العودة   شبكة صدفة > المنتديات الاسلاميه > المنتدى الاسلامى

المنتدى الاسلامى إسلام، سنة، قرآن، دروس، خطب، محاضرات، فتاوى، أناشيد، كتب، فلاشات،قع لأهل السنة والجماعة الذين ينتهجون نهج السلف الصالح في فهم الإسلام وتطبيقه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 07-07-2008, 07:06 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي صِبرٌ وعلقمٌ نتجرعُهُ بالجمِيِل

صِبرٌ وعلقمٌ نتجرعُهُ بالجمِيِل



يُقدِرُ المولي عز وجل علي الإنسانُ فِي حياتِهِ ما لا ينتظِرُ وما لا تشتهِي نفسُهُ


فيتُوهَ ويغرقُ فِي ظُلماتِ وبحُوُرِ الألم و يسألُ نفسهُ وقد يسألُ من حولهُ



كيفَ انجوا مِمَا أكابِدُ ومَاذَا أفعل؟



هذَا هُو الحالُ فِي ثلاثٍ هُم أشدِ الأموُرِ قسوةً وضراوةً علَي نفسِ وقلبِ كُلِ إنسان




الصبرُ والصفحُ والهجر



ذكرهُم المولَي عز وجل فِي كتابِهِ الكرِيِم مِراراً و تِكرارا وبينَ لنَا كيف يكُوُنُ سلوُكُ


المُسلِم الحَق فِي هذِهِ الثلاثُ حتي يجِزينَا جل جلالُهُ بِما كُتِبَ علينَا الجزاءُ الأوفَي.


فلا كسبٌ ولا جزِيِلُ أجرٍ ما لم يكُوُنُ الجمِيِلُ هُو الردِيِفُ والقرِيِن.



قال ابن تيمية رحِمهُ الله:



( الصبر الجميل هو الذى لا شكوى فيه ولا معه. والصفح الجميل هو الذِى لا عتاب معه


والهجر الجميل هو الذى لا أذى معه )



و لنبدأ بالصبرِ وإقترانِهِ بالجمِيِل



فالصبرُ لهُ أنواعٌ وأحوالٌ مُتعدِدةٌ فهُو إما صبرٌ علي الطاعاتِ أو صبرٌ عن المعاصِي


أو الصبرُ علي النوائِبِ والمصائِبُ والعِياذُ بالله.


قال النبِيُ صلى الله عليه وسلم: (ما أعطِي أحدٌ عطاءً خيرًا وأوسعُ مِن الصَبر)


ورد فِي الصحيِحينِ


هذَا هُو خيرُ العطاءِ الذِي يعِيِننا مِن بعدِ المولي عز وجل علي احتسابِ الأجر


والمثُوبةُ لا نقُوُلُ إلا ما يُرضِي ربنَا ولا نُعاتِبهُ ونسألُهُ كيف ولماذَ كما


يفعلُ البعضُ و العياذُ بالله


قال تعالَي:

( الذينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ (156)أُولَـئِكَ


عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ) البقرة



وعَنْ عطاء بن أبي رباح قال، قال لي ابن عباس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ:


ألا أريِك امرأة مِنْ أهلِ الجنة؟ فقلت: بلى. قال: هذه المرأةُ السودَاء، أتت النبي صَلى


اللَّهُ عَليهِ وَسَلم فقالت: إني أصرَع وإني أتكشَف فادعُ اللَّه تعالى لي


قال: إن شئتِ صبرتِ و لكِ الجنة، وإن شئتِ دعوتُ اللَّه تعالى أن يُعافيكِ


فقالت: أصبِر، فقالت: إني أتكشف فادعُ الله أن لا أتكشف، فدعا لها. متفقٌ عَلَيهِ



الشكوَي لا تكُوُنُ للبشرِ ولكِنهَا تكون لخالِقِ البشرِ الرحمنُ الرحِيِم


( قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ ) يوسف


كانَ هذَا حالُ الأنبِياءِ صلواتُ ربِي و سلامه عليهِم



فهَا هُو صبرُ أيوُب و فِراقُ يعقُوب لولدهِ يوسُف و ما لاقي وأوذِي موسي وما تحمل


وكابد نبِيُنَا وحبِيبُنَا وأولِي العزمِ من الُرسل صلواتُ ربِي و سلمُهُ عليهِم أجمعِيِن.




الهجر و اقترانهُ الجمِيِل




وهُو إما أن يكُوُن هجرٌ للمعاصِي والإنخراطِ فِيِها معَ الغير



وفِي هذِهِ الحالةُ يتوجبُ علَي الإنسانِ أن يتوجه بالنُصح والتذكِيِرِ بالحكمةِ والموعِظةِ


الحسنةُ ولا يقنطُ ولا ييأسُ مِن الإصلاح ما استطاع, فلعل اللهُ يُغيِرُ مِن حالٍ لحالٍ


ويجعلُ مِنه سبباً للهدايةِ والصلاحِ



أو أن الهجرُ يكُوُنُ لِمن أذاكَ وكادَ لك وضرك


لا تقوَي عِشرتُهُ وهُوَ ليسَ أهلاً لكَ ولِصُحبتِك وتقواكَ وخُلقَك



هُنَا نبتعِد عنهُ و نهجُرهُ, لأن البعد والهجرُ يكُون فِي بعضِ الأحيانِ هو العلاجُ والوسِيلةِ


للإصلاحِ لِيقِفَ هذَا الذِي هُجِرَ عِندَ حدِهِ و يرتدِعُ ويُصلِحُ مِن نفسِهِ وشأنِهِ.


وقد فعل نبِيُنا صلي الله عليه وسلم هذَا


عندما هجر بعضُ أصحابِهِ خمسين يوما مِمن تخلفوا عن غزوة تبوك


بل حتَي أنهُ هجر نسائهُ تسعةٌ وعشرون يوما



وما فعل ذلِك إلا لِحكمةٍ وإصلاحٍ وعِلاجٍ.


كُل أنواعِ الهجرِ هذِهِ لا تكُوُنُ إلا بالجمِيِلِ وبالحسنِ, فلا كيدَ ولا مكرَ ولا انتِقام


لأنكَ إن فعلتَ هذَا أضعت الأجر والمثُوبةُ التِي تنتظِرُك بإذن الله



ولربما حملتَ نفسُك مِن الأوزارِ ما فاقَ أوزارَ خِصمُكَ.




الصفحُ و اقترانهُ بالجمِيِل


قد يأتِي بمعنَي نُكرانَ الخُبثِ و الخبائِثُ والإعراض والإبتعاد, كما جَاء


فِي قولِه تعالَي (فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلَامٌ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ) الزخرف


و قد يأتِي بالمعنَي المًتعارفِ عليه مِن العفوِا والتسامُحِ الذِي هُو شِيِمةٌ وخُلُقٌ كرِيِم


لا يقواهُ إلا أصحابُ العزِيِمةِ القويةِ ومَن لهُ القلبُ والصدرُ السلِيِم



فلاَ عِتابَ ولا حِسابَ ولا ضغائِنُ تبقَي لا تَمحُوهَا الأيامُ ولا يُنسِيِهَا الزمانُ.



صِفةٌ وخُلُقٌ تحلي بِهِ نبِيُنَا محمدٍ صلي الله عليه و علي ألِهِ و سلم فقد أوذِي وكابدَ


ولالقِي ما لقِي فلم يرُد إلا بالعفوِ والإحسانِ والدُعاء



وهَاهُو يُطردُ مِن أهلِ الطائِف ويأتِيِه ملكُ الجِبالِ ويقُوُل له:



إن شِئت أطبَقت عليهم الأخشَبين فما كانَ جوابُهُ وردُهُ صلى الله عليه وسلم


إلي أن قال: ( بَل أرجوُ أن يُخرِج الله من أصلابِهم من يعبُد الله وحده


لا يشرك ُبه شيئا )



موقِفٌ مِن كثِيِر المواقِفِ التِي علمنَا وربانَا بِهَا خيرُ خلقِ ولدِ أدم صلي اللهُ عليهِ و سلم



وقَد وردَ عن عبادة بن الصامت قَال رسوُل الله صلَى الله عليهِ وسلَم :


( ألا أنبئكُم بما يشرِفُ الله به البنيَان ويرفعُ به الدرجَات ؟ قالوا : بلىَ يا رسوُل الله



قال : تَحلم على من جهِل عليك وتعفوُ عمن ظلمَك وتعطِي من حرمَك وتصلُ من قطعَك )


رواه الطبراني


قد يصعُبُ علي النفسِ التِي جُرِحت و ظُلِمت أن تعفوا وتصفِح


ولهذَا كان هذَا الصفحُ دلِيِلُ القُوةِ والصلابةِ وليسَ دلِيِلُ ضعفٍ وسلبِيةٍ كما يعتقِدُ


أصحابُ الأفاقِ الضيِقةِ الذِيِن لم يفهمُوا المعنَي الحقِيِقِي للإسلام الذِيِ هٌو دِيِنُ السلامِ


والمحبةِ والرحمةِ والإحسانِ.



كُلُنَا يعلمُ أن كُلُ ابن أدم خطاء إلا أن هُنَاك أناسٌ جُبِلوا علي الشر وعلَي التعدِي والظُلمِ


وانتِهاكِ حُرماتِ الله, والعياذُ بالله



وأمثالُ هؤلاءِ لا بُد أن نَرد عليهِم وأن نقِفَ لهُم بالمِرصاد ونبذِلُ كُل الجُهدِ ولا نتوانَا


أن نرُد المظالِم إلي أهلِهَا و أن يأخذُ كُل ذِي حقٍ حقه


فهكذَا أمرنا وأراد خالِقُنَا أن تكُوُن هذِهِ الأمةُ التِي هِي خيرُ أمةٍ أخرِجت للناسِ.



ثلاثٌ لهَا مرارُ الصِبرِ وطَعمُ العلقم


إن غلبنا الهويَ والنفسُ الأمارةُ بالسوءِ فجزائُنَا ما وعدنَا بِهِ الذِيِ لا يُخلِفُ المِيعادِ


سبحانهُ وتعالي وإلا فإننا لن نحصُدُ إلا البؤس والكبدُ والحزنُ والذُُنوب التِي قد تفُوُقُ


وتطغَي علَي أجرِ كُل ما ابتُلِيِنَا بِهِ ومُحِصنَا.



نسألُ المولي عز وجل أن يُلهِمنَا الرُشد والصواب وأن يُثبتِنَا ولا يفتِنُنَا إذا قدرَ علينَا


الحزنَ وابتلانا واختبرنَا.









آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس
قديم 07-07-2008, 07:38 PM رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
أحمد اسماعيل

الصورة الرمزية أحمد اسماعيل

إحصائية العضو







أحمد اسماعيل غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: صِبرٌ وعلقمٌ نتجرعُهُ بالجمِيِل



نور .. جعل الله بقلبك السرور


تسلمى على طرحك الاكثر من رائع

جعله الله فى ميزان حسناتك

وفقك الله وكتب لكى السلامة
تقبلى منى كل الود والاحترام






آخر مواضيعي 0 مباراة الأهلي ووفاق سطيف الجزائري
0 دعاء يوم الجمعة
0 روسيا تسلم محطة تشيرنوبل النووية إلي أوكرانيا
0 دعاء آخر يوم في شعبان
0 فضل الصيام
رد مع اقتباس
قديم 07-07-2008, 10:32 PM رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
ساجده

الصورة الرمزية ساجده

إحصائية العضو








ساجده غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: صِبرٌ وعلقمٌ نتجرعُهُ بالجمِيِل

اللهم اغفر لنا على ما كان منا

اللهم اعنا على انفسنا

بارك الله لكى نور

طرح راائع جدا

اسعدك ربى اختى







آخر مواضيعي 0 أخلاق الكبار
0 ترويض وتهذيب النفس
0 قل يارب....
0 إلى أين أذهــب ؟؟؟
0 فكرت قبل كده ربنا خلق المخلوقات الشريرة ليه؟
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:01 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.6.0 (Unregistered) Trans by

شبكة صدفة

↑ Grab this Headline Animator