظهر خيال الحصان والراكبة وسط شمس بعد الظهيرة , وقفز الحصان عندا مرت في طريقه سحلية , ولكنه استجاب لكلمات راكبته الهادئة . واندفع الكلب كاجون من النهر عائدا إلي سيدته.
نادت ستاسي الكلب مسرعة بالحصان وعلي شفتيها ابتسامة , وفي رأيها أنه لم يكن هناك ما هو أجمل من هذه الأرض القفر, وأسعدها أنها تعدت أخيرا حدود الدائرة هـ وكانت المناظر عجيبة بجمالها البدائي . فأوقفت الحصان بجوار بعض الأشجار ونزلت لتتأمل المنظر أمامها.
خلعت قبعتها ونفضت الغبار عن بلوزتها البيضاء . وكانت تستكشف المكان منذ الصباح , ولكنها كانت مبتهجة بروعة المنطقة بالرغم من عضلاتها المرهقة . نظرت إلي ساعتها فعرفت أن عليها العودة للكوخ مباشرة حتى تصل قبل الغروب . فربما ضلت الطريق أذا حل الظلام.
وتذكرت رسالة كارتر التي تسلمتها بالأمس . كانت تعلم أنه ما كان ليتعجل عودتها لو كان معها يستمتع بكل هذا الجمال . ولكن يجب عليها أن تعود فلا تستطيع أن تنعزل عن العالم إلي الأبد لقد أوحي لها جمال الطبيعة الخشن بهذا . فقررت أن تعود بعد أسبوعين أو ثلاثة , ستكون هذه إجازتها . وكانت واثقة أن هذه رغبة أبيها . وسوف تحصل علي عمل ما ربما في مكتب سفريات.
والزواج؟ لم تكن مستعدة له . إن كارتر يهمها كثيرا ولا يرضيها أن تتمسك بفرصة الهرب التي قدمها لها . كانت ستاسي تريد أن تهب كل قلبها لزوجها وأسرتها , إذا هي تزوجت . وتمنت أن يفهم كارتر أنها تريد أن تستجمع شتاتها قبل أن يكونا حياتهما معا .
انتعش الحصان من فترة الراحة في المروج فانطلق, وخففت ستاسي من قبضتها علي العنان , وتبعهما كاجون . نظرت ستاسي نظرة أخيرة للوراء.
وفي تلك اللحظة سمعت صوت حية ذات أجراس وسط الشجيرات . وقبل أن تلتفت صرخ ديابلو وشب عاليا في الهواء . وفاق رعبه كل حدود , واستدار وألقي بالراكبة من علي ظهره بينما فر هاربا.
سقطت ستاسي علي كتفيها , واصطدم رأسها بصخرة . شل الألم جسدها ولكنها حاولت مقاومة الإغماء بشجاعة .فاستندت إلي كوعها ورأت ديابلو يركض وسط المروج. ثم تبينت كاجون وهو يعدو إليها قبل أن تستسلم لظلمة الأغماء .
تجهمت ستاسي وهي تستدير نحو مصدر الصوت , ووجدت نفسها في غرفة غريبة فقالت وهي خائفة:
" أين أنا ؟ أبي أهو !"
ثم أغمضت عينيها وقالت :
" إني أتذكر الآن . لقد وقعت..."
حذرها الطبيب قائلا:
" لا تحاولي الكلام . كانت سقطة سيئة , ولكنك ستكونين بخير . أنا دكتور بوكانان زوج ماري".
"هل ماري هنا ؟"
" لا .إنك في الدائرة هـ . لقد وجدك كورد هاريس وأحضرك لمزرعته .إنك مدينة له بالكثير".
هتفت ستاسي وهي تحاول ترك السرير:
"لا . لا أستطيع البقاء هنا . لا أستطيع".
أوقف الطبيب حركتها برقة قائلا:
"اسمعي يا آنسة . إنك تحتاجين للراحة , وأنسب مكان لك هو هذا السرير".
نظرت إليه بتوسل , ورجته أن يغير رأيه والدموع في عينيها . أما هو فأصر علي بقاءها . نظرت إلي الباب فوجدت كورد يسده. لم تدري منذ متى كان واقفا ينظر إليهما بشراسة.
وشهقت قائلة :
" لماذا... لماذا وجدتني أنت بالذات؟"
جاء رده لاذعا :
" أوكد لك أنني لم أكن أبحث عنك . لقد وجدت حصانك يجري وحده فعدت في الطريق الذي جاء منه".
وقاطعه الطبيب قائلا:
يكفي هذا القدر من الكلام ويحسن أن تستريحي".
لم يكن لديها القوة لتقاوم الطبيب , أو مضيفها غير المرغوب فيه . فأشاحت بوجهها عنهما واستسلمت لآلامها وشعورها بالإحباط . التقت نظرتا الرجلين . نظرة المزارع متحدية وصامدة , ونظرة الطبيب باحثة متسائلة.
وأخذ الطبيب معداته قائلا :
"أعتقد أننا يجب أن نتركها ترتاح في هدوء".
استيقضت ستاسي في المساء , وأخذت تتأمل الغرفة باهتمام , وهي راقدة في السرير . كانت غرفة النوم بأثاثها الأسباني الثقيل , وألوانها الجريئة المحددة تنم عن ذوق رجل, كان عليها نفس طابع شخصية كورد هاريس الصارمة. وأبرزت ألواح الخشب المصفوفة علي السقف , بياض طلاء الغرفة بينما زادت ألوان الستائر وغطاء السرير الحمراء و البرتقالية من خشونة طابع المكان.
وجلست ستاسي في السرير وهي تقاوم الدوار الذي صاحب حركتها , ونظرت لثيابها فصدمت عندما رأت أنها ترتدي قميص نوم . كيف ومتى بدلت ثيابها ؟ من الذي عاونها في هذا؟ واحمر وجهها خشية أن يكون المزارع قد قام بالمهمة . هذا القميص يخصها , كيف حصل عليه ؟ هل بعث بمن يحضر أشياءها, ولكنه لن يجرؤ إلي ذلك!
جاءها صوت خفيف من الباب:
" حسنا . لقد عدت إلينا , ظننت أنك ستنامين طوال الليل ".
رفعت عينيها لوجه الزائر غير المتوقع , والحمرة تعلو وجنتيها وتلعثمت قائلة:
" كم الساعة الآن ؟"
جلس إلي جانب السرير وهو ينظر إليها بتمعن :
" بعد الثانية !"
وسألها بدون أن يحمل صوته أي أثر لسخريته المعهودة :
" كيف تشعرين ؟"
" أفضل .أريد أن أشكرك علي كل ما فعلت. إنني..."
"لا داعي للشكر . أعتبر نفسي محظوظا إذ رأيت حصانك . أكره أن أفكر كم من الوقت كان يمكن أن ينقضي قبل أن يجدك أحد دعيني أعدل من وضع الوسائد".
كان صوته رقيقا خفيضا فأثر في قلبها تأثيرا غريبا.
سمحت له ستاسي وهي خجلة أن يضيف وسادة وراء رأسها. شعرت بقربه فنظرت إلي وجهه بملامحه المحددة، وفمه الحازم، ولكنها رفضت أن تنظر إلي عينيه العميقتين. وشمت رائحة عطره الذي كانت تتذكره منذ لقائهما في الطريق. كان من الصعب أن تتجاهله. وكانت تخشي أن يسمع دقات قلبها، ولعنت تأثيره عليها. جلس وابتسم كما لو كان يدرك حرجها منه الذي يظهر عن حمرة وجنتيها، وعينيها المطرقتين. قال وصوته يغير نبرته الرقيقة إلي نبرة موضوعية:
"ربما كان علينا أن نبدأ بداية جديدة يا ستاسي . لقد بدأنا بداية سيئة . الطبيب يرى أنه من الأفضل أن تبقي هنا حتى تشفي . وبما أن هذا وضع مؤقت فسيكون من السهل علينا تجاهل مشاعرنا الشخصية".
أدهشها إقراره الصريح بالعداء فنظرت إليه , وهو يتأملها , وقالت :
" حسنا هل نحن صديقان ؟"
مدت له يدها بتردد , فاحتواها في راحته الكبيرة , وشعرت أنه أطال بقاءها في يده أكثر من اللزوم , ومع ذلك ضايقها تركه لها فجأة وقد قطب وجه كعادته ... وقف ونظر إليها فقهرها طول قامته وتفوقه عليها.
وقال وهو يتحرك إلي طرف السرير :
" أعتقد أنك تفضلين تناول الطعام علي سماع حديثي . سأبعث لك بماريا ومعها الحساء والشاي . علي فكرة كلبك بالخارج , وحصانك في أحدي حظائرنا.لقد تجرأت وأحضرت بعض أشيائك من الكوخ . أرجو ألا تمانعي."
قالت وقد أدهشها الوداعة البادية في صوته :
"لا".
قال وعيناه تومضان : حسنا . ربما هذا يشغل بالك . إن ماريا هي التي أعدتك للسرير".
استبد بها الغضب وهو يترك الغرفة , وفكرت : إنه لا يحتمل بالمرة . كيف خدعها برقته؟ وتصورت وهي غاضبة أنه يهزأ بها طوال الوقت . ولكنه كان علي حق في نقطة واحدة . كان عليها أن تهادنه مؤقتا حتى تشفي , وأجبرها نبض الألم في رأسها علي التفكير في أمور أكثر هدوءا.
جاءت مدبرة المنزل ماريا وقد استعادت ستاسي هدوءها . ابتسمت المكسيكية المرحة وهي تضع الصينية وعليها الحساء الساخن علي حجر ستاسي:
"هل الصغيرة تشعر بتحسن أم لا؟ الرأس يؤلمك كثيرا؟"
أجابت ستاسي وهي تشم رائحة الحساء فقد كانت جائعة:
" يؤلمني قليلا . رائحة الحساء طيبة"
خرجت المكسيكية تاركة ستاسي تأكل , ثم عادت لتأخذ الصينية بعد أن انتهت ستاسي من شرب الشاي.
ابتسمت ستاسي وهي تناولها الصينية:
" كانت وجبة لذيذة يا ماريا ".
ضحكت المرأة البدينة قائلة :
" شكرا , إني طاهية ماهرة . سيد كورد يقول إنني أمهر طاهية في تكساس".
ضحكت ستاسي قائلة :
" ربما كان يبالغ قليلا , ولكن الطعام جيد جدا ".
ساعدتها ماريا علي الرقاد وغطتها قائلة :
" نامي الآن . ستشفين في وقت قصير , والطبيب يقول عليك أن ترتاحي وتظلي دافئة ولكن السرير كبير جدا"
سألتها ستاسي إن كانت هذه الغرفة هي لكورد هاريس .
أجابت المرأة :
"نعم, فضل أن تنامي هنا وينام هو في المكتب".






آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس
قديم 04-25-2008, 10:25 PM رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: مزرعة الدموع! من روايات عبير" لمن يحبها

خشيت ستاسي ألا تستطيع النوم ولكن يتعين عليها النعاس بمجرد خروج المرأة من الغرفة .
تراقصت أشعة الشمس إلي جانب سرير ستاسي . وجاءتها ماريا بإفطارها وساعدتها حتى اغتسلت . وربطت ستاسي شعرها بشريط يناسب لون سترة نومها حتى لا تمشط شعرها حول الجرح . شعرت يتحسن في صحتها وتجاهلت الألم في رأسها , وصعوبة التنفس من أنفها . كانت تتأمل زخرفة باب الغرفة الغربية , عندما فتح الباب ودخل كورد هاريس مبتسما:
"صباح الخير. قالت لي ماريا أنك استيقظت. هل ترحبين بزائر؟"
حاولت أن تخمن منذ الذي أتي لزيارتها:
"زائر؟"
قال كورد:
"أدخل يا صاحبي"
وفتح الباب لكاجون.
قفز الكلب إليها ويهز ذيله فهتفت في سعادة:
"كاجون!"
صعد الكلب للسرير واخذ يلعقها فأنبته قائلة:
"كف عن هذا يا غبي".
قال كورد وهو مازال واقفا بلباب:
"أنه سعيد لرؤيتك.لقد رفض الطعام هذا الصباح، ورفض أن يترك باب البيت. فقررت أن احضره إليك".
دفعت ستاسي كلبها من فوق السرير, وهو ينظر إليها بشغف ثم قالت:
"أرجو ألا يكون قد أزعجك, إن كلانا متعلق جدا بل أخر".
"لدي عمل في المزرعة, لذا سأتركك في صحبة القلب. كلفت ماريا بإحضار بعض الكتب من المكتبة. اعرف أن بيتنا ليس بل أناقة التي اعتدتها. ولكن إذا رغبت في أي شيء, اطلبيه وسنحاول توفيره".
"أشكرك. كل شيء علي ما يرام, وسأحاول ألا اسبب لكم أي مشاكل".
" لن يحدث هذا. علي الأقل لن تسببي مشاكل لا استطيع معالجتها".
وعادت إلي وجهه ابتسامته الساخرة وهو يغلق الباب خلفه
سالت ستاسي كلبها:
" هل عالج أحد الأمور معك من قبل؟"
ترى ما الذي جعل كورد يتخذ منها هذا الموقف السلبي وفكرت: اعتقد أنه يستطيع أن يعالج أي شيء يصادفه.
وبد بضع دقائق جاءت ماريا تحمل بعض الروايات والمجلات, ولاحظت ستاسي وجود بعض كتبها المفضلة فأخذت تقرأها. ومر النهار سريعا وهي تتوقع دخول المزارع عند أي دقة علي الباب وعندما ماريا لتأخذ صينية العشاء, أيقنت أن كورد لن يأتي.ومن الغريب أنها شعرت بخيبة الأمل لذلك،ولكنه عزت إحساسها هذا إلي شعورها بالوحدة ورغبتها في صحبة أي شخص مهما كان متعجرفا........

5- لقاء الماء والنار
555555555555555555555
تنهدت ستاسي وهي تسند رأسها إلي الوسادة , وتربت بحنان علي الكلب الراقد بجانها , بينما انسلت موجات شعرها البني في إهمال حول عنقها ملامسة حافة ردائها بلونيه الأصفر والبرتقالي .
وبقليل من المساحيق , أخفت ستاسي احمرار أنفها , أخر علامات نوبة البرد التي هزت كيانها بالحمى في الأسبوع الماضي , ولكنها شفيت سريعا نظرا لجهود دكتور بوكانان الذي عالجها فور ظهور علامات المرض.
كانت ستاسي مشغولة بالمناظر المحيطة بها خارج المنزل , حتى أنها لم تسمع وقع الخطوات الوئيدة علي أرض الشرفة الحجرية حين اقتربت منها وفي الحال تعرفت عليها , ألم تنصت لسماعها خارج غرفتها طوال الأسبوع الماضي ؟ إنها خطوات كورد هاريس. ونظرت إليه فإذا به ينظر إليها. جالت عيناها بقميصه الأزرق ذي الرقبة العالية الذي يبرز عرض منكبيه إلي وسطه النحيل. كان يرتدي بنطلونا اسود وحذاء عاليا. فأدهشتها أناقته غير المعهودة، وهي اعتادت رؤيته بثياب المزرعة. وكانت تعلم أن معظم الرجال الذين يعملون في الهواء الطلق، لا يستريحون إلا في ثيابهم العادية. كما لاحظت عدم وجود أثر للفح الشمس عند نهاية خط القبعة، أو بداية كم القميص مما يدل علي انه يسبح كثيرا في مياه الغدير.
واحمر وجهها لإحساسها بأنها كانت تتفحصه , بينما مد لها يده بكوب من الشراب المثلج . فأخذته بخجل وهي تلمح ابتسامته الحائرة , ولكن كورد لم يعلق علي نظراتها بل جذب كرسيا وجلس بجانبها . وقال برقة :
"تبدين بصحة جيدة . أرجو أن يروقك الشراب".
" أشكرك , إنه طيب"
شعرت بقربه منها , وشمت رائحة عطر الحلاقة الذي يستخدمه وهو يقول:
" شعور جميل أن يخرج الإنسان بعد طول بقاء داخل البيت ".
قالت ستاسي بعصبية وهي تشعر بحاجتها للاستمرار في الحديث:
" نعم . أن لديك منظرا جميلا هنا . لا بد أنك فخور بمنزلك ".
" ألا يضايقك قدمه ؟"
صاحت وعيناها تتسعان :
" لا . إنه جميل , لا بد أنك قمت بالكثير من التجديدات"
قال مبتسما :
" نعم . كان البيت الأول يشمل هذا الجزء . وكان يستخدم لرد هجمات الأعداء . وقد ألغيت الجناحين الجنوبي والغربي . وحتى ألان أعتقد أنه أوسع من احتياجات رجل عازب"
نظرت ستاسي لجدران الطوب النيئ البيضاء قائلة:
" ولكنه سيكون بيتا مثاليا عندما تتزوج وتنجب".
قال ببرود وتباعد وقد ركز انتباهه علي الجبل البعيد :
" بلا شك ".
تلعثمت قائلة :
" كنت أعني أن حجمه ..."
" أفهم ما تقصدين يا آنسة آ دامز , ولكني لا أتوقع تحقيق هذا في المستقبل القريب".
بالطبع كان يشير إلي سوء حظه في حبه للفتاة التي حدثتها عنها ماري .
فقالت ستاسي بتفاؤل :
" لا تعلم . ربما كانت هناك الكثير من الفتيات اللواتي يحرصن علي تغيير رأيك ".
رفع حاجبيه قائلا :
" هل أنت إحداهن ؟"
قالت بشيء من الغضب :
" لم أكن أشير إلي نفسي".
" أن الزواج من رجل يملك هذه الأرض الشاسعة, يبدو شيئا رومانسيا ولكن الحقيقة شيء مختلف تماما . فهذه الأرض شاقة تتطلب الكثير حتى في عصرنا المتقدم . فساعات العمل طوال ولا يمكن التنبؤ بالنتأيج . وعلي الزوجة أن تبقي بمفردها وقت طويلا . ولا يوجد نوع من التسلية إلا في مناسبات اجتماعية قليلة . ولا توجد المتاجر الضخمة التي تعودت عليها . فإذا أردنا التسوق ذهبنا لإلي سان أنطوان أو الباسو . صعوبة هذه الحياة أكثر من أن تتحملها فتيات المدينة".
وقفت وقد احمر وجهها وأجابت :
" لم أتقدم لشغل هذه الوظيفة يا سيد هاريس ".
وقف وأخذ بيدها في اتجاه البركة , وعيناها تلمعان ثم قال:
" نادني باسم كورد فقط , تعالي هنا . أريد أن أريك شيئا".






آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس
قديم 04-25-2008, 10:27 PM رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: مزرعة الدموع! من روايات عبير" لمن يحبها

قالت بصبر نافذ :
"ما هو؟"
أنبها بسخرية قائلا:
" حقا يا آنسة آدمز , كنت أظن أنك تعلمت أن تتقبلي شيئا من المزاح".
" قابلت رجالا أنانيين يصور لهم غرورهم أن كل النساء سيقعن عند إقدامهم".
" وأنا قابلت نساء يشعرن أنهن استجابة دعاء كل رجل وأن عليه أن يستسلم لسحرهن ".
وصلا للجانب الآخر من البركة , ووقفا وجها لوجه في تحد . وتكهرب الجو بهذا التحدي الصامت . وقال بصوت خفيض وهو ينظر للأفق :
" لن يجدي الاستمرار في هذا الموضوع . لكل منا رأيه الخاص".
" بالضبط . والآن أرني ما أردت أن تريني إياه حتى أعود لغرفتي".
" لن تهتمي ".
سألت في فضول بالرغم من ضيقها به وبعجرفته :
"ماهو؟"
أجاب بسخرية وهو يدير لها ظهره:
" مجرد مقبرة العائلة. أنا واثق من أنها لن تعجب ذوقك الرفيع".
" أود أن أراها".
أجاب كما لو كانت ستاسي تعتذر:
" ليس ضروريا ".
" سيد هاريس . إن آخر ما أريد هو أن أتذلل لك . قلت عاينا أن تنسي عداءنا ونصبح صديقين , ولكن غرورك الجريح لا يفهم إلا الوفاء الأبدي . والآن أريد أن أري المقبرة , فإذا لم تشأ اصطحابي صف لي مكانها لأذهب وحدي".
كان صوتها لاذعا , فاستدار إليها كورد ليتأكد من صدق رغبتها في الذهاب وقال:
" إنها قريبة من هنا , ولكنها علي مرتفع ولا أريدك أن تجهدي نفسك في أول مرة تخرجين فيها, ربما ينبغي أن نؤجلها".
وأضاف عندما رأي اعتراضها :
" ولكن إذا كنت واثقة أنك تريدين الذهاب سأصحبك ".
" إني واثقة".
" حسنا "
رفضت أن يأخذ بيدها في المسير إلي حيث أشار وهو يتبعها , لهثت ستاسي بالرغم من الارتفاع البسيط , ولكنها تجاهلت لمعة السخرية في عيني كورد واتجهت نحو الباب الحديدي .
تضاءلت الصلبان وأحجار المقابر إلي جانب النصب الكبير في الوسط. وكان المكان معتني به بالرغم من قدم معظم المقابر . فقد طليت التركيبات الحديدية حديثا بطلاء أسود , ولم تترك لتصدأ . وكست الحشائش الخضراء المقابر برقة . وفتح كورد الباب فدخلت ستاسي
وقفا قرب الوسط كانت معظم التواريخ في أواخر القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين . وأشارت أربعة صلبان صغيرة إلي مقابر أطفال . وكان تاريخ أحدث المقابر منذ ثماني سنوات وكتب عليه , ستيفان هاريس الأب .
سألت ستاسي بهدوء وكلمة الأب تكسو صوتها بالحزن :
" أهذا قبر والدك؟"
"نعم "
" لم ألحظ وجود قبر والدتك . أهي مدفونة هنا؟"
" إنها مدفونة مع عائلتها . لم تتحمل حياة المزرعة ومتطلباتها , وعادت لعائلتها بعد ولادتي بسنين قليلة ".
كان صوته سريعا وعيناه جامدتين.
سألت ستاسي وقد رق قلبها للرجل المتوفى , وابنه المهجور :
" تركتكما ؟"
قال وعيناه ترفضان عطفها:
" لم يعطها والدي أي خيار , أشك أنك ستفهمين, هذه أرض صعبة ويجب علي المرء أن يأخذ ماله ويحارب للحفاظ عليه .كانت أمي طفلة مدللة معتادة وجود من يخدمها , ولم يكن المستقبل المأمول يعني لها شيئا , كانت تريد كل وسائل الترف التي اعتادتها , فلم تكف عن مطالبتها لأبي للحصول علي اهتمامه وماله . ولم يكن هناك ما يكفيها من أيهما".
همست ستاسي بذكاء :
"كانت الأولية للمزرعة !"
سألها كورد وهو يشير للنصب المركزي :
" أترين هذا الشاهد ؟ إلينا تيريزا هاريس جدتي . كانت نبيلة أسبانية , أحبت جدي الذي كان مزارعا مكافحا في تلك الآونة , وكانت أملاكه كثيرة . أما هي فكانت امرأة بحق . م يكن لديه ما يقدمه لها سوي منزل حجر قديم من ثلاث غرف . وبعض رؤوس الماشية , وأرض شاسعة وجافة في معظم الأوقات ولكنها لم تنزعج لهذا ".
كان صوته يفيض احتراما وإعجابا وهو يتحدث . ثم خطأ للأمام في تلك اللحظة . وفتح الباب لستاسي ثم تبعها للخارج . وقبلت أن يأخذ بيدها لانهماكها في الحديث وهما يسيران إلي حافة الهضبة المطلة علي فناء البيت . وأشار كورد بيده الأخرى إلي الجبال الغريبة وقد كساها الشفق باللون البنفسجي :
" كان هنود اآباتش من قبيلة ماسكاليرو يستخدمون هذا الجبال كحصن يغيرون منه كما يشاءون علي المستوطنين وصغار المزارعين . ويقع أثر حرب الكومسانشي قريبا من هنا أيضا . وقد انتهي تهديد الهنود عند بداية هذا القرن , وامتلأت هذه المنطقة من الغرب بمربيي الماشية طلبا لهذه المراعي الغنية بالحشائش . ولكن معظم المستوطنين جاؤا بماشية أكثر من احتمال الأرض .أي رعتها الماشية أكثر مما يجب ولذا انتشرت الصحاري في هذه البلاد ".
لفعت ستاسي وجهها باهتمام قائلة :
" ألا يمكن إعادة زراعتها ثم تترك لتنمو ثانية ؟"
" فات أوان الاستصلاح , فإما أن تحمل الريح التقاوي بعيدا عن هنا أو لا ياتي المطر عندما نحتاجه , أو يجرف التقاوي قبل أن تعمق جذورها . إن الجهل والطمع أكثر ضررا علي المستقبل من ضررهما علي الحاضر. ولكن أبي وجدي فهما هذا وعلي أن أشكرهما لما لدي الآن لأكثر من سبب".
ابتسمت ستاسي قائلة :
" لا بد أنك فخور جدا بهما . لقد تغيرت أمور كثيرة منذ أيام جدك ".
قال كورد وهو يضحك ضحكة خافتة :
" لقد كان مربي بقر وسيتقلب في قبره أذا رأي الغنم ترعي في أرضه"
"غنم ؟ هل تربي غنما ؟"
" نعم , إن لي عدة مئات من الرؤوس المسجلة في المراعي العالية".
" ألا تربيها مع الأبقار ؟"
" أحيانا . عادة في الصيف , عندما ننقل الأبقار للتلال . ولدينا أيضا ماعز الأنجوراه , ولكنها في طور التجربة في مزرعتنا . هناك عدد كبير من المزارعين الذين نجحوا في تربيتها . وهناك أيضا الجياد , لدينا مجموعتين فريدتين ونأمل في إنتاج كبير فقد ضاعفت عدد الإناث , وفي كل ربيع نقيم مزادا لبيع الصغار , في سن عام أو عامين , التي نستغني عنها والكبار التي نود استبدالها بدم جديد ".
قالت ستاسي بتأمل وقد راعها حجم عمليات المزرعة :
" لم أكن أعرف أن لك كل هذه المشاريع المختلفة . أعتقد أن هنا آبار بترول أيضا في المزرعة"
ضحك كورد بهدوء للانبهار الذي بدا علي وجهها وقال:
"لا تكتمل مزرعة متحضرة في تكساس دونها , أن لدين أربعة علي الحدود الشرقية , اثنان منها فقط لا تزالان تنتجان . ومعظم أرض المزرعة تقع خارج المنطقة المنتجة للبترول ".
" بدأت افهم معني لفظ بارون الأبقار ".
حذرها قائلا :
" لا تظني من كبر حجم المشاريع أن الحياة هنا سهلة , فكلما تفرعت مشاريع المزرعة كلما ازدادت عبء العمل , وازدادت صعوبة السيطرة عليها ".
وتجهمت ستاسي لكلماته . كان من الصعب عليها أن تتصور هذا الرجل القوي فاقدا سيطرته علي المزرعة . كان واثقا مما يريد لدرجة أنه يمنع أي شيء م الوقوف في طريقه .
وقال كورد وقد رأي سيارة تقف خلف المنزل بعيدا عنهما :
"يبدو أن سيارة الدكتور بوكانان قد وصلت , ويحسن بنا أن نعود كما أن ماريا ستجهز العشاء بعد وقت قصير"
"وأومأت ستاسي بالإيجاب وتبعته عبر المنحدر . وعندما بلغا شرفة المنزل وجدا وجه الطبيب الشاب باسما تحية لهما . وكانت مفأجاة سارة لستاسي عندما وجدت أن ماري زوجة الطبيب قد رافقته. خطت إليها المرأة السعيدة ذات الشعر الأحمر وذراعاها ممدودتان .
صلحت ماري وهي تشد علي يدي ستاسي بحرارة:
" تبدين رائعة".
ثم أضافت مداعبة في صوت خفيض :
" قولي لي يا ستاسي هل أنتما علي وفاق ؟إني لا أري أثر لجراح المعركة ..."
أجابت ستاسي ضاحكة :
" لقد تصالحنا , كورد وأنا . أليس كذالك؟"
ثم أضافت وهي تنظر لكورد الواقف إلي جانب الطبيب :
" لقد وجدنا بعض الأشياء المشتركة بيننا ".
كان المزارع هو الشخص الوحيد الذي فهم إشارتها لحديثهما السابق عن رأي كل منهما في الآخر. قابلت عينيه الداكنتين ببرود وهي تمنع شفتيها من الابتسام بصعوبة. ولكن ماري استنتجت اشياء مختلفا تماما، وفي ذهنها احتمال أقدامهما عل الزواج.






آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر

أدوات الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:21 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.6.0 (Unregistered) Trans by

شبكة صدفة

↑ Grab this Headline Animator