الأسلحة المضادة للأقمار الصناعية في فترة الحرب الباردة
أصبحت الأقمار الاصطناعية تلعب دوراً حاسماً ومهماً في أي حرب حديثة وأصبح الاعتماد عليها في الحروب أمراً حيوياً من حيث المراقبة والرصد والتزود بالمعلومات المطلوبة وكذلك التوجيه والسيطرة على كثير من الأسلحة الحديثة والمراقبة المستمرة لمسرح العمليات .
هذا الاعتماد المتزايد على الأقمار الاصطناعية أدى إلى انشغال المخططين العسكريين بالتفكير في وسائل حماية الأنظمة الفضائية . وفي المقابل التفكير بوسائل للتخلص من قدرات الخصم الفضائية ، .وكنتيجة لذلك فقد تحققت خطوات واسعة في هذين المجالين .
إن المتطلبات التقنية اللازمة لنظام مضاد للأقمار الاصطناعية أقل من تلك التي يحتاجها النظام المضاد للصواريخ البالستية . فرؤوس الصواريخ البالستية لا تظهر كأهداف لأكثر من 30 دقيقة ، وهي مجهزة لتتحمل صدمة الدخول مجدداً إلى المجال الجوي للأرض . في المقابل فإن الأقمار الاصطناعية تتبع مدارات يمكن التنبؤ بها لفترة طويلة – أحياناً لسنوات – وهي أجسام ضعيفة نسبياً ، ومع ذلك فإن مهمة اعتراض قمر اصطناعي ليست سهلة بل عملية صعبة للغاية ، وبرغم أن الشعاع القاتل للمعترض يمكن زيادته بوسائل متنوعة مثل استخدام المتفجرات ، مع العلم أن المواد النووية هي الأكثر قدرة بين كل المواد المتفجرة إلا أن الأقمار الاصطناعية تظل في منأى من الشعاع المدمر للسلاح النووي وقد تكون قابلة للتعطيل بفعل النبض الالكترومغناطيسي المولد بفعل الانفجار النووي غير أن هذا التكتيك يحمل كذلك خطر تعطيل بعض الأقمار الصديقة .
وهناك تكتيك آخر يستخدم لمواجهة الأقمار الاصطناعية يقوم على بث إشارات توجيه زائفة تعمل على تحريك وتدوير القمر الاصطناعي في مداره بشكل عشوائي تماماً ، وكذلك أقمار الإنذار المبكر يمكن تعميتها باستخدام أشعة الليزر وكذلك التشويش على أقمار التجسس الالكتروني ، ويمكن تجريد العدو من الاستفادة من أقماره الاصطناعية من خلال تدمير مراكز التحكم بالأقمار و المنشآت الأرضية التي لها علاقة بذلك .